Uncategorized

رواية ذات الوجه الدميم الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم ياسمينا – تحميل الرواية pdf


رواية ذات الوجه الدميم الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم ياسمينا 

الفصل 28

جاء صباح اليوم التالي .. استيقظت غاده وشريف من نومهما مبكرا .. أرادوا ألا يضيعوا وقتا في تلك الأجازة السعيده .. تناولا افطارهما في المطعم المفتوح المطل على البحر .. تحدثا وضحكا كثيرا .. فشريف يتميز ايضا بخفة الدم رغم عصبيته واندفاعه الدائم في الحكم على المواقف .. انهوا الافطار وكان الوقت مازال مبكرا .. تجولا في انحاء القريه .. لم تزدحم بعد فمعظم مقيميها نائمين الآن ..
شريف وهو يشاور أمامه : ماتيجي نقعد على البيسين
غاده : اوكيه ياحبيبي
شريف : اوعي تكوني نسيتي تجيبيلي مايوه
غاده : ودي تيجي ؟ انا حتى جبت اتنين
شريف : حبيبة قلبي يلا نروح اغير ونرجع تاني
وبالفعل ذهبوا الى جناحهما .. ابدل شريف ملابسه واكتفى بتيشرت فوق المايوه وشبشب رياضي .. بينما ارتدت غاده فستان طويل أبيض .. مذيل بفراشات سوداء .. وارتدت عليه بوليرو اسود باكمام طويله .. وارتدت طرحه متداخلة الالوان مابين الابيض والاسود .. جهزت شنطه صغيره بها فوطه كبيره واخرى صغيره ومتعلقات شريف البسيطه .. عادوا مره اخرى الى حيث حمام السباحه .. مدد شريف جسده على الشازلونج .. بينما هي جلست على الشازلونج المجاور له .. التقطت احدى المجلات الموجوده على الطاوله .. مرت أمامهم بعض الفتايات واللاتي لا يغطي جسدهن سوى مايوه قطعتين ..وان كانت احداهما تستر قليلا من جسدها فكانت ترتدي مايوه قطعه واحده فقط ..
نظرت احداهما الى شريف المتمدد .. نظرت بتفحص الى جسده وهي تبتسم .. على الفور حولت غاده عيناها الى شريف لترى ان كان هو الاخر يبادلها النظرات .. وجدته نائما مغمض العينين كما هو .. نظرت للفتاه مره اخرى وجدتها هي واصدقاءها يجلسن على طاوله قريبه منهن ..
شعرت غاده بالقلق يتسرب لقلبها .. شريف شاب وسيم جدا .. طويل .. مفتول العضلات .. وفوق كل ذلك فهو لاعب كره من الطراز الأول .. ومعظم الفتايات يستهويهن ذلك النوع ..
اعتدل شريف من نومته وقال : انا هنزل شويه ياحبيبي
حاولت أن تبتسم وتبدو طبيعيه : ماشي .. خد راحتك
خلع شريف التيشرت .. وقفز في حمام السباحه بمهاره .. جعلت الفتايات كلهن ينظرن اليه بشغف ..
غاده في سرها : الله يخربيتكوا .. عنيكوا هتطلع عليه كده ليه .. ماتخليكوا في حالكوا .. الهي تتشكي في عينك منك ليها
بينما ظل شريف يعوم ويمتع نفسه بالمياه ومن حين لآخر ينظر لغاده والتي لم ترفع عيناها من عليه .. يبتسم لها تاره ويبعث لها قبله في الهواء تاره اخرى .. وهذا ما لفت نظر الفتايات اليها انها تخصه .. نظرن اليها بغيرة واضحه .. وظلوا يتبادلن الاحاديث عليها وعلى ماهية علاقتها به … شعرت غاده بانهم يتكلمون عليها .. لا يهمها هذا ولكن ما كان يشغل بالها اكثر هو عدم التفات شريف لهن ..
رن هاتف غاده .. وجدت اسم جيهان عليه … ردت سريعا
غاده : السلام عليكم
جيهان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. ازيك ياعروسه
غاده : الحمد لله بخير .. ازيك انتي ياجي جي
جيهان : انا تمام .. وازي الكابتن عامل ايه
غاده : هو الكاتبن كويس بس البنات هنا مش كويسين ابدا ابدا
جيهان : بنات مين ومش كويسين ليه؟
غاده : انا عارفه يختي .. تقوليش مفيش غير شريف على وجه الارض كل مانروح في حته تلاقي البنات عماله تبص عليه .. من اول المضيفه في الطياره لحد دلوقتي على البيسين والبنات قلالات الحيا لابسين بيكيني وعمالين يبصوا عليه وهو في الميه .. قلة أدب
غاده بضحك : دانتي هتشوفي ايام كلها غيره ونار .. بس الاهم من ده كله .. رد فعله هو ايه لما البنات دول بيبصوله؟
غاده بتنهيده : لا والله هو محترم جدا وبيديني اهتمام قدام الناس ويعرفهم بيا وهو بيتشرف بيا .. لا لا بجد شريف مش مقصر معايا ومش حسه انه بيبص لاي بنت تبصله .. بس انا خايفه
جيهان : خايفه من ايه بقى ؟
غاده : خايفه حد من المفاعيص دول يضحك عليه او يغريه ويبعد عني
جيهان : ماهو ده دورك ياحلوه .. دلعيه وهننيه وماتخليهوش يعرف يبص بره
ثم ضحك جيهان بخبث وقالت : من الاخر هدي حيله عشان مايقدرش حتى يبص لوحده تانيه
غاده : بس ياقليلة الادب انتي .. أخلاقك باظت لما اتجوزتي تاني على فكره
جيهان : كده …طيييييب .. مش هقولك الخبر الحلو اللي كنت عايزه اقولهولك
شهقت غاده وقالت : ياخبر اسود ومنيل !!!!
جيهان بقلق : في ايه ؟
غاده : الزفاتيت نزلوا الميه وبيقربوا من شريف .. اقفلي ياجيهان .. انا هروح اجيبهم من شعرهم الجزم دول
رمت غاده الهاتف من يدها على الشازلونج ومسكت البشكير الكبير ووقفت على حافة حمام السباحه وندهت على شريف .. نظر لها فقالت : تعالى ياحبيبي كفايه كده
نظرت لها الفتايات بغل شديد .. بينما هو اقتر من موقعها .. اثنت ركبتيها .. واقتربت من مستواه قليلا .. تحداثت معه بدلال واضح .. من ناحيه تنفذ وصية جيهان ومن ناحيه اخرى لكي تغيظ الفتايات .. تكلمت معه قليلا وضحكت بدلع
قال شريف : لا لا انا مش هستنى .. انا طالع
فردت له البشكير الكبير وخرج هو من حمام السباحه .. لفت البشكير على كتفيه .. واهتمت به كأنها تريد أن تخفيه من أعين الناس جميعا ..
________________________________________
دخلت لمياء حجرة المعمل الخاصه بها .. وجدت علبه هدايا على مكتبها .. تفحصتها من الخارج .. لا يوجد عليها اي كارت .. ندهت الممرضه التي تدخل مكتبها باستمرار ..
لمياء : مين اللي جاب العلبه دي هنا؟
الممرضه : حد جابها على باب المستشفى .. والسيكيورتي خدها منه وطلعها وانا حطيتها هنا
لمياء : ايوه مين يعني اللي اداها للسيكيورتي ؟
الممرضه : معرفش هو بس قالي ان في واحد جه وقاله العلبه دي للدكتوره لمياء بتاعت المعمل ..
لمياء وهي تنظر للغبله المغلقه : طيب .. اتفضلي انتي شكرا ..
تركتها الممرضه .. فتحت لمياء العلبه .. وجدتها عباره عن فازة كريستال صغيره .. ولكن أنيقه جدا .. بداخلها كارت صغير .. فتحت الكارت وجدت به جمله قصيره ” اتمنى تعجبك ” الامضاء ” معجب”
القت لمياء الكارت بضيق وقالت : قلة ادب وسفاله ..
وضعت الفازه في علبتها مره اخرى ولملمت الغلاف وكل شئ متعلق بالهديه والقته في القمامه .. وقضت باقي يومها تتعامل بعصبيه واضحه ..
اتصل عليها رامي في نهاية اليوم وأخبرها أنه سيأتي ليلة غد ليتحدث مع والدها عن تحديد ميعاد العقد وان وافق والدها سيكون عقد وبناء في ليلة واحده ..
لمياء : ماشي يارامي تشرف في اي وقت
رامي بتردد: مالك .. في حاجه مضايقاكي ؟
لمياء : ليه بتقول كده ؟
رامي : حاسس من صوتك انك متضايقه ومش مبسوطه
لمياء بتنهيده : الشغل االنهارده كان مرهق وطبعا اليوم مابيخلاش من حاجات كده مستفزه بتضايق الواحد
رامي: مممكن اعرف ايه اللي مضايقك؟
لمياء : مش عارفه هي حاجه عبيطه يعني وانا اتعاملت معاها خلاص
رامي باصرار: في ايه يالمياء ؟
لمياء : في حد معرفش مين قال بعتلي هديه على المعمل في المستشفى .. وكاتبلي معجب ؟ شفت بجاحه اكتر من كده؟
ارتسمت على شفتيه ابتسامه خبيثه ولكن لم تظهر في صوته ..
قال بغضب مصطنع : مين اللي عمل كده ؟
لمياء مدافعه عن نفسها : والله ماعرف يارامي .. انا لقيتها على مكتبي اول ما دخلت .. حتى الممرضه اللي جابتها ماتعرفش مين اللي باعتها
صمت رامي قليلا ثم قال : وجبلك ايه سي معجب ده ؟
لمياء : فازه كده وجواها كارت فيه يارب تعجبك او ياريت تعجبك مش فاكره ايه اللي كان مكتوب وماضي وكاتب معجب
رامي : فين الكارت والزفته الفازه دي؟
لمياء بخوف : انا قطعت الكارت ميت حته ورميت الفازه بعلبتها في الزباله
نفخ رامي وقال بصوت عالي : يعني مين اللي هيعمل كده؟
لمياء بصوت اقرب للبكاء : والله يارامي انا معرفش مين وانا اول مره اتعرض لموقف زي ده .. صدقني
رامي : طيب طيب خلاص
لمياء : رامي ..
رامي : نعم؟
لمياء : انت مصدقني مش كده؟
رامي بعد صمت طويل .. قال ببطء : مصدقك يالمياء
لمياء بارتياح : الحمد لله ..
رامي : انا جاي بكره ان شاء الله ..
لمياء بابتسامة سعاده : ماشي .. هنستناك
رامي : باذن الله .. مع السلامه
لمياء : سلام
انهى رامي المكالمه واراح رأسه الى الوراء وفي ذهنه صورتين لفتاتين .. يقارن بين افعالهما .. احدى تلك الصورتين للمياء والآخرى … لسالي
بينما قامت لمياء .. خرجت الى باب المستشفى .. ذهبت إلى أفراد الأمن .. سألتهم من الذي استلم تلك الهديه بإسمها
أجاب واحد منهم يدعى رضا
رضا : انا يادكتوره اللي خدتها
لمياء بحده : وانت ازاي تاخد حاجه من واحد ماتعرفوش وكمان ماسألتوش عن اسمه
رضا بارتباك : هو شكله مش غريب عليا تقريبا شفته هنا قبل كده وكمان هو اتعامل كأنه حد يعرف حضرتك كويس ..
لمياء : حضرتك سببتلي مشكله بسبب الموضوع ده
رضا : آسف يادكتوره مش هكررها تاني
لمياء : ياريت
تركته وغادرت وهي تحمد ربها ان رامي لم يغضب منها او يظن فيه سوء..
________________________________________
دخل شريف الحمام .. واخذ حمامه وخرج وجد غاده جالسه على السرير تفكر .. كان يعلم ما يدور بخلدها ولكنه تظاهر بعكس ذلك
شريف : كان نفسك تنزلي البيسين ياحبيبتي
غاده : عادي
شريف : في بيسين مغلق للمحجبات .. لو عايزه بكره تروحي بس انا مش هعرف ادخل معاكي .. روحي انتي المغلق وانا هروح المكشوف
قالت غاده بفزع : لا لا لا انا لا عايزه بسين ولا غيره انا معاك في اي حته هتروحها هبقى مبسوطه حتى لو منزلتش الميه خالص
كانت هناك ضحكه على وشك الانفجار من شفتي شريف ولكنه قاومها بشده وقال : براحتك ياحبيبتي
قالت هي في سرها : قال اسيبك في البيسين قال .. دول كانوا كالوك .. شكلك هتتعبني معاك يابن الهام ..
رمى شريف جسده جوارها وذهب في النوم .. هي الاخرى لم تقاوم رغبتها في النوم .. فنامت جواره ومازالت تفكر في هؤلاء الفتايات اللاتي تحومن حول زوجها ..
استيقظوا بعد العصر .. طلب شريف طعام الغذاء في حجرتهما ..
شريف : حبيبتي انا طلبت الاكل هنا .. بصراحه جسمي متكسر مش قادر انزل
غاده : لا ياروحي ولا يهمك .. هنا او بره المهم ان احنا سوا
شريف بابتسامه : ربنا يخليكي ليا يادودي
جاء الطعام .. وقامت غاده بتقطيع الدجاج في طبق شريف كالعاده .. تناولوا الطعام في جو من الضحك والمرح الذي اضافه شريف .. وفي المساء اقترح شريف عليها ان يتناولا العشاء في الخارج .. طلب منها شريف ان ترتدي فستانا قد ابتاعه لها كهديه قبل الزواج .. جهزت له ملابسه كما يريد .. وبعد ان انتهى نظرت له باعجاب واضح
كان يرتدي حله سوداء أنيقه مع تصفيف شعره بطريقه جذابه جعلته اكثر وسامه ….
وقالت لنفسها : اذا كنت انا مراته وهتجنن عليه من منظره كده .. امال البنات اللي هيشوفوه لما نخرج هيعملوا ايه؟ استرها يارب من الخروجه دي

تأبطت ذراعيه ودلفت معه أحد المطاعم الشهيره .. سحب لها الكرسي لتجلس عليه .. ثم جلس على الكرسي المقابل لها .. نظر اليها بابتسامه تملأها الحب . أما هي فكانت تجول بعينيها المكان تبحث عن الفتايات الموجودات بالمطعم .. وقعت عيناها على قليل من الطاولات اللاتي تجلس عليهن بعض الفتايات الحسناوات .. نظرت لهن شذرا .. التفت شريف الى حيث هي تنظر
قال لها : تعرفيهم؟
غاده بعدم فهم : ايه؟
شريف : البنات دول تعرفي حد فيهم ؟
غاده بضيق : لا وماتبصش عليهم
شريف : انتي اللي كنتي بتبصي مش انا
غاده : خلاص بقى شوف هناكل ايه عشان نمشي
شريف بدهشه : مالك ياغاده ؟ لو مش عاجبك المكان نمشي من دلوقتي مايهمكيش
غاده يتنهيده أرادت بها ان تسيطر على انفعالاتها : لا لا .. اسفه ياحبيبي مقصدش اللي قلته ..
شريف : ولا يهمك ..
تناولوا عشائهم في صمت .. لم تتمالك غاده نفسها وظلت تنظر الى الفتايات في كل مكان وتنظر لشريف الذي لم يتأثر بوجودهن بالمره .. لم تستمتع بالطعام .. غادروا وعادوا الى جناحهم .. كانت غاده تشعر بالراحه لانها ستنفرد بزوجها بعيدا عن أعين النساء جميعهن .. وعلى باب الجناح
وقف شريف وقال لها : ادخلي انتي ياحبيبتي هجيب حاجه واجيلك
غاده : ماشي ..
دخلت وابدلت ملابسها بقميص حريري طويل .. صففت شعرها ووضعت بعض المساحيق على وجهها .. تعطرت .. التفتت لتلتقط الروب من على السرير .. ارتدته .. نظرت في ساعة يدها .. ذهبت الى شباك الحجره .. ازاحت الستائر قليلا وهي تبحث عنه بعنيها علها تعثر عليه .. لم يظهر .. اعادت الستائر على وضعها وجلست تفكر فيه وفي مستقبلها معه .. فهي الان معه وفي بداية حياتهما ويخرجان سويا .. ولكن بعد ذلك فسيكون هو بمفرده ولن تستطيع ان ترى من تحاول لفت نظره او من تحاول الايقاع به .. ثم فجأه شهقت واعتدلت في جلستها .. وسوس لها شيطانها انه الان مع احدى الفتايات اللاتي كانوا في المطعم .. لا بل يمكن ان يكون مع تلك التي كانت تنظر اليه على حمام السباحه .. او مع المضيفه !! من منهن .. او يمكن مع واحده اخرى لا تعلمها ..
قالت محدثه نفسها : لا والله مش هستنى ..لا مش اروح اشوفه فين
كادت ان تخلع الروب … تذكرت انها تعطرت .. ولا تستطيع الخروج حتى لو ابدلت ملابسها .. تبا لهذا الحظ اللعين .. اختطفت هاتفها واتصلت عليه
شريف : ايوه ياحبيبي
غاده بضيق : انت فين كل ده؟
شريف : جاي على طول اهو
غاده : ايوه يعني انت فين ؟
شريف : شويه وجاي .. سلام
واغلق الخط دون ان يعطيها الفرصه ترد عليه
________________________________________
بعد ان تركها شريف .. ذهب الى المطعم الرئيسي للقريه .. دخل مباشرة الى المطبخ الملحق بالمطعم .. ما إن رآه الشيف حتى نده عليه
الشيف : اهلا كابتن شريف
شريف : ها .. الحاجه جاهزه؟
الشيف : ربع ساعه بالظبط ..
شريف بضيق : ربع ساعة ايه بس انا مأكد عليك من شويه ..
الشيف : معلش ياكابتن عشان اعملك حاجه عاليه
رن هاتف شريف باسم غاده ورد عليها سريعا .. انهى المكالمه .. وقف انتظر الشيف وهو ينظر لساعته ويتحسس جيبه بين الحين والاخر ..
________________________________________
دخل بخفه ودون ان يصدر صوتا .. تأكد انها بالغرفه .. جهز كل شئ دون ان يصدر صوتا .. ثم دخل عليها .. وجدها جالسه على الكرسي المقابل للنافذه وعلى عينيها اثار الدموع ..
فزع شريف لمنظرها .. اقترب منها سريعا وقال : غاده .. مالك
نظرت له بلوم وعتاب مخلوط بضيق : مفيش حاجه
قامت من مكانها وازاحت الغطاء استعدادا للنوم
شريف : انتي بتعملي ايه؟
غاده : هنام زي مانت شايف ..
شريف : دلوقتي ؟
غاده : الساعه اتناشر
شريف : احنا كل يوم بنسهر .. مالك في ايه ياغاده ؟
نظرت له وقالت : انت كنت فين ؟
شريف بضحك : هو ده اللي مضايقك؟
غاده : ماجاوبتنيش
شريف وهو يمد لها يده : طيب تعالي اقولك
لم تستطيع مقاومة سحر ضحكته كالعاده وقامت معه على الفور ونسيت حتى سؤالها .. خرجت معه الى الصاله .. تفاجأت بالذي تراه والذي كان غير موجود عندما دخلت الحجره ..
الصاله مطفأة الأنوار .. الشموع مرصوصه في كل مكان .. وعلى الطاوله الموجوده يوجد تورته صغيره على شكل قلب مكتوب عليها بمنتهى البراعه والحرفيه ” بحبك ياغاده” وعلى الأرض منثور أوراق الورد ذو الرائحه الجميله .. وضعت يدها على فمها .. حاولت ان تهدئ من انفعالها لما تراه امامها .. سارت على الارض المليئه بالورود .. تأملت قالب الحلوى .. تحسست الشموع بيدها لتتأكد من حقيقة ما تراه .. دمعت عيناها اكثر وأكثر .. التفتت اليه والذي كان واقفا على باب الحجره ينظر لها بكل حب ..
ركضت نحوه وارتمت في حضنه وهي تبكي .. ملس شريف على شعرها الناعم وقال : بتعيطي ليه دلوقتي ؟
غاده : عشان زعلت منك ومكنتش اعرف انت كنت بتعمل كل ده عشاني
مسكها من ذقنها ونظر مليا في عينها : انا بحبك انتي ياغاده .. انتي وبس
ثم مسكها من يدها وقال : تعالي اقعدي ..
جلسوا على الاريكه : حبيبتي انا عارف ايه اللي بيدور في دماغك .. وكل بصه بتبصيها لاي واحده في اي مكان واحنا سوا ببقى عارف البصه دي لمين وعشان ايه
كانت تستمع اليه وهي محرجه منه .. فأكمل : حاولت اخليكي تتكلمي وتطلعي كل اللي جواكي .. بس انتي فضلتي تكتمي احساسك بالغيره عليا مع انه مالوش اي سبب ..
ثم مسك وجهها بكفيه وقال : عشان انا مفيش في قلبي مكان غير ليكي انتي بس .. ويوم ماتجوزتك وبقيتي مراتي .. خلاص .. كل الستات قدامي كائن واحد زيهم زي الرجاله .. محدش هيقدر يهز فيا شعرايه ..
غاده ومازالت تذرف دموعا ولكن دموع السعاده : بجد ياشريف ؟ هتفضل تحبني طول عمرك ومش هتبص لواحده غيري؟
شريف : اموت لو بصيت لغيرك
غاده سريعا : بعد الشر
شريف : انا بتكلم جد .. اموت لو بصيت لغيرك .. لو عملت كده هبقى فعلا قلبي ميت لانه خلي من حبك .. وزي ماقلتلك قبل كده .. اطمني ياغاده انا كلي ليكي قلبي وعقلي وكل حياتي ليكي وانا كمان بطلب منك ده
غاده : بتطلب ايه؟
شريف : اني اكون حبيبك رقم واحد في حياتك ..
غاده بصوت فرح : ياااااه ياشريف .. انت بتطلب حاجه موجوده فعلا .. انا معنديش اهم منك ولا من سعادتك .. أوعدك هفضل احبك طول عمري .. ولو اتغير حبي ليك هيتغير للأقوى مش للأضعف ..
شريف بسعاده : أيييييييوه كده .. عايزك كده على طول الخط .. حبيني ودلعيني .. وانا هبقى كل دنيتك وحياتك وعمري ماهجرحك ياغاده .. وأنا قد كلمتي دي .. شيلي بقى الأفكار اللي ممكن تضايقك مني من دماغك .. وريحي عقلك خالص من التفكير في الحته دي .. سيبي نفسك ياحبيبتي .. ماتعمليش حاجه في الدنيا الا انك تحبيني وبس ..
احتضنته غاده من فرط سعادتها بكلماته التي انزلت السكينه على قلبها الثائر .. ثم تناولا جزءا صغيرا من قالب الحلوى .. لم يستطيعا انهاؤه فهم يشعرون بالشبع من الحب الذي يملأ قلبهما في هذه الليله السعيده دخل الحجره وهو ممسكا يدها .. أجلسها على كرسي التسريحه
غاده متسائله : انت مقعدني هنا ليه؟
لم يرد عليها ولكنه اعطاها ظهره ثم التفت اليها مجددا وفي يدها سلسله ذهبيه يتدلى منها قلب مفرغ ومرصع اطاره بفصوص الماس ..
شهقت غاده في انبهار ونظرت اليه وهو يلبسها اياه .. تحسسته بيدها وهي تنظر اليه بالمرآه
غاده : ايه ده ياشريف ؟ ليه كل ده؟
مسك يدها وأوقفها من جسلتها وقال : عشان حاجه واحده .. عشان بحبك ياغاده
نسيت غاده كل ماكانت تفكر به .. اقنعها شريف بأفعاله وأثبت لها حبه الشديد لها .. حتى أنها تصورت للحظه أنه يحبها أكثر من حبها له .. نسيت كل ما وسوس لها الشيطان .. وثقت في زوجها لأبعد حد .. نعم هو يحبها هي فقط .. هناك بالفعل من هي أجمل منها ولكن لماذا اختارها هي من بقية النساء .. لأنه يحبها ويذوب في عشقها .. ارتاحت واستكانت في ليلتها هذه وهدأ القلب الذي كان يشتاط غضبا منذ قليل .. وحمدت ربها على نعمة الزوج المحب لها





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى