Uncategorized

رواية الم بدون صوت الفصل السادس 6 بقلم خديجة احمد – تحميل الرواية pdf


البارت السادس

رديت بصوت مخنوق، ودموعي كانت بتغلبني:

__المايك طلع مش مقفول يا ساره…

الكل عرف عن حياتي، عني… كل حاجة.

سكتت ثواني، والهدوء اللي بينا كان وجع لوحده.

وبعدين قالت بنبرة فيها خوف وحنين:

__لازم أشوفك.

غمضت عيني،وافتكرت كل اللي حصل بينا…

رديت وأنا بصوت متكسر:

__كلمتيني ليه بعد كل اللي حصل؟

ساره (بصوتها الهادي اللي كنت مفتقداه):

__علشان إنتي لسه صحبتي…

ولما أشوف صحبتي ف ضيقه، حتى لو وجعتني قبل كده، لازم أقف جمبها.

بصراحه كلامها طمني… حسّيت إن فيه حدّ بيحبني بجد،

حدّ هيفضل جمبي حتى بعد كل اللي حصل

قابلتها فعلًا قريب من البيت، في كافيه صغير على ناصية الشارع.

كانت قاعدة لوحدها، هاديه… بتبص ف الكوباية كأنها بتدوّر على الكلام اللي هتقولُه.

وأول ما شافتني، قامت واقفة بابتسامة خفيفة، فيها اعتذار… وفيها حنين.

خطيت ناحيتها بخطوات مترددة،

ما كنتش عارفة أبتدي بإيه — العتاب؟ ولا الشوق؟ ولا الأسف؟

قعدت ف هدوء، وكل ثانية كانت تقيلة.

عيني بتدور في المكان، بتعد الكراسي، الكوبايات، الناس…

كل حاجة إلا عينيها.

مكنتش قادرة أبص فيها، يمكن خوف، يمكن وجع.

هي كانت حاسه بتوتري، ف قالت بهمس خافت:

__أنا آسفه… آسفه إني عملت حاجه مكنش المفروض أعملها،

بس والله كانت نيّتي خير.

كأن الكلام فتح حاجة جوايا،

لقيت لساني بيتكلم لوحده، بصوت مليان ندم:

__متتأسفيش… أنا اللي آسفه.

قولت كلام معرفش عواقبه…

كنت متعصبه أوي، وطلّعت غضبي ف حاجه ملهاش ذنب.

أنا آسفه والله، بس كنت تايهه ساعتها.

مدت إيدها بهدوء وقالت:

__ نبدأ من جديد؟.

بصيت لإيدها ثواني، وبعدها مسكتها وأنا ببتسم ابتسامه صغيره وقلبي بيرتعش:

__نبدأ.

بدأت أحكيلها…

من أول ما البوليس جه البيت،

لحد اللي حصل امبارح في السيشن.

كنت بتكلم وأنا نفسي بيطلع متقطع،

كل كلمة كنت بطلّعها كأنها حجر تقيل من على صدري.

وساره كانت قاعدة ساكته،

بتسمعني بعنيها قبل ودنها،

كل شوية تهز راسها أو تمد إيدها تلمس إيدي،

كأنها بتقوللي من غير كلام: “كمّلي، أنا سامعاكي.”

كنت بحكيلها عن خوفي، وعن الناس اللي بقت تبصلي بنص عين،

وعن اللي اتكسر جوايا بعد اللي حصل.

ولما وصلت لنهاية الكلام،

فضلت ساكته، دموعي نزلت من غير صوت.

هي ساعتها قربت وقالت بهدوء:

__نور… إنتي قويه، حتى لو نسيتي ده.

اللي حصل صعب بس دي مش النهايه والناس شويه وتنسى كله هيرجع زي الأول.

كلام ساره فعلاً طمّني،

خلاني أحس إن الدنيا لسه ممكن تبتدي من أول وجديد.

بعد ما خلصنا، ودعتها بابتسامة صغيرة،

وروحت الشغل الجديد.

السوبر ماركت كان كبير، مليان ناس ووشوش أول مرة أشوفها،

كل حد مشغول ف حاجه،

وأنا واقفه بدور على نفسي وسط الزحمة.

قربت مني بنت، شكلها طيب وعيونها فيها دفء غريب.

قالت وهي مبتسمة:

__إنتي اللي هتشتغلي جديد هنا؟.

هزّيت راسي وأنا حاسة بتوتر في كل عضلة في جسمي.

مدّت إيدها وقالت ببساطة كأنها عايزة تطمنني:

__أنا حنين.

مدّيت إيدي بردّ متردد، بس ابتسامتها كانت معديّة.

قولت:

__ نور.

ضحكت وقالت:

__نورتينا يا نور.

بدأت حنين تعرفني على الشغل خطوة بخطوة،

كانت بتشرحلي بهدوء، وبتضحك كل شوية كأنها بتحاول تخفف عني رهبة البداية.

الناس اللي بيشتغلوا هناك كانوا في قمة اللطف،

كل واحد فيهم سلّم عليا بابتسامة صافية،

وفي عيونهم مفيش أي حكم… ولا أسئلة.

حسّيت وأنا وسطهم كأني أعرفهم من زمان،

مع إننا لسه متقابلين من دقيقتين.

يمكن علشان كنت محتاجة الإحساس ده —

إحساس إنك وسط ناس لطيفه وخفيفه ف تعاملها





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى