Uncategorized

رواية ملاك السيف الفصل الثامن 8 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf


رواية ملاك السيف الفصل الثامن 8 بقلم ايمان صلاح 

كانت عبير تضحك بشدة عليهم بعد أن رأى يوسف ملك هي من تطرق الباب ركض ورائها يريد الثور منها أما هي تركض للفرار منه وكان يلقي عليها الأحذية التي تقابله ولكن بعضُها يصيبُها والبعض لا …

أما ملك كانت تريد أن تخرج من المنزل كان من الخطأ عليها الدخول عندما رأته ..

اقترب يوسف منها وكاد يمسكُها لتصرخ هي وتفر هاربة من أمامه صاعده إلى أعلى البناية ..

كاد يلحق بها ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة فهو ليس أحمق حتى يصعد تلك الأدوار السبع على قدمه ليغلق الباب بقوة مصدرًا صوتًا حادًا ..

تأفف بانزعاج من أفعالها تلك
_ عاجبك كده يا ماما اللي الهانم بتعمله

_ ههههه أنا مالي يابني مش هدخل بنكم انتوا احرار ببعض ..

_ اضحكي اضحكي ..

_ ههههه فكرتوني بايام زمان والله يا يوسف

يوسف متذكرًا تلك الأيام والليالي ليقول بضحك
_ آه بس الادوار كانت متبادلة انتي اللي بتجري ورانا هههه

أردفت عبير بضيق
_ أنت بتضحك عليا ياد

يوسف بابتسامة وهو يرفع يديه مستسلمًا
_ لا ابدًا

_ يلاه روح صحي مراتك عشان نتغدا

_ حاضر

ظل يسير حتى وصل إلى غرفتة كاد يفتح الباب ولكن صوت طرقات باب المنزل جعلته يرجع مرة أخرى وهو يرفع أكمام ملابسة ويبتسم بخبث فهي لم تقدر على الصمود ونزلت مرة أخرى .. فتح الباب وكان على وشك الافتكاك بها ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة عندما رأى أنها ليست القابعة أمام الباب بل أنه سيف …

كاد يرحب به ولكن سبقه سيف بالحديث
_ يوسف أنت هنا ملك كويسة .. حصل ليها أي حاجة .. قولي يا يوسف طمني عليها

أردف سيف بذلك بقلق وخوف من حدوث مكروه لها عندما رأى يوسف يفتح لهُ باب المنزل ظن أنه حدث مكروه لها وأنه جاء من أجلها ليرد عليه يوسف بانزعاج ..

_ ايه حيلك حيلك هو أنا عارف اتكلم طب سبلي فرصة حتى
ثم أردف بهدوء
_ أيوه كويسة يابني وبخير وكُل حاجة ..

زفر براحة وقتها وأردف باطمئنان
_ طب هي فين

_ فوق
أردف بذلك وهو يشاور إلى الاعلى بيديه

_ على السطح قصدك
هز يوسف رأسه بنعم .. ليراه قد اختفى من أمامه ليغلق الباب بيده ليقول بضيق وهو يضرب كلتا يديه معًا
_ مجنون هيتجوز مجنونه ياربي ولا حتى سلم ولا حتى عمل أي حاجة …

_ يابني واحد عاوز يطمن على حبيبته أكيد مش هيقولك ازيك يعني اطلع انت منها وروح صحي مراتك انا هروح احط الاكل تكون صحيت مراتك وملك وسيف جم وإسراء يلاه

_ حاضر حاضر ..
☆☆♡☆☆

صعد سيف الدرج يتآكل شوقًا إليها رغم خوفه عليها ولكن تغلب الشوق عليه ليصل بأسرع وقت اتجه لأعلى البناية يريد أن يمتع بصره برؤيتها وها قد نال مراده

وجدها واقفة عند الحائط مستندة بجسدها الأمامي عليه عاقدة يديها إلى صدرها تتطلع إلى المنازل والأراضي والشوارع المجاورة بطفولة شديدة تراقب كل شيء كأن حياتها تتوقف على ذلك .. تنظر لكل إنش بما تراه تتطلع لكل شخص تريد معرفة ما بداخل هذا وذاك وتلك … تريد أن تعلم بما يفكرون وإلام يتجهون .. تعشق المراقبة والتأمل ..

يتطاير شعرها بفعل الهواء ليتحرك بتناغم شديد حولها يتراقص مع صوت النسيم المتحرك حولها ..

راقب خصلاتها دون ملل تتحرك بكل اتجاه وتتمايل كل خصلة وحدها مشكلة مشهد بديع
كانت اللمعة تزداد توهجًا بعينيه حتى كادت تختفى خلفها ..

ثوان وضاقت عيناه اللامعة سابقًا متحولة لظلام داكن بعدما أدرك شيء هام .. تقف مرتدية ثوب يكشف ساقيها البيضاوين .. شعر بالدخان يخرج من أنفه وأذنيه وتلاعبت الشياطين حوله ..
أخرجت من منزلها هكذا ؟ ألم ينبه عليها ألا ترتدي تلك الملابس التي بالكاد تستر جسدها .. ماذا إن رآها أحد بالتأكيد سيفتن بها لا محالة بهذا الشكل المهلك للروح والفؤاد ..

اقترب مسرعا لاعنًا شروده الذى جعله يقف ثوان دون تحرك يحجبها عن مرأى أي عدو يحاول الوصول لها ..

ما إن التصق بها حتى أمسك ذراعها بقوة وهو يتطلع إليها بغضب بملامح وجهه التي تغيرت فالهدوء قد تبخر عندما رأها بهيئتها تلك فإذا صعد أحدهم إلى أعلى البناية لرآها هكذا .. وبالطبع سيرتكب جريمة وقتها دون ذرة تردد

عقدت حاجبيها بتعجب وفزع جسدها ينتفض من تلك المفاجأة وزاد ذلك عندما صرخ بها فورًا:

_ إنتي اتجننتي في دماغك ولا ايه بالظبط ها .. إزاي تطلعي بره البيت بالشكل ده .. انا مش منبه عليكي بدال المرة ألف مش تطلعي بالمنظر ده ..

تنهدت براحه عندما رأته سيف فقد ظنت بأن أحد أخر غيره .. قابلته بإبتسامة ولكنها اختفت تدريجيًا عندما صرخ عليها .. ولم تفهم على ماذا يأول حديثُه .. بدأ الخوف يُسيطر عليها من هيئته تلك .. عيناهُ .. لم تستطع تمييز لونُها أهي بُنيه أم سوداء .. أم أنها رأتها سوداء بسبب العتمة المتواجدة أمامهم وتواجد بعض الأضواء الخافتة بقربهم .. ولكن تلك الهالة التي جاءته جعلتها ترتجف لا إراديًا ..

_ سيف .. أنا .. أنا مش فاهمه أنت بتتكلم عن ايه .. أنا عملت حاجة ضيقتك مني ..

إبتسم بسخرية من أمرها ألتلك الدرجة تستخفه .. أتراه أحمقًا .. هكذا ظن ..

_ لا أبدًا مش عملتي خالص .. ثم هزها بعنف .. الحاجة الوحيدة اللي مش بحبها فيكي حضرتِك عملتيها ..

ثم زاد من قبض يديه على ذراعيها بقسوة مغرسًا أصابعهُ بها ..

_ رجلك يا هانم .. رجلك اللي باينه دي مش يحق لحد يشوفها أبدًا غيري ..

استغربت ماذا بها قدماها .. نظرت إلى قدميها لترى أنها صعدت بثياب النوم الكاشفة لساقيها .. رمشت بصدمة عدة مرات تُريد أن تتأكد أهي صعدت هكذا .. ولكن ما تراه حقيقة .. لا تعلم ماذا تفعل ولكن كل ما تعلمه الآن أن ذراعيها آلمتها بشدة .. حاولت كبت دموعها ولكنها لم تستطع فبدأت الدموع تهبط بشكل تدريجي من كلى العينين دمعة تُقابلها دمعة أخرى .. تطلعت إلى عيناه مرة أخرى ..

_ سيف دراعي بيوجعني من ايدك ممكن تشيل ايدك ..

اهتزت مقلتاه قلقًا عليها من رؤية الدموع بعينها .. وعدها بأن يكون لها سند وظهرًا تتحام به وأن لا يُبكيها أبدًا والأن ها هو يخالف وعد من وعوده .. لطالما كان حريصًا على أن لا يشاهد نظرة حزن منها فقط .. لكن الأن وجد حُزن ملاصق ببكاء .. زفر بشدة لاعنًا نفسه عما فعله بملاكه التى يجب الرفق بها فقوته لا تماثل قوتها ..
هي هشة ضعيفة أقل شيء يكسرها وها هو بكل غباء قد سبب الوجع لها .. ابتلع غصه مريرة حزنًا على فعلته الحمقاء ..
أزال يديه من عليها ثم ولاها ظهره وابعتد عنها مسافة قصيرة ليتفرغ بنفسه ولو القليل من الوقت حتى يستطيع السيطرة على أفعاله ..
لم تقدر ملك أن تلومه فهو محق ليفعل بها ما يشاء هي الحمقاء تعلم بغيرته ولكنها لم تقصد ذلك .. تعلم بأنه يخاف عليها بشدة من نظرات الأخرين .. أن ينظر لها شخص بطريقة مقززة تثير إشمئزازُها .. ولكن ماذا تفعل فقد حدث ما حدث ولكن عن طريق الخطأ ..
اقتربت منه وهي تحاول أن تمنع بكاؤها ولكن إرتفع صوت شهقاتها لا إراديًا .. أمسكته من كتفيه وأردفت بأسف شديد وهي تبرر موقفها لعلهُ يغفر لها ويسامحُها …

_سيف والله والله مش عارفه طلعت كده إزاي
مش اخت بالي أنا أسفة يوسف كان بيجري ورايا وأنا طلعت وجريت على السلم ومش أخدت بالي إني بهدوم البيت واللهِ ..

جذبها بين ذراعيه يحتضنها.. لم يقدر أن يمنع نفسه من إحتضانها .. فليُرجع لها الأمان مرة أخرى .. ليُشعرها بوجودة بجانبها وأن يكون لها الدواء الذي يشفيها دائمًا .. وضع رأسها على صدره فوق قلبه لتسمع صوت دقاته النابضة بعشق إسمُها .. استسلمت لأحضانة التى انجتها وكأنها غريق يبحث عن الأمان وهو الناجي الوحيد لها .. لتترك يديها بمكانُها فلم تبادلة بل أنها تركت أُذنها هي من تسمع وذاك القلب القابع بين اضلعه يعتذر لها ويبرر موقفه ..
لتزيد من بُكاءها .. كأنه اعطى الإذن بذلك .. فهو أمانُها ..

صرخة مكتومة خرجت من شفتيها عندما ضغط على ذراعها ليقلق بشدة عليها إبتعد عنها وهو يحاول أن ينظر إلى عينيها ليريها خوفه وقلقه عليها ولكن هيهات فهي تنظر إلى الأسفل ..

_ هو هو بيوجعك

هزت رأسها وهي تزم شفتيها بحزن ..
أقترب من ذراعها الأيمن حيث موضع ألامُها بدلًا من أن يديرُها لهُ ..
امسكه برفق بيده اليسرى و أزاح ملابسها مشمرًا عن ساعدها الأبيض ..
وأي ملابس فهى لا تصف بالثياب حتى بالكاد يصل طولها عند منتصف تلك العظمة البارزة يطلقون عليها ( عظمة الكوع ) ..

ازاحهم برفق وهدوء وهو يحاول ألا يلمسهم حتى وصل إلى موضع ألمها .. اتسعت عيناه فزعًا عليها .. آثار أصابعه مطبوعة بل محفورة عليها بشدة .. محمرة وقد قارب لونها على التلون بالأزرق الداكن .. كاد يضرب جبينه بعدما ضم قبضة يده ولكنه نهر نفسه لا يريد أقلاقُها مرة أخرى لتعاقبه هي ..

كانت تنظر للأرض بحزن وضيقًا من إستسلامُها لهُ كيف لا تعاقبه على فعلته تلك بل وبكل غباء منها تعتذر لهُ وكأنها فقط من أخطأت .. تعهدت وقتها ألا تحادثه يجب أن يعاقب على ما ارتكبه ..
لكن وكالعادة قلبها متعلق به .. تخلت عن عهدها بسهولة ما إن استشعرت إصبعه يُمر بهدوء وحنان على موضع ألمها ..

نظرت إليه بهدوء بعد أن توقفت عن البكاء مثل الأطفال لتجده يرفع حدقتيه يتطلع إليها بنظرات معتذرة .. أدارت وجهها للجهة الأخرى ممتنعة عن مسامحته
اخرس أيها القلب الأحمق فلتعاقبه ولو حتى القليل من الوقت فلتصمُد قليلًا أمام هالته المحببه لي ولروحي ..

رسمت الجمود والغضب على ملامحها ليتنهد بهدوء يبلل شفتيه مبتسمًا باتساع وخبث .. يعلم جيدًا كيف يصل لقلبها الذى متيقن أنها تحاول تغليفه بكبرياء أنثى تريد رد إعتبارها ..

رفع بصره يتمهل النظر بملامحها البريئة التى يعشقها ليجدها مغمضة عينيها وما زالت الدموع متحجرة بين رموش عينيها الرقيقة وضع إبهامه عليها وأزال تلك الدموع عنها ..
برغم الألم الظاهر على وجهها إلا أن الهيام قد نال حقه من ملامحها ..
أنفاسها تخرج دافئة هادئة تضرب وجهه ..
أردف باعتذار حقيقي
– انا آسف مش هعمل كده تاني ليكمل بهدوء مبتعدا عنها
– يلا ننزل عشان تحطي كريم عليهم
مرت بجواره مندفعة أمامه هتف بعد تذكره شيء هام
_ ملك
توقفت عن السير ناظرة إليه
_ نعم
أخذ شهيقًا قبل حديثه فلا يعلم لما تأخر كثيرًا حتى يتحدث في ذلك .

إحنا لازم نتجوز ثم رفع يده اليسرى أمام وجهها قبل أن تقاطعه ..
اسمعيني بس إحنا متأخرين ليه مفيش أي سبب يخلينا نتأخر بقالنا سنتين مخطوبين كفايا وكل واحد وعرف اللي قدامه .. بصي أنا مسافر شهر عندي شغل برا هحاول أرجع قبل شهر أول لما أرجع هنتجوز على طول ..
كانت تطلع إليه بضيق شهرًا سيبتعد عنها .. الا يكفي تلك الأيام التى يسافر بها ولكن المدة شهر رأى على وجهها الضيق ليتفهم ذلك بصي يا ملك الفترة طويلة لاني أخدت شغل لقدام عشان يا ستي ابقي فاضي ليكي شهر شهرين اجازة نُقعد فيهم شهر العسل ولا مش عاوزة
وافقيني يا ملك الله يخليكي كفايا كده الوقت بيمر علينا ..

تبخر الضيق من عينيها ليحل محلهم البراءة
_ حبيبي براحتك خالص أنا موفقة أول لما تيجى نتجوز ثم أردفت بشراسة بس انا اللي هختار الامكان اللي هنروحها أنت فاهم

أردف سيف باستسلام وضحك
_فاهم فاهم المهم اتجوزك واجيب عيال انا عاوز دسته عيال عايز كتير

صدمة ملك من حديثه أهو يريد مجموعة من الأطفال أيراها بقرة ..
_ نعم يا اخويا ليه شايفني جاموسة ولا ايه

ضربها سيف بخفه على مقدمة رأسها
_ وأجمل جاموسة شفتها في حياتي

نظرت ملك له بتقزز ليضحك سيف على معالم وجهها
_ لا يا حبيبتي مقصدش بس انا عاوز منك كتير نسخ مصغرة كده شبهك ..

_ اللي يجيبه ربنا خير .
أردفت بذلك بابتسامة ليهز سيف رأسه بطاعة
_ونعم بالله .. يلاه ننزل كفايا كده ..

نزل سيف على الدرجات أولًا سابقًا ملك بخطوة جاعلًا إياها وراءه يخبئها من مرسى أي عدو يريد أن يتمتع بنظراته بها فلا يحق لأحد أن ينظر لها نظرة واحدة فقط ..

******يتبع**




Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى