Uncategorized
رواية ملاك السيف الفصل التاسع عشر 19 بقلم ايمان صلاح – تحميل الرواية pdf

رواية ملاك السيف الفصل التاسع عشر 19 بقلم ايمان صلاح
في الصباح ..
كان جالسًا على الكرسي أمامها .. لم ينام إلا ساعات قليلة ..ولم يكن نومه مطمئنًا ففي كل مرة يستيقظ على أمل أن كل ما حدث حلم وأنها بخير هي وطفله ولم يفارق الحياة ولكن يجد كل ما حدث حقيقة .. حقيقة مؤلمة له .. وستؤلمها أكثر .. وها هو ذا منتظر افاقتها ظل بجوارها ينظر إليها بلا ملل وقد مرت الساعات لا يعلم عددها
أمسك كف يدها الغير موصل بالكانونة يحيطه بين يديه .. مال برأسه إلى باطنه يقبله .. ضمه بين يديه هاتفًا بحنان وقد بدأت الدموع تتجمع حول عينيه مكنسًا رأسه إلى الأسفل
_ حنين .. يلاه اصحي بقى .. وحشتيني .. بقالك كتير نايمة اصحي كفايا كده .. أنا مسامحك والله .. طب بصي لو عاوزة تقولي لوالدتك على أي حاجة بتحصل في حياتنا قولي والله مش هتخانق معاكِ تاني بسبب كده .. ولا على أي سبب تاني .. مش هيبقى في مشاكل بينا تاني .. بس بس ارجعي ليا .. مش تسيبيني لوحدي .. أنا آسف إني زعلتك .. أنا آسف على خسارة ابننا .. أنا ..
توقف عن الحديث عندما وجدها تقبض على يديه .. نظر إليها بسعادة كبيرة قد استيقظت أخيرًا يخبرها بما حدث لاحقًا .. ولكن لما تلك الدموع المجتمعة حول عينيها سمعت حديثه يالا سخافته ..
أزالت قناع الأوكسجين عن وجهها بيدها الموصلة بالكانونة .. أنزلت يدها تضعها على بطنها وتحدثت بصوت خافت خرج متقطعًا
_ راح صح .. أنا سمعتك وأنت بتقول كده
هز رأسه بأسف مانعًا نفسه من البكاء أمامها عليه التماسك .. لن يضعف فهي بحاجة إلى الدعم منه تستمد منه العون ولن يبخل في ذلك ..
ابتلعت غصة مريرة .. تحاول استيعاب ما حدث معها.. وأن صغيرها قد غادر
ولكنه توفي قبل أن تراه .. لم يعد موجود بين أحشائها تحافظ عليه .. لم يجل في خاطرها أن ذلك سيحدث معهم ..
تنهدت بألم لن تشرك بربها وتقول لما حدث ذلك لي .. فيوجد نساء غيرها مرو بتلك المرحلة وكانت أقسى من ذلك ..
من غيرها فارق طفله بعد ولادته .. وغيرها من فارقه بعد منادته لهم أبي وأمي .. وغيرهم من فارقهم وهم شباب .. قد أعطاها الله أخف عذاب منهم فهل لها أن تعترض؟؟ لا وألف لا بل أنها رضت بقاء الله .. فما يحدث لهم بالتأكيد به خير .. شيء هين عن آخر .. لذلك هتفت تحاول الصبر على فراقه
_ اللهم لا اعتراض .. اللهم أجرني في مصيبتي .. ياارب الصبر من عندك .. يا الله
هتفت برجاء متمسكة يديه بقوة المحيطة بكف يدها
بعد تذكرها سبب خلافهم وهو إخبار والدتها بكل تفاصيل حياتهم ..
_ وعد مش هقول لماما أي حاجة تاني .. مش هخلي أي مشكلة تحصل بينا بعد كدة .. والله ندمت كفايا إني خسرت إبني .. بس أنت مش تسيبني بالله عليك خليك جنبي .. كفايا هو راح .. مش هتسيبني صح
هز رأسه بتأكيد لم يجيبها بلسانه بل تمدد بجوارها بنصف جسده الأيمن محيطًا إياها بيده اليسرى بخفة لكي لا يؤذيها ..
لحظات كانت تنعم بدفء أحضانه.. يقبلها على مقدمة رأسها .. يلقي عليها بعض الكلمات الحانية .. يطمئنها .. يخفف عنها الألم .. يشعرها بوجوده بجانبها دائمًا عدم تركه لها ..
استمر على ذلك حتى غفت وغف بجوارها هو الآخر
بعد شعورهم بالأمان وكيف لا يشعرون به وهم بجوار بعض!!!
______________________________
عند الظهيرة وصل كلًا من عبير و نهلة إلى المستشفى
هتفت عبير تذكرها للمرة التي لا تعلم عددها ألا تبكي أمام حنين كي لا تسوء حالتها ..
_ نهلة مش تنسي .. بلاش عياط قدام حنين الله يخليكِ .. إنتِ سمعتي الدكتور قال إيه .. لازم الراحة التامة ليها عشان تخف بسرعة وترجع لينا
هتفت نهلة بضيق .. ألم تمل من تكرار تلك الكلمات عليها .. وكيف توصيها على إبنتها فلذة كبدها؟ فلا يمكنها أن تضر حنين بشيء ..
_ ما خلاص يا عبير في إيه من الصبح وإنتِ عماله تقولي كده إيه خلاص .. أنا مش هضر بنتي يعني .. ومش هعيط يا ستي ولا هتنيل حلو كده
كادت عبير أن ترد عليها بغضب جامح .. وتعلمها أنها السبب فيما حدث
وأن حالة إبنتها تلك ما هو سوى تدخلها في علاقتها بينها وبين زوجها .. ولكن لم ترد أن تحملها الذنب لذلك صمتت فالصمت هو الحل الأمثل ..
دخلت عبير إلى الغرفة تبعها دخول نهلة ورائها بعد أن طرقت على الباب ولكن لم تجد رد من أحد لذلك دخلت والقلق ينتشل قلبها خوفًا من حدوث مكروه آخر ل حنين وأن حالتها قد يأت .. سرعان ما تحولت حالتها إلى السعادة وهي تجدهم نائمين في سلام وابنها نائم في وضعية غير مريحة ولكن علامات وجهه تدخل على راحته وكيف لا يرتاح بجوارها وهي الدواء الخاص به؟؟
وأيضًا حالة حنين ليست بسيئة فقد أصبحت مطمئنة بوجوده جانبها وتلك العبارات التي ألقاها على مسامعها جعلها لا تقلق لشيء يكفي وجوده بجانبها ..
هتفت عبير بهمس إلى نهلة تحثها على الخروج
_ يلاه إحنا نطلع برة خليهم نايمين
هتفت نهلة بضيق من وضعية ذراعه على بطنها خوفًا على إبنتها
_ هو حاطط ايده على بطنها كده ليه؟ افرض بطنها وجعتها
أردفت عبير بتهكم ممسكه يدها تجرها إلى الخارج
_ وإنتِ مش شفتي بنتك مسكة فيه إزاي .. يا ولية بطلي حرام تضيفها عليهم كده مش تنسي راحت بنتك معاه في وجوده جنبها .. ولا عاوزاها تسوء أكتر ومش تخف؟؟
جلست نهلة على الكرسي وعبير بجوارها .. هتفت و نهلة بصدق
_ لا تسوق إيه دانا سبته يفضل عشان تتحسن بوجوده غير كده مش كنت مشيت .. ربنا يحسن حالتها يا رب ..
_ يا رب
هتفت عبير بصدق وهي تدعو ربها بزوال تلك الأزمة ..
_______________________________
في سيارة سيف
هتفت ملك بتساؤل بعد سيرهم إلى طريق آخر .. قد ظنت أنهم ذاهبون إلى المستشفى
_ سيف إحنا رايحين فين كده
أردف سيف بابتسامة خافتة
_ فاكرة أول مرة اتقابلنا فيها .. هنعيد مجد للذكرى يا قلبي
شهقت ملك بفزع تتذكر ما حدث معها وقتها وتمكن الخوف من قلبها ليست حمقاء حتى تعيد تلك الذكرى مرة أخرى ألا يكفي ما مرت به بعدها؟؟ وعدم قدرتها على النوم .. كانت روحها تنسحب بسرعة أثناء تحرك اللعبة ..
_ لاااا أنا مش هركب اللعبة دي تاااني أبدًا .. أنا قلبي وقع وقتها.. ومش عندي استعداد اجرب الموضوع ده تاني .. أنا كنت حسه إني هموت خلاص كان تجربة ومش هتحصل ..
هتف بأمر مشيرًا بإصبع يده اليسرى السبابة
_ لا هتركبيها .. أنا معاكي مش هتبقي لوحدك مش تخافي
لما ذلك الإصرار يا سيف؟؟ تشمت بخوفها؟؟ تريد رؤية الخوف بعينيها .. هتفت بعصبية ضفيفة
_ بعينك يا سيف مش هركبها .
سرعان ما تحولت إلى الهدوء ومن هي حتى تمنع نفسها من التنزه بجواره؟؟
_ أي لعبة تانية ماشي مش هقول لا
هتف بطاعة لكي لا يحزن محبوبته فهو لم يكن ليجعلها تركب اللعبة مرة أخرى …
_ عيوني ليكي يا حبيبتي
تنهدت براحة بعد استجابته .. ابتسمت بسعادة ناظرهة إليه تشبع عيناها من رؤيته بعد غياب أيام عنها بسبب أعماله لكن الآن لم يعد هناك شيء يبعده عنها
_______________________________
كان جالسًا بجوار البنات بجسده ولكن عقله وقلبه في مكان آخر .. عند الحسناء التي تتحرك بخفة و نشاط كبير .. يختلس النظر إليها ويشبع عيناه بها التي حرمت من النظر إليها..
لن يندم يومًا
بينما هي كانت سعيدة بذلك سعيدة بعودته ووجوده بجانبهم ..
ولم تخبره بكلمات والدته حتى أنها لم تكترث لهم ..
بل أنها غفرت له كل ما يهمها أنه هنا وكفى ..
فلن تخرب حياتها ببعض الكلمات ألا يكفي رجوع الأمان إلى قلبها!
لم تنسى سعادت أطفالها بوجوده .. نظرت إليهم بسعادة وقد أدمعت عيناه وهي تراه معهم يمرح ويلعب ويفعل أشياء كانت تتمناها بشدة والآن قد حدث ما تمنته؟؟
ولكنها اعتادت على عدم دوم السعادة هناك ما يقلقها وهو حماتها!!!!
دخلت في دوامة آخر أكبر بكثير .. أدخلت الثقل إلى قلبها ..
ولكنه انتشل ذلك بكل براعه عندما لاحظ تغير ملامح وجهها .. هتف بنبرة حانية
_ أمنية مش يلاه عشان تلبسي .. أنا هروح ألبس البنات تكوني إنتِ خلصتي ماشي
شقت الابتسامة على عرض وجهها .. نعم سوف يأخذهم في جولة حقيقة .. فقد وعدها بأن يعوض الأيام الفائتة وها هو يوفي بوعده حقًا؟؟
تركت تلك الأفكار في مكانها الآن حان وقت نسيان كل من حولها حتى نفسها عليها التفكير بأسرتها فقط وبه هو
_ تمام مش هتأخر بس أنت متأكد إنك هتعرف تغير ل لوجي
رفع حاجبيه باعتراض وهتف باستغراب
_ آه إيه إللي فيها يعني؟
قهقهت بخفة
_ لا مش فيه حاجة .. أنا هدخل ألبس وهاجي على طول يمكن تحتاج مساعدة ولا حاجة
_______________________________
كانت ممسكة أحدى الصور بين يديها التي تجمعهم مع بعضهم البعض ..
ما زالت تحتفظ بها وإن ألقت بها في أي مكان لن تنساه فصورته محفوظة في عقلها وقلبها فهو ساكن بين ضلوعها!
أمسكت الهاتف بعد محاولات بمنع نفسها من الإتصال بملك ولكن لم تقدر تريد أن تعلم كيف انتقلت رائحته على ثيابها .. هل تعلم من هو أم أنها محض صدفة؟؟
ضغطت على زر الإتصال في إنتظار الرد حتى أجابة ..
لم تعطي لها الفرصة بالحديث حتى أو إلقاء السلام بل هتفت باندفاع لكي لا تتبخر شجاعتها في الحديث معها!!
_ملك لما حضنتك إمبارح كان في ريحة برفان رجالي في هدومك جه من عند مين؟
هتفت ملك بابتسامة خافتة وهي جالسة في المطعم منتظرة عودة سيف بالطعام.. لما تكذب عليها
ظنت أنها قد رأته معها ورأت ما حدث .. لذلك أخبرتها بكل شيء متمنية ببلاهه أن يشكل كلًا منهم ثنائي رائع ..
_ شكلك شفتي إللي حصل لما حد وقعني وهو مسكني ف البرفان بتاعه فضل موجود وقتها بس مش يظهر غير لو حد قرب مني أوي
هتف زهرة بتوتر سيتأكد حدثها؟؟
_ طب مين هو أو تعرفيه من فين
أردفت ملك بسعادة فمن الواضح أنها أعجبت به وإلا ما كانت تسأل عنه ..
_ ده يا ستي واحد لسه جاي جديد ساكن جنبنا من شهر وشوية .. عسل أوي يا زهرة ودمو خفيف ههه .. وجدع بصراحة ومحترم ..
ثم تابعت بخبث
_ شاب عزابي وعاوز عروسه
أردفت زهرة وقد خارت قواها.. لم تعد تستطيع الإنتظار أكثر من ذلك
_ إسمه إيه
هتفت ملك بأمل
_ باسل العناني
اهتزت مقلتي عيني زهرة عند ذكرها إسمه وازدادت ضربات قلبها بسرعة ملحوظة .. إسم حبيبها .. وما زاد الوضع هو اسم عائلته تأكدت أكثر أنه هو .. لم تستطع الإنتظار أكثر من ذلك بل أغلقت الهاتف في وجه ملك من غير أن تودعها!
ارتدت الثياب في عجلة من أمرها أندفعت الى الخارج ذاهبة إلى منزله!!!!
بينما ملك نظرت بحنق إلى الهاتف ولكنها تمنت حقًا أن تكون له .. سرعان ما شهقت بخوف عندما وضع الطعام بعنف على للمائدة وصوته الغاضب
_ مسكك إزاي بقى؟؟
ابتلعت ريقها بخوف من غيرته وبداخل عقله تحاول إيجاد الكلمات المناسبة لإخباره!!
_______________________________
بعد أن أبدلت ثيابها وأرتدت ثوب أبيض فضفاض وحجاب ملون خرجت من الغرفة مستغربة كيف لم تسمع صياح إبنتها ابتسمت بسعادة تراهم جالسون في أحضان والدهم على الكرسي أردفت بفخر
_ لا بجد أنت عملت أكبر إنجاز إنك لبستهم بسرعة كدة .. أنا مش قادرة أصدق أنك خلصت قلبي .. حتى لوجي نفسها عرفت تغيير ليها إزاي مش عارفة دي بتتكسف
رفع ماجد رأسه بتكبر ناظرًا إليها
_ أنا مش أي حد
هتفت ريتال بابتسامة خافتة واضعة كف يدها الأيسر على فمها
_ لا أنت سبت
حجظت عيناه باستغراب من أين لها بتلك الكلمات كاد يسألها .. سرعان ما تذكر خروجها إلى الحضانه بالتأكيد سمعت تلك الألفاظ منهم
_ مين دي
أدارة لوجي وجهه لينظر إليها
_ دي بنتك يا بابي أنت نسيت ولا إيه
هتف بلا مبالاة منزلًا إياهم من على قدمه
_ لا يا حبيبتي مش نسيت .. يلاه يا حوله منك ليها عشان نمشي بسرعة .. ادخلو البسو الجزمة
هتف الأطفال بصياح ومعهم أمنية
_ يعيش بابا هيه يعيش بابا هيه
ضرب ماجد كف يديه على جبينه بيأس منهم .. خرج من المنزل والابتسامة على وجهه سرعان ما تبدلت إلى الحزن وهو يراها أمامه .. تنظر إليه باشتياق ..
تذكر كل ما حدث معه بسببها بسبب أفعالها هل جاءت تكمل كلامها؟؟ لن يبتعد عنهم مهما حدث لن يكرر فعلته مهما حي فلتقل ما تريد لن يوافق على كلامها ويذهب ليتزوج بسبب بعض التخاريف التي تقولها ..
أدار وجهه إلى أمنية ليراها تطلع إليه بقلق لما تبدل حاله هكذا من تراه في الخارج .. أقتربت منه لترى والدته في الخارج .. تبدلت ملامحها إلى الخوف لم تستعد لذلك الآن .. حتى أنها
لم تخبره عن كلماتها لم ترد أن تخرب حياتها على كلمات غير مهمة .. كل ما يهمها أنه جاء ولكن كيف تسعد ووالدته لا تحبها؟ وكما يقولون السعادة لا تدوم ..
وآسفاه على حالكم المتعكر ..
أردفت نجوى بتهكم بعد أن رأت ملامح وجههم .. وارتداء ثياب للخروج
_ مش هتقولي أدخلي ولا شكلي هضيع عليكم الليلة
كاد يتحدث ويدخلها ولكنه توقف عن الحديث عندما وجد فتاة تقف بجوارها ترتدي ثياب غير لائق بالنسبة له ..
هتفت الفتاة بأسف
_ معلش اتأخرت عليكي ..
نظرت إليه لترى شاب جذاب هتفت بإعجاب
_ الله مين الجميل ده .. ليكون ماجد .. الله هتجوز القمر ده يخربيت جمالك
شهقت أمنية بخوف حقيقي لما لا تكمل السعادة معها؟؟ زواج!!
ابتسم ماجد بألم هاتفًا بوجع
_ يااااه يا أمي .. فكرتك جاية ندمانة على إللي حصل منك ..
مش زعلتي على بعادي شهور عنك؟؟ مش كفوكي؟ مش كفايا بعدت عن أهل بيتي بسببك ناس مسؤولة مني سبتهم بكل بساطة عشانك عشان ترتاحي بكل غباء بعدت عنهم ..
لكن بكل سهولة نسيتي إللي حصل وبعادي ده كله وجايه وجايبه معاكي واحدة عشان اتجوزها بردو؟؟ مش كفاكي إللي حصل!!
للمرة الأخيرة يا أمي أنا مش هتجوز واعملي إللي إنتِ عاوزه وحاول زي منتي عاوزة لكن مش موافق مهما حصل .. أنا بحب مراتي وهفضل معاها طول العمر لحد ما اموت غير كده مش هبعد عنها .. ومكتفي بالبنات إللي عندي أجمل من ميت ولد يجي ليا .. أنا ربنا رزقني بأجمل كنز في الدنيا إزاي عاوزاني افرط فيه بكل سهولة كده؟؟ إزاي بس!! لأمتى هتفضلي كده لأمتى
تطلعت أمنية إليه بصدمة كل ما حدث بسببها هي؟؟ بسبب والدته بعاده عنها لذلك السبب .. إذن كانت تكذب عليها عندما أخبرتها بموافقته ..
والآن يعترف بحبه لها في مثل ذلك الموقف ..
لا تعلم هل تسعد أم تحزن؟
لا تعلم من أين جاءت لها القوة لتقترب من الفتاة الحمقاء تلك الغير عالمه بما يحدث حولها .. أمسكت شعرها تأخذه بين يديها بقوة ..
_ تتجوزي مين يا حيلتها أه .. وقاعدة تتغزلي في جوزي قدامي؟؟ ليه مش ماليه عينك ولا إيه .. و لا إنتِ ولا عشرة زيك تبص على جوزي لمي عينك بدال ما ألمها ليكِ بنفسي وتقولي عليها يا رحمان يا رحيم
هتفت الفتاة بصراخ وهي تمسك يديها تحاول إخراجها من بين خصلات شعرها
_ آه سيبي شعري .. آه يا طنط نجوى خليها تشيل ايديها .. كان مالي ياربِ بس والله ما كنت أعرف أنه متجوز أصلًا هي قالت ليا هجوزك إبني ومش قالت غير كده
هتف ماجد بهدوء مبعدًا إياها عنها
_ سيبيها يا أمنية
ابتعدت أمنية عنها تتشبث بكف يده اليسرى
هتفت الفتاة بغضب وهي تسب نجوى التي لم تكترث في مساعدتها حتى بل تركتها
_ أما إنك وليه كركوبه صحيح .. إذا كان أبنك متجوز عاوزاني اتجوزه ليه هاا .. لو كنت أعرف من الأول مش كنت واقفة أصلًا .. يا وليه سيبيه عايش مبسوط في حياته بلاش غم منك وقرف .. أوووف عليكي خسارة الوقت إللي راح مني على واحدة زيك كده .. أعوذ بالله منك يا شيخة.. خرابة بيوت صحيح
ثم غادرت إلى حال سبيلها ..
هتف ماجد بتهكم
_ شوفتي حتى البنت مش قدرت تستحمل ههههه
أقتربت هند منها والغضب متمكن منها كانت واقفه تتابع ما يحدث في صمت .. لن تتركها تحزن إبنتها أكثر من ذلك يكفي سكوتًا .. إذا لم تجد أحدًا يقف في وجهها ويوقفها عند حدها ستقف هي
_ جرى إيه يا حجه ما تسيبي الناس عايشه في حالها الله لازم تخربي حياتهم .. مش كفايا خربتيها قبل كده .. عماله تتفرعني عليهم مش سيباهم في حالهم كده ليه .. إيه عاوزاه يتجوز عليها عشان خاطر ولد؟؟ ما ربنا رزقه ببنتين حلوين غيرك نفسو يشوف حفيدة عنده حتى ومش فكر يتكبر على النعبة اللي ربنا اداهالوا
يعني هترتاحي لو البنات حصل ليهم حاجة وواحدة منهم راحت لقدر الله ..
بينما في الداخل عند البنات
كانت لوجي واقفة على الكرسي تحاول الوصول إلى صورة تجمعها هي ووالدها لتخبره بأن يأخذون مثلها ..
هتفت ريتال وهي تمسك الكرسي بيديها محاوله منها على تثبيته
_ يا لوجي انزلي هطلع أنا وهعرف أجيبها بسرعة عشان أطول منك
هتفت لوجي باعتراض
_ إلاااا هجيبها أنا وهعرف .. شيلي إيدك من على الكرسي أنا مش صغيرة ..
أردفت ريتال بنفي
_ لا يا لوجي همسك الكرسي عشان أسنده
هتفت لوجي بغضب
_ لا شيليها بقى
أبعدت ريتال يديها من على الكرسي ووقفت بعيده عن أختها وهي تتابعها بعينيها خوفًا من سقوطها .. أقتربت من باب الغرفة تنظر إلى الخارج رأت الجميع واقف هتفت وهي مندمج مع حديثهم
_ لوجي بابا بيتخانق مع تيتة
لم تعيرها لوجي أي إنتباه بل أبتسمت بسعادة بعد أن أمسكت الصورة بيديها ..ظلت تهز ارجلها بسعادة ولم تأخذ بالها أنها واقفة على الكرسي الكبير ..
_ مسكته مسكت .. ريتال شفتي أنا كبيرة إزاي وعرفت أمسك ال.. مامييييي
سرعان ما تحولت سعادتها إلى الصراخ بعدما سقطت من على الكرسي إلى الأرض بعد خوفها من صراخهم المتواجد في الخارج .. .. ..
نظرت ريتال إلى شقيقتها بصدمة بدأت في البكاء وهي ترى حالتها تلك ..
أندفع الجميع إلى الداخل .. شهقات خرجت منهم وهم يرونها ساقطة على الأرض بلا حولة ولا قوة والدماء منتشره حولها بسبب إصابتها في رأسها ..
•يتبع•
كان جالسًا على الكرسي أمامها .. لم ينام إلا ساعات قليلة ..ولم يكن نومه مطمئنًا ففي كل مرة يستيقظ على أمل أن كل ما حدث حلم وأنها بخير هي وطفله ولم يفارق الحياة ولكن يجد كل ما حدث حقيقة .. حقيقة مؤلمة له .. وستؤلمها أكثر .. وها هو ذا منتظر افاقتها ظل بجوارها ينظر إليها بلا ملل وقد مرت الساعات لا يعلم عددها
أمسك كف يدها الغير موصل بالكانونة يحيطه بين يديه .. مال برأسه إلى باطنه يقبله .. ضمه بين يديه هاتفًا بحنان وقد بدأت الدموع تتجمع حول عينيه مكنسًا رأسه إلى الأسفل
_ حنين .. يلاه اصحي بقى .. وحشتيني .. بقالك كتير نايمة اصحي كفايا كده .. أنا مسامحك والله .. طب بصي لو عاوزة تقولي لوالدتك على أي حاجة بتحصل في حياتنا قولي والله مش هتخانق معاكِ تاني بسبب كده .. ولا على أي سبب تاني .. مش هيبقى في مشاكل بينا تاني .. بس بس ارجعي ليا .. مش تسيبيني لوحدي .. أنا آسف إني زعلتك .. أنا آسف على خسارة ابننا .. أنا ..
توقف عن الحديث عندما وجدها تقبض على يديه .. نظر إليها بسعادة كبيرة قد استيقظت أخيرًا يخبرها بما حدث لاحقًا .. ولكن لما تلك الدموع المجتمعة حول عينيها سمعت حديثه يالا سخافته ..
أزالت قناع الأوكسجين عن وجهها بيدها الموصلة بالكانونة .. أنزلت يدها تضعها على بطنها وتحدثت بصوت خافت خرج متقطعًا
_ راح صح .. أنا سمعتك وأنت بتقول كده
هز رأسه بأسف مانعًا نفسه من البكاء أمامها عليه التماسك .. لن يضعف فهي بحاجة إلى الدعم منه تستمد منه العون ولن يبخل في ذلك ..
ابتلعت غصة مريرة .. تحاول استيعاب ما حدث معها.. وأن صغيرها قد غادر
ولكنه توفي قبل أن تراه .. لم يعد موجود بين أحشائها تحافظ عليه .. لم يجل في خاطرها أن ذلك سيحدث معهم ..
تنهدت بألم لن تشرك بربها وتقول لما حدث ذلك لي .. فيوجد نساء غيرها مرو بتلك المرحلة وكانت أقسى من ذلك ..
من غيرها فارق طفله بعد ولادته .. وغيرها من فارقه بعد منادته لهم أبي وأمي .. وغيرهم من فارقهم وهم شباب .. قد أعطاها الله أخف عذاب منهم فهل لها أن تعترض؟؟ لا وألف لا بل أنها رضت بقاء الله .. فما يحدث لهم بالتأكيد به خير .. شيء هين عن آخر .. لذلك هتفت تحاول الصبر على فراقه
_ اللهم لا اعتراض .. اللهم أجرني في مصيبتي .. ياارب الصبر من عندك .. يا الله
هتفت برجاء متمسكة يديه بقوة المحيطة بكف يدها
بعد تذكرها سبب خلافهم وهو إخبار والدتها بكل تفاصيل حياتهم ..
_ وعد مش هقول لماما أي حاجة تاني .. مش هخلي أي مشكلة تحصل بينا بعد كدة .. والله ندمت كفايا إني خسرت إبني .. بس أنت مش تسيبني بالله عليك خليك جنبي .. كفايا هو راح .. مش هتسيبني صح
هز رأسه بتأكيد لم يجيبها بلسانه بل تمدد بجوارها بنصف جسده الأيمن محيطًا إياها بيده اليسرى بخفة لكي لا يؤذيها ..
لحظات كانت تنعم بدفء أحضانه.. يقبلها على مقدمة رأسها .. يلقي عليها بعض الكلمات الحانية .. يطمئنها .. يخفف عنها الألم .. يشعرها بوجوده بجانبها دائمًا عدم تركه لها ..
استمر على ذلك حتى غفت وغف بجوارها هو الآخر
بعد شعورهم بالأمان وكيف لا يشعرون به وهم بجوار بعض!!!
______________________________
عند الظهيرة وصل كلًا من عبير و نهلة إلى المستشفى
هتفت عبير تذكرها للمرة التي لا تعلم عددها ألا تبكي أمام حنين كي لا تسوء حالتها ..
_ نهلة مش تنسي .. بلاش عياط قدام حنين الله يخليكِ .. إنتِ سمعتي الدكتور قال إيه .. لازم الراحة التامة ليها عشان تخف بسرعة وترجع لينا
هتفت نهلة بضيق .. ألم تمل من تكرار تلك الكلمات عليها .. وكيف توصيها على إبنتها فلذة كبدها؟ فلا يمكنها أن تضر حنين بشيء ..
_ ما خلاص يا عبير في إيه من الصبح وإنتِ عماله تقولي كده إيه خلاص .. أنا مش هضر بنتي يعني .. ومش هعيط يا ستي ولا هتنيل حلو كده
كادت عبير أن ترد عليها بغضب جامح .. وتعلمها أنها السبب فيما حدث
وأن حالة إبنتها تلك ما هو سوى تدخلها في علاقتها بينها وبين زوجها .. ولكن لم ترد أن تحملها الذنب لذلك صمتت فالصمت هو الحل الأمثل ..
دخلت عبير إلى الغرفة تبعها دخول نهلة ورائها بعد أن طرقت على الباب ولكن لم تجد رد من أحد لذلك دخلت والقلق ينتشل قلبها خوفًا من حدوث مكروه آخر ل حنين وأن حالتها قد يأت .. سرعان ما تحولت حالتها إلى السعادة وهي تجدهم نائمين في سلام وابنها نائم في وضعية غير مريحة ولكن علامات وجهه تدخل على راحته وكيف لا يرتاح بجوارها وهي الدواء الخاص به؟؟
وأيضًا حالة حنين ليست بسيئة فقد أصبحت مطمئنة بوجوده جانبها وتلك العبارات التي ألقاها على مسامعها جعلها لا تقلق لشيء يكفي وجوده بجانبها ..
هتفت عبير بهمس إلى نهلة تحثها على الخروج
_ يلاه إحنا نطلع برة خليهم نايمين
هتفت نهلة بضيق من وضعية ذراعه على بطنها خوفًا على إبنتها
_ هو حاطط ايده على بطنها كده ليه؟ افرض بطنها وجعتها
أردفت عبير بتهكم ممسكه يدها تجرها إلى الخارج
_ وإنتِ مش شفتي بنتك مسكة فيه إزاي .. يا ولية بطلي حرام تضيفها عليهم كده مش تنسي راحت بنتك معاه في وجوده جنبها .. ولا عاوزاها تسوء أكتر ومش تخف؟؟
جلست نهلة على الكرسي وعبير بجوارها .. هتفت و نهلة بصدق
_ لا تسوق إيه دانا سبته يفضل عشان تتحسن بوجوده غير كده مش كنت مشيت .. ربنا يحسن حالتها يا رب ..
_ يا رب
هتفت عبير بصدق وهي تدعو ربها بزوال تلك الأزمة ..
_______________________________
في سيارة سيف
هتفت ملك بتساؤل بعد سيرهم إلى طريق آخر .. قد ظنت أنهم ذاهبون إلى المستشفى
_ سيف إحنا رايحين فين كده
أردف سيف بابتسامة خافتة
_ فاكرة أول مرة اتقابلنا فيها .. هنعيد مجد للذكرى يا قلبي
شهقت ملك بفزع تتذكر ما حدث معها وقتها وتمكن الخوف من قلبها ليست حمقاء حتى تعيد تلك الذكرى مرة أخرى ألا يكفي ما مرت به بعدها؟؟ وعدم قدرتها على النوم .. كانت روحها تنسحب بسرعة أثناء تحرك اللعبة ..
_ لاااا أنا مش هركب اللعبة دي تاااني أبدًا .. أنا قلبي وقع وقتها.. ومش عندي استعداد اجرب الموضوع ده تاني .. أنا كنت حسه إني هموت خلاص كان تجربة ومش هتحصل ..
هتف بأمر مشيرًا بإصبع يده اليسرى السبابة
_ لا هتركبيها .. أنا معاكي مش هتبقي لوحدك مش تخافي
لما ذلك الإصرار يا سيف؟؟ تشمت بخوفها؟؟ تريد رؤية الخوف بعينيها .. هتفت بعصبية ضفيفة
_ بعينك يا سيف مش هركبها .
سرعان ما تحولت إلى الهدوء ومن هي حتى تمنع نفسها من التنزه بجواره؟؟
_ أي لعبة تانية ماشي مش هقول لا
هتف بطاعة لكي لا يحزن محبوبته فهو لم يكن ليجعلها تركب اللعبة مرة أخرى …
_ عيوني ليكي يا حبيبتي
تنهدت براحة بعد استجابته .. ابتسمت بسعادة ناظرهة إليه تشبع عيناها من رؤيته بعد غياب أيام عنها بسبب أعماله لكن الآن لم يعد هناك شيء يبعده عنها
_______________________________
كان جالسًا بجوار البنات بجسده ولكن عقله وقلبه في مكان آخر .. عند الحسناء التي تتحرك بخفة و نشاط كبير .. يختلس النظر إليها ويشبع عيناه بها التي حرمت من النظر إليها..
لن يندم يومًا
بينما هي كانت سعيدة بذلك سعيدة بعودته ووجوده بجانبهم ..
ولم تخبره بكلمات والدته حتى أنها لم تكترث لهم ..
بل أنها غفرت له كل ما يهمها أنه هنا وكفى ..
فلن تخرب حياتها ببعض الكلمات ألا يكفي رجوع الأمان إلى قلبها!
لم تنسى سعادت أطفالها بوجوده .. نظرت إليهم بسعادة وقد أدمعت عيناه وهي تراه معهم يمرح ويلعب ويفعل أشياء كانت تتمناها بشدة والآن قد حدث ما تمنته؟؟
ولكنها اعتادت على عدم دوم السعادة هناك ما يقلقها وهو حماتها!!!!
دخلت في دوامة آخر أكبر بكثير .. أدخلت الثقل إلى قلبها ..
ولكنه انتشل ذلك بكل براعه عندما لاحظ تغير ملامح وجهها .. هتف بنبرة حانية
_ أمنية مش يلاه عشان تلبسي .. أنا هروح ألبس البنات تكوني إنتِ خلصتي ماشي
شقت الابتسامة على عرض وجهها .. نعم سوف يأخذهم في جولة حقيقة .. فقد وعدها بأن يعوض الأيام الفائتة وها هو يوفي بوعده حقًا؟؟
تركت تلك الأفكار في مكانها الآن حان وقت نسيان كل من حولها حتى نفسها عليها التفكير بأسرتها فقط وبه هو
_ تمام مش هتأخر بس أنت متأكد إنك هتعرف تغير ل لوجي
رفع حاجبيه باعتراض وهتف باستغراب
_ آه إيه إللي فيها يعني؟
قهقهت بخفة
_ لا مش فيه حاجة .. أنا هدخل ألبس وهاجي على طول يمكن تحتاج مساعدة ولا حاجة
_______________________________
كانت ممسكة أحدى الصور بين يديها التي تجمعهم مع بعضهم البعض ..
ما زالت تحتفظ بها وإن ألقت بها في أي مكان لن تنساه فصورته محفوظة في عقلها وقلبها فهو ساكن بين ضلوعها!
أمسكت الهاتف بعد محاولات بمنع نفسها من الإتصال بملك ولكن لم تقدر تريد أن تعلم كيف انتقلت رائحته على ثيابها .. هل تعلم من هو أم أنها محض صدفة؟؟
ضغطت على زر الإتصال في إنتظار الرد حتى أجابة ..
لم تعطي لها الفرصة بالحديث حتى أو إلقاء السلام بل هتفت باندفاع لكي لا تتبخر شجاعتها في الحديث معها!!
_ملك لما حضنتك إمبارح كان في ريحة برفان رجالي في هدومك جه من عند مين؟
هتفت ملك بابتسامة خافتة وهي جالسة في المطعم منتظرة عودة سيف بالطعام.. لما تكذب عليها
ظنت أنها قد رأته معها ورأت ما حدث .. لذلك أخبرتها بكل شيء متمنية ببلاهه أن يشكل كلًا منهم ثنائي رائع ..
_ شكلك شفتي إللي حصل لما حد وقعني وهو مسكني ف البرفان بتاعه فضل موجود وقتها بس مش يظهر غير لو حد قرب مني أوي
هتف زهرة بتوتر سيتأكد حدثها؟؟
_ طب مين هو أو تعرفيه من فين
أردفت ملك بسعادة فمن الواضح أنها أعجبت به وإلا ما كانت تسأل عنه ..
_ ده يا ستي واحد لسه جاي جديد ساكن جنبنا من شهر وشوية .. عسل أوي يا زهرة ودمو خفيف ههه .. وجدع بصراحة ومحترم ..
ثم تابعت بخبث
_ شاب عزابي وعاوز عروسه
أردفت زهرة وقد خارت قواها.. لم تعد تستطيع الإنتظار أكثر من ذلك
_ إسمه إيه
هتفت ملك بأمل
_ باسل العناني
اهتزت مقلتي عيني زهرة عند ذكرها إسمه وازدادت ضربات قلبها بسرعة ملحوظة .. إسم حبيبها .. وما زاد الوضع هو اسم عائلته تأكدت أكثر أنه هو .. لم تستطع الإنتظار أكثر من ذلك بل أغلقت الهاتف في وجه ملك من غير أن تودعها!
ارتدت الثياب في عجلة من أمرها أندفعت الى الخارج ذاهبة إلى منزله!!!!
بينما ملك نظرت بحنق إلى الهاتف ولكنها تمنت حقًا أن تكون له .. سرعان ما شهقت بخوف عندما وضع الطعام بعنف على للمائدة وصوته الغاضب
_ مسكك إزاي بقى؟؟
ابتلعت ريقها بخوف من غيرته وبداخل عقله تحاول إيجاد الكلمات المناسبة لإخباره!!
_______________________________
بعد أن أبدلت ثيابها وأرتدت ثوب أبيض فضفاض وحجاب ملون خرجت من الغرفة مستغربة كيف لم تسمع صياح إبنتها ابتسمت بسعادة تراهم جالسون في أحضان والدهم على الكرسي أردفت بفخر
_ لا بجد أنت عملت أكبر إنجاز إنك لبستهم بسرعة كدة .. أنا مش قادرة أصدق أنك خلصت قلبي .. حتى لوجي نفسها عرفت تغيير ليها إزاي مش عارفة دي بتتكسف
رفع ماجد رأسه بتكبر ناظرًا إليها
_ أنا مش أي حد
هتفت ريتال بابتسامة خافتة واضعة كف يدها الأيسر على فمها
_ لا أنت سبت
حجظت عيناه باستغراب من أين لها بتلك الكلمات كاد يسألها .. سرعان ما تذكر خروجها إلى الحضانه بالتأكيد سمعت تلك الألفاظ منهم
_ مين دي
أدارة لوجي وجهه لينظر إليها
_ دي بنتك يا بابي أنت نسيت ولا إيه
هتف بلا مبالاة منزلًا إياهم من على قدمه
_ لا يا حبيبتي مش نسيت .. يلاه يا حوله منك ليها عشان نمشي بسرعة .. ادخلو البسو الجزمة
هتف الأطفال بصياح ومعهم أمنية
_ يعيش بابا هيه يعيش بابا هيه
ضرب ماجد كف يديه على جبينه بيأس منهم .. خرج من المنزل والابتسامة على وجهه سرعان ما تبدلت إلى الحزن وهو يراها أمامه .. تنظر إليه باشتياق ..
تذكر كل ما حدث معه بسببها بسبب أفعالها هل جاءت تكمل كلامها؟؟ لن يبتعد عنهم مهما حدث لن يكرر فعلته مهما حي فلتقل ما تريد لن يوافق على كلامها ويذهب ليتزوج بسبب بعض التخاريف التي تقولها ..
أدار وجهه إلى أمنية ليراها تطلع إليه بقلق لما تبدل حاله هكذا من تراه في الخارج .. أقتربت منه لترى والدته في الخارج .. تبدلت ملامحها إلى الخوف لم تستعد لذلك الآن .. حتى أنها
لم تخبره عن كلماتها لم ترد أن تخرب حياتها على كلمات غير مهمة .. كل ما يهمها أنه جاء ولكن كيف تسعد ووالدته لا تحبها؟ وكما يقولون السعادة لا تدوم ..
وآسفاه على حالكم المتعكر ..
أردفت نجوى بتهكم بعد أن رأت ملامح وجههم .. وارتداء ثياب للخروج
_ مش هتقولي أدخلي ولا شكلي هضيع عليكم الليلة
كاد يتحدث ويدخلها ولكنه توقف عن الحديث عندما وجد فتاة تقف بجوارها ترتدي ثياب غير لائق بالنسبة له ..
هتفت الفتاة بأسف
_ معلش اتأخرت عليكي ..
نظرت إليه لترى شاب جذاب هتفت بإعجاب
_ الله مين الجميل ده .. ليكون ماجد .. الله هتجوز القمر ده يخربيت جمالك
شهقت أمنية بخوف حقيقي لما لا تكمل السعادة معها؟؟ زواج!!
ابتسم ماجد بألم هاتفًا بوجع
_ يااااه يا أمي .. فكرتك جاية ندمانة على إللي حصل منك ..
مش زعلتي على بعادي شهور عنك؟؟ مش كفوكي؟ مش كفايا بعدت عن أهل بيتي بسببك ناس مسؤولة مني سبتهم بكل بساطة عشانك عشان ترتاحي بكل غباء بعدت عنهم ..
لكن بكل سهولة نسيتي إللي حصل وبعادي ده كله وجايه وجايبه معاكي واحدة عشان اتجوزها بردو؟؟ مش كفاكي إللي حصل!!
للمرة الأخيرة يا أمي أنا مش هتجوز واعملي إللي إنتِ عاوزه وحاول زي منتي عاوزة لكن مش موافق مهما حصل .. أنا بحب مراتي وهفضل معاها طول العمر لحد ما اموت غير كده مش هبعد عنها .. ومكتفي بالبنات إللي عندي أجمل من ميت ولد يجي ليا .. أنا ربنا رزقني بأجمل كنز في الدنيا إزاي عاوزاني افرط فيه بكل سهولة كده؟؟ إزاي بس!! لأمتى هتفضلي كده لأمتى
تطلعت أمنية إليه بصدمة كل ما حدث بسببها هي؟؟ بسبب والدته بعاده عنها لذلك السبب .. إذن كانت تكذب عليها عندما أخبرتها بموافقته ..
والآن يعترف بحبه لها في مثل ذلك الموقف ..
لا تعلم هل تسعد أم تحزن؟
لا تعلم من أين جاءت لها القوة لتقترب من الفتاة الحمقاء تلك الغير عالمه بما يحدث حولها .. أمسكت شعرها تأخذه بين يديها بقوة ..
_ تتجوزي مين يا حيلتها أه .. وقاعدة تتغزلي في جوزي قدامي؟؟ ليه مش ماليه عينك ولا إيه .. و لا إنتِ ولا عشرة زيك تبص على جوزي لمي عينك بدال ما ألمها ليكِ بنفسي وتقولي عليها يا رحمان يا رحيم
هتفت الفتاة بصراخ وهي تمسك يديها تحاول إخراجها من بين خصلات شعرها
_ آه سيبي شعري .. آه يا طنط نجوى خليها تشيل ايديها .. كان مالي ياربِ بس والله ما كنت أعرف أنه متجوز أصلًا هي قالت ليا هجوزك إبني ومش قالت غير كده
هتف ماجد بهدوء مبعدًا إياها عنها
_ سيبيها يا أمنية
ابتعدت أمنية عنها تتشبث بكف يده اليسرى
هتفت الفتاة بغضب وهي تسب نجوى التي لم تكترث في مساعدتها حتى بل تركتها
_ أما إنك وليه كركوبه صحيح .. إذا كان أبنك متجوز عاوزاني اتجوزه ليه هاا .. لو كنت أعرف من الأول مش كنت واقفة أصلًا .. يا وليه سيبيه عايش مبسوط في حياته بلاش غم منك وقرف .. أوووف عليكي خسارة الوقت إللي راح مني على واحدة زيك كده .. أعوذ بالله منك يا شيخة.. خرابة بيوت صحيح
ثم غادرت إلى حال سبيلها ..
هتف ماجد بتهكم
_ شوفتي حتى البنت مش قدرت تستحمل ههههه
أقتربت هند منها والغضب متمكن منها كانت واقفه تتابع ما يحدث في صمت .. لن تتركها تحزن إبنتها أكثر من ذلك يكفي سكوتًا .. إذا لم تجد أحدًا يقف في وجهها ويوقفها عند حدها ستقف هي
_ جرى إيه يا حجه ما تسيبي الناس عايشه في حالها الله لازم تخربي حياتهم .. مش كفايا خربتيها قبل كده .. عماله تتفرعني عليهم مش سيباهم في حالهم كده ليه .. إيه عاوزاه يتجوز عليها عشان خاطر ولد؟؟ ما ربنا رزقه ببنتين حلوين غيرك نفسو يشوف حفيدة عنده حتى ومش فكر يتكبر على النعبة اللي ربنا اداهالوا
يعني هترتاحي لو البنات حصل ليهم حاجة وواحدة منهم راحت لقدر الله ..
بينما في الداخل عند البنات
كانت لوجي واقفة على الكرسي تحاول الوصول إلى صورة تجمعها هي ووالدها لتخبره بأن يأخذون مثلها ..
هتفت ريتال وهي تمسك الكرسي بيديها محاوله منها على تثبيته
_ يا لوجي انزلي هطلع أنا وهعرف أجيبها بسرعة عشان أطول منك
هتفت لوجي باعتراض
_ إلاااا هجيبها أنا وهعرف .. شيلي إيدك من على الكرسي أنا مش صغيرة ..
أردفت ريتال بنفي
_ لا يا لوجي همسك الكرسي عشان أسنده
هتفت لوجي بغضب
_ لا شيليها بقى
أبعدت ريتال يديها من على الكرسي ووقفت بعيده عن أختها وهي تتابعها بعينيها خوفًا من سقوطها .. أقتربت من باب الغرفة تنظر إلى الخارج رأت الجميع واقف هتفت وهي مندمج مع حديثهم
_ لوجي بابا بيتخانق مع تيتة
لم تعيرها لوجي أي إنتباه بل أبتسمت بسعادة بعد أن أمسكت الصورة بيديها ..ظلت تهز ارجلها بسعادة ولم تأخذ بالها أنها واقفة على الكرسي الكبير ..
_ مسكته مسكت .. ريتال شفتي أنا كبيرة إزاي وعرفت أمسك ال.. مامييييي
سرعان ما تحولت سعادتها إلى الصراخ بعدما سقطت من على الكرسي إلى الأرض بعد خوفها من صراخهم المتواجد في الخارج .. .. ..
نظرت ريتال إلى شقيقتها بصدمة بدأت في البكاء وهي ترى حالتها تلك ..
أندفع الجميع إلى الداخل .. شهقات خرجت منهم وهم يرونها ساقطة على الأرض بلا حولة ولا قوة والدماء منتشره حولها بسبب إصابتها في رأسها ..
•يتبع•


