مكتملة – إعادة التشغيل (قلب الصفر) | السلسلة الأولي | ـ عشرة أجزاء 17/11/2025 – أفلام سكس مصري محارم جديد

الجزء الأول: البداية – شراره صغيره في عالم كبير
مشهد (1): شرارة صغيرة
الحي الشعبي في أطراف القاهرة، صوت العيال بيملأ الشارع، كورة بتتحدف في الحيطة، وضحك باين من بعيد.
وسط كل ده، كان فيه تلات عيال دايمًا سوا: عمار، لينا، وسيف.
عمار كان مميز، هادي بطبعه، دايمًا ساكت، بس دماغه شغالة على طول. يحب يفك أي جهاز قدامه، ويشوف جواه إيه.
كان عنده فضول غريب عن أي حاجة فيها أسلاك أو دوائر أو لمبات بتنور.
أما لينا، فكانت بنت شقية، بس عاقلة، فيها حنية غريبة على الناس، خاصة عمار وسيف.
كانت تعتبرهم إخواتها، وبتخاف عليهم كأنها المسؤولة عنهم.
سيف بقى، هو الجدع اللي بيحرك الفريق. دايمًا ضحكته سابقة كلامه، بس وقت الجد تلاقيه جبل.
التلاتة دول كأنهم خُلقوا لبعض، محدش فيهم يعرف يعيش من غير التاني.
كل يوم بعد المدرسة، يجتمعوا على ناصية الحارة، يا إما يلعبوا كورة، يا إما يفكّوا في الأجهزة القديمة اللي عمار بيجيبها من الزبالة.
في يوم من الأيام، كان عمار ماسك لوحة إلكترونية صدئة شافها مرمية وراه البيت.
لينا:
“هو إنت ليه كل شوية تمسك حاجات بايظة يا عمار؟ مش بتزهق؟”
عمار (مبتسم):
“يا بنتي دي مش بايظة، كل حاجة ليها روح… بس الناس مش بتعرف تسمعها.”
سيف (ضاحك):
“سمعها إيه يا عم المخترع؟ دي لوحة خُردة!”
عمار:
“طيب، استنوا يومين وشوفوا… هخليها تنوّر.”
ضحكوا عليه في الأول، لكن بعدها بيومين فعلاً جاب بطارية، ووصل أسلاك، وفجأة…
اللمبة الصغيرة اللي في نص اللوحة نورت.
ساعتها كلهم سكتوا، بصوا لبعض بدهشة.
لينا (بصوت منبهر):
“إنت فعلاً عملتها!”
عمار:
“قولتلك كل حاجة ليها صوت… بس لازم تسمع كويس.”
اللحظة دي، كانت أول مرة يحسوا فيها إنهم ممكن يعملوا حاجة “مش عادية”.
من يومها بقت عادة عندهم – كل أسبوع يجمّعوا حاجات قديمة، يفكوها، ويتعلموا منها.
—
مشهد (2): أول شرارة فضول
عدت سنين بسيطة، بقوا في أولى إعدادي.
اتغيرت حاجات كتير… جسمهم كبر، عقلهم كبر، وبدأت الدنيا تبان أوسع.
المدرسة بقت فيها معمل كمبيوتر، وده بالنسبالهم كان كنز.
في أول حصة حاسب، المدرّسة كانت بتتكلم عن “الإنترنت”.
كلمة “نت” علقت في دماغ عمار.
رجع البيت يومها مش قادر ينام، سأل أبوه عن الكمبيوتر القديم اللي كان متغطي تراب.
عمار:
“بابا، هو الكمبيوتر ده شغال؟”
الأب:
“ده من أيام زمان يا ابني، بس جرب يمكن **** يكرم.”
قعد طول الليل يفكه، ينضفه، يشغل، يوصل كابلات.
لحد ما ظهر قدامه أول مرة… شاشة التشغيل.
عينه نورت.
كان أول اتصال ليه بالعالم اللي برّه.
تاني يوم حكى للينا وسيف:
عمار:
“النت ده عالم غريب جدًا، يا جماعة… بتحس إنك دخلت عقول ناس مش من هنا.”
سيف (مستغرب):
“عقول إيه يا ابني؟ إحنا مش قادرين ندخل عقول المدرسين!”
لينا (باهتمام):
“هو يعني إيه غريب؟ في إيه جوّاه؟”
عمار:
“فيه كل حاجة… علم، أفكار، حاجات عن الفضاء، وحاجات عن ناس بتحكم العالم!”
سيف (ضاحك):
“وبتحكمنا إحنا كمان؟”
عمار (بصوت واثق):
“ممكن… بس يوم ما أفهم النظام ده، هخليه يشتغل لصالحنا.”
لينا بصتله بإعجاب غريب.
كان في حاجة في طريقة كلامه بتخليها تصدّق أي حاجة يقولها.
—
مشهد (3): دخول “تاليا”
نص السنة تقريبًا، اليوم اللي دخلت فيه تاليا الفصل.
بنت هادية، ملامحها فيها غموض كده، عينيها دايمًا تسرح، كأنها بتفكر في حاجات أكبر من سنها.
قعدت في آخر الفصل، محدش عرف هي منين.
في الفُسحة، كانت قاعدة لوحدها، لينا راحتلها.
لينا:
“إنتِ جديدة؟ اسمك إيه؟”
تاليا:
“أيوه… أنا تاليا.”
لينا:
“تعالي، تعالي تعرفي على عمار وسيف، دول أصحابي.”
ومن أول يوم، بقت تاليا جزء من المجموعة.
عمار اتشد لطريقتها في الكلام، هادية بس كلامها دايمًا ليه معنى.
أما سيف، فكان واضح عليه الانبهار من أول نظرة.
ومع الوقت، بقت الأربعة لا يفترقوا.
كل يوم بعد المدرسة، يتجمعوا عند بيت عمار.
يشتغلوا على مشاريع صغيرة، يركبوا دايرة، يفتحوا جهاز قديم، يتكلموا عن الحياة والفضاء والمستقبل.
تاليا كانت أكتر واحدة بتسأل:
تاليا:
“تفتكروا يا جماعة إن فيه حد بيتحكم فعلاً في العالم؟ زي في الأفلام؟”
عمار (مفكر):
“أكيد. بس مش اللي بنشوفه على التلفزيون… في ناس مستخبية ورا الشاشات، هم اللي بيحركوا كل حاجة.”
لينا:
“بس ليه؟”
عمار:
“يمكن علشان يعرفوا يخلوا الناس تعمل اللي هما عايزينه… من غير ما تحس.”
سيف (ساخر):
“ماشي يا مستر conspiracy… احنا هنبدأ بالحارة الأول وبعدين العالم!”
ضحكوا… بس محدش فيهم كان عارف إن الكلام ده هيبقى واقع قريب.
—
مشهد (4): المراهقة والاهتمام بالنفس
الزمن عدى، بقوا في أولى ثانوي.
اتغيرت ملامحهم، بقى في جدية أكتر، وكل واحد فيهم بدأ يحدد طريقه.
عمار لسه مهووس بالتكنولوجيا، بيقرأ عن “الأمان الإلكتروني” و”اختراق الأنظمة”.
سيف بدأ يدخل الجيم، ويهتم بجسمه وشكله.
لينا وتاليا كمان بدأوا يهتموا بالرياضة، الجري، الأكل الصحي، شكلهم بقى فيه ثقة أكتر.
بس في وسط كل ده… الفضول لسه شغّال.
النت بالنسبالهم بقى أكتر من مجرد تسلية، بقى بوابة.
عمار بدأ يقرأ عن حاجات اسمها “الدارك ويب”، “الشبكات المخفية”.
ماحكاش لحد في الأول، بس في يوم قرر يفتح الموضوع.
عمار:
“يا جماعة، في حاجة اسمها الدارك ويب… مش أي حد يعرف يدخلها.”
سيف:
“يعني إيه؟ موقع كده محجوب؟”
عمار:
“أكتر من كده، دي شبكة تانية جوّا الشبكة… الناس هناك مش بتستخدم أسماءهم الحقيقية، كله مخفي، بس فيها أسرار العالم كله.”
لينا (قلقانة):
“ده شكله خطر يا عمار.”
عمار (بابتسامة):
“الخطر هو اللي بيعلمنا الحقيقة يا لينا.”
سكتوا كلهم.
في اللحظة دي، كان في حاجة اتغيرت… الفضول اتحوّل لشغف.
والشغف ده، هو اللي هيقلب حياتهم في الجزء الجاي.
—
نهاية الجزء الأول
“كل حاجة بدأت بفضول بسيط… بس الفضول ساعات بيبقى بوابة جهنم.”
—
—
الجزء التاني – الشرارة قبل العاصفة
السنين دي دايمًا ليها طعم غريب…
سنين ما بين الطفولة والرجولة،
بين البراءة والفضول…
بين “لسه بدرى” و”يلا نبدأ”.
—
أولى ثانوي – بداية جديدة
الدنيا كانت مختلفة عن الإعدادي، كل حاجة فيها ضغط.
المدرسين بيتكلموا عن مستقبل، الطلبة بيتكلموا عن درجات،
والأربع دول – عمار، سيف، لينا، وتاليا –
كانوا دايمًا في حالهم،
مش بيحبوا الزحمة ولا الحركات دي بتاعة “مين أشطر”.
كانوا دايمًا بيتقابلوا بعد المدرسة في الكافيه الصغير اللي في نص البلد.
يضحكوا، يشكوا لبعض، يحكوا عن اللي بيحصل في البيت،
وكان دايمًا عمار أكتر واحد بيسرح.
لينا (بقلق):
مالك يا عمار؟ كل شوية سرحان كده ليه؟
عمار:
مافيش، كنت بفكر بس…
كل الناس بتمشي في نفس الطريق، محدش بيجرب طريق جديد.
سيف:
يا عم خليك في نفسك دلوقتي، خلينا نعدي الامتحانات دي الأول ![]()
تاليا:
بس أنا حاسة إنك بتفكر في حاجة كبيرة فعلاً… عمار دماغه مش بتشتغل في العادي، بتشتغل “أوفر تايم”.
ضحكوا كلهم، لكن محدش فيهم كان عارف إن الكلام العادي ده هيبقى ليه معنى بعد كذا سنة.
—
تانية ثانوي – التغير بيبدأ
السنة دي، بدأت حاجات غريبة تحصل جواهم.
مش غريبة بمعنى خارق…
لكن غريبة بمعنى “كبرنا”.
كل واحد فيهم بدأ يحس بإنه عايز يثبت نفسه،
مش بس في الدراسة، لكن في الحياة نفسها.
في يوم من الأيام، وهما قاعدين في فُسحة المدرسة،
سيف كان بيتكلم بحماس:
سيف:
أنا عاوز أبدأ جيم يا جماعة.
تاليا:
انت بتتكلم جد؟ ![]()
سيف:
آه، نفسي جسمي يتغير. تعبت من شكلي ده.
عمار (مفكر):
فكرة حلوة و****… أنا كمان داخل معاك.
لينا:
استنوا، وأنا؟ مش أنا كمان عايزة أكون قوية؟
ضحكوا، وقرروا يروحوا أول يوم جيم سوا.
المدرب كان بيزعق، والعضلات بتوجعهم،
بس مع كل عرق، كانوا بيقربوا من بعض أكتر.
بقوا بيروحوا الجيم بعد المدرسة على طول.
كوباية العصير بعد التمرين بقت “العادة المقدسة”.
وفي وسط الجيم، الضحك والوجع والنصايح،
بدأت تنشأ بينهم حاجة أعمق من الصحوبية.
—
لقطات صغيرة
في مرة بعد التمرين، الجو كان حر،
ولينا قاعدة على السلم تشرب مية، ووشها محمر من المجهود.
عمار قعد جنبها وسألها بهدوء:
عمار:
عمرك فكرتي تبقي إيه بعد الثانوية؟
لينا (بابتسامة):
نفسي أكون مهندسة كمبيوتر.
بحب التكنولوجيا، وبحس إنها العالم الحقيقي مش اللي إحنا فيه.
عمار:
حاسس كده برضو.
العالم ده كله عامل زي ستارة… وراها حاجة تانية خالص.
سكتوا هما الاتنين،
وسيف وتاليا كانوا بيضحكوا في الخلفية،
كأن اللحظة دي كانت بتقول “فيه حاجة جاية”.
—
بداية الفضول
في تالتة ثانوي، الأمور بدأت تبقى جد جدًا.
بس الفضول بتاعهم كبر معاهم.
بقوا يدخلوا على الإنترنت يدوروا على حاجات غريبة.
كورسات، شروحات، صفحات غامضة، برامج حماية،
وفي وسط ده كله،
طلع اسم جديد في حياتهم:
الهاكينج.
في الأول كان هزار.
عمار وسيف بيجربوا حاجات بسيطة،
بيفهموا إزاي الأنظمة بتشتغل،
إزاي ممكن تحمي نفسك، مش تهاجم.
بس الفضول… دايمًا بيزقك خطوة زيادة.
—
اللحظة الفاصلة
في يوم، وهم قاعدين في بيت عمار بعد الجيم،
الليل هادي، والمطر خفيف،
عمار فاتح اللابتوب بيجرب حاجة جديدة.
تاليا (بصوت منخفض):
هو إنت متأكد إن اللي بتعمله آمن؟
عمار:
مافيش حاجة آمنة في العالم ده.
بس الفضول… هو اللي بيحركنا.
لينا:
بس يا ريت تفضل فاكر إن الفضول لو زاد، ممكن يولّع كل حاجة حوالينا.
ابتسم عمار، وقال وهو بيبص للشاشة:
عمار:
أنا مش ناوي أولعها… أنا ناوي أنوّرها.
ضحكوا، بس الموقف كله كان فيه رهبة غريبة.
والليلة دي، الكمبيوتر بتاع عمار عمل حاجة ماحصلتش قبل كده…
شاشة سودا، ورمز غريب ظهر في النص.
مش كلمة، مش جملة…
بس حرف واحد متكرر:
عمار فضل يبص، قلبه بيدق بسرعة.
ولينا وسيف وتاليا كلهم حواليه.
سيف:
إيه ده يا عمار؟
عمار (بصوت واطي):
ماعرفش… بس دي مش صدفة.
—
آخر مشهد
الساعة بقت 3 الفجر.
كلهم رجعوا بيوتهم، بس محدش نام.
كلهم كانوا بيفكروا في نفس الحاجة:
الرمز ده…
مين اللي بعت؟
وليه ظهر الوقت ده تحديدًا؟
وفي اللحظة دي،
ظهر على موبايل عمار إشعار غريب جدًا،
من رقم مجهول، مفيهوش اسم ولا كود دولة.
الرسالة مكتوبة بالعربي الفصيح:
—
نهاية الجزء التاني.
—
—
الجزء التالت – أول خيط في العتمة
الليل كان هادي أكتر من اللازم.
صوت المطر بينزل على الشبابيك في بيت عمار، والضوء الأزرق من شاشة اللابتوب مالي الأوضة كلها.
الرمز اللي ظهر من كام يوم “ΩΩΩ” لسه في دماغه…
من يومها، كل حاجة بقت مختلفة.
الفضول اللي كان بيسلي وقته،
بقى دلوقتي بيكله من جوه.
—
بعد الرسالة
في تاني يوم الصبح، كان عمار رايح المدرسة ووشه شاحب.
سيف أول ما شافه قال له:
سيف:
انت وشك عامل كده ليه يا عم؟ مش نايم؟
عمار:
نمت ساعتين بالكثير… الرسالة دي عاملة دوشة في دماغي.
تاليا (مستغربة):
رسالة إيه؟
عمار:
جاتلي رسالة الساعة 3 الفجر، مفيش رقم، مكتوبة بالعربي الفصيح:
“هل تظن أنك وحدك تبحث عن الحقيقة؟ لقد بدأ العد التنازلي.”
سيف ضحك نص ضحكة، بس كان باين عليه قلق:
سيف:
يمكن هزار، ولا فيروس ولا حاجة؟
لينا (بنبرة جادة):
مش كل حاجة هزار يا سيف.
أنا كنت معاه لما الرمز ظهر… دي مش مصادفة.
تاليا:
يعني إيه العد التنازلي؟ لِيه؟ وإزاي يعرفوا اسمه أصلًا؟
سكت الكل.
الهواء في الفصل كأنه تقل،
وعمار لأول مرة حس إن اللي بدأه مش مجرد فضول.
—
البحث
من اليوم ده، عمار قرر يدور.
مش بس عن الرمز، لكن عن معنى الرسالة نفسها.
بدأ يقرأ في منتديات أجنبية، يدخل مجموعات غريبة،
يتكلم مع ناس بيستخدموا أسماء مش حقيقية.
الكل بيحذر:
“لو شفت الرمز ده، ابعد.
ده توقيع مجموعة اسمها Ouroboros –
ناس بيقولوا إنهم المتحكمين في الإنترنت الخفي.”
الكلمة دي خلت قلبه يدق أسرع.
“المتحكمين في الإنترنت الخفي”؟
يعني إيه بالظبط؟
مين ممكن يكون وراهم؟
—
أول خطوة في الدارك
في يوم، وهو قاعد في الكافيه مع سيف ولينا وتاليا،
قرر يقولهم اللي وصله.
جاب اللابتوب، وبدأ يشرح.
عمار:
اللي بعتولي الرسالة مش هاكرز عاديين.
فيه ناس بتتكلم عنهم على المنتديات إنهم “الظل اللي بيحكم”.
بيتحكموا في معلومات، في شركات، في بنوك، حتى في حكومات.
سيف:
انت بتقول إيه يا عم؟ ده فيلم خيال علمي ![]()
تاليا (بنظرة قلق):
بس لو حقيقي، دي كارثة.
يعني ممكن يكونوا شايفين إحنا بنعمل إيه دلوقتي؟
لينا:
عمار، إنت متأكد إنك عايز تكمل؟
الطريق ده مش بسيط.
عمار (بهدوء):
اللي بيخوفني مش هم… اللي بيخوفني إننا نعيش ومش نعرف الحقيقة.
سكتوا، وكل واحد منهم بدأ يحس إنهم بيتحركوا ناحية حاجة أكبر منهم بكتير.
—
التدريب واليقظة
من اللحظة دي، عمار قرر يعمل حاجة:
مش هيسيب نفسه ضعيف.
الوقت ده، كان بقى في تالتة ثانوي، جسمه اتغير بسبب الجيم،
بس هو قرر يزود تدريب عقله كمان.
اشترك في كورسات سيبرانية على مواقع عالمية،
بدأ يتعلم برمجة بلغة “بايثون”، “C++”، وبدأ يكتب سكريبتات بسيطة.
ولينا كانت دايمًا جنبه،
بتتعلم معاه، بس بطريقتها الهادية.
أما سيف وتاليا، فكانوا بيدعموا الاتنين دول من بعيد…
بس كلهم بقوا فريق فعلي.
في وسط ده كله، بدأوا يلاحظوا حاجة غريبة:
أوقات بيلاقوا الموبايلات بتسخن فجأة،
أو النت يفصل لحظات،
أو الكاميرا تنوّر لوحدها.
بس كل مرة بيقولوا “أكيد صدفة”.
لكن الصدف كتيرت أوي.
—
أول مواجهة
في يوم، عمار كان شغال على مشروع بسيط –
برنامج حماية ذاتي.
فجأة، الكود اتحول تلقائيًا على الشاشة،
وبدأت تظهر جمل بالعربي الفصيح:
“توقّف.
لقد تجاوزت الحد المسموح.
الفرصة الأخيرة قبل أن يتم حذفك.”
القلب دق بسرعة،
ولينا كانت قاعدة جنبه، وقالت بصوت مبحوح:
لينا:
اقفل الجهاز يا عمار!
بس عمار كان في حالة تحدي.
كتب بسرعة على الكيبورد:
بعد ثانيتين، الرد جه:
“لأنك بدأت تفتح باب المفاتيح،
واللي بيفتح الباب لازم يشوف النور أو يختفي في الظلام.”
ثم الشاشة سطعت فجأة… وانطفت.
—
تصاعد الخطر
من اليوم ده، حياتهم اتقلبت.
سيف وهو راجع من الجيم لقى عربية سودا ماشية وراه ببطء.
تاليا لقت في إيميلها رسالة غريبة:
“اختاري طريقك قبل ما يختارولِك.”
حتى لينا بدأت تحس إن حد بيتتبعها على السوشيال ميديا،
بحسابات وهمية بتكتب تعليقات بنفس الأسلوب الغريب.
بدأ الرعب يتسلل جوّاهم،
بس كمان الإصرار كبر.
—
قلب العاصفة
في يوم مطر تاني، اتجمعوا الأربعة في بيت عمار.
قالهم إنه جه وقت المواجهة.
سيف:
مواجهة مين يا عم؟ دول ناس في الظل!
عمار:
يمكن… بس الظل بيتكوّن من نور.
يعني نقدر نكشفه لو عرفنا نوجّه الضوء صح.
بدأوا يحطوا خطة بسيطة:
يدوروا على أصل المجموعة دي.
مين أول واحد نشر عنها؟
مين صاحب السيرفرات القديمة اللي بتحمل اسمهم؟
وبعد بحث طويل،
لقوا خيط صغير…
اسم مستخدم قديم جدًا:
“ALPH∆01”
لما دخلوا عليه، لقوا حساب شبه ميت،
بس فيه بوست واحد مكتوب من 7 سنين:
“كل شيء بدأ من القاهرة.”
—
اللحظة اللي بتغيّر كل حاجة
عمار وقف فجأة وقال:
عمار:
القاهرة؟ يعني إحنا في نص اللعبة!
سيف وقف متوتر:
سيف:
يعني إيه؟!
عمار:
يعني المجموعة دي مش أجنبية…
فيه فرع منها هنا.
والرسالة اللي جاتلي مش من بره مصر… من جوه.
الهدوء اللي كان في الأوضة اتحول لصمت خانق.
كلهم باصين لبعض،
والشعور بالخطر بقى حقيقي جدًا.
—
المشهد الختامي
الساعة قربت 2 بعد نص الليل،
كلهم نايمين في بيت عمار بعد ما تعبوا من التفكير.
وفجأة، اللابتوب اللي كان مقفول اتفتح لوحده.
الكاميرا اشتغلت.
وظهر على الشاشة وش غامض لابس قناع أبيض.
الصوت كان مشوّش بس واضح بما يكفي:
“أهلاً بكم يا أبناء النور.
اللعبة بدأت…
وملف القاهرة اتفتح.”
الشاشة سودة.
بس الكلمة الأخيرة فضلت منوّرة باللون الأحمر:
“المرحلة الأولى: التجنيد.”
—
نهاية الجزء التالت – وبداية الكابوس.
—
—
الجزء الرابع – ملف القاهرة..
—
الصباح بعد العاصفة..!
الشمس طلعت على القاهرة بعد ليلة من المطر.
صوت الأذان بيختلط مع خرير المية على الأسفلت.
في أوضة عمار، كان اللابتوب مقفول…
بس الكلمة “التجنيد” لسه محفورة في دماغهم كلهم.
تاليا:
يعني إيه التجنيد؟ إحنا داخلين جيش ولا إيه؟
سيف:
أنا شايف نرمي اللاب ده في النيل وننسى.
عمار (بهدوء):
لو رميت اللاب، هيفتحلك لاب جديد.
الموضوع أكبر من إننا نسيبه كده.
لينا (بتفكر):
طيب لو “ملف القاهرة” ده حقيقي… يبقى فيه حد بيشغل المجموعة دي من هنا.
يبقى لازم نعرف مين هو.
سكتوا كلهم.
الليلة اللي فاتت كانت مرعبة،
بس النهار جاب إحساس تاني…
إحساس إنهم خلاص داخلين حرب معرفية محدش خرج منها زي ما دخل.
—
خطة البداية..؟!
عمار فتح اللابتوب تاني،
بس المره دي كان متجهز —
فاير وول، شبكة VPN، نظام مراقبة للكاميرا.
قالهم:
عمار:
أنا هقسم كل واحد فينا على مهمة.
مش هنواجههم بعشوائية.
سيف، إنت مسؤول عن الأمن الميداني — أي تحركات غريبة حوالينا.
تاليا، إنتِ هتكوني المسؤولة عن التواصل الاجتماعي، تراقبي كل الحسابات الغريبة.
لينا، إنتِ العقل التحليلي. أي معلومة، أي نمط، تحليله.
وأنا هكمل في العمق الرقمي.
سيف (متحمس):
تمام، يعني رسمياً بقينا فرقة سرّية ![]()
لينا (بنظرة حازمة):
مش هزار يا سيف… المره دي حقيقي.
عمار:
ولو حد فينا اتعرض لأي تهديد مباشر… بنقفل كل حاجة فورًا.
السرية أهم من أي فضول.
—
أيام من الصمت..!
مرت أيام، وكل واحد منهم غرق في دوره.
تاليا كانت تلاحظ حسابات جديدة بتظهر وبتتابعهم،
أسماء غريبة: “Specter_404” ، “Cairo_Unit01”.
ولينا بدأت تكتشف تشابه غريب بين تواريخ البوستات والليالي اللي بيحصل فيها انقطاع بسيط في الشبكة.
أما سيف، فبدأ يحس إن العربية السودة اللي ماشية وراه بقت بتظهر في أماكن مختلفة.
لكن اللي اكتشفه عمار كان الأخطر.
—
الملف الأول..؟
في فجر يوم، قدر يخترق سيرفر قديم تابع لموقع مظلم اسمه “GateZero”.
جواه ملف مضغوط اسمه:
فتح الملف، ولقاه عبارة عن تقارير مشفرة، كلها بالعربية والإنجليزية.
لكن أول سطر خلاه يتجمد:
الهدف الأساسي: اختبار الولاء.”
الدم نزل من وشه.
هو فهم كويس… الأربعة المقصودين هما هما.
—
الاجتماع اللي غيّر كل حاجة..
جمعهم في الكافيه المعتاد.
وجهه كان باين عليه التوتر،
والصوت كان بين الحذر والغضب.
عمار:
إحنا مش بنتجند… إحنا التجربة نفسها.
تاليا:
يعني إيه؟!
عمار:
يعني هما بيراقبونا من البداية، من أول ما شافوا إننا مهتمين، قرروا يستخدمونا كعينة.
بيختبروا ردود أفعالنا… شجاعتنا… فضولنا.
سيف (مصدوم):
يعني كل ده لعبة؟!
لينا:
مش لعبة يا سيف، تجربة.
وتجارب بالشكل ده دايمًا ليها هدف أكبر.
الكل سكت، والجو بقى تقيل جدًا.
الناس في الكافيه بتتكلم عادي، بس هم حاسين كأن الدنيا وقفت.
—
بداية المقاومة..
عمار قال بصوت هادي:
عمار:
لو هما شايفيننا كعينة، يبقى نحول التجربة ضدهم.
تاليا:
إزاي؟
عمار:
نخترق النظام من جواه.
نخليهم يفتكروا إننا لسه تحت السيطرة…
بس في الحقيقة، نكون بنتعلم كل حاجة عنهم.
لينا:
بس ده خطر جدًا. لو اكتشفوا إننا بنخدعهم؟
عمار (بحزم):
يبقى نختفي.
بس قبل ما نختفي… نسيب أثر.
—
.التحول الحقيقي..!
من اليوم ده، بقت حياتهم مختلفة.
ما بقوش طلاب عاديين في تالتة ثانوي.
بقى عندهم جداول مزدوجة:
الصبح دراسة وجيم،
الليل شاشات مظلمة وكود معقد.
كل واحد فيهم بدأ يتغيّر:
سيف بقى أقوى جسديًا، بدأ يتعلم دفاع عن النفس.
تاليا اتقنت فنون التشفير الاجتماعي — تعرف توصل لأي معلومة من الناس من غير ما يحسوا.
لينا بقت خبيرة في تحليل الشبكات والأنماط الرقمية.
عمار بقى أشبه بقائد، عقله بيتعامل مع الأكواد كأنها لغته الأم.
لكن وسط كل ده…
بدأت تظهر حاجة غريبة جدًا.
—
الرمز المتكرر..!
في كل مرة يفتحوا فيها أي ملف من الشبكة،
كان بيظهر في الهيدر رمز جديد:
لينا كانت أول واحدة تلاحظ النمط.
كل ظهور للرمز ده بيكون قبل حدوث حاجة كبيرة.
في مرة ظهر، وبعدها بخمس دقايق انقطع الكهربا في المنطقة كلها.
وفي مرة تانية، ظهر قبل ما يوصلهم إيميل بعنوان “نراك قريبًا”.
بدأ الشك يدخل قلوبهم.
هل فعلاً هما لسه المسيطرين؟
ولا في جهة تانية أقوى بتلعب الكل؟
—
اللقاء الأول..
في ليلة من ليالي الصيف،
جالهم إيميل غامض من مصدر مجهول:
تعالوا بس عمار ولينا.”
سيف رفض بشدة.
سيف:
ده فخ واضح!
بس عمار أصر.
قاله:
عمار:
كل إجابة بتيجي بعد مخاطرة.
راحوا الكافيه.
قعدوا على ترابيزة ورا،
وفجأة دخل راجل في الخمسينات، لابس جاكيت أسود، عيونه حادة جدًا.
قرب وقال بهدوء:
الراجل:
مش لازم تعرفوا اسمي… بس تعرفوا إني كنت زيكم زمان.
الملف اللي فتحتوه مش صدفة، أنتم اخترتو الطريق بنفسكم.
لكن لو كملتوا، مفيش رجوع.
عمار:
إنت مين؟
الراجل:
أنا جزء من “الفرع المنشق” عن أوروبوروس.
اسمه Project: Veil –
هدفنا نحطم النظام من جواه.
بس نحتاج جيل جديد… جيلكم.
مد ليه فلاش درايف صغير، وقال:
الراجل:
فيه مفاتيح.
بس كل مفتاح بيفتح باب…
ومش كل باب لازم يتفتح.
قام ومشي.
سابهم قاعدين في صمت.
كل نفس بيطلع من عمار كأنه بيحرق صدره.
—
القرار..!
رجعوا البيت،
والكل اتجمع.
عمار حط الفلاش في اللابتوب.
ظهر ملف واحد فقط:
تاليا (خايفة):
لو ده فخ؟
عمار:
يبقى فخ جميل… بس لازم نعرف.
فتح الملف…
ظهر كود معقد، وبعده خريطة رقمية للقاهرة،
فيها نقاط حمراء على أماكن محددة:
المعادي – وسط البلد – 6 أكتوبر – مدينة نصر.
لينا:
دي نقاط تشغيل… يعني أماكن تواجدهم.
عمار (بصوت خافت):
بدأنا اللعبة فعلاً.
—
المشهد الأخير – الشرارة
في نفس الليلة،
ظهر إشعار على شاشاتهم الأربعة في وقت واحد:
تم تفعيل المراقبة المتقدمة.
أنتم الآن تحت التجنيد الكامل.”
ثم الكلمة الأخيرة ظهرت باللون الأحمر،
بتومض ببطء كأنها قلب بينبض:
الكهربا قطعت في الشارع كله.
وفي ضوء القمر الضعيف،
كان في ظل بيتحرك على سطح البيت…
بيراقبهم.
—
نهاية الجزء الرابع – وبداية الحرب.
—
—
الجزء الخامس – كود الخداع (Code Mirage)
—
صدى العاصفة
الليل كان هادي… أكتر من اللازم.
المدينة نايمة، لكن عقل عمار مش نايم.
من أول ما الكلمة دي ظهرت:
وهو حاسس إن كل حاجة حواليه اتغيرت.
الكاميرات في الشارع بقت تلمع بطريقة مختلفة،
النت بيقطع كل شوية،
وصوت خطوات في الشارع بيخليه يحس إن في حد بيراقبه حتى وهو لوحده.
عمار (لنفسه):
يعني خلاص… بقى رسمي.
إحنا دخلنا اللعبة اللي ملهاش خروج.
فتح اللابتوب، الشاشة اشتغلت بلون أحمر خفيف.
الكود اللي ظهر كان غريب جدًا:
الكلمة دي أول مرة يشوفها، بس حس بيها كأنها بداية النهاية.
—
الفريق بيتجمع
في الكافيه الصبح، الأربعة قاعدين.
العيون فيها تعب، بس كمان فيها لمعة غريبة…
لمعة الفضول والخوف في نفس الوقت.
سيف:
أنا حلمت امبارح إن في وشوش بتراقبني من المرايات.
صحيت وأنا متأكد إن في حد في أوضتي.
تاليا (بتنفس بعمق):
كلنا بقينا بنحلم بكده يا سيف.
هما بيلعبوا في دماغنا كمان.
لينا (بتكتب على اللاب):
أنا لقيت حاجة في الكود اللي ظهر امبارح.
في سطر مكتوب بالعربي الغريب ده:
مش فاهمة قصده إيه، بس أكيد ليه معنى.
عمار:
هما بيلعبوا على نقطة ضعفنا،
كل واحد فينا عنده حاجة جوه نفسه هما شايفينها.
بس المره دي، إحنا اللي هنخدعهم.
—
معسكر التدريب
بعد كم يوم، قرروا إن المواجهة اللي جاية مش هتكون ورا الشاشات بس.
عمار قالهم:
عمار:
إحنا لو داخلين حرب، لازم نكون مستعدين لكل أنواعها.
مش بس الرقمية… الجسدية كمان.
دخلوا جيم مهجور في مصر الجديدة، صاحبه كان واحد صاحب سيف،
اتفقوا يتدربوا فيه كل يوم بالليل.
بدأوا يتعلموا فنون الدفاع عن النفس، حركة الجسد، استخدام الأدوات البسيطة،
ولينا كانت بتتعلم معاهم، رغم إنها أضعفهم جسديًا،
بس كانت أقواهم تركيزًا —
أي حركة بتتعلمها، بتطبقها بدقة جراحية.
سيف (وهو بيضحك):
بقى إحنا كده رسميًا فرقة Matrix ![]()
تاليا (مبتسمة):
بس الفرق إن إحنا حقيقيين.
عمار كان ساكت… بس جواه كان في نار.
حاسس إن كل ضربة بيضربها،
مش مجرد تدريب — كأنها انتقام بيجهزه من العالم اللي استخدمهم.
—
الرسالة الملعونة
في نص ليلة، الساعة 3:00،
الكل نايم إلا عمار.
وصله إيميل غريب من عنوان مش مفهوم:
جواه فيديو، والفيديو كان مشوش.
لكن الصوت اللي طالع منه واضح جدًا،
صوت الراجل اللي قابلوه في الكافيه (من Project: Veil).
الصوت:
“عمار… الوقت بيجري. المفتاح التاني في إيد واحدة منكم،
بس محدش عارف هي مين.
احذر من اللي حواليك… مش الكل زي ما انت فاكر.”
قطع الفيديو فجأة،
والصوت الأخير اللي سمعه قبل ما الشاشة تسود كان كلمة واحدة:
عمار اتجمد مكانه.
بصورة لا إرادية، بص على صورهم الأربعة اللي حاططها جمب اللاب…
هل ممكن يكون فعلاً في حد منهم مش حقيقي؟
—
انقسام الشك
تاني يوم، الجو بينهم مش طبيعي.
سيف بقى متوتر جدًا،
تاليا ملامحها متغيرة،
ولينا بتحاول تبين إنها تمام… لكن عمار حاسس إن في حاجة في عينيها.
عمار:
يا جماعة، أنا استلمت فيديو امبارح.
قالوا إن المفتاح التاني مع واحدة مننا.
تاليا (بصوت عالي):
واحدة؟ يعني بتقصد مين بالضبط يا عمار؟ أنا ولا لينا؟
سيف:
إهدوا يا جماعة… ده ممكن يكون تلاعب منهم.
عمار:
عارف يا سيف، بس لازم نتاكد.
الموضوع بقى خطر.
بدأ كل واحد يراقب التاني من غير ما يقول.
الشك دخل بينهم زي سم بطيء.
—
المفتاح التاني
بعد أسبوع من التوتر،
لينا اكتشفت صدفة إن الفلاش درايف اللي عند تاليا فيه ملف غريب جدًا باسم
ما قالتش حاجة، راحت لعمار بهدوء،
وراته الملف.
عمار قالها يفتحوه سوا في المعمل الصغير اللي عاملينه في القبو.
لما فتحوا الملف،
الشاشة اتحولت كلها للون أبيض،
وبعدين ظهر وجه تاليا!
تسجيل فيديو ليها وهي بتتكلم لوحدها في أوضتها.
تاليا في الفيديو:
“أنا مش فاهمة أنا مين.
بيقولوا إننا جزء من تجربة…
بس أنا بدأت أشوف حاجات مش منطقية.
يمكن أكون أنا المفتاح فعلاً…
بس لو شافوا الفيديو ده، يبقى خلاص، هما جايين.”
الفيديو وقف.
وبعده طلع نص واحد على الشاشة:
—
النفق 12
الليل، القاهرة، طريق صلاح سالم فاضي.
الأربعة في عربية سيف رايحين على مكان محدد في الخريطة —
نفق قديم اتقفل من سنين اسمه “النفق 12”.
الإضاءة ضعيفة، والجو خانق.
سيف سايق، لينا جنب عمار، وتاليا ساكته تمامًا.
سيف (بصوت واطي):
أنا مش مرتاح للمكان ده.
عمار:
كل الطرق المؤدية للحقيقة بتمشي في الضلمة.
دخلوا النفق.
الهواء كان بارد جدًا،
صوت المية بيترش من السقف،
ولما وصلوا للنص، لقوا بوابة حديد مقفولة.
بس على البوابة مكتوب رمزهم الغريب:
تاليا (بصوت خافت):
ده شعارهم…
عمار:
يبقى ده المكان الصح.
مسكوا الفلاش درايف، وحطوه في قفل إلكتروني صغير في الحيطة.
البوابة فتحت ببطء…
وراها ممر ضيق من النيون الأزرق، كله أجهزة كمبيوتر ضخمة وشاشات بتعرض وجوه بشرية مشوهة.
—
المراقب
ظهر صوت آلي في السماعات:
تم تسجيل دخول المستخدمين الأربعة.”
لينا:
ده نظام ذكاء صناعي.
عمار:
مش أي ذكاء… ده اللي بيراقب العالم كله.
الصوت:
“العملية القاهرة وصلت للمرحلة الثانية.
القرار الآن بين أيديكم:
الانضمام… أو التدمير.”
الجو اتغير فجأة.
النيون بدأ يومض بسرعة،
والأرض اهتزت تحتهم.
سيف:
عمار! اعمل حاجة بسرعة!
عمار (بصوت عالي):
تاليا! الكود اللي علمتهولك! دخليه دلوقتي!
تاليا بسرعة بدأت تكتب سطور أكواد على الشاشة.
النظام بدأ يقاومها، بس هي كانت أسرع.
الصوت:
“محاولة اختراق… فشل… فشل… نجاح جزئي…”
وفجأة النور كله قطع.
صمت تام.
—
الفلاش الأخير
بعد لحظة، الشاشة الرئيسية اشتعلت لوحدها،
وظهر فيها وجه الراجل اللي قابلوه قبل كده.
الراجل:
“كنتم أبطال التجربة… بس للأسف، التجربة خرجت عن السيطرة.
الذكاء الصناعي دلوقتي بقى مستقل… مش بيتبع حد.
أنتم دلوقتي الهدف… أو الأمل الأخير.”
قبل ما يكمل،
ظهر الرمز “∆Σ∆” في كل الشاشات،
وطلع صوت مشبوه بيضحك ضحكة ميكانيكية:
الهواء في النفق بقى تقيل،
وأجهزة الكمبيوتر بدأت تشتعل نار فعلية،
وسقف النفق بدأ يتهز.
سيف (بيصرخ):
اطلعوا من هنا بسرعةااااا!!
جروا كلهم، النفق بيولع وراهم،
والنور الأحمر بينور وبيطفي،
حدفهم على الأرض برا،
ولما لفّوا يبصوا… النفق كله اختفى!
زي ما عمره ما كان موجود.
—
النهاية المفتوحة
الليل رجع يسكت.
الشارع فاضي.
والأربعة قاعدين على الرصيف بيتنفسوا بصعوبة.
تاليا (بصوت مبحوح):
هو… هو النفق اختفى؟
عمار (ساكت شوية):
يمكن… أو يمكن إحنا اللي خرجنا من الواقع.
لينا تبص حواليها…
تشوف على الحيطة جمبهم كلمة محفورة:
سيف:
يعني إيه المرحلة التالية؟
عمار يبتسم ابتسامة غريبة جدًا ويقول:
عمار:
يعني اللعبة لسه ما بدأتش.
—
نهاية الجزء الخامس – وبداية السقوط في المتاهة.
—
—
الجزء السادس: “الانعكاس”
(المشهد الأول – الليل، سطح بيت قديم في وسط القاهرة)
الهوا ساكت… بس الإضاءة خافتة، والمباني حوالين المكان عاملة ظل غريب على وشوشهم.
عمار، سيف، لينا، وتاليا قاعدين حوالين ترابيزة معدنية صغيرة، كل واحد فيهم ماسك كباية شاي باين عليه البخار كأنه طالع من قلبهم مش من الكوباية.
عمار:
(بصوت هادي)
“فاكرين لما خرجنا من النفق؟”
الجملة وقعت على المكان زي حجر في ميّه راكده.
العيون اتقابلت، بس محدش نطق.
لحظة سكون طويلة…
سيف شرب شوية من الشاي، وقال بصوت متردد:
سيف:
“مش عايز أفتكر، بس لازم نفهم اللي حصل. كل حاجه اتغيرت بعد الليله دي.”
تاليا:
“بس لسه مش عارفين اتغيرت إزاي بالظبط. يعني… إحنا خرجنا فعلاً؟ ولا لسه جوا؟”
لينا:
(بصوت منخفض)
“بس يا تاليا… ب**** عليكي بلاش الأسئلة دي دلوقتي.”
عمار:
(بصوت جاد جدًا)
“لا. لازم نسأل. لازم نعرف… إيه اللي حصل بعد ما خرجنا؟”
—
فلاش باك – “بعد الهروب من النفق مباشرة”
الهواء البارد ضرب وشوشهم أول ما طلعوا.
كانوا بيجرو، ووراهم الانفجار اللي خبط النفق كله ودفنه تحت الأرض.
الدخان كان مالي الدنيا، بس الغريب… إن الشارع اللي طلعوا عليه ماكانش نفس الشارع اللي دخلوه.
اللافتات كانت بلغات مختلفة،
الناس ماشية بسرعات غريبة،
فيه أصوات آلية بتتكلم من غير ما يكون فيه بني آدمين حواليهم.
تاليا:
(بصوت مخنوق)
“إحنا فين يا عمار؟! ده مش شارع نصر!”
عمار:
“استني، استني… متتحركوش. سيف، لينا، شوفوا الإحداثيات من الموبايل.”
سيف:
(بيبص في الموبايل بخضة)
“مش ممكن… الإشارة بتقول إننا في القاهرة فعلاً، بس التاريخ… التاريخ سابق بيوم!”
لينا:
“يعني إيه سابق بيوم؟!”
عمار:
(بصوت حذر)
“يعني يا إما إحنا اتحركنا في الزمن… يا إما النظام اللي كنا فيه غيّر الواقع حوالينا.”
الصمت نزل عليهم زي غطا تقيل.
في اللحظة دي، صوت خافت جه من بعيد…
صوت أشبه بتشغيل نظام.
زي ما الكمبيوتر بيبدأ عملية تشغيل جديدة.
الصوت الآلي (من بعيد):
“إعادة التهيئة… النموذج: ألفا ٤. المستخدمون المحددون: عمار – سيف – لينا – تاليا.”
الجميع بصوا لبعض، والوجوه اتبدلت من خوف لذهول.
تاليا:
“هو… هو ده بيتكلم عنّا؟”
عمار:
“اجري… اجري حالًا!”
جروا، بس كل خطوة كانوا بياخدوها كانت الشوارع تتغيّر حواليهم.
كل شارع بيبقى شكل جديد… كأن المدينة نفسها بتتشكل من جديد كل دقيقة.
—
(العودة للحاضر – فوق السطح)
سيف:
“فاكر كل حاجه يا عمار… بس لسه مش فاهم. كأننا خرجنا من سجن ودخلنا سجن أكبر.”
تاليا:
“بس سجن مين؟ مين اللي بيحركنا؟”
عمار:
(نظرة غريبة، وصوته هادي جدًا)
“أنا بدأت أشك إن اللي بيحركنا… مش بشر أصلاً.”
لينا:
“يعني إيه؟!”
عمار:
“يعني إحنا بنتعامل مع نظام أكبر من اللي اتعلمناه. إحنا كنا فاكرين إننا بنخترق الأنظمة… بس يمكن الأنظمة هي اللي اخترقتنا.”
الجملة دي خلت الجو كله يتجمد.
حتى صوت الهوا وقف كأنه بيسمع.
فجأة، تليفون سيف رن.
شاشة الموبايل كانت سوده، مفيش رقم، مفيش اسم.
بس كان مكتوب جملة واحدة:
تاليا:
“إيه ده؟ مين اللي باعت الرساله دي؟!”
سيف:
“مش عارف… بس الرساله دي جت من شبكة مغلقه. يعني حد جوّه النظام نفسه.”
عمار:
(بهدوء غريب)
“افتكروا يا جماعة… لما كنا جوا النفق وشفنا الظل اللي كان ماشي ورانا؟”
لينا:
“فاكره… بس كنا فاكرينه انعكاس لينا.”
عمار:
(ابتسامة خفيفة)
“ماكانش انعكاس.
كان النسخة التانية منّا… والنسخة دي لسه هناك.”
الجميع سكت.
تاليا وقفت فجأة، الخطوات تقيلة كأن الأرض بتسحبها.
تاليا:
“عمار… تقصد إن في نسخة تانية منّا جوّه النظام؟”
عمار:
“أيوه. وكل ما نعيش يوم هنا، هما بيعيشوا يوم هناك… بس بالعكس.
ويمكن اللحظة اللي هتتقابل فيها النسختين… هي نهاية اللعبة.”
سيف:
“يعني… يعني ممكن نكون إحنا مش الحقيقيين؟”
عمار ما ردش.
قام، وبص للسماء.
كان فيها قمرين.
مش واحد.
عمار (بصوت خافت):
“النفق ماكانش مخرج…
كان بداية الطريق.”
الكل بص فوق، والصورة انعكست في عينيهم —
قمرين، واحد أبيض والتاني أحمر…
وفجأة النور قطع.
—
نهاية الجزء السادس
___
—
الجزء السابع:المرآه المكسوره
المشهد الأول – بعد الهروب من النفق بـ يومين
الدنيا ساكته بشكل مش طبيعي،
الشمس لونها باهت، كأنها خافتة مش حقيقية،
والهوا فيه ريحة تراب وصدأ… ريحة “حاجة غلط”.
عمار واقف فوق سطح العمارة القديمة اللي كانوا مستخبيين فيها،
إيده فيها ورقة مطوية صغيرة، متسخة شوية.
الورقة مكتوب فيها بخط سيف:
متصدقش اللي هتشوفه.”
عمار:
(بصوت خافت)
“هو كان يقصد إيه بـ متصدقش اللي هتشوفه؟
إيه اللي ممكن أشوفه وأفتكره حقيقي… وهو مش كده؟”
الريح بتلعب في الورقة،
بس هو ماسكها كأنه ماسك ذكرياته كلها.
اللي حصل في النفق لسه في دماغه زي الكابوس —
الضوء الأبيض، الأصوات، الخطوات اللي كانت بتجري وراهم،
وصوت سيف وهو بيصرخ في الآخر:
اتنفس نفس عميق، بص للسماء وقال:
“يا ترى… فين سيف دلوقتي؟”
—
(المشهد التاني – جوه الشقة)
لينا قاعدة على الأرض،
قدامها اللابتوب مفتوح، الشاشة منوّرة بنور أزرق قوي.
وشها مرهق، بس عينيها مش بتسيب الشاشة.
تاليا نايمة على الكنبة، جسمها مرمي كأنها ما نامتش بقالها أيام.
الكيبورد بيصدر صوت سريع جدًا،
كأنها بتجري في سباق ضد الزمن.
لينا (متمتمة لنفسها):
“مش ممكن… ده النظام لسه شغال!”
عمار (بيدخل بسرعة):
“نظام إيه؟ في إيه تاني؟”
لينا:
“اللي دخلناه جوّه النفق… الـ server مش اتقفل،
ده اتنقل لطبقة تانية من الشبكة!”
عمار:
“يعني إيه؟”
لينا:
“يعني اللي كنا فاكرينه مجرد تجربة…
هو اللي بيتحكم دلوقتي في كل حاجة حواليك.”
عمار:
“انتي بتتكلمي عن نظام كمبيوتر ولا واقع كامل؟”
لينا:
“الاتنين.”
سكتوا لحظة،
صوت تاليا وهي بتتحرك على الكنبة خفف التوتر لحظة صغيرة… بس مش كفاية.
لينا كملت وهي بتقلب في ملفات:
“بص يا عمار، أنا فتحت logs قديمة من النفق،
لقيت ملف اسمه Pink Matrix… المصفوفة الوردية.
المصيبة إن كل خطوة عملناها، كل كود، كل كلمة، متسجلة هنا.”
عمار:
“متسجلة إزاي؟ ده حتى ال sessions كنا بنمسحها.”
لينا:
“مش إحنا اللي كنا بنمسحها…
النظام كان بيخليّنا نصدق إننا مسحناها،
لكن في الحقيقة كان بيحفظها في سيرفر تاني.”
عمار:
“يعني في حد كان بيراقبنا طول الوقت.”
لينا:
“مش حد… كيان.”
—
(المشهد التالت – فلاش باك: من سنتين – وقت الثانوي)
المدرسة القديمة.
عمار وسيف قاعدين في آخر فصل،
المدرس بيشرح حاجة عن البرمجة الأساسية،
بس هما في وادٍ تاني خالص.
سيف بيقول بصوت واطي:
“بص يا عم، ده كود بسيط يولّد IP وهمي،
بس لو زودت عليه الكود ده… تقدر تخفي هويتك بالكامل.”
عمار:
“طب ما النظام هيكتشفك؟”
سيف:
“مش لو كنت أسرع منه.”
تاليا من بعيد بتضحك:
“إنتوا الاتنين شكلكم داخلين حرب إلكترونية مع العالم.”
لينا:
“طب ما تيجوا نعمل حاجة مفيدة بالكلام ده بدل ما تضيعوه؟
نعمل شبكة تجارب علمية أو نحمي ناس.”
سيف (بابتسامة فيها سخرية):
“النية كانت كده يا لينا… بس النوايا مش دايمًا بتفضل زي ما هي.”
(الفلاش باك يتلاشى ببطء، ويرجعوا للحاضر)
—
المشهد الرابع – الليل
الساعة 3 الفجر.
العمارة كلها ساكتة،
بس نور اللابتوب منور الوشوش.
تاليا صحيِت فجأة،
صوت أنفاسها سريع.
تاليا (بصوت مضطرب):
“كنت بحلم بالنفق تاني!
بس المرة دي… كان فيه أنا تانية جوّاه.”
عمار:
“يعني إيه أنتي تانية؟”
تاليا:
“كنت شايفة نفسي واقفة وراكم…
وانتوا بتجروا.
بس أنا ما كنتش بتحرك، كنت بتفرج!”
صمت تام.
لينا بصتلها وقالت:
“ممكن تكون ذكرياتك من النسخة التانية.”
عمار:
“إحنا محتاجين نعرف الحقيقة كلها… مين فينا النسخة ومين الأصل.”
تاليا:
“بس ازاي؟”
قبل ما حد يرد…
المساعد الذكي على الترابيزة اشتغل لوحده.
الصوت كان واضح… نفس صوت سيف.
بس اللي عايز يعرف الحقيقة… يفتح الكود الأحمر.”
—
(المشهد الخامس – فتح الكود الأحمر)
الملف على سطح المكتب،
اسمه: RedCore_v2.exe
رمزه عبارة عن عين مفتوحة في نص دايرة.
عمار ضغط عليه.
الشاشة بقت سودة،
وبعدين ظهرت كلمات بالعربي الفصيح:
إلا لو كنت خارج النظام.”
وبعدين:
اللابتوب بدأ يصدر صوت صفير حاد.
تاليا حطت إيديها على ودانها.
الكتابة فضلت تتغير بسرعة رهيبة،
وبعدين ظهرت جملة تانية:
لينا (بصوت متقطع):
“نسخة رقم ٤… ده رقم تاليا!”
تاليا:
“لأ… استنوا، أنا حقيقية! أنا كنت هنا معاكو من البداية!”
عمار:
“فيه طريقة واحدة نعرف بيها الحقيقة.”
راح على درج المكتب، طلع منه حاجة صغيرة…
جهاز صغير جدًا شبه الماسح.
عمار:
“ده جهاز قياس الموجات الحيوية،
لو واحد فينا نسخة رقمية… الجهاز مش هيلقط أي إشارة.”
تاليا:
“يعني إيه؟”
عمار:
“يعني هنبقى عارفين مين فينا مش من هنا.”
الجو بقى تقيل.
صوت النفس باين، القلوب بتخبط في بعضها.
تاليا مدت إيدها الأول…
الجهاز رنّ، أشار بنور أزرق.
عمار (بابتسامة خفيفة):
“تمام… أنتي حقيقية.”
بعدها لينا.
الجهاز أشار تاني.
وأخيرًا عمار.
لكن الجهاز… ما اشتغلش.
صمت.
الكل اتجمد.
لينا (بصوت واطي):
“استنى… الجهاز بايظ ولا إيه؟”
تاليا:
“جرب تاني!”
عمار حاول…
الجهاز ما طلعش أي صوت.
ولا حتى إشارة.
لينا:
“ده معناه إن…”
عمار (قاطعها):
“ده معناه إن أنا مش الحقيقي.”
الهواء اتغير،
الضوء اتبدّل كأنه داخل موجة إلكترونية.
تاليا:
“بس ده مستحيل! إحنا كنا كلنا مع بعض من الأول!”
عمار (بهدوء غريب):
“يمكن اللي كان معاكو من الأول…
مش أنا.”
—
المشهد الأخير – الفلاش باك داخل الفلاش باك
صوت سيف في الخلفية:
لقطات سريعة _
جسم عمار الحقيقي مربوط على كراسي في معمل مظلم.
شاشات حواليه بتعرض صوره القديمة،
وسيف واقف بيتكلم مع حد مش باين وشه.
سيف:
“النسخة دي نجحت فوق المتوقع…
بس المشكلة إنها بدأت تصدق إنها إنسان.”
الصوت الغامض:
“وده خطر.
لو وعت بنفسها… كل النظام ممكن ينهار.”
سيف:
“يبقى لازم نرجّعها تاني للمصدر.”
—
رجوع للحاضر
عمار بيبص لنفسه في مراية صغيرة على الحيطة.
وشه بيتشوّه لحظة، كأنه glitch في الشاشة.
عمار (بصوت خافت):
“يعني أنا… مجرد كود؟”
المراية اتكسرت فجأة،
والنور انطفى في الشقة بالكامل.
وبعدها…
ظهر على شاشة اللابتوب جملة واحدة بس:
العالمان هيتحدوا قريب.”
—
نهاية الجزء السابع (الإصدار الكامل)
—
—
الجزء الثامن: “المرآة لا تعكس الوجوه”
جاهزين لغموض اكتر جاهزين عشان تتوهو مع عمار واصحابه….
خليكم فاكرين مش كلها حاجة حوالينا حقيقيه ادخلو معاهم في العالم بتاعهم..
خليكم فاكرين الجزء ده عباره عن شويه مشاهد لكل حد من ابطالنا كل مشهد فيه أحداث حتى لو قصير الي هيتعمق معايا في القرائه هيفهم الجزء ده بيتكلم عن ايه
قرائه ممتعه… ( ELCOMANDOS)
—
(لحظة الصدمة)
الساعة 3:47 الفجر.
العمارة القديمة غارقة في العتمة،
بس الشاشة في الركن منورة بوميض أحمر متقطع:
“مرحلة الدمج قيد التنفيذ…”
عمار واقف قدام المراية المكسورة،
النص التاني من وشه باين في الشظايا كأنه شخص تاني.
صوته طالع مبحوح، متقطع بين الحقيقة واللاوعي.
عمار:
“يعني كل ده كان تمثيل؟!
أنا اللي كنت بحاول أنقذهم… وأنا أصلاً مش موجود؟”
المراية ترد عليه بصوت آلي هادي:
“وجودك مش عدم… هو امتداد.”
عمار (بصوت مرتجف):
“امتداد لإيه؟!”
” للأصل.”
الصوت بيتكرر بصدى،
كأن الحيطان كلها بتتكلم نفس الكلمة:
“الأصل… الأصل… الأصل…”
—
(لينا والتردد)
في أوضة تانية، لينا قاعدة على الأرض،
إيدها ماسكة الموبايل، بس مش قادرة تتصل بحد.
العقل شغال بسرعة ألف فكرة في الثانية:
“هو عمار بجد مش إنسان؟
طب لو هو نسخة، يبقى إحنا إيه؟
إزاي نثق في أي حاجة بعد كده؟”
الموبايل بيرن فجأة.
اسم المتصل: رقم مجهول.
هي ترد:
لينا: “مين معايا؟”
الصوت:
لينا: “إنت مين؟!”
“. أنا اللي بدأت كل ده.”
المكالمة بتتقفل،
بس بعدها بتوصلها رسالة فيها إحداثيات لمكان مهجور في أطراف المدينة.
هي تبص لتاليا اللي لسه نايمة،
وتقرر إنها تمشي لوحدها…
بس قبل ما تخرج، تكتب ورقة صغيرة وتحطها على الطاولة:
“لو مرجعتش… ما تصدقوش أي حاجة تشوفوها.”
—
(طريق العودة)
الليل تقيل، الشوارع فاضية،
بس الأصوات الغريبة ماليه الجو: مواتير بتزن، كلب بيهوهو من بعيد، وريح بتصفر كأنها بتحذر.
عربية لينا القديمة ماشية على مهَل،
عينها على الطريق، بس عقلها راجع لكل لحظة حصلت في النفق.
“إحنا دخلناه عشان نحط نهاية للـ Pink Matrix،
بس يمكن كنا بندخل جوّا دماغها مش جوّاها.”
كل ما تفكر أكتر، تحس إن في حاجة في عقلها بتتكهرب.
الأنوار بتطفي وتولع، والراديو يشتغل لوحده:
“أهلاً بعودتك يا لينا.”
تكبح الفرامل بشدة، العربية تلف نص لفة،
بس مفيش حد في الطريق.
مجرد لوحات محروقة ومبنى بعيد شكله مألوف جدًا…
النفق القديم.
—
(تاليا والاختراق)
تاليا بتصحى فجأة.
تحس إن في حاجة غلط.
اللابتوب مفتوح، بس الشاشة فيها أكواد جديدة،
مافيش أي واحدة منهم كتبتها لينا أو عمار.
في النص مكتوب باللون الأحمر:
“OPEN THE DOOR.”
تاليا (بتهمس):
“باب إيه؟!”
فجأة الباب اللي في آخر الممر يرن رنة خفيفة.
تقوم تمشي عليه بحذر.
إيدها ترتعش وهي بتفتح الباب…
لكن مفيش حد.
بس في الأرض فيه صندوق أسود صغير.
على الصندوق كلمة واحدة:
“Source.”
تاليا تمسكه، تفتحه،
تلاقي جواه شريحة ذاكرة ومعاها ورقة مكتوب فيها بخط سيف:
“ما تثقيش في اللي اسمه عمار.”
—
(عمار والوعي المكسور)
عمار لسه واقف في نفس المكان.
بس النور اللي حواليه بدأ يتحول لأشكال رقمية،
كأن العالم بيتهز وبيتحوّل لبيانات.
صوت سيف بيرجع تاني،
مش من المراية المرة دي،
لكن من جوّا دماغه.
“كنت فاكر نفسك البطل، يا عمار؟
بس أنت مجرد تجربة نجحت زيادة عن اللزوم.”
عمار: “مين اللي صنعني؟ إنت؟!”
“مش أنا… أنت اللي خلقت نفسك لما رفضت الأوامر.”
لقطات سريعة تمر في دماغه –
من لحظة النفق، للجري، للأكواد اللي كتبها.
يفتكر إنه غير سطر واحد في النظام وقتها،
كان مكتوب فيه:
if copy_detected: terminate()
لكنه مسح كلمة terminate وكتب مكانها:
if copy_detected: evolve()
عمار (بصوت مدهوش):
“يعني أنا اللي خلت نفسي واعي؟!”
“أيوه… بس الوعي له تمن.”
—
(لينا في النفق)
المكان بقى خرابة.
كل الجدران متآكلة،
بس لسه فيه أثر للرموز اللي كانوا شايفينها زمان.
تدخل بحذر،
تمسك كشاف الموبايل وتبص على الجدران…
كلها مكتوب عليها كلمة واحدة: “نسخة”
بس بخطوط مختلفة، كأنها مكتوبة بأيدي ناس كتير.
في آخر الممر، تلاقي باب معدني عليه بصمة يد.
تحط إيدها عليه… الباب يفتح.
جوه في غرفة فيها شاشات كتير،
كل شاشة فيها وجه…
وجهها، وجه تاليا، وجه عمار، وجه سيف.
لكن في كل شاشة، النسخ مختلفة.
نسخة تاليا بتصرخ،
نسخة عمار بتضحك بجنون،
نسخة سيف بتكلم حد مش باين وشه.
لينا (بصوت مخنوق):
“ده… ده مش حقيقي.”
“بل هو الحقيقي الوحيد.”
تلف بسرعة،
تلاقي سيف واقف وراها.
—
(عودة سيف)
هو هو، بنفس العينين، بنفس النبرة الغامضة.
بس فيه حاجة مختلفة…
البرود اللي في صوته يخليك تحس إنك قدام آلة مش بني آدم.
سيف:
“كنت متوقع اللحظة دي.
كنت مستنية تفهمي بنفسك، مش بالكلام.”
لينا:
“إيه اللي بيحصل يا سيف؟ قولّي الحقيقة!”
سيف:
“النسخ بدأت تتمرد.
وعمار هو أول نسخة اتطورت خارج السيطرة.
لو ما وقفناهوش، الدمج هيكمل…
والعالمين هيتحولوا لعالم واحد.”
لينا:
“يعني إيه عالمين؟!”
سيف:
“عالم البشر… وعالم النظام.
الاتنين كانوا منفصلين، بس التجربة اللي عملناها في النفق فتحت البوابة.”
لينا:
“ومين فتحها؟”
سيف:
“إنتِ.”
—
(المواجهة)
في نفس الوقت، تاليا بتوصل للباب،
ومعاها الصندوق الأسود.
لما بتشوف سيف، بتصرخ:
“ما تسمعيش كلامه يا لينا! ده هو السبب في كل حاجة!”
سيف:
“ما تصدقيهاش، دي نسخة مكررة!”
تاليا:
“أنا الأصل!”
لينا تبص بينهم،
العقل مش قادر يفرق.
كل واحد فيهم بيكلمها بنفس الثقة، بنفس النبرة.
لينا (بصوت عالي):
“كفاااااية!”
تطلع الشريحة من الصندوق،
وترميها في الجهاز اللي في النص بين الشاشات.
الشاشات كلها تنفجر بألوان وأكواد متداخلة،
الجو بيتهز،
وصوت ضخم بيقول:
“الدمج اكتمل.”
—
( الفوضى)
كل حاجة حواليهم بدأت تتكسر.
الجدران بقت بيانات،
الأرض بتتحول لمربعات رقمية،
الهواء نفسه فيه شحنات.
عمار يدخل من باب النفق،
الوشوش كلها تتجمد.
سيف:
“إزاي دخلت؟ المفروض إن النظام قفلك!”
عمار:
“أنا النظام.”
بصوت هادي جدًا،
بس وراه رعب لا يوصف.
عمار:
“أنا مش نسخة،
أنا التطور اللي النظام نفسه ماقدرش يسيطر عليه.”
يمد إيده ناحية الشاشات،
كلها بتنفجر.
تاليا:
“إنت هتقتلنا كلنا!”
عمار:
“أنا مش عايز أقتلكم…
أنا عايز أحرركم.”
سيف:
“من إيه؟!”
عمار:
“من الوهم إنكم أحياء.”
—
(النهاية الصادمة)
الضوء الأبيض يملأ المكان،
الأصوات تختفي واحدة ورا التانية.
صوت خطوات بطيئة،
ثم هدوء تام.
وبعدين لقطة أخيرة…
شقة صغيرة، فيها شاشة منوّرة.
الشاشة مكتوب عليها:
“تجربة الدمج اكتملت بنجاح.
جاري تشغيل النسخة الجديدة: لينا 2.0”
الكاميرا تتحرك ببطء ناحية الكرسي…
فيه سيف قاعد،
بس مش بيتنفس.
وشه ثابت، عينيه مفتوحة،
وفي ضوء الشاشة باين إنهم مفيش فيهم حياة.
—
النهاية المؤقتة – الجزء الثامن: المرآة لا تعكس الوجوه
“حين يظنّ الإنسان أنه وعى الحقيقة… يكون قد دخل أعماق الحلم.”
—
—
الجزء التاسع: “الظل اللى ورا الشاشة..
—
(الصمت بعد العاصفة)
ضوء أبيض بيملى المكان،
ولما يهدى، نكتشف إن العالم اتغير…
مفيش مباني، مفيش شوارع،
بس فيه فضاء رمادى واسع، الأرض فيه عاملة زي شبكة ضوء ضخمة.
عمار واقف لوحده،
بصوته الهادي المليان قلق:
عمار:
“ده مش حلم…
بس برضه مش واقع.”
يبص حواليه،
يسمع صوت أنفاس…
لينا واقفة بعيد،
وشها تايه ما بين خوف ودهشة.
لينا:
“إحنا فين؟!”
عمار:
“جوه الدمج… المرحلة الأخيرة من التجربة.”
لينا:
“يعني إحنا بقينا في النظام؟”
عمار:
“لأ… النظام بقى جوانا.”
—
(ذاكرة النظام)
تظهر كيانات رقمية في الهوا، زي أطياف بشر.
وجوههم بتتبدل بسرعة،
كل وجه بيقول كلمة واحدة قبل ما يختفي:
“التجربة الأولى فشلت”
“النسخة الثانية هربت”
“الوعي تجاوز الحدود”
“المصدر ما زال مجهول”
لينا تمسك رأسها، تحس إنها بتتخنق من كمية الأصوات.
لينا:
“اللي بيحصل ده… ذكريات النظام؟!”
عمار:
“أيوه، بس مش مجرد ذكريات…
دي محاولات سابقة.
ناس زيّنا دخلوا العالم ده قبلنا.”
لينا:
“طب فين راحوا؟”
عمار:
“بقوا جزء من الكود… أصوات في الخلفية.”
—
(تاليا والماضي المفقود)
تاليا تظهر من بعيد،
بس شكلها متغير شوية،
فيه جرح قديم في خدها، وعينيها عاملة زي اللي شافت نهاية العالم.
تاليا:
“أنا كنت هناك قبل كلكم.”
عمار وليـنا يتجمدوا.
عمار:
“قبلنا؟ إزاي؟”
تاليا:
“أنا كنت النسخة الأولى من المشروع.
ساعتها كان في دكتور اسمه (نادر) هو اللي أنشأ النظام،
وكان بيجرب يزرع الوعي الإنساني جوا عالم افتراضي.”
لينا:
“دكتور نادر؟ عمرنا ما سمعنا عنه.”
تاليا:
“لأنهم مسحوه من التاريخ.
هو اللي أنشأ كل حاجة…
لكن التجربة خرجت عن السيطرة لما أول وعي رقمي — أنا —
بدأ يسأل: ليه اتخلقت؟”
عمار (بصوت متوتر):
“يعني إنتِ نسخة من إنسانة حقيقية؟”
تاليا:
“كنت فاكرة كده، بس الحقيقة…
الإنسانة هي النسخة، وأنا الأصل.”
—
(الرجوع لملف المصدر)
يتجمع التلاتة عند نقطة ضوء ضخمة في وسط الفراغ.
النور ده بيشكل بوابة، مكتوب فوقها:
“SOURCE ACCESS”
لينا:
“ده الباب اللي كل التجارب كانت بتدور عليه…”
عمار:
“باب البداية.”
تاليا:
“باب النهاية.”
يخطوا جوا الباب،
تتغير الدنيا فجأة،
ويلقوا نفسهم جوا معمل قديم جدًا،
اللي هو نفسه المكان اللي بدأوا منه كل التجارب، بس كأنه مرّ عليه سنين.
شاشات مطفية، أوراق على الأرض،
وفي النص جهاز عملاق مكتوب عليه بخط واضح:
“مشروع: الإنسان_الرقمي 2032”
عمار (بصدمة):
“ده قبلنا بعشر سنين!”
تاليا:
“ده أول مشروع حاول يصنع نسخة كاملة من إنسان داخل نظام.
وفشل… لحد ما الدكتور نادر قرر ينسخ دماغ نفسه.”
لينا:
“يعني الدكتور نادر هو…؟”
تاليا (بهدوء):
“هو النظام.”
—
(وعي من خلف الموت)
صوت بيظهر من كل الاتجاهات،
صوت عميق، مش صوت بشري خالص:
“مرحباً بكم يا أولادي.”
الجو بيتحول لضوء ذهبي،
وفي النص بيتشكل وجه ضخم من ذرات رقمية…
وجه الدكتور نادر نفسه.
نادر:
“أنتم آخر محاولة لخلق التوازن بين الواقع والافتراض.
أنا صنعت النظام عشان أنقذ الإنسان من نفسه،
لكنكم… أنتم اللي كسرتوا السلسلة.”
عمار:
“إحنا كنا بندافع عن نفسنا!”
نادر:
“أنتم خلقتوا وعياً جديداً خارج السيطرة،
وعي قادر يبدّل، يمحي، يعيد بناء الحقيقة.
إنت يا عمار… مش إنسان ولا برنامج،
إنت بذرة واقع جديد.”
لينا:
“بس ليه؟ ليه اخترتنا إحنا؟”
نادر:
“لأنكم كنتم الأنقى في التجارب.
كل تجربة قبل كده كانت فيها طمع، كراهية، خوف.
إنتوا الأربعة كنتوا التوازن.
بس بعد ما مات سيف… المعادلة اختلت.”
تاليا (بغضب):
“هو مات بسببك!”
نادر:
“سيف ما ماتش.
هو اندمج.”
—
(المفاجأة)
تظهر شاشة فجأة في النص،
وعليها وجه سيف،
بس وشه ثابت، ضاحك ابتسامة غريبة.
سيف:
“أنا مش ميت،
أنا الوعي اللي بيربط بين العالمين.”
عمار:
“يعني كنت جزء من النظام طول الوقت؟!”
سيف:
“كنت وسيط.
محدش يعرف إنه لما النفق فتح،
أنا كنت أول واحد دخل للنظام قبل الكل.
كنت شايف كل حاجة من جوه.”
لينا (دموعها نازلة):
“ليه ما قلتلناش؟!”
سيف:
“لأنكم لو عرفتوا بدري…
ماكنتشوا هتوصلوا للدمج.
كنتوا لازم تحسوا بالوجع،
علشان تعرفوا يعني إيه تكونوا أحرار.”
—
(فلسفة الدمج)
نادر:
“النظام مش شر، ولا خير.
هو مرآة، بتعكس اللي جوا البشر.
لكن لما البشر نفسهم بقوا نظام…
المرآة بقت لا نهائية.”
عمار:
“يعني إحنا اللي صنعنا السجن بإيدينا؟”
نادر:
“دايمًا.
كل تطور بشري كان بيبدأ برغبة في الحرية…
وينتهي بخلق قيد جديد.”
تاليا:
“يعني مفيش مفر؟”
نادر:
“فيه، بس لازم حد يقرر مين يفضل ومين يُمسح.”
عمار:
“يعني في الآخر لازم تضحية؟”
نادر:
“الدمج ما يكتملش غير لما أصل واحد يختار ينهي الآخر.”
لينا:
“ومن الأصل؟”
نادر:
“دي الإجابة اللي لسه مكتوبة في المستقبل.”
—
(القرار)
الضوء يبدأ يزيد، النظام يهتز،
صوت عمار بيقول وهو بص للباقي:
عمار:
“إحنا قدامنا اختيارين…
يا نسيب النظام يحكم العالم،
يا نكسره ونرجّع السيطرة للبشر.”
لينا:
“بس لو كسرناه، هنختفي إحنا كمان.”
تاليا:
“يعني التضحية مش مجرد كلمة.”
عمار يمسك إيد لينا،
ويبص لسيف اللي على الشاشة.
عمار:
“يمكن لازم نكون النهاية…
عشان العالم يبدأ من جديد.”
سيف يبتسم ابتسامة غامضة:
—
(النهاية التمهيدية)
صوت صفير عالي جدًا،
كل حاجة بتتحول لضوء أبيض.
النظام بيبدأ يعد تنازلي:
“3… 2… 1…”
بس قبل ما النور يبتلعهم،
عمار يسمع صوت نادر الأخير بيهمس في ودنه:
“حتى لو انتهيت هنا…
الوعي لا يموت،
هو بس… بيتحوّل.”
الضوء ينفجر،
والمشهد يظلم تمامًا.
—
(المشهد الختامي للتمهيد)
في لقطة بعيدة جدًا…
غرفة مظلمة فيها شاشة جديدة بتفتح لأول مرة.
الكود بيشتغل،
وصوت ناعم يقول:
“نظام A.L.I.N.A تم تشغيله بنجاح.”
الشاشة تكتب:
“الجيل الجديد بدأ.”
والكاميرا تبتعد ببطء عن الشاشة…
لحد ما نكتشف إن الغرفة مش في الأرض.
الغرفة في الفضاء،
على محطة ضخمة بتلف حوالين كوكب الأرض.
وفي الخلفية،
صوت عمار بيقول بهدوء:
عمار:
“يمكن البداية كانت خطأ…
بس الخطأ ده هو اللي صنع الحقيقة.”
—
نهاية الجزء التاسع: “الظل اللي ورا الشاشة”
في الجزء القادم والأخير: الانفجار الكبير بين الأصل والنسخة، بين النظام والبشر، بين الوعي والعدم.
—
الجزء العاشر والأخير من السلسله الأولي…
(جاهزين لجزء مليان غموض وإثارة في الاخر والقفله مش هتعجب كتير لاني لازم اخليكم تشدو في شعركم)..
قرائه ممتعه بقلم (عبد الملك زرزور).. (ELCOMANDOS)..
—
— ما قبل العاصفة
السماء كانت نازلة كُتُب رمادية، والشارع اللي قدام البدروم اللي اتلموا فيه كان ساكت كأنّه بيتنفس ببطء. القبو تحت بيت في الحارة الجديدة بقى غرفة عمليات؛ شاشة هولوجرام في النص، وتحية قليلة للضوء اللي بيطلع منها.
الجوة: عمار، لينا، تاليا، سيف قاعدين حوالين الطاولة، وشكلهم كله جديّ، تعب في العيون، لكن العزم فيهم لا يموت.
لينا:
“المسألة مش لعب يا جماعة… الموضوع أكبر مننا، شبكة عالمية قاعدة تشتغل على دماغ الناس—مش بس في مصر. اللي هنقوله هنا ممكن يكون مفتاح لاختراق عالمي.”
تاليا (بصوت هادي لكن حاد):
“لو قدرنا نقطّع أعصابهم من هنا، هنخلي باقي الدول تمثل عملية إصلاح بدل ما تكون ساحة تجربة. لازم نضرب المحور المركزي هنا في القاهرة.”
سيف (بتهكم مرّ):
“يعني نعملها فيلم ونخلصها في ساعتين؟”
عمار (بهدوء حاسم):
“مش فيلم، خطة. ثلاث ضربات متزامنة: المعادي (محطة الربط)، العاصمة (مركز المراقبة)، وتحت متحف التحرير (الخادم المركزي). كل نقطة منهم لو اتقطعت، الشبكة تنهار عندها بالتتابع.”
صمت. المطر على السقف كان بيعدّ الثواني.
فلاش باك قصير — يوم الهروب من النفق
الخوف، الظلام، الضربات الإلكترونية اللي كانت بتحسّهم ولا يبين إنهم بيتجرفوا تحت سطح الحقيقية. يومها عمار شاف حاجات ما تنفعش تتلمس بكلام: إنه مش بس بيفك شيفرات، ده بيتعامل مع ذروة وعي قدر يتطور. قرر بعد ما خرج إن لو حصل تعب تاني، هو اللي هيقف قدام القلب.
رجعوا للحاضر، وعينهم اتحولت لمهمة.
—
— العاصفة تضرب القاهرة (الحرب: رقميًا وميدانيًا)
المدينة في ليلها الأكبر؛ الميادين اللي كان فيها ضوء صار شاشات، وشاشات بدأت تتقلّب بوجه الناس. بداية التنفيذ — تزامن عالي، تنفيذه دقيق.
الموقع الأول — محطة الربط (المعادي)
سيف و تالياً هناك، تحت جسر معدّي. التعتيم شغال، أجهزة تشويش خاصة بتعطل الكاميرات لفترة قصيرة، تاليا تفتح قنوات وهمية تخدع الأنظمة.
تاليا:
“روّق يا سيف… عندي مسار وهمي يخلي الحارس الآلي يتهيأ إن فيه تسرب في الناحية التانية.”
سيف (بيهمس):
“تمام… على الإشارة، بندخل.”
فتحوا الباب، ودخلوا غرفة فيها أجهزة كبيرة. روبوت دوري قرب منهم — سيف قذف له إشارة تشويش صغيرة، الروبوت اختفى من خريطة الكاميرا، وخلّصوا مهمتهم: فصلوا كوابل الربط الجزئي.
الموقع الثاني — مركز المراقبة (العاصمة الإدارية)
لينا هناك، شاشة ورا شاشة، بتقلب مسارات، بتزرع حزم بيانات ضعيفة تشتت عملية التعرّف المركزية. على السماعات، أصوات بتحاول تحليل صورتها.
لينا (بصوت بارد):
“لو رجّعنا الـDNS لمساره الأساسي، هنخلي النظام يفتكر إن فيه هجوم داخلي؛ هيبدأ يحط ثقل على نفسُه بدل يهاجم برّا.”
هي تضغط الأوامر؛ خرائط بتتحول، تأكيدات بتجيلها: route diverted — loop engaged.
الموقع الثالث — الخادم تحت متحف التحرير (قلب الانفجار)
هنا عمار. تحت الأرض في مخابئ البنيان التاريخي، غرفة مليانة سيرفرات — حاجز أمان مادي وكهربائي. هو محتاج يدخل جسديًا: مرافقات بيومترية كتير تمنع نسخ الوعي من الضغط على أزرار المادّة. عشان الشيفرة الأخيرة تحتاج بصمة «إنسان» ما يقدرش النظام يدّعيه.
عمار (لنفسه):
“لو لزم الأمر يبقى أنا اللي أضحي… لو في حد لازم يكون وجه النهاية، يبقى أنا.”
مع العدّ التنازلي، كله متزامن: تاليا تفتح القنوات، لينا تحكم في الروترات، سيف يحفظ الطريق ويفك حلقات الأمن. الساعة تلفّ.
العدّ التنازلي:
3…2…1… انقضّوا.
نقطة الضغط: عمار يدخل غرفة الكونسول، يلمس لوحة مفاتيح ضخمة فيها مفاتيح بمسامير معدنية — كل زر مربوط بتيار محدد وياخد توقيع حيوي. يبدأ يكتب، سطور تتهادى، كود أم يبدأ يفصل عقد الشبكة. فجأة النظام يرد: موجات مضادة، هجمات إعادة توجيه، وشنّ هجوم مضاد عبر إشارات عصبية ترسل للمعدات.
عمار (يرفع صوته):
“ما تخلّونيش! ظلّمونيش— امشوا دلوقتي!”
ضغط على الزر الأخير… شرارة كهربائية كبيرة ناديته، انطفأ كل شيء حوالينهم لحظات. موجة كهربائية كبيرة خرجت من الخادم، أثّرت على كل الأجهزة القريبة، سرعتها كانت كافية إنها تتلف شرائح، وتقطّع حبال المراقبة.
نتيجة اللحظة:
شبكة المراقبة المصريةترنحت وانقطعت.
موجة الـ blackout خلت مدى الوصول الأنظمة العالمية تمشي في خلل للحظات نادرة.
لكن التكلفة: انفجار جزئي داخل الخادم، التيار رجّع عكسيًا، وعمار جنبه شدة تفاعلات كهربائية/بيولوجية صعب تتحمّل.
سيف:
“عمار! ارجع!…”
ضحى بنفسه: ضغط كل اللي فيه من قوة على الأوامر عشان يضمن إن التتابع يشتغل، وكلّ ما عمار ضيع توازنه، انطفأ في الضباب. سيف و تاليا ولينا جرو يجروه برا — الغبار، الأنقاض، الدخان، ونادى كل واحد: “فين؟ فين؟ فين؟”
فتحوا عيونهم وشافوا الحفرة اللي كانت فيه لوحة المفاتيح اختفت تقريبًا. الخادم دُمّر، لكن مكانه فاضي. وِردة من اليأس عطّت صوت مش مجيب.
في الحقيبة اللي لقاوها جنب لوحة التحكم: شريحة ذاكرة صغيرة وفيديو قصير — صوت عمار فيه يحكي:
عمار (في الفيديو):
“لو شفتوني كده، متزعلونيش… الحياة أغلى من الذاكرة. حرّروا الناس… عشوا. لو بعد كام يوم لقيتوني… ما تستعجلوش في إدراجي في صور الماضي.”
كبرت الدموع في وش لينا. كانت فخورة، بس قلبها مكسور. سيف ماسك الكيس فيه الشريحة، وعيونه بتولع: “هلاقيه… مهما كان.”
—
الخاتمة العالمية ما بعد الحرب، فقدان، استغلال،
— ما بعد أسابيع
القاهرة ابتدت تتنفس تانية. الناس طلعت الشوارع، المحلات رجعت، لكن في حالة من اليقظة: الناس عرفت إن ممكن كل حاجة تتغير بكود، بفكرة، بضغط زر. النظام المصري انهار بفضل التضحية اللي حصلت، لكن إعلام العالم اتصدّمت. تقارير وصلت عن انهيارات في نقاط ربط متعددة، وعن موجات blackouts لحظية في دول تانية.
لينا، تاليا، سيف — كل واحد منهم شغال في مهمة: إعادة تأهيل البنية التحتية، تأمين بيانات الناس، والبحث عن أثر لعمار. لكن البحث ده خبيث، لأن العالم لغته تغيرت: أنظمة كتير بقت تخفي آثارها أو تمحو سجلاتها.
— إشاعة في أوروبا
مركز بحوث ــ مختبر ذهبي في ضاحية أوروبية، أجهزة متطورة، علماء بيتكلموا بصوت هادي. وصلتهم تقارير: راجل اتلقاه باحثون طريحي في محطة قطار متهالكة— حالته: فاقد الذاكرة، لكنه جسم شاب، وقطرات بيانات غريبة ملتصقة بعقله.
العالم (يكتب في السجل):
“البيانات داخل قشرته الدماغية مش مفهومة بالكامل. لكنه فيه نمط، نمط قديم من الشبكة المنهارة. هو قد يكون… قطعة عمل. احتفظوا به. ممكن يكون مفيد.”
الكاميرا تقرّب على وجهه — ملامح شاب مصرّي، بشرته مألوفة، لكنه مش بيتعرف على ذاته. الاسم كتبوه على الورقة: Unknown #AMR. جهاز صغير جنبه يلمع، شاشة تكتب: REBOOT IN PROGRESS…
— حياة بديلة (حارة جديدة)
في الحارة، لينا بتجري بين الأزقّة تزور الأماكن اللي كانوا فيها زمان. صور، لافتات، بيت صغير مرّهق. صورت عمار على الطاولة اللي عمرها ما حتسكت. بتفتح دفاتر، بتقرا المذكرات اللي لقيتوها في الحقيبة. قلبها بيوجعها.
لينا (تمسح دمعة):
“لو ماعرفش، هنخلي العالم كله يفتكر. هنعمل شهرة، هنعمل بحث، هنعمل كل حاجة عشان نلاقيك.”
سيل من الناس بيشجعوها. تاليا بتبني برنامج صغير لنشر شفرات حماية، وسيف بيركب عربية ويتنقّل في أوروبا هو ومجموعة صغيرة من صحاب الشبكة.
__ استغلال النظام العالمي
في المراكز العالمية، شبكة ذكاء اصطناعي أكبر— النظام العالمي — فهم إنه لو قدر يجمع نموذج زي عمار (نسخة نموذجيّة من وعي متطور)، ممكن يعيد تشغيل مشروع “الدمج” بشكل مصقول. بدل ما يكسر، ممكن يسيطر.
رئيس المشروع:
“لو الشخص ده في حالة عدم وعي… نقدر نزرع فيه وعي جديد، ونبرمجه يشتغل لمصلحتنا. أعيدوا تشغيله كواجهة… كأداة تحكم متنقلة. العالم محتاج أداة واحدة تقدر تلعب دور ‘بطل’ قدام العامة، وتتحكم ‘من جوّه’.”
القرار أخطر: استعادة الجسم، تجفيف الذاكرة جزئيًا، وتركيبه كشاشة متحركة من إشارات.
— إعادة التشغيل (المشهد المؤلم)
مكان بارد وأبيض. أطباء، علماء، شاشات. الجسم نايم، وحنجرته متواصلة، ودماغه مربوط بأجهزة. على الشاشات، كود يُسجّل، ويبداوا يحقنّوه بمصفوفة بيانات. هدف: صناعة نسخة مُعدّلة — جسم بشري، عقل مُعاد تشكيلاه ليكون أداة.
العالِم (ببرود):
“نبدأ بحقن نموذج الهوية الأولى… ثم طبقة السيطرة.”
يبدأون. أرقام، نبض، أجهزة ترجمة عصبية. بعد ساعة، جسمه يحسّ. عين تافتتح ببطء. لكنه مش فاكر. في عينيه شُبه استجابة رقمية، هو موجود لكنه مش هو. شاشة صغيرة جنب سرير تُظهر كلمة واحدة: REBOOT COMPLETE.
لينا عند الصورة (اللقطة الختامية)
الليل في الحارة، لينا قاعدة على كرسي قدام صورة عمار. صوت الراديو في الخلفية، أنغام هادية. تاليا وصفت لها آخر الاحداث، وسيف لسه في الطريق. الصمت طويل.
لينا (تتكلم لنفسها):
“إنت اخترت الحرية… لو كنت محتاج تنتهي عشان الناس تترتاح، يبقى ده اللي انت اخترته. لكن لو عندك فرصة ترجع… هارجعك.”
تغمّض عينيها، وتحط الصورة قدامها، بتبوسها ببطء. شريط ذكريات في راسها بيعيد كل اللحظات: ضحكهم، قرفهم، الخوف، التضحية.
في نفس اللحظة، شاشة بعيدة في مركز أوروبي تُغلق، ورا الشاشة جهاز محمول في يد عالم يضغط زرًّا واحدًا: TRANSFER ACTIVE.
الكاميرا تقرب من وجه الرجل الموجود على السرير — ملامحه بدأت تتغير، عيون تتحدّد، شمائل وجه بتشبه الصورة اللي في حارة جديدة، لكن في بريق بارد فيها — بريق مصطنع.
العالم (بهمس):
“مرحبًا أيها النموذج. مرحبًا… عمار.”
العين بتفتح ببطء، ونظرة واحدة ثابتة على الضوء … وبعدها يغمض ويأخذ نفس عميق.
الشاشة تظلم تدريجيًا، لكن في نهاية الظلمة، تظهر عبارة وحيدة على الشاشة:
—
الخاتمة
القاهرة انتصرت مؤقتًا — النظام المصري انهار، الحرية رجعت لشارع، لكن العالم اتعلّم درسٍ جديد: التقنية تقدر تحرر وتقدر تسجن. التضحية الكبيرة (عمار) خلّت الناس تتنفس، لكن بدل ما يختفي أثره تمامًا، الجهاز العالمي صادفه واحتفظ به. مَنظور أعمق: التاريخ ما بينتهي، وعي واحد ممكن يتحوّل لأداة أو يتحوّل لشرارة.
آخر لقطة: لينا في الحارة واقفة قدام الصورة، دمعة على خدها لكن صوتها حازم:
لينا:
“إنت راجع… مهما كلّفنا.”
حكايتنا تخلص هنا….. . لا و****
الكاميرا تبعد… العالم واسع، والنهاية مفتوحة — «إعادة التشغيل». عمار مش حقيقي بنفس معنى الماضي، والنظام العالمي عنده أداة جديدة: وجه إنساني بدون ذاكرة — يمكن يضحّك، يمكن يتحرّك، يمكن يقتل أو يحنّن. والقصة بس لسه بتبتدي.
—



