رواية قلب من جليد الفصل الثلاثون 30 بقلم غادة علي
الفصل الثلاثون
كانت في طريقها للدخول للشركه ..وهي تلعن عِندها للمره التي لا تذكر عددها …لما عليها ان تتحمل الم لقاءه ..فقط لارضاء برودها وقسوتها …فقط لارضاء كرامتها المهدره ..فقط لان تثبت ل صقر ..انها لا تقهر ..
انزوت طرف شفتبها بابتسامه ساخره قاسيه ..ف حقا هي لا تقهر ..
اعادت شعرها خلف اذنها ودخلت ..لتخبرها موظفه الاستقبال ..ان صقر الراوي ..يعقد اجتماعا هاما …قتنطلق الي غؤفه الاجتماعات بهدوء شديد رغم تاخرها..فتحت باب الغرفه ودخلت بهدوء …والقسوه تخط ملامحها وبقوه ..
اما عمر ..فقد تفاجأ بمنظرها..وذكره باول لقاء لهم..لكنها لم تكن شاحبه هكذا..لم تكن قاسيه هكذا ..لم تكن مجروحه هكذا
اخذ نفس عميق ..ثم سالها ” اسيا ..ال Collection جاهزه “
لتجيب ببرود ” انا ودتها الدراي كلين وهروح انهارده اجهز الموديلز “
ليلتفت صقر لعمر قائلا ” انت شوفت الكولكشن دي “
تلعثم عمر وهو يجيب ” لا ..بس احنا واثقين من اسيا و..”
ليقاطعه صقر بحده”هو ايه اللي واثقين يا بشمهندس…ازاي مشوفتش اللي المفروض هيتعرض بكره “
لتتكلم اسيا تلك المره ببرود وصوت عالي ” انا محدش بيشوف شغلي غير يوم العرض…غير كده لا “
ليعقد صقر حاجبيه ” ودا في عقد مين “
لتستريح علي الكرسي بظهرها ” انا مش بمشي بعقود يا صقر …وهو دا اللي عندي “
اشتعلت عينا صقر بالغضب..كيف تكلمه بتلك الطريقه وامام كل موظفين الشركه
اما اسيا فجلست باسترخاء ولا مبالاه ..ليقطع افكارها صوت انثوي ..لتكتشف انها منه الي لم رها الا الان ولم تعلم لما اتت اصلا ..لكننا ما يزت ما تفوهت به قائله ” اسمه صقر بيه “
لتضحك اسيا بقسوه مفرطه ” صقر بيه دي ليكي انتي واللي زيك..مش ليا ..تمام “
ثم وقفت وهي تاخذ نهال قائله ” وعن اذنكو بقاا ورانا شغل “
كادت تصل للباب ..لكنها التفتت ورفعت اصبعا محذرا لمنه قائله ” امم وانتي ..صوتك ميعلاش تاني ..والا هقطعلك لسانك اللي انتي فرحانه بيه ده..ماشي “
ثم ابتسمت بتصنع وخرجت مع نهال …وما ان اغلقت غرفه الاجتماعات حتي ضحكت نهال ملئ شدقيهاا …ثم تكلمت من بين ضحكاتها قائله ” يخربيتك ..هتموتيهم”
لتبتسم اسيا بقسوه ” هما لسه شافوا حاجه..انا هفهمهم ..يعني ايه اللعب مع اسيا فؤاد خطر “
* * * *
تعبث بخصلاتها السوداء بملل قائله ” انس ..انت خلتني اسيب اسيا تشتغل لوحدها..عشان تيجي تتفرج عليا “
ليبتسم انس بحب ” اعمل ايه ..مهما اشوفك مبشبعش من عنيكي “
لتخفض عيناها في خجل ..ليتكلم بثقه ” ارفعي راسك يا نهال ..انا مش جايبك عشان ابصلك وخلاص ..في موضوع مهم جدا لازم نتكلم فيه “.
بدا القلق يتسرب الي قلبها رويدا رويدا ..ليكمل هو باضطراب قائلا ” نهال..انتي عارفه المشاكل اللي بين العيلتين وكده صح “
اومات براسها وعيناها اابنيتان متسعه برعب من القادم …ليكمل هو براس منكس ” نهال من الاخر جدي مش موافق علي ارتباطنا ..وانا ..وانا “
لتهمس بصوت مخنوق ” انت ايه يا انس “
ليتكلم بصوت غلب عليه الحزن “انا ..انا مش هقدر اقف قصاده يا نهال”
لتعمض عيناها لحظه …ثم تفتحها مجددا قائله بنبره ارادتها ثابته ” مش هتقدر!!…ممم طب المطلوب مني ايه “
تكلم انس بلهفه ” تخليكي جنبي…لحد ما احل المشاكل دي …وساعتها يمكن تقدر اكلمو”
ابتسمت بسخريه رغم دموعهاوالتي هطلت رغما عنها ” اسفه يا انس ..انا كان ممكن اقف جنبك وابقي معاك لحد اخر نفس فيا ..بس لو كنت انت دافعت عن حبك ليا يا انس …انت حتي خايف تواجهو ..وانا مش هعلق نفسي بواحد خايف يدافع عن حبي..هيعرف يدافع عني انا شخصي”
لمعت عينا انس بالدموع.فتكلم بارتباك ونبره تفيض حزنا ” نهال ..انا ..اتا غصب عني والله ..طب متعيطيش…عشان خاطري متعيطيش “
انهارت نهال بالبكاء اكثر ” في دي كمان انا اسفه يا انس …انا مش اسيا بجبروتها يا انس..انا حبيتك ..ومن حقي اني ازعل علي عمري اللي راح علي حبك “
اخر ما رآه هي قدحي القهوه بعينها الدامعتين…قبل ان تاخذ حقيبتها وترحل..كحلم جميل ..لم يستطع الاستمتاع به …قبل ان تُوقظه كوابيس الواقع
الحادي والثلاثون من هنا
