Uncategorized

رواية قلب من جليد الفصل الثامن 8 بقلم غادة علي – تحميل الرواية pdf


الحلقة الثامنة

كانت تتكلم بعصبيه مفرطه ” جدك ياسيدي مانعني اخد اي قطعه قماش “

ليعقد عمر حاجبيه بشده ” ده ليه ..ثم التفت الي موظف المخزن ” مين بلغك بكده “

ليتكلم الموظف باحترام ” صقر بيه بنفسه حتي هو الي اقولكو ..وروه هتتصرفوا ازاي “

اضيئت تلك الشعيرات الفضيه بعينيها بقوه ..ثم تكلمت بغضب ” تمام ..انا هتصرف ..يلا “

ليقول انس ببلاهه ” يلا ايه “

لتصرخ بغضب ” هتيجو معايا ولا لا “

اوما عمر براسه وهو يسحب انس الذي سحب نهال بدوره ..وتوجهو لسياره عمر مباشرتا ..ركبت اسيا بجانب عمر الذي تولي القياده..
ليقول انس بهدوء ” هنعمل ايه دلوقتي ..السيوله مش هتكفي اننا نجيب قماش جديد ..وعلي ما نشتريه اصلا هناخد اكتر من اسبوع “
جلس الاربعه يفكرون بصمت شديد حتي تكلمت اسيا بهدوء ” تعالوا نروح الورشه بتاعتي ..جاتلي فكره”

وبعد قليل كان عمر يصف سيارته في ذاك الشارع الضيق ثم وقف الاربعه امام منزل اسيا الصغير لينطلم عمر بصدمه ” ده بيتكو “

لم يخفَ عليها صدمته لتتكلم بحنق ” ايوه ..اتفضلو علي ما اجيب المفتاح “

دخلوا بهدوء ..ب ان رحبت بهم نبيله (والده اسيا) ثم استاذنت اسيا منهم وانسحبت بهدوء لغرفتها لتاتي بالمفتاح ..ليتكلم انس معرفا ” دي بقي طنط نبيله مامت اسيا ..او زي ما بنقولها بلبله “

ابتسم عمر بهدوء ” تشرفت بمعرفتك نبيله هانم “

ربتت علي كتفه بحنان ” انا اكتر يا حبيبي وبعدين قلي بلبله زيهم “

اوما عمر براسه مع ابتسامه صغيره ” تمام يا بلبله “

لفت نظره تلك الصور الكثيره لفتاه صغيره بعينان تضيئان لكن ليس بغضب كما يراهم في كل مره ..لكن بسعاده ..ثم تتبع بنظره للصور وهو يلاحظ اختلاف سن الفتاه في كل صوره ..حتي يقف بصره علي تلك الشابه الفاتنه ..بتلك الابتسامه السعيده والعينان البراقتان ..ليخرج من روده علي صوت نبيله وهي تقول بوجع ونظرات منكسره ” دي بنتي ..قبل ما الحزن يسيطر عليها..قبل ماتتلف بالبرود ..بنتي قبل ما الزمن يجي عليها ويكسرها “

نظر للمراه الحزينه وهو يمنع لسانه من السؤال عن ماحدث لها ..وكان القدر يسانده لتخرج اسيا في ذاك الوقت لتقول ببرود ” يلا “

ثم خرجوا وتوجهوا لباب صغير ملاصق للمنزل ..لتفتحه اسيا ويدلف الجميع بذاك الهدوء المسيطر ..ظل عمر يتفحص المكان وهو مبهور بتلك الازياء المعلقه حوله في كل مكان ..ليفيق علي صوتها وهي تكلم انس ببرود ” فاكر Collectionالربيع اللي عملتها السنه اللي فاتت ومقدمتهاش “
ليوما انس براسه وهو ينظر لها بترقب لتكمل ” انا قررت اطلعها ..هي لسه موجوده هنا اهي “
ثم اخرجت اثني عشر فستانا مغلفين بعنايه

ثم التفتت لنهال ” تقدري تطبعي الدعاوي وتحجزي قاعه وتظبطيها وتظبطي مع المجلات والمصورين خلال يومين “

اومات نهال براسها بحماس ..لتكمل اسيا ” وانا هظبط حاجات بسيطه في الفساتين دي ويبقي له تمام “

ثم التفتت للفساتين في يدها لتسمع صوت انس المرتبك ” اسيا ..انتي لسه مضايقه مني ..اصلك بتتعاملي عادي “

ابتسمت بهدوء ” طالما صاحبه البن سامحتك.. يبقي لازم اسامحك يابن الراوي “

* * * * * *
يراقبها وهي تسير يمينا ويسارا ..تعد المسرح هنا ..وتساعد العاضات هناك ..لم تجلس ولم ترتاح من الصباح …يعلم انه يوم مهم بالنسبه للشركه وخصيصا لها ..حتي هو ينتظر بشوق ليري مجموعتها ..دخل الكواليس ليجدها هي وانس ونهال يتناقشون بصوت عال فسال انس بهدوء ” مالكم فيه ايه “
ليجيب انس بانفعال ” الناس هتيجي كمان ساعه ..والهانس مش راضيه تغير هدومها وبتقول مش هتظهر اصلا “

ليلتفت لها بوء ” ليه يا اسيا “

ردت بانفعال ” انا حره ..هتتدخلو في لبسي ليه “

نظر لها بهدوء وهو يقول ” اولا ده مش تدخل ..بس تفتكري الناس تقول ايه ..ال Designer بتاع شكره كبيره زي شركتنا ..مش لاقيه هدوم تليق عشان تظهر بيها وفس الاخر تطلع ببنطلون كتان كحلي وقميص لونه غريب كده ..وشعر شبه عش العصافير بالكحكه بتاعتك دي “

برقت عيناها بغضب وهي تلتمس شعرها ” عش عصافير ؟! ..اطلعو رحبوا بالناس وانا خمسه وهاجي انا ونهال “

التسم عمر بهدوء وهو يغمز لانس وتوجهو للخارج بصمت للتكلم نهال بهدوء ” ممكن اعرف سبب رفضك الحقيقي “

ردت بصوت مختنق ” يعني انتي مش عارفه الجروح والحروق اللي في ايدي و رجلي “

ضمتها نهال بحنان ” ياحبيبتي دي حاجه ماتعبكيش..وقولتلك ميت مره انا ممكن اداريهالك بالميك اب وخصوصا انك بيضه اوي ..فا مش هيبان فيكي ..ها ايه رايك “

بؤقت عيناها بتصميم ” تمام ..موافقه “

وبعد ساعه بالظبط دخلت للقاعه بفستان ابيض هفهاف ..وشعرها ينساب خلف ظهرها ..لتشبه الحوريه التي تخيلها بالظبط …انها هي حوريته ..اسيا ..حبيبته التي لم ينل قلبها حتي الان

وقفت بجانبه وهي تتجاذب الحديث مع احد رجال الاعمال والذي يمتلك محلا تجاريا كبيرا …ظل يستنشق عطرها وعيناه لم تخيدا عنها للحظه ..الا حينما اتي انس ليخبره باكتمال العدد ..ليبلغا مدير القاعه الذي لغلق الانوار ما عدا الضوء الذي تسلط علي المسرح ثم علي صوت الموسيقي الهادئه ..بينما العارضات يجولون المسرح بتلك الحركات الاستعراضيه المعروفه..وبعد انتهاءالعرض حان دوره ليلقي كلمته علي الحضور …صعد الي المسرح بخطواته الثابته ..ثم امسك بالمكريفون ” طبعا انا برحب بيكم ..انكم لبيتو دعاوتنا وحضرته عرض مجموعه الربيع بتاعتنا والاي اتمني انها تعجبكو ..وطبعا المجموعه من عمل الفنانه الموهوبه اسيا فؤاد “
قاطعه تصفيق المدعوين ليكمل ” وياريت تلبي دعوتي وتطلع المسرح معايا ..لاني اكيد بالنسب نجاح المجموعه دي ليها هي “

تفاجات بكلماته ..لكنها لبت طلبه هدوء وصعدت علي المسرح باناقه ..ليمد يده لها ويساعدها علي صعود تلك السلالم الصغيره ..وبالطبع لم يفوت الصحفيين والمصورين تلك الفرصخ لياخذا لهم العديد من الصور …ثم اعطاها عمر المايكرفون ..لتتكلم بارتباك يغلفه البرود ” انا برحب بيكو مره تانيه ..واتمني ان فساتيني تعجبكوا ..و “

قم اعطته المكرفون بهدوء ونزلت عن المسرح ..ثم اتجهت خارج القاعه نهائيا ..وهي تنظر للسماء بشرود …ليقطع شوردها صوته الهادئ ” خرجتي ليه “

التفتله وهي تهز كتفيها بملل ” مبحب التجمعات “

ليقف بجانبها ” ولا انا ..تسمحيلي اقف معاكي “
اومات براسها بهدوء ليسال مره اخري ” ممكن اسالك سؤال “

تمتمت بهدوء ” اتفضل “

لياخذ نفس عميق وهو يقول ” انتي ليه بارده كده ..ليه بتتعاملي مع الكل ببرود ..حتي مع نفسك “





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى