اقصوصة – المكالمه اللي مجتش ( خاص بـ مسابقه الاقصوصه) – سكس جديد 2026

الكاتب \ عيسي الوزان
في شقة صغيرة في الدور التالت ، كان قاعد كريم قدام موبايله القديم، اللي زرار الباور بتاعه بيعلق كل شوية.
كريم عنده عادة محدش فاهمها… كل يوم الساعة 11:11 بالظبط، يتصل برقم معين.
رقم ماحدش بيرد عليه… من 7 سنين.
الرقم ده كان بتاع هند…
أقرب واحدة لقلبه، وبنت كان ناوي يتجوزها، لولا اللي حصل.
هند ماتت فجأة.
مكلمة نص الليل، حادثة سخيفة، وسكوت بعدها طويل… طويل أوي.
من يومها كريم ما اتأخرش ولا يوم…
كل ليلة يرن… يسمع جرس طويل… وبعدين المكالمة تفصل لوحدها.
ولا حد رد… ولا هي رجعت.
لحد الليلة دي.
كريم قاعد في الضلمة، لمبة الصفرا بتاعة الأوضة منورة نص الحيطة. الساعة قربت 11:11، وهو ماسك الموبايل زي *** ماسك لعبته الوحيدة.
جرس.
جرس.
جرس.
فجأة…
حد رد.
بس مش صوت واضح… صوت خفيف… عامل زي الهوا، أو زي وش خفيف في الراديو.
قال:
“كريم…”
كريم اتشل.
الصوت… هو.
نفس الطبطبة اللي عرفها من غير ما يسمعها.
رد بصوت بيترعش:
“هند؟ انتي هند؟”
الصوت اتأخر شوية… وبعدين قال:
“انت وحشتني.”
كريم حط إيده على دماغه، وقعد على الأرض.
دموع نزلت من غير ما يحس.
قال لها:
“أنا… أنا برجعلك كل يوم. ليه مرديتيش قبل كده؟”
الصوت كان بيقطع…
الجملة جاية وراها وش كتير، بس واضحة كفاية:
“أنا… كنت سامعاك… بس ماكنتش قادرة.”
قلبه وقع.
قال لها:
“بتقولي إيه؟ انتي… فين؟”
الصوت اتكسر أكتر، وبقى في صدى غريب…
وبعدين جملة قصيرة خرجت من السماعة كأنها محتاجة مجهود:
“سيب المكالمة… هروح.”
كريم اتخض:
“لا! لأ! ماتقفليش! ماتروحيش تاني! أنا…”
وبقى يسمعها تتنفس.
أتقل من زمان.. أهدى… كأنها قريبة منه أوي.
قالت:
“كريم… بطل تتصل. أنت مربوط هنا بيا… وأنا خلاص… مش هنا.”
سكت.
دقات قلبه صوتها أعلى من صوته.
قال بصوت مكسور:
“وانا من غيرك هاروح فين؟”
الصوت اختفى لحظة…
وبعدين رجع، هادي أوي…:
“إنت لسه عايش… وأنا لأ… ماينفعش تفضل واقف عندي.”
كريم مسح دموعه، وهو مش قادر يتنفس.
قال لها:
“طب… هتروحي فين دلوقتي؟”
جملة واحدة…
كانت آخر حاجة يسمعها في حياته:
“لما تبطل تستنى… هتسمعني أريح.”
وبعدين…
خط طويل…
وبعدين المكالمة قفلت.
كريم قعد ساعات ماسك الموبايل، مش قادر يصدق.
تاني يوم الصبح…
دخل على جهات الاتصال…
وبايد بتترعش…
مسح رقم هند لأول مرة من 7 سنين.
ومن ساعتها الجرس ما رنش.
والرقم ما اتطلبش.
بس في ليلة بعدها بفترة…
وهو نايم، سمع صوتها واضح أوي، من غير موبايل، ولا شبكة:
“شكراً يا كريم.”
فتح عينه…
لـقاها سايبة الدفا وراه…
ومشيت.


