رواية ملاذ السحاب الفصل الخامس 5 بقلم هاجر يونس – تحميل الرواية pdf

الفـصـل الخـامـس .
—
– عندما حل ظلام الليل ، وصل الي منزله بـ إرهاق شديد ، وضيق من تلميحاتها له ، لماذا الجميع يتحدث معه و كأنه يُكن لها مشاعر غراميه ، و حديثه عنه انه يُحاول ان يذهب خلفها جعله يشعر بـ اهتزاز بـ مكانه كرامته ، فـ وصل الي باب منزله ، و عندما وضع مُفتاحه بـ الباب سمع صوت شقيقته و هي تُحدث امه و صوت قهقهتها العاليه فـ علم انها تُقيم اليوم بـ منزلهم ، فـ دخل رأها ، تقدمت منه بـ ترحاب شديد قائله :-
– حقيقي وحشتني جداً
– ضمها ” عز ” بـ حنان و لما لا فـ هي ليست شقيقته فقط فـ هي بمكانه والدته الأُخري ، فقال بـ مُراوغه :-
– يـ سلام علي البكش ، مـ انا لسه كُنت مترمط معاكِ امبارح .
– ردت ابنتها و قالت له بـ حُب و مراوغه مثله :-
– تلاقي عندها مؤتمر جديد يـ زوز و انت يـ حبيبي مش فاضي اليومين دول عندك حاجات اهم فـ الطياره
– اختفت ابتسامته تدريجياً وقال لها بـ هدوء :-
– علي فكرا يـ بت انتِ مش سالكه من جواكِ كده .
– اومأت له و اخذت تُنظم اظافرها بـ مبرد الاظافر و فضلت عدم اجابته فـ قالت والدته :-
– تعالي يـ حبيبي اقعد شكلك تعبان ، سيبك من البت دي و امها .
– تركهم و ذهب جهه والدته جالساً بـ جوارها فـ قال لها :-
– اها والله يـ ماما تعبان جداً ، و بنتك مش راحمه خالص ..
– ابتسمت ” ناديه ” وقالت بـ حنو امومي :-
– نـاوي تُفـك عُقـده الجـواز امتي يـ عز الدين .
– التفتت ” بسمله ” و قالت لـ جدتها بـ خُبث :-
– هتـتفك قـريـب اوي يـ تيته بـس انتِ ادعيله جـامد
– نظر لها بـ نصف عين قائلا :-
هاين عليا اقوم اجيبك من شعرك اللي انتِ فرحانه بيه ده .
– استغربت ” ياسمين ” من حديثهم وقالت بـ تساؤل :-
– ايه ده .. هو انت مُرتـبط يـ عز ..!!
– تحدثت والدتها بـ سُخريه :-
هو ده بـتاع ارتـباط ، ده عايش فـ الجو .
– نظرت الأُخري لهم و قالت بـ ابتسامه :-
– ده عايش فـ الجو و مع الجو يـ تيته .
– ما هي الا ثوانٍ معدوده و تلقت وساده من القطن فـ وجهها بـ فعل خالها الذي سئم من افعالها المُراوغيه له وقال :-
– اطلعي ذاكري يـ تالته ثانوي ..
– طالعه يـ حبيبي متعصبش نفسك بس
– قالت تلك الجمله و هي تصعد الدرج بـ أكمله حتي تصل لـ غُرفتها بـ منزل جدتها
– بينما هو استئذن منهم لـ يصعد حتي يستريح من تعب اليوم..
—-
– – فـ صباح يومٍ جديد .
– انتهي من ارتداء ملابسه الـمُكونه من بـنطال من خامه الجيـنز بـ اللون الازرق الداكن و كِنزه من اللون الابيض النقي يعلوها قميص من الازرق الفاتح تدريجياً فتح جميع ازراره لـ يتطاير بـفعـل هواء غُرفته ، صفف خصلاته بـ عِناء شديد و لملم اشياءه المُكونه من مفاتيحه و حافظه نقوده و هاتفه ، نظر علي حاله نظره اخيره بعد ان نثر عطره بـ غذاره فـ اصبح الجو مليئ بـ راحته المُميزه ، فـتح الباب تاركاً الغُرفه و وصل حيث موضع والدته و ابنه شقيقته يبدو ان شقيقته مازالت غافيه ، سمع صوت ” بسمله ” قائـله بـ مُراوغه :-
– ايه الجمال ده يـ زوز ، كده مش هنلاحق علي العرايس و انت مسموحلك اربعه بس .
– ابتسمت والدته علي حديث حفيدتها و مراوغتها معه فـ قالت :-
– بس يـ بت انتِ ، انت رايح فين يـ حبيبي المفروض ان انهارده اجازه ليك
– ابتسم و قال لها بـ هدوء :-
– رايحين الكامب ، هنقضي يوم لطيف كده و نيجي بليل .
– نظرت له بـ نصف عين و قالت له :-
– و اشمعنا حبيت الكامب دلوقتي يـ عز مـ انا كُنت بتحايل عليك توديني و انت بتطنش عشان عندك شُغل .
– اجابها قائلاً :- خلـصي انتِ ثانويه عامه و هاخدك يـ باشا .
– غمزت له بـ طرف عينيها فـ ابتسم هو عليها و انحني مُقبلاً يد والدته بـ نظرات حانيه قائلاً لها :-
– همشي انا بـقـا .
– خرج وسط دُعاء والدته له ، وقف امام المنزل من الخارج و ارتدي نظارته الشمسيه لـ تمنع وصول اشعه الشمس لـ عينيه ، سمع صوت هاتفه يُعلن عن مهاتفه احدهم له فـ رأي اسمها الذي يضع بـ جانيه قلباً من اللون الاحمر فـ رد عليها قائلاً بـ ابتسامه :-
– يعني سجلتي رقمي اهو .
– ردت عليه بـ حنق :-
الناس بـ ترد تقول السـلام عليكم انت بتقول سـجلتي رقمي اهو ، اكيد يعني هسجله مش الكابتن اللي حظي بيقع معاه فـ كُل رحله .
– اجابها بـ اختصار :- جــود .. كُنتِ عـايزه ايـه .
– اجابته بـ تذكر :- كُنت عايزه اعتذرلك علي طريقتي امبارح ، يعني مكنتش اقصد حاجه فـ حوار الرقم ده عادي يعني ، انت كبرت الموضوع انا كُنت بـهزر
– لم ينكر انه انزعج من تفكيرها ليله البارحه ، لكنه اجاب بـ سلاسه :-
– لا يـ حلو مزعلتـش ، و عموماً عادي مفيش حاجه ، نزلـتي بقا ولا لسه ..
– اجابته بـ هدوء و هي تُلملم حقيبتها و تُعدل احمر شِفاها :-
– خلاص نازله اهـو ..
– فـ سألها مُكملاً :- تمـام ابـعتيلي اللوكيـشن بتاعك و هاجيلك .
– نظرت فـ اللاشئ بـ بلاهه قائله :-
– تيجيلي فين لا مؤخذه يـ اخويـا
– اجابها بـ ضيق :- اخوكِ ..!!
هاجي اوصلك يـ ماما مش هخطفك يعني .
– وافقته علي حديثه بـ استغراب شديد و فعلت كما قال لها .
——
– وقف بـ سيارته امام بنايه منزلها فـ هافتها لـ يُعلمها انه فـ الاسفل ، دقائق و رأها تخرج من البوابه بـ هيئتها الخاطفه لـ أنفـاس ابتسم تلقائياً وهي كذلك فـ جلست بـ جوارها فـ السياره ، و قال هو :-
– فـ حد بيبص علينا من فوق علي فـِكرا
– نظرت لـ أعلي بـ خفيه و قالت له :-
– اهـا مِرات اخويـا ، هي فضوليه زياده كده .
– اومأ لها بـ ضحكه هادئه :- اهـا لاحظت ده ، نطلع بقا
– اومأت له بالموافقه ، لـ يُشغل هو مُحرك السياره و ينطلق بها وسط اشعه الشمس الصادره علي كُلاً منهم ، تبادلا اطراف الحديث اثناء الطريق و لا تنجو هي من نظراته المُتفحصه لها ، بينما هي حاولت قدر الامكان ان تهرب منه بـ النوم قليلاً .
—-
– بعد مرور عدة سـاعـات .
— امسك بالمطرقه و اخذ يطرق علي الخشب حتي يقوم بنصب الخيمة بينما امسكت جود بقطعة خشب أخري وحاولت وضعها في الارض حتي يقوم بالطرق عليها هي الاخري ويربط فوقه حبل الخيم … ارتفع صدي صوت الموسيقي الهادئه بكلمات عمرو دياب الراقيه ذات الوضع الرومانسي الهادي … نظر لهما عاصم بضحك وهو يلتقط نظراتهما إلي بعضهما بلطف فإقترب منهم وهتف بعبث :-
– جوزين حمام ما شاء الله ..
– نظرت له جود بتعجب وقالت :-
– لآ عادي احنا بني آدمين !!
– قهقه عليها عز بسخريه بينما يداه تكمل عملها ، أومأ لها عاصم بهدوء وقال بإستهزاء :-
– انا كده اطمنت علي مستقبلك ..
– التفت عز برأسه إلي عاصم ونظر له نظرة صارمه فإبتسم له عاصم بخبث و ادار رأسه إلي جود يهتف متسائلا :-
– اما صحيح يا جود ..
– أجابته جود بلطف دون النظر إليه :-
– نعم يا عاصم ؟
– حك مؤخرة رأسه بحيرة ثم اطلق بكلماته دفعة واحده :-
– انتي مرتبطه ؟
– تركت جود ما بيداها وإلتفتت تنظر إليه بتعجب مع هتافها بتلك الكلمات اللعوبه :-
– امم .. لأ بس ده ميمنعش لو عندك عريس يعني !
– نفي برأسه وهو يصطنع التعجب وعيناه تراقب ملامح عز عن كثب ، قال بإستشفاف :-
– مع انه غريبه واحدة زيك في جمالك ومنصبك متبقاش مرتبطة علي الاقل !
– اشتعلت عينا عز بحنق وغيره من وصفه لجمالها الفتاك رغم علمه بأنه يميل إليها في بعض الاحيان ، مط شفتيه بضيق ونظر إلي عاصم بتقزز وهدر به بعصبيه بالغة :-
– ماخلاص يا عاصم انت هتعرف قصة حياتها !
– اجابه عاصم بإستفزاز :-
– مانت معرفتهاش يا عز قولت اعرفها انا !
– القي بالمطرق علي الارضيه الرملية و أقترب منه ثم دفعه بحنق :-
– انت بتقول اي يا عم !
– قاطعت جود الجو المتوتر بينهم وهدرت بسلاسه :-
– عادي يا عز عاصم مش قصده حاجة هو بس بيهزر يعني وانا مزعلتش ولا حاجة !
– تحجج عاصم بقولها وقال بإستفزاز :-
– اهو يعم هي مزعلتش اهو !
– تنهد عز بحنق وعاد يلتقط المطرقه من الارض واخذ يطرق بها علي الخشب بقوة اكبر ينفس بها عن غضبه الذي حتما وصل إلي عنان السماء … عاد عاصم يهتف بلطف إلي جود :-
– وانتي طلعتي رحلة مخيم قبل كده بقي يا جود ؟
– هزت رأسها بلا وهي تكمل عملها وقالت بنفي :-
– لأ .. أول مرة.
– اومأ لها عاصم بالموافقة وإبتسم برقه يعيد الهتاف :-
– وإن شاء الله مش آخر مرة..
– إبتسمت له بملاطفه بينما لم يتوقف عز عن العمل وكذلك هي … صمت عاصم لعده دقائق يفكر في قول آخر يستفزه به ، فرك يده بتفكير وسرعان ما هتف بمراوغه :-
– طب ايه مش ناويه ترتبطي بقي !
– القي عز المطرق للمرة الثانيه ثم قفز فوقه كالأسد الثائر وامسك ياقه قميصه بحنق ، برزت عروقه معلنه عن خروج الوحش الثائر الذي بداخله ليصرخ به بعصبيه مفرطه :-
– يا اخي وانت مالك ..!!
—-
– يُتبع



