رواية يوم فرحتي هو يوم حزني الفصل الرابع 4 بقلم وفاء الدرع – تحميل الرواية pdf

قعدت قدامي وقالت بصوت بيتهز:
“يا أحلام… أنا حصل معايا حاجه غريبة… الأستاذ محمد، المعيد اللي بيدرس لينا… وقفني وقال إنه عايز يعرف كل حاجة عني… اسمي، أهلي، حياتي… ماعرفتش أرد، واتلغبطت وسبت الجامعة وجيت جاري.”
حطيت إيدي على كتفها وقلتلها بحدة فيها خوف:
“إنتي عملتي الصح… ومتلخبطنيش بالكلام مع أي راجل في الجامعة. خليكي مع البنات وبس.”
فضلت ساكتة شوية… بس قلبي اتقبض.
تاني يوم أخدت قرار إني أروح الجامعة بنفسي.
ولما لقيته… كان مستنيني كإنه متأكد إني هجيله.
قالي بصوت هادي بس في نبرة إصرار:
“محتاج أعرف اسمك بالكامل… عشان في اسم شبهه قوي عندنا في الصعيد.”
أنا اتفاجئت… اتوترت… بس تجاهلت الكلام ودخلت المحاضرة.
ولما رجعت البيت، أختي حكت لي اللي حصل بالتفصيل.
قولتلها:
“على فكرة… بابا زمان قال لي إن أصلنا من الصعيد… من أسوان… وإنه كان هربان من طار. ممكن فعلاً نكون قريبهم.”
اتفقنا إنها تديه ميعاد يقابلني فيه… وفعلاً جه بعد يومين زي ما وعد.
قعد قدامي… وبصوت مليان انفعال قال:
“قولّي اسم والدك بالكامل.”
ولما نطقت الاسم… وشه اتغير فجأة.
وقف وقاللي:
“أبوك يبقى خالي… وإنتِ بنت خالي
أنا اتجمدت.
هو كمل:
“إحنا عيلة كبيرة جدًا… وجَدِّك واحد من كبار البلد… عنده شركة كبيرة وفندق وأطيان… وإحنا كنا بندور عليكم من سنين.”
قلت له وأنا مش مستوعبة:
“إزاي أثق في كلامك؟ لازم أشوف جدي… ومعاه إثبات إننا ولاد ابنه.”
ابتسم وقال بثقة:
“بعد أسبوعين هسافر الصعيد… وأبلغهم… وهجيبهم كلهم هنا… جَدِّك وأمي وخالتي… وهتشوفي كل حاجة بعينك.”
وفعلاً…
بعد أسبوعين بالتمام… جُم.
العيلة كلها…
جدي، وخالتي، وناس كتير منهم…
دخلوا علينا كإن الزمن رجّع حقنا اللي اتاخد من سنين.
جدي حضني حضن خلاني أبكي من قلبي وقال لي:
“يا بنتي… تعبك ووجعك ده مش هيضيع… من النهارده إنتي وأخواتك هتيجوا معايا الصعيد… وهتعيشوا أحسن عيشة… وحقوقكم كلها هترجعلكم.”
قولتلهم إني مش هسيب أمل غير لما تخلص آخر سنة.
وافق جدي فورًا… وقال لي:
“ومن النهارده… مفيش شغل. اقعدي إنتِ وأخواتك عند عمتك في القاهرة… وكل مصاريفكم عليّا.”
عدت الأيام بسرعة…
خلصت أمل تعليمها…
وجِه اليوم اللي نمشي فيه على الصعيد.
بس…
لما وصلنا…
ولما دخلت البيت الكبير…
ولما شفت ابن عمتي الكبيرة…
اتصدمت…
صدمة رجّت قلبي كله…
صدمة مش مجرد نظرة…
ده كان شيء أكبر بكتير…



