رواية يوم فرحتي هو يوم حزني الفصل الثالث 3 بقلم وفاء الدرع – تحميل الرواية pdf

قلت له باستغراب:
– إزاي تعمل كده؟ وإنت عارف إن بنت حضرتك هي الصديقة الوحيدة ليا؟ وزوجتك بعتبرها زي أمي؟
مراته سمعت كلامنا… واتصدمت.
قلت لها بسرعة:
– والله ما ليا أي ذنب!
فقالت لي بهدوء وهي ماسكة نفسها:
– أنا عارفة يا أحلام… وسمعت كل الكلام اللي دار بينكم.
وبصّت له وقالت:
– أثّرت فيك بإيه علشان عايز تتجوز عليّ؟
بصلها… وما ردش.
وسابنا وطلع على شقته فوق.
اخدتني في حضنها، وطبطبت عليّ…
قلت لها وأنا بعيط:
– أنا مش عارفة الناس فاكرين عني إيه… حضرتك عارفة أنا إيه.
عمري ما هتجوز وأسيب إخواتي… دول ما لهمش حد غيري.
إحنا لا نعرف أهل… ولا حد غيركم.
ولو حضرتك تقدري تسامحيه يبقى أحسن.
قالت لي:
– عن إذنك يا أحلام.
وطلعت فوق.
ساعتها قعدت أبكي على حالي…
ودي كانت الشغلانة التانية اللي تضيع مني، الشغلانة اللي كانت بتساعدني على المعيشة… وتخلّي مستوانا كويس.
قلت لنفسي:
أعمل إيه؟
افتكرت إني اتعلمت شغل الكروشيه.
نزلت لأختي “أمل” اللي كانت قاعدة على باب العمارة، وقلت لها:
– أنا هجيب شوية حاجات وراجعة على طول.
فعلا اشتريت الخيط ورجعت بسرعة.
بدأت أشتغل في المفارش، والكورسيهات، وفساتين الأطفال…
كانت شغلاتي جميلة، وكل سكان العمارة بقوا يطلبوا مني حاجات أعملها لهم.
والشغلانة دي حسنت معيشتنا أكتر.
وجالي عرسان كتير…
مستواهم العلمي دبلومات وصنايعية… حالتهم المادية كويسة.
لكنّي رفضت الزواج علشان إخواتي.
ومرت السنين…
وأختي أمل جابت الثانوية العامة بمجموع 88%.
كان نفسها تدخل طب، بس المجموع ما وصلهاش…
فدخلت كلية العلوم.
أمل كانت جميلة… وما تقلش عني في الجمال.
وفي يوم رجعت من الجامعة وقالت لي إنها اتخانقت مع زميلتها “نرمين”.
قلت لها:
– ليه يا أمل؟
قالت:
– دي دايمًا بترخم عليّ وبتضايقني… وحاسة إنها بتغير مني علشان أنا متفوقة عنها.
قلت لها:
– ما ترديش على حد… وما لكِيش دعوة بحد.
قالت:
– والله يا أحلام أنا ما بكلم حد غير زميلتي “مها”… بنت طيبة زينا.
بس نرمين… مش عارفة عايزة مني إيه!
وفي اليوم التالي…
ذهبت أمل إلى الجامعة…
ورجعت…
في حالة انهيار.
وهي مرعوبة… ودموعها نازلة بغزارة.
“يا ترى إيه اللي حصل في الجامعة وخلى أمل ترجع منهارة بالشكل ده… وهل كانت دي بداية كارثة أكبر من اللي توقعناها؟”
… يتبع

