رواية يوم فرحتي هو يوم حزني الفصل الخامس 5 بقلم وفاء الدرع – تحميل الرواية pdf

وأول ما دخلت الفيلا، حسّيت إن رجلي اتثبتت في الأرض.
قدّامي كان واقف راجل طويل… عريض… وسيم بطريقة تخوّف قبل ما تُفتن.
نظراته كانت حادة، قوية، وكأنها ماشية جواي لحد قلبي مباشرة.
وقتها قلبي اتخطف.
قلت في نفسي:
“يمكن ده هو… الحب اللي من أول نظرة اللي الناس بتحكي عنه!”
قرب مني وقال بصوت ثابت:
“إنتوا ولاد خالي؟”
كنت سرحانة في ملامحه، في عينيه اللي لونها كان محير…
كرّر سؤاله بنبرة أقوى، فوقتها صحّيت وقلت له:
“أيوه… إحنا.”
دخلنا الفيلا…
ولقيت نفسي واقفة في مكان يشبه القصور اللي في الأحلام.
سقف عالي… نجف كبير… السجاد ناعم… والجنينة مليانة شجر فاكهة من كل الأنواع.
قلت لنفسي:
“ياااه… ده أنا عمري ما كنت أتخيل أدخل مكان كده!”
سألته بخجل:
“حضرتك مين؟”
فرد ببساطة وواثق:
“أنا سليم… ابن عمتكم.”
ثواني وسمعنا صوت جدي وهو نازل من فوق…
معاه عمتي الكبيرة أم سليم
وعمتي الصغيرة أم محمد، اللي ابنها المعيد في الجامعة.
جدي قرب مني وقال بفخر:
“ده سليم ابن عمتك… ماسك الشركة… وراجل يعتمد عليه. عنده أختين… الكبيرة في الخارج مع جوزها، والتانية في إسكندرية… وهتشوفيها يوم فرحك.”
اتخضّيت…
“فرحي؟!”
سألته باستغراب:
“فرح مين يا جدي؟”
ابتسم جدي ابتسامة وراها قرار حاسم وقال:
“فرحك إنتي… على سليم.
هو اللي هيصونك… ويحميكي… ويخلي باله منك ومن إخواتك.”
قلبي وقع…
إزاي أتجوز واحد ماعرفوش؟!
قلت له بتوتر:
“بس يا جدي… أنا مش قادرة أتجوز واحد معرفوش.”
جدي رفع صوته، وبحزم قال:
“أنا كلمتي تمشي هنا على الكبير قبل الصغير… وسليم أنسب واحد ليكي.”
وما ادانيش فرصة أرد.
نده على الشغالة وقال لها تورينا الأوضة.
طلعنا على فوق…
ولما دخلت أوضتنا… اتخضّيت من الفخامة.
الأوضة كبيرة زي ملعب…
ثلاث سراير… أنترية… دولاب ضخم…
قلت في قلبي:
“الحمدلله يا رب… إنتَ كريم، وعوضت صبري خير.”
حطيت إخواتي في الأوضة ونزلت أكلم جدي…
لكن وأنا بنزل سمعت صوت سليم.
كان بيكلم جدي…
وصوت غضبه مالي المكان.
قال سليم:
“إزاي يا جدي؟!
إزاي أنا مهندس كبير… وعندي سمعة… وتتجوزني واحدة جاهلة؟!
دي كانت بوابة في عمارة!”
قبل ما أرد…
سمعت صوت القلم اللي جدي ضربهوله.
وجدي صرخ:
“دي بنت خالك!
وهي وإخواتها ليهم نص ثروتي…
وهي أغلى من كل الدنيا.”
أنا طلعت أجري على فوق قبل ما حد ياخد باله إني سمعت الحوار.
وقلبي واجعني…
رغم إني حبيته من أول نظرة…
بس كلمته جرحتني جرحة مش سهلة.
بعدها نزلنا نتعشى.
السفرة مليانة كل أنواع الأكل اللي عمري ما شفتها.
وقعدنا كلنا… وسليم كان قاعد صامت وبيسرق نظرات ليّا بين كل لحظة والتانية.
جدي بص لي وقال:
“يوم الخميس اللي جاي… كتب كتابك… ودخلتك إنتي وسليم.”
المكان كله سكت.
أنا اتجمدت.
لكن شفت أمل… أختي…
عينيها بتلمع من الفرحة جنب محمد.
أما أنا…
فجوايا شعورين بيموتوني:
بحبه…
وبخاف منه.
يا ترى الجاية فيها إيه؟
ويا ترى كلمة “بوابة” اللي قالها…
هتفضل واقفة بينّا؟
ولا هيقلب القدر كله في لحظة…؟
هل هيفضل سليم رافض الجوازة… ولا الليلة اللي سمع فيها أحلام بتعيط هتغيّر قلبه عليه؟
… يتبع

