Uncategorized
رواية انت وحدك الامل الفصل الثالث 3 بقلم ملك عبدالله – تحميل الرواية pdf

رواية انت وحدك الامل الفصل الثالث 3 بقلم ملك عبدالله
بكرهك يا سليـم.
طلعت إنسان سيّئ زيهم
اتمنيت تكون مختلف بس طلعت أبشع يا سليم.
اتراجع خطوتين لورا، يحاول يستوعب كلامها يحلله، يلاقي معنى بين الكلمات بس فشـل.
واقف لسه عند جملتها الأولى عند إعلانها الصريح إنها بتكـرهه.
الكلمة وجعته، كسرت فيه حاجة وإحساس العجز اتملّك منه
نظرتها كانت كافية تثبت إنها مصدقة كل كلمة قالتها.
هو عمره ما قسى عليها لدرجة تكره
سابها براحتها، موفر لها كل حقوقها’ راحتها كل حاجة.
هل لمجرد إنه يمنعها من إنها تخرج أو تهرب يبقى مجرم؟
هل ده يخلّيها تكـرهه؟
هي مختلفة مش زي ما قالوا.
واضح عليها الضعف مش ماكرة ولا خادعة زي ما بيتقال.
تركيبة غريبة وعايز يفهمها.
قال بحدة وهو بيضغط على صوته:
_خلصتِ؟ مش فاهم مين بيكره مين
مين البشع اللي بيداري عمايله في شوية دموع مزيفة
أنتِ ملكيش الحق تتكلمي ولا حتى تحسي أصلًا.
رفعت عينيها عليه وهي بتلفظ الكلمات:
_مادام بتكرهني طلقني يا سلـيم أو موتني
مستحيل تعيش مع واحدة مخادعة يمكن كمان خاينة
أكيد أنت عايز تعيش حياتك زي ما أنت عايز
ولا يمكن تكون متجوز أصلًا؟
آخر جملة قالتها بضيق وحُرقة
خليته يبتسم، ابتسامة مُستمتعة، مستفزة.
_يوه عرفتي إزاي بس
مكنتش عايز أجـرح مشاعرك، والله
بس سبقتيني.
صرخت بجنون:
_أنت متجوز يا سلـيم؟!
ردّ وهو مستمتع بتشفي واضح في نبرته:
_أومال فاكرة إيه يا بت؟
فاكرة هستنى حضرت الهانم تحن عليّا وتديني حقوقي؟
أنا راجل ليا متطلبات، متعرفيش عنها حاجة جاهلة فيها.
بس شاطرة أوي في العند وقصصك الفاضية.
متخيلة أأمن حياتي مع واحدة كل يوم تهرب وبنمسكها؟
قرب بحدة، وصوته نزل درجة:
_ أو واحدة قتـ/لت طفلها وهو لسه جنين؟
ها مش من حقي أتجوز غيرك؟
الجملة دي كسرتها
كأن الهواء اتسحب من صدرها.
اتهامه بإنها قتـ/لت ابنها كان صاعقة نزلت على راسها.
الدنيا اسودّت قصادها دموع غطّت الرؤية نفسها قل،
وفجأة…
وقعت على الأرض، ملسوعة من الصدمة، عاجزة حتى تتنفس.
فورًا التقطها سليم اتجـمد مكانه من الصدمة.
مال عليها يهزّها بخوف:
_في إيـه يا روح؟ فوقي! حصلك إيـه؟ حبيبتي سامعاني؟ ردي عليّا.
لكن مفيش أي استجابة كانت غايبة في عالم تاني.
اتوتر، إيده بتتهز وهي بين حضنه، يكرر اسمها مرة ورا مرة يمكن تفيق ولما بدأ يفقد الأمل، لقاها أخيرًا بتفوق بشويش.
_ روح حبيبتي، إنتِ كويسة؟ شايفاني؟ ردي عليا.
_بخير… بخير.
قالتها بصوت واهي، لسه تحت تأثير الإغماء، مش حاسة بأي حاجة ولا فاكرة حاجة.
_ قومي نروح للدكتور، أكيد في حاجة قومي معايا.
_ أنا كويسة يا سليم متعودة شوية وهبقى تمام، متقلقش.
رفع حاجبه بحدة:
_ متعودة إزاي؟! ده مش أول مرة يحصل لك.
_ لأ…
نطقتها بوهن، وكل خلية في جسمها كانت بتصرخ من الوجع التعب كان مسيطر عليها، نفسها في استراحة بس.
على عكس سليم اللي الاستغراب والخوف شدّوه من كل اتجاه.
إزاي بيحصّلها كده؟ وليه؟
_ طب قومي نروح للدكتور نكشف لازم نفهم إزاي ساكتة على نفسك كده منزلتيش قولتي لأمي ليه؟ ولا حتى كلّمتيني؟ إزاي مهملة في نفسك بالشكل ده طلّعتي عيلة فعلًا.
ابتسمت بوجع حتى في ضعفها ولحظة تعبها، بيوبخها على حاجة مش ذنبها.
ذنب أهله وذنبه هو.
حتى وهي موجوعة، اللوم بيرجع عليها.
استسلمت في الآخر لكلامه تروح للدكتور، تاخد مسكن يخفف الوجع المهم تحس بأي راحة.
بعد وقت قصير، كانوا الاتنين قاعدين قدّام الدكتور.
روح كانت متوترة إيديها ساقعة، نظرتها مشتتة، وخوفها ظاهر حتى في طريقة تنفّسها.
سليم كان واخد باله من كل ده، حاول يطمنها أكتر من مرة وفشل.
كان حاسس إن في حاجة مش مفهومة، حاجة غلط وملهاش تفسير.
حتى أمه أول ما نزلوا، اتوترت، ولما عرفت السبب ارتاحت! وكأن الموضوع مش يهمها.
كل شيء كان غريب… غريب لدرجة تخوّف.
قطع تفكيره صوت الدكتور وهو بيشرح:
_ المدام التعب اللي عندها مزيج من إنهاك جسدي إرهاق نفسي… سوء تغذية وضغط مستمر.
الحالة دي أخطر من مجرد تعب ده انهيار بييجي من تراكم طويل.
ضغطها منخفض جدًا، والسكر على حافة الهبوط.
واضح إنها بقالها فترة ما بتاكلش كويس أو أقل بكتير من احتياج جسمها.
في علامات جفاف، نبض سريع ومش منتظم، وارتعاش في العضلات
كل ده يقول إن جسمها كان بيصارع عشان يفضل واقف
والضغط النفسي عندها واضح من أول ما دخلت
أوقات الجسد بينهار نفسيًا قبل ما ينهار جسديًا
هي كانت على وشّ انهيار عصبي.
هي محتاجة راحة’ أكل’
وممنوع تعمل أي مجهود قاسي جسمها مش مستحمل أكتر من كده.
سليم حسّ إن الكلام وقع عليه زي الضربة
فضل ثابت مكانه بس الدنيا كلها بتلف جواه
ده كله كان بيحصلها وهو موجود؟
هو اللي عايش معاها ومش شايف؟
إزاي سبها توصل للحالة دي؟
إزاي أهملها بالشكل ده؟
إزاي كان قاسي عليها لدرجة تخليها تنهار؟
الإحساس بالذنب خنقه
مكنش عايز يكون الشخص اللي يكسرها.
مهما كان ماضيها، مهما عملت هي دلوقتي مراته
ومراته مش مجرد لقب.
الزوج مش بس شريك
الزوج ركن.
سند.
أمان.
هو الضهر اللي المفروض يطمنها مش يوجعها.
هو الحماية وقت الخوف، والقَوام اللي يشيل البيت مش يهدّه.
الزوج الحقيقي مش وجود ده طمأنينة بتوصل لجوا الروح.
وهو فشل في دوره.
فشل يدّيها الأمان.
فشل يشوف وجعها.
فشل يحميها حتى من نفسه.
رفع عينه وبصّ عليها والمرارة ساكنة صوته الداخلي:
_ إزاي وصلتِ لكده وإزاي ما عرفتش؟ إزاي؟
كل التعب والمرض اللي بتعيشه كان جزء من يومها، شيء ما كانش جديد عليها كانت فاهمة كويس إن كل اللي محتاجاه مجرد علاج يهدّي وجعها، لكن نظرات سليم وصدمته نبرة صوته وهو بيسألها وجعوا قلبها أكتر. الإحساس إنها شايفة في عينه شفقة خلاها تحس بضعف كانت بتحاول تخبيه.
مسحت دموعها بابتسامة هادية وقالت للدكتور:
_ أنا عارفة ده كله يا دكتور، دي مش أول مرة بقالي سنة بعاني من نفس الوجع كل اللي عايزاه مسكن يخففه. المسكن العادي ما بقاش بيعملي أي حاجة، ولا كأني أخدته.
رفع الدكتور عينه وسألها:
_ بتاخدي مسكن كل قد إيـه؟ وبكميات قد إيـه؟
تنهدت وأجابت:
_ في اليوم باخد أكتر من تلات حبات… وأوقات بضطر آخد حقن مسكن عشان تسكن الوجع كام ساعة، لإن البرشام تأثيره بيموت بعد ست ساعات وبيرجع الألم بس الأيام دي مهما باخد مفيش نتيجة الوجع ثابت.
اتشدّ وجه الدكتور وهو يهز راسه بعدم رضا:
_ غلط يا مدام غلط جدًا المسكنات أخطر مما تتخيلي إزاي تاخدي الكميات دي من غير ما ترجعي لدكتور؟ جسمك اتعوّد عليها ومفعولها بقى أقل إنتِ بشكل غير مباشر شبه مدمنة مسكنات.
وقّف كلامه لحظة ثم كمل بنبرة جدية أكتر:
_ المسكنات كترها بتعمل مشاكل في الكبد، وبتسبب قرحة في المعدة، وممكن توصل لنزيف داخلي ده أكبر غلط ولازم توقفيها فورًا.
فتح روشتة وبدأ يكتب:
_ هكتبلك مسكن أهدى مع العلاج، استخدامه يكون قليل وفي الضرورة بس وبلاش نضر نفسنا إحنا منعرفش العواقب اللي ممكن تحصل.
مرّ الوقت ببطء تحت صمت تقيل من سليم وروح هو مش لاقي مدخل يفتح معاها كلام، لسه مذهول سنة كاملة تتعب، تعيش على المسكنات؟! سنة وهي بتتوجع من وقت جوازها من أخوه! عقله بيلف حوالين سؤال واحد
مين السبب؟
ليه إنسان يؤذي نفسه؟
وليه حد يسمح إنهم يؤذوه؟
بس هو كمان أذاها اتجوزها ورماها وسابها تعيش لوحدها سابها تواجه الحياة لوحدها، ممنوعة من الخروج، من الحرية ورغم إن ده غصب عنه، لكنه شايف برضه إن روح شخصية متهورة وبتحتاج حد يحتوي تهورها ويهديها.
اتنهد سليم بتعب نفسه يخفف عنها بأي طريقة، نفسه يشوف ضحكتها، بسمة بسيطة ترجع الروح لملامحها فكرة خطرت له فجأة يمكن لو وداها لأهلها هتنبسط يمكن تشوفهم وتفرح ويمكن ساعتها يشوف السعادة محاوطاها.
على الطرف التاني، كانت روح غارقة في شرودها عينها بتتابع الشوارع، الناس، الأطفال كل حاجة حوالينها بتلمع، بس عقلها في مكان تاني خالص.
أول مرة حد يهتم بيها أول مرة حد يخاف عليها بالشكل ده.
معقول سليم نفسه خايف عليها؟
فكرت
لو حكيتله؟
هيسمعني؟
هيقف جمبي؟
ولا هيرجع يوجعني زيهم؟
الخوف كان محاوطها لكن معها بارقة أمل صغيرة، يمكن لو اتكلمت تتنقذ.
فجأة انتبهت لكف سليم وهو بيلمّس إيدها بلطف، صوته هادي ومتمتم:
_إيه رأيك نروح عند أهلك دلوقتي؟ أكيد مشتاقة ليهم
لمسته كانت زي كهربا قطعت نفسها، دفء غريب اتحرك بداخلها، إحساس مدفون من سنين
كانت ممكن تسيب نفسها للحظة دي، لحنية إيده
لكن كلماته؟!
ضربتها زي صاعقة.
سحبت إيدها بسرعة، بأرتعاشة واضحة، ذكريات البيت ده نطّت كلها مرة واحدة ذكريات تفضل المـ/وت عنها بدل ما ترجع لها.
ارتعش صوتها وهي بتتكلم بخوف ظاهر:
_لأ… لاااا… مش عايزة مستحيل أروح هناك رجّعني بيتي! لو سمحت رجّعني بيتي!
سليم ادهش من رد فعلها، حاول يفهم سبب الرعب اللي مسيطر عليها:
_اهدي في إيـه؟! أنا بقول نروح عند أهلك أمك وأبوكِ، مش حد غريب!
لكنها انفجرت فجأة، صرخت بجنون، تهز راسها بعنف، رافضة حتى تسمع:
_روحني يا سليم!! والله لأنط من العربية رجّعني بيتي دلوقتي!
يتبع…
الرابع من هنا


