رواية خيوط الماضي الفصل الخامس 5 بقلم سهر احمد – تحميل الرواية pdf

✦ الفصل الخامس: المواجهة الكبرى ذات السهمان الغير مطتابقين معا لن يتواحد نهائيا
اليوم التالي وصلت ساره وخلفها المحامي الخاص بيها وبعده بدقائق اكرام والمحامي الخاص بيه في
قاعة المحكمة كانت مليانة بصمت مشحون بالتوتر، كل العيون شاخصة نحو “سارة” و”أكرم”.
القاضي بداء الجلسة ليبدأ، والهواء كله مشحون بالتوقعات.
أكرم وقف أمام القاضي، صوته ثابت لكنه مليء بالإصرار:
– “يا سيادة القاضي… أنا لا أريد أن أطلقها. أريد أن أُعيد حياتنا… أعدها ا أمامكم وأمام كل الحضور واعدكم اني … سأحبها وأحترمها، لن أسيء إليها أو أسبب لها أي أذى نفسي ثانية.”
جلس الجميع مندهشين جدا ومصدومين وقفين في ذهول قاتل من شده المفاجاءه ، حتى “مالك” كان يمسك يده الصغيرة، بيد والدته يشعر بالتوتر، لكنه يثق بها. ثم تمتم بصوته الصغير الرقيق ببكاء وصوت متوتر خائف للقاضي وهو منهار يبكي علي قدمي والدته بالجلسه ياجدو انا لا اريد الرجوع انا وامي الي تلك الشرير فاهو يضربنا بقوه وبقسوه وكره كبير لا اريد ان تموت امي وتتركني وحيدا بسببه انا احبها ثم بكت ساره بدموع الوجع علي كلمات طفلها الصغير البرئ التي اصبح بحاله سياءه ولديه حاله نفسيه وعصبيه من تصرفات ابيع التي راءه منه علي مدار سنوات عاشها معا بصوت منخفض لايسمعه احد الي طفلها تلك الصغير بسبب والده اصبح عقله فوق عمره. وكلماته الكبيره التي هي فوق عمره بسبب مارائ من والده تجاه والدته وبعد ان انهي مالك الطفل الصغير حديثه
“سارة” نظرت في عينيه، رأت كل محاولاته، كل الكلمات اللي كانت جزء من حيله، لكنها لم تتهرب، لم تخف. بصوت هادئ لكنه حازم:
– “لا، أكرم… لم أعد أستطيع… لم أعد أريد أن أكمل حياتي معك. كل لحظة معك كانت صدمة… كل كلمة إهانة… كل صراع… طفلي لا يستحق أن يرى كل هذا الألم، وأنا لا أستحق أن أعيش تحت سيطرتك بعد الآن.”انا وطفلي التي بكي بحرقه بسبب مترجيا ان يحررنا منك الطفل الصغير مل من معاملتك واسلوبك القاسي معانا ترجي القاضي ان يحررنا اتركنا وشانا ارجوك توقف عن حيالك لن اكمل معاك حياتي ابتعد عني انا وطفلي حتي اربيه في جو هادئ غير مشحون بالتوتر والقلق والمشاحتات والاهانات بينا قال مالك ارحل واتركنا وشانا ياشرير انا اريد ان ابقي مع امي حبيبتي
أكرم حاول الاقتراب، رفع يده، القاضي تنبه فورًا، وأشار له بالهدوء:
– “توقف… هنا المحكمة، وسيكون لكل طرف حقه في الكلام.”
أكرم رفع صوته بغضب:
– “سارة… نحن كنا عائلة! يحب ان تفهمي… ذلك أستطيع التغيير… أنا أعدك…”
سارة نظرت إليه، عينان مليئتان بالقوة والعزم، وكأنها تقول لكل العالم:
– “لا… كلامك ليس كافي… لم أعد أؤمن بالوعود بعد كل ما حدث… لن أعود… لن أسمح لطفلي بأن يعيش نفس الألم الذي عشته.”
القاعة صمتت، وكل الحضور شعروا بثباتها وإصرارها.
القاضي أخذ نفسًا عميقًا، وقال:
– “السيدة سارة، قرارك واضح وثابت… ويبدو أن هناك دليل كافٍ لدعم موقفك…”في عدم الرجوع لزوحك انت متاكده انكي تريدن انهاء علاقتكم فكري
سارة شعرت بوخزة أمل، قلبها يدق بقوة، لكنها لم تتراجع عن موقفها، ادكت أن هذه اللحظة ليست انتصارًا بعد، لكنها خطوة حقيقية نحو الحرية.
تحدثت ثم قالت بقوه وثيات لاول مره نعم انا متاكده وهذا قراري الاخير
أكرم شعر بالإحباط، حاول أن يعيد نفسه، لكن كل محاولة منه اصطدمت بعزيمة “سارة” التي لا تلين.
“مهما حاول… مهما ضغط… مهما وعد… أنا سأنهي هذا الطريق لنفسي، لطفلي، ولن أسمح للظلم أن يستمر… حتى لو كان الثمن صراعًا طويلًا… الحرية تستحق كل شيء.”
وفي الخارج، بينما كانت “سارة” تمسك يد “مالك”، شعرت أن الهواء أصبح أخف، وأن قلبها بدأ يشعر ببصيص الأمان لأول مرة منذ سنوات.
لكن رسالة مجهولة وصلت لهاتفها قبل أن تغادر المحكمة:
“أنتِ لم تري شيئًا بعد… القادم سيكون أصعب… احذري…”
سارة نظرت إلى “مالك”، وابتسمت بابتسامة قوية، قلبها ممتلئ بالعزم:
– “مهما حدث… لن أعود للوراء… الحرية تستحق كل المخاطرة… ونحن مستعدون لكل شيء.”
بينما كانت “سارة” تمسك يد “مالك” في الخارج، شعرت أن قلبها بدأ يهدأ، لكن نظراتها لم تفارق أكرم، الذي وقف عند مدخل المحكمة، عيونه تتفحصها، وكأنه يحاول إيجاد ثغرة.
الهواء مشحون بالغضب المكبوت، وأكرم كان يضغط على نفسه كي يبدو هادئًا، لكن كل حركة جسده تكشف عن الغضب والانفعال.
اقترب منها بخطوات بطيئة، صوته منخفض لكنه مليء بالإصرار:
– “سارة… ده مش نهاية… أنا هثبتلك إن ممكن نعيش مع بعض… هأثبتلك إن كل اللي حصل قبل ده غلط…”
سارة رفعت رأسها، عينان لا تخطئهما الثقة والعزم:
– “لا… كفاية… أنا مش هرجع… مش هسيب طفلي يشوف نفس الألم اللي عشته… الحرية مش هتيجي منك… الحرية أنا هاخدها لنفسي.”
أكرم حاول الاقتراب مرة أخرى، لكنه تراجع عندما التقت عيناه بعين “مالك”، البراءة فيها قضت على أي محاولة تهديد.
سارة شعرت بالقوة تتدفق فيها، لم يعد خوفها يسيطر، كل كلمة كانت تشبه سلاح:
– “أنا مش طفلة… كل وعد منك خلاص فقد قيمته… كل لحظة ظلم، كل صرخة، كل دمعة… انتهت. دلوقتي حياتي وطفلي ملكنا… وكل خطوة قادمة هتكون بإرادتنا.”
في تلك اللحظة، رن هاتفها مرة أخرى، الرسالة المجهولة الثانية:
“أكرم لن اتركك بهذه السهوله… احذري… الطريق الذي اخترتيه سيكون مليان مخاطر…”
سارة ابتسمت ابتسامة متوترة لكنها مليئة بالعزم، وضعت الهاتف في حقيبتها، ثم التفتت إلى “مالك” وضمته بقوة:
– “مالك… مهما حاول أي حد يضغط علينا… إحنا مع بعض… ونقدر نواجه أي حاجة… أنا وأنت أقوى من أي تهديد.”
أكرم نظر إليهما، وجهه مليء بالغضب والارتباك، كان يحاول إيجاد كلمة واحدة يمكن أن تهز موقفها، لكنه لم يجدها، كل محاولاته اصطدمت بجدار عزيمتها الثابتة.
جلس القاضي على كرسيه، نظراته ثابتة، ثم قال:
– “سيدة سارة، أرى أنك واعية، ثابتة، وكل الأدلة والحقائق تدعم موقفك… أكرم، المحكمة لن تسمح بمحاولات السيطرة والضغط النفسي… أي تهديد أو محاولة للتلاعب ستكون له عواقب قانونية وخيمة.”
أكرم تراجع خطوة، الغضب في عينيه تحول إلى إحباط، شعوره بالهزيمة بدأ يقترب، لكنه لم يتراجع بعد، كأن صراعه الداخلي بدأ يغلي في صمت.
سارة شعرت بقوة لم تشعر بها من قبل، كل خوف تحول إلى عزيمة، كل دمعة تحولت إلى نار تحرق كل ضعف فيها.
في الطريق إلى المنزل، “مالك” يمسك يدها، ويسألها بصوت صغير:
– “ماما… هنبقى آمنين؟”
ابتسمت له بابتسامة حانية وقلبها ممتلئ بالعزم:
– “أيوه… إحنا هنبقى آمنين… مفيش حاجة هتقدر تمنعنا من الحرية… من حياتنا… من سعادتنا…”
لكن في الداخل، كانت تعرف أن الصراع لم ينته بعد، وأن القادم سيكون أشد تعقيدًا: تهديدات مجهولة، محاولات أكرم المستمرة، والقانون نفسه سيختبر عزيمتها.
وفي اللحظة التي وصلت فيها إلى غرفتها، رن الهاتف مرة ثالثة، رقم مجهول، الصوت في الرسالة الإلكترونية كان واضحًا، لكنه مليء بالغموض:
“اللي جي جاي… مش هتكون مجرد جلسة… جهزِ قلبك… القادم هيكون أقوى… ومستني أشوف هل فعلاً عندك الشجاعة اللي تكفي…”
سارة نظرت إلى “مالك”، عيونها تلمع بالقوة، قلبها يدق بسرعة، لكنها قالت بصوت ثابت:
– “مهما حدث… مهما حاولوا… أنا مستعدة… أنا وأنت… الحرية مش بس حلم… ده وعد لنفسنا…”
القرار النهائي
قاعة المحكمة كانت أكثر صمتًا من أي وقت مضى. كل شيء يبدو مشحونًا بالتوتر، أصوات القلوب تخفق في الصمت، والعينان شاخصتان نحو “سارة” و”أكرم”.
القاضي رفع الجلسة ليبدأ الجلسة الأخيرة، كل الأوراق أمامه، كل الأدلة، الرسائل، الشهادات، وكل ما يثبت استمرار العنف النفسي والجسدي والإهانات المتكررة.
– “سيدة سارة، أكرم… بعد مراجعة كل الأدلة والبرهان والشهادات… المحكمة ستصدر حكمها النهائي…” قال القاضي بصوت هادئ لكنه يحمل ثقلاً كبيرًا، كل الحضور مشدوهون.
سارة شعرت بقلبها يخفق بسرعة، كل لحظة انتظار كانت كأنها دهر، لكنها وقفت بثبات، عينان مليئتان بالعزم.
ابتسم القاضي بخفوت، ثم قال:
– “قرار المحكمة: الطلاق النهائي بين سارة وأكرم… الطلاق بات ونافذ من اليوم، وكل محاولة من أكرم للتعرض لها أو لابنها ‘مالك’ ستكون عرضة للمحاسبة القانونية الفورية، والقاضي سيأمر باتخاذ كل الإجراءات اللازمة.”
الجملة الأخيرة صمتت القاعة، حتى أكرم شعر بالدهشة والارتباك.
– “أكرم، يجب عليك التوقيع على إقرار أمام المحكمة بعدم التعرض لسارة أو طفلها، وأي خرق لهذا الإقرار سيؤدي إلى محاكمة فورية وعقوبات شديدة.”
أكرم مد يده بتوتر، وقع الإقرار أمام القاضي، عينيه مليئة بالغضب والإحباط، لكنه لم يكن أمامه أي خيار.
– “بالنسبة للنفقات: أكرم، ستدفع شهريًا مبلغ مالي محدد كنفقة وقيمته اثني عشر الف جنيهات لطفلك ‘مالك’، وستتحمل دفع إيجار مسكن سارة وطفلك، وأي مستحقات مالية أو متأخرات تعود لفترة الزواج يجب عليك تسويتها بالكامل.”
سارة شعرت بأن قلبها يهدأ لأول مرة منذ سنوات. كل خوفها، كل دمعة، كل لحظة ضعف، كلها وصلت إلى هذه اللحظة، الحرية أصبحت أمامها بيدها.
– “شكرًا يا سيادة القاضي…” قالتها بصوت مرتجف من المشاعر، لكنها مليء بالقوة والعزم.
أكرم نظر إليها بعينين ملئهما الغضب المختلط بالإحباط، حاول أن يقول شيئًا، لكن الإقرار والقرار النهائي أخمد كل محاولاته.
القاضي أنهى الجلسة قائلاً:
– “الطلاق نهائي، والحماية القانونية مطبقة على الفور… أي محاولة للتعرض أو التلاعب سيتم التعامل معها بحزم.”
سارة شعرت بقوة غامرة تتدفق فيها، دموعها لم تعد دموع حزن، بل دموع انتصار:
– “أخيرًا… أنا حرّة… طفلي حر… حياتنا تبدأ من جديد…”
خارج قاعة المحكمة، “مالك” يمسك يدها بإحكام، نظر إليها بعينيه الصغيرتين البرئتين:
– “ماما… إحنا خلاص أمان؟”
ابتسمت له، وعيناها مليئة بالدموع والقوة في نفس الوقت:
– “أيوه يا حبيبي… إحنا خلاص أمان… أي حد حاول يضرنا… القانون جنبنا… إحنا هنعش بسلام.”
أكرم خرج من المحكمة، وجهه مشحون بالغضب، لكنه لم يستطع المساس بما قضت به المحكمة. الصمت بينهما كان مليء بالإحباط والإرهاق، كل خطوة كانت تثبت أن الطلاق لم يكن فقط نهاية العلاقة، بل بداية حياة جديدة لسارة ومالك، بعيدة عن أي تهديد أو خوف.
سارة أخذت نفسًا عميقًا، شعرت بالهواء يدخل صدرها بحرية لأول مرة منذ سنوات، نظرت إلى “مالك” وقالت بابتسامة هادئة وقوية:
– “دي بداية جديدة… حياة جديدة… إحنا مع بعض… وكل حاجة صعبة اتعديناها… دلوقتي خلاص… إحنا أحرار.”
وفي تلك اللحظة، شعرت أن كل خطوة، كل دمعة، كل ألم سابق كان يستحق كل هذا العزم، كل هذا النصر، وكل هذا الأمان.
وهكذا، انتهت معركة سارة مع الظلم، وبدأ فصل جديد من حياتها: فصل الحرية، الأمان، والأمل…



