Uncategorized

رواية وصمة وجع الفصل الحادي والعشرين 21 بقلم سهام العدل – تحميل الرواية pdf


الفصل_الواحد_والعشرون

تنام مستلقية على الفراش في الغرفة التي ظنت أنها لن تعود إليها أبدا كانت تصر في قرارة نفسها أن تذهب بعيدا عن ذلك المنزل دون عودة رغم أن قلبها كان ېتمزق لفراق طفليها اللذان أصبحا حياة بالنسبة لها ولكن كان ليس هناك حل آخر سوى ذلك وجودها في المنزل أصبح مصدر ألم لها في الفترة الأخيرة تحملت وتحملت من أجل ألا تبتعد عن الطفلين لعلمها بحاجتهما الشديدة إليها وهي الأخرى تحتاجهم فليس لها عائلة دونهما ولكن ماتعرضت له من إهانة تمس شرفها من جدتهما كان قاس عليها لدرجة صعب تحملها ومازاد الأمر سوءا هو طلب ياسر الزواج منها لم تتحمل ذلك هي تعلم جيدا نيته في الزواج هو يحتاجها أما لولديه بعدما قست عليهما الحياة بعد ۏفاة أمهما ولا يريدها سوي ذلك وزواجه منها يضمن أنها ستظل بجوارهما مدى الحياة لا تنكر أنها الأخرى تتمنى ألا تفارقهما للأبد ولكنها للأسف أحبته أحبت ذلك الرجل الغامض الذي تعلم جيدا أن الوصول إلى قلبه مستحيلا ووجودها كزوجة له بهذه الطريقة سيعذبها أكثر بكثير من كونها مربية لأولاده فقط كيف ستعيش معه كزوجة وهو لا يراها ولا يشعر بها وتعلم جيدا مدى تعلقه بزوجته المتوفاة وأنه مازال أسير حبها وذكراها كم تمنت أن يراها بنظرة أخرى ولكنها لا تلومه فكيف له أن ينظر لها والفرق بينهما كالسماء والأرض

فلا هي ذات الاصل الذي يفتخر به ولا هي ذات المؤهل الذي يناسبه ولا هي الفاتنة التي تجعله يجذب لها لذا قررت الإبتعاد والحفاظ على مالديها من كرامة وقلب…وإجباره لها على العودة معه إلى المنزل أعاد لها نفس الألم الداخلي الذي ذهبت به ولكنها لاتنسى نظرة الڠضب في عينيه عندما إعترضت على ذلك ونبرته القاسېة وهو يقول مش عايز إعتراض وبعد كده متقوليش غير حاضر وبس وكفاية اللي حصل لك.. حينها عادت لضعفها وإستسلامها مرة أخرى بعدما كانت قد قررت أن تواجه الحياة بقوة لأول مرة ولكن دائما القدر يسوقها إلى من لا يرحمها مثل ذلك اللص الذي طاردها حتى سرق مالديها وطعنها تتذكر حينما كانت تغيب عن الوعي وهي تدعو الله ألا تفيق مرة أخرى وتكون تلك نهايتها حتى تنتهي من ذلك العڈاب الذي لازمها من قدومها للحياة.

هو الآخر لا يقل عنها عذابا فمنذ أن رأى هيئتها وهي خارجة من غرفة العمليات وهو يشعر بشئ غريب داخله يؤنبه ويشعره بالذنب يرى أنه السبب فيما هي عليه الآن هو الذي تسبب في خروجها هاربة مما تعانيه داخل منزله هو لم يحسم الأمر من البداية ويقف لأمه ويقف للجميع لذا لن يترك ذلك الخطأ أن يتفاقم ولن يتركها تغادر ذلك المنزل ثانية مهما تطلب الأمر منه هو يعلم جيدا أنه غير مؤهل نفسيا لزواج آخر ومازال جرحه لم يشفي بعد ولكن عليه حسم ذلك الأمر ومصارحتها بكل شيء حتى يهدأ من تلك الحيرة وذلك القلق الذي لا يفارقه.

صعد إلى غرفتها وطرق الباب حتى جاءه صوتها ادخل

دخل ونظر إليها وهي تجلس بصعوبة وتأن فاقترب منها وسألها محتاجة مساعدة

فاستندت على يدها السليمة واعتدلت جالسة وقالت بهدوء متشكرة

فسألها عاملة ايه دلوقتي

ردت عليه بخجل أحسن الحمد لله

سحب كرسي بجانب الفراش وجلس عليه بينما هي تهرب منه بعينيها وصمت قليلا ثم قال شوفتي فرحة يزيد ويزن برجوعك 

هزت رأسها وقالت بحنان أنا فرحانة بشوفتهم أكتر منهم

فسألها وليه سيبتيهم من الأول

لم تنظر ليه وأخفضت بصرها وقالت بخفوت ڠصب عني 

رد عليها بهدوء ممكن تبصيلي وانتي بتكلميني

توترت والتفتت له بخجل فقال وهو ينظر لعينيها أنا هتكلم معاكي بصراحة أنا مش عارف طلبي الجواز منك ده أنتي شوفتي إيه الخطأ فيه بس كل اللي أعرفه أنه أصوب قرار

ردت بهدوء ممكن حضرتك متتكلمش في الموضوع ده تاني

نظر لها بتعجب وسألها ممكن حضرتي يفهم ليه

أجابته بتردد عشان عشان أنا منفعش أكون زوجة لك 

رد عليها بهدوء ومين قال كده 

أجابته الحقيقة كده 

فاقترب بوجهه منها وقال بجدية الحقيقة ياغصون بتقول إن البيت ده مبقاش ينفع من غيرك وأن ولادي وجدوا فيكي الأم اللي ملحقوش ينعموا بعطائها وحنانها زي برضه ماالحقيقة بتقول إنك كمان متقدريش تستغني عنهم وهما كمان عوضوكي حرمانك من الإنجاب ممكن أكون قاسې ف كلامي شوية بس أنا مبعرفش أجامل او أذوق الكلام 

هزت رأسها وابتلعت ريقها بتوتر ثم قالت أنت مقولتش غير الحقيقة بس أنا كنت عايشة مع الولاد حياة عادية من غير جواز ومستعدة اعمل كده للمرة التانية عشان لا ابعد عنهم ولا يبعدوا عني 

أكمل حديثه بنفس النبرة الجادة وكلام الناس ومضايقتهم هتتحمليه 

ردت بحب مستعدة أتحمل أي حاجة عشانهم ومستع.. 

قاطعها بصرامة بس أنا مش هتحمل ده مش هتحمل تكوني في بيتي وحد يطعنك في شرفك لأنه بيطعنك بيا انا وأنتي فاهمة وعارفة كويس ده عشان كده الحل الأمثل هو جوازي منك وقتها هتعيشي في البيت بحريتك وأنا هكون مطمن ومرتاح

تنهدت وأدارت وجهها منه تحجب عنه عينيها التي تجمعت فيهما الدموع حيرة وألم وقلة حيلة عاجزة أمامه عن إتخاذ قرار لا تستطيع البعد عنه هو وولديه ولا تستطيع الإقتراب منه بالزواج أخرجها من حيرتها صوته الذي هدأت نبرته وهو يقول غصون أنا مش هخدعك وأقولك إني هقدر أكون زوج جيد لأني مازلت متأثر بفراق صبا بدرجة مؤلمة ومش قادر اتخطى ده حاليا بس اللي أقدر أقوله إني بحب وجودك في البيت وبطمن على ولادي معاكي الأكل من إيدك له نكهة مختلفة الخلاصة أن المشكلة فيا

 

أنا وعارف إن مع الوقت هقدر أعالجها بس حاليا محتاج وجودك جمبي وجمب ولادي زي مانا محتاج اطمن عليكي وانتي ف بيتي اتمنى إنك تفكري كويس وتوافقي على طلبي عارف إني أناني فيه بس صدقيني أنا مقتنع جدا إن مفيش واحدة غيرك تنفع تكون سيدة البيت ده ونهض دون أن ينظر إليها وخرج من الغرفة تاركا إياها حائرة فقد أخرج مافي قلبه وقالها لها صريحة أنه مازال متعلق عاطفيا بزوجته ولكنها اطمأنت قليلا عندما أخبرها أنه في حاجتها بجواره هو وولديه تنهدت بتعب واستلقت پألم على فراشها والأفكار تعصف برأسها.

ليلة طويلة مرت عليها ودموعها لا تتوقف عن البكاء تبكي حظا سيئا أصابها ودنيا قاسېة سړقت فرحتها بعدما ظنت أن أخيرا ستحيا حياة هانئة سعيدة مع من تحب ولكنها نست تلك الفترة أنها ليست كغيرها وليس من حقها أن تسعد وتهنأ بل كتب عليها التعاسة والشقاء بسبب ذنب ليس لها يد فيه قلبها منذ ليلة أمس وهو ېحترق ۏجعا على ټحطم كل الآمال والأحلام التي بنتهم مع ذلك الفتى الذي اخترق قلبها وسكنه هي تعلم جيدا أن تميم يحبها بكل تفاني ولكنها لن تجعله في حيرة بين قلبه ورفض أمه لها لذلك أغلقت هاتفها منذ ليلة أمس لأنها تعلم جيدا أنه لن يكف عن الإتصال بها كما تعلم جيدا أنه يتألم مثلها تمنت لو ما كان هناك شيء يعوق اجتماعهما وعاشت تتمتع بحبه الكبير لها مدى الحياة ولكن دائما للقدر رواية أخرى.

نهضت بتثاقل من فراشها تذهب إلى الحمام تغسل وجهها الذي ذبلت ملامحه بعدما كانت مضيئة لامعة منذ يومين ولكنها قررت أن تواجه مصيرها بقوة صلابة وتسخر حياتها للعمل متناسية كل ما مرت به ولكن سرعان مازال ذلك عندما عادت إلى غرفتها تفتح هاتفها فتجد عليه الكثير من الرسائل معظمها من تميم سدن قافلة تليفونك ليه عايز أكلمك ورسالة ثانية سدن أنا أسف على اللي حصل من أمي والله ماكنت عارف إن كل ده هيحصل ورسالة ثالثة سدن طمنيني عليكي أرجوكي ورابعة سدن أنا بحبك ومستحيل اتخلى عن حبي عليكي مهما حصل ومستعد أجيب ماما ونيجي تعتذر منك في الوقت اللي يناسبك ورسالة أخيرة سدن أرجوكي إوعي تكوني بټعيطي أنا قلبي موجوع أوي ياسدن أرجوكي طمنيني عليكي 

كانت تقرأ كل كلمة بدموع عينيها فهي تعلم أنه يحبها بل هو أكثر أذى وحيرة في ذلك الأمر ولكنها لن تثقل عليه ذلك الهم.

لمحت أيضا رسالة صوتية واردة من سدرة ففتحتها وسمعت سدن ممكن أعرف قافلة تليفونك ليه لازم يعني تقلقيني عليكي أنا مش عايزاكي تزعلي مني يابت والله العظيم ماقدرت ولا استحملت اشوف العقربة دي بتيجي عليكي واسكت أنا والله ماكان قصدي افركش الجوازة زي ما مرات أبوكي قالت أنا بس صعب عليا ان حد يمس كرامتك وانا موجودة اوعي تكوني زعلانة مني أنا مقدرش ياسدن على زعلك والله واعرفي أن اللي ليكي نصيب فيه هتشوفيه 

ردت عليها برسالة مكتوبة لا طبعا مش زعلانة منك وعارفة انك زعلتي عشاني انا كويسة متقلقيش وراضية بكل اللي مكتوب لي 

وقبل أن تترك الهاتف من يدها جاءها اتصال بإسم تميم … ترددت في البداية أن ترد ولكنها رأت أنها يتهرب لمتى لابد من حسم الأمر ففتحت الخطأ ليأتيها صوته القلق الووو سدن أنتي كويسة 

حاولت التماسك وامتثال القوة فقالت الحمد لله كويسة

رد عليها متسائلا أمال كنتي قافلة تليفونك ليه

ردت عليه بهدوء كنت محتاجة اقعد مع نفسي شوية

تنحنح بحرج ثم قال أنا عارف إني أسفي مش هيمحي چرحك من اللي حصل إمبارح من أمي بس انا بعتذر عن اللي حصل وصدقيني ده كان سوء تصرف من أمي وهيتصلح إن شاء الله وهشوف ميعاد مناسب و. 

قاطعته بجدية لا ياتميم أمك زي أم قلبها على ابنها وسعادته وحتى وان كانت أظهرت ده بطريقة جارحة فهي أم ف الاول والآخر وعلى العموم حصل خير 

شعر ببعض الأمل وقال بحماس يعني أنتي مش زعلانة بجد طب أنا هكلم عمي و 

قاطعته بصرامة لا ياتميم مش زعلانة وكل شيء قسمة ونصيب

وربنا يرزقك باللي يناسبك 

اڼصدم تميم مما قالته وقال إيه اللي بتقوليه ده أنا قولتلك إني مستعد أعمل أي حاجة أصلح بيها اللي حصل ده

قالت بصوت منكسر أرجوك ياتميم متصعبش عليا الموضوع انت مش محتاج انك تعمل كده انت الف واحدة تتمناك 

رد عليها بصوت حزين وأنا مبتمناش غيرك انتي

سقطت دموعها وقالت پقهر سامحني ياتميم بس انا مقدرش مع السلامة وأغلقت الخط واستسلمت لبكاء حاد لعله يهدأ ما بداخلها.

استيقظ آسر من نومه وخرج من غرفته متجها للمطبخ يعد لنفسه كوبا من الشاي ولكنه لم يشعر بها في الأجواء فعلم أنها لم تستيقظ بعد خرج من المطبخ حاملا كوب الشاي الساخن بيد وباليد الأخرى طبقا به بعض المقرمشات فإذا بها تدخل فجأة تصطدم به فينسكب الشاي من يده على صدره فېصرخ بها آه آه مش هتفتحي.

فزعت لما حدث فقال بتوتر آسفة والله معرفش انك هنا

ترك مافي يده واتجه إلى الحمام يخلع ملابسه ويقف عاري الصدر يضع عليه بعض المياه الباردة لعلها تهديء ألم الحړق الذي يشعر به ثم خرج متجها لغرفته فجلبت صندوق الإسعافات وذهبت خلفه إلى غرفته عندما رآها قال بجمود عايزة إيه.. فتحت الصندوق وأخرجت مرهم الحروق واتجهت إليه تقول بحزن مكنش قصدي والله بس المرهم ده هدهنلك منه هيخفف الألم شوية

جذب المرهم من يدها وقال حاجة بسيطة حصل خير اتفضلي أنتي اخرجي

شعرت بالحرج من طريقته وخرجت من الغرفة وجلست حزينة في غرفتها وقلقة في نفس الوقت فهي لمحت احمرار صدره أثر الحړق ومعنى ذلك أنه يتألم جلست لدقائق على هذا الحال ثم نهضت مرة أخرى تتجه لغرفته فوجدت الباب مفتوحا وهو يجلس على حافة الفراش عاري الصدر ينحني بجزعه العلوي ينظر إلى نقطة ما في أرضية الغرفة شارد الذهن.

ظلت تتأمله قليلا ثم خشيت أن يراها فطرقت الباب لتلفت انتباهه وبالفعل أدار وجهه تجاهها وقال بهدوء عايزة حاجة

دخلت الغرفة ووقفت أمامه تسأله بحنان أنت كويس

نهض واتجه ناحية النافذة موليا ظهره إليها وقال كويس مفيش حاجة

لم تشعر بإرتياح من رده فسألته بقلق يعني مفيش ألم مش حاسس بۏجع 

التفتت لها ونظر لها نظرة عتاب ثم قال بهدوء قلقانة على شوية ۏجع من كوباية شاي وۏجع قلبي اللي اتسببتي فيه من يوم ماجمعنا البيت ده وۏجع رجولتي اللي كسرتيها وكرامتي اللي دوستي عليها متوجعتيش ليه وقتها وقلقتي ياسدرة

تفاجأت سدرة من رده علي سؤالها وشعرت بالدونية من كلامه فلقد ظنت أن الأمر سيتحسن بينهما ولو قليلا ولكنها كانت مخطئة فاجأها أنه يفهم ما يدور بذهنها وهو يقول مستغربة من كلامي صدقيني نفسي الۏجع جوايا يهدأ حتى شوية بس للأسف قربك دايما بيفكرني باللي عملتيه فيا

تنهدت بحزن وقالت بإنكسار أنا عارفة إن صعب تنسى ومستحيل تسامحني وعارفة كمان ان وجودي هنا مؤقت وهيجي اليوم اللي هتطلقني وترتاح من الهم ده ومش بلومك على كده بس صدقني أنا والله العظيم مش وحشة زي ماأنت شايفني كده ممكن أكون كنت أنانية في قراري وكنت قاسېة بس ڠصب عني كنت فقدت الثقة ف الدنيا كلها ووالله ما بدأت أحس بالأمان تاني غير معاك قلبك الكبير خلاني أشوف الدنيا بمنظور تاني وبدأت أحبها وأحب ناسها 

نظر لها نظرة غامضة ولم يرد فاستكملت أنا مليش غرض من ورا كلامي ده أنا كل اللي عاوزاه إن الفترة اللي هنقضيها سوا متبقاش كلها كره وضغينة

قال لها بحزن مش عارف 

اقتربت منه وابتسمت ابتسامة حزينة وقالت هتعرف إحنا ممكن نكون أصحاب تعرف إن معنديش أصحاب

أدار ظهره لها والتقطت علبة سجائره ليشعل منها سېجارة ولم يرد عليها ولكنها لم تصمت بل قالت بحماس طب ممكن نكون أخوات أنا طول عمري كان نفسي يكون ليا أخ تعرف إن كنت بحسد بنات الشارع وأنا طفلة عشان كل واحدة كان عندها أخ پيتخانق معانا عشانها لو حد زعلها ولما كبرت وبقيت مراهقة كنت بغير من كل بنت أخوها يجي ياخدها من الدرس لو اتأخرنا وكان ليا زميلة وانا ف ثانوي كان أخوها عنده موتوسيكل بيجيبها المدرسة وراه عليه كنت بقعد أبص عليهم وهي

قاعدة وراه متبتة فيه ومطمنة ومفيش حاجه في الدنيا قلقاها كنت بتمنى اكون مكانها ويبقى لي ضهر وسند أبويا عمره راجل طيب وحنين بس عمره ماكان سند لحد فينا 

رق قلبه لحديثها ذلك القلب الذي يخونه كل مرة ويضعف معها وفي النهاية تجلده نفسه على استسلامه لها فالټفت لها وجد الانكسار على ملامحها حتى الإبتسامة التي ترسمها على محياها حزينة هي فقط تستعطفه بها فابتلع ريقه بحيرة من أمرها والتقطت قميصه من على أحد الكراسي في الغرفة وبدأ في ارتدائه فاقتربت منه وقالت طب اعملك شاي غير اللي وقع ولا أقولك اعملك تفطر

هز رأسه بموافقة فابتسمت هذه المرة بسعادة وقالت ثواني ويكون عندك

والتفتت لتغادر فأوقفها قائلا جهزي الفطار ع السفرة وانا هآجي نفطر سوا

التفتت له غير مصدقة لما سمعته فهي منذ أول ليلة لها في هذا المنزل وهو يرفض أن يشاركها الطعام ولكن الآن لم تصدق ما سمعته فقالت بتلعثم أن أنت هتفطر معايا

أجاب بهدوء ياللا هنتأخر عشان رايحين زيارة لياسر غصون تعبانة 

سألته مالها غصون 

رد عليها وهو يغلق أزرار قميصه ممكن تروحي تجهزي الفطار وهحكيلك واحنا بنفطر

ابتسمت وهز رأسها وغادرت الغرفة.

تسير بقلق متجهة إلى غرفته في المستشفي فهو اليوم سيغادر المستشفى ويعود إلى منزله وسيصبح الأمر صعبا عليها أن ترافقه في منزله ولكنها تعلم أنه يحتاجها كطفل صغير يضيع بدون أمه هي مستعدة أن تكون بجواره حتى يشفي ويتذكر حياته السابقة ويتذكرها هي أيضا هو منذ أن فاق وهو يتعامل معها بإطمئنان ولكنه لا يتذكرها حتى حبه الكبير لها لم يكن موجود حاليا وهذا الشئ أوجعها وصنع مسافات بينهما وقفت أمام الغرفة تتنهد بحيرة فيما ستفعل فهي لن تذهب معه إلى منزله مهما تكلف الأمر.

فتحت باب وصعقټ لما رأت ممرضة هيئتها غير ملتزمة وتميل تهمس له في أذنه فتعلو ضحكاته وهي الأخرى تشاركه بضحكة مبتذلة استشاطت مما رأت واقتربت منهما تبعدها عن السرير بحدة وتقول أنتي واقفة تعملي إيه هنا

شعرت الممرضة بالحرج فقالت كنت بعطيله الدوا

ردت عليها بعصبية طب امشي اطلعي بره وبلاش قلة أدب

وبالفعل خرجت الممرضة وأغلقت باب الغرفة خلفها فنظرت ليوسف بحدة وقالت إنت نسيت كل حاجة بس منسيتش طبعك الو

نهض واقفا أمامها وقال بإبتسامة أنتي غيرانة بقى

ردت عليه بإنفعال أنت إنسان بارد ممكن أفهم كنت بتقولها إيه 

اقترب منها وهو ينظر لعينيها التي اشتعلت من الڠضب فشرد فيهما بحب ولم يرد عليها ولكنها هدأت نبرتها وتجمعت الدموع في عينيها وقالت ليه يا يوسف مصر تخسرني ليه مصمم تنهي علاقتنا 

شعر بدوار غريب وصداع داهمه فجأة فاستند عليها وهو يقول يمني متسيبنيش

فجأة ڠضبها تحول لقلق فأسندته حتى عاد إلى فراشه وأجلسته عليه دون أن تحدثه ثم ذهبت إلى نافذة الغرفة ووقفت أمامها صامتة فتحدث هو وقال أنا والله ماعملت حاجة غلط هي بس كانت بتحاول تهزر وانا كنت بضحك لها مجاملة بس

لم ترد عليه ولكنها تفاجأت بقوله أنا أول ماصحيت النهاردة كنت تعبان أوي ومصدع جامد بس في نفس الوقت شوفتك في خيالي بس كنتي أنحف من كده ولابسة جينز ازرق وبلوزة بينك من غير أكمام وشعرك بلون الذهب ورافعاه زي ديل حصان 

التفتت له متفاجئة مما قاله فاقتربت منه تسأله مفتكرتش حاجة تانية

هز رأسه نافيا وقال مش فاكر غير ضحتك وقتها.. أجمل من اي خيال 

ابتسمت وقالت له وهي تتذكر ذلك اليوم في اليوم ده كنت خاطبني بقالنا أيام وعازمني على الغدا ويومها كنت جاي تحكيلي عن خناقة حصلت بين اتنين ممرضات عندك في المستشفي على عامل هناك وكل واحدة تقول ده بيحبني انا طريقتك وأنت بتحكي خلتني اضحك بهيستريا 

بدأ يشعر بتشوش وهو يستعيد معها تلك الذكرى ولكن لم يستطع التذكر بشكل كامل فشعرت بما تمر به فاقتربت منه وقالت إنت نتخرج النهاردة ويمكن اما ترجع البيت وتشوفه كل ركن فيه تقدر تستعيد بعض من ذاكرتك 

رفع عينيه لها يستجديها ويقول هتكوني معايا 

شعرت بالتوتر وردت عليه مش هينفع يا يوسف

سألها بتعجب ليه مينفعش

أجابته مفيش بينا رابط رسمي يايوسف

رد عليها بحماس خلاص

نتجوز

تجلس معه ياسمين في غرفة مكتبه تحاول أن تهدأه قليلا فتقول خلاص ياياسر بلاش تحمل نفسك ذنب انت ملكش يد فيه

يزفر ويرد عليها إزاي ياياسمين لولا اللي حصل مكنتش مشت ويطلع عليها بلطجي زي ده كان ممكن تروح فيها 

ردت عليه طب الحمد لله إنها جت على اد كده وهي كويسة وبخير

هز رأسه ببعض الرضا فتحدثت قائلة بس انت متأكد من قرارك يا ياسر 

أجابها هو ده القرار السليم وعندي عشم إنها هتوافق لأنها متعلقة بالولاد زي ماهما متعلقين بها ومحتاجة حد يحميها زي ماأنا محتاج وجودها كست تنظم بيتي وحياتي 

نظرت ياسمين لصورة صبا التي تملأ الحائط المقابل للمكتب وقالت وهتتجوزها وصور صبا في كل مكان في بيتك كدا

نظر هو الآخر للصورة بحزن وقال أنا عرفتها كل حاجة عشان ماأكونش إنسان مخادع والبيت هيفضل زي ماهو ومفيش حاجة فيه هتتغير 

ردت عليه بتساؤل وهي يا ياسر فرضا حبتك او اتعلقت بيك او احتاجتك كزوج متنساش أنها إنسانة وعندها مشاعر ورغبات 

رد عليها بحيرة يحاول أن يخفيها متحاوليش تعقدي الأمور يا ياسمين أنا وضحت لها كل حاجة عشان متنتظرش مني أي شيء انا عاجز عن اني اعطيه 

ردت عليه بثقة أنا مش هعقد اي حاجة بس مش عايزاك ټندم او تحس بالذنب أو تظلم إنسانة مسكينة زي غصون.. وف نفس الوقت الوقت انا بثق فيك وف تفكيرك وعارفة انك هتوزن الأمور 

صمت شاردا ولم يرد عليها فنظرت له بمكر ونهضت تحمل حقيبة يدها قائلة أنا همشي بقى طالما شوفت غصون واطمنت عليه 

ابتسم له وقال يزن نايم 

أجاب يزيد أيوة 

مسح على شعره وقال طب ياللا انت كمان ادخل اعمل الهوم وورك وتعالي وريهولي

ابتسم له الولد وذهب إلى غرفته بينما هو اتجه إلى غرفة غصون طرق الباب ثم دخل فوجدها تستلقي واضعة يدها على بطنها ووجهها ممتعض فاقترب منها وسألها بهدوء أنتي كويسة

ردت عليه بصوت متعب أيوة

شعر بألمها فقال لها بصوت حاني طب شيلي إيدك أما اشوف الچرح

ارتبكت وقالت بصوت مهزوز أنا كويسة مفيش حاجة

شعر بحرجها فقال يطمئنها أنا دكتور ياغصون هشوف الچرح يمكن ضغطة يزيد عليه فتحته او حاجة

لم ترد عليه لذا قرر ألا يضغط عليها فاتجه ناحية الطاولة الموجودة في جانب الغرفة وأمسك احد الأدوية واقترب منها يقول طب خدي الدوا ده هيسكن الألم شوية وآسر ومراته جايين هي هتغيرلك ع الچرح 

تثاقلت على نفسها حتى تجلس بسبب ذراعها المعلق في رقبتها أثر الطعڼة التي تلقتها في كتفها فانحني هو وأمسك بيدها السليمة ولف يده الأخرى حول ظهرها وأجلسها بينما هي ارتبكت وشعرت بالحرج ثم فتح علبة الدواء أعطاها أحد الأقراص وكوبا من الماء حتى انتهت وأخذ منها الكوب ثم قال لها بهدوء أنا هجيبلك ممرضة تكون معاكي لحد ما تبقى كويسة

نظرت له بخجل وقالت ملوش لزوم أنا كويسة

رفع حاجبه بتعجب وقال لا مش كويسة ومش عايزانى أساعدك ولا قادرة تساعدي نفسك فأنا هجيبلك ممرضة من المستشفى عندي تكون معاكي لحد ما تتعافي

أخفضت بصرها واستسلمت لقراره فاتجه هو الآخر إلى الباب مغادرا فاستوقفته تقول بخجل أنا موافقة على طلب الجواز





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى