Uncategorized

رواية خيوط القدر الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سارة المصري – تحميل الرواية pdf


رواية خيوط القدر الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم سارة المصري

الفصل الرابع والثلاثون
لايمكن لشخص ان يتخيل هذا العذاب البذى حكمت به ندى على نفسها ففى الوقت الذى كانت فيه بحاجة الى ان ترتمى بين ذراعى زوجها وتبكى الا مالا نهاية ، فى الوقت الذى كانت تريد ان تقترب منه حد الالتصاق وتفر من العالم كله لتختبىء بداخله ، كان هو الوقت الذى اتخذت قرارها بالابتعاد عنه بل ان تسلم قلبه الى حبيبة اخرى وكل ذلك بعد ايام من اللحظة التى قررت ان تبدا فيها حياتها معه من جديد ، لن تحتمل ابدا ان يرى جسدها المشوه التى لاتحتمل هى حتى النظر اليه ، لن تحتمل ان تحل الشفقة عوضا عن الحب فى عينيه ، لم تعد سوى مجرد بقايا امراة ، مجرد فتات من مشاعر .
وقفت تتامل ملامحه امامها وتملأعينيها من وسامته وتحاول التظاهر بالهدوء ، ومنع نفسها من الارتماء فى احضانه فى اكثر لحظات حياتها احتياجا له ، قال فى صوت حنون وهو يمسح على شعرها ”ندى …كان افضل تستنى فى المستشفى لحد ما هما يسمحولك بالخروج ”
اغمضت عينيها لتقاوم تأثير لمسته الحانية عليها وقالت ” لا خلاص …انا زهقت ..وسلمى هتبقا تجيلى البيت تتابع حالتى انا اتفقت معاها ”
نظر لها ادهم فى دهشة ، سلمى كانت آخر شخص من الممكن ان تلجا اليه ندى ، نظر الى سلمى التى وقفت فى ركن من اركان الحجرة وتظاهرت بمطالعة بعض الاوراق لتتهرب من نظراته فلم يعلق وابتسم قائلا لندى ” خلاص يا حبيبتى اللى يريجك ”
أخذ ادهم زوجته الى فيلا جديدة اشتراها لهم ايمن بعد ان احترق القصر تماما ويحتاج الى وقت طويل للترميم ، كانت ندى شاردة تماما ولم تسأل ادهم حتى الى اين سيذهبا واستسلمت طيلة الطريق دون ان تنطق بحرف وهى تتظاهر بالنوم ، هبط من السيارة سريعا واتجه اليها ليفتح لها الباب ولم يعطها اى فرصة وحملها على الفور ، قدميها كانتا واهنتين وضعيفتين من الفترة الطويلة التى رقدتها فى المشفى ، فزعت بما فعله وقالت ” ادهم ..انت كنت مصاب وده ممكن يأثر عليك ”
ابتسم وهو يحمل جسدها الضئيل بين يديه قائلا ” انا بقيت تمام متفكريش انتى بس فى حاجة ”
كانت تخشى من اقترابه فى لحظات ضعفها هذه بالذات فلن تقدر على مقاومة نفسها طويلا فقالت وهى تحاول ان تجعل مسافة بينها وبينه ” انا اقدر امشى على فكرة ” بدا يصعد السلم قائلا فى مزاح ” لو انتى مش مبسوطة كدة فانا مبسوط ومرتاح جدا ”
ارادت ان تحيط عنقه بذراعيها وترخى رأسها على صدره ومنعت نفسها بصعوبة ، وصل الى غرفة النوم واجلسها برقة على طرف الفراش وجلس الى جوارها للحظات وهو يمسح على شعرها قائلا ” انا جبتلك هدوم هتلاقيها فى الدولاب يارب تعجبك ”
كانت تريد ان تقصيه باى شكل من امامها فقالت فى الم ” انا عاوزة انام شوية عشان ارتاح ”
ركع على ركبته امامها وبحركة اذهلتها مد يده وبدا فى خلع حذائها فارتعدت وهى تشعر بانامله تلامس قدميها كانه يلمسها لاول مرة ، وحين نظرت الى اصابعها المحترفة اشاحت بوجهها فى الم ، ونهض هو الى خزانة الملابس واخرج بجامة مريحة ووضعها على الفراش قائلا ” تحبى اساعدك تغيرى هدومك ”
امسكت ندى بطرفى قميصها وقالت فى ذعر ” لا ”
تنهد ادهم وقال فى حنان بالغ ” براحتك ..انا هخرج برة وهفضل قريب من الباب لو احتجتى حاجة بس اندهيلى ”
حنانه وكلماته كانت يصعبان من مهمتها أكثر هى بحاجة اليه وحين هم ان يغادر سيطر ضعفها وحبها عليها فأمسكت بكفه وقالت والدموع تغرق وجهها ” متسيبنيش ..خليك معايا ” استسلمت لضعفها ولم تفكر فى شىء انه اقرب انسان على وجه الارض الى قلبها ، نظر ادهم الى اناملها التى تقبض على كفه وبدون كلمه واحدة جلس على طرف الفراش الى جوارها وضمها اليها وهى دفنت راسها فى صدره وااخذت ترتعد بشدة ، وهو يشدد من ذراعيه حولها وهى تنتحب كانها تودعه وتريد ان تستزيد من حنانه ، ظلت هكذا حتى نامت بين ذراعيه فخلع ادهم سترته واستلقى معها على الفراش وهو يضع راسها على صدره ويريح رأسه على شعرها تمنى لو كان بامكانه ان يفعل اى شىء فى الدنيا فقط لتعود الابتسامة الى ثغرها ، ولللمرة الالف يعصف الندم بكيانه بقوة على كل لحظة اذاقها فيها قسوته فى الوقت الذى كانت تحتاج فيه امانه وحبه .
فتحت ندى عينيها بعد ساعات طويلة لتجد نفسها بين ذراعيه نظرت الى وجهه وشعرت بانفاسه تصافح وجهها فى سخونة ، لامت نفسها فليس هذا فى صالح ماتنوى فعله ابدا ، عليها ان تكون اقوى من اجله ، نظرت اليه نظرة اخيرة واقتربت لتقبل وجنته ولكنها تراجعت وهى تفلت نفسها من بين ذراعيه ففتح عينيه فى بطء مبتسما ” صباح الخير يا حبيتى ” قالت بصوت واهن ” صباح النور ”
ازاح خصلة من شعرها تغطى عينها وقال ” نمتى كويس ؟؟“
هزت راسها بلايجاب دون ان ترد ، اقترب ليقبلها ولكنها ترجعت فتراجع بدوره فى حزن ، ونهض من الفراش قائلا ” انا هنزل اعمل فطار …مفيش حد من الخدم لسة جه ..وفيه ادوية لازم تاخديها ” لم ترد ندى واكتفت بهز راسها فقال ادهم وهو يغادر الغرفة ” مش هتاخر عليكى ” راقبته وهو يخرج ونظرت الى الملابس التى وضعها على الفراش لتبدل ثيابها وابتسمت فى حزن لانه لم يحاول ان يبدل لها ملابسها ربما خاف من منظر الحروق ، نهضت فى وهن واغلقت الباب خلفه وجلست على طرف الفراش وبدات تخلع ملابسها ورغم محاولتها تلاشى النظر فى المرآة الا انها نظرت فى تردد فى النهاية ، نظرت الى الحروق التى تغطى اغلب جسدها ، ارادت ان تصرخ وتخبر المرآة انها كاذبة ، او انها فى كابوس ، لم تحتمل ان تنظر الى جسدها اكثر وتسائلت ان كانت هى قد اشمئزت منه فماذا سيفعل ادهم لو رآه ، لن تحتمل نظرة الاشمئزاز فى عينيه ابدا ، نظرت الى المرىة نظرة اخيرة قبل ان تبتعد وتبدا فى ارتداء ملابسها وبعد دقائق شعرت بادهم يطرق الباب فنهضت فى ضعف لتفتح الباب له فابتسم وهو يحمل صينه الطعام قائلا ” ايه القمر ده ؟؟“
ابتسمت ندى فى سخرية وجلست على اريكة قريبة ، الشفقة اذن ستبدا ، جلس ادهم الى جوارها وهو يضع الطعام على منضده امامهما ، امسك بكوب من اللبن فرفعت ندى كفها قائلة ” انت عارفف انى مش بحبه ”
قربه ادهم من شفتيه قائلا ” هتشربيه غصب عنك ..انتى محتاجاه جدا ”
استسلمت ندى له فى النهاية وهو يسقيها برفق وبعد ان انتهت بدا فى اطعامها كطفلة وعبثا حاولت التخلص منه ، كانت تنظر اليه والى حنانه وكانه تطلب منه الرحمة لو يعلم كم يؤذيها بهذا ؟؟، ليته عاد قاسيا من جديد لتكون مهمتها اسهل ، كيف يمكنها احتمال بعده ، نظرت الى المرآة وتذكرت الصورة التى راتها منذ قليل لتجد الاجابة ، رفعت كفها قائلة فى حزم ” كفاية يا ادهم ” وقبل ان يفتح ثغره لينطق اشاحت برجهها مضيفة ” وعايزة ابقا لوحدى ”
عض ادهم على شفته فى مرارة وقال ” على كل حال انا جنبك ..ولو احتجتى اى حاجة اندهيلى ”
رفعت رأسها وقالت ” هو انت معندكش شغل ؟؟“
ابتسم وهو يميل اليها ” انا فى اجازة ” تاملته للحظات قبل ان تخفض رأسها قائلة ” على فكرة انا مش عاجزة واقدر اعمل كل حاجة بنفسى ”
رد بلهجة حانية ” ولو انا عايز اعملك كل حاجة بنفسى ”
حاولت قول شىء اى شىء قاسى لتبعده عنها ولكن الكلمات تاهت بلاعودة فلم تجد سوى ” عاوزة ابقا لوحدى لو سمحت ”
لم يجد بدا ان يلبى رغبتها تركها وذهب الى غرفةمجاورة لغرفتها وفى الظهيرة جاءت سلمى ، لم يكن ادهم يرغب فى وجودها ولكن ندى منعته الحق فى الاعتراض الذى هو من الاساس من اجلها ، تصرفاتها بدت غريبة ولكنه ارجع ذلك ان ماحدث لها ليس بالامر الهين ابدا .
ادرار جهاز الركض فى الصالة وهو يزيد من سرعته اكثر واكثر ويغمض عينيه وتفاجىء به يتوقف تحت قدميه ، ففتح عينيه ليجد سلمى امامه تقول ” انت جروحك لسة ملتئمتش بشكل كافى والمفروض متمارسش مجهود صعب اوى كدة ”
هبط ادهم من على الجهاز والتقط منشفة ليجفف عرقه قائلا ” متخافيش يا دكتورة انا جسمى بيستحمل كتير اوى ”
عقدت ساعديها ومالت اليه قائلة ” طول عمرك بتكابر ”
اخذ يجفف عرقه وتجاهل التعقيب على جملتها وقال ” ندى عاملة ابه ؟؟“
تنهدت سلمى قائلة ” كويسة..احسن كتير ” واضافت وهى تبتسم ” لدرجة انها عزمتنى على الغدا ”
عقد ادهم حاجبيه قائلا ” غدا ؟؟“
ازاحت سلمى خصلة من شعرها الذهبى خلف اذنها وقالت ” ايه ..مش عاوزنى اتغدى معاكو ؟؟“
تصنع ابتسامة وقال ” لا طبعا ازاى ..بس الفكرة ان مفيش خدامين هنا دلوقتى وهنضطر نجيب ديلفرى ”
القت سلمى حقيبتها قائلة ” ديلفرى ايه وانا موجودة …انا طباخة بريمو ”
وضع ادهم يده فى خصره قائلا ” انتى عاوزة تطبخى كمان ”
تلفتت يمينا ويسارا وهى تقول ” اه …قولى فين المطبخ بقا ؟؟“ لم يرد ادهم فابتسمت سلمى قائلة ” اكيد اللى هناك ده ” وبالفعل دخلت المطبخ ودخل ادهم خلفها فى دهشة وتابعها وهى تفتح الثلاجة وتخرج بعضا من اللحم ، وتبحث طويلا فى المظبخ عن اكياس المعكرونة ، انتبهت سلمى انه يتابعها بعدم رضا فتجاوزت ذلك قائلة ” على فكرة ممكن تروح لو وراك حاجة ..انا هعرف الاقى كل حاجة بنفسه ” رفع ادهم حاجبه فى استنكار وهو يتعجب من ندى وما تفعله بهما ، هل من الممكن ان تكون ندى احبتها بعدما علمت بما فعلته لهما فى مرضهما ، هذا هو التفسير المنطقى الوحيد الذى وجده لتغير ندى تجاهها .
انتهت سلمى من اعداد الطعام وبدات فى رصف الاطباق على المائدة وطلبت من ادهم ان يذهب ليحضر ندى التى ما ان دخل الى غرفتها حتى وجدها غارقة فى النوم او هكذا تظاهرت ، اقترب يهمس فى اذنها فى حنان لتستسيقظ ، فتحت عينيها فى صعوبة وهى تقول ” فى ايه ؟؟“
ابتعد ادهم عنها قليلا قائلا ” فيه يا ستى انك عزمتى سلمى على الغدا وهيا اصرا انها انها تطبخ بنفسها ومش عاوزة تاكل غير لما انتى تنزلى ”
جذبت ندى الغطاء حتى انفها وهى تقول ” اه .انا فعلا عزمتها بس للاسف مش قادرة خالص ..معدتى تعبانة وعمالة ارجع و..“ قاطعها ادهم فى قلق ” سلامتك ..خلاص انا هنزل اعتذر لسلمى واطلع اقعد معاكى ”
ابتسمت ندى قائلة ” لا بلاش دى تعبت نفسها وممكن تزعل انزل انت كل معاها ”
امسك بكفها قائلا ” مقدرش اسيبك وانتى كدة ”
سحبت ندى كفها من بين يديه قائلة ” متكبرش الموضوع انا بس لو نمت شوية هبقا كويسة ..انزل انت لسلمى دلوقتى واعتذرلها نيابة عنى ”
ولم تمهله ندى فرصة للرد اذ سحبت الغطاء لتغطى وجهها بأكمله ، تنهد ادهم فى حزن وعاد الى سلمى التى ما ان رأته قادما حتى اخذت تنظر الى خلفه قائلة ” اومال ندى فين ؟؟“
رد ادهم فى احباط وهو يسير فى اتجاه المائدة ” بتقول تعبانة ومعدتها مش مظبوطة ”
قالت سلمى وهى ترفع بعض الطعام لتضعه امام ادهم ” ده طبيعى ” نظر لها ادهم فى تساؤل فواصلت ” الادوية اللى بتاخدها اكيد أثرت على معدتها ..انت عارف ان جسمها اغلبه اتحرق و…“ رفع ادهم كفه وقطب حاجبيه قائلا بصوت ارتفع قليلا ” عارف يا سلمى ”
راقبت سلمى انفعاله وقالت وهى تتظاهر بتقطيع الطعام ” انت متضايق من اللى حصل لندى يا ادهم ”
ابتسم متهكما ” اكيد وخصوصا ان جزء من اللى حصلها كان بسببى ”
تناول ادهم معلقتين من الطبق امامه وتوقف فقالت سلمى ” اكلى معجبكش ولا ايه ؟؟“
رد وهو ينظر الى الطبق ” حلو ..تسلم ايدك ”
اخذت سلمى تعبث فى طبق المعكرونة امامها دون ان تأكل ورفعت رأسها اليه فجاة وهى تسأله ” ادهم انت متضايق من وجودى ..زعلان منى فى حاجة ”
مد شفتيه فى دهشة قائلا ” ليه بتقولى كدة ؟؟؟“
شبكت اصابعها تحت ذقنها وقالت ” تغير معاملتك معايا واحساسى انك حتى مش حابب تشوفنى قدامك ”
ورغم علمه انها اصابت تماما فيما قالته الا انه نفى ذلك قائلا ” ده مش صح ..بس اللى حصل الفترة اللى فاتت مكنش هين ابدا ” واضاف وهو ينظر لها بامتنان ” انتى يا سلمى انقذتى حياتى وحياة ندى انا مديونلك بعمرى كله ”
قالت وهى تنظر له فى حب ” عمرك اغلى بكتير من انك تكون مديون بيه لحد ”، نظر لها لحظات فاحمروجهها خجلا وتنتحنحت وهىى تقوم قائلة ” انا هشيل الاطباق دى وبعدين ه…“ وقبل ان تكمل جملتها رن جرس الباب فتوجه ادهم ليفتحه ليجد عمر وياسمين امامه استقبلهما بحفاوة حزينة تلائم الجو الذى يعيشه وما ان لمحا سلمى وهى تحمل الاطباق حتى نظر كل منهما الى الاخر ثم الى ادهم الذى كان يضع يده فى جيبه ولا يحمل بعينيه اى اجابة عن سؤال عينيهما الموجه اليه ، القت سلمى عليهما التحية فترددت ياسمين للحظات ولم ترد فرد عمر ولكز ياسمين بمرفقه لتنتبه فاكتقت بابتسامة مصطنعة اخفت بها ضيقها وقالت ” انا هطلع اطمن على ندى ” وشرعت فى صعود السلم وادهم يقول لها ” غالباهتلاقيها نايمة ” لم تعره اهتماما وواصل طريقها اليها .
كانت سلمى قد انتهت من رفع الاطباق حين جلس عمر وادهم على احدى الارائك فى صالة الاستقبال ، اقتربت وهى تسأل ادهم ” ادهم ..تحب تشرب ايه بعد الغدا ؟؟“
عض على شفته السفلى فى غيظ وقال ” سلمى مش عاوزين نتعبك ”
عقدت ساعديها قائلة ” على فكرة انا مشتكنش ” ونظرت الى عمر قائلة ” دكتور عمر تحب تشرب ايه ” ، رفع ادهم حاجبه يبدو ان سلمى لم تفهم قصده مطلقا وهو لا يريد ان يحرجها من جديد فتنهد فى يأس قائلا ” خلاص قهوة مظبوط وعمر كمان هيشرب قهوة ”
راقبها عمر حتى اختفت ومال الى ادهم قائلا ” ايه اللى بيحصل بقا ده ان شاء الله ”
زفر ادهم فى ضيق قائلا ” ده تسأل عليه اختك ”
عقد عمر حاجبيه قائلا ” اختى ؟؟“
ضيق ادهم عينيه قائلا ” اختك بقت تصرفاتها غريبة ..سلمى اللى مكنتش بتطيقها عايزاها هيا اللى تتابع حالتها تخيل ..وكمان عزمتهالى ع الغدا …اختك بقت كل تصرفاتها مش طبيعيه ”
هز عمر رأسه فى مرارة قائلا ” اللى حصلها مكنش شوية ”
اغمض ادهم عينيه وقال فى الم ” عارف وهستحمل اى حاجة بس اشوف بس ابتسامتها من تانى ”
ربت عمر على كتفه قائلا ” خليك جنبها وكل حاجة هتبقا كويسة ان شاء الله ”
انحنى ادهم للامام قائلا ” وجودى جنبها حاجة مفروغ منها ..بس حالتها مش مريحانى بفكر اعرضها على دكتور نفسانى ”
تمتم عمر قائلا ” هيا كمان ”
لم يتبين ادهم جملته فالتفت قائلا ” بتقول حاجة ”
رد عمر بعد ان انتبه الى قوله ” ها ..لا ابدا ..بقول فكرة كويسة بس توافق ”
طرقت ياسمين باب غرفة ندى ودخلت ، افتربت من الفراش وقالت فى هدوء ” ندى ..انا عارفة انك مش نايمة ”
ازاحت ندى الغطاء فى رفق وقالت ” وعرفتى منين ؟؟“
ضحكت ياسمين قائلة ” بصراحة انا رميت الكلمة وخلاص وانا حظى ”
ابتسمت ندى وهى تعتدل جالسة وساعدتها ياسمين وهى تضع الوسادات خلف ظهرها قائلة ” ايه الحلاوة دى كلها ؟؟“
ابتسمت ندى فى سخرية فواصلت ياسمين ” تعرفى اكتر حاجة بتفرحنى لما عمر بيقولى ان فيا شبه منك بقعد اقول معقول انا حلوة اوى كدة ”
قالت ندى فى حزن ” محدش يتمنى يبقا شبهى ابدا يا ياسمين …بعد الشر عليكى ”
جلست ياسمين الى جوارها وربتت على ظهرها قائلة ” ليه بقا ..انت وشك زى ماهوا ومتأثرش ”
تنهدت ندى فى مرارة قائلة ” وجسمى كله مشوه ”
احتوت ياسمين كف ندى بين يديها قائلة ” على فكرة كل حاجة وليها حل ممكن..“
قاطعتها ندى قائلة ” متقوليش كلام مش مقتنعة بيه متعمليش زى سلمى ”
تراجعت ياسمين وضيقت عينيها وهى تتذكر قائلة ” اه صحيح ..هيا بتعمل ايه هنا ؟؟“
اجابت ندى دون ان تنظر الى ياسمين ” بتتابع حالتى ”
صمتت ياسمين للحظات قائلة ” ببتابع حالتك ؟؟…افندم ؟؟…انتى تعرفى انها تحت بت…“ واضافت فى حذر وهى تراقب وجه ندى ” بتتغدى مع جوزك ”
دهشت ياسمين لرد فعل ندى فلم يكن هناك رد فعل من الاصل بل قالت ندى فى هدوء غريب ” عارفة وانا اللى عزمتها ”
تراجعت ياسمين فى ذهول قائلة ” عزمتى مين ؟؟…سلمى ؟؟“
هزت ندى رأسها بالايجاب فقالت ياسمين وهى تحدق فى ندى ” ندى فى ايه..متحاوليش تقنعينى ان انتى وهيا بقيتو اصحاب بالسهولة دى وانتى كمان عارفة مشاعرها ناحية جوزك ..متحاوليش تقنعينى انك مش غيرانه عليه منها دلوقتى ؟؟“
لم ترد ندى فواصلت ياسمين فى صرامة امتزجت بحنان ” ندى ” التفتت ندى اليها وطالعتها فى تمعن قائلة ” تعرفى انك اتغيرتى اوى ” واضافت بابتسامة عذبة ” للاحسن ”
خفضت ياسمين رأسها فى دهشة فواصلت ندى ” بقيتى احلى فى كل حاجة ” شعرت ياسمين بالخجل فقالت فى توتر ” انتى بتغيرى الموضوع يا ندى ”
قالت ندى وابتسامتها تتلاشى بالتدريج ” محدش فيكو هيقدر يفهمنى ولا حتى ادهم نفسه ” دمعت عيناها فاقتربت ياسمين واحاطت كتفها بذراعها قائلة ” طب جربى ..احكيلى يمكن اقدر افهم ”
قالت ندى بانكسار ” انا مبقتش انفع ادهم ” واضافت والدموع تنحدر على خدها بسرعة سجين طاق للفرار من محبسه ” ولا انفع اى حد ..مبقتش انفع اكون زوجه ليه ولا لاى مخلوق ..مش هستنى اسمعها منه ” وقالت باختناق ” هموت لو سمعتها منه او حتى قريتها فى عينيه ”
امسكت ياسمين بكتفى ندى قائلة ” معقول يا ندى بتشكى فى حبه ليكى ..ادهم بيعشقك وعمره اللى حصل ما هيغير فيه حاجة ”
احتضنت ندى نفسها بيدها كانها تربت على جروحها قائلة ” ندى اللى بيحبها مبقتش موجودة ..مبقتش ندى البنت الجميلة ..بقيت مجرد مسخ ..حتى روحى اتشوهت مبقتش الطفلة البريئة اللى بتملا الدنيا ضحك ..مبقاش فيا ملمح واحد من ملامح البنت اللى حبها ”
واقتربت من ياسمين وهى تقول فى الم واضح ” الموت عندى اهون من انه يشوف جسمى بالتشوه اللى فيه ” قالتها وهى تغطى وجهها بكفيها وتبكى فى حرقة ، ضمتها ياسمين الى صدرها ولحظات وشاركتها البكاء فى تأثر ، انتزعت ندى نفسها بعد لحظات من بين ذراعى ياسمين وقالت وهى تحاول السيطرة على مشاعرها ” اللى ينفع ادهم دلوقتى هيا سلمى …هيا اقرب حد لشخصيته ..فيها كل حاجة اتمنى انها تكون موجودة فيا …هيا اللى هتقدر تخرجنى من جواه ”
تجمدت ياسمين للحظات وقالت فى استنكار ” بتقولى ايه ؟؟؟….انت واعية لكلامك ده ..ده ادهم يا ندى ادهم …ادهم اللى رميتى نفسك فى النار عشانه …انتى هتبقى مرتاحة لما تخرجى من جواه …هتبقى مبسوطة وانتى شاايفاه مع حد تانى..غاوية تعذبى نفسك وتجلدى روحك ”
وضعت ندى كفها على رأسها وقالت ” معرفش ..“ وارتمت عل الفراش وهى تقول ” اللى اعرفه انى مبقتش جديرة بيه ..وانه من يوم ما حبنى ما جاش من ورا حبه ليا غير وجع ..النهاردة هوا بيحبنى وهيستحمل طيب وبكرة ..هيبقا كل اللى باقى من مشاعره شوية شفقة مش اكتر ..بس سلمى هيا اللى ..“ ولم تستطع ان تكمل ، واستمرت فى نحيبها ، للحظات تخيلت ادهم مع سلمى ، تخيلته يضمها ويقربها اليه يمطرها بعبارات حبه وهيامه يشركها كل لحظة تمنت ان تشاركه هى فيها ، تخيلت ابنائهما معا ، تخيلت كل شىء كان كفيلا باشعال نار بداخلها يصعب السيطرة عليها ، نار الغيرة ، نعم تغار عليه بشدة حتى وان كانت هى من تدفعها الى طريقه ، دفعتها بنار عشقها التى التهمت بمنتهى السهولة نار غيرتها ، حبها الذى لن يجعلها تحتمل ان تعيش معه لحظة وهى تحرم عليه ان يمسها ، حبها الذى يجعل الموت عليها اهون من ان يراها على هذه الصورة ، حبها الذى طغى على كرامتها كأنثى وجعلها بارادتها تسلم حبيبها الى اخرى .
***********************************************
مرت اربعة اشهر واظبت سلمى فيها على متابعة ندى الذى لم يكن لها اى ضرورة ، كانت ندى تبتعد عن ادهم اكثر واكثر ، وحديثهما يكاد يكون منعدم ، كانت تتخفى فى النوم او التعب او اى شىء ، فى الوقت ذاته كانت تدفع سلمى للتقرب منه ، كانت تخبرها بكل ما يحبه ادهم لتفعله ، حاولت استغلال وجودها فى المنزل لتقدم له الرعاية والاهتمام حتى وان كان رغما عنه وندى كانت تتحاشى دوما رؤيتهما معا حتى لا تضعف وتتراجع وادهم يشعر بابتعادها وفرارها من كل شىء من نظراته لمساته اة اى شىء يتعلق به ولكنه لم يشأ ان يضغط عليها ابدا ولكن الى متى ؟؟.
دلف ادهم الى الفيلا وصعد مباشرة الى غرفة ندى ليطمان عليها وهو يعرف انه سيجدها اما نائمة او متظاهرة بالنوم ، قابلته سلمى وهى تخرج من الغرفة والتقيا على بداية السلم ، نظر ادهم الى باب غرفة ندى المغلق وابتسم فى سخرية قائلا ” نايمة برضه ”
عقدت سلمى ساعديها قائلة ” مفيش ازيك الاول“
رفع ادهم حاجبيه وخفضهما قائلا ” ازيك يا سلمى طبعا …“
ابتسمت فى هدوء وقالت ” انا كويسة ..تحبى اخليهم يجهزولك الاكل ”
اعتاد ادهم طيلة الفترة الماضية على اهتمام سلمى غير المبرر به فقال وهو يضع يديه فى جيب سترته ” هطمن على ندى الاول ”
هزت ندى كتفيها قائلة ” بس هيا نايمة ” رد وهو يسير فى اتجاه غرفتها ” ولو استنتها تصحى مش هشوفها ابدا ” تنهدت سلمى وهى تراقبه فى حب ولم تنتبه انها تتراجع بخطواتها للخلف باتجاه السلم الذى انزلقت فجأة من فوقه فصرخت وهى ترفع كفيها بعد ان فقدت توازنها محاولة التشبث باى شىء دون جدوى





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى