رواية خيوط القدر الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة المصري – تحميل الرواية pdf

رواية خيوط القدر الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سارة المصري
الفصل الحادى والعشرون
شعر عمر بانامل والدته تطوق عضده فى حنان وهى تقول ” حبيبى تعالى اقعد شوية انت واقف على رجليك بقالك كام ساعة ”
نظر الى يدها ثم الى ياسمين التى ترقد فى استسلام ومحاطة بكل اجهزة الانعاش وقال فى حزن ” مش قادر ابعد عنها يا امى …بحس انى روحى وقلبى معاها فى الاوضة دى ..كويس اوى انى بقدر اروح شغلى ”
ربتت امه على كتفه وهى تقول بين دموعها ” سامحنى يا عمر ”
التفت اليها وتنهد فى عمق قائلا ” على ايه ؟؟…تقصدى انك مكنتيش موافقة على جوازنا ؟؟“
همت ان تنطق لولا ان ظهر حسام الطبيب المتابع لياسمين والذى اقترب بوجه حزين والقى التحية وبعدها ساد الصمت للحظات حتى قطعه عمر حين شعر ان عصام يريد التحدث عن شىءيخص حالة ياسمين فقال ليحثه على النطق ” حسام لو فى حاجة اتكلم انا سامعك ”
تردد حسام للحظات وهو ينظر لليمين واليسار قائلا ” عمر انت دكتور وهتقدر تفهم اللى هقوله …انت عارف كويس ان حالة ياسمين مفيش منها اى امل وانها مسألة وقت مش اكتر و..“
زفر عمر وقال وهو يقطب حاجبيه فى ضيق ” حسام ياريت تتكلم على طول ”
تأمله حسام للحظات وكأنه يترقب ردة فعله وقال ” عمر ..حرام نعذب ياسمين اكتر من كدة …كلنا عارفين انها مش هتفوق من الغيبوبة دى ودى اخر مرحلة قبل النهاية ده ان مكنتش انتهت اصلا ..كفاية عليها عذاب لحد كدة لازم نشيل الاجهزة اللى عليها عشان ترتاح ”
حملق عمربه فى ذهول للحظات ثم امسك بقميصه وهو يهتف فى غضب ” انت عاوزنى انهى حياة مراتى بايدى ؟؟“
لم يقاوم حسام بل امسك بيده وانزلها فى رفق قائلا ” انت عارف يا عمر انها منتهية …الامل صفر فى المية …انت نفسك لو حاله عندك زيها هتقول نفس الكلام …الطب بيقول كدة ”
قال عمر بكل المه ووجعه ” لازم تشوف الامل صفر فى المية لانها بالنسبالك مجرد حالة …لكن بالنسبالى هيا مراتى وحبيبتى …اللى بيحب حد عمره ما بيبفقد فيه الامل ده بيخلق الامل من مفيش ”
واضاف وهو ينظر الى امه التى تبكى فى تأثر ” انا وعدتها انى عمرى ما هسيبها وعدتها انى هفضل جنبها ومستحيل اتخلى عنها ..حتى لو فى غيبوبة مش حاسة بحاجة ..كفاية عليا انا حاسس بيها وشايفها ومتاكد انها بتسمعنى وبتحس بيا …حتى لو الطب بيقول غير كدة ده يقينى انا …املى لاخر لحظة انها ترجعلى ..لو باقيلها فى الحياة ثوانى مش شهور عايزة اعيشهم معاها وجنبها …قولو اللى انتو عايزين تقولوه …فى داهية كل نظريات الطب مادام بتحكم عليها بالموت …انا مبقتش مؤمن غير برحمة ربنا وبس ”
تنهد حسام وهو ينسحب قائلا ” ونعم بالله ”
اقتربت منه امه وهى تمسح دموعها قائلة ” عمر سامحنى ..فى حاجات كتير لازم تعرفها ..انا خبيت وفاكرة انى كنت بحمى ندى واذيتكو كلكو من غير ما اقصد ..لازم تع…“
قاطعها عمر قائلا فى غضب وهو يمسك رأسه بكفيه ” مش عاوزة اسمع ولا اعرف كفاية اللى عرفته ..هيحصل ايه اكتر من اللى حصل ..ندى اللى كانت اختى وحبيبتى وروحى ماتت خلاص ..مقدرتش اقوم من صدمتها غير وياسمين بتضيع من ايدى …ندى اللى اتظلمت من كل واحد فينا شوية حتى من ادهم اللى رغم حبه ليها مهموش انه ياذى نفسه حتى عشان ياذيها معاه …كلنا ظلمناها لحد ما خلناها تظلم نفسها ..باقى ايه يا امى مخبياه ..انا خلاص اكتفيت …اكتفيت والله ” وتركها ودخل الى غرفة ياسمين التقط كفها بين راحتيه وهمس وهو يقترب منها ودمعة تسيل على وجنته ” ياسمين …حبيتى انا عارف انك سامعانى …كنت انا وانتى زمان بنضحك ع الحركة دى لما حد يعملها بس مكناش نعرف ان الطب بيقف عند حاجات ومبيقدرش يفسرها …انا متاكد انك حاسة بوجودى وبلمسة ايدى وسامعة صوتى …خليهم يقولو اللى هما عاوزينو انا عندى امل لاخر لحظة ..انا محتاجلك يا ياسمين اكتر ما انتى محتاجالى ..اتحدى كل قواعدهم ونظرياتهم وارجعيلى ..وحشنى صوتك وضحكتك مش هقدر اخسرك انتى كمان يا ياسمين مش هقدر ”
**************************************
“ مش عاوز كلام كتير يا ندى …هتعدى ع الشقة تاخدى حاجتك عشان اوديكى القصر ..ايمن حاليا مقيم فى فيلا المعادى وانا هروح ابات معاه ” قالها ادهم فى لهجة حازمة الى ندى التى قالت فى اعتراض ” يعنى بدل ما اقعد لوحدى فى شقة هروح اقعد لوحدى فى قصر طويل عريض ؟؟…“
رد ادهم بسرعة ” لا فرقت كتير هناك مش هتبقى لوحدك ..فيه خدم وحراسة ”
عقدت ندى ساعديها فى تذمر وقالت ببطء ” ادهم انا مش عاوزة اروح القصر ده وادخله غير وانا عروسة ..ارجوك متضيعش فرحتى ”
نظر لها ادهم للحظة عاود بعدها القيادة فى هدوء فامسكت بذراعه فى الحاح وقالت ” تقدر تكلمنى كل شوية وتطمن زى عوايدك ..وبعدين انا مش عيلة يعنى ”
لاحظت الضيق باديا على وجهه فحاولت ان تغير مجرى الحديث فقالت وهى تلتقط مسدسه من على تابلوه السيارة ” ممكن لو سبتلى ده تكون متطمن اكتر ”
ابتسم فى سخرية قائلا ” ده على اساس انك بتعرفى تستخدميه ”
اقتربت منه وهى تهمس فى دلال ” علمنى ”
ضحك ضحكة قصيرة فتابعت وهى تعبث به بين اصابعها ” انا بتكلم جد نفسى اتعلم اضرب بالبتاع ده ”
مد يده والتقطه منها دون ان ينظر اليها قائلا ” حاضر اوعدك ابقا اعلمك …بس دلوقتى هتطلعى ع الشقة تل…“ وقبل ان يتم جملته قاطعته وهى تلح كطفلة ” ادهم بقا …عشان خاطرى دول كلهم اسبوع مش هتخطف يعنى ”
هم ادهم ان يرد لولا ان قاطعه رنين هاتفه ، التقطه سريعا بينما راقبته ندى وراقبت انفعالاته يبدو انها مكالمة تخص عمله ، بعد ان انهاها بكلمات لم تفهم ندى منها شىء على الاطلاق التفت اليها وهو يزيد من سرعة سيارته قائلا ” خلاص يا ندى هروحك دلوقتى الشقة والصبح نتكلم ”
**********************************************************
مرت ساعات من الصمت المطبق على المكان ، وقفت ياسمين الى جوار نافذتها بينما جلس عمر على اريكة ينظر الى الفراغ ، شعر بألم حقيقى حين ارتجفت وهو يربت على كتفها ، تيقن بعدها ان كل مامرت به ياسمين لن يجعل من السهولة ابدا تقبلها فكرة الزواج من جديد ، فربما كانت تراه شيئا مقززا او مؤلما ، فتجربتها الاولى معه كانت من اصعب ما يكون ، ادرك صعوبة الامر وصعوبة ما هو مقدم عليه ، ولكن هكذا اختار قلبه ، وهكذا اصر ان يزيل الغبار ويواصل البحث عن ياسمين وينتشلها من بين حطام نفسها ، ليس عليه ان يتعجل فى شىء ، هى الان اصبحت زوجته ولا شىء فى الدنيا يستطيع ان يبعده عنها ، العمر بأكمله امامهما ليحاول فيه مرة واثنين وثلاثة وعشرة ، ليس من اجله بل من اجلها فلابد ان تعرف ان حبه قادر على تجاوز كل شىء وعلى تحمل مالا يطاق لينتزع نظرة الحزن تلك من عينيها ، كيف احبها ولماذا ولما هى ولما يصر على فعل المستحيل من اجلها ؟؟لا يعرف ، ربما لو حكم العقل لكان المفترض ان يبحث عن حياة مستقرة بعد كل ما مر به من متاعب ولكن تلك الحياة التى اختارها برفقتها رغم صعوبتها الا انها تشعره بسعادة غريبة ولذه لم يذقها من قبل فى حياته ، فغريب هذا الحب الذى يجعلك سعيد وانت فى قاع الشقاء ،تكره وانت فى ذروة العشق وتعطى وانت فى قمة العجز ،غريب شعورك بأنك فى جنته بينما تذوب كل خلاياك فى قاع جحيمه .
اما ياسمين فكانت تحاول السيطرة على كل ما يجول بداخلها من مشاعر خلف هذا الجسد الجامد الذى تحاول ان تخفى خلفه انفعالاتها ، حالة من الذعر انتابتها بمجرد ان حاول لمسها ، جال فى خاطرها رغما عنها فى تلك اللحظة كل ما عانته فى محاولة اغتصابها او ما مرت به على يد زوجها السادى ، فانتفضت بالاوعى من امامه ، عاملت لمسته على انها لمسة من هذين الحقيرين وليست لمسة من احب شخص الى قلبها ، وحين ابتعدت شعرت بذنبها الهائل ، انه عمر عمر يا ياسمين ولكنهاادركت ما حاولت الفرار منه ،هى ليست على استعداد لحياة زوجية الان او فى اى وقت قادم ولا تعرف كيف سيتقبل عمر ذلك بل ربما تمنت من داخلها الايتقبله وينتهى الوضع بينهما حتى تتخلص من شعورها بالذنب منذ ان احبته ، ” انتى مش هتغيرى هدومك ؟؟“
انتفضت لتجد عمر يقف الى جوارها فاحتصنت نفسها فى تلقائية قائلة بصوت مرتجف ” ليه ؟؟“
ابتسم عمر وهو يعقد ساعديه قائلا ” هتنامى بهدومك ”
تراجعت ياسمين حتى التصقت بالحائط قائلة ” انام ؟؟“
لاحظ عمر الذعر الذى فى عينيها فادرك ما تعانيه فتراجع قائلا ” مش معقول هتفضلى طول الليل واقفة بهدومك كدة ..لازم تنامى عشان نسافر بكرة بدرى ”
لم ترد ياسمين وان تنهدت فى راحة ، رمقها عمر بنظرة حانية واستدار ليجلس على الاريكة قائلا ” تعالى يا ياسمين ”
وقفت فى مكانها فى تردد واضح فابتسم فى هدوء قائلا ” عاوز اتكلم معاكى تعالى ”
بخطوات منهكة اقتربت من الاريكة وجلست على طرفها وهى تنكمش على نفسها استدار لها عمر وهو يتنهد بكل حواسه قائلا ” انا عارف ومقدر اللى انتى حاسة بيه ..مفيش حاجة هتحصل غصب عنك تانى ابدا طول ما انا عايش ..ولا حاجة هتحصل بينا انتى مش متقبلاها او جاهزة ليها دلوقتى …قدامنا العمر كله ..اهم حاجة انتى معايا وبس ”
رقة كلماته وتقبله للامر اذاب مشاعرها تماما فذرفت دمعة مسحتها على الفور قبل ان تنهض تاركة الغرفة الى غرفة اخرى اغلقتها جيدا خلفها وذرفت ما تبقى من دموع على وسادتها ، كانت لا تعرف سر هذه الدموع ، اهى دموع الفرح ام دموع الراحة ام هو شعورها المقيت بالذنب تجاهه لتقبله بكل هذه البساطة حالتها ، وعدم قدرتها فى الوقت ذاته على التجاوب معه الان او فى اى وقت مقبل ، وعجزها عن اعطاء من تحب ما اخذها منه من تكره ، اما هو فكان يعرف انها تبكى وتمنى لو دخل اليها واحتواها بن ذراعيه فصدره اولى بكل دمعة تذرفها وقلبه وحده قادرا على بث الامان الى قلبها ولكنه تراجع حتى لاتسىء فهم الامور ، تنهد وهو يعرف انه امام معركة استعادة حبيبته من بين كل اشباح الماضى ولن تكون معركته سهلة ابدا ولكنه مصر ان يثبت لها انه فى حبها فارس لا يشق له غبار .
***************************************************
جلست ندى امام مرآتها تزيل مساحيق زينتها فى عناية وهى تنظر الى وجهها للحظات وتبتسم وقد بدات تصدق ادهم حين قال انها تبدو اجمل بدون اى زينة ، لا تعرف كيف اصبحت تثق فى رأيه هكذا وكيف اصبحت مثله تحب البساطة فى كل شىء ، فى الماكل والملبس وحتى فى الاماكن التى يحبها ، غارقة هى فى حبه حتى النخاع ، خضعت لقاعدته ووقعت فى شراكه وفازت هى بقلبه ولم يعد يهمها من تبرز كل يوم الى الساحة لتحاول ان تنافسها عليه ، رن جرس هاتفها فجاة ليتنشلها من افكارها ، دقققت فى الرقم غير المألوف للحظات ولكنها فتحت المكالمة وجاءها صوته من الجهة الاخرى ، صوت بمجرد ان تسلل الى اذنها اصابها بالاشمئزاز والتقزز ، شهقت وهى تحاول كتمان ما تشعر به ، فقال ” مالك ..نسيتى صوتى ولا ايه ؟؟“
ضغطت على اسنانها قائلة ” انت عايز ايه ..بتتكلم ليه دلوقتى ؟؟“
ـ عاوز اشوفك
انقبضت يدها على الهاتف حتى كادت ان تحطمه من الغضب وهى تقول ” انت فاكر نفسك ايه ؟؟…وتشوفنى بتاع ايه اصلا ..انت ..“ قاطعها قائلا ” فى امور كتير يا ندى حابب انك تعرفيها ..ومادام نويتى تبداى حياتك انا هبعد عنك خالص بس مش قبل ما تعرفى كل حاجة ”
ضحكت ندى فى سخرية وقالت ” ما انا عرفت كل حاجة عرفت انك كداب وقاتل وحقير ..ايه هتبرر ده كله ازاى ؟؟“
سمعته يتنهد قائلا ” عندى مبررات وعاوزك تسمعيها ارجوكى يا ندى لاخر مرة ”
همت ان ترفض بشكل قاطع ولكن عضبها منه قد وصل الى ذروته ، ربما ارادت ان تلتقى به لتصفعه او تلكمه ، ربما ارادت معاقبة نفسها برؤية وجهه ، ارادت عقاب تلك الساذجة التى ظنت انها حملت لهذا الوغد اى مشاعر ، ربما ارادت ان تحرق قلبه وتخبره بعشقها لادهم وانها ستواصل حياتها معه فى سعادة بعيدا عنه وعن شروره ، كانت تعى انه ربما كان تهورا ولكنها ارادت ان تنهى كل شىء وقررت فى اللحظة ذاتها ان تخبر ادهم بالامر برمته فلن تستطع اخفاءه بعد ان وصل الى هذا الحد ، قطع افكارها صوته وهو يقول ” انا تحت البيت ياندى ومستنيكى ”
قالت فى حزم ” دقيقة وهكون قدامك ”
لم تكن قد بدلت ثيابها بعد ، القت هاتفها على الفراش وتخيلت انها لن تحتاج سوى بضع دقائق لتصفعه بحقيقته وتذهب ولم تعلم انها بذلك ترتكب اكبر حماقة فى حياتها وانها ستخسر الكثير فى المقابل .
فتحت باب السيارة وجلست الى جواره ، حدقت فيه بنظرة من اعلى لاسفل واشاحت بوجهها فى تأفف وهى تسخر من نفسها للمرة الالف ، ادار محرك السيارة فقالت ندى ” انت رايح فين ”
ابتسم قائلا ” هنتمشى بالعربية بعيد عن هنا شوية ..مش كويس انك تبقى راكبة جنبى كدة قدام بيتك ”
وعند شارع جانبى اوقف احمد السيارة ونظر اليه قائلا وهو يقطب حاجبيه ” انتى فعلا هتتجوزيه ؟؟؟“
نظرت له ندى فى صرامة وقالت ” اه فعلا هتجوزه ورسمى انا مراته“
مال اليها قائلا ” بس انتى بتحبينى انا ”
تأملته ندى للحطات قبل ان تضحك فى سخرية قائلة ” بايه …..انت مجنون ؟..انا عمرى قولتهالك …انا عمرى ما حبيتك ابدا مشاعرى ناحيتك كانت مجرد تمرد على نفسى واللى حواليا ..الحب معرفتوش غير مع ادهم وبس ” ونظرت اليه بازدراء قائلة ” انت شايف نفسك تنفع تتحب اصلا ..واحد مجنون وكداب وقاتل لكن هوا ” واشاحت بنظرها عنه قائلة ” لا مينفعش اصلا اقارنك بيه ”
امسك بذراعها وقال فى غضب ” انتى مش هتتجوزيه يا ندى ”
افلتت ذراعها فى الم قائلة ” ايه ناوى تقتلنى انا المرة دى ”
هز رأسه ونظر لها نظرة حملت كل شر العالم وقال ” هديكى فرصة اخيرة وهسألك مصرة تتجوزيه ؟؟“
هزت كتفيها وكأنها لا تبالى به قائلة ” لو معملتش حاجة فى حياتى غير انى اتجوزه مش هبقا عاوزة حاجة من الدنيا تانى ”
نظر لها نظرة حملت كل غيظ الدنيا قبل ان يقول وهو يخرج شيئا من جيبه ليرشه على وجهها ” يبقى انتى اللى اخترتى ”
تسلل هذا الغاز الى انفها بسرعة وشعرت ان الدنيا قد اظلمت من حولها وانها فقدت احساسها بكل شىء وآخر ما سمعته هو صرخته ” يبقى انتى اللى اخترتى ”
********************************************************وقع ايمن بعض الاوراق على مكتبه قبل ان يغلق الملف ويعطيه لمها السكرتيرة الخاصة به قائلا ” جدولنا فى ايه تانى النهاردة ؟؟“
ردت مها فى جدية ” مقابلة واحدة بس يا فندم مع مدير مجموعة النور بعد نص ساعة
تثاءب فى ارهاق وقال ” عرفتو اى معلومات بخصوص اللى بيحاول يضربنا فى السوق ”
ـ مجموعة لسة جديدة يا فندم كالعادة اسمها المنسى جروب ..صاحبها صفى اعماله فى اسكندرية عشان يبدأ هنا فى القاهرة
حك ايمن جبينه قائلا ” تكلمى عصام فورا تقوليله فى خلال اربعة وعشرين ساعة يكون جايبلى كل المعلومات عن المجموعة دى وعن صاحبها وبالتفصيل الممل انتى عارفانى ”
ـتحت امرك يا فندم
اتجه الى حاسبه الالى وأخذ يراجع بعض البيانات وهو يشير اليها قائلا ” تقدرى تتفضلى ”
وقبل ان تخرج ناداها وكانه تذكر شيئا هاما ” مها ” التفتت اليه فى اهتمام فواصل ” فرح ادهم بيه مش عاوز اى حاجة ناقصة ..عايز فرح يليق بيه وبعيلة الالفى …الموضوع ده تتابعيه بنفسك حتى لو اضطريتى ان حد يشيل شغللك هنا الفترة الجاية ”
رفعت رأسها وقالت فى ثقة ” اطمن يا فندم الفرح هيكون اسطورى وانا قادرة اوفق بين الاتنين بس …“
نظر لها وهو يتراجع فى مقعده قائلا ” اه …مبحبش بس دى بتلغى كل اللى قبلها ”
سارعت مها ” لا يافندم مقصدش انا اقصد ان ادهم بيه مش مهتم خالص بالموضوع وعايز الموضوع ابسط من كدة ”
ابتسم ايمن قائلا ” لا لا لا انتى سيبك من كلامه خالص ..الفرح ده هيحضره اكبر روس فى البلد ” وتنهد قائلا فى صدق ” وكمان فرح اخويا الوحيد ” ورفع رأسه الى مها قائلا ” تقدرى تت…“ وقطع صوته رنين هاتفه فالتقطه بسرعة وماهى الا لحظات حتى نهض من مكانه وهو يصرخ ” ادهم …ادهم ماله ” ونظر الى مها التى تابعته فى قلق وهى تقول ” اخليهم يجهزو العربية يافندم ” لم يرد عليها بل اندفع مسرعا الى الخارج دون حتى ان يلتقط سترته .
*************************************************
فتحت ندى عينيها وهى تقاوم ذلك الصداع الرهيب الذى بلغ ذروته ونظرت الى سقف الحجرة التى ترقد بها لتحاول تذكر المكان او كيف جاءت اليه ، استندت بيدها على حافة الفراش واعتدلت جالسة وعينيها نصف مفتوحتين حتى اتسعت فجاة فى ذعر وهى تراه يقف عند النافذة عاقدا ساعديه وعلى ثغره ابتسامة وقحة قائلا ” صباح الخير يا حبيتى ” نظرت ندى الى هيئتها والى جسدها وصرخت فى فزع ” انت عملت فيا ايه يا حيوان …عملت فيا ايه ؟؟؟“



