Uncategorized

رواية خيوط القدر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة المصري – تحميل الرواية pdf


رواية خيوط القدر الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سارة المصري

الفصل الثانى والعشرون
فتحت ندى عينيها فى بطء وهى تقاوم ذلك الصداع الرهيب الذى يدق رأسها بلاهوادة ، نظرت الى سقف الحجرة لتحاول تذكر اى شىء ، استندت بيديها على حافةالفراش واعتدلت جالسة وعينيها نصف مفتوحتين حتى اتسعتا فجأة فى ذعر وقد رأته يقف عند النافذة عاقدا ساعديه بابتسامة وقحة وهو يقول ” صباح الخير يا حبيبتى ”
شهقت ندى وهتفت فى فزع ” انت عملت فيا ايه يا حيوان ؟؟“
تنهد وقال فى هدوء ” ولا حاجة ..جبتك هنا عشان نتكلم مع بعض شوية بهدوء وبراحة ”
قالت وهى تحاول النهوض ومقاومة الدوار الذى اصابها ” انت مجنون ..مجنون ..مريض ”
اقترب منها ليحاول تهدئتها الا انها دفعته بكل ما تبقى بها من قوة وفتحت باب الغرفة وهو لم يمنعها بل تتبعها فى بطء كأنه يستمتع بما يراه ، ، اخذت تتخبط وهى تهبط السلم وتبحث عن الباب حتى وجدته فأخذت تشده بكل ما اوتيت من قوة فلم تستطع فبدأت فى ركله كأنها تعاقبه على عدم انصياعه لها وكأنه شريك لهذا الوغد فى خطته ، بدأت فى الصراخ دون جدوى حتى اتاها صوته من الخلف وهو يقول فى برود ” متحاوليش ..مش هتعرفى تخرجى من هنا ولا فى حد ممكن يسمعك لو صرختى من هنا لبكرة ..انتى نسيتى موقع الفيلا ولا ايه ده انتى بنفسك اللى عاملة ديكوراتها ”
تذكرت ندى بالفعل ما اعمتها المفاجأة عن الالتفات اليه انها فى الفيلا التى اشرفت على تجهيزها بنفسها وموقعها كما تعرف بعيد ومنعزل ، استسلمت للضعف الذى اصاب قدميها فجلست ارضا وانهارت وهى تصرخ ” حقير ”
اقترب احمد وهو يجذب كرسيا ليجلس امامها ويقول ” انتى اضطرينى لكدة يا ندى ”
ضربت على الباب المغلق خلفها من جديد وهى تقول ” عاوز منى ايه ؟؟“
اجابها فى برود ” مش عاوزك تتجوزى ادهم ”
ردت فى حنق وتحد ” انا فعلا متجوزاه ومش هسيبه حتى لو قتلتنى ”
ابتسم فى خبث وقال ” ومتأكدة بقا ان هوا برضه مش هيسيبك ” ونهض من مكانه محاولا ان يساعدها على النهوض الا انها انتفضت وصرخت فيه ” اوعى تفكر تقربلى …مش هتلمس شعرة منى غير وانا جثة ..“
تراجع وقال بايتسامة ساخرة ” انتى كنتى متخدرة قدامى يا ندى وكنت اقدر اعمل اللى انا عاوزه ” واخرج من جيبه شيئا وقال ” واقدر اخدرك من تانى لو انا حقير زى ما انتى ما بتقولى واعمل اللى انا عايزه برضه ”
نهضت ندى من مكانها وقالت ” وده على اساس انك لما تخطفنى وتجيبنى هنا تبقا بطل ”
القى ما فى يده وامسك كتفيها قائلا ” انتى حقى يا ندى ..حبتينى انا قبل ما تحبيه ومش هسمحله ابدا انه ياخد كل حاجة زى ما تعود طول عمره ”
انزلت ذراعيه من على كتفها قائلة ” حقك ايه يا مجنون انت ده اللى يخليك تخطفنى زى ما خلاك قبل كدة تحاول تقتله ”
نظر لها نظرة متفحصة وقال ” ده اللى قالهولك مش كدة ”
اشارت بسبابتها قائلة ” حاولت تقتله ولا لا ؟؟“
رد وهو يضع يديه فى جيبه ” طبيعى تصدقيه وتسمعيه ما انتى نفس العينة اتولدتى وفى بقك معلقة دهب ..هتحسى ازاى بواحد اتولد ولقى ابوه غلبان شغال سواق عند راجل كبير ومن كتر طيبته فداه بروحه ، وروحه دى كان تمنها رخيص اوى عند الباشا.. شوية فلوس واهتمام يريح بيه ضميره ، دخلنى مع ابنه نفس المدارس يمكن عشان يعذبنى اكتر ويعرفنى الفرق الكبير اللى بينا ، الفرق بين ابن سواق غلبان وابن سفير او محافظ او وزير ..كنت طول الوقت بشوف ادهم مع ابوه ودمى يتحرق اكتر ليه ابويا مات وسابنى ..رغم ان ابوه هوا اللى كان مفروض يموت ” تراجع وهو يتنهد قائلا ” ولما قدمنا لكلية الشرطة انا اترفضت وهوا اتقبل طبعا ما سليل عيلة الالفى مستحيل يترفض …كل ده استحملته يا ندى ..لحد ما قابلتك وفعلا حبيتك كنتى الحاجة الوحيدة اللى خرجتنى من حالة الحقد والغل اللى عشت بيها طول عمرى نا حية اى حد شبه ادهم او ابوه …وفى اليوم اللى قررت فيه اعترفلك بمشاعرى لقيته هوا بيطلب منك الجواز ..“ واضاف وهو يهتف ويشير بسبابته فى غضب ” من بين كل بنات الدنيا عاوز يتجوز حبيبتى ..عايز ياخد كل حاجة زى ما تعود مشيت ساعتها وجوايا نار بتاكل اى حاجة قدامها ”
قالت ندى فى تعب ” وحاولت تقتله ”
قال فى حدة ” اه وحاولت اقتله عشان حبيتك بجد وما تخيلتش انه ياخدك انتى كمان مع كل حاجة بياخدها ”
تاملته ندى فى صدمة وقالت فى خفوت ” انت مريض …مريض فعلا ومحتاج تتعالج ” واعطته ظهرها لتواصل ” ورجعت بعد فترة عشان تهد كل حاجة بينى وبينه مش عشان بتحبنى زى ما كدبت عليا ”
حاول ان يضع يده على كتفها فتملصت منه فى اشمئئزاز فقال وهو ينظر الى كفه المعلق فى الهواء ” حبيت ارجع حقى يا ندى ..انت حقى ..الفيلا دى سبتك تختارى كل حاجة فيها عشان هنتجوز هنا ”
استدارت لتدفعه فى صدره وهى تصرخ ” فوق بقا من جنانك ده …انا متجوزة ..متجوزة ادهم ..ومش هسيبه ابدا حتى لو على جثتى ..وانت مش متجوز مرام ولا ناوى تطلقها هيا كمان ومش فارقة معاك تكون ضحية جديدة من ضحاياك ”
رد فى برود عجيب وهو يمسك كفيها من على صدره ” مستحيل اسيب مرام ابدا ..انتى مش هتقدرى تفهمى ابدا طبيعة علاقتى بيها ولا مشاعرى ناحيتها ..بس ادهم حكايتك معاه هتخلص لحد كدة”
افلتت كفيها من بين قبضتيه وصرخت فى تحد ” قولتلك مش هسيبه ..انا بحبه ..بعشقه ..مفيش راجل بالنسبالى قبله ولا بعده ..مش هسيب ادهم مش هسيبه ”
دفعها بقوة وقال فى شر ” انتى مش هتسيبيه يا حببتى ..هوا اللى هيسبك لما يعرف انك هربتى قبل الفرح باسبوع ”
صرخت وهى تقول من بين اسنانها ” حقير …انت فاكر ان ادهم هيصدقك …ادهم بيثق فيا ..وكلها كام ساعة وهتلاقيه قدامك هنا ومش هيرحمك ابدا على عملتك دى ..اوعى تكون فاكر يا مسكين انه مش هيقدر يوصلى هنا ..ولا فاكر انه هيصدق لعبتك المرة دى زى لعبة الصور ”
صمت للحظات وقال فى حيرة ” صور ايه ؟؟“
رمقته بازدراء وقالت ” مش عارف صور ايه ..الصور اللى صورتهالى واحنا مع بعض وكنت عاوز تهد بيها كل حاجة ولسوء حظك القدر قربنا بيها مبعدناش ”
تاملها للحظات فى دهشة وقال ” بقولك معرفش بتتكلمى عن ايه اصلا ”
************************************************************************
” حمد لله ع السلامة ياسيادة الرائد ” قالها اللواء مختار لادهم الذى حاول ان يعتدل جالسا لمجرد ان رآه وقال ” الله يسلمك يا فندم ..دى اصابة بسيطة ”
جلس مختار على الكرسى المجاور لفراشه وقال ” متتعودتش تجازف بحياتك بالشكل ده تانى مش كل مرة تسلم الجرة يا ادهم ..قالولى ان بعد مرتضى ما هرب ومعاه خمسة من رجالته انت طارته لوحدك ..افهم بقا ليه ؟؟“
تنهد ادهم قائلا ” ساعة ما هاجمناهم العدد بتاعهم كان اكتر مننا يا فندم وده اللى مرتضى استغله ..حاول يستغل القوة اللى هاجمت بالمسلحين اللى كانو معاه عشان يهرب هوا برة البلد ..اديتى اوامرى للنقيب فؤاد يفضل هوا مع القوة ويقبضو على الموجودين ..وانا طاردت مرتضى واللى معاه ”
قال مرتضى وهو يميل اليه ” لوحدك يا ادهم ”
تنحنح ادهم وقال ” وده خدمنى جدا ..لان ده خلاهم يفتكرو انهم الاقوى فبدل ما هربو اشتبكو معايا بشكل مباشر ”
تراجع مختار وهو يقول ” انت مجنون …“
قال ادهم بابتسامة ” او يمكن واثق فى قدراتى يا فندم …حضرتك ناسى انى مدرب على اعلى مستوى قبل ما ادخل الادارة ”
شبك مختار كفيه ببعضهما وهو يقول ” مش عارف اقولك ايه ..بس اتمنى تكون قادر تميز بين الشجاعة والتهور …وانا حاسس ان هيكون ليك مستقبل هايل معانا فى الادراة ”
قال ادهم فى ثقة ” دى مجرد بداية يا فندم ..مرتضى مجرد خيط من خيوط كترة بتترمى قدامنا عشان منشوفش العنكبوت الكبير اللى بنسجها ”
رفع مختار حاجبه قائلا ” تقصد ايه يا ادهم ”
ابتسم قائلا ” مجرد فكرة يا فندم فى دماغى واول ما اوصل واجمع الخيوط هتكون كل حاجة قدام حضرتك ”
”حمد لله ع السلامة ” قالها صوت انثوى رقيق للغاية فالتفت ادهم ومختار اليه فوجدا فتاة شقراء الشعر زرقاء العينين تقف مرتدية معطفها الابيض وعلى ثغرها ابتسامة خلابة ، رد ادهم ابتسامتها بابتسامة ممتنة وهو يقول“ الله يسلمك ” ، دقق مختار النظر فيها قليلا وقال وهويضيق عينيه ” حاسس انى شوفتك قبل كدة ”
تولى ادهم الرد عنها وقال ” دى دكتورة سلمى بنت اللوا مصطفى محفوظ يا فندم ” نهض مختار ليصافحها فى حرارة قائلا ” سلمى كبرتى وبقيتى دكتورة زى القمر ماشاء الله ”
احمر وجه سلمى وبعد تحيات وسلامات وحديث قصير عن ذكرياته مع والدها الراحل انصرف مختار تاركا اياها لتفحص مريضها .
اقتربت منه وهى تقول ” اخبارك ايه دلوقتى ”
رفع ادهم طرفه اليها قائلا ” احسن كتير ..تعبتك معايا ”
ابتسمت وهى تمسك بيده وتقيس نبضه قائلة ” لاتعب ولا حاجة ده شغلى ” واضافت وهى تترك يده ” وبعدين انت نسيت انت عملت معايا ايه قبل كدة ..اهى فرصتنا نردلك الجميل ”
هز كتفه وهو يبتسم بدوره قائلا ” ده شغلى ”
ضحكت من طريقته وهى تقول ” لا وقتها مكنش شغلك خالص ”
عاينت سلمى الجرح من جديد وهى تقول ” الحمد لله ..الجرح كوبس ..اسبوع بالظبط وتقدر تخرج ”
ضحك ادهم قائلا ” اسبوع ايه ..انتى بتسمى دى اصابة …نص ساعة بالظبط وهخرج من هنا ”
قطبت سلمى حاجبيها فى دهشة وقالت ” لا طبعا مش هينفع ..انت صحيح بنيانك وجسمك قوى ماشاء الله ..بس ده مش معناه انك تحمل عليه ”
هز ادهم رأسه قائلا فى لطف ” اطمنى يا دكتورة انا لو حاسس انى المفروض استنى كنت استنيت ”
عقدت سلمى ساعديها وهى تقول فى قلق ” طيب بما انك عنيد جدا كدة ممكن اطلبها منك بشكل شخصى انك تفضل هنا لحد بكرة لصبح على الاقل ” ، لا تدرى لماذا شعرت بندم بعد نطقها لتلك الكلمة وتمنت لو سحبتها على الفور ولكنه ابتسم وقال فى بساطة ” والله لو بشكل شخصى انا معنديش مشكلة بس لبكرة الصبح بس ”
احمر وجهها بقدر ما شعرت من سعادة لاستجابته لرغبتها وحين احست بارتباكها غادرت الغرفة وهى تقول ” طيب لو فيه مشكلة هتكلمنى من التليفون اللى جنبك ده ..واشوفك بكرة الصبح ” دقق النظر فى عينيها للحظات فارتبكت اكثر ، ذكرته عينيها بعينى ندى الصافيتين الزرقاوين فابتسم ، فخرجت سلمى بسرعة واخذت تتلصص النظر اليه عبر النافذة الشفافة لغرفته دون ان ينتبه اليها ، تذكرت لقاءها الاول به منذ عامين تقريبا ، فرغم انها لم تلقاه سوى هذه المرة الا انه كان لقاءا غير عاديا ، فقد تعرضت سلمى للاختطاف من قبل عصابة للضغط على ابيها للافراج عن زعيمها ، كانت سلمى فى منزلها حين هاجموها وحيدة وحين دخل والدها اطلقو النار على كتفه وفرو بها وقامو بعد ذلك بتهديده بقتل ابنته ان لم يفرج عن زعيمهم ، لم تنسى سلمى ابدا تلك الليلة التى قضتها فى الحجرة التى خصصها لها هؤلاء المجرمون ، ورغم خوفها وهلعها الا ان والدها قد انشاها على الايظهر خوفها ابدا ، كانت ابنته الوحيدة ولذا فقد انٍشاها ورباها وعلمها بعضا من الفنون القتالية لتستطيع الدفاع عن نفسها ، ولكن ليس لها حيلة فى استخدامها امام هؤلاء المجرمين ، ظلت جالسة على طرف فراشها حين دخل اليها رجلان يحمل كل منهما سلاحا بيده وهى تحدق فيهم بثبات وسخرية فقال احدهم ” انتى مش خايفة يا بت انتى ؟؟…“
نهضت وهى تتنهد وتقول فى ثقة ” اللى خايف هو اللى شايل مسدس فى وش بنت خاطفها وبيهدد بيها ابوها ”
نظر لها الرجل من رأسها الى اخمص قدمها وقال لزميله ” والله خسارة نرجعها لابوها ”
واضاف وهو يقترب منها ويتطلع اليها فى وقاحة ” ده احنا مبيبقاش عندنا نظر حتى ”
تراجعت سلمى وتأهبت للدفاع عن نفسها حتى آخر نفس وضربت ذراعه قائلة ” اوعى حد فيكو يفكر مجرد تفكير انه يلمس شعرة واحدة منى ”
ضحك الرجل فى سخرية وهو يقول ” هتعمليلنا ايه بقا ..قوليلنا لحسن بنخاف ”
لم تردسلمى وشعرت بمن يجذبها بقوة تجاهه وهو يقول ” جرب وانت تشوف بنفسك ”
لم تخف سلمى دهشتها من ذلك الذى جذبها الى جواره وهو يحمل مسدسه ويصوبه اليهما ، والجمتهما الدهشة عن النطق للحظات وهما يتطلعان الى شاب على ثغره ابتسامة واثقة وهو يقول فى هدوء لا يلائم الموقف ” مساء الخير يا دكتورة ”
حدقت به سلمى من جديد وهدوءه خيل لها انه معتوه ، نظق احد الرجلين فى ارتباك ” انت مين ووصلت هنا ازاى ”
ضحك قائلا ” انا مين ؟؟…ملكش فيه ..وصلت هنا ازاى على رجليا ”
استشاط الرجل غضبا وقال وهو يصرخ بزميله ” اللى تحت دول طلعوه ازاى ”
رد ادهم فى سخرية ” قصدك الاربع تيران الل تحت دول ..بص من الشباك وانت تعرف ”
اتجه الرجل الى النافذة ويده لاتفارق سلاحه حتى شهق وهو ينظر الى رجاله قائلا ” اه يا بن ال…“
هز ادهم رأسه قائلا ” كدة انت غلطت وانا زعلت منك وانا لما بزعل …“ لم يكمل جملته اذ اطلق رصاصتين فى سرعة مطيحا بسلاحهما ووثب قبل ان يتحررا من عامل الدهشة ليركل الاول فى صدره بقوة ويعاجل الثانى بلكمة قوية حطمت انفه ، وقبل ان يسترد الاثنين وعيهماا بما حدث كان ادهم يلقى بسلاحهما جانبا ، ويسدد سلاحه تجاهمهما وهو يقول موجها نظره الى سلمى ” معلش يا دكتورة هتعبك معانا ممكن الحبل اللى هناك ده ” كانت سلمى تتابع ما يحدث فى دهشة حتى انها لم تنتبه الى ما طلبه منها فكرر ما قاله عليها فقيدهم جيدا قبل ان يقول ” معلش بقا مضطرين نمشى عندنا مواعيد مهمة ”
كانت سلمى لازالت على ذهولها فاخذ ادهم بذراعها وهو يقول فى حسم ” يالا بينا ”
وبمجرد ان غادرا الفيلا التى كانت فيها ونظرت سلمى الى الرجال الملقين ارضا وفاقدى الوعى حتى توقفت ونظرت الى ادهم قائلة ” انت مين بالظبط ؟؟“
ضحك ادهم وهو يضع يده فى خصره قائلا ” يعنى بعد ما جيت وخلصتك من المجرمين دول هكون ايه يعنى ”
طالعته سلمى بتمعن وقالت ” ظابط ..انت ظابط …مش المفروض لو انت كدة يكون فيه قوة معاك ”
تنهد ادهم قائلا ” لا ماهو لو هنقعد نشرح يبقا هنفضل هنا لاخر الليل ”
واخرج هاتفه وهو يتصل برقم واعطاها الهاتف قائلا ” اكيد عارفة صوت باباكى ”
جاءها بالفعل صوت والدها عبر الهاتف قائلا ” اسمعى كلام ادهم ياسلمى ونفذيه بالحرف الواحد ”
وقبل ان تنهى المكالمة كان ادهم يضع الكارنيه الخاص به امام عينيها وهو يبتسم قائلا ” ده عشان سؤالك التانى اللى لسة هتسأليه واش عرفنى انك هوا ؟؟“
ضحكت سلمى وهى تقول ” انت ادهم ؟؟…معقول ..بابا على طول بيتكلم عنك ”
قال وهو يتجه الى سيارته ويفتح الباب ” اتفضلى بس وهفهمك كل حاجة فى السكة ”
شرح لها ادهم علاقته القوية بوالدها فهو استاذه ومثله الاعلى ، واخبرها بان هؤلاء المجرمين قد اصابوه قبل ان يغادر المنزل فاضطر هو للاتصال به لوضع خطة لا عادتها دون ان يضطر للرضوخ لشروطهم ، وقد خشى والدها من اصطحاب قوة معه حتى لايستشعر بها هؤلاء باى طريقة ويتخلصو منها ، فاوقفته سلمى عند هذه النقطة قائلة ” عايز تفهمنى ان بابا قرريواجه كل دول بيك لوحدك …ليه ادهم صبرى جضرتك ”
نظر لها ادهم للحظات ومالبث ان ضحك قائلا ” على فكرة لو بتقرى الروايات دى فعلا كنتى هتعرفى ان ادهم صبرى قوته الحقيقية كانت فى عقله مش فى عضلاته ..ممكن حد قدراته تكون عالية جدا بس لا بيعرف يوجهها ولا يحطها فى مكانها الصح فبتبقى زى قلتها ..وحد تانى قدراته بتكون عادية بس حاسب كل خطوة وكل فعل وردة فعل فطبيعى ان العقل فى الاخر هوا اللى بيكسب ”
تنحنحت سلمى وقالت فى احراج وقالت ” انا مقصدتش ان استقل بيك ابدا بالعكس اللى انا شوفته بياكد ان بابا ثقته فيك كانت فى محلها ”
قال ادهم فى بساطة ” مش للدرجة اللى انتى متخيلاها ..دول شوية بلطجية ماجورين وسكرانين كمان يعنى لا عندهم لياقة ولا هما متدربين وساعة الخطر كل واحد هيفضل يهرب بحياته …ووالدك كان عنده حق لان لو كنت اصطحبت معايا القوة وحصل اى غلطة من اى عسكرى حياتك كانت هتكون هيا التمن ”
ونظر فى ساعته قائلا ” حاليا القوة اقتحمت المكان وزمان كل الموجودين اتقبض عليهم ”
مالت اليه سلمى وقالت فى اهتمام ” وعرفت المكان اللى اتخطفت فيه ازاى ؟؟؟“
ابتسم ادهم دون ان ينظر لها قائلا ” ده سر المهنة ”
لم تعبا سلمى بفضولها وتاملت ملامحه الجذابه على ضوء القمر ، سمعت كثيرا عنه من حديث والدها ولكنها لم تتخيل ان تكون الصورة اجمل من الخيال الى هذا الحد .
عادت تتأمله من جديد من خلال النافذة الزجاجية وعلى ثغرها ابتسامة هادئة ما لبثت ان تلاشت تدريجيا وهى تلوم نفسها وتتساءل ماهذا الذى تفعله ؟؟، انها الان فى السابعة والعشرين ، كيف تفكر هكذ كمراهقة وتنجذب بسهولة اليه ؟؟، ولكن هذه المشاعر التى تتسلل اليها بخلسة لذيذة بشكل مغر للتهور اكثر ، الم يئن لقلبها ان يعرف مذاقها ، الم يحن له ان يخفق اخيرا بلا مقاومة ، القت عليه نظرة اخيرة وهو يحاول النهوض من على الفراش وهى تردد فى نفسها ، ان لم يخفق من اجل هذا فمن اجل من يخفق ، انه يستحق قلبها وبجدارة ، مثله لا يحتاج اكثر من مرة ليحرك مشاعرها ، مثله خلق هكذا لكى يعشق من المرة الاولى 





Source link

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى