رواية خيوط القدر الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سارة المصري – تحميل الرواية pdf

رواية خيوط القدر الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم سارة المصري
الفصل السادس والثلاثون
تامل عمر ياسمين الراقدة فى غيبوبتها فى حزن وهو يعود بذاكرته لشهور مضت يوم ان علم بمرضها الذى اخفته عنه لفترة ، كان لازل يحيا على احزانه على فراق شقيقته بعد مرور اربعة اشهر كاملة ، كان شاردا فى حزنه هذا اليوم وهو يفكر فى ندى ابنته وشقيقته الصغرى ومودع اسراره التى ماتت فى لحظة يأس من كل شىء ، استغرق يومها فى حزنه عليها كالمعتاد ولم يشعر بطبيب من زملاءه بالمشفى وهو يدلف الى غرفته ، وحين انتبه اليه وبدأ محمود زميله فى تبادل حوارا عاديا استشعر عمر ان محمود يرغب فى البوح بأمر ويدور حوله كثيرا فقال فى نفاذ صير ” دكتور محمود انا تعبان جدا لو حضرتك عاوز تقول حاجة قول على طول ”
ازدرد محمود ريقه وتململ للحظات قبل ان يقول ” عمر انت ملاحظتش حاجة على ياسمين الفترة اللى فاتت ”
التفت له عمر فجاة وقال فى شر ” افندم ..تقصد ايه انت ؟؟“
رفع محمود كفه بسرعة قائلا ” لا والله مقصدش حاجة غلط ..لا سمح الله ”
عمر قد نفذت طاقته باكملها من بعد موت اخته فقال وهو يغمض عينيه ” محمود يا تتكلم على طول يا تتفضل …قولتلك تعبان ”
فى تردد وضع محمود ملفا على مكتب عمر فرفع عمر رأسه فى استفهام عنه فقال محمود ” ياسمين الشهر اللى فات اغمى عليها كذا مرة …بس مكانتش بتهتم كانت بتقول ان ده ممكن يكون حزن او زعل عشان ندى ..بس آخر مرة كانت تعبانة فعلا واضطرينا نعملها تحاليل والنتيجة كانت ….“
نهض عمر بسرعة وامسك بقميص محمود فى هلع وبعدها تركه ونظر الى الاوراق امامه ، وطالعها فى ذعر ، كيف يكون القدر بهذه القسوة ، سيخسر ياسمين ايضا بعد ان اصبحت له كل شىء ، سيخسرها بعد ان ربح معها معركتهما مع الحياة وتمكن حبهما من اثبات قوته وارادته للعالم ، كيف ؟؟، قاوم دمعته وقال فى لوعة وهو ينظر لمحمود ” هيا فين ؟؟“
همس محمود فى اشفاق ” عمر ”
واصل عمر وهو يطوى ورقة من التحاليل بيده ” عرفت ولا لسة ؟؟“
لم ينتظر رد محمود هذه المرة خرج ليبحث عنها بنفسه فى كل مكان بالمشفى وهو غير مصدق انها كانت تتألم طيلة الفترة الماضة وهو لايشعر بها ، علم انها عادت الى المنزل ، فعاد بدوره ، وجدها هناك تقف بجوار احدى النوافذ تتامل الدنيا فى حزن ، تتاملها بنظرة ظن انها انتهت من عينيها ، نظرة فقدان الامل فى الحياة وكل شىء ، نظرة وداع أخيرة ، حين شعرت بوجوده التفتت اليه بعينين تجمدت فيهما الدموع، قرأ فيهما الفراق الذى تخشاه وليس له ولا لها اى قدرة على دفعه ، ابتسمت له فى حزن ودمعة سالت من عينه ونظراته الحزينة انبأتها بانه علم كل شىء ، اندفعا معا فى نفس اللحظة ليلتقيان فى عناق حار بدون كلمة واحدة ، كان يضمها بقوة وبكل حواسه كاأنه يريد ان يدفع الموت عنها او يشاركها المصير ذاته ، لا يدرى احدهما كم مر من الوقت وهما هكذا فحين يلتقيان دوما يتوقف الزمن من حوليهما، افلتت نفسها من بين ذراعيه بصعوبة ونظرت الى عينيه الدامعتين وهى تضع وجهه بين كفيها وتقول بابتسامة حزينة ” عمر ” تناول يدها من على جانب وجهه وقبل اناملها فى رقة وهو يحاول ان يشيح بوجهه ليخفى المه فقالت فى صوت حاولت جعله متوازن ” عمر حبيبى..بصلى ..انا عشت معاك اجمل لحظات حياتى ..حياتى كلها اصلا هيا الايام اللى قضتها معاك ..انت خلتنى احس انى انسانة ..قربت منى وقت كل الناس ما بعدت ..انت كل اهلى …انت حياتى وحبيبى واجمل حاجة انا حسيت بيها .انا مكتفية بكل لحظة انا عشتها معاك لانها بتسوالى عمر بحاله ”
مسحت دمعه من عينيها قائلة ” اللى مزعلنى هوا زعلك انت ..بس غصب عنى يا حبيبى ..سامحنى ”
احتواها عمر بين ذراعيه قائلا ” انتى اجمل حاجة فى حياتى يا ياسمين لازم نتمسك بالامل للاخر ..رحمة ربنا فوق كل قوانين الطب والعلم ”
ضمته أكثر وقالت ” انا مستسلمة لقدرى يا عمر ايا كان ومش متضايقة مفيش حاجة واجعانى غير انك هتوحشنى اوى ”
لم يعد هناك كلمة بداخله لينطق بها ، لم يعد لديه ما يطمئنها به او بالاحرى يطمئن روحه ، يعلم كطبب انه لا امل على الاطلاق وانها مسألة شهور وربما ايام وتنتهى ياسمين من حياته، بعد كل مامرت به من الم حين تهم بالتقاط بعضا من السعادة تحرم منه ، لقد عاشا معا ملحمة حب خالصة استمتعا معا فيها بكل لحظة حتى باوجاعها ، لماذا لا تتواصل خيوط القدر ابدا لتكمل قصتهما ، لماذا تتمزق هكذا على هذا النحو القاسى ؟؟.
” عمر …عمر ” انتبه عمر على صوت اخرجه من افكاره فالتفت ليجد ريم خلفه ، قالت وهى تضع يدها فى جيب معطفها ” اخبارها ايه دلوفتى ”
تنهد فى حزن قائلا ” زى ما هيا ” اطرقت ريم فى حزن وقالت ” عمر ممكن لحظة ..هستناك برة ” هز عمر رأسه والقى على ياسمين نظرة وخرج الى ريم التى وقفت فى انتظاره وقد بدا عليها الارتباك وهى تقول فى تردد“ عمر انا عاوزة اقولك على حاجة ”
لم يبد عمر ادنى اهتمام وكأن الحزن قد افقده قدرته على الكلام او كانه لم يعد يهتم بمعرفة اى شىء عن الدنيا فدنياه امامه ، احداهما ماتت والاخرى تحتضر ، وان رفض الاعتراف فجزء منه يعرف ويتيقن انها مسألة وقت ليس اكثر ليشيع حبه الى مثواه الاخير ، نظرت ريم الى الاعلى وعضت على شفتها قبل ان ترفع رأسها وتقول ” عمر …انتو متاكدين ان ندى ماتت ؟؟“
ضيق عمر عينيه قائلا ” قصدك ايه ؟؟“
ردت وهى تفرك يدها فى توتر ، تخشى ان تعلقه بامل زائف ” انا هحكيلك اللى شوفته بالظبط ..انا كنت فى اجازة مع جوزى فى اسكندرية ونزلنا فى فندق متعودين ننزله دايما ..وبمجرد ما دخلنا الاوضة كان فيه بنت من الهاوس كيبنح موجودة ” كان عمر يستمع اليها فى ملل قطعه وهو يزفر قائلا ” ريم انا مش فاهم علاقة ندى بكل ده ايه ؟؟“
قالت بعد تردد دام للحظات ” البنت اللى انا شوفتها دى كانت ندى يا عمر ”
تراجع عمر خطوة فى ذهول وقال ”ندى …ندى ازاى يعنى ..اكيد حد شبهها مش اكتر ”
زمرت ريم شفتيها قالت ” انا بحكيلك اللى شوفته وكمان هيا اول ما شافتنى اتوترت ومشيت وملحقتش حتى اتكلم معاها ”
حك عمر ذقنه بسبابته فى تفكير وقال محاولا مجاراتها ليس اكثر ” وندى هتشتغل فى الهاوس كيبنح برضه ” وتابع وهو يقول فى ترقب ” وانتى مكلمتيهاش ليه ..هيا اصلا عارفاكى لو شافتك كانت هتتكلم معاكى ”
مالت برأسها الى اليمين وقالت ” عمر بقولك اول ما شافتنى مشيت على طول وملحقتش اتكلم معاها ..زى ماتكون مش عايزانى اشوفها ”
لوح عمر بكفه قائلا ” ممكن تكون مجرد شبيهة مش اكتر ”
هزت ريم كتفيها قائلة ” ممكن ” واضافت وهى تحاول اعتصار ذهنها وتشير باصبعها كانها ترسم ملامحها ” بس شبه للدرجة دى ..نفس الطول الملامح الجسم حتى المشية ..لو كانت قالت اى كلمة كنت اتاكدت من صوتها ”
ابتسم عمر فى حزن قائلا ” لو كانت ندى عمرها ماكانت تستحمل تشتغل يوم واحد فى الهاوس كيبنح ده ابدا يا ريم ..على كل حال متشكر ”
طالعته ريم فى دهشة قائلة ” عمر انت مش هتحاول تتاكد ”
قال عمر وهو يذهب ” ربنا يسهل ”
وقفت ريم للحظات تتابعه وهزت رأسها وهى تقول ” مش ممكن ..دى ندى يا عمر ”
” كنتى بتقولى ايه ياريم ؟؟“
انتفضت ريم والتفتت الى مصدر الصوت لتجد لبنى والدة عمر تقف خلفها وتتابع فى ترقب ” انتى قولتى ندى ؟؟“
حكت ريم رأسها فى تردد فامسكت لبنى بكفها وقالت فى توسل ” ريم ..قولى كل اللى انتى تعرفيه ”
***********************************************
ذهبت لبنى الى عمر فى استراحة الاطباء فوجدته جالسا وهو يضع وجهه بين كفيه فى حزن فوقفت امامه قائلة ” عمر ..ناوى تعمل ايه بعد اللى سمعته من ريم ”
قال عمر فى لامبالاة ” هعمل ايه يعنى ”
نظرت له لبنى فى دهشة قائلة ” تعمل ايه ازاى ؟؟؟…بتقولك اختك عايشة وانت قاعد كدة ولا اى رد فعل ..دى ندى يا عمر ..ندى اللى طول عمرها حتة من قلبك ”
لم يرد عمر فامسكت لبنى بذراعه قائلة ” فهمنى مالك ..بقيت عامل كدة ليه ..كأنك واحد معرفوش ؟؟“
صرخ عمر ” ومن فينا بقا عارف نفسه ..انتى بقيتى عارفة نفسك ؟؟؟…ولا حتى ادهم ؟؟…ولا ندى اللى ماتت من غير ما تعرف الحقيقة كاملة ”
ضغطت امه على اسنانها قائلة ” مماتش مماتش ”
اشاح عمر بوجهه وهو يقول ” اسمعى يا امى ندى ماتت …انا ما صدقت اقدر استوعب ده واصدقه مش هعيش على وهم تانى وارجع اتوجع عليها من جديد ”
ادارت امه وجهه اليها وقالت ” الوهم اللى بتتكلم عنه ده ممكن يكون هوا الامل بالنسبالك ..جه الوقت اللى كلكو لازم تسمعونى فيه ” وتركته لتلتقط هاتفها قائلة ” ادهم كمان لازم يكون موجود ..لازم كل خيوط القدر اللى حاولنا نقطعها بكل طريقة عشان ندراى بيها الحقيقة نجمعها من جديد عشان ده الامل الوحيد اللى باقى ..ندى لازم تعرف انها اتخدعت ..صفوت خدعها وخدعنا كلنا ”
***************************************************************
لم يكن يعرف مبررا لتزايد ضربات قلبه كل ليله وفى هذا الموعد بالذات ، لا يعرف لما يشعر بها حوله فى تلك اللحظة وكانها تتحدث اليه وتضمه ، كان يشعر انها قريبة وان رائحتها تملأ انفه ، لا يعرف لما اصبح ينتظر هذا الشعور كل ليلة والتى تزيد بقينه بانها لازالت على قيد الحياة . رن جرس هاتفه برقم لبنى ففتح الكالمة وطلبت منه ان يأتى على وجه السرعة ، ظن ادهم ان ياسمين قد اقترب اجلها ، فنهض على الفور ليكون الى جوار صديقه فهو يعرف جيدا كيف هو الفراق وفى سيارته استرجع تلك الذكرى المؤلمة لاخر شىء جمعه بها (الجزء الجاى فلاش باك )
ضرب ايمن جرس فيلا ادهم فى عصبية واضحة وصرخ فى الخدم على غير عادته ليستدعى له اخيه ليقابله فورا وفى لحظات كان ادهم امامه بعد ان سمع صوت صراخه ، هم ان يحيه كعادته لولا ان توقف وهو يرى الغضب ينهش فى ملامحه ولكنه حاول ان يهدا قدر المستطاع ليستطيع مناقشة اخيه فقال ادهم فى قلق ” مالك يا ايمن فى ايه ؟؟..انت كويس ؟؟“
هز ايمن رأسه وهو يقترب من ادهم قائلا ” ادهم لما صفوت جه يعمل بيزنس معايا وانا سألتك وانت قولتلى ان مفيش اى حاجة شخصية هتدخل شغلى معاه حصل ولا لا ؟؟“
رد ادهم دون ان يفهم ما يرمى اليه اخاه قائلا ” ايوة حصل “
اشار ايمن بسبابته قائلا ” ولسة عند كلمتك ؟؟“
رد ادهم فى قلق ” فى ايه يا ايمن ماتتكلم على طول ”
اجاب ايمن ” صفوت عاوزنى ادخل معاه ضفقة خسرانة عشان اعوضه جزء من خسارته انت ايه رأيك ؟؟“
تنهد ادهم قائلا ” مجنون ده ولا ايه لا طبعا متوافقوش ..مش معنى انه خال ندى انه هيشيلنا قرفه وغبائه ..سيبه يشيل نتيجة افعاله ..انت اصلا بتسألنى ؟؟“
ابتسم ايمن قائلا ” ده اللى عايز اسمعه للاخر ”
عقد ادهم ساعديه قائلا ” قصدك ايه ؟؟؟؟“
تنهد ايمن وهو ينظر يمينا ويسار قائلا ” مراتك فين ؟؟“
رد ادهم ” عند والدتها من الصبح قالت انها تعبانة شوية ؟؟“
ابتسم ايمن فى سخرية قائلا ” والدتها ”
زفر ادهم فى نفاذ صبر قائلا ” ايمن فى ايه ..عمال تلف وتدور فى الكلام ما تتكلم على طول …صفوت قالك ايه بخصوص ندى ”
سار ايمن فى اتجاه كرسى واستند عليه بمرفقيه قائلا ” بيساومنى او بمعنى اصحى بيساومنى بيك ”
عقد ادهم حاجبيه فى دهشة فواصل ايمن ” عرفت انا ايه اللى خلا ابو ندى يتحمل خسارته قبل كدة ويشاركه ..وجاى دلوقتى بيلعب نفس اللعبة من جديد ”
هتف ادهم فى قلق ” ايمن اتكلم ”
واصل ايمن ” فيه سر ابو ندى ضحى بكل حاجة عشان ندى متعرفوش والسر ده مكنش يعرفه غير تلاته هوا وامها وصفوت”
وصل توتر ادهم الى الذروة ندى لم تعد تحتمل جرح واحد ،اى خدش هى حتى الان لم تتقبل بعد تشوه جسدها فماذ تخفى لها الحياة من جديد ، نظر ايمن الى الارض لحظات قائلا ” ندى تبقى ابنة غير شرعية يا ادهم ..ابوها جابها من غلطة غلطها مع ممرضة كانت عندهم زمان كانت بتعالج جده ولما طردوها بعتت لابوها وهيا بين الحياة والموت وندى عمرها وقتها كان سنة اعترفتله ان هيا بنته وبعدها ماتت …عملولها شهادة جديدة باسم لبنى وعاشت معاهم من غير ما تعرف بكل ده ..صفوت هدد حسام انه هيعرفها كل حاجة وهيقولها ان ندى مش بنت لبنى ..وعشان كدة حسام خسر كل حاجة من غير تفكير …انا بنفسى دورت على اى اثبات ان حسام اتجوز حد غير لبنى ملقتش ”
جلس ادهم على كرسييه فى صدمة واخذ يردد ” مستحيل ..مستحيل ..عمى حسام الله يرحمه مستحيل يعمل علاقة فى الحرام ” وهتف فى غضب ” صفوت ده كداب كداب ”
قال ايمن فى حزن ” انا برضه قلت كدة وهوا ورانى تحليل دى ان ايه كان عامله من فترة بيثبت فيه فعلا ان ندى مش بنت لبنى وقالى لو حابب تتأكد مش محتاج اكتر من شعرة من كل واحدة فيهم واكرر التحليل من جديد ”
أخذ ادهم يضرب على يد الكرسى فى توتر وهو يقول ” ازاى يا ايمن دى لبنى بتحب ندى جدا يمكن اكتر من عمر ”
هز ايمن رأسه قائلا ” الواحد لما بيربى كلب بيتعلق بيه ما بالك بانسانة من روح ودم عاشت معاها من وهيا عمرها وسنة ”
وضع ادهم رأسه بين كفيه فى حزن وقال ” ندى مش لازم تعرف يا ايمن ”
وضع ايمن يديه فى خصره قائلا ” ده معناه ايه ”
قال ادهم والصدمة لازالت مسيطرة عليه ” ندى مش لازم تعرف ابدا مهما كان التمن حتى لو اضطريت اقتله بايدى ”
قال ايمن فى عصبية ” تقتل مين يا ادهم انت اتجننت ”
نهض ادهم قائلا ” وندى لو جرالها حاجة انا هحرق الدنيا كلها باللى عليها ”
ـ وايه اللى هيخليها تروح منك
ـندى مبقتش حمل خدش حتى لو عرفت حاجة زى دى ممكن الصدمة تقضى عليها خالص
ـ انت بتبالغ
ـ وانت عايز ايه
ـ قولى انت عايز ايه ..اوافق على كلام الحيوان ده واقبل ابتزازه
ـ متحاولش تفهمنى ان المبلغ ده هيفرق مع مجموعة الالفى ..وعلى كل حال حسابى كله بكرة هيبقا تحت تصرفك اديله من فلوسى انا
ـ يا ادهم مش هيا دى القضية..انا لو وافقته المرة دى هيفضل طول عمره يبتزك انه يقولها ده اولا
ـ متخافش دى سيهالى انا هعرف اخد منه ضمانات متخلهوش ينطق بس اهم حاجة انه يطمن ويسكت دلوقتى ويدينى وقت اقدر افكر اتصرف معاه ازاى وثانيا بقا ايه ؟؟
قال ايمن وهو يحدق فى شقيقه بغضب ” مجموعة الالفى واسمها وسمعتها اى نعم خسارة زى دى مش هتفرق معانا بس اسمها خسارة وهتهز مركزنا فى السوق والناس كلها هتسأل نفسها ازاى بقيت بالغباء ةوالهبل اللى ادخل بيه صفقة زى دى
قال ادهم وهو لايعر الامر اى اهتمام ” كل حاجة بتاخد وقت وبتعدى ”
نظر ايمن الى اخيه وقد ضاق ذرعا من عدم اكتراثه وقال“ انت ازاى كدة بجد ؟؟؟…المجموعة دى والامبراطورية دى خدت منى عمرى كله ..مش بس كدة دى كانت التمن اللى دفعته قصاد الانسانة الوحيدة اللى حبتها واللى لسة بتعذب بيها لحد دلوقتى ..اللى اتحكم على قلبى من ساعتها ميعش لحظة سعادة واحدة ..انت مش عايز تتنازل ولو مرة واحدة بس لمجرد ان حبيتك هتزعل
تنفس ادهم فى عمق وقال ” كل دى كانت اختياراتك ..متجيش تلوم حد عليها انت اخترت تشتغل مع بابا ..واخترت تبعد عن حبيبتك بارادتك ..لكن انا لا ..انا مش هختار غير ندى وتغور اى حاجة فى الدنيا
ضحك ايمن فى هم وقال ” اختيارى ..انت بتتكلم بجد ؟؟..تعرف ايه انت عن الاختيار ..انا كنت الابن الكبير لابوك زرعنى فى الشغل من غير ما افكر هحبه ولا لا اختارلى الدراسة اللى تلائم المجال ده حتى يوم ما فكرت احب واختار حرمنى منها ..لكن انت …انت عملت كل اللى نفسك فيه ..مش عاوز تشتغل فى البيزنس تمام ..تدخل كلية شرطة ماشى …تتجوز البنت اللى بتحبها مفيش مشكلة ..لا عمرك اتغصبت ولا اتحرمت زيي ..بس لحد هنا وكفاية يا ادهم …لازم تتنازل وتضحى ولو لمرة ..ده لو سمينا دى تضحية اصلا ..وبعدين ندى سبب كل المشاكل من الاول وكفاية عليها اوى كدة ”
” انا ” قالتها ندى التى دخلت فجاة فنظر كل من ايمن وادهم الى بعضهما البعض ، حملت عينى ادهم رجاءابينما حملت عينى ايمن اصرار عجيبا ، تجاهلت ندى ادهم واقتربت من ايمن قائلة ” انا السبب فى كل حاجة ازاى يا يا ايمن ”
ابتسم ايمن فى تهكم قائلا ” عاوزة تعرفى بجد ..من اول احمد سليم اللى حاول يقتل ادهم عشان خاطرك وبعدين جه يضربنا فى السوق وصورك فيديو كان ممكن يفضحنا بيه ولا خالك ” وضحك قائلا ” ولا بلاش خالك دى ”
هتف ادهم فى غضب ” ايمن كفاية ”
قالت ندى فى ترقب ” عمل ايه خالى ” ضغط ايمن على شفته وقال ” مش خالك ”
هنا امسك ادهم بذراع اخيه وهو يهتف فى غضب ” ايمن كلمة زيادة ولا هتيقا اخويا ولا اعرفك ”
لوح ايمن بكفه الاخر وقال ” بجملة المشاكل اللى بتيجى من تحت راسها ..نخسر بعض كمان ”
وقفت ندى امامه قائلة ” ايمن كلمنى ..ميبقاش خالى ازاى ؟؟؟“
هنا قال ايمن ” البيه جاى يساومنى بيكى ..نفس السر اللى ساوم عليه ابوكى وخسره كل حاجة ..انتى ابنة غير شرعية يا ندى ..جيتى بعد غلطة لابوكى مع ممرضة ”
دفعه ادهم قائلا ” بس بقا كفاية ”
قالت ندى وهى لم تستوعب الكلمات بعد ” انت بتقول ايه ؟؟“ واتجهت الى ادهم امسكت بذراعه وهى تتمسك بامل اخير ” ادهم قول ان الكلام ده مش حقيقى ..قول انا مش بنت حرام ..قول ان ايمن مش بيرتحلى وبيقول اى كلام ”
قال ايمن بسرعة ” ايه عايزاه يكدب عشان يريحك ..روحى اسالى خالك ووالدتك او اللى انتى بتعتبريهم كدة ”
هنا دفعه ادهم من جديد وهو يقول ” اطلع برة يا ايمن من النهاردة انا مليش اخوات ”
نظر له ايمن وهو يقبض على كفه قائلا ” همشى يا ادهم ..واسف لو فكرت لمرة انك تشيل معابا..ويلا بقا بجملة الخساير اللى بنخسرها من تحت راس الهانم هنخسر بعض كمان ” قالها وهو يغادر المكان وندم غريب يسيطر عليه وشعور حاول انكاره طيلة الوقت يراوده ويفرض نفسه هل شعر بالغيرة من اخيه ، لقد حاول اخفاء هذا الشعور دوما وقاتل من اجل اثبات العكس ، دافع عن اخيه دوما وحاول اعطاءه كل ما سلب منه هو ، لم يتمنى ان يعيش لحظة مما عاشها هو ، لم يتمنى ان يقضى عمره حرقة وندما على حبيبته كما هو حاله ، ماذا فعل به ماذا فعل ؟؟؟“
**************************************************
قبل عمر كف امه فى رقة وهو يقول ” الف سلامة عليكى يا حبيبتى ” مسحت امه على رأسه وهى تقول ” الله يسلمك يا حبيبى ”
احتضن كفها بيديه قائلا ” لسة زعلانة منى ؟؟؟“
ضمته امه الى صدرها قائلة ” مفيش ام بتزعل من ضناها يا عمر ..مادام انت مبسوط فى حياتك وباختيارك خلاص ”
نهض عمر من جوارها قائلا ” طيب ممكن اطمع فى شوية رضا زيادة ” طالعته امه فى تعجب فواصل وهو يتجه للباب ” ياسمين برة وعاوزة تطمن عليكى …ممكن ادخلها ”
زمرت امه شفتيها للحظات فقال عمر فى احباط ” لو مش عايزة بلاش ”
تمعنت امه فى وجهه قليلا قبل ان تقول ” ومش هتزعل على زعلها ؟؟“
ابتسم وقال فى ثقة ” ياسمين بتقدر كل حاجة ومش هتزعل ”
ـ للدرجادى بتحبها
هز كتفه قائلا ” واكتر من كدة ..هيا كمان يا ماما بتحبنى جدا وبتحبك انتى كمان ”
تنهدت امه قائلة ” دخلها يا عمر الظاهر مبقاش فيه فايدة خلاص مادام اختيارك مريحك يبقا انا كمان هحاول افرحلك”
قطب عمر حاجبيه قائلا ” برضه يا ماما ..مفيش فايدة فى ايه بالظبط ..انا اهو قدامك عايش مرتاح ايه اللى ناقصنى ”
توترت لبنى ووضعت يدها على صدرها للحظات وقالت ” قلبى مقبوض يا عمر مش عارفة ليه ..ندى اختك مش مطمنة عليها ”
قبل عمر رأسها قائلا ”ندى كانت لسة هنا من شوية وكويسة خالص .. انتى بس تعبانة شوية يا ست الكل ..انا هروح انده لياسمين ”
واحضر عمر ياسمين التى اقتربت تصافح لبنى فى حذر وتردد وهى تتبادل النظرات مع عمر الذى كان يبتسم ليشجعها ، تفاجئت ياسمين بلبنى تضمها الى صدرها قائلة ” انتى من النهاردة بنتى يا ياسمين زى ندى بالظبط ”
ضمتها ياسمين فى تأثر وقالت ” ربنا يخليكى لينا دايما ”
تابعها عمر فى سعادة قبل ان يقول فى مرح ” انتو هتقلبوها دراما ليه ..يلا ياسمين انا اصلا غلطان انى جيتك …يلا من هنا مش طالبه نكد ”
قالت امه وهى تتصنع الغضب ” يلا انت من هنا ياسمين دلوقتى بقت بنتى زى ندى بالظبط ”
” مش لما ندى تبقى بنتك الاول ”
التفت الجميع الى ندى التى كانت تلهث بشدة وتنتفض ومن خلفها كان يقف ادهم والقلق باديا على وجهه وهو يسلط نظره عليها فى اهتمام وخوف واضح وكأنه يتحفز لما سيحدث ، قال عمر ظنا منها انها تمزح ” هنبتديها غيرة ولا ايه ؟؟…كلنا عارفين ان ماما مستحيل تحب حد قدك ” تجاهلت ندى الجميع ونظرت الى لبنى للحظات تتامل ملامحها الحنون تستعرض كل لحظة فى عمرها معها حنانها وعطفها قسوتها كل شىء ، اقتربت فى خوف كانت تريد الحقيقة وتخشاها فى الوقت ذاته قالت بصوت متحشرج ” انتى مش امى ؟؟؟“
شهقت لبنى فى خوف وازدردت ريقها ونظرت للاسفل لحظات ولكنها عادت لترفع رأسها من جديد قائلة ” ايه اللى بتقوليه ده يا ندى ؟؟“
لهجتها المرتبكة كانت اكبر دليل على كذبها ، احتضنت ندى نفسها تقاوم تلك البرودة اللعينة وهى تقترب من لبنى اكثر وتقول فى خفوت ” انتى مش امى ”
تنفست لبنى فى عمق وهى تحاول الفرار من نظرات ندى حينها قال عمر وهو يبدل النظر بينها وبين ادهم فى قلق ” ندى حبيبتى مالك ”
التفتت له ندى اليه واقتربت منه وامسكت بذراعه قائلة وهى تنتحب ” عمر ..عمر يبقالى ايه …هوا كمان مش اخويا ” اتسعت حدقتى عمر فى دهشة مشوبة بهلع على حالة اخته وضمها اليه وهو ينظر الى ادهم قائلا ندى مالها يا ادهم ”
نهضت ياسمين محاولة التماسك بدورها وهى تقترب من ندى التى تخلصت من ذراعى اخيها وهى تصرخ ” قوليلى انى مش بنتك ..قولى انا خلاص عرفت السر اللى انتو خبتوه ” تحاملت لبنى على نفسها ونهضت فى ضعف قائلة ” لا ياندى ..انتى بنتى ومحدش فى الدنيا يقدر يقول غير كدة ..انا صحيح مخلفتكيش بس ربيتك فى حضنى ..حبيتك زى عمر ويمكن اكتر ..انتى بنتى يا ندى بنتى انا مش بنتها ”
كانت تتمنى الايصدق خالها فى حرف واحد مما نطقه ، كانت تتمنى لو كذبت لبنى كل شىء وكانت ستصدقها هى ، تمنت لهذا الكابوس النهاية ، عادت كلمات ايمن تتردد فى أذن ندى من جديد ، شعرت بقدميها تخوران تحتها فلحقها ادهم قبل ان تسقط وضمها اليه بقوة ، بينما تسمر عمر فى مكانه كانه فقط السمع والبصر وعلت شهقات لبنى اكثر واكثر وهى تحاول قول اى شىء دون فائدة وياسمين وقفت فى حيرة وهى تقلب عينيها بين لبنى وندى وعمر من تواسى فيهم ، تشبثت ندى بادهم وقالت فى ضعف ” ارجوك خدنى من هنا ”
ضمها ادهم بقوة اكبر وهو يساندها ويغادر بها المكان ، اقتربت ياسمين من لبنى وضمتها وحاولت ان تساعدها على العودة للفراش ، اما عمر فظل متسمرا فى مكانه عدة دقائق وكانه لم يعد يرى ولا يسمع حتى نطق أخيرا بصعوبة واقترب من امه قائلا والصدمة تكسو وجهه وتلون نبراته ” ازاى ؟؟؟…ندى متبقاش بنتك ازاى ..ايه اللى خبتوه عننا ؟؟؟“
نظرت ياسمن الى لبنى فى اشفاق ثم الى عمر وهى تقول ” مش وقته يا عمر ”
اشار لها عمر بكفه لتصمت وواصل ” ردى عليا يا ماما ندى لو مش بنتك بنت مين ؟؟؟…وامها فين ؟؟..وليه عملتو كدة …ردى ارجوكى ”
استندت امه على كفيها وقالت ” هقولك يا عمر مادام عرفت يبقا خلاص مبقتش فارقة ” ، همت ياسمين ان تغادر فامسكت لبنى بكفها قائلة ” قولت خلاص مش فارقة …لو الدنيا كلها عرفت وندى هيا اللى معرفتش مكنش هيفرق معايا ” وواصلت وهى تتنهد بعمق ” وقتها كان عمرك صغير حوالى تلات سنين …كان فيه ممرضة هنا بتتابع حالة جدك وعايشة معانا بشكل دايم فى يوم اغمى عليها وجبتلها دكتور قال انها حامل ، واجهتها وهيا حلفت انها متجوزة ولما طلبت منها عقد الجواز رفضت فطردتها من البيت …حسام وقتها كان مسافر ولما رجع وملقهاش قوم الدنيا ومقعدهاش عشانها ” واضافت فى الم واضح ” وقتها استغربت وشكيت وشكى اتاكد لما لقيته بعد سنة داخل عليا بطفلة بيقول انها بنته ..كان منهار وبيعيط واعترفلى انه كان متجوز الممرضة فى السر وانى بعد ما طردتها هوا حاول يدور عليها بكل طريقة وملقهاش وخصوصا لما عرف انها حامل لحد ما هيا بعتتله يروحلها كانت تعبانة وبتموت ..ادتله البنت عشان مبقاش ليها حد غيره ..وفعلا ماتت ”
واطرقت رأسها مواصلة ” طبعا انا اتضايقت وثرت وسيبتله البيت وروحت لخالك حكتله على كل حاجة …وخالك طبعا مكنش هيضحى بشغله مع حسام عشان خاطرى اقترح يلم الموضوع …مادام خلاص الممرضة ماتت …مش لازم حد يعرف باللى حصل ..اقترح ان البنت تتكتب باسمى انا وخالك محى اى ورقة تخص جواز ابوك من الممرضة دى ووقتها ندى بقت بنتى على الورق ..ربتها وربنا عوضنى لانى مقدرتش اخلف بعد ما جبتك ابدا …والله حبيتها من اول يوم شفتها فيه ..والله عمرى ما حسيت ولو للحظة انها مش بنتى ” واضافت وهى تهتف فى بكاء ” ندى بنتى انا بنتى انا ”
ضمتها ياسمين فى رقة وتمنت لو نهضت وضمت عمر هو الاخر الذى تسمر فى مكانه يحاول استيعاب ما يحدث ، لم يستطع حتى مواساة امه او لوم ابيه ، كل ما فكر فيه ندى وكل الالم الذى تعرضت له وتتعرض له انها ارق وابرأ من ان تجرح من كل شخص هكذا وبكل طريقة ، لن تحتمل ندى هذه المرة لن تحتمل .
*******************************************
جلست ندى على الارض مستندة الى حافة الفراش وهى تضم ركبتيها الى صدرها وتحملق فى الفراغ والى جوارها جلس ادهم يمسح على شعرها فى حنان ويبدو انها لاتشعر بوجوده بل لا تشعر بالدنيا من حولها ، هى ترى كل حياتها تعرض امام عينيها وتتبدل بها كل الثوابت ، ترى كل الجروح التى تعرضت لها من الجميع ، ناداها ادهم فى رقة ” ندى ” وضمها اليه قائلا ” عيطى يا ندى ..صرخى ..اعملى اى حاجة بس بلاش السكوت ده ” ، لم تتحرك ندى ولم ترد فقط استندت بركبتيها الى ذقنها واغمضت عينيها ، ربت ادهم على ظهرها قائلا ندى اجيبلك دكتور ..انتى كويسة ”
فتحت ندى عينيها وهى تتنفس فى عمق قائلة ” سينى لوحدى دلوقتى ..ارجوك ”
وقبل ان يعترض قالت ندى فى توسل ” ارجوك ..عاوزة ابقى لوحدى مش كل حاجة هتبقى غصب عنى ” ، وحين هم بان يغادر نادته فى ضعف ” ادهم ” فالتفت لها من جديد ومال اليها فى حب وقبل ان ينطق فاجاته بان اقتربت منه وقبلته بحزن شعر بانها تقبله للمرة الاخيرة شعر بانها تودعه ، قبلته مرة بعد مرة ، قبلت كل جزء فى وجهه بجنون وكأنها لن ترى ملامحه من جديد ، اما هو فكان جامدا لا يعرف ماذا يحدث وماذا تفعل بنفسها ،وحين استوعب وهم ان يبادلها قبلاتهاويضمها اليه ابتعدت فجاة وقالت ”اسفة .. محتاجة ارتاح شوية ..ممكن ” ابتعد ادهم قليلا وقبل جبهتها ،واشاحت بنظرها فى الاتجاه الاخر حتى لاتراه وهو يغادر وتضعف وترتمى بين ذراعيه ، تركها مرغما ووقف على باب غرفتها لللحظات يرهف السمع فلم يسمع شيئا ، هى لم تبكى فقد تجمدت دموعها من الصدمات المتتالية ، نهضت فى تثاقل الى الحمام ، خلعت ملابسها لتقف تحت الماء محاولة تهدئة تلك النيران المستعرة بداخلها نظرت الى جسدها المشوه واغلقت عينيها فى الم ، كل شىء تشوه حتى الذكريات ، جسدها لم يعد جسدها وامها لم تعد امها ، كل شىء انتهى او على وشك النهاية ، ماذا تنتظر هلى ستحبس حبيبها معها فى احزانها ، الا يكفيها ماسببته له ، ايمن كان على حق ، لقد جرحته بما يكفى ، جلست تحت المياه فى تعب وهى تتنفس بصعوبة وكلمة واحدة خطرت على بالها ” هذا يكفى ”
**********************************************************
رن جرس هاتف ادهم برقم سلمى فتجاهله عدة مرات ومع اصرارها اضطر لفتح المكالمة ” ايوة يا سلمى خير ”
ـ ادهم انا عايزة اشوفك ضرورى
زفر ادهم قائلا ” معلش يا سلمى مشغول جدا ..لما افضى هكلمك ”
ـ ادهم ارجوك لو تقدر تجيلى المستشفى حالا الموضوع يخص ندى
انتبه ادهم وقال فى اهتمام ” ندى ..قصدك ايه ؟“
ـ لما تيجى هتعرف بسرعة لو سمحت
غادر ادهم الفيلا مسرعا الى المشفى فحين يتعلق الامر بحب عمره لا يمكنه ان يتخاذل ابدا لم يترك فرصة للتعجب والدهشة ، انطلق ادهم مسرعا دون ان يفكر وحين وصل الى هناك ذهب الى سلمى مباشرة وقبل حتى ان يلقى التحية ” سلمى اتكلمى …موضوع ايه اللى يخص ندى ”
اشارت سلمى له ليجلس وهى تقول ” اقعد بس هفهمك عى كل حاجة ”
زفر ادهم فى نفاذ صبر وقال ” مش عايز اقعد ..اتفضلى قولى اللى عندك ”
تنهدت سلمى فى حزن من معاملته ولكنها فكرت فى اى طريقة تكفر بها عن ذنبها ستساعدها من اجله قبل ان تخرج من حياتهما للابد ، قالت ” بروفيسر هانز اكبر جراحى الحروق والتجميل مش بس فى المانيا فى العالم كله موجود حايا فى مصر ..انا قابلته وعرضت عليه صور لحالة ندى واكدلى ان فيه امل كبير انها تتعالج وترجع زى الاول ”
ابتسم ادهم وهو يلتقط خيطا من خيوط الامل فواصلت سلمى وهى تفتح حاسوبها ” ” بص يا ادهم …دى حالات هوا عالجها ..شوف الحروق كانت واصلة فين وبعد العلاج كل حاجة اتغيرت ازاى ؟؟“
طالع ادهم الصور فى اهتمام وهو يلتفت لسلمى كانه يتاكد من صحة هذا قبل ان يمنى زوجته وابتسمت سلمى وهى تهز رأسها لتؤكد له
تنهد ادهم وهو ينهض قائلا ” سلمى ممكن تطبعيلى الصور دى عشان اخدها …وياريت لو تنسقى مع الدكتور ده قبل ما يسافر عشان هقابله انا وندى ..اه وياريت تبلغيه ان اى مبلغ هيحتاجه انا تحت امره فيه ”
نهضت سلمى وهى تمد يدها له بقرص مدمج ” الصور كلها على السى دى ده تقدر تاخده ومتقلقش انا هجهز كل حاجة ..انت بس اقنع ندى وجهزها
ابتسم ادهم فى امتنان قائلا ” متشكر اوى يا سلمى ..مش عارف اقولك ايه وياريت متكونيش زعلانة منى ”
دمعت عينا سلمى فى تأثر قائلة ” على ايه يا ادهم ..انت بتعتذر انك انسان محترم بتحب مراتك ومبتشوفش غيرها ..عاوز تعتذر على وفائك ليها ..على كل حال انا هكلمك قريب ان شاء الله وابلغك بالمعاد ”
عاد ادهم الى الفيلا من جديد والسعادة تتراقص حوله ، هناك امل يستطيع به ان يعيدها للحياة من جديد وينتشلها من اعماق الحزن واليأس الذى تغوص فيه ، ناداها بصوته كله حتى قبل ان يصل غرفتها وحين دلف اليها اخذ يبحث عنها فلم يجدها ، بحث عنها فى الفيلا باكملها دون جدوى ، اخبره حارس الفيلا بانها استقلت سياراتها وخرجت ،هاتفها تليفونيا فوجد هاتفها على فراشها وقد تركت الى جواره ورقة لم ينتبه اليها ف البداية ففتحها بسرعة وقرا ما فيها ” ادهم ..مش هستحمل اعيش اكتر من كدة مش هستحمل اكون وجع ليك ولكل اللى حواليا مش هستحمل فى يوم تكرهنى لانى مبقتش البنت الللى انت حبتها …حاول تنسانى يا ادهم …ولحد اخر لحظة فى عمرى بحبك ”
طوى ادهم الورقة بيده وهو لايصدق ، هل وصل الياس بها الى هذه الدرجة التى تقدم فيها على الانتحار ، بسرعة البرق تخلص من مشاعره وحاول السيطرة بكل ما يملك من قوة على هلعه وانفعاله لمجرد تصوره انها انتهت من حياته ، ابلغ زملائه بارقام السيارة ومواصفات زوجته ، ، تولى البحث عنها فى كل مكان بامكانها ان تذهب اليه ، مرت ايام لايذق فيها للنوم طعما ، ولم يتم العثور على ندى او على السيارة وبعد اسبوع كامل كانت الصدمة ما ان سمع ادهم بهذا حتى سابق الزمن الى هناك كانه يسابق القدر قبل ان يقول كلمته كانه اراد الايسدل الستار على قصة عمره كله بهذه السهولة وعلى هذا النحو ابدا .



