رواية وكر الملذات الفصل السابع 7 بقلم ياسمين عادل – تحميل الرواية pdf

~ وكر الملذات ~
( الفصل السابع )
_ تجمدت أطراف أنامله وأطراف قدميه من هول الصاعقه التي تلقاها .. شعر بحواسه قد توقفت عن العمل لا يسمع حديث أخيه ولا يراه أمامه ، شعر بحالة هياج داخليه ونيران تشتعل وتأكل بقلبه وضلوعه حينما أستمعه يتغزل بها ويصف ما جذبه لها .. فصاح به فجأه مقاطعا لحديثه
آمير عاقدا حاجبيه بعدم فهم : مالك يافارس ، قلبت مره واحده كده ليه !!
فارس محاولا الهرب من نظراته المتفحصه : مفيش.. أنت بتحكيلي ليه كل ده !؟
آمير ذافرا أنفاسه بضيق : أحساسي أن عثمت هانم الباز بجلالة قدرها مش هتوافق علي وضع زي ده؟
فارس مبتلعا ريقه بمراره شديده : وضع !! هو أنت ناوي علي أيه بالضبط !
آمير مستندا بظهره علي الأريكه : هكلم رغد الأول ، وبعدين أحل الموضوع مع ماما
فارس بنبره مختنقه : للدرجه دي…. حبتها؟
آمير بتنهيده : مش بالضبط حب ، لكن راحه .. وهو ده اللي مفتقده بعد ما……
_ توقف عن حديثه فجأه يستجمع عقله الذي تشتت ثم أستنشق شهيقا طويلا وذفره علي مهلٍ ثم أردف ب…
آمير : أول ما أعرف راسي من رجلي في الموضوع ده هبلغك
فارس ناهضا عن مكانه ممسكا بسترته : ربنا يسهل ، عن أذنك تعبان وعايز أنام
_ خطي بقدمه خطوات سريعه صاعدا لحجرته ، وما أن دلف حتي ألقي سترته وحاول أستنشاق الهواء ولكنه وجد صعوبه بذلك ، نعم.. شعر بحملٍ وكأنه جبل سقط علي صدره يمنعه من التنفس ، شعر وكأنه يريد الصراخ للتنفيث عن حالة الغضب التي وصل لها ولكنه مجبرا علي الصمت والسكوت .. بل والأدهي أنه قرر في نفسه الأبتعاد عنها ليسلك أخيه ذلك الطريق بدلا منه .. حرم علي نفسه حب المرأه التي أحبها أخيه وكأنه شعر بأنه سيكون شخصاً أنانياً لو فعل غير ذلك ، ترك جسده يُلقي علي الفراش وسلط بصره للسقف وقد ترقرت عبره صغيره من عينيه ، فقبض علي جفنه لكي يحاول أستجماع نفسه مره أخري
……………………………………………….
_ كانت تصب جام أهتمامها بهاتفها الصغير ، فلقد أنتظرته يهاتفها منذ الأمس كما وعدها ولكنه لم يحدث.. دار برأسها العديد من التساؤلات ولا تستطيع الأجابة على إي منهم .. فقط شعرت بالضيق الشديد لغيابه الذي لم تعهده ، حاولت الأتصال به ولكن هيهات لم يجيب علي أتصالاتها المتكرره ، حتي سئمت هي ذلك وتركت الأمر
رنيم ممسده علي ذراعها : يادودو متقلقيش ، الغايب ليه عذره
رغد وهي تفرك كفيها بتوتر شديد : بس دي أول مره يعملها .. محصلتش قبل كده أبدا
رنيم مضيقه عينيها بتفكير : ممكن يكون عنده مشاكل ، مش قولتيلي قبل كده أن عنده مشاكل في شغله؟
رغد رامشه عينيها بحيره : أحتمال !!
_ في هذه اللحظه ، قطع حديثهم وجود العم راضي حارس بوابة الدار وهو يحمل لوحا خشبياً كبيرا مغلفاً بغلاف أبيض سميك ثم هتف بنبره ثابته خشنه
راضي : خدي ياأنسه رغد ، الحاجه دي عشانك
رغد عاقده حابيها بذهول : حاجة أيه !!
رنيم لاويه شفتيها بتهكم ونبره ساخره : معقوله المجهول يبعتلك مرتين في شهر واحد
راضي مقوسا فمه : والله مش عارف ، خديه وشوفي بنفسك
_ ألتقتطت منه ذلك اللوح ثم شرعت بحل الغلاف عنه ليصيبها الأندهاش .. فكان ذلك اللوح يحمل لوحتها التي رسمتها ولكنها موضوعه بداخل برواز خشبي أنيق يحميه لوح زجاجي شفاف .. حاولت أستنتاج ما معني ذلك ولكنها لم تستطع
رنيم بنظرات زائغه : هو أيه اللي بيحصل بالضبط ، مش دي اللوحه اللي أشتراها أستاذ آمير أمبارح ودفع فيها مبلغ قد كده
رغد مومأه رأسها أيجاباً :…………
رنيم حاككه جبينها بتفكير : طب ورجعها تاني ليه ، ومبروزه كمان !
رغد بنبره متحيره :معرفش يارنيم ، معرفش
_ ذفرت أنفاسها بأختناق شديد ، فكل شيء يبدو غامضا أمامها حتي من أحبته شعرت لوهله بالغموض أتجاهه ولكنها حتما ستصبر معه حتي تعلم ماذا حدث
……………………………………………….
_ بأحد المقاهي الراقيه والشهيره ، والتي تتمتع بالعديد من الأنماط المختلفه للجلوس.. حيث يوجد بها جانبا للجلوس علي طاولات ومقاعد وجانبا آخر يتواجد به ما يشبه المجلس العربي فى حين يتواجد ركناً آخر للجلوس علي وسائد غليظه تبتعد عن سطح الأرض بعدة سنيمترات .. كان يفضل فارس دائما الجلوس بذلك الركن .. الذي يحتوي علي وسائد غليظه وثيره ذات ألوان مبهجه للنظر.. كما أنها مريحه في جلوسها للغايه ، فضّل فارس التواجد بهذا المكان بعض الوقت لعله يهدئ من روعه
عامر مشيرا بأصبعه ، وبنبره محذره هتف : خلي بالك يافارس ، أنت وعدت البنت وكده هتخلف الوعد ده
فارس بنبره متحشرجه متقطعه : اا اعمل أي ، غصب عني غصب… عايزني أكسر بخاطر أخويا ، ده أنا ماصدقت هيفتح قلبه مره تانيه
عامر بأستهجان ، وملامح مستنكره : أمال تكسر البنت اللي صدقتك !!
فارس بضيق شديد : بس أنا مخدعتهاش ياعامر ، ربنا عالم قد أيه حبيتها وبحبها ، ومحبتش حد زي حبي ليها.. دي ماستي
عامر ضاربا علي كتفه بخفه : أنا فاهم شعورك ، بس تفكيرك غلط يافارس ، أنت فاكر أنه لو كلم رغد هي هتوافق.. دي مجنونه بيك وأنت عارف ده كويس.. كده هتكسر قلبهم هما الأتنين ، هي عشان أنت بعدت عنها وأتخليت .. وهو عشان هيتكسر بعد ما يعرف منها هي مش منك
فارس واضعا رأسه بين راحتي يده : أعمل أيه بس ياربي أعمل أيه ، ليه كده بس.. ملقيتش غير دي ياآمير.. يعني خلصت بنات الدنيا ملقيتش غير رغد
عامر مربتا علي ظهره : أهدي يافارس ، أنت لازم تكون موجود معاها وتفهمها الوضع كويس بدل ما تندم ياأبو فراس
فارس تاركا أنفاسه : مقدرش ، طالما مصارحتش آمير من البدايه يبقي أنا مضطر أستني وأشوف هيعمل أيه معاها .. عشان مينفعش أكون عائق ليه
عامر بنبره حازمه جديه : ومينفعش تكون كاسر ليها ، أفتكر ده كويس يافارس .. قلب الست زي حتة الأزاز ، لو أتكسر مينفعش يتجبر ياصاحبي
فارس بنظرات تائهه :…………………….
………………………………………………….
_ وصلت فاطمه لفيلا تلك السيده التي ستعمل لديها وسمحت لها راندا بالدخول وبدأت تحاورها في بعض القواعد والنظام الخاص بحياتها حتي تعتاد عليه
راندا بنبره متعاليه : فهمتي يافاطمه؟
فاطمه محركه رأسها أيجابا : أه ياست هانم فهمت
_ هبطت شهاب علي الدرج ممسكا بحقيبته الجلديه البنية اللون وهتف بنبره أجشه
شهاب : أنا ماشي ياراندا ، عايزه حاجه ياحبيبتي
راندا مقبله وجنتيه : لا ياروحي ، كلمني لو هتيجي النهارده
شهاب بنبره حاده تحمل الصرامه : أول ما الراجل ده ييجي تبلغيني ، وأول ما يمشي تبلغيني .. ومتنسيش إني هعرف كل حاجه وبالتفصيل
راندا وهي تنفض خصلات شعرها بأطراف أصابها : Okey متقلقش
شهاب بنظرات جاده : أما نشوف
فاطمه محدثه نفسها : يادي الخيبه ، أخس عليكي يارتيبه مش قولتيلي الست عزبه وعايشه لوحدها.. ما هو جوزها معاها أهو ، يافرحه ما تمت.. يومين كده لحد ما الاقي شغل تاني وبعدين أسيب هنا
………………………. ……………………….
_ صدر صوته علي شكل قهقهات عاليه دوت بحجرة مكتبه ثم أنتصب في جلسته ونفث بسيجاره الفاخر وبحدقتيه نظرات لئيمه ماكره وكأنها تنتوي شراً.. ثم وجه بصره نحوه وهو يردف
شهاب : يعني كل حاجه تمام
شهير باأبتسامه خبيثه برزت أسنانه الباهته علي أثر النيكوتين : كله ميت فل وعشره ياباشا ، ويبقي يورينا ننوس عين أمه هيعمل أيه في الورطه دي
شهاب مضيقا عينيه بنظرات صائده : بعد كده اللعب معايا بحساب ياولاد مهران .. أما نشوف الحيله الكبير هيعمل أيه لأخوه لما يدخل السجن ، أخر العيله دي علي أيدي
شهير بنظرات زائغه : أكيد ياباشا ، أكيد
……………………………………………….
_ أرتدت ثيابها الغير محتشمه ثم نظرت لهيئتها بالمرآه بعد أن رسمت شفاها وصبغتها بلون نبيذي صارخ ثم مطت شفتيها للأمام بأعجاب وتوجهت لخارج غرفتها لتهبط للأسفل وتوجهت صوب حجرة الأستقبال بخطوات متمايله
راندا بصوت أنثوي ناعم : أهلا ياهادي ، ولا نقول يادكتور هادي
هادي ناهضا عن مكانه : مش مهم الألقاب ، خلينا في الموضوع اللي عايزك فيه
راندا جالسه علي المقعد الأسفنجي واضعه قدما أعلي قدم : سمعاك ، بس ياريت بسرعه عشان ورايا شوبنج ولازم أخرج
هادي بنبره حانقه : ولا أنا عايز الموضوع يطول ، لأني ببساطه مش فاضيلك .. أنا جاي بخصوص البنت اللي أختفت بسببك
_ أعتدلت في جلستها ونظرت له بأهتمام ثم هتفت بنبره مذبذبه يشوبها الأرتباك
راندا : أأ أ… أنت بتكلم عن مين ، اا انا مش…..
هادي باأبتسامه ساخره من زاوية فمه : الكلام ده تقوليه في النيابه ، مش تقوليهولي أنا .. أنا عارف كل حاجه كويس أوي ياراندا هانم .. اللي جاي أقوله أن اللي بينا كان ماضي وأنا ماليش إي علاقه بيكي ، يعني سيرتي لو جت في إي موضوع مش هتكون العواقب كويسه ، خلي بالك من ده
راندا بنظرات مشتعله : أنت بتهددني ! ؟
هادي ناهضا عن مكانه بثبات : اللي تعتبريه أعتبريه ، أنا قولت اللي عندي وخلصنا
_ أنصرف من أمامها بخطي سريعه متوجها للخارج فرأته فاطمه وهي تدلف خارج المطبخ ممسكه بيدها قدح القهوه ، فتوقفت عن سيرها حتي خرج أمامها ثم هتفت في نفسها
فاطمه : أيه الست دي اللي الرجاله داخلين أكثر ما هما خارجين ، أستغفر الله يارب ستات عايزه حش رقبتها
…………………………………………………
_ بعد أيام قليله أنقطعت فيها أخبار فارس عنها ، تلاعب الشيطان برأسها حتي أنه خيّل لها أنه قد تخلي عنها لأي سبب كان ، ونقض عهوده معها.. شعرت بأن أنفاسها غير منتظمه والأختناق سيطر علي ضلوعها حتى أن حالة الشرود التي كانت بها جعلتها لا تنتبه للمياه المسكوبه من الأبريق البلاستيكي.. حتي قطع لحظتها وجود آمير جوارها
آمير : الورد شرب وشبع ميا
رغد وقد أنتفضت في مكانها : هاااااا ، اا اه اه أسفه مخدتش بالي
آمير باأبتسامه لم تصل لحدقتيه : ملهوش لزوم الأعتذار
رغد ملتفته لتسير من أمامه : عن أذنك
آمير ممسكا برسغها : أستني ، أنا عايزك
_ حدقت بكفه الذي أمسك بها وظلت مسلطه النظر عليه حتي أنتبه هو وأزال يده عنها وهو يهتف
آمير : عايزك في موضوع
رغد بنبره متأففه : ياريت بسرعه عشان المديره لو شافتني و……….
آمير رافعا حاجبيه : اللي بتكلمي عنها دي أمي ، يعني مش هيحصل حاجه طول ماأنتي واقفه معايا
رغد بنبره محتده : أم حضرتك مش أمي أنا ، ياريت تقول عايزني في أيه عشان أدخل العنبر بتاعي
آمير بنبره جاده واثقه : عايزك أنتي
رغد عاقده حاجبيها بضيق : تقصد أيه ؟
آمير ممسدا علي رأسه : يعني أنتي فريده ، وبصراحه جذبتيني ليكي
رغد لاويه شفتيها بسخط : لأ أنا رغد ، مش فريده وواضح أنك غلطان في العنوان
آمير بنبره خافته : لا مش غلطان ، تتجوزيني ؟
رغد فاغره شفتيها ، محدقه به بذهول : اا اييه
آمير ملتقطا أنفاسه : بقول تتجوزيني
رغد مبتلعه ريقها بصعوبه : أتجوزك !!
آمير مومأ رأسه بهدوء : أيوه تتجوزيني ، منأول يوم شوفتك فيه في حفلة رأس السنه هنا في الدار وأنتي في بالي ومبطلتش تفكير فيكي .. هعيد عليكي طلبي تاني… تتجوزيني يارغد
رغد وقد أشتعلت عينيها : لأ ، لأ مش عايزه
_ ركضت من أمامه بعد أن ألقت أبريق المياه أرضا وقد بدأ صوتها يصدر أنينا وعلت شهقاتها وهي تحاول كبحها ، فلقد أستطاعت أستنباط ما قد حدث وزج به للأبتعاد عنها .. قررت في نفسها الصمود والأبتعاد عنه نهائيا بعد تخليه عنها ولكنها رغبت في سماعه لأخر مره.. لذا قامت بأرسال رساله نصيه تطلب منه لقاء عاجل
عامر بنظرات مترقبه له : هتروح ؟
فارس وقد خيم الحزن علي ملامحه : مش عارف ؟
عامر بنفاذ صبر : لازم تروح يافارس ، علي الأقل تفسرلها ليه بعدت كل الأيام دي
فارس مطرقا رأسها للأسفل : مش هقدر أواجهها
عامر بحده : بس ده لازم ، لازم يافارس
فارس قابضا علي جفنيه :…………………..
_ قام بالرد علي رسالتها بالوقت الذي حدده لكي يذهب أليها ، كما تحدث للعم راضي كي يقوم بترتيب الأمر كعادته .. وبعد أن حان الوقت وأظلم الليل توجه صوب الدار بسيارته وشعور الخوف يسيطر عليه .. نعم لقد تسلط الخوف عليه وغمر داخله ، يخشي فقدانها أكثر من أي شئ ولكن ماذا عساه أن يفعل .. رأها تخرج من البوابه الخلفيه وعلي ملامحها علامات الأزدراء والتجهم فأنتظرها حتي صعدت للسياره ثم تحرك بها دون أن يتفوه بكلمه واحده .. وبمنتصف الطريق وضعت يدها علي مرفقه وهتفت بنبره جامده
رغد : وقف العربيه هنا
فارس مسلطا نظراته المدهوشه عليها : هنا فين!! أحنا لسه في نص الطريق
رغد وقد تعمدت الألقاء بالألفاظ المتواريه : عارفه أننا في نص الطريق ، عشان كده بقولك أقف هنا
_ أدار سيارته لليسار لكي يضعها جنباً ثم أوقف المحرك وأستدار لها في جلسته لكي يكون مواجها لها ، فبادرته بنبره ساخطه وعلي قسماتها علامات الأستنكار
رغد : كنت فين بقالك أربع أيام ؟
فارس ممتعن النظر لعينيها الخضراوتين :………
رغد بنبره حانقه : تحب أقولك أنا كنت فين ، ولا تقول أنت
فارس مشيحاً بوجهه عنها : كان عندي شغل
رغد ممسكه بطرف ذقنه لكي ينظر أليها : أنت كداب ، أنت هربت.. سيبتني واقفه في نص الطريق ومشيت وأديتني ضهرك.. مش كده يابشمهندس !!
فارس وقد بدت علامات الخوف علي وجهه : لأ مش صح ، اا انا كنت….
رغد كابحه لأنفعالاتها : أخوك جالي الدار النهارده ، طلب يتجوزني
فارس وقد أرتعد قلبه وكأنه تحرك من مكانه : اا ا ايه!
رغد باأبتسامه متهكمه : آمير مهران أخو الأنسان اللي أنا بحبه طلب النهارده يتجوزني ، والأنسان اللي المفروض يكون جمبي أداني ضهره ومشي من غير حتي مقدمات ، من غير ما يواجهني أو يفهمني ذنبي أيه
_ شرعت دموعها تنسال بغزاره ، وتحشرج صوتها ليمتزج بالنحيب ، فشعر وكأن سكيناً يمزق بصدره عقب كلاماتها فأمسك بكفها وقبض عليه وهو يهتف
فارس : أنا مادتكيش ضهري ، أخويا جه قالي أنه بيحب البنت اللي بحبها أقوله أيه ، قوليلي يارغد كنت أتصرف أزاي
_ صرخت به وعلى صوتها وهي تردف ب
رغد : تدافع عني وتتمسك بيا ، تقوله أنا عليا وعد للأنسانه دي ، تقوله في بينا عهد وربنا شاهد عليه.. نسيت كل ده ، نسيتني وأفتكرت بس أزاي تراضي أخوك علي حسابي وحسابك
فارس مطرقا رأسه بخزي : كنت عايز أشوف الأمور هتوصل لأيه ، كنت متأكد أنك مش هتوافقي وساعتها هتكون أهون عليه
رغد وهي تهز رأسها بأستنكار : فعلا موافقتش ، وزي ماأنت سيبتني واقفه لوحدي في نص الطريق ، أنا كمان هسيبك هنا.. لوحدك.. وفي نص الطريق برضو
فارس ممسكا بمرفقها : رغد ، أرجوكي تفهميني ، أنا بحبك ومحدش حبك قدي
رغد بنبره جامده ، وهي تنزح بقايا دموعها عن وجنتيها : كنت حافظت علي الحب ده ، عن اذنك
فارس بنبره صادحه : أرجوكي تفهميني ، وبعدين أنتي رايحه فين .. أنا اللي هرجعك ل…..
رغد بنبره صارمة جاده : لأ ، مش هترجعني وأنا اللي هرجع لوحدي يابشمهندس .. لوحدي زي ما عيشت 19 سنه لوحدي
_ ترجلت عن سيارته ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وخطت بخطوات أشبه للركوض عائده نحو الدار حتي وصلت للباب الخلفي وعبرت منه للعنبر الخاص بها، قد تحطمت أحلامها وأنهدمت .. و سيطر اليأس علي ملامحها، جاهدت لمنع شهقاتها ودموعها من الأندفاع ولكن بمجرد وصولها لفراشها الصغير لم تستطع السيطره علي كل تلك المشاعر المكبوته داخلها وأنصاعت وراء حزنها الذي شاركتها فيه رفيقتها المقربه رنيم والتي فعلت كل ما بوسعها لتهدئ من روعها ولكن دون فائده
_ ظل فارس يجوب بسيارته في الشوارع والطرقات لا يرغب بالذهاب لقصره أو الذهاب لذلك المكان الذي لطالما جمع بينهما ، فلا يستطيع الجلوس هناك بمفرده دونها.. ولا يتخيل المكوث هناك وهي ليست بجانبه.. سئم من تلك الحاله التي وصل إليها فقرر العوده لقصره، في هذه الأثناء كانت والدته بأنتظار حضوره ولكنه بمجرد الوصول صعد لأعلي ونزع عنه ملابسه ودلف للمرحاض سريعا .. أراد أن يزيل عن رأسه حالة الهياج الداخلي التي بها ، في حين صعدت والدته خلفه لتري ماذا به ولكنها لم تجده.. جلست علي طرف الفراش منتظره خروجه فوقعت عينيها علي ذلك الوشاح الذي أهدته أياه رغد مسنوداً علي شماعته الخشبيه .. نظرت له ملياً وهي تحاول أستذكار المكان الذي رأت به شبيه ذلك الوشاح ولكن لم تستطع .. نهضت عن مكانها ثم أمسكت به وهي ممعنه النظر إليه وأخيراً تذكرت.. نعم رأت شبيه له بمعرض المشغولات اليدوية الذي أقامته الدار ولكن ياتري من الذي صنعه لا تذكر .. خرج فارس من المرحاض ممسكا بمنشفه قطنيه كحلية اللون يجفف بها رأسه فرأي والدته بتلك الوضعيه .. لم تتحرك بداخله ذره وفقد شعوره بالخوف من كشف حكايته مع تلك الفتاه ، ثم أردف بنبره ثابته
فارس : خير ياماما ، بتعملي أيه بالكوفيه بتاعتي
عصمت بنظرات حائره : أنا شوفت كوفيه زي دي بالضبط في المعرض ، بس مش فاكره مين كان عاملها
فارس بنبره جامده وملامح جاده : رغد هي اللي كانت عملاها
عصمت مضيقه عينيها بعدم فهم : وأنت أشتريت الكوفيه دي منين ؟ أذا كانت معاك من قبل حتي المعرض ما يتعمل
فارس متقدما بخطواته نحوها : رغد اللي جابتهالي ، هديه منها ليا
عصمت محدقه مقلتيها بذهول : هه هديه !؟
فارس بنبره ثابته واثقه : معلش ياماما ، نسيت أقولك أن أنا ورغد بنحب بعض
عصمت بشهقه عاليه محدقه به : أييييييه !!!!!………




