رواية – أسماء… وجه القمر الذي بكى – قصص سكس محارم أخوات

وُلدت “أسماء” ذات مساءٍ شتوي بارد، لكن وجهها كان كالشمس التي تتسلل إلى بيتٍ قديم لا تعرف الدفء.
ما إن فتحت عيناها حتى سُحر من حولها. عيناها واسعتان بلون الزيتون إذا بللته الشمس، وفي وجهها هدوء يشبه سكون القمر لحظة اكتماله.
شعرها انساب كأن الليل قد ذاب على كتفيها، وصوتها كان همسًا كنسيم الفجر قبل الأذان.
كبرت أسماء، وكبر معها الجمال حتى صار سجنًا شفافًا يُحاصر روحها.
كل من رآها قال:
“هذه ليست بشرًا، بل ملاك نزل بيننا!”
لكن الملاك لم يَسلم من ذئاب الأرض.
في عامها السادس عشر، كانت أسماء تعود من مدرستها، تمشي بخطى سريعة، حافظة لطرف عباءتها، حين توقفت سيارة سوداء بجانبها.
خرج منها رجل بملامح رسمية… شرطي.
قال لها بابتسامة مزيّفة:
“أريد الحديث معكِ في مركز الشرطة بخصوص بلاغ.”
خافت… خضعت… سارت معه.
لكن الطريق لم يكن نحو المركز، بل نحو غرفة صغيرة في أحد الأزقة المهجورة. وهناك، جُرِّدت من إنسانيتها…
صرخت، قاومت، لكنها لم تكن أقوى من الذئب.
خرجت منه محطّمة. وعندما عادت إلى بيتها، قالت لأمها:
“أمي… الشر يحتمي أحيانًا بالزيّ الرسمي.”
لم تصدقها الأم في البداية… بل صمتت، فالصمت كان لغة الخوف.
في الحي، كانت أسماء إذا خرجت لشراء الخبز، توقفت الأنفاس.
النساء غارن منها، والرجال طمعوا فيها.
قالت لها جارتها يومًا:
“اختبئي يا أسماء، جمالكِ يُفتن.”
لكن كيف تختبئ الشمس؟!
كانت تمشي بخجل، وتخفض بصرها، ومع ذلك ظلّت العيون تنهشها قبل أن تنهشها الأيادي.
في أحد الأيام، طُلب منها أن تُعطي درسًا خاصًا في الرسم لابن رجلٍ ثريّ.
دخلت الفيلا، فخمة… صامتة… لكن في عيون صاحبها شيء مريب.
وبعد دقائق من بدء الدرس، أغلق الباب، وسحبها من شعرها، وهمس بقسوة:
“منذ رأيتكِ وأنا أحلم بكِ ساكنة بين يدي.”
قاومت كالمرة الأولى… وانهارت كما انهارت روحها سابقًا.
بعد الحادثة الثانية، لم تعد تنظر إلى نفسها في المرآة.
غطّت وجهها، جسدها، كل شيء، ولكنها كانت تشعر أن العيون تُلاحقها حتى وهي مُغلقة.
كتبت في مذكرتها:
“أنا لا أُذنب… لكن العالم يُحاسبني على خلقي…
كيف يكون الجمال نعمة، إن كان يحرقني كل يوم؟”
وفي فجر يومٍ باكٍ، دخلت أمها غرفتها لتوقظها.
فوجدت الجدران صامتة، والهواء باردًا، والمذكرة على السرير، مفتوحة على آخر صفحة، كُتب فيها:
“أنا سامحتكم… لكن قلبي لم يتحمّل بعد.”
ورحلت أسماء… بلا صوت، بلا صراخ، لكنها تركت خلفها دمعةً في عين كلّ أم، وندبةً في قلب كلّ من قرأ حكايتها.
أسماء لم تكن مجرّد فتاة جميلة، بل كانت روحًا شفافة سحقتها الأيادي القذرة، وغفلت عنها القلوب الميتة.

