رواية وجمعتنا الغربة الفصل الخامس 5 بقلم اماني عمر – تحميل الرواية pdf

رواية وجمعتنا الغربة الفصل الخامس 5 بقلم اماني عمر
أحضرت مريم العديد من الأشياء من السوبر ماركت وابتسمت لنفسها عندما امتلأت الثلاجة وخزائن المطبخ الى حد ما و قررت أن تعد وجبة شهية ثم رن جرس الهاتف
ألووا
تنفس محمد الصعداء عندما سمع صوتها
أنتى كويسة يا مريم ؟
شعرت ببعض القلق فى صوته
آه الحمد لله هوفى ايه يا محمد؟
أنتى فين ؟
في البيت
طب خليكى مكانك ومتروحيش في أى حته ومتفتحيش الباب لحد وأنا جايلك فى السكة
استغربت مريم من لهجته ولكنها أجلت الأمر حتى عودته لتفهم منه سبب كل هذا الذعر
*********************
سوهاج
بتقول ايه يا اخويا عايز تجوز بنتى البش مهندسة لابنك اللى معاه دبلوم
نظر اليها بحده وقال بغضب
ايه يعنى مش جد المجام ولا ايه يا ست عايدة ابنى راجل ويعتمد عليه ولو كان عايز يكمل علام محدش كان هيمنعه بس هو اللى حب يتفرغ للأرض عشان يساعدنى ولا انتوا زى الجرع بتحبوا تمدو لبره ثم استطرد
نسيتى اللى حصل لبنتك الكبيرة اللي منعرفش لغاية دلوجتى اذا كانت عايشه ولا ميته
تساقطت الدموع من عين عايدة فور سماعها الجملة الأخيرة هدأت نبرته بعض الشئ عندما رأى دموع شقيقته الوحيدة
أنا ما قصدتش أفكرك يا عايدة بس صدقينى مش هتلاجى حد يحب مريم ويخاف عليها أكتر من عادل ابنى وبعدين كده هتضمنى أن ارضنا مش هتروح لحد غريب وهتبجى بنا
حاولت عايدة التهرب من الموضوع
بس البنت مسافرة دلوقتى ومش هنعرف ناخد رأيها استني لما ترجع وبعدين نشوف
طب ماتجبلهاش سيرة على الموضوع لحد ما ترجع وأنا هكلمها بنفسي ووالله العظيم اذا رفضت لأتبرأ منها ليوم الدين
نظرت اليه عايدة بآسي ولا تدرى ماذا ستفعل فى هذه الورطة.
*********************
عاد محمد مسرعا الى المنزل و فور دخوله المنزل استنشق رائحة جميلة أخذته الى المطبخ ليرى مريم
ايه الروائح الحلوة دى
استقبلته مريم بابتسامة عريضة على شفتيها
يله غير هدومك وصلى العصر على ما السفرة تجهز
ويا ترى طبخنا ايه؟
ردت مريم بشقاوة
حزر فزر
استنشق محمد الرائحة جيدا ثم شهق بفرح
مسقعة بالبشاميل
برافو
لا يعلم هل هى صدفة أم انها تعلم انها أكلته المفضلة
انتى عارفة انى دي أكلتي المفضلة
عارفة م أنت قلتلى قبل كده
نظر لها محمد بحب وقد شعر انها تهتم به ومازالت تتذكر ما يحب
سوهاج
كان عادل يجوب الغرفة ذهابا وايابا حتى دخل عليه والده
ها يا با كلمت عمتي؟
ايوة يا خويا
وجالتلك ايه؟
جالت لما بنتها ترجع من السفر هتبجى تجولها وتشوف رأيها ايه
وفكرك هترفض؟
أنا متأكد انها هترفض بس ساعتها مش عايز أسمعلك صوت وهتتجوز البنت اللي أنا وأمك أختار نهالك
بس أنا بحب مريم يابا ومش عايز غيرها من وأنا صغير وأنا بشوفها بتكبر جدامي وبحلم باليوم اللى هيتجفل عليا وعليها باب واحد
يا أبني أنا مقدر مشاعرك بس بنات عمتك دول متربين في مصر وعوايدهم غير عوايدنا وبصراحة طالعين فيها
بس هى توافج وساعتها لو عايزة حتة من الجمر مستعد أجيب هالها
صاح عليه عاطف بغضب
انشف يا واد كده وخليك راجل امال لو مكنتش صعيدي
كانت أم عادل (عفاف) تقف تتصنت على الباب وقد لوت فمها بضيق
مش كفاية جاب أخته تجعد على جلبنا لأ وعايز يجوز الولد الحيلة لبنت أخته المسهوكة ده يبجى على جثتي لو الجوازة دي تمت
عادل هو الابن الوحيد لعاطف وعفاف ولديه شقيقتين (صفاء ونيرة)
************************
تسلم ايدك يا مريم الأكل تحفة 0 ده أنا مصاريني كانت نشفت من الأكل الجاهز
ضحكت مريم على كلامه
بالهنا والشفا بس ما تتعود تش على كده لأنى احتمال انزل الشغل من بكرة
بصراحة كنت عايز أكلمك في الموضوع ده 0تعرفى ان فى حد كان بيراقبنى النها ردة
نظرت له مريم بذعر
ويراقبوك ليه؟
أكيد الموضوع ليه علاقة باختفاء أختك وأنا متأكد انهم بيراقبوكى انتى كمان
عشان كده كنت بتكلمنى فى التليفون وأنت خايف عليا
أومأ برأسه بإيجاب
عشان كده ياريت تأجلي موضوع الشغل ده شوية أو تلغى الفكرة خالص ولو يا ستى على ايجار البيت اعتبريه سلف ترديه وقت ما يبقى معاكي فلوس
طب ادينى فرصة أفكر
زفر محمد بضيق ثم قال بغضب
بطلى تعانديني بقى واسمعى الكلام
نهض من كرسيه بعد أن دفع طبقه جانبا ودخل الى غرفته وأغلق الباب بقوة
لا تدرى مريم هل محمد يبالغ فى ردة فعله أم الموضوع فعلا خطير ولكن اخر شئ كانت تتمنى أن يحدث هو اغضابه بهذا الشكل
دقت على باب غرفته حاملة بيدها كوبين من الشاى وفتح لها محمد الباب ولا تزال علامات الغضب ظاهرة على وجهه
— بيتهيألى كوبيتين شاي بعد الأكلة دي تبقى في الجون
ابتسم محمد رغما عنه واشار لها بالدخول
الأحسن أنك تطلع معايا برة نشرب الشاي على رواقه فى البلكونة
طب ليه مخلتيش كاترين تعمله؟
ابتسمت بخجل
أنا حابه أعملهولك بنفسي
وجدت أجندته مفتوحة وكأنه كان يعمل على رسالته
وهات أجندتك واللاب توب معاك عشان نبدأ شغل زي ما وعدتك
*********************
وزع أشرف صورة سمير على كل الأقسام وجلس يبحث فى الحاسب أمامه لعله يجد شئ يفيده بخصوصه فوجد عدة بلاغات عن اختفاء بعض الفتيات في ظروف غامضة وكان المشتبه به الرئيسي يحمل مواصفات شكليه وعمريه تناسب هيئة المدعو سمير ولكن بأسماء مختلفة فنظر لمساعده
أعتقد اننا قدام شخص عتيد فى الأجرام وأكيد مش بيشتغل لوحده وفى منظمة كبيرة وراه
يبقى لازم نحقق في الموضوع بسرية تامة عشان محدش فيهم ياخد باله لحد من وقعهم فى شر أعمالهم
**********************
كانت مريم تترجم ملحوظات محمد ثم تنقلها على اللاب توب و محمد يختلس النظر اليها بين الحين والأخر ويفكر انها تغيرت كثيرا عن السابق فقد أصبحت أكثر أنوثة وجاذبية وخاصة بهذا الشعر القصير المتدرج الذى يبرز جمال وجنتيها الممتلئتين وطابع الحسن أسفل خدها الايمن والذى يظهر بوضوح عندما تبتسم وهذه الشفاه المكتنزة التى تفقده صوابه انه يحفظ كل تفاصيلها عن ظهر قلب
صوبت كلماتك نحو قلبى فأصابته
وقيدته بك بجمال أسلوبك حتى
أصبحت نبضاته متيمة بك لدرجة
أنى حفظت ملامحك وكلماتك عن ظهر قلب
وخبأتها فى درج الذاكرة لأخرجها
كلما أحسست بالشوق والحنين اليك
لذلك أنت لا تفارقني متأصل بأعماقي
اقتباس
أفاق من شروده على رنين جرس هاتف مريم
-أهلا يا نهى وحشتينى أوى
– ………
-اىسفة جدا معرفتش أكلمك لقيت رصيدي خلص
– ……………
– بتقولى ايه يا نهى ولى معنديش علم بالكلام ده قبل كده
– ………
بدأت دموع مريم تنهال على خدها ومحمد ينظر اليها بدهشة
يعنى ايه أختى ممكن تكون ماتت
سألها محمد فور أن أغلقت الخط وهو فى غاية القلق عليها
فى ايه يا مريم وليه كل الدموع دى؟
دى نهى صديقة منار بتقول أن سمير طلب منها اجراء اآشعة وتحاليل كتير وقالها انها مطلوبة عشان السفر ولما عرفت باختفائها فكرت ان
لم تستطع اكمال جملتها فقد انهارت أكثر بالبكاء
ده اللي كنت خايف منه
تقصد ايه يا محمد؟
رد عليها بحده
أنتى لسه مشوفتيش الوش التانى للبلد دي لكن أنا شوفته
تقصد ايه يا محمد؟
تعرفي انى أول ما جيت هنا كنت بشتغل فى مستشفى تانية غير اللى أنا فيها دلوقتى وشوفت فيها العجب ناس بتدخل من غير ورق رسمي وناس بتختفى من غير ما حد يعرف عنها حاجة ولما واجهت مدير المستشفى بالكلام ده لقيتو عارف كل حاجة ورد عليا بمنتهى البرود (خاليك فى حالك لو عايز تكمل في البلد دي) وحتى الورق اللي جمعته ضدهم اتسرق من بيتي فى غمضة عين ولما بلغت الشرطة كنت أنا اللي هلبسها ومعرفتش أثبت عليهم أي حاجة وكنت هترحل من هنا لولا معارف دكتور كارلوس المشرف على الرسالة بتاعتى
نظرت اليه مريم بصدمة وشرعت فى البكاء من جديد
يعنى ممكن تكون أختي راحت ضحية لعصابات تجارة الأعضاء
ربت محمد على كتفها
احنا لغاية دلوقتى مش متأكدين من حاجة ومش عايزين نتسرع في أحكامنا بس اللي عايزه منك دلوقتى انك تخلى بالك من نفسك ثم استطرد وهو ينظر اليها بخوف ولهفة
عشان كده لازم تنسي فكرة الشغل دي نهائي
بادلته مريم نظرته
طب وأنت مش خايف على نفسك
وضع محمد يده على خدها بحنان
متخافيش عليا أنا عارف هتعامل معاهم ازاى
**********************
فى تمام السابعة وصل اياد الى البيت وبحث على مريم ولم يجدها
يمكن تكون فى اوضتها
ذهب لغرفة مريم ليخبرها بما اخبره مديره بخصوص عملها وطرق على الباب عدة مرات ولكن لم يجد أى رد فعل من الجانب الاخر فدلف الى داخل الغرفة وتطلع حوله ولم يجدها ثم وجد أكرة باب الحمام تتحرك فتوتر وفكر كيف سيبرر لها دخوله الى غرفتها بدون استئذان وبدون وعى تخبى وراء برفان خلع الملابس
خرجت مريم من الحمام وهى ترتدى البرنس وقطرات الماء تنسدل بتلقائية من شعرها على وجهها ورائحة معطر الجسم بنكهة الياسمين تملأ كل مكان بالغرفة ثم أخذت المنشفة من على الكرسي الصغير بجانب المرآة ونشفت شعرها بينما اياد طوال الوقت يقف بصمت يتطلع على هذا الجمال الطبيعي الخلاب ثم أغلق عينيه ليتسلل عبيرها الى كل خلاياه ثم تذكرت مريم انها تركت هاتفها بالحمام فدلفت مرة أخرى الى الداخل واستغل اياد الفرصة ليخرج من غرفتها ولكن انصدم عندما وجد كاترين تنظر اليه وهو يخرج من غرفة مريم فنظر اليها محذرا وأشار لها بيده أن تصمت فأخفضت بصرها الى الأسفل وكأنها لم ترى شئ وعاودت استكمال عملها ثم ركض على غرفته وأغلق بابها واستند عليه بظهره وهو يرتجف ثم همس لنفسه وهو مغمض العينين
أنا وقعت فى الحب
**************
يا ترى ايه اللى هيحصل بين محمد واياد فى المستقبل وهل مريم هتكون سبب فى الخلاف بينهم


