رواية وجمعتنا الغربة الفصل السابع 7 بقلم اماني عمر
قطعت عدة سيارات الطريق على عربات الشرطة وخرج منها العديد من الرجال المسلحين
وتبادلا إطلاق النار وتلقى سمير على الفور طلقة في منتصف جبهته أردته قتيلا في الحال وبعد قليل تساقطت الجثث من كلا الجانبين بكل مكان والذى أصبح أشبه ببركة من الدماء
***********
وصل محمد إلى مركز الشرطة فوجد الجميع في حالة استنفار ولا يريد أحد إجابته علي أى شيء وحاول الاتصال بأشرف ولكن لم يستطع الوصول إليه فقرر أن يسير بسيارته خلف سيارات الشرطة وما إن وصل حتى وجد الشرطة وسيارات الاسعاف في حالة استنفارتطلع حوله بكل مكان باحثا عن أشرف ثم رأه من بعيد والمسعفين يحملوه إلى إحدى سيارات الاسعاف واضعين على أنفه جهاز التنفس الصناعي وقد تلقى رصاصتين إحداهما في صدره والاخرى في كتفه فستوقفهم وأخرج هويته ثم طلب منهم أن ينقلوه الى المستشفى التى يعمل بها واتصل بالمستشفى وطلب منهم تجهيز غرفة العمليات فورا فلدقائق ثمينة فى مثل هذه الحالات ولا يجب أن يتم اهدار أى وقت
*********************
اتصل شيخ العرب بشخص ما
العملية تمام يا كوماندا
براقو عليكم يا رجالة
كله بتوجيهاتك يا كوماندا بس للأسف خسرنا رجالة كتير في العملية
دي غلطتكم عشان كان لازم تخلصوا من رؤوف(سمير) من زمان من وقت ما ريحته فاحت للدرجة دي
الله يرحمه كان عميل نشيط للغاية ومحبناش نخسره
خالي بالك مش عايز الغلطة دي تتكرر تأنى والا المرة الجاية مش هرحم حد
ثم أغلق الخط
**********************
لم تستطع مريم النوم جيدا هذه الليلة فقد كانت الكوابيس تطاردها طوال الليل وعندما تطلعت بالساعة وجدتها الخامسة فجرا فقررت النهوض لتصلى الفجر وتقراء بعض آيات القراءن لكى تهدأ ثم جلست لتدعو
******8*******
بعد اربع ساعات خرج محمد من غرفة العمليات وطمئن الجميع وخاصة زوجته ان حالته تبدو مستقرة
ثم اتصل باياد وأخبره أنه لن يعود للبيت اليوم ثم روي له ما حدث وطلب منه أن لا يخبر مريم بشيء حتى لا تقلق
طب لو سألتني عنك أقولها ايه ؟
ابقى أقولها طلبوني في المستشفى
وأشرف عامل ايه دلوقتى
الحمد لله خرجت الرصاصتين من جسمه وحالته لغاية دلوقتى مستقرة بس هنطمن أكثر لو ال48 ساعة الجابيين عدو على خير
انهى اياد معه المكالمة ثم لاحظ أن نور غرفة مريم مضاء
*******
كانت مريم تدعو بصوت عالي وهى تبكى
اللهم يسر ولا تعسر اللهم ارحمنا برحمتك الواسعة وارح قلب امي باي خبر عن اختي سواء كانت حية او ميته اللهم أصلح حال محمد ونور بصيرته اللهم احمى أهلي وأحبابي وأصحابي من كل شر000
كان اياد يقف خلف باب غرفتها ويستمع لها ثم قاطع دعائها قائلا
طب مفيش دعوة لإياد الغلبان
ابتسمت مريم ضاحكة ثم قالت
اللهم اهدى اياد واشفيه
يشفيني من ايه يختي أنتى شيفاني مجنون
نهضت مريم وهى تضحك وأخذت سجادة الصلاة ووضعتها بمكانها ثم فتحت له الباب
صباح الخير 0 ايه اللي مصحيك بدرى كده
أبدا جالي تليفون صحانى ومعرفتش أنام تاني
طب اية رأيك تروح تتوضأ وتصلى الفجر أنت كمان عشان ربنا يفتحها فى وشك ويسترها معاك
تطلع اياد بها باعجاب وتأكد انها البنت التى كان يبحث عنها طوال حياته
تعرفي انك بتفكرينى بأمي
ردت عليه مريم بسخرية
طب اسمع كلام ماما بقى وروح صلى
ابتسم لها اياد
ماشي هروح أتوضأ
وصحى محمد كمان يصلى معاك
أجابها وهو على وشك دخول الحمام
محمد مش هنا طلبوه فى المستشفى
أغلقت باب غرفتها وهى تقول
ربنا يوفقه ويسترها عليه ومعاه
88***************
استند محمد على مكتبه واضعا رأسه على ذراعيه وهو فى غاية الارهاق فهو لم يغمض له جفن منذ ليلة أمس وبعد لحظات راح فى ثبات عميق ولم يفق سوى على صوت الهاتف الداخلي لتخبره سلمى أن المدير الجديد قد حضر منذ الصباح ويريد أن يراه فنهض من مكانه بخطوات متثاقلة وذهب اليه
طرق على باب الغرفة
اتفضل
انصدم محمد وتسمر بمكانه عند رؤيته الشخص الجالس خلف المكتب وينظر اليه بتحدى
دكتور كامل؟
ابتسم كامل ابتسامة صفراء وهو ينهض من كرسيه متوجها ناحية محمد
شوفت الدنيا صغيرة ازاى
صرخ عليه محمد بحدة
انت بتعمل ايه هنا ؟يعنى مش مكفيك مستشفى واحد خربته جاى تخرب المستشفى دى كمان
طرق أحد على باب الغرفة بقوة ثم دخلت احدى الممرضات
الحق يا دكتور محمد المريض اللي عملتله العملية امبارح دخل في غيبوبة
أمسك محمد فى تلابيب دكتور كامل
عملتله ايه 0 أنطق
ردعليه كامل وهو يختنق من قبضته
مش الأحسن تروح تشوف صاحبك قبل ما يموت بدل ما تضيع وقتك معايا
ركض محمد الى غرفة العناية المركزة ليطمئن على حالة أشرف ووضعه على جهاز الصدمات الكهربائية حتى عاد الجهاز المتصل به للعمل بشكل طبيعي ثم خرج محمد من الغرفة صارخا
حضرولى عربية اسعاف مجهزة بسرعة عشان هنقل المريض من هنا
اعترضت سلمى
شو بتقول يا دكتور محمد المريض لسته فى حالة خطرة ومابنقدر نحركه هالحين
ولو فضل هنا هتبقى حالته أخطر
نظرت اليه سلمى بعدم استيعاب لجملته
شو بتقصد؟
ولا حاجة0 أنا هنقله على مسؤوليتي الشخصية ولو عايزانى أمضى أي اقرار على نفسى أنا مستعد
*******************
قلقت مريم كثيرا على محمد فهو لم يأتي للبيت منذ ليلة أمس وعندما تتصل به تجد هاتفه مغلقا
معقول من امبارح في المستشفى ؟
نظرت من نافذة غرفتها تتطلع عليه فرأت جاك يجلس بالحديقة وهو يبكى فذهبت اليه
ما بك يا جاك؟
أجابها وهو مازال يبكى
اشتقت كثيرا لوالدي يا سيدتي
وأين ذهب والدك؟
تركنا أنا ووالدتى وتزوج بأخرى ولم أراه منذ عام كامل
قالت مريم بصوت خفيض
لا حول ولا قوة الا بالله المشاكل فى كل مكان حتى فى المدينة اللى بيقولوا عنها مدينة السحر والجمال
مدت مريم يدها له لتصافحه
ما رأيك أن نصبح أنا وأنت أصدقاء وعندما تريد أن تتحدث عن أى شئ يضايقك تأتى الى
مد جاك لها يده وهو يقول
أحقا يا سيدتى؟
نعم ولكن فى البداية ستنسي كلمة سيدتى هذه وتنادينى فقط مريم
رد بعفوية جعلها تضحك
مثل مريم الصديقة
بالظبط
سمعت صوت سيارة محمد آتية ثم خرج منها بخطوات متثاقلة ويبدو عليه التعب والارهاق الشديد
فركضت عليه مريم
مالك يا محمد؟ وكنت فين ده كله؟وليه قافل تليفونك؟
ارحمينى يا مريم أنا مرهق جدا ومش حمل أسئلتك دى
كان يلوى رقبته يمينا ويسارا فأدركت مريم أنه قضى ليلة سيئة وربما لم يجد وقت للنوم من الاساس
جذبته من يده
طب تعالى معايا
على فين؟
خلعت عنه جاكيته وأجلسته على الأريكة وبدأت بعمل مساج لكتفه ورقبته
شعرمحمد بالراحة والا سترخاء يسرى فى جسده
ايه رأيك ؟ارتحت شوية
أمسك يدها وقبلها
كأن ايدك فيها سحر
طب ادخل اوضتك وناملك شوية
نظرت اليه فوجدته يغط فى النوم فأراحت جسده جيدا على الأريكة وخلعت عنه حذائه ثم ذهبت الى غرفته وأحضرت غطاءا ودثرته به
تصبح على خير يا حبيبى
تفاجأت بنفسها وهى تنطق هذه الكلمة فذهبت الى غرفتها وهى تفكرهل هى تحبه حقا ام هذا مجرد شعور بالامتنان له على ما يفعله من أجلها بلى أنها تحبه وليس من الأن فقط ولكن منذ التقت به من أربع سنوات ولكنها كانت تفتقر الى الخبرة والجراءة لتعترف لنفسها بذلك
*************************
ذهب عادل الى بيت عمته عايدة حاملا لفة بيده
مساء الخير يا عمتى
مساء النور يا حبيبى
ثم أعطاها اللفة التى يحملها
اي ده يا حبيبى؟
روحت النها ردة في شغل لدمياط وجبتلك شوية مشبك عارف انك بتحبيه
ابتسمت له عايدة وقبلته من خده
تسلملى يا حبيبي
نيرة بعتاب—طب وأنا ياخويا مفتكرتنيش
اكيد نصيبك محفوظ يا لمضة
شعرت عايدة بأنه يود التحدث معها بأمر ما ولكنه متردد
شايفة فى كلام على لسانك عايز تقوله ومتردد أنت معقول هتكسف من عمتك
اخيرا تحدث بما يعتلى به صدره
ممكن تدينى رقم مريم ؟
جفلت عايدة بعض الشئ من طلبه
عايزه لى ؟
بصراحة مش قادر اصبر أكثرمن كده كفاية صبرت لغاية ما خلصت جامعتها وعايز أعرف رأيها على الطلب اللى طلبته
نظرت اليه ساهمة ولا تدرى ماذا تفعل ثم قالت لنفسها بصوت منخفض
اعمل ايه فى الورطة دي؟
أنقذها رنين جرس الهاتف من حيرتها وعندما نظرت وجدت رقم دولى غريب وطلب منها عادل أن تفتح الاسبيكر
ألو
ماما حبيبتى وحشتينى أوى
صرخت عايدة بفرح عندما سمعت صوت ابنتها منار بعد طول غياب وتساقطت الدموع من أعينها
أنتى فين يا حبيبتي؟ هنموت من القلق عليكى
أنا فى ا0000
ثم انقطع الاتصال
