مكتملة – خمسة وعشرون قصة قصيرة فى الناضجين والناضجات mature – أفلام سكس مصري محارم جديد

كان الفندق القديم يقف على حافة المدينة كشبح أنيق من زمن مضى. جدرانه الرخامية متشققة قليلاً، والثريات الكريستالية تتأرجح ببطء في تيار هواء لا يُرى. الساعة تجاوزت منتصف الليل، والبهو شبه خالٍ إلا من صوت قطرات المطر المتتالية على الزجاج العالي، ومن رجل واحد يقف خلف مكتب الاستقبال يتثاءب.
جلست ليلى على أريكة مخملية حمراء بالية، ترتدي فستانًا حريريًا أسود يلتصق بجسدها كأنه جلد ثانٍ. في الأربعين من عمرها، لكن جسدها لا يزال مشدودًا، صدرها مرفوع بفخر، وخصرها ينثني بلطف قبل أن يتسع عند فخذيها. كانت تدخن سيجارة طويلة ببطء، تطلق الدخان نحو السقف العالي، وتنظر إلى النادل الشاب الذي يمر بصينية فضية فارغة.
كان اسمه أمير. لا يتجاوز الثالثة والعشرين، بشرته سمراء ناعمة، وشعره الأسود المجعد يتساقط على جبهته. عيناه تلتقطان نظراتها كلما مرّ، فيحمرّ وجهه قليلاً ويخفض بصره. ليلى ابتسمت. كانت تعرف هذه النظرة. نظرة الجوع المكبوت.
“يا ولد”، نادته بصوت خافت لكنه واضح، “تعالى هنا.”
اقترب أمير بخطوات مترددة. وقفت ليلى، فاقترب طولها من طوله بكعبها العالي. وضعت يدها على صدره، شعرت بدقات قلبه السريعة تحت القميص الأبيض المشدود.
“هل تعمل هنا وحدك الليلة؟”
“أيوه… يعني نعم يا فندم.”
“طيب. خدني لغرفة ٧١٢.”
ارتبك. “الغرفة دي… مش مستأجرة.”
“أعرف.” اقتربت أكثر، حتى شعر بدفء أنفاسها على رقبته. “بس أنا عايزاها الليلة.”
لم يستطع رفضها. أمسكت بيده وسحبته نحو المصعد القديم. الباب الحديدي أغلق بصوت معدني ثقيل، وصعدوا في صمت، إلا من صوت أنفاسهما المتسارعة.
في الممر الطويل المغطى بسجادة حمراء بالية، مشت ليلى أمامه، تتمايل ببطء متعمد. عند باب ٧١٢، أخرج أمير المفتاح الرئيسي بيد مرتجفة. فتح الباب، ودخلت هي أولاً.
الغرفة كانت كما تذكرتها: سرير كبير بمفرش مخملي أحمر، ستائر ثقيلة، وشرفة زجاجية تطل على المدينة المبللة بالمطر. أضاءت ليلى مصباحًا جانبيًا خافتًا، ثم التفتت إليه.
“اقفل الباب.”
أغلق الباب. اقتربت منه، وضعت يدها على خده، ثم انحنت وقبّلته. كانت قبلة جائعة، عميقة، لسانها يتسلل إلى فمه بسرعة. تأوه أمير في فمها، يداه تتحركان على ظهرها بلا خبرة.
فجأة، دفعته ليلى نحو الشرفة. فتحت الباب الزجاجي، وخرجا إلى الهواء البارد الممطر. المطر كان ينهمر بغزارة، يبلل شعرها، يلتصق الفستان الحريري بجسدها تمامًا، يبرز حلماتها المنتصبة، وخطوط جسدها كأنها عارية.
“ليلى… حنتبلّل…” قال بصوت مرتجف.
“ده اللي عايزاه.”
أمسكت بقميصه، مزقته بقوة، أزراره تتناثر على أرضية الشرفة. ثم جذبت فستانها من الصدر، مزقته بيديها حتى انقسم إلى نصفين، يتدلى عن كتفيها، يكشف عن صدرها العاري، بطنها المشدود، وفخذيها.
دفعته على كرسي حديدي مبلل، ركبت فوقه. كانت رطبة من المطر ومن شيء آخر. أمسك أمير بخصرها، عيناه مفتوحتان على وسعهما. رفعت نفسها قليلاً، ثم نزلت عليه ببطء، تأخذه كله داخلها دفعة واحدة.
تأوهت ليلى بصوت عميق، رأسها يرتفع نحو السماء الممطرة. بدأت تتحرك، ببطء أولاً، ثم أسرع. المطر يضرب جسديهما، يخلط عرقهما بمائه. كان أمير يمسك بفخذيها بقوة، أصابعه تترك علامات حمراء.
“أقوى…” همست له، صوتها مختلط بصوت المطر.
رفعها فجأة، قلبها، وضعها على حافة الشرفة، ظهرها يستند على الدرابزين الحديدي البارد. دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة تمسك بصدرها، والأخرى تغطي فمها لتخفي صراخها. لكن المطر كان أعلى صوتًا، يغطي كل شيء.
كانت ليلى تتأوه في كفه، جسدها يرتجف مع كل دفعة. المدينة تحتها تضيء بأضواء خافتة، والمطر ينهمر كأنه يحتفل بهما. شعرت به ينتفض داخلها، ثم ينفجر، يملأها بدفء حار يقاوم برودة المطر.
بقيا هكذا دقائق، يلهثان، المطر يغسلهما. ثم التفتت إليه، قبلت شفتيه المبللتين، همست:
“امسح الأرضية قبل ما حد يجي.”
ابتسم أمير بخجل، عيناه لا تزالان مبهورتين. ساعدته ليلى على الوقوف، مزقت ما تبقى من فستانها تمامًا، تركته عاريًا يقطر ماءً، ودخلا الغرفة.
أغلقت الباب خلفهما، وهي تضحك ضحكة منخفضة عميقة. كانت تعرف أنها ستعود غدًا. ربما لغرفة أخرى. ربما لنادل آخر.
لكن الليلة… الليلة كانت لأمير. وللمطر. ولغرفة ٧١٢.
جلسة علاج نفسي غير تقليدية
كانت الدكتورة سلمى في الثالثة والخمسين، لكن الزمن لم يجرؤ على لمسها إلا بلطف. شعرها الأسود الطويل لا يزال كثيفًا، ينسدل على كتفيها كستارة حريرية، وعيناها الداكنتين تخفيان وراءهما سنوات من الأسرار المسموعة. ترتدي دائمًا تنورة ضيقة فوق الركبة وبلوزة حريرية بيضاء، تُظهر لمحة من حمالة صدر دانتيل سوداء كلما انحنت قليلاً. مكتبها في الدور السابع من عمارة قديمة في وسط البلد، غرفة صغيرة ذات أريكة جلدية بنية، ومكتب خشبي ثقيل، وستائر ثقيلة تخفي ضوء الشمس بعد الظهر.
كان أحمد في الأربعين، متزوج منذ خمسة عشر عامًا، يعمل مديرًا في بنك، ويأتي إليها منذ ثلاثة أشهر بسبب “ضغوط العمل”. في الجلسة الأولى كان يجلس متصلبًا، يمسك بكوب ماء بيد مرتجفة. اليوم، الجلسة الثانية عشرة، كان أكثر استرخاءً، لكن عينيه لا تزالان تهربان من عينيها.
“إحكيلي عن زوجتك تاني، أحمد.” قالت سلمى بصوتها الهادئ الدافئ، وهي تجلس خلف المكتب، ساق فوق ساق، كعبها الأسود يتأرجح ببطء.
بدأ أحمد يتكلم بتردد: “هي… يعني كويسة، بس… ما بنمارسش كتير. هي دايمًا تعبانة، والأولاد…”
سلمى أومأت برأسها، ثم نهضت بهدوء، دارت حول المكتب، وجلست على حافته أمامه مباشرة. كان أحمد جالسًا على كرسي الزوار، ينظر إلى يديها المعتنى بهما جيدًا.
“أحمد، إنت عارف إن الجسم بيحكي قبل اللسان؟” همست، ومدت يدها بهدوء، وضعتها على فخذه. لم يتحرك. “إنت متوتر جدًا هنا.”
بدأت تفرك فخذه بلطف، بحركة دائرية بطيئة. أحمد ابتلع ريقه، عيناه مثبتتان على يدها.
“إحكيلي… إنت لما بتكون لوحدك، بتعمل إيه؟” سألته وهي ترفع يدها أعلى، حتى وصلت إلى حزام بنطاله.
“أنا… أنا ب…” صوته انقطع لما فكت زر البنطال بإصبع واحد.
“متخافش. ده سر بيننا.” همست، ونزلت السحاب ببطء. أخرجت قضيبه من البوكسر، كان منتصبًا بالفعل، ساخنًا في يدها. أمسكته بقبضة ناعمة، بدأت تحركه صعودًا ونزولًا ببطء شديد.
“إحكيلي عن أول مرة خنت فيها زوجتك بالخيال.”
تأوه أحمد، رأسه يرتفع للخلف. “كان… في المكتب… سكرتيرتي… كنت بتخيل إنها…”
“إنها إيه؟” ضغطت يدها أقوى قليلاً.
“إنها بتمصّه تحت المكتب.”
ابتسمت سلمى ابتسامة خفيفة، ثم انحنت، وضعت رأس قضيبه في فمها للحظة واحدة فقط، لسانه لفّ حوله، ثم عادت للوراء، واستمرت بيدها.
“كمل.”
بدأ أحمد يعترف بكل شيء: الأفلام الإباحية، النظر إلى زميلاته، الرغبة في الجنس الشرجي التي لم يجرؤ على طلبها، حتى خيانة حقيقية صغيرة مع جارتهم قبل سنوات. كلما زاد اعترافه، زادت سرعت يدها، حتى شعرت بقضيبه ينتفض.
“لا لسة.” قالت فجأة، وقفت، وسحبته من يده نحو الأريكة.
دفعته ليجلس، ثم ركبت فوقه، رفعت تنورتها. لم تكن ترتدي شيئًا تحتها. كانت رطبة تمامًا. أمسكت بقضيبه، وجهته، ثم نزلت عليه ببطء، تأخذه كله داخلها.
“آه…” تأوهت بصوت عميق، عيناها مغمضتان.
بدأت تتحرك، ببطء في البداية، دوائر صغيرة، ثم أسرع. يداها على صدره، تضغط، أظافرها تترك علامات حمراء تحت القميص. أحمد يمسك بفخذيها، يعض على شفتيه ليمنع صراخه.
“إنت ملكي دلوقتي، أحمد. مش هتقدر تنسى الجلسة دي.” همست في أذنه، ثم قبضت على شعره، سحبته لتقبيلها. قبلة عميقة، لسانها يرقص مع لسانه.
زادت سرعتها، الأريكة تصدر صوتًا خافتًا مع كل حركة. شعرت به ينتفض تحتها، لكنها لم تتوقف. استمرت حتى شعرت بأنفاسه تتسارع، ثم فجأة، نزلت عنه، ركعت بين رجليه، أخذته في فمها بعمق، يدها تكمل الحركة.
“دلوقتي…” همست، وهي تنظر إليه من الأسفل.
لم يستطع الصمود. انفجر في فمها، دفعات حارة قوية. سلمى ابتلعت كل شيء، ببطء، دون أن تفلت قطرة واحدة. ثم لعقت شفتيها، وقامت، رتبت تنورتها بهدوء.
أحمد جالس يلهث، عيناه مفتوحتان على وسعهما، كأنه يرى شبحًا.
“الجلسة خلصت.” قالت سلمى بصوت هادئ تمامًا، كأن شيئًا لم يحدث. “هنكمل الأسبوع الجاي. نفس الميعاد.”
وقفت، عادت إلى مكتبها، فتحت ملفه، وكتبت بخطها الأنيق:
“تقدم ملحوظ. المريض بدأ يواجه رغباته المكبوتة. نستمر في العلاج السلوكي المكثف.”
ثم رفعت عينيها إليه، وابتسمت ابتسامة صغيرة.
“ممكن تمشي دلوقتي، أحمد. ومتنساش… السر بيننا.”
وقف أحمد بصعوبة، رتّب ملابسه، وخرج من المكتب بخطوات متعثرة. في المصعد، نظر إلى انعكاسه في المرآة، ورأى علامة أظافر حمراء على رقبته.
كان يعلم أنه سيعود الأسبوع القادم. ليس للعلاج. بل لأن الدكتورة سلمى أصبحت السر الذي لا يستطيع الاعتراف به… إلا هنا.
ليلة في مكتبة الجامعة
كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة مساءً، والمكتبة الجامعية الكبيرة أغلقت أبوابها منذ ساعة. الأضواء الرئيسية مطفأة، ولم يبقَ سوى مصابيح القراءة الخافتة فوق الطاولات الطويلة، ترسم دوائر صفراء باهتة على الخشب العتيق. رائحة الكتب القديمة تملأ المكان، ورائحة الغبار المتراكم على الرفوف العالية.
الدكتورة نادية، أستاذة الأدب العربي في الثانية والستين، لا تزال هنا. شعرها الأبيض الممزوج بخيوط سوداء مربوط بضفيرة فضفاضة، ترتدي تنورة صوفية رمادية طويلة وبلوزة حريرية بيج، ونظاراتها الرفيعة معلقة على صدرها بحبل ذهبي. جسدها لم يفقد امتلاءه، صدرها ثقيل، خصرها لا يزال واضحًا، ومؤخرتها ممتلئة تحت القماش.
أمامها كان يقف كريم، طالب السنة الرابعة، الشاب الموهوب الذي يكتب الشعر ويحفظ المعلقات عن ظهر قلب. في الثانية والعشرين، طويل القامة، نحيف، شعره الأسود يتدلى على جبهته، وعيناه الداكنتين مليئتان بالإعجاب والرغبة المكبوتة.
“يا دكتورة، الكتاب ده… مش موجود في القائمة.” قال كريم بصوت خافت، وهو يحمل مجلدًا جلديًا قديمًا بعنوان «اللذة في الشعر الجاهلي».
ابتسمت نادية ابتسامة عريضة، أخذت الكتاب من يده، فتحته على صفحة محددة.
“تعالى، نقرأه مع بعض… بس بهدوء، محدش يسمع.”
سحبته من يده إلى الرواق الضيق بين رفوف الأدب القديم. الظلام يكاد يغلب، إلا من ضوء مصباح بعيد. وقفت نادية وظهرها للرف، فتحت الكتاب، وبدأت تقرأ بصوت منخفض مثير:
“وَإِذَا مَا أَرَادَتْ لَذَّةً تَجِدُ الْكَسَّ مَبْلُولاً كَوَادِي النَّهرِ…”
كريم ابتلع ريقه، عيناه مثبتتان على شفتيها. اقتربت نادية خطوة، وضعت الكتاب جانبًا على الرف، ثم رفعت تنورتها ببطء حتى ركبتيها.
“كمل إنت، يا كريم… بس مش باللسان.”
ركع كريم أمامها على الفور، كأنما كان ينتظر هذه اللحظة منذ سنوات. رفع التنورة أكثر، كشف عن فخذيها البيضاوين الناعمين، ثم عن كسّها المحلوق بعناية، الشفرات الخارجية ممتلئة، وردية غامقة، مبللة بالفعل. شمّ رائحتها أولاً، رائحة امرأة ناضجة، ثقيلة، مثيرة. ثم مدّ لسانه، لعق الشفرة اليمنى ببطء من الأسفل إلى الأعلى.
تأوهت نادية تأوهًا خافتًا، يدها على رأسه، تضغط بلطف. “آه… كده… زي ما الشاعر قال…”
كريم لم يتوقف. فتح شفتي كسّها بإصبعين، كشف عن البظر المنتفخ، لعقه بحركات دائرية، ثم دخل لسانه داخلها، يتحرك كأنه يشرب من نبع. كانت نادية ترجف، ساقاها مفتوحتان أكثر، ظهرها يستند على الكتب القديمة، صفحاتها تتكسر تحت ضغط جسدها.
“كفاية…” همست فجأة، سحبته من شعره لأعلى، “عايزة أحس بقضيبك دلوقتي.”
سحبته إلى طاولة المراجع الطويلة في منتصف القاعة. دفعته ليجلس على الكرسي، ثم رفعت تنورتها تمامًا، جلست فوقه ووجهه لها. فكت بنطاله بسرعة، أخرجت قضيبه، كان منتصبًا بشدة، طويلًا، رأسه أحمر لامع، عروقه بارزة. مسكته بيدها، دلكته مرتين، ثم وجهته إلى كسّها.
نزلت عليه ببطء، تأخذه سنتيمترًا سنتيمترًا. كسّها الدافئ، المبلول، يبتلع قضيبه كله حتى يختفي تمامًا. تأوهت بصوت أعلى هذه المرة، رأسها مرفوع للخلف.
“ياااه… كبير أوي…”
بدأت تتحرك، صعودًا ونزولاً، ببطء أولاً، ثم أسرع. صدرها يهتز تحت البلوزة، حلماتها واضحتان من خلال القماش. كريم يمسك بمؤخرتها بقوة، يداه تغوصان في اللحم الناعم، يساعدها على الحركة.
“أقوى، يا دكتورة…” همس.
قامت نادية فجأة، قلبته، وضعته مستلقيًا على الطاولة بين الكتب المفتوحة. ركبت فوقه مرة أخرى، لكن هذه المرة ظهرها له. أمسك قضيبه، أدخلته في كسّها من الخلف، وبدأت ترتفع وتنزل بعنف. صوت لحمهما يصطدم ببعضه يتردد في المكتبة الفارغة، مع صوت أنفاسهما المتسارعة.
“آه… هأجيب…” قال كريم فجأة.
“جوه… جوه كسي…” ردت نادية بصوت مبحوح.
زادت سرعتها، حتى شعرت بقضيبه ينتفض داخلها، ينفجر بدفعات حارة قوية، يملأ كسّها تمامًا. توقفت، جسدها يرتجف، ثم نزلت عنه ببطء. قضيبه لا يزال منتصبًا، لامعًا بمائها ومنيه.
ركعت بين رجليه، أخذته في فمها، مصّت ما تبقى من المني، ثم لعقت كسّها من على قضيبه حتى نظفته تمامًا.
قامت، رتبت تنورتها، أعادت النظارات إلى عينيها.
“الجلسة خلصت، يا كريم. بكرة هنكمل شرح المعلقة الثانية… ومعاها قصيدة جديدة.”
نظر كريم إليها مبهورًا، لا يزال يلهث.
“حاضر، يا دكتورة.”
ابتسمت نادية، أخذت الكتاب الجلدي، ومشيت بهدوء نحو الباب الخلفي.
“وامسح الطاولة قبل ما تمشي. مش عايزة حد يلاحظ بقع.”
اختفى صوت كعبها في الرواق الطويل، تاركةً كريم وحيدًا بين الكتب، قضيبه لا يزال نصف منتصب، ورائحة كسّها تملأ أنفه.
كان يعلم أنه سيعود غدًا. ليس للشعر فقط. بل لأن الدكتورة نادية كانت أجمل قصيدة لم يقرأها أحد سواه.
رحلة قطار ليلية
كان القطار الليلي يقطع الظلام بسرعة منتظمة، صوت العجلات على القضبان يتكرر كإيقاع هادئ: طق-طق… طق-طق… كأنه نبض قلب عملاق يحمل الركاب إلى مدن لا يعرفونها بعد. المقصورة رقم 8 في العربة الدرجة الأولى كانت صغيرة، سريرين مفردين أحدهما فوق الآخر، وطاولة صغيرة بينهما، ونافذة كبيرة تطل على حقول نائمة تحت ضوء قمر شاحب.
جلس سامي، رجل الأعمال في الخمسين، يرتدي بدلة رمادية مفتوحة الأزرار، ربطة عنقه مفكوكة، وكأس ويسكي في يده. شعره الأسود الممزوج بالشيب قصير وأنيق، وجهه متعب من صفقات النهار، لكنه لا يزال وسيمًا بطريقة رجولية صلبة. كان يعتقد أنه سيسافر لوحده.
ثم فُتح الباب.
دخلت منى. امرأة في الأربعين، طويلة، ترتدي معطفًا أسود طويلًا، وتحته فستان حريري أحمر داكن يلتصق بجسدها كأنه صُبّ عليها. شعرها الأسود الطويل مفكوك، وعيناها خضراوان غامضتان، وشفتاها مطليتان بلون النبيذ. حملت حقيبة يد صغيرة فقط، ونظرت إليه بنظرة هادئة لكنها تخترق.
“آسفة… دي مقصورتي.” قالت بصوت منخفض دافئ، وأغلقت الباب خلفها.
جلس سامي مستقيمًا. “أهلًا… أنا كنت فاكر إني لوحدي.”
“كنت أتمنى كده برضو.” ردت وهي تخلع معطفها ببطء، تكشف عن كتفيها العاريين وصدرها الممتلئ الذي يكاد يخرج من فتحة الفستان. جلست على السرير السفلي المقابل له، وضعت ساقًا فوق ساق، فارتفع الفستان قليلًا، يكشف عن فخذ أبيض ناعم.
بدأ الحديث بسيطًا. عن الرحلة، عن الجو البارد، عن سبب سفر كل منهما. ثم، بعد الكأس الثانية من الويسكي الذي شاركته معه، انفتحت الجراح.
“أنا مطلقة من شهرين.” قالت منى فجأة، وهي تنظر إلى النافذة. “كان عندي كل حاجة… بيت، عربية، أولاد… بس هو قرر إن حياته أحلى مع واحدة أصغر بعشرين سنة.”
سامي أومأ ببطء. “أنا كمان… زوجتي سابتني من سنة. قالت إني متجوز الشغل مش متجوزها.”
ضحكا ضحكة مريرة صغيرة. ثم صمت. صمت ثقيل، مليء بما لم يُقال.
اقتربت منى، جلست بجانبه على السرير السفلي. وضعت يدها على فخذه. لم يتحرك. نظر إليها، فرأى في عينيها شيئًا لم يره منذ زمن: رغبة صريحة، بلا خجل.
“عايز تنسى؟” همست.
“أيوه.” رد بصوت خافت.
قبلته. قبلة بطيئة، عميقة، لسانها يتسلل إلى فمه كأنها تبحث عن شيء مفقود. يداه تحركتا على ظهرها، ثم نزلتا إلى مؤخرتها، ضغطا عليها بقوة. تأوهت في فمه.
قامت، أغلقت مصباح المقصورة، تاركةً ضوء القمر فقط يتسلل من النافذة. خلعت فستانها ببطء، وقفت عارية أمامه. جسدها ناضج، ممتلئ في الأماكن الصحيحة، بطنها ناعم، صدرها ثقيل، حلماتها داكنة ومنتصبة. ثم ركعت بين رجليه، فكت بنطاله، أخرجت قضيبه. كان كبيرًا، سميكًا، منتصبًا بالكامل. أخذته في فمها، مصّته ببطء، لسانها يدور حول الرأس، يدها تدلك الجذع.
تأوه سامي، يده على شعرها. ثم سحبها لأعلى، قلبها، وضعها على السرير على بطنها. ركع خلفها، فتح ساقيها، لعق كسّها أولاً، ثم مؤخرتها. كانت مبللة تمامًا، كسّها يقطر، وفتحة مؤخرتها تضيق وتتسع مع كل لمسة لسانه.
“عايزة إيه؟” سألها بصوت خشن.
“عايزاك في طيزي…” همست، وهي ترفع مؤخرتها له.
أخرج من حقيبته زجاجة صغيرة من الزيت (كان يحملها دائمًا في رحلاته الطويلة). صبّ الزيت على قضيبه، ثم على فتحتها. دلكها بإصبعين أولاً، دخلها ببطء، فتأوهت بصوت عميق. ثم ثلاثة أصابع. كانت مستعدة.
وضع رأس قضيبه على فتحتها، ضغط ببطء شديد. دخل سنتيمترًا سنتيمترًا. كانت ضيقة، حارة، تضغط عليه بقوة. توقف عندما شعر بمقاومتها، ثم تقدم أكثر. حتى اختفى قضيبه كله داخل مؤخرتها.
“آه… يا ****…” صرخت منى، لكن صوت العجلات غطّى صرخاتها: طق-طق… طق-طق…
بدأ يتحرك. بطيء، عميق، منتظم. يخرج حتى الرأس، ثم يدخل كله مرة أخرى. يدها بين ساقيها، تفرك بظرها بسرعة. صدرها يهتز على المفرش، شعرها مبعثر على الوسادة.
“أقوى…” همست.
زاد السرعة تدريجيًا. صوت لحمه يصطدم بمؤخرتها يختلط بصوت القطار. كانت تتأوه بصوت مكتوم في الوسادة، جسدها يرتجف، ساقاها مفتوحتان على أوسع مدى. شعر بها تنقبض عليه بقوة، ثم ترتجف بعنف، تصل إلى النشوة، مائها يسيل على فخذيها.
لم يتوقف. استمر بنفس الإيقاع البطيء العميق حتى شعر بقضيبه ينتفض. دفن نفسه فيها بعمق، ثم انفجر داخل مؤخرتها، دفعات حارة قوية، يملأها حتى يفيض المني على فخذيها.
بقيا هكذا دقائق. القطار لا يزال يسير. صوت العجلات لا يتوقف. ثم خرج منها ببطء، استلقى بجانبها. التفت إليه، قبلته قبلة طويلة.
“شكرًا.” همست.
“ده أنا اللي بشكرك.” رد وهو يبتسم لأول مرة منذ أشهر.
ناما متعانقين على السرير الضيق، القطار يهزهما بلطف، والعجلات تستمر في غنائها: طق-طق… طق-طق…
في الصباح، عندما وصلا إلى المحطة، نزلت منى أولاً. لم يتبادلا أرقامًا. لم يسألا عن أسماء عائلية. فقط نظرة أخيرة، وابتسامة صغيرة.
كانت ليلة واحدة. ليلة نسيا فيها الطلاق، والألم، والوحدة. ليلة كانت أجمل من كل الزيجات التي عاشاها.
جلسة تصوير فوتوغرافي
كان الاستوديو في الدور العلوي من عمارة قديمة في الزمالك، جدرانه بيضاء تمامًا، أرضيته خشبية لامعة، وخلفية ورقية بيضاء ممتدة من السقف إلى الأرض كشلال ناعم. الإضاءة ناعمة، ثلاثة مصابيح كبيرة موجهة بعناية، وكاميرا Hasselblad موضوعة على حامل ثقيل. رائحة الورق الجديد والحرارة المنبعثة من المصابيح تملأ المكان.
الدكتورة لمى، مصورة فوتوغرافية في الثانية والخمسين، تقف خلف الكاميرا. شعرها الأسود القصير مبعثر قليلاً، ترتدي قميصًا أبيض رجالي كبير الحجم مفتوح الأزرار حتى منتصف صدرها، وتحته حمالة صدر سوداء دانتيل تبرز صدرها الممتلئ الثقيل. بنطال جينز ضيق يحتضن خصرها الممتلئ ومؤخرتها المدورة. قدماها حافيتان، أظافرها مطلية بلون أحمر غامق.
أمامها، على الخلفية البيضاء، يقف طارق. رجل أعمال في الأربعين المتأخرة، جسده رياضي مشدود، عضلات بطنه واضحة، ذراعاه قويان، وشعر صدره الأسود المتناثر يصل حتى أسفل بطنه. عاري تمامًا. قضيبه نصف منتصب من البرد والإثارة معًا، يتدلى ثقيلًا بين فخذيه.
“ارفع ذقنك شوية… أيوه كده… نظرة قوية للكاميرا.” قالت لمى بصوت هادئ مركّز، وهي تضغط على زر التصوير. كليك… كليك…
كان طارق قد طلب جلسة تصوير عاري لألبوم شخصي، شيء “جريء” يقدمه لنفسه بعد طلاقه الأخير. لمى وافقت فورًا. منذ اللحظة الأولى التي خلع فيها ملابسه، شعرت بفمها يجف وركبتيها ترتجفان.
“تعالى نقرب شوية.” قالت فجأة، وتركت الكاميرا، مشت نحوه بخطوات بطيئة. وقفت أمامه مباشرة، على بعد سنتيمترات. رفع عينيه إليها. كانت أقصر منه بقليل، لكن وجودها كان أكبر من الاستوديو كله.
“بارد؟” سألته وهي تمرر إصبعها على صدره، من الترقوة إلى أسفل بطنه، توقفت قبل أن تلمس قضيبه.
“لا… حارّ دلوقتي.” رد بصوت خشن.
ابتسمت لمى، فكّت زرًا آخر من قميصها، ثم زرًا ثالثًا، حتى انفتح القميص تمامًا. خلعته ببطء، وقفت بحمالة الصدر والجينز فقط. صدرها يرتفع وينخفض مع أنفاسها المتسارعة.
“خليني أسخّنك أكتر.”
ركعت أمامه، أمسكت بقضيبه بكلتا يديها، دلكته ببطء حتى انتصب بالكامل، طويلًا، سميكًا، رأسه أحمر لامع. فتحت فمها، أخذته حتى حلقها، مصّته بعمق، لسانها يدور حول العروق. طارق تأوه، يده على رأسها، أصابعه تغوص في شعرها.
ثم قامت، خلعت الجينز والكيلوت بسرعة، وقفت عارية. جسدها ممتلئ، بطنها ناعم بدوران خفيف، فخذاها قويان، كسّها محلوق نظيف، شفراته الخارجية ممتلئة وردية غامقة، مبلل بالفعل.
“استلقي على الخلفية.” أمرته.
استلقى طارق على الأرض البيضاء، ظهره على الورق الناعم. ركبت لمى فوقه، وجهها للكاميرا، أمسكت بقضيبه، دلكته على شفرات كسّها أولاً، ثم نزلت عليه ببطء. كسّها يبتلعه كله، ضيق، حار، يضغط عليه من كل الجهات.
“آه… يا لهوي…” تأوهت وهي تبدأ تتحرك، صعودًا ونزولاً، ببطء في البداية. صدرها يهتز، حلماتها السوداء المنتصبة ترتفع وتنخفض. قطرات عرق صغيرة بدأت تتكون على جبهتها، ثم تسيل على خدّها، تسقط على صدر طارق.
زادت السرعة. صوت لحمهما يصطدم ببعضه يتردد في الاستوديو الفارغ. طارق يمسك بخصرها، يداه تغوصان في لحمها الناعم، يساعدها على الحركة. لمى تنظر إلى الكاميرا، عيناها نصف مغمضتين، فمها مفتوح، تلهث.
“هتجيب؟” سألته وهي تتحرك أسرع.
“قريب…” رد وهو يعض على شفته.
قامت فجأة، قلبته، جعلته يركع خلفها. ظهرها مقوّس، مؤخرتها مرفوعة، كسّها يقطر. أمسك طارق بقضيبه، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة على خصرها، والأخرى تمسك بصدرها، يعصره بقوة.
“أقوى… أقوى…” كانت تصرخ الآن، صوتها يتردد على الجدران البيضاء.
كل دفعة كانت ترسل قطرات عرق من جسديهما، تسقط على الخلفية البيضاء، تترك بقعًا صغيرة شفافة. واحدة سقطت على عدسة الكاميرا، شوهت الرؤية قليلاً، لكن لمى لم تهتم. كانت في عالم آخر.
شعرت بقضيبه ينتفض داخلها، ثم ينفجر، دفعات حارة قوية، يملأ كسّها حتى يفيض المني على فخذيها. توقفت، جسدها يرتجف، ثم انهارت على الخلفية، تلهث.
طارق استلقى بجانبها. كلاهما مغطى بالعرق، الخلفية البيضاء ملطخة ببقع عرق ومني وماء كسّها. الكاميرا لا تزال تصور، تسجل كل شيء.
بعد دقائق، قامت لمى، مشت حافية إلى الكاميرا، ضغطت على زر الإيقاف. ثم عادت، ركعت بجانبه، قبلت شفتيه قبلة طويلة.
“الصور هتبقى تحفة.” همست وهي تمسح قطرة عرق من جبهته.
“أنا عايز نسخة.” رد وهو يبتسم.
“هتبقى عندك نسخة… وأكتر من كده.” قالت وهي تمسك بقضيبه مرة أخرى، تدلكه ببطء.
كان الاستوديو لا يزال حارًا. والخلفية البيضاء لم تعد بيضاء تمامًا. لكن الصور… الصور كانت ستكون أجمل ما التقطته لمى في حياتها.
لقاء في حفل زفاف سابق
كان حفل الزفاف في فندق ماريوت القاهرة، قاعة كبيرة مزينة بأزهار بيضاء وأضواء ذهبية خافتة. الموسيقى تصدح بأغنية «يا أنا يا أنت» لعمرو دياب، والناس يضحكون، والعروس ترقص مع والدها. لينا، الأم المطلقة في الأربعين وخمسة أشهر بالضبط، تقف على طرف القاعة بفستان أسود طويل ضيق، مكويّ بعناية، يبرز خصرها الذي عاد إليه بعد سنوات من الرياضة اليومية. شعرها الأسود القصير مربوط بمشبك لؤلؤ صغير، وعيناها محاطتان بكحل خفيف، لكن الدموع كانت تكاد تتساقط منذ ساعة.
فجأة، رأته.
عماد. والد العروس أيضًا، طليقها منذ ثماني سنوات. يرتدي بدلة سوداء أنيقة، ربطة عنقه حمراء داكنة، شعره أصبح أكثر شيبًا، لكنه لا يزال طويل القامة، عريض المنكبين، ونفس الابتسامة المائلة التي كانت تذيبها يومًا ما. كان يحمل كأس شمبانيا وينظر إليها من بعيد. عيناهما التقتا، وتوقف الزمن لثانية.
اقترب منها ببطء، متجاوزًا الراقصين.
«مبروك بنتنا.» قال بصوت خافت.
«مبروك ابننا.» ردت لينا، صوتها يرتجف.
وقفا صامتين دقيقة، ينظران إلى العروس التي تدور في وسط القاعة، ثم التفت إليها:
«ممكن نخرج شوية؟»
أومأت برأسها دون كلام.
سحبها من يدها بهدوء، مشيا بين الطاولات، ثم خرجا من باب جانبي إلى ممر ضيق يؤدي إلى غرفة الملابس الخاصة بالعروسين. كانت الغرفة فارغة الآن، مليئة بالملابس المعلقة، المرايا الكبيرة، وأكياس الهدايا. أغلق عماد الباب خلفهما، قفل القفل بصوت خفيف.
لم يتكلم أحد.
اقتربت لينا خطوة، ثم ضربت صدره بقبضتها، ليس بقوة، بل كأنها تتأكد أنه حقيقي.
«ليه سبتني؟» همست، والدموع تنهمر أخيرًا.
أمسك وجهها بكلتا يديه، مسح دموعها بإبهامه.
«كنت غبي.»
ثم قبَلها.
قبلة جائعة، عنيفة، كأنهما يحاولان استعادة ثماني سنوات في ثانية واحدة. لساناهما يتلاقيان بسرعة، أنفاسهما مختلطة، أيديهما تتحرك بلا وعي. لينا مزّقت ربطة عنقه، فكّت أزرار قميصه بسرعة، أظافرها تخدش صدره. عماد جذب فستانها من الصدر، مزّقه من الأعلى حتى الخصر، القماش الأسود يتمزق بصوت عالٍ، يكشف عن حمالة صدر سوداء وحلماتها المنتصبة.
«يا لينا…» تأوه وهو ينزل على ركبتيه، يقبّل بطنها، يداه تفتحان سحاب الفستان من الخلف، يتركه يسقط على الأرض. وقفت عارية إلا من الكيلوت الأسود الدانتيل والكعب العالي.
رفعها بسهولة، وضعها على طاولة التجميل الكبيرة أمام المرآة. المرايا تعكس أجسادهما من كل زاوية. فكّ بنطاله، أخرج قضيبه، كان منتصبًا بشدة، أكبر مما تذكره، رأسه لامع. لينا مدّت يدها، مسكته، دلكته مرتين، ثم جذبت رأسه نحوها.
«جوا دلوقتي… مش قادرة أستنى.»
فتح ساقيها، مزّق الكيلوت بيد واحدة، ثم دخلها دفعة واحدة. كسّها كان مبللاً منذ ساعات، يبتلع قضيبه كله بسهولة. صرخت لينا صوتًا مكتومًا، رأسها يرتفع للخلف، دموعها تسيل على خديها.
«آه… عماد… أقوى…»
بدأ ينيكها بعنف، الطاولة تهتز تحتهما، علب المكياج تسقط على الأرض. يداها على ظهره، أظافرها تغرز في لحمه، تترك خطوطًا حمراء. كلما دخل عميقًا، كانت تتذكر ليلة في شقتهم القديمة، ليلة قال فيها «هتفضلي للأبد معايا». دموعها اختلطت بالعرق.
«أنا لسة بحبك.» همس وهو يقبّل رقبتها.
«وأنا كمان… يا ريتني ما سبتك.» ردت بصوت مبحوح.
غيّر الوضع، قلبها، وضعها على ركبتيها على الطاولة، مؤخرتها مرفوعة. دخلها من الخلف، يد واحدة تمسك بخصرها، والأخرى تسحب شعرها للخلف. المرآة أمامهما تعكس وجهها المحمر، عيناها المغمضتين، فمها المفتوح. كانت تبكي وتتأوه في نفس الوقت.
«هأجيب…» قالت فجأة، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه بقوة.
«معايا…» رد وهو يزيد السرعة.
انفجرا معًا. قضيبه ينتفض داخلها، يملأها بدفعات حارة، بينما هي تصرخ اسمَه، دموعها تسيل على الطاولة. بقيا هكذا دقائق، يلهثان، أجسادهما ملتصقة، عرقانة، ممزقة الملابس.
ثم التفتت إليه، قبّلته قبلة بطيئة، مالحة من الدموع.
«مش هنسيب بعض تاني.» قال وهو يمسح دمعة من خدها.
«مش هنسيب.» ردت.
في الخارج، كانت الموسيقى لا تزال تصدح، والعروس ترقص، والناس يضحكون. لكن في غرفة الملابس، كان هناك زواج جديد يولد من تحت الأنقاض. زواج بلا ورق، بلا شهود، بلا خوف. فقط هما، ودموع الذكريات، وقطع قماش ممزقة على الأرض.
جلسة يوغا خاصة
كان الاستوديو الصغير في شقة على النيل في المعادي مغلقًا تمامًا، الستائر الخيزران مغلقة، ضوء شمس الغروب يتسلل من بين الخطوط الرفيعة ليرسم خطوطًا ذهبية على الأرضية الخشبية. رائحة البخور الهندي تملأ المكان، وصوت أنغام أوم خافتة تخرج من مكبر صوت صغير في الزاوية. السجادات الزرقاء مرتبة بدقة، وفي المنتصف سجادة كبيرة رمادية، ناعمة، دافئة.
الأستاذة سحر، في الخمسين وثلاثة أشهر، تقف حافية القدمين، ترتدي ليقنز أسود لامع يلتصق بفخذيها القويين ومؤخرتها المشدودة، وتوب رياضي أبيض قصير يكشف عن بطنها المسطفط وبعض التموجات الناعمة التي تثبت أنها امرأة عاشت ومارست واستمتعت. شعرها الأسود الطويل مربوط بذيل حصان عالٍ، وعيناها بنيتان دافئتان، لكن فيهما بريق شقي لا يخطئ.
أمامها، منى، المتزوجة منذ اثنتي عشرة سنة، في الخامسة والثلاثين، جالسة على ركبتيها. ترتدي ليقنز رمادي وتوب وردي فاتح، جسدها رشيق لكن فيه امتلاء أنثوي واضح عند الصدر والمؤخرة. شعرها البني مفكوك، وجهها محمر قليلاً من الخجل والحرارة معًا.
“النهاردة هنشتغل على التنفس العميق، يا منى.” قالت سحر بصوت هادئ لكنه عميق، كأن كل كلمة تهز الهواء. “هنفتح الشاكرا الجذر والشاكرا الجنسية… مع بعض.”
اقتربت سحر، جلست خلف منى مباشرة، ظهرها لظهر منى، ثم مدت يديها حول خصرها، وضعت كفّيها على بطنها السفلي.
“شهيق… زفير…” همست في أذنها.
بدأت منى تتنفس ببطء، تشعر بدفء يدي سحر يتسلل إلى جلدها. ثم حركت سحر يديها للأعلى، تحت التوب، حتى وصلت إلى حمالة الصدر، فكّتها بإصبع واحد، ثم أنزلت التوب والحمالة معًا. صدر منى انكشف، حلماتها الوردية منتصبة من البرد والإثارة.
“ده جزء من التمرين…” همست سحر وهي تقبّل كتف منى بلطف، “تحرير الطاقة.”
قامت سحر، وقفت أمام منى، خلعت توبها ببطء، كشفت عن صدرها الكبير الثقيل، حلماتها بنية داكنة، منتصبة. ثم جلست على ركبتيها أمامها، وجهها مقابل وجه منى.
“وضعية الطفل السعيد… بس بطريقتنا.”
دفعت منى بلطف لتستلقي على ظهرها، ثم رفعت ساقيها للأعلى، فتحتهما على شكل V. جلست سحر بينهما، ليقنزها الوحيد المتبقي. بدأت تفرك كسّها فوق القماش على كسّ منى، بحركات دائرية بطيئة، كأنها تؤدي وضعية “الجسر” لكن بطريقة أخرى.
“شهيق… احبسي النفس… زفير…” كانت تُردد، وكل زفير كانت تضغط أقوى.
منى بدأت تتأوه، يداها تمسكان بالسجادة. سحر خلعت ليقنزها بسرعة، ثم ليقنز منى، كشفت عن كسّها المحلوق، مبلل تمامًا، شفراته الداخلية وردية لامعة. انحنت سحر، لعقت كسّ منى من الأسفل للأعلى، توقفت عند البظر، مصّته بلطف، ثم دخلت لسانها داخلها.
“آه… أستاذة…” تأوهت منى، ظهرها يتقوس.
“بلاش أستاذة… قولي سحر.” همست وهي تُدخل إصبعين داخل كسّ منى، تتحرك ببطء.
بعد دقائق، غيّرت الوضع. استلقت سحر على ظهرها، رفعت ساقيها، فتحتهما. منى ركعت بينهما، انحنت، شمّت كسّ سحر أولاً – رائحة امرأة ناضجة، ثقيلة، لذيذة – ثم بدأت تلعقه بنهم، لسانها يدور حول البظر، أصابعها تدخل وتخرج. سحر تمسك رأس منى، تضغطها أقوى، تتأوه بصوت عميق.
“أيوه… كده… يا منى…”
ثم، في لحظة واحدة، تحركتا معًا، استلقتا على جنبهما، كل واحدة وجهها مقابل كسّ الأخرى، في وضعية 69 مثالية على السجادة الرمادية. أفخاذ سحر القوية تضغط على وجه منى، وأفخاذ منى الناعمة تفتحان أكثر لسحر. لعقا بعضهما بنفس الإيقاع، أصوات المصّ والتأوه تمتزج مع صوت الأنغام الهندية.
سحر أدخلت إصبعين في كسّ منى، وإصبعًا ثالثًا في طيزها، تحركهم معًا. منى فعلت الشيء نفسه، لسانها لا يتوقف. بدأتا ترتجفان في نفس الوقت، أجسادهما تتصلب، ثم تنفجران معًا، ماء كسّ كل منهما يسيل على وجه الأخرى، يختلط مع اللعاب.
بقيتا هكذا دقائق، يلهثان، يلعقان ما تبقّى بلطف، يقبّلان الفخذ الداخلي، يداعبان الشفرات بأطراف أصابعهما.
أخيرًا، جلست سحر، سحبت منى إلى حضنها، قبّلت جبينها.
“الجلسة خلصت… لكن التنفس العميق لسة مكمّل.”
منى ابتسمت، وجهها لامع، عيناها مغمضتان نصف إغماضة.
“أنا هاجي كل يوم… مش بس الثلاثاء.”
ضحكت سحر ضحكة منخفضة، قبلت شفتيها قبلة طويلة، طعم كسّها لا يزال في فمها.
“الاستوديو مفتوح لكِ… في أي وقت.”
خارج الشقة، كان النيل يجري بهدوء، والشمس قد غربت تمامًا. داخل الاستوديو، كانت هناك امرأتان، عريقتان، متعانقتان على سجادة رمادية، يتنفسان بعمق… عمقًا لم تعرفه منى حتى مع زوجها في اثنتي عشرة سنة.
ليلة في كازينو
كان الكازينو في فندق سميراميس يغلي بالضوضاء: صوت الروليت يدور، ضحكات اللاعبين، موسيقى خافتة، ورائحة السجائر الممزوجة بالعطور الغالية. الطاولة الرئيسية للبوكر Texas Hold’em كانت مضاءة بضوء أخضر قاتم، والجو مشحون بالتوتر. آخر جولة في البطولة، وكل الأنظار على لاعبين اثنين فقط.
ريم، لاعبة بوكر محترفة في الأربعين بالضبط، تجلس بثقة مطلقة. شعرها الأسود القصير مفرود تمامًا، ترتدي فستانًا أحمر لامعًا قصيرًا جدًا، يبرز فخذيها الطويلين وصدرها الممتلئ. عيناها سوداوان حادتين، وشفتاها مطليتان بلون الكرز الداكن. أمامها كومة هائلة من الرقائق الملونة – مليون ونص جنيه مصري على الأقل.
أمامها، مراد، رجل أعمال في الخمسين، وسيم بطريقة قاسية، بدلة سوداء مفتوحة الأزرار، ساعة رولكس لامعة، ونظراته لا تفارق وجه ريم منذ ساعات. كان يعتقد أنه سيفوز. لكن ريم ابتسمت ابتسامة صغيرة، رمت آخر بطاقتين: Full House. انتهى الأمر.
الكازينو صاح بالتصفيق. ريم جمعت الرقائق بهدوء، وقفت، نظرت إليه مباشرة.
“مبروك.” قال مراد بصوت خشن، لكنه لم يبدُ منزعجًا. بل كان في عينيه شيء آخر.
“شكرًا.” ردت، وهي تميل قليلًا، يكاد صدرها يلامس الطاولة. “بس أنا عايزة أحتفل… معاك.”
لم يقل كلمة. وقف، أشار لها بيده. صعدا بالمصعد الزجاجي إلى الجناح الملكي في الدور الثلاثين. الباب انفتح على غرفة فخمة، طاولة بوكر صغيرة في المنتصف، أريكة جلدية، بار مفتوح، ونافذة بانورامية تطل على النيل المضاء.
أغلق مراد الباب، قفل القفل. ريم لم تنتظر. مشت إلى طاولة البوكر، رمت حقيبتها، ثم بدأت ترمي الرقائق من كومة فوزها على الطاولة الخضراء، ببطء متعمد.
“هنلعب جولة تانية؟” سألته وهي ترفع حاجبها.
“مش بوكر.” رد وهو يقترب، يخلع جاكيته، يرميه على الأريكة.
اقتربت منه، وضعت يدها على صدره، فكّت ربطة عنقه ببطء، ثم مزّقت قميصه بقوة، الأزرار تتناثر على الأرض كالرقائق. قبّلته قبلة عنيفة، لسانها يغزو فمه، أنيابها تعضّ شفته السفلى. يداه نزلتا على فستانها، جذباه من الأسفل، مزّقه من الأعلى حتى الخصر، القماش الأحمر يتمزق بسهولة، يكشف عن جسدها العاري تمامًا – لا حمالة صدر، لا كيلوت. فقط الكعب العالي الأسود.
“كنتِ مستعدة.” همس وهو ينظر إلى كسّها المحلوق، مبلل بالفعل.
“من أول ما شفتك.” ردت وهي تدفعه على كرسي الطاولة.
ركبت فوقه، فتحت بنطاله بسرعة، أخرجت قضيبه – كبير، سميك، منتصب بشدة، عروقه بارزة. مسكته بيدها، دلكته مرتين، ثم نزلت عليه ببطء، كسّها يبتلعه كله حتى يختفي. تأوهت بصوت عميق، رأسها يرتفع للخلف.
“آه… يا مراد…”
بدأت تتحرك، صعودًا ونزولًا، بقوة، الكرسي يهتز تحتها. الرقائق تتطاير من الطاولة مع كل حركة، تسقط على الأرض، على فخذيهما، على صدرها. مراد يمسك بمؤخرتها، يعصّها بقوة، يترك علامات حمراء.
قامت فجأة، دارت، وضعت يديها على الطاولة، مؤخرتها مرفوعة له. مراد وقف خلفها، أمسك قضيبه، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة على خصرها، والأخرى تسحب شعرها. كل دفعة كانت ترسل موجة من الرقائق تتساقط، الأحمر والأزرق والأخضر يتناثر حولهما كأمطار ملونة.
“أقوى… أقوى…” كانت تصرخ، صوتها يتردد في الجناح الفارغ.
غيّر الوضع مرة أخيرة. رفعها، وضعها مستلقية على طاولة البوكر، الرقائق تحت ظهرها، على صدرها، بين فخذيها. فتح ساقيها على أوسع مدى، دخلها بعمق، ينيكها بسرعة جنونية. عيناهما مثبتتان في بعضهما، عرق يسيل من جبهته على صدرها.
“هأجيب…” قالت ريم، جسدها يرتجف.
“معايا…” رد وهو يزيد السرعة.
انفجرا معًا. قضيبه ينتفض داخل كسّها، يملأها بدفعات حارة قوية، بينما هي تصرخ، أظافرها تغرز في ذراعيه، مائها يسيل على الطاولة الخضراء، يختلط بالرقائق.
بقيا هكذا دقائق، يلهثان، الرقائق متناثرة حولهما كأن إعصارًا ضرب الطاولة. ثم ضحكت ريم ضحكة منخفضة، قبلت شفتيه.
“أحلى فوز في حياتي.”
مراد ابتسم، مسح خصلة شعر مبللة من وجهها.
“وأحلى خسارة.”
في الصباح، عندما فتحت عاملة النظافة الباب، وجدت الجناح هادئًا، السرير لم يُستخدم، لكن طاولة البوكر كانت كارثة: رقائق في كل مكان، فستان أحمر ممزق، قميص رجالي مقطّع، وبقع بيضاء لزجة على اللباد الأخضر.
ابتسمت العاملة، أغلقت الباب بهدوء.
كانت تعرف أن بعض الألعاب… لا تُلعب بالبطاقات فقط.
جلسة تدليك علاجي
كان المنتجع الصحي في فندق فور سيزونز القاهرة هادئًا تمامًا في الساعة التاسعة مساءً. الإضاءة خافتة، ذهبية دافئة، رائحة زيت اللافندر والياسمين تملأ الغرفة الخاصة. طاولة التدليك مغطاة بمفرش أبيض ناعم، مناشف دافئة مطوية بعناية، وموسيقى ماء جارٍ تتدفق من مكبر صوت مخفي.
داليا، المديرة التنفيذية في الخمسين بالضبط، تدخل الغرفة مرتدية روب حمام أبيض قصير، مفتوح قليلاً من الأمام يكشف عن بداية صدرها المشدود. جسدها لا يزال كأنه في الأربعين: بطن مسطح، خصر محدد، فخذان قويان من ساعات الجيم اليومية. شعرها الأسود الطويل مبلل قليلاً من الدش، وعيناها بنيتان غامقتان، مليئتان بالسلطة والرغبة المكبوتة.
أمامها يقف ياسين، المدلك الشاب، لا يتجاوز السابعة والعشرين. بشرته سمراء ناعمة، عضلات ذراعيه بارزة تحت التيشيرت الأبيض الضيق، وبنطاله الأسود يرسم خطوط جسد رياضي مشدود. عيناه خجولتان، لكنه لا يستطيع إخفاء انتفاخ بنطاله منذ أن رآها تدخل.
“جلسة كاملة، ساعة ونص.” قالت داليا بصوت هادئ لكنه آمر، وهي تتخلص من الروب ببطء، تتركه يسقط على الأرض. تقف عارية تمامًا أمامه، جسدها لامع قليلاً من الكريم، حلماتها بنية داكنة منتصبة، كسّها محلوق بعناية، شفراته الخارجية ممتلئة.
ياسين ابتلع ريقه، أشار إليها أن تستلقي على بطنها. بدأ يسكب الزيت الدافئ على ظهرها، يديه الكبيرتان تتحركان ببطء من كتفيها إلى أسفل ظهرها، يضغطان بلطف على العضلات المتوترة. كانت داليا تتنهد تنهيدات خافتة مع كل ضغطة، مؤخرتها ترتفع قليلاً كأنها تدعوه.
“الفخذين كمان.” همست.
نزل ياسين بيديه إلى فخذيها، يفركهما ببطء، أصابعه تلامس أطراف كسّها من الخلف. كانت مبللة بالفعل، ليس من الزيت فقط. دارت داليا فجأة، استلقت على ظهرها، فتحت ساقيها قليلاً.
“كمل هنا.” قالت وهي تنظر إليه مباشرة.
توقف ياسين لثانية، ثم سكب الزيت على بطنها، يديه تتحركان صعودًا إلى صدرها. فرك حلماتها بأطراف أصابعه، يدور حولهما، يعصرهما بلطف. تأوهت داليا، ظهرها يتقوس.
“خلّص التدليك.” همست، وسحبت رأسه للأسفل.
فهم ياسين. خلع تيشيرته وبنطاله بسرعة، قضيبه منتصب بشدة، طويل وسميك، رأسه لامع. صبّ الزيت على قضيبه، دلكه بيده، ثم صبّ المزيد على صدرها وبطنها. ركب فوقها على الطاولة، وضع قضيبه بين صدرها المشدود، بدأ يتحرك ببطء، ينيك صدرها، الزيت يجعل كل شيء لامعًا وزلقًا.
“آه… ياسين…” تأوهت وهي تمسك صدرها بيديها، تضغط عليه أكثر.
ثم نزل للأسفل، وضع رأس قضيبه على شفرات كسّها، فركهما أولاً، يدور حول البظر، ثم دخلها ببطء شديد. كسّها كان ضيقًا، حارًا، يضغط عليه من كل الجهات. توقف عندما وصل للنهاية، ثم بدأ يتحرك ببطء عميق، يخرج كله ويدخل كله، كأنه يستمتع بكل سنتيمتر.
داليا تمسك بأكتافه، أظافرها تغرز في لحمه، عيناها مغمضتان، فمها مفتوح. الزيت يسيل من جسديهما، يقطر على الطاولة، يصدر صوتًا خافتًا مع كل حركة.
“أبطأ…” همست، “عايزة أحس بكل لحظة.”
أطاعها. حركاته أصبحت أبطأ، أعمق، يدور داخلها، يضغط على نقاط لم تعرفها من قبل. كانت تلهث، جسدها يرتجف، الزيت يلمع على بشرتها كأنها تمثال ذهبي.
غيّر الوضع. رفعها بلطف، جلس هو على الطاولة، وجلسها فوقه، ظهرها لصدره. أمسك خصرها، أنزلها على قضيبه مرة أخرى، يدخلها من الخلف ببطء. يداه على صدرها، يعصرهما، يدور على الحلمتين. بدأت داليا تتحرك بنفسها، دوائر بطيئة، مؤخرتها تلامس بطنه، الزيت يجعل كل شيء زلقًا.
“هأجيب…” همست فجأة.
“استني…” رد وهو يوقفها، يخرج قضيبه ببطء.
قامت، استلقت على ظهرها مرة أخرى، فتحت ساقيها على أوسع مدى. دخلها مرة أخيرة، بطيء، عميق، عيناهما في بعضهما. زاد السرعة تدريجيًا، لكن بقي الإيقاع هادئًا، محسوبًا.
“جوا…” همست، “بس لأ… على صدري.”
في اللحظة الأخيرة، خرج منها، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها مرة أخرى. ثلاث حركات فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها المشدود، على حلماتها، على رقبتها، حتى وجهها. كمية كبيرة، لزجة، تلمع تحت الضوء الذهبي مع الزيت.
بقي يلهث فوقها، ثم انهار بجانبها على الطاولة الضيقة. داليا مسحت بعض المني بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء، وهي تنظر إليه.
“الجلسة كانت ممتازة.” قالت بصوت هادئ.
ياسين ابتسم بخجل، وجهه محمر.
“متشكر، مدام داليا.”
“مش مدام.” ردت وهي تقوم، تلف المنشفة حولها ببطء. “داليا بس. وهتبقى جلسة أسبوعية… بنفس التفاصيل.”
أومأ برأسه، عيناه لا تزالان على صدرها اللامع.
في الخارج، كان النيل يجري بهدوء، والليل يغطي القاهرة. داخل الغرفة، كانت طاولة التدليك مغطاة ببقع زيت ومني، ورائحة الياسمين لا تزال عالقة… وريمة صغيرة ابتسامة على شفتي داليا وهي تغادر: كانت تعلم أنها لن تحتاج إلى مدلك آخر أبدًا.
لقاء في معرض فني
كان المعرض في قاعة «سريال» بوسط البلد، بعد ساعة الإغلاق الرسمي. الأضواء خُفّضت إلى الحد الأدنى، تترك ظلالاً طويلة على الجدران البيضاء، والحراس انسحبوا بهدوء بعد أن طمأنتهم صاحبة المعرض بأنها ستقفل بنفسها. رائحة التربنتين والزيت المخلوط بالعرق القديم تملأ المكان، وصوت خطوات كعبين عاليين يتردد على الأرضية الرخامية.
الفنانة لمى، في الثانية والستين، تقف أمام لوحتها الأخيرة: امرأة عارية مستلقية على سرير أحمر، جسدها مغطى ببقع زيتية زرقاء وصفراء، كأنها تذوب في القماش. لمى نفسها ترتدي فستاناً أسود طويلاً من الحرير الخام، مفتوح الظهر حتى أسفل الخصر، شعرها الأبيض الفضي مفكوك، وعيناها خضراوان حادتين كأنها لا تزالان في الثلاثين.
أمامها يقف الدكتور حازم، جامع التحف الشهير، في الخامسة والستين، بدلة رمادية داكنة، لحية بيضاء مشذبة، ونظارات ذهبية دقيقة. كان قد اشترى ثلاث لوحات منها من قبل، لكنه اليوم لم يأتِ ليشتري.
«اللوحة دي… الجسد فيها مش مجرد لحم.» قال حازم بصوت خافت، وهو يقترب خطوة. «فيها روح بتتحرك تحت الجلد.»
لمى ابتسمت ابتسامة جانبية، اقتربت منه حتى أصبحا على بعد أنفاس.
«وإنت عايز تحس بالروح دي… ولا بالجلد؟»
لم يرد بالكلام. مد يده، لمس طرف اللوحة بإصبعه، ثم مرر نفس الإصبع على كتف لمى العاري. كان هناك بقعة زيت أزرق صغيرة على اللوحة، انتقلت إلى أصابعه، ثم إلى بشرتها.
«خلينا نكمل النقاش… بعيد عن الأنظار.» همست، وأمسكت بيده، سحبته خلف الستارة الحمراء الثقيلة التي تفصل بين قاعة العرض وغرفة التحضير.
ما إن أغلقت الستارة حتى اندفعا في بعضهما. حازم جذبها من خصرها، قبّلها بعنف، لسانها يلاقي لسانه بنفس الجوع. لمى فكّت أزرار قميصه بسرعة، أظافرها تخدش صدره الأبيض المشعر. حازم شدّ فستانها من الظهر، القماش انشق بسهولة، سقط على الأرض، تاركاً إياها عارية تماماً إلا من عقد لؤلؤ طويل يتدلى بين ثدييها الكبيرين المتدليين قليلاً بثقل السنين واللذة.
ركع حازم أمامها، رفع إحدى ساقيها على كتفه، دفن وجهه في كسّها. كان مبللاً، شفراته الخارجية ممتلئة، طعمه مالح حلو. لمى تمسكت رأسه، تضغط، تتأوه بصوت مكتوم:
«آه… كده… زي ما كنت باحلم وأنا برسم…»
ثم سحبته للأعلى، دفعته على الأرض بين علب الزيت والفرش المتناثرة. ركبت فوقه، فتحت بنطاله، أخرجت قضيبه – سميك، منتصب، رأسه أحمر غامق. مسحت إصبعها في علبة زيت أزرق مفتوحة، دهنت قضيبه كله، ثم دهنت كسّها. نزلت عليه ببطء، تأخذه كله، كسّها يبتلعه حتى القاعدة.
بدأت تتحرك، دوائر بطيئة أولاً، ثم أسرع. كل حركة كانت ترسل قطرات زيت تتطاير، زرقاء، صفراء، حمراء، تتلطخ على بطنها، على صدره، على فخذيهما. حازم يمسك ثدييها، يعصرهما، يترك بصمات زيتية على الحلمتين البنيتين.
قلبตำها، وضعها على ظهرها بين الفرش والألوان. رفع ساقيها على كتفيه، دخلها بعمق، ينيكها بإيقاع ثابت. كل دفعة كانت تطلع صوت رطب من الزيت والماء معاً. لمى تمد يدها، تغمس أصابعها في علبة زيت أحمر، تدهن بها صدره، ثم صدرها، ثم وجهه. أجسادهما أصبحت لوحة حية، ألوان تختلط، تتداخل، تتساقط.
«هأجيب…» تأوهت لمى، ظهرها يتقوس، كسّها ينقبض عليه بقوة.
«معايا…» رد حازم، وهو يزيد السرعة.
انفجرا معاً. قضيبه ينتفض داخلها، يملأها بدفعات حارة، بينما هي تصرخ صرخة مكتومة، مائها يختلط بالزيت، يسيل على الأرض. بقيا يلهثان، أجسادهما مغطاة بطبقات الألوان، كأنهما خرجا للتو من إحدى لوحاتها.
بعد دقائق، قامت لمى، مشت حافية إلى لوحتها الكبيرة، غمست إصبعها في المني المتبقي على فخذها، ثم وضعت بصمة صغيرة على زاوية اللوحة، بجانب توقيعها.
«دي هتبقى اللمسة الأخيرة.» قالت وهي تنظر إليه بابتسامة.
حازم وقف، قبّل كتفها المزيت.
«هشتريها… بأي سعر.»
«مش للبيع.» ردت وهي تضحك ضحكة خافتة. «دي لينا بس.»
في الصباح، عندما فتحت عاملة النظافة الباب، وجدت الستارة مفتوحة، الأرض ملطخة ببقع ألوان زيتية، ولوحة العارية لا تزال معلقة… لكن في الزاوية السفلية، بصمة إصبع صغيرة بيضاء لزجة، جافة الآن، تتلألأ تحت الضوء.
لم تقل شيئاً. مسحت الأرض بهدوء، وتركت اللوحة كما هي.
كانت تعرف أن بعض الأعمال الفنية… تُكتمل بلمسة لا يمكن لأحد غيرهما أن يضعها.
رحلة بحرية سرية
كان اليخت «لونا» يقطع البحر الأحمر بهدوء مخيف، بعيدًا عن أي ضوء ساحلي. القمر في محاقه، والسماء مظلمة إلا من نجوم كثيفة تنعكس على الماء الأسود كأنها ماس مبعثر. المحرك يعمل بصوت خافت منتظم، والريح الباردة تهب على السطح العلوي المكشوف. لا أحد على متن السفينة سواهما.
الكابتن سامح، في الخمسين ونص، يقف خلف عجلة القيادة في الكابينة العلوية. قميص أبيض مفتوح حتى صدره، بنطال كتان بيج، قدماه حافيتان على الخشب الدافئ. ذراعاه قويتان من سنين البحر، شعره الأسود الممزوج بالشيب مبعثر بالريح، وعيناه زرقاوان كأنهما جزء من البحر نفسه.
في الأسفل، على السطح الأمامي، تقف سيرين. راكبة وحيدة، في الأربعين، حجزت اليخت كاملاً لليلتين «للراحة». ترتدي فستانًا أبيض شفافًا قصيرًا، لا شيء تحته، الريح تلتصق به بجسدها كأنها تُعانقه. شعرها الأسود الطويل يتطاير، وجسدها يرتجف قليلاً من البرد… أو من شيء آخر.
خرج سامح من الكابينة، أغلق الباب خلفه، ومشى نحوها ببطء. وقفت سيرين، التفتت، نظرت إليه مباشرة.
«الجو حلو الليلة.» قالت بصوت منخفض، لكنه قطع الصمت كسكين.
«أحلى دلوقتي.» رد وهو يقترب حتى أصبح على بعد أنفاس.
لم يتكلما أكثر. مدت سيرين يدها، لمست صدره، مررت أصابعها على الشعر الخشن. سامح أمسك خصرها بكلتا يديه، جذبه للأمام، قبّلها. قبلة عميقة، مالحة من رذاذ البحر، لسانها يلاقي لسانه بنفس الجوع. يداه نزلتا على مؤخرتها، رفع الفستان من الخلف، كشف أنها عارية تمامًا.
دفعها بلطف حتى استندت على درابزين السطح الأمامي، ظهرها للبحر. ركع سامح أمامها، رفع الفستان للأعلى، دفن وجهه بين فخذيها. كسّها كان مبللاً، طعمه مالح ممزوج برائحة البحر. لعقه ببطء، لسانُه يدور حول البظر، ثم يدخل داخلها. سيرين تمسك الدرابزين بقوة، رأسها مرفوع للسماء، تتأوه بصوت يختلط بصوت الأمواج.
«سامح… عايزاك دلوقتي…»
قام، خلع قميصه وبنطاله بسرعة. قضيبه منتصب بشدة، كبير، رأسه لامع من رذاذ البحر. رفعها بسهولة – كانت خفيفة في ذراعيه – وضعها على الأريكة الجلدية البيضاء في مقدمة السطح. فتح ساقيها، وضع رأس قضيبه على شفرات كسّها، فركهما أولاً، ثم دخلها دفعة واحدة بطيئة.
«آه… يا ****…» تأوهت سيرين، ظهرها يتقوس، يديها تمسكان بكتفيه.
بدأ يتحرك. بطيء، عميق، مع كل دفعة كان اليخت يهتز بلطف بفعل الأمواج، كأن البحر نفسه يشاركهما الإيقاع. الأمواج ترتفع، تهز الأريكة، تجعل قضيبه يدخل أعمق في لحظات غير متوقعة. سيرين تتأوه بصوت عالٍ، لا تخاف أحد يسمع – لا أحد هنا سوى البحر والنجوم.
قلبها، وضعها على ركبتيها على الأريكة، مؤخرتها مرفوعة للأعلى. دخلها من الخلف، يد واحدة على خصرها، والأخرى تمسك ثدييها من الأمام. كلما ارتفع الموج، كان يدخل أعمق. اليخت يهتز، أجسادهما تهتز، عرق البحر يختلط بعرقهما.
«أقوى…» همست سيرين، وهي تدفع مؤخرتها للخلف.
زاد السرعة، ينيكها بعنف الآن، صوت لحمهما يصطدم يختلط بصوت الأمواج. سيرين تمد يدها للأسفل، تفرك بظرها بسرعة، جسدها يرتجف.
«هأجيب…» صرخت، وجسدها انقبض، كسّها يضغط على قضيبه بقوة، ماؤها يسيل على فخذيها وعلى الأريكة.
لم يتوقف. استمر بنفس العنف حتى شعر بقضيبه ينتفض. خرج في اللحظة الأخيرة، قلبها على ظهرها مرة أخرى، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها. حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط برذاذ البحر.
بقيا يلهثان، اليخت لا يزال يهتز بلطف على الأمواج. سامح استلقى بجانبها، سحبها إلى صدره. سيرين مسحت بعض المني بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء، وهي تنظر إليه.
«أحلى رحلة في حياتي.» همست.
«لسه الليل طويل.» رد وهو يقبّل جبينها.
في الأفق، بدأت أول خيوط الفجر تظهر، لكن اليخت استمر في البحر، بعيدًا عن كل شيء. لم يكن هناك جدول، لا وجهة، لا عودة محددة. فقط هما، والبحر، والأمواج التي ستظل تهز أجسادهما… حتى يقررا هما متى تنتهي الرحلة.
جلسة كتابة سيرة ذاتية
كان المكتب في شقة قديمة في جاردن سيتي، النوافذ مفتوحة على النيل، والستائر الخفيفة تتمايل مع نسمة نوفمبر الباردة. الساعة تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل، والمدينة نائمة تحت ضباب خفيف. على المكتب الخشبي الكبير، لابتوب مفتوح على صفحة Word، وكوب قهوة بارد منذ ساعات، ودفاتر مليئة بخط يد أنثوي دقيق.
نورا، كاتبة السير الذاتية في الأربعين بالضبط، تجلس على كرسيها الجلدي، ترتدي قميص نوم حريري أسود قصير، مفتوح الأزرار حتى السرة، ولا شيء تحته. ساقاها ممدودتان على المكتب، أظافر قدميها مطلية بلون أحمر غامق، وشعرها البني المموج مبعثر على كتفيها. عيناها مثبتتان على الشاشة، حيث تكتب الفصل الثامن من سيرة رجل الأعمال الشهير «كريم الشريف».
أمامها، على الأريكة المقابلة للمكتب، يجلس كريم نفسه. في الثامنة والأربعين، بدلة سوداء مفتوحة، ربطة عنقه مفكوكة، قميصه مفتوح حتى منتصف صدره المشعر. كان قد جاء لـ«مراجعة النص»، لكن منذ ساعة وهما يعيشان كل سطر تكتبه نورا، حرفيًا.
نورا توقفت عن الكتابة، رفعت عينيها إليه.
«الفصل الجاي… فيه مشهد جريء جدًا.» قالت بصوت هادئ لكنه يحمل نبرة تحدٍّ. «في اليونان، على يخت، مع عشيقته السرية… شرجي لأول مرة.»
كريم ابتسم ابتسامة بطيئة، وقف، مشى نحوها.
«يعني لازم نعيشه عشان يطلع صادق؟»
«بالظبط.» ردت، وقامت، دارت حول المكتب، وقفت أمامه. «مش هكتب حاجة ما جربتها بنفسي.»
أمسك كريم وجهها بكلتا يديه، قبّلها بعنف، لسانها يلاقي لسانه بنفس السرعة. نورا فكّت حزام بنطاله، أنزلته مع البوكسر، قضيبه منتصب بالفعل، كبير، سميك، عروقه بارزة. مسكته بيدها، دلكته ببطء وهي تنظر في عينيه.
«زي ما كتبت… بطيء في الأول.»
دفعها كريم بلطف حتى استندت على المكتب، رفع قميص النوم من الخلف، كشف مؤخرتها المستديرة. ركع خلفها، فتح خديها بيديه، لعق فتحتها أولاً، لسانه يدور حول الحلقة الضيقة، ثم دخل بلطف. نورا تأوهت، يديها تمسكان حافة المكتب، أصابعها تضغط على الخشب.
«آه… كده…»
قام، فتح درج المكتب، أخرج زجاجة زيت للتدليك كانت تستخدمها للكتابة الطويلة. صبّ الزيت على قضيبه، دلكه جيدًا، ثم صبّ المزيد على فتحتها، أدخل إصبعًا واحدًا أولاً، ثم اثنين، يحركهما ببطء. نورا ترجف، ظهرها يتقوس أكثر.
«كريم… دلوقتي…»
وضع رأس قضيبه على فتحتها، ضغط ببطء شديد. دخل سنتيمترًا سنتيمترًا، توقف كلما شعر بمقاومتها، ثم تقدم أكثر. حتى اختفى قضيبه كله داخلها. نورا صرخت صرخة مكتومة، رأسها يرتفع، دموع لذة في عينيها.
«ياااه… كبير أوي…»
بدأ يتحرك. بطيء، عميق، منتظم. يخرج حتى الرأس، ثم يدخل كله مرة أخرى. المكتب يهتز تحتهما، الأوراق تتساقط، كوب القهوة ينقلب، اللابتوب يهتز لكن الشاشة لا تزال مفتوحة على الصفحة:
«…وكان الألم في البداية حادًا، لكنه تحول تدريجيًا إلى لذة لم يعرفها من قبل…»
كريم يمسك خصرها بقوة، يزيد السرعة تدريجيًا. نورا تمد يدها للأسفل، تفرك بظرها بسرعة، أنفاسها متقطعة.
«أقوى… زي ما كتبت…»
استجاب. بدأ ينيكها بعنف الآن، المكتب يصدر صوتًا مع كل دفعة، الأدراج تفتح وتغلق، كتب تسقط على الأرض. نورا تصرخ بصوت عالٍ، لا تخاف أحد يسمع – الشقة فارغة، والنيل وحده يشهد.
«هأجيب… كريم… هأجيب…»
جسدها انقبض، مؤخرتها تضغط على قضيبه بقوة، ترتجف بعنف، ماؤها يسيل على فخذيها وعلى المكتب. كريم لم يتوقف، استمر بنفس العنف حتى شعر بقضيبه ينتفض. دفن نفسه فيها بعمق، ثم انفجر داخل مؤخرتها، دفعات حارة قوية، يملأها حتى يفيض المني على فخذيها.
بقيا هكذا دقائق، يلهثان، الم102
خرج منها ببطء، استلقيا على الأرض بين الأوراق المتناثرة. نورا التفتت إليه، قبلته قبلة طويلة.
«الفصل خلصان.» همست.
كريم ضحك ضحكة خافتة، مسح خصلة شعر من وجهها.
«أحلى سيرة هتكتبيها في حياتك.»
قامت نورا، جلست على المكتب مرة أخرى، فتحت اللابتوب، كتبت السطر الأخير:
«…وفي تلك اللحظة، عرف أن اللذة الحقيقية ليست في امتلاك العالم، بل في أن يُمتلك هو… تمامًا.»
أغلقت اللابتوب، التفتت إليه.
«الفصل التاسع بكرة… فيه مشهد في طائرة خاصة.»
كريم ابتسم، جذبها إلى حضنه.
«أنا جاهز.»
في الخارج، كان النيل لا يزال يجري، والمدينة نائمة. داخل الشقة، كان هناك كاتبة ورجل… يكتبان سيرتهما معًا، سطرًا بسطر، ليلة بليلة، بأجسادهما قبل أصابعهما.
ليلة في مسرح مهجور
كان مسرح «الهناجر» مغلقًا منذ سنوات، أبوابه موصدة، لافتة «مغلق للترميم» معلقة على الباب الحديدي. لكن الليلة، في الحادية عشرة والنصف، انفتح الباب الجانبي بصرير خافت، ودخلت هند، الممثلة الأسطورية في الثالثة والخمسين، ترتدي معطفًا أسود طويلًا فوق فستان أحمر قديم من مسرحية «ليلة الدم» التي أخرجها منذ عشرين عامًا. شعرها الأسود المصبوغ بالحناء مربوط بضفيرة فضفاضة، وعيناها مكحلتان كما كانت على الخشبة يومذاك.
خلفها، دخل عادل، المخرج، في الثامنة والخمسين، بنفس الجاكيت الجلدي الأسود الذي كان يرتديه في البروفات، لحيته البيضاء مشذبة، وفي يده ملف قديم متهالك، صفحاته صفراء.
«الخشبة لسة زي ما هي.» قال بصوت خشن، وهو يشعل مصباحًا يدويًا صغيرًا، يضيء دائرة ضوء على الخشبة المغبرة.
هند خلعت المعطف، وقفت في وسط الدائرة بفستانها الأحمر الضيق، الذي لا يزال يناسبها تمامًا. رفعت ذراعيها كما في المشهد الأخير.
«مستعد تعيد المشهد معايا؟» سألته، وصوتها يتردد في القاعة الفارغة.
عادل أغلق الباب الحديدي، قفل القفل، ثم صعد على الخشبة ببطء. وقف خلفها، كما كان يقف في المسرحية، يده على كتفها.
«من أول السطر.» همس.
بدأت هند تتكلم بنص المشهد القديم:
«أنا مش هسيبك تاني… مهما حصل.»
عادل رد بنفس النص:
«وأنا مش هسيبك… حتى لو الموت وقف قدامنا.»
لكن هذه المرة، لم يتوقف عند النص. أدارها إليه، قبّلها. قبلة حقيقية، عميقة، جائعة، لم تكن في النص أبدًا. هند استجابت فورًا، يداها تفتحان جاكيته، تزقّانه على الأرض. عادل جذب الفستان من الصدر، مزّقه بقوة، القماش الأحمر يتمزق بصوت عالٍ في الصمت، يكشف عن صدرها العاري، حلماتها بنية داكنة منتصبة.
ركع أمامها، رفع الفستان من الأسفل، كشف أنها لا ترتدي شيئًا تحته. دفن وجهه بين فخذيها، لعق كسّها بنهم، لسانه يدور حول البظر، يدخل داخلها. هند تمسك رأسه، تضغط، تتأوه بصوت يملأ المسرح:
«آه… عادل… زي ما كنت بحلم كل ليلة…»
ثم سحبته للأعلى، دفعته على الأرض الخشبية الباردة. فتحت بنطاله، أخرجت قضيبه، كان منتصبًا بشدة، أكبر مما تذكره. ركبت فوقه، وجهته إلى كسّها، نزلت عليه ببطء، تأخذه كله. بدأت تتحرك، صعودًا ونزولًا، الفستان الممزق يتدلى عن كتفيها، صدرها يهتز مع كل حركة.
عادل يمسك خصرها، يدفع للأعلى، يقابل حركتها. الخشبة تصدر صوتًا خافتًا تحت أجسادهما، كأن المسرح نفسه يتنهد.
قلبها، وضعها على ظهرها في وسط الدائرة الضوئية. رفع ساقيها على كتفيه، دخلها بعمق، ينيكها بقوة. هند تصرخ، صوتها يتردد في المقاعد الفارغة:
«أقوى… أقوى… خلّيني أحس إني لسة عايشة…»
غيّر الوضع مرة أخيرة. وقفت هند، استندت على العمود الخشبي القديم في منتصف الخشبة، مؤخرتها مرفوعة. عادل وقف خلفها، بلّل قضيبه بمائها، ثم دخل كسّها من الخلف بعنف. يد واحدة تمسك ثدييها، والأخرى تسحب شعرها. كل دفعة كانت تهز العمود، تهز الستائر المغبرة.
«هأجيب…» صرخت هند، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه.
«معايا…» رد عادل، ودفن نفسه فيها بعمق، ثم انفجر داخلها، دفعات حارة قوية، يملأها حتى يفيض المني على فخذيها وعلى الخشبة.
انهارا معًا على الأرض، يلهثان، الضوء اليدوي لا يزال يضيء دائرة صغيرة حولهما. هند التفتت إليه، قبلت شفتيه قبلة طويلة، مالحة من العرق.
«كان نفسي نعمل المشهد ده… من عشرين سنة.» همست.
عادل مسح دمعة من خدها.
«دلوقتي عملناه… ومحدش شاف غير المسرح.»
قاما ببطء، ارتديا ما تبقى من ملابسهما. هند أخذت قطعة من الفستان الممزق، وضعتها في جيبه.
«ذكرى.» قالت.
عادل أطفأ المصباح، فتح الباب الحديدي. خرجا إلى الشارع الفارغ، المسرح يغلق خلفهما بصرير طويل.
في الصباح، عندما جاء عمال الترميم، وجدوا الخشبة نظيفة… إلا من بقعة صغيرة لزجة في منتصف الدائرة الضوئية، وبجانبها قطعة قماش أحمر ممزقة.
لم يسألوا. كانوا يعرفون أن بعض المشاهد… تبقى على الخشبة إلى الأبد.
لقاء في حديقة نباتية
كانت الحديقة النباتية في الجيزة مغلقة للجمهور منذ الخامسة مساءً، لكن الباب الخلفي للبيت الزجاجي الاستوائي كان مفتوحًا قليلاً، يتسلل منه ضوء القمر الفضي على الأوراق اللامعة. الرطوبة عالية، الهواء ثقيل برائحة التربة الرطبة والأزهار الغريبة، وصوت الماء يقطر من الأنابيب المعلقة فوق النباتات.
الدكتورة منال، بستانية الحديقة في الخمسين ونص، تقف وسط الممر الضيق بين النباتات الاستوائية، ترتدي قميصًا قطنيًا أبيض مفتوح الأزرار حتى منتصف صدرها، وبنطال كتان بيج ضيق يبرز خصرها المشدود ومؤخرتها الممتلئة. شعرها الأسود الممزوج بالشيب مربوط بضفيرة طويلة، وعلى وجهها نظارات دائرية صغيرة. في يدها دفتر ملاحظات، وأمامها نبات غريب بأوراق قلبية خضراء داكنة وزهور صفراء صغيرة تُعرف باسم «زهرة الشهوة الأمازونية».
بجانبها يقف الدكتور طارق، عالم نبات في الثامنة والأربعين، جاء خصيصًا من الإسكندرية لدراسة هذا النبات النادر. قميص هاواي أزرق مفتوح، بنطال شورت كاكي، قدماه في صندل جلدي. عيناه لا تفارقان منال منذ أن دخل البيت الزجاجي قبل ساعة.
«الدراسات بتقول إن المادة الفعالة في الزهرة دي بتزيد إفراز الدوبامين والتستوستيرون في الدم بنسبة ٣٧٪ خلال نص ساعة.» قال طارق بصوت علمي، لكنه كان يقترب منها خطوة مع كل كلمة.
منال ابتسمت ابتسامة جانبية، قطفت زهرة صغيرة، شمّتها بعمق، ثم مدتها له.
«جرب بنفسك.»
أخذها طارق، شمّها، ثم وضعها في فمه، مضغها ببطء. منال فعلت الشيء نفسه. بعد دقائق، شعرا بالحرارة تنتشر في أجسادهما، نبضات القلب تتسارع، والرغبة تشتعل كالنار.
منال أغلقت دفتر الملاحظات، رمتّه على الأرض، ثم جذبت طارق من قميصه، قبّلته قبلة جائعة. لسانها يغزو فمه، طعم الزهرة لا يزال في أفواههما. طارق فكّ أزرار قميصها بسرعة، كشف عن صدرها العاري، حلماتها بنية داكنة منتصبة كأنها زهور صغيرة. مصّها بعنف، يداه تنزلان على بنطالها، تفكّانه، ينزلانه مع الكيلوت.
وقفت منال عارية وسط النباتات، جسدها لامع من الرطوبة، كسّها محلوق، شفراته الخارجية ممتلئة وردية غامقة، مبلل بالفعل. طارق خلع ملابسه كلها، قضيبه منتصب بشدة، أكبر مما كان يتوقع، رأسه لامع.
دفعها منال بلطف حتى استندت على طاولة خشبية مغطاة بأوراق نباتات كبيرة. فتحت ساقيها على أوسع مدى، جذبت رأسه للأسفل. طارق لعق كسّها بنهم، لسانه يدور حول البظر، يدخل داخلها، يشرب منها كأنه يشرب من نبع. منال تتأوه بصوت عالٍ، يتردد في البيت الزجاجي، يخلط بصوت قطرات الماء.
«كفاية…» همست، وسحبته للأعلى.
استلقت على الطاولة، الأوراق الناعمة تحت ظهرها. طارق صعد فوقها، وضع رأس قضيبه على شفراتها، فركهما أولاً، ثم دخلها دفعة واحدة. كسّها كان حارًا، ضيقًا، يضغط عليه بقوة. بدأ يتحرك ببطء، يخرج كله ويدخل كله، كل حركة ترسل أوراقًا تتساقط حولهما.
منال تمسك بمؤخرته، تدفعه أعمق، أظافرها تغرز في لحمه.
«أقوى… عايزة أحس بالتأثير كله…»
زاد السرعة، الطاولة تهتز، النباتات حولهما ترتجف، كأن الحديقة كلها تشاركهما. طارق ينزل على حلماتها، يمصّها، يعضّها بلطف. منال تفرك بظرها بيدها، أنفاسها متقطعة.
قلبها فجأة، وضعها على ركبتيها على الأرض الرطبة بين النباتات. دخلها من الخلف، يد واحدة على خصرها، والأخرى تمسك ثدييها. كل دفعة كانت تهز النباتات، تسقط قطرات ماء على ظهرها، تبرد بشرتها الحارة.
«هأجيب…» صرخت منال، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يسيل على الأرض الترابية.
طارق لم يتوقف، استمر حتى شعر بقضيبه ينتفض. خرج في اللحظة الأخيرة، قلبها على ظهرها مرة أخرى، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها. حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط بقطرات الماء والعرق.
بقيا يلهثان وسط النباتات، الأوراق تلتصق بأجسادهما، رائحة الزهرة لا تزال قوية. منال مسحت بعض المني بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء.
«التأثير فعلاً ٣٧٪؟» سألته وهي تضحك.
طارق ضحك، قبل جبينها.
«لا… أعتقد ٣٧٠٪.»
قاما ببطء، ارتديا ملابسهما المبللة. منال أخذت زهرة أخرى، وضعتها في جيبه.
«للرحلة.» قالت.
طارق أمسك يدها، خرجا من البيت الزجاجي بهدوء. الباب أغلق خلفهما، والحديقة عادت لصمتها… لكن النباتات بقيت ترتجف قليلاً، كأنها تتذكر ما حدث بين أوراقها. وفي الصباح، عندما جاءت العاملة، وجدت بقعة بيضاء لزجة على طاولة الدراسة، وبجانبها زهرة صفراء مفتوحة تمامًا… كأنها تبتسم.
جلسة علاج بالروائح
كانت غرفة العلاج في الدور الأرضي من فيلا قديمة في المعادي، النوافذ مغطاة بستائر كتان بيج، والإضاءة شموع صغيرة فقط تتراقص على الرفوف الخشبية. الهواء دافئ، ثقيل برائحة زيت الياسمين الممزوج باللبان والنعناع الحار. مفرش السرير قطن أبيض ناعم، وفوقه مناشف دافئة مطوية بعناية، وطاولة جانبية عليها زجاجات زيوت عطرية صغيرة بألوان مختلفة.
لينا، معالجة الروائح في الأربعين بالضبط، تقف حافية القدمين، ترتدي فستانًا أبيض شفافًا طويلاً، مفتوح الجانبين حتى أعلى الفخذ، ولا شيء تحته. جسدها مشدود، صدرها ممتلئ، خصرها محدد، وشعرها الأسود الطويل مفكوك على ظهرها. عيناها بنيتان دافئتان، لكن فيهما بريق شقي لا يخطئ.
على سرير العلاج، تستلقي سارة، مريضتها الجديدة، في الثلاثين، جاءت لـ«تخفيف التوتر». ترتدي روب حمام أبيض فقط، فتحته قليلاً من الأمام، يكشف عن بداية صدرها وبطنها المسطح. شعرها البني مبلل من الدش، وجسدها يرتجف قليلاً من البرد والترقب معًا.
«النهاردة هنشتغل على الشاكرا الجنسية.» قالت لينا بصوت هادئ كأنه همسة، وهي تختار زجاجة صغيرة لونها برتقالي داكن. «زيت الياسمين مع القرفة والزنجبيل… بيفتح الطاقة من تحت.»
صبّت قطرات على كفّيها، فركتهما معًا، ثم بدأت من كاحلي سارة، تدلك بلطف صاعدة إلى ساقيها. الزيت دافئ، رائحته حارة، تجعل الجلد يحمر قليلاً. سارة تنهدت تنهيدة عميقة، عيناها نصف مغمضتين.
لينا وصلت إلى أعلى الفخذين، فتحت الروب تمامًا، كشفت عن جسد سارة العاري. صبّت المزيد من الزيت على بطنها السفلي، فركته بحركات دائرية، أصابعها تلامس أطراف كسّها من حين لآخر. سارة تأوهت، ساقاها تفتحان أكثر دون أن تُطلب منها.
«ده جزء من العلاج…» همست لينا، وهي تخلع فستانها ببطء، تقف عارية أمامها. صدرها الكبير، حلماتها بنية منتصبة، كسّها محلوق نظيف، مبلل بالفعل.
ركعت على السرير بين ساقي سارة، صبّت زيتًا آخر – لونه أحمر غامق – على صدرها، فركته على حلماتها، ثم نزلت إلى كسّها، دلكت الشفرات الخارجية بلطف، فتحتهما بإصبعين، صبّت قطرة داخلية مباشرة على البظر. سارة انتفضت، صرخت صرخة خافتة.
«آه… لينا…»
لينا انحنت، لعقت الزيت من بظرها، لسانها يدور ببطء، ثم دخل داخلها. سارة تمسك رأسها، تضغط، تتأوه بصوت عالٍ. بعد دقائق، صعدت لينا، استلقت بجانبها، فتحت ساقيها.
«دورك.» همست.
سارة ركعت بين ساقي لينا، شمّت كسّها أولاً – رائحة الزيت الحار مع رائحة المرأة – ثم بدأت تلعق بنهم، لسانها يدور حول البظر، أصابعها تدخل وتخرج. لينا تتأوه، يدها على صدر سارة، تعصّر حلماتها.
ثم، في لحظة واحدة، تحركتا معًا. استلقتا على جنبهما، كل واحدة وجهها مقابل كسّ الأخرى، في وضعية 69 مثالية على سرير العلاج الضيق. أفخاذ لينا القوية تضغط على وجه سارة، وأفخاذ سارة الناعمة تفتحان أكثر. لعقا بعضهما بنفس الإيقاع، أصوات المصّ والتأوه تمتزج مع صوت الشموع المتراقصة.
لينا أدخلت إصبعين في كسّ سارة، وإصبعًا ثالثًا في طيزها، تحركهم معًا. سارة فعلت الشيء نفسه، لسانها لا يتوقف. بدأتا ترتجفان، أجسادهما تتصلب، ثم تنفجران معًا، ماء كسّ كل منهما يسيل على وجه الأخرى، يختلط بالزيوت العطرية.
بقيتا هكذا دقائق، يلهثان، يلعقان ما تبقّى بلطف، يقبّلان الفخذ الداخلي. أخيرًا، جلست لينا، سحبت سارة إلى حضنها، قبّلت جبينها.
«الجلسة خلصت.» همست، وهي تمسح قطرة زيت من خد سارة.
سارة ابتسمت، وجهها لامع، عيناها مغمضتان.
«هاجي كل أسبوع… مش بس لما أكون متوترة.»
لينا ضحكت ضحكة منخفضة، قبلت شفتيها قبلة طويلة، طعم الزيوت والشهوة لا يزال في فمها.
«الغرفة مفتوحة لكِ… في أي وقت.»
في الخارج، كان القمر يضيء النيل بهدوء. داخل الغرفة، كان هناك امرأتان، عريقتان، متعانقتان على سرير العلاج، رائحة الياسمين والقرفة لا تزال تملأ الهواء… ورائحة شيء آخر، أعمق، أحلى، لا يُكتب في كتب العلاج بالروائح.
ليلة في ملهى جاز
كان ملهى «الكافيه ريش» في وسط البلد يغلق أبوابه عند الثالثة فجرًا، لكن الليلة، بعد آخر أغنية، طلب صاحب المكان من الفرقة أن تبقى لجلسة خاصة. الجمهور غادر، الأضواء خُفّضت إلى لمبة واحدة حمراء فوق البيانو، والستائر الحمراء الثقيلة أُسدلت على المسرح. رائحة السجائر والويسكي لا تزال عالقة، وصوت المكيف القديم يصدر همهمة خافتة.
على خشبة المسرح، تقف سلمى، مغنية الجاز الأسطورية في الخمسين ونص، ترتدي فستانًا أسود لامعًا طويلًا، مفتوح الظهر حتى أسفل الخصر، وشقّ جانبي عالٍ يكشف فخذها الأيمن مع كل خطوة. شعرها الأسود المصبوغ بالكستنائي مفكوك، وعيناها مكحلتان بكحل ذهبي، وشفتاها مطليتان بلون النبيذ. صوتها لا يزال يذيب القلوب، لكنه الليلة كان يحمل شيئًا آخر: رغبة.
خلف البيانو، يجلس مروان، عازف البيانو، في الثالثة والأربعين، قميص أبيض مفتوح الأزرار، ساعداه قويتان، أصابعه طويلة تتحرك على المفاتيح كأنها تمسح جسدًا. لحيته قصيرة مشذبة، وعيناه لا تفارقان سلمى منذ بداية السهرة.
«نعزف حاجة لينا بس؟» همس مروان، وهو يبدأ لحنًا بطيئًا، مثيرًا، من أغنية «Body and Soul» لكن بإيقاع أبطأ، أعمق، كأنه يعزف داخل عظامها.
سلمى اقتربت من البيانو، وضعت يدها على كتفه، ثم انحنت، همست في أذنه:
«عايزة أحس بالمفاتيح على جسمي.»
مروان لم يتوقف عن العزف، لكنه مد يده اليسرى، جذبها من خصرها، جلسها على البيانو نفسه، فوق المفاتيح العليا. الصوت تغيّر، أصبح أعمق، أكثر عشوائية، كأن كل ضغطة من مؤخرتها على المفاتيح هي نغمة جديدة.
رفع فستانها ببطء، كشف أنها لا ترتدي شيئًا تحته. فتح ساقيها، استمر يعزف بيده اليمنى، بينما يده اليسرى تداعب كسّها، أصابعه تتحرك مع الإيقاع، تدخل وتخرج ببطء. سلمى تتأوه، صوتها يختلط بالنغمات، تصبح جزءًا من اللحن.
«آه… مروان… كده…»
قام فجأة، ترك البيانو يصدر صوتًا طويلاً، جذبها من على البيانو، سحبها خلف الستارة الحمراء الكبيرة في مؤخرة المسرح. هناك، في الظلام شبه الكامل، دفعها على الحائط، قبّلها بعنف، لسانها يرقص مع لسانه. سلمى فكّت قميصه، مزّقته بأظافرها، خدشت صدره. مروان رفع فستانها للأعلى، كشف مؤخرتها، صفعها صفعة خفيفة، ثم ركع، لعق كسّها من الخلف، لسانه يدور حول البظر، يدخل داخلها.
سلمى تمسك الستارة، تتأوه بصوت عالٍ، لا تخاف أحد يسمع – المكان فارغ. ثم دارت، ركعت أمامها، فتحت بنطاله، أخرجت قضيبه – كبير، منتصب، رأسه لامع. أخذته في فمها بعمق، مصّته بإيقاع الجاز نفسه، بطيء ثم سريع، لسانها يدور حول الرأس.
مروان سحبها للأعلى، قلبها، وضعها على الأرض على السجادة الحمراء القديمة خلف الستارة. فتح ساقيها، دخلها دفعة واحدة، بطيء، عميق. بدأ يتحرك مع إيقاع خيالي، كأنه لا يزال يعزف. كل دفعة كانت تتبع نغمة في رأسه، بطيء… بطيء… ثم سريع… سريع…
سلمى تتأوه، يداها على ظهره، أظافرها تغرز، صوتها يعلو وينخفض مع الإيقاع:
«أيوه… كده… عزف عليا…»
قلبها مرة أخرى، جلسها فوقه، ركبت قضيبه، بدأت تتحرك بنفسها، دوائر، صعود ونزول، صدرها يهتز، الفستان متجمع حول خصرها. مروان يمسك مؤخرتها، يساعدها، أصابعه تداعب فتحة طيزها بلطف.
«هأجيب…» همست سلمى، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه.
«استني…» رد مروان، رفعها، وضعها على ركبتيها، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة تسحب شعرها، والأخرى تغطي فمها لتخفي صراخها. استمر حتى شعر بقضيبه ينتفض، ثم خرج، قلبها على ظهرها، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه في فمها. ثلاث حركات، ثم انفجر، دفعات حارة قوية، يملأ فمها، تنزل على شفتيها، على رقبتها.
سلمى ابتلعت ما استطاعت، ثم لعقت ما تبقى ببطء، وهي تنظر في عينيه.
بقيا يلهثان على السجادة، صوت البيانو لا يزال يصدر نغمات عشوائية من المفاتيح التي ضغطتها أجسادهما سابقًا.
سلمى ضحكت ضحكة منخفضة، قبلت شفتيه.
«أحلى جلسة إمبروفايزيشن في حياتي.»
مروان ابتسم، مسح خصلة شعر مبللة من وجهها.
«ليلة ما تتكررش… إلا لو عزفتيها تاني.»
قاما ببطء، رتّبا ملابسهما الممزقة، خرجا من خلف الستارة. البيانو لا يزال يصدر نغمة واحدة طويلة، كأنه يودّعهما.
في الصباح، عندما جاء عامل التنظيف، وجد السجادة الحمراء ملطخة ببقع بيضاء لزجة، والبيانو مفتوح، ومفاتيحه العليا مبللة قليلاً.
ابتسم، أغلق الغطاء بهدوء.
كان يعرف أن بعض الألحان… تُعزف بالأجساد، وتبقى في المكان إلى الأبد.
جلسة تذوق نبيذ
كانت القبو الخاص في فيلا هليوبوليس مظلمًا إلا من ضوء شمعتين كبيرتين على طاولة البلوط القديمة. الجدران حجر، الرفوف مليئة بزجاجات مغطاة بطبقة رقيقة من الغبار، والهواء بارد ورطب برائحة العنب المختمر والخشب المُسن. الساعة الثالثة بعد منتصف الليل، والمدينة نائمة فوق رؤوسهما.
نور، خبيرة النبيذ في الأربعين بالضبط، تقف حافية القدمين، ترتدي فستانًا أحمر داكن حريري قصير، مفتوح الصدر حتى منتصف بطنها، يكشف عن حمالة صدر دانتيل سوداء. شعرها الأسود المجعد مفكوك، وعيناها لامعتان من الكأس الأولى. في يدها زجاجة Château Margaux 1982، آخر نسخة في مجموعتها.
أمامها يقف شريف، جامع النبيذ الشهير، في الثامنة والأربعين، قميص أسود مفتوح الأزرار، بنطال رمادي، ساعداه قويتان من حمل الصناديق الثقيلة. لحيته قصيرة، وعيناه مثبتتان على نور منذ أن فتحت الزجاجة.
«ده نبيذ لازم يتذوق… بطريقة مختلفة.» همست نور، وهي تسكب كأسين، ثم ترفع الزجاجة، تسكب خطًا رفيعًا من النبيذ الأحمر على صدرها، يتسلل بين ثدييها، يصل إلى حمالة الصدر، يقطر على بطنها.
شريف اقترب فورًا، ركع أمامها، لعق النبيذ من صدرها ببطء، لسانه يتبع الخط الأحمر، يمر على الحلمة من فوق الدانتيل، يمصها حتى ابتلع آخر قطرة. نور تأوهت، يدها على رأسه، تضغط.
«كفاية تذوق باللسان بس.» همست، ودفعته على كرسي الجلد القديم.
خلعت فستانها ببطء، وقفت عارية إلا من الكيلوت الأسود الدانتيل والكعب العالي. أمسكت الزجاجة، سكبت نبيذًا على كسّها من فوق القماش، الدانتيل يصبح شفافًا، يكشف الشفرات الوردية. شريف انحنى، لعق النبيذ من فوق الدانتيل، ثم مزّق الكيلوت بأسنانه، دفن وجهه بين فخذيها، يشرب النبيذ مع مائها.
نور ترجف، تمسك الطاولة، ثم تسحبه للأعلى، تخلع قميصه وبنطاله. قضيبه منتصب بشدة، كبير، رأسه أحمر غامق. سكبت نبيذًا عليه مباشرة، من الرأس حتى القاعدة، ثم ركعت، لعقته ببطء، لسانها يدور حول العروق، تمص النبيذ مع طعم الرجل.
شريف سحبها، وضعها مستلقية على طاولة البلوط، الأخشاب باردة على ظهرها. صبّ نبيذًا على بطنها، على صدرها، على فخذيها، ثم بدأ يلعق كل قطرة، يمر على حلماتها، يعضها بلطف، ينزل إلى كسّها، يشرب منها كأنه يشرب من الكأس نفسها.
رفع ساقيها على كتفيه، دخلها دفعة واحدة، بطيء، عميق. كل حركة كانت تسكب نبيذًا جديدًا من الزجاجة التي لا تزال في يدها، يقطر على بطنها، على صدره، على الطاولة. الخشب يصبح لزجًا، أجسادهما لامعة بالنبيذ الأحمر.
«أقوى…» همست نور، وهي تسكب ما تبقى من الزجاجة على صدره، يتسلل النبيذ إلى بطنه، إلى قضيبه وهو يدخلها.
قلبها، جلسها فوقه على الكرسي، ركبت قضيبه، بدأت تتحرك، دوائر بطيئة ثم سريعة. النبيذ يقطر من صدره على صدرها، يختلط بعرقهما. شريف يمسك مؤخرتها، يدفعها للأسفل، أعمق.
«هأجيب…» صرخت نور، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه، ماؤها يختلط بالنبيذ، يسيل على فخذيه وعلى الكرسي.
شريف لم يتوقف، رفعها، وضعها على الطاولة مرة أخرى، دخلها بعنف، الزجاجة الفارغة تتدحرج وتسقط على الأرض، تنكسر بصوت خافت. استمر حتى شعر بقضيبه ينتفض، ثم خرج، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها، حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط بالنبيذ الأحمر، تصبح لونًا ورديًا غامقًا.
بقيا يلهثان، الطاولة مغطاة بالنبيذ والمني، الزجاجة المكسورة على الأرض، رائحة العنب المختمر تملأ القبو. نور مسحت خليط المني والنبيذ بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء.
«أحلى تذوق في حياتي.» همست.
شريف قبل جبينها، لعق قطرة من خدها.
«ونبيذ 82 ده… أحلى لما يتشرب من جسمك.»
قاما ببطء، أجسادهما لزجة، لامعة، حمراء. نور أخذت شظية صغيرة من الزجاجة المكسورة، وضعتها في جيبه.
«ذكرى.» قالت.
شريف أمسك يدها، خرجا من القبو، تاركين الباب مفتوحًا. الشمعتان خمدتا، والقبو بقي يضم رائحة النبيذ… ورائحة شيء أعمق، أقدم، لن يُمحى أبدًا.
لقاء في مكتب محاماة
كان مكتب المحاماة في الدور الثامن عشر من برج على كورنيش المعادي، النوافذ الزجاجية الممتدة من الأرض إلى السقف تطل على النيل المضاء بأضواء المدينة. الساعة تجاوزت التاسعة مساءً، والمبنى فارغ إلا من صوت المكيف الهادئ وصفحات الملفات التي تُقلب. على الطاولة الرخامية الكبيرة، مكتب مصغر لمحكمة خشبية، مجسم دقيق بمقاعد القاضي والمدعي والمدعى عليه، يُستخدم لتمثيل الجلسات.
المحامية سحر، في الخمسين بالضبط، تجلس خلف المكتب الرئيسي، ترتدي جاكيت أسود ضيق وبلوزة حريرية بيضاء مفتوحة زرّين من الأعلى، تنورة قلمية سوداء بفتحة جانبية عالية. شعرها الأسود القصير مفرود، نظاراتها الرفيعة معلقة بحبل ذهبي على صدرها، وعيناها حادتين كأنها ترى داخل الناس.
أمامها يجلس أحمد، موكلها الجديد، في الأربعين المتأخرة، رجل أعمال ثري يمر بطلاق قاسٍ. بدلة رمادية باهظة، ربطة عنقه مفكوكة، وجهه متعب لكن وسيم بطريقة صلبة، عيناه لا تفارقان سحر منذ أن دخل المكتب قبل ساعتين.
«القاضي هيحكم بتقسيم الأصول ٥٠-٥٠ لو ما قدمناش دليل على الخيانة.» قالت سحر بصوت هادئ لكنه قاطع، وهي تقلب صفحة في الملف. «بس عندك صور ومحادثات كفاية تخلّي الزوجة تتراجع.»
أحمد أومأ ببطء، لكنه لم يكن ينظر إلى الملف. كان ينظر إلى فخذها الذي ظهر من الفتحة الجانبية عندما عبرت ساقيها.
«أنا مش مهتم بالفلوس دلوقتي.» قال بصوت خشن. «أنا مهتم إني أنسى.»
سحر توقفت عن القراءة، رفعت عينيها إليه، ثم ابتسمت ابتسامة صغيرة، أول ابتسامة حقيقية منذ بداية الجلسة.
«ونسيانك… بيحتاج جلسة خاصة؟»
لم يرد بالكلام. وقف، دار حول المكتب، وقف خلفها. سحر لم تتحرك. مد يده، أزاح النظارات من على صدرها، ثم فكّ زرّين آخرين من البلوزة. صدرها انكشف، حمالة صدر سوداء دانتيل، حلماتها واضحة من تحت القماش.
قامت سحر، دارت، دفعته بلطف حتى جلس على كرسيها الجلدي. ركبت فوقه، فتحت بنطاله بسرعة، أخرجت قضيبه – منتصب بشدة، كبير، رأسه لامع. رفعت تنورتها، كشفت أنها لا ترتدي شيئًا تحته، ثم نزلت عليه ببطء، كسّها يبتلعه كله.
«آه… يا أحمد…» تأوهت وهي تبدأ تتحرك، صعودًا ونزولاً، الكرسي يهتز تحتها.
أحمد يمسك خصرها، يداه تغوصان في اللحم، يساعدها على الحركة. ثم قامت فجأة، سحبته من يده، مشت إلى المكتب المصغر للمحكمة. استندت على مقعد القاضي، مؤخرتها مرفوعة، تنورتها مرفوعة إلى خصرها.
«تعالى… احكم عليا.» همست.
أحمد وقف خلفها، أمسك قضيبه، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة على خصرها، والأخرى تسحب شعرها. كل دفعة كانت تهز المكتب المصغر، المجسمات الصغيرة تسقط على الأرض، مطرقة القاضي تتدحرج.
«أقوى…» صرخت سحر، صوتها يتردد في المكتب الفارغ.
غيّر الوضع، رفعها، وضعها مستلقية على المكتب المصغر، فوق مقعد المدعي. فتح ساقيها على أوسع مدى، دخلها بعمق، ينيكها بسرعة جنونية. المكتب يهتز، الأوراق تتطاير، كوب القهوة ينقلب، الحبر يسيل على الأرض.
«هأجيب…» قال أحمد فجأة.
«جوا… جوا كسي…» ردت سحر بصوت مبحوح.
زاد السرعة، ثم دفن نفسه فيها بعمق، انفجر داخلها، دفعات حارة قوية، يملأها حتى يفيض المني على فخذيها وعلى المكتب المصغر. سحر ارتجفت تحته، وصلت للنشوة معه، أظافرها تغرز في ذراعيه.
بقيا هكذا دقائق، يلهثان، المكتب في حالة فوضى: أوراق مبعثرة، مجسمات محطمة، بقع مني وحبر مختلطة على الرخام.
سحر قامت أولاً، رتبت تنورتها، أعادت النظارات إلى عينيها.
«الجلسة خلصت.» قالت بصوت هادئ، وهي تمسح قطرة مني من فخذها. «بكرة هنقدم الأدلة… وهتكسب القضية.»
أحمد ابتسم، وقف، قبّل رقبتها من الخلف.
«أنا كسبت من دلوقتي.»
أغلقت سحر المكتب، أطفأت الأضواء، وخرجا معًا إلى المصعد. المكتب بقي في ظلام، المكتب المصغر ملطخ، مطرقة القاضي على الأرض…
كأن المحكمة نفسها حكمت لصالحهما. حكم نهائي، بلا استئناف.
جلسة تصميم أزياء
كان الاستوديو في الدور العلوي من فيلا قديمة في الزمالك، النوافذ الكبيرة مفتوحة على حديقة خضراء، والشمس الشتوية الخافتة تتسلل من الستائر الشفافة. الغرفة مليئة بلفات قماش حريري ملونة معلقة على الحائط، طاولة قص كبيرة في المنتصف، ومرآة طولية في الزاوية. رائحة القماش الجديد والخيوط تملأ المكان، وصوت ماكينة الخياطة القديمة لا يزال يتردد من الغرفة المجاورة.
ليلى، مصممة الأزياء في الأربعين بالضبط، تقف حافية القدمين، ترتدي روب حريري أزرق فاتح مفتوح من الأمام، وتحته حمالة صدر سوداء وحزام جارتر فقط. شعرها الأسود المجعد مربوط بكعكة فضفاضة، وعيناها خضراوان حادتان. في يدها شريط قياس ذهبي، ودبابيس صغيرة في فمها.
أمامها، على منصة صغيرة، تقف فريدة، العارضة الجديدة، في الثلاثين، جاءت لقياس مقاسات فستان سهرة مخصص. ترتدي كيلوت أسود دانتيل فقط، جسدها رشيق لكن ممتلئ في الأماكن الصحيحة، صدرها ممتلئ، مؤخرتها مدورة، بشرتها سمراء ناعمة كالحرير.
«ارفعي إيديكي شوية.» قالت ليلى بصوت هادئ، وهي تلف شريط القياس حول صدر فريدة، أصابعها تلامس الحلمات من فوق الهواء، تجعلها تنتصب فورًا.
فريدة ابتسمت ابتسامة خجولة، لكن عيناها كانتا تقولان شيئًا آخر.
«المقاسات زي ما هي… بس الجسم بقى أحلى.» همست ليلى، وهي تنزل بالشريط إلى خصر فريدة، ثم إلى الورك، أصابعها تتأنى أكثر من اللازم.
فجأة، أسقطت ليلى الشريط، جذبت لفة حرير أحمر من الطاولة، لفتها حول جسد فريدة بسرعة، كأنها تُلبسها فستانًا مؤقتًا. القماش يلتصق بجسدها، يكشف أكثر مما يغطي. ثم جذبتها من الخصر، قبّلتها قبلة عميقة، لسانها يتسلل إلى فمها.
فريدة استجابت فورًا، يداها تفتحان الروب، تزقّانه عن كتفي ليلى. وقفتا عاريتان تقريبًا وسط الأقمشة. ليلى دفعتني بلطف حتى استلقت فريدة على طاولة القص، لفات الحرير تحت ظهرها، ناعمة وباردة.
«هنقيس حاجة تانية دلوقتي.» همست ليلى، وهي تركع بين ساقي فريدة، تفتحهما، تلعق كسّها ببطء، لسانها يدور حول البظر، يدخل داخلها. فريدة تتأوه، يداها تمسكان الحرير، تسحبانه بقوة، يتمزق قليلاً.
ثم قامت ليلى، صعدت فوق الطاولة، جلست على وجه فريدة، كسّها على فمها. فريدة لعقت بنهم، لسانها يغوص داخل ليلى، يدها تفرك بظرها. ليلى تتأوه، صدرها يهتز، ثم تمد يدها، تأخذ مقصًا صغيرًا، تقص شريط حرير أحمر، تربط به معصمي فريدة فوق رأسها على الطاولة.
«متحركيش.» أمرت، ثم نزلت، قلبن فريدة على بطنها، مؤخرتها مرفوعة. أخذت لفة حرير أخرى، لفتها حول خصر فريدة، ثم نزلت بلسانها على فتحة طيزها، تلعقها بلطف، تدخل لسانها قليلاً. فريدة تصرخ من اللذة، جسدها يرتجف.
ليلى فتحت درجًا، أخرجت ديلدو زجاجي شفاف، بلّلته بمائها، ثم دخلته ببطء في طيز فريدة، تدفعه وتخرجه بإيقاع منتظم. يدها الأخرى تفرك كسّ فريدة بسرعة.
«هأجيب…» صرخت فريدة، جسدها ينقبض، ماؤها يسيل على الحرير، يبلل الطاولة.
ليلى لم تتوقف، استمرت حتى وصلت فريدة للنشوة الثانية. ثم صعدت فوقها، جلست على مؤخرتها، كسّها يلامس كسّ فريدة من الخلف، بدأت تتحرك، تفرك بظرها ببظر فريدة، الحرير يتمزق تحتهما، يتلف حولهما كأنهما في عاصفة حريرية.
«معايا…» همست ليلى، وانفجرتا معًا، أجسادهما ترتجف، ماء كسّهما يختلط، يسيل على الطاولة، على الأقمشة الممزقة.
بقيتا يلهثان، الحرير الأحمر ملفوف حولهما كشبكة ممزقة. ليلى فكّت الرباط عن معصمي فريدة، قبلت كتفها.
«المقاسات خلصت.» همست.
فريدة ضحكت، التفتت، قبلت شفتيها.
«بس الفستان لسة ما اتخيطش.»
ليلى ابتسمت، أشارت إلى الأقمشة الممزقة حولهما.
«ده هيبقى الفستان… فستان الليله دي بس.»
في الصباح، عندما جاءت المساعدة، وجدت الطاولة مغطاة بقماش حرير أحمر ممزق، مبلل، ملطخ ببقع بيضاء لزجة، وديلدو زجاجي ملقى في الزاوية.
ابتسمت، أغلقت الباب بهدوء.
كانت تعرف أن بعض التصاميم… ما بتتخيطش بالإبرة، بتتخيط بالأجساد.
ليلة في مرصد فلكي
كان مرصد الفلك على قمة جبل المقطم مغلقًا للجمهور منذ سنوات، لكن الباب الحديدي كان مفتوحًا قليلاً هذه الليلة. السماء صافية تمامًا، القمر بدرًا كاملاً، يرسل ضوءًا فضيًا باردًا يتسلل من القبة المفتوحة إلى داخل القاعة الدائرية. التلسكوب الضخم، قطره متران، موجه نحو كوكبة الجوزاء، والشاشات الجانبية تظهر صورًا حية للنجوم.
الدكتورة سلمى، عالمة الفلك في الخمسين وثلاثة أشهر، تقف حافية القدمين على الأرضية الحجرية الباردة، ترتدي قميصًا أبيض رجالي كبير مفتوح الأزرار حتى بطنها، ولا شيء تحته إلا كيلوت أسود صغير. شعرها الأبيض الفضي مفكوك، يتمايل مع نسمة الليل الباردة، وعيناها الزرقاوان مثبتتان على العدسة.
بجانبها يقف يوسف، مساعدها منذ خمس سنوات، في الثلاثين، قميص فلانيلا مفتوح، بنطال جينز، قدماه حافيتان أيضًا. ذراعاه قويتان من حمل المعدات، وعيناه لا تفارقان سلمى منذ أن أغلقا الباب خلفهما قبل ساعة.
«القمر في أقرب نقطة للأرض السنة دي.» قالت سلمى بصوت خافت، وهي تدير عجلة التلسكوب ببطء. «المد والجزر هيبقى أقوى… والرغبة كمان.»
يوسف اقترب منها من الخلف، وضع يديه على خصرها، أنفاسه دافئة على رقبتها.
«من زمان وأنا عايز أشوف النجوم… من خلالك.» همس.
سلمى التفتت، قبلته قبلة طويلة، لسانها يتسلل إلى فمه ببطء. يوسف فكّ أزرار القميص كله، أسقطه عن كتفيها، كشف جسدها العاري تحت ضوء القمر الفضي. صدرها لا يزال مشدودًا، حلماتها وردية داكنة منتصبة من البرد، بطنها ناعم، كسّها محلوق نظيف.
دفعها يوسف بلطف حتى استندت على قاعدة التلسكوب الباردة. ركع أمامها، رفع ساقها اليمنى على كتفه، لعق كسّها ببطء، لسانه يدور حول البظر، يدخل داخلها. سلمى تمسك المقبض المعدني، تتأوه بصوت يتردد في القبة، يختلط بصوت الريح.
«آه… يوسف… أكيد النجوم شايفة…»
قام يوسف، خلع ملابسه بسرعة، قضيبه منتصب بشدة، طويل وسميك، رأسه لامع تحت ضوء القمر. رفعها بسهولة، جلسها على حافة التلسكوب، فتح ساقيها على أوسع مدى، دخلها دفعة واحدة بطيئة. كسّها حار، ضيق، يضغط عليه من كل الجهات.
بدأ يتحرك، بطيء، عميق، مع كل دفعة كان التلسكوب يهتز قليلاً، يصدر صوتًا معدنيًا خافتًا. ضوء القمر ينير أجسادهما، يجعل بشرتهما تلمع كأنهما تمثالان من فضة. سلمى تمسك رقبته، أظافرها تغرز في لحمه، عيناها مغمضتان، فمها مفتوح.
«أقوى… خلّي القمر يشوف كل حاجة…»
قلبها، وضعها على الأرض الحجرية الباردة، رفع ساقيها على كتفيه، دخلها بعمق أكبر. كل دفعة كانت تهز جسدها، صدرها يهتز، شعرها الأبيض مبعثر على الأرض كأنه هالة قمرية. يوسف ينزل على حلماتها، يمصها، يعضها بلطف، أنفاسه حارة على بشرتها الباردة.
غيّر الوضع مرة أخيرة. وقفت سلمى، استندت على التلسكوب، مؤخرتها مرفوعة للقمر مباشرة. يوسف وقف خلفها، دخلها من الخلف، يد واحدة على خصرها، والأخرى تمسك ثدييها. كلما دفع، كان ضوء القمر يدخل من القبة، يضيء لحظة الالتقاء، يختفي، ثم يعود.
«هأجيب…» صرخت سلمى، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يسيل على فخذيها وعلى الأرض الحجرية.
يوسف استمر، حتى شعر بقضيبه ينتفض. خرج في اللحظة الأخيرة، قلبها على ظهرها، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها. حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تتلألأ تحت ضوء القمر كأنها نجوم صغيرة.
بقيا يلهثان على الأرض الباردة، ضوء القمر يغطيهما كبطانية فضية. سلمى مسحت بعض المني بإصبعها، رفعته للسماء، ثم وضعته في فمها، مصّته ببطء.
«أحلى كوكب شفته في حياتي.» همست.
يوسف ضحك، قبل جبينها.
«وأنا لسة بشوف نجوم… من عينيكي.»
قاما ببطء، ارتديا ما تبقى من ملابسهما. سلمى أغلقت القبة، أطفأت التلسكوب. خرجا من المرصد، الباب الحديدي يُقفل خلفهما بصرير خافت.
في الصباح، عندما جاء الحارس، وجد الأرض الحجرية مبللة قليلاً في دائرة صغيرة، وبقع بيضاء جافة تلمع تحت ضوء الشمس الأولى.
ابتسم، رفع عينيه للسماء.
كان يعرف أن بعض النجوم… ما بتُشافش بالتلسكوب، بتُشاف بالأجساد تحت القمر.
جلسة علاج بالموسيقى
كانت غرفة العلاج الموسيقي في الطابق الأرضي من مركز فني قديم في وسط البلد، الجدران عازلة للصوت، مغطاة بستائر مخملية بُنية ثقيلة، والإضاءة خافتة من مصباح أرضي ذهبي. في المنتصف، كرسيان خشبيان متقابلان، وبينهما كمان أنطونيو ستراديفاريوس أصلي (نسخة طبق الأصل دقيقة) موضوع على حامل مخملي أسود. على الأرض سجادة فارسية كثيفة، وفي الزاوية مكبر صوت صغير يعزف أنغام باخ بصوت خافت.
ريم، المعالجة الموسيقية في الأربعين بالضبط، تجلس على كرسيها، ترتدي فستانًا أسود طويلًا ضيقًا بفتحة جانبية عالية جدًا، ولا شيء تحته. شعرها الأسود الطويل مفكوك، يتدلى على ظهرها، وعيناها سوداوان عميقتان. في يدها الكمان، وقوسه يتحرك ببطء على الأوتار، يخرج لحنًا حزينًا من سوناتا باخ رقم 1.
أمامها يجلس كريم، مريضها منذ شهرين، في الخامسة والثلاثين، يعاني من اكتئاب حاد بعد خسارة كبيرة. قميص أبيض مفتوح الأزرار، بنطال أسود، قدماه حافيتان على السجادة. يداه ترتجفان قليلاً، لكنه لا يستطيع أن يرفع عينيه عن ريم منذ أن بدأت تعزف.
«النهاردة هنعزف مع بعض.» قالت ريم بصوت هادئ كأنه جزء من اللحن. «لما تعزف، هتحس بالألم بيطلع… وبعدين بالراحة.»
وضعت الكمان في يد كريم، وقفت خلفه، وضعت يديها فوق يديه على القوس والرقبة. بدأت توجّهه، أصابعه تتحرك مع أصابعها، الأوتار تهتز ببطء. اللحن أصبح أعمق، أكثر إحساسًا. ريم تنحني فوقه، صدرها يلامس ظهره، أنفاسها على رقبته.
بعد دقائق، تركت يديه، لكن اللحن استمر. دارت أمامه، جلست على ركبتيه ووجهها للأمام، ظهرها لصدره. أمسكت الكمان مرة أخرى، وضعته تحت ذقنها، وبدأت تعزف من جديد، بينما كريم يمسك خصرها بيديه. كل نغمة كانت تهز جسدها، تهز مؤخرتها على فخذيه.
«كمان…» همست، وهي تترك الكمان يسقط بلطف على السجادة.
دارت، جلست فوقه ووجهها لوجهه، قبلته قبلة عميقة، لسانها يرقص مع لسانه بإيقاع الموسيقى التي لا تزال في رأسيهما. كريم فكّ أزرار فستانها بسرعة، مزّقه من الأمام، القماش الأسود يتمزق بصوت خافت، يكشف جسدها العاري تمامًا. صدرها ممتلئ، حلماتها سوداء منتصبة، كسّها مبلل بالفعل.
ريم رفعت نفسها قليلاً، فتحت بنطاله، أخرجت قضيبه – منتصب بشدة، سميك، رأسه أحمر لامع. نزلت عليه ببطء، كسّها يبتلعه كله، ثم بدأت تتحرك مع إيقاع تخيلي، صعودًا ونزولاً، بطيء ثم سريع، كأنها تعزف على جسده.
كريم يمسك خصرها، يدفع للأعلى، يقابل حركتها. الكرسي يهتز، السجادة تحت أقدامهما تتحرك. ريم تمسك الكمان مرة أخرى، تضعه على كتفه، وتعزف بيدها اليمنى بينما تتحرك فوقه. الأوتار تهتز مع كل دفعة، اللحن يخرج مشوهًا، مثيرًا، كأن الكمان نفسه يتأوه.
«آه… ريم… أكثر…» تأوه كريم.
قامت فجأة، سحبته من يده، دفعته على السجادة، استلقت فوقه بوضعية 69. أخذت قضيبه في فمها، مصّته بعمق، لسانها يدور حول الرأس، بينما كريم يلعق كسّها بنهم، أصابعه تدخل داخلها مع لسانه. الكمان ملقى بجانبهما، لا يزال يصدر نغمات خافتة من الأوتار المشدودة التي تهتز مع حركة أجسادهما على السجادة.
ثم قلبها، وضعها على ظهرها، رفع ساقيها على كتفيه، دخلها بعنف، ينيكها بإيقاع سريع، الكرسي يهتز بجانبهما، الكمان يصدر صوتًا حادًا مع كل دفعة. ريم تصرخ، صوتها يتردد في الغرفة العازلة، يختلط بالنغمات.
«هأجيب…» صرخ كريم.
«جوا… املاني…» ردت ريم، أظافرها تغرز في ظهره.
دفن نفسه فيها بعمق، انفجر داخلها، دفعات حارة قوية، يملأ كسّها حتى يفيض المني على السجادة الفارسية. ريم ارتجفت تحته، وصلت للنشوة معه، جسدها ينتفض، ماؤها يختلط بمنيه.
بقيا يلهثان على السجادة، الكمان بجانبهما لا يزال يصدر نغمة واحدة طويلة، كأنه يودّعهما. ريم رفعت الكمان بلطف، عزفت نغمة أخيرة هادئة، ثم وضعته جانبًا.
«الجلسة خلصت.» همست، وهي تمسح قطرة مني من فخذها.
كريم قبل جبينها، صوته مبحوح:
«أول مرة أحس إني عايش… من شهور.»
ريم ابتسمت، سحبته إلى حضنها.
«هنعزف كل أسبوع… لحد ما الألم يختفي خالص.»
في الخارج، كانت المدينة نائمة. داخل الغرفة، كان هناك معالجة ومريض… يعزفان معًا لحنًا جديدًا، لحنًا لا يُكتب في النوتات، بل في الأجساد، وتبقى أنغامه تهتز في الجدران إلى الأبد.
لقاء في مكتبة قانونية
كانت المكتبة القانونية في الدور الأرضي من مبنى المحكمة القديم بوسط البلد، مغلقة رسميًا منذ الخامسة مساءً، لكن المصباح الأخضر فوق الرفوف الخلفية لا يزال مضاءً. الجو بارد، رائحة الورق القديم والجلد والغبار تملأ المكان، وصوت صفحات تُقلب فقط يقطع الصمت. الرفوف العالية تصل إلى السقف، ممرات ضيقة بينها، والأرض خشبية تصدر صريرًا خافتًا مع كل خطوة.
الأستاذة نادية، أمينة المكتبة القانونية في الخمسين بالضبط، تقف على سلم خشبي متحرك، ترتدي تنورة قلمية رمادية ضيقة وكنزة صوفية سوداء بياقة عالية، لكن الكنزة مفتوحة زرّين من الأعلى، يكشفان عن بداية صدر مشدود. شعرها الأسود الممزوج بالشيب مربوط بكعكة مشدودة، ونظارتها الرفيعة معلقة على أنفها. في يدها مجلد ضخم من «مجلة المحاكم الاقتصادية» عام ١٩٨٧.
تحت السلم، يقف المحامي طارق، في الثامنة والأربعين، بدلة سوداء، ربطة عنق حمراء داكنة، عيناه مثبتتان على ساقي نادية من أسفل التنورة التي ارتفعت قليلاً مع صعودها.
«السابقة اللي إنت عايزها في الصفحة ٤٣٧.» قالت نادية بصوت خافت جدًا، كأن المكتبة نفسها تطلب الصمت.
نزلت من السلم ببطء، سلّمته المجلد، أصابعهما تلامستا لثانية أطول من اللازم. طارق فتح المجلد، لكنه لم يقرأ. رفع عينيه إليها، همس:
«أنا مش لاقي السابقة… لكن لقيت حاجة تانية من زمان بدور عليها.»
نادية لم ترد. أمسكت يده، سحبته بهدوء بين الرفوف الخلفية، إلى الزاوية الأكثر ظلمة حيث لا تصل كاميرات المراقبة. وقفت ظهرها للرف، الكتب القديمة خلفها كأنها شهود صامتين.
طارق اقترب حتى أصبح جسده يلامس جسدها. رفع يده، أزال النظارات من على وجهها ببطء، ثم قبّلها. قبلة صامتة، عميقة، لكن بلا صوت. لسانها يلاقي لسانه ببطء، أنفاسهما مختلطة، لكن لا همس، لا تأوه.
فكّت نادية ربطة عنقه، فتحت أزرار قميصه واحدًا تلو الآخر، بلا عجلة. طارق رفع تنورتها من الخلف، كشف أنها لا ترتدي شيئًا تحته، كسّها مبلل بالفعل. أدخل إصبعين ببطء، حركهما داخلها، عيناه في عينيها. نادية عضّت شفتها السفلى لتمنع أي صوت.
ثم أدارها، ظهرها له، استندت بيديها على الرف، مؤخرتها مرفوعة قليلاً. طارق فتح بنطاله، أخرج قضيبه، وضعه على شفراتها، فركها أولاً، ثم دخلها ببطء شديد، سنتيمترًا سنتيمترًا، حتى اختفى كله. توقف لثانية، ثم بدأ يتحرك بإيقاع منتظم، بطيء، عميق، لكن بصمت تام.
كل دفعة كانت تهز الرف قليلاً، كتب قديمة تهتز في مكانها، لكن لا صوت. نادية تضغط على شفتيها بيدها، عيناها مغمضتان، جسدها يرتجف. طارق يمسك خصرها بقوة، يدخل أعمق، أصابعه تغوص في لحمها.
غيّر الوضع بهدوء. جلس على الأرض الخشبية، ظهره للرف، سحبها فوقه. ركبت قضيبه، نزلت عليه ببطء، ثم بدأت تتحرك، دوائر صغيرة، صعود ونزول ضئيل، لكن كافٍ. عيناهما في بعضهما، أنفاسهما تتسارع، لكن لا صوت.
نادية شعرت بالنشوة تقترب، عضّت كتفه بقوة لتمنع الصراخ، جسدها ينقبض، كسّها يضغط عليه، ماؤها يسيل على فخذيه بصمت. طارق استمر، ثم رفعها بلطف، وقف، أدارها مرة أخرى للرف، دخلها من الخلف بعنف أكبر، لكن بصمت مطلق. ثلاث دفعات عميقة، ثم دفن نفسه فيها، انفجر داخلها، دفعات حارة قوية، يملأها حتى يفيض المني على فخذيها، يقطر على الأرض الخشبية.
بقيا متعانقين دقيقة، يلهثان بصمت، الكتب حولهما كأنها لم ترَ شيئًا. نادية رتبت تنورتها، أعادت النظارات إلى وجهها. طارق أغلق بنطاله، ربط ربطة عنقه.
أشارت له إلى المجلد المفتوح على الطاولة الصغيرة في الزاوية. الصفحة ٤٣٧ مفتوحة بالفعل، السابقة القانونية محددة بخط أحمر قديم.
«ده اللي كنت بدور عليه.» همس طارق، وابتسم ابتسامة خفيفة.
نادية أومأت، ثم أطفأت المصباح الأخضر.
خرجا من بين الرفوف بهدوء، الباب الحديدي يُقفل خلفهما بمفتاحها. المكتبة عادت إلى صمتها الأبدي، إلا من بقعة صغيرة لزجة بين الرف ٢٧ و٢٨، وبجانبها كتاب مفتوح على الأرض…
كأن القانون نفسه شهد، وحفظ السر، ولم ينطق بكلمة.
جلسة تدريب تنفيذي
كانت غرفة الاجتماعات في الدور الثلاثين من برج زجاجي على كورنيش النيل، الستائر الآلية مغلقة تمامًا، الإضاءة خافتة من مصابيح LED مخفية في السقف، والطاولة الرخامية الطويلة فارغة إلا من لوحين كتابة وقلمين. الساعة على الحائط تشير إلى السابعة والنصف مساءً، والمبنى شبه خالٍ بعد انتهاء يوم العمل.
لارا، المدربة التنفيذية في الأربعين بالضبط، تقف في منتصف الغرفة حافية القدمين، ترتدي ليقنز أسود لامع وبلوزة بيضاء ضيقة مفتوحة زرّين من الأعلى، شعرها الأشقر مربوط بذيل حصان عالٍ، وعيناها زرقاوان حادتين كأنها تقرأ الأفكار. جسدها رياضي مشدود، لكن فيه انحناءات أنثوية واضحة.
أمامها يقف شريف، المدير التنفيذي، في الثامنة والأربعين، قميص أبيض مفتوح الزر العلوي، بنطال رمادي، جاكيته معلق على كرسي الرئاسة. كان قد طلب جلسة خاصة لـ«تعزيز الثقة» قبل اجتماع مجلس الإدارة الكبير غدًا.
«التمرين الأول: الثقة المطلقة.» قالت لارا بصوت هادئ لكنه آمر. «هتغمض عينيك، وهتسيب جسمك يميل للخلف… وأنا همسكك.»
شريف أغمض عينيه، مال للخلف ببطء. لارا وقفت خلفه، يداها على صدره، مسكته قبل أن يسقط بثانية. كانت يداها دافئتين، قويتين. كرر التمرين ثلاث مرات، وفي المرة الرابعة، لم تمسكه فورًا… بل تركته يميل أكثر، حتى اصطدم ظهره بصدرها، شعر بحلماتها المنتصبة من فوق البلوزة.
«كده… الثقة مش بس في الإمساك، في السماح كمان.» همست في أذنه.
فتح شريف عينيه، التفت، نظر إليها مباشرة. لم يقل كلمة. مد يده، جذبها من خصرها، قبّلها بعنف مفاجئ. لارا استجابت فورًا، لسانها يغزو فمه، يداها تفكّان قميصه بسرعة، تزقّانه عن كتفيه.
دفعها شريف بلطف حتى استندت على الطاولة الرخامية الباردة. رفع بلوزتها، كشف أنها لا ترتدي حمالة صدر، حلماتها وردية منتصبة. مصّها بعنف، يداه تنزلان على ليقنزها، ينزلانه مع الكيلوت في حركة واحدة. لارا عارية تمامًا الآن، جسدها لامع تحت الإضاءة الخافتة.
ركعت أمامه، فتحت بنطاله، أخرجت قضيبه – كبير، منتصب بشدة، عروقه بارزة. أخذته في فمها بعمق، مصّته ببطء، لسانها يدور حول الرأس، عيناها في عينيه. شريف يمسك رأسها، يدفعها أعمق، لكنها سيطرت على الإيقاع.
ثم قامت، دارت، استندت على الطاولة بيديها، مؤخرتها مرفوعة. شريف وقف خلفها، فرك كسّها أولاً بقضيبه، ثم دخلها دفعة واحدة بعنف. لارا عضّت شفتها لتمنع الصراخ، الطاولة تهتز تحتها، الأقلام تتدحرج وتسقط على الأرض.
«أقوى…» همست، وهي تدفع مؤخرتها للخلف.
استجاب. بدأ ينيكها بقوة، كل دفعة ترسل موجة على الطاولة الرخامية، الكراسي تهتز في مكانها. لارا تمد يدها للأسفل، تفرك بظرها بسرعة، جسدها يبدأ يرتجف.
غيّر الوضع فجأة. رفعها، وضعها مستلقية على الأرضية الخشبية الباردة، فتح ساقيها على أوسع مدى، دخلها بعمق أكبر. عيناهما في بعضهما، عرق يسيل من جبهته على صدرها. لارا تمسك ظهره، أظافرها تغرز في لحمه.
«هأجيب…» تأوهت أخيرًا، جسدها يتقوس، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يسيل على الأرضية.
شريف زاد السرعة، ثم دفن نفسه فيها بعمق، انفجر داخلها، دفعات حارة قوية، يملأها حتى يفيض المني على فخذيها وعلى الأرضية الخشبية.
بقيا يلهثان على الأرض، الغرفة في حالة فوضى: كراسي مقلوبة، أوراق متناثرة، بقع مني وعرق على الرخام والخشب.
لارا قامت أولاً، رتبت ملابسها، ابتسمت ابتسامة احترافية.
«الجلسة خلصت. دلوقتي عندك ثقة كاملة في نفسك… وفيّ.»
شريف وقف، قبل كتفها من الخلف.
«أحسن تدريب في حياتي.»
أطفأت لارا الأضواء، فتحت الستائر الآلية. النيل كان يلمع تحت القمر، والمدينة نائمة.
في الصباح، عندما جاءت عاملة النظافة، وجدت غرفة الاجتماعات نظيفة… إلا من بقعة صغيرة لزجة على الأرضية الخشبية، وكرسي واحد مائل قليلاً، وورقة صغيرة مكتوب عليها بخط أنثوي أنيق:
«الثقة تُبنى بالممارسة… المستمرة.»
ابتسمت، أغلقت الباب بهدوء.
كانت تعرف أن بعض الاجتماعات… ما بتُكتبش في المحضر.
ليلة في متحف تاريخي
كان متحف الآثار المصرية في التحرير مغلقًا منذ الثامنة مساءً، لكن الأنوار الداخلية الخافتة للطوارئ لا تزال تضيء الممرات الطويلة بضوء أحمر-أخضر خافت، يكفي فقط ليُظهر ملامح التماثيل والتوابيت والقطع الأثرية. الهواء بارد، جاف، يحمل رائحة الحجر القديم والشمع والكتان المُحنّط. صوت خطوات الحارس الوحيد يتردد ببطء في الصمت.
الدكتورة سلمى، أمينة المتحف في الخمسين بالضبط، تتجول بين القاعات مرتدية معطفًا أسود طويلًا فوق فستان حريري أخضر داكن، مفتوح من الجانبين حتى أعلى الفخذ. شعرها الأسود الممزوج بالشيب مفكوك، وعيناها لامعتان تحت النظارات الرفيعة. في يدها مصباح يدوي صغير، لكنها لا تستخدمه كثيرًا؛ تعرف كل زاوية هنا عن ظهر قلب.
بجانبها يمشي أيمن، الحارس الليلي الجديد، في السادسة والثلاثين، زيه الأسود مفتوح الزر العلوي، ذراعاه قويتان، وجهه صلب لكن عيناه لا تفارقان سلمى منذ أن بدأت جولتها «الخاصة» قبل ساعة.
وصلا إلى قاعة الملك توت عنخ آمون. في المنتصف، سرير جنائزي فرعوني أصلي من خشب الأرز المطلي بالذهب، مزين بزخارف اللوتس والعين الحورس، محاط بحبل أحمر ولافتة «ممنوع اللمس». سلمى وقفت أمام السرير، أطفأت المصباح اليدوي تمامًا.
«ده السرير اللي نام عليه الملك ٣٣٠٠ سنة.» همست، وهي ترفع الحبل الأحمر ببطء وتتخطاه.
أيمن تبعها دون كلام. وقفت سلمى بجانب السرير، خلعت المعطف، رمتّه على الأرض. الفستان الأخضر التصق بجسدها، يكشف أنها لا ترتدي شيئًا تحته. استلقت على السرير الفرعوني بحذر، الذهب بارد على ظهرها، لكن الخشب دافئ من حرارة جسدها.
«تعالى.» همست، صوتها يتردد بين الجدران الحجرية.
أيمن خلع زيه بسرعة، وقف عاريًا أمامها، قضيبه منتصب بشدة تحت ضوء الطوارئ الخافت. صعد فوق السرير بحذر، الخشب القديم صرّ صريراً خافتاً. ركع بين ساقيها، رفع الفستان للأعلى، لعق كسّها ببطء، لسانه يدور حول البظر، يدخل داخلها. سلمى تمسك رأسه، تضغط، تتأوه بصوت مكتوم حتى لا يتردد كثيرًا في القاعة الفارغة.
«آه… أيمن… زي ما كنت بحلم كل ليلة وأنا بقفل المتحف…»
قام، وضع رأس قضيبه على شفراتها، فركها أولاً، ثم دخلها ببطء شديد، يخشى أن يصدر السرير صوتًا عاليًا. لكن الخشب القديم استقبل جسديهما بهدوء، كأنه يتذكر أجسادًا أخرى منذ آلاف السنين. بدأ يتحرك، بطيء، عميق، كل دفعة ترسل اهتزازًا خفيفًا في الذهب، يضيء الزخارف تحت ضوء الطوارئ.
سلمى فتحت ساقيها أكثر، تمسك بمقابض السرير الفرعونية، أظافرها تخدش الذهب بلطف. غيّر أيمن الوضع، قلبها على بطنها، مؤخرتها مرفوعة، دخلها من الخلف، يد واحدة على خصرها، والأخرى تغطي فمها لتخفي التأوهات. كل دفعة كانت تهز السرير، لكن بصوت خافت، كأن المتحف نفسه يتنهد.
«هأجيب…» همست سلمى، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يسيل على الذهب، يلمع تحت الضوء الأحمر.
أيمن استمر، ثم خرج فجأة، قلبها على ظهرها مرة أخرى، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها. حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط بطلاء الذهب القديم، تصبح لونًا ذهبيًا لزجًا.
بقيا يلهثان على السرير الفرعوني، الذهب بارد تحت أجسادهما الساخنة. سلمى مسحت بعض المني بإصبعها، وضعته على زخرفة العين الحورس المرسومة على جانب السرير، كأنها تضيف لمسة أخيرة.
«دلوقتي السرير ده… بقى لينا.» همست.
أيمن قبل جبينها، ساعدها على النزول. ارتديا ملابسهما بهدوء، أعادت سلمى الحبل الأحمر مكانه، كأن شيئًا لم يكن.
في الصباح، عندما جاءت عاملة النظافة، وجدت السرير الفرعوني في مكانه، نظيفًا تمامًا… إلا من بقعة صغيرة لزجة جافة على زخرفة العين الحورس، تلمع بضوء خافت كأنها جزء من الطلاء الأصلي.
لم تقل شيئًا. مسحت الزجاج من حوله بهدوء، وتركت البقعة كما هي.
كانت تعرف أن بعض الآثار… ما بتُكتشفش بالحفائر، بتُكتشف بالأجساد، وتبقى سرًا بين الجدران إلى الأبد.
لقاء في مقهى أدبي
كان مقهى «زهرة البن» في الزمالك مكتظًا بأمسية القراءة الأدبية، لكن بعد العاشرة مساءً، بدأ الزبائن يتسربون بهدوء. الإضاءة خافتة من مصابيح نحاسية معلقة، رائحة القهوة المطحونة والكتب القديمة تملأ المكان، وصوت صفحات تُقلب يختلط بموسيقى أم كلثوم الخافتة من مكبر صوت قديم.
لينا، كاتبة الروايات الجريئة في الأربعين بالضبط، تجلس على كرسي خشبي صغير في منتصف الدائرة، ترتدي فستانًا أسود قصيرًا من القطن الخام، مفتوح الصدر بثلاثة أزرار، يكشف عن بداية صدرها الممتلئ. شعرها البني المجعد مفكوك، وعيناها خضراوان لامعتان. في يدها نسخة من روايتها الأخيرة «ليلة على ضفة النهر»، مفتوحة على الفصل السابع – المشهد الجنسي الأكثر شهرة.
بدأت تقرأ بصوت منخفض، حسي:
«…وكانت يداه تتسللان تحت فستانها، يمزقان القماش ببطء، كأنه يمزق صفحة من كتاب ممنوع…»
الصمت في المقهى كان كاملاً، إلا من أنفاس القلة المتبقية. بينهم، في الزاوية الخلفية، يجلس أستاذ أدب متقاعد يُدعى عادل، في الخمسين ونص، بدلة كحلية باهتة، لحية بيضاء قصيرة، عيناه مثبتتان على لينا منذ بداية الأمسية. كان قد أرسل لها رسالة على فيسبوك قبل أسبوع: «روايتكِ أيقظت شيئًا كنت أظنه مات.»
بعد انتهاء القراءة، اقترب عادل بهدوء، وقف أمامها وهي تجمع كتبها.
«الفصل السابع… كان حقيقيًا أكثر مما ينبغي.» قال بصوت خافت.
لينا رفعت عينيها، ابتسمت ابتسامة جانبية.
«الحقيقة أحيانًا تُكتب قبل ما تُعاش.»
لم يتكلما أكثر. تبادلا نظرة واحدة، ثم تحركا معًا نحو الجزء الخلفي من المقهى، حيث دورة المياه الوحيدة، بابها خشبي قديم بقفل حديدي صدئ. دخلا معًا، أغلقا الباب، أدارت لينا المفتاح ببطء.
في الداخل، الضوء أصفر خافت من مصباح واحد، المرآة متشققة، والمغسلة صغيرة. لينا دفعت عادل على الحائط، قبّلته بعنف، لسانها يغزو فمه. عادل فكّ أزرار فستانها بسرعة، مزّق الزر الأخير، القماش يتمزق بصوت خافت. صدرها انكشف، حلماتها بنية داكنة منتصبة.
لينا فتحت بنطاله، أخرجت قضيبه، كان منتصبًا بشدة، أكبر مما تخيلته وهي تكتب. ركعت أمامها، أخذته في فمها بعمق، مصّته بنهم، لسانها يدور حول الرأس. عادل يمسك رأسها، يدفعها أعمق، لكنها سيطرت على الإيقاع.
ثم قامت، دارت، استندت على المغسلة، مؤخرتها مرفوعة. عادل رفع فستانها من الخلف، كشف أنها لا ترتدي شيئًا تحته. أخرج نسخة الرواية من جيبه – كان يحملها معه – مزّق الصفحة ١٤٧ بأسنانه، وضعها بين أسنانه وهو يدخلها من الخلف بعنف. كل دفعة كانت تهز المغسلة، المرآة تهتز، صفحات ممزقة تتساقط على الأرض.
لينا تمسك المغسلة بقوة، تأوه بصوت مكتوم:
«آه… زي ما كتبت… مزّقني…»
عادل مزّق صفحة أخرى، لفّها حول قضيبه وهو داخلها، القماش يبلل من مائها، يلتصق بجسدهما. غيّر الوضع، رفعها، جلسها على المغسلة، فتح ساقيها على أوسع مدى، دخلها بعمق، صفحات الرواية تتساقط على صدرها، على بطنها، تلتصق بعرقهما.
«هأجيب…» صرخت لينا، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه، ماؤها يسيل على المغسلة، يبلل الصفحات الممزقة.
عادل استمر، ثم خرج، قلبها على ركبتيها، وضع قضيبه في فمها. ثلاث حركات، ثم انفجر، دفعات حارة قوية، يملأ فمها، يسيل على شفتيها، على الصفحات الممزقة على الأرض، يخلط الحبر بالمني.
بقيا يلهثان في المساحة الضيقة، الصفحات الممزقة ملتصقة بأجسادهما المتصببة، كأنهما خرجا للتو من داخل الرواية. لينا مسحت مني من شفتيها بصفحة ممزقة، ثم وضعتها في فم عادل، قبلته قبلة طويلة.
«الفصل الثامن… هكتبه الليلة.» همست.
عادل ابتسم، مسح خصلة شعر مبللة من وجهها.
«وأنا هقراه… قبل ما ينشره أحد.»
فتحا الباب بهدوء، خرجا من المقهى من الباب الخلفي. الصفحات الممزقة بقيت على أرضية دورة المياه، مبللة، ملتصقة، كأن الرواية نفسها قررت أن تعيش لحظة واحدة خارج الورق.
في الصباح، عندما جاء عامل التنظيف، وجد الصفحات الممزقة، رفع واحدة، قرأ جملة ممزقة:
«…وكان الجسد هو الكتاب الوحيد الذي لا يُقرأ إلا باللمس…»
ابتسم، رمى الصفحات في سلة المهملات، لكنه احتفظ بواحدة في جيبه.
كان يعرف أن بعض الكتب… ما تُقرأش، تُعاش.
لقاء في محطة قطار قديمة
كانت محطة رمسيس القديمة شبه خالية في الحادية عشرة والنصف ليلاً، أضواء النيون الخافتة ترتعش فوق الرصيف رقم ١١، واللوحة الإلكترونية تكرر منذ ساعتين: «قطار القاهرة–أسوان متأخر ١٢٠ دقيقة». الجو بارد، ريح نوفمبر تخترق المعطف، وصوت عجلات بعيدة يتردد في القاعة الرخامية الفارغة.
نور، في الأربعين بالضبط، تجلس على مقعد حديدي صدئ في نهاية الرصيف، معطفها الأسود مفتوح، فستانها الرمادي القصير مرفوع قليلاً على فخذيها لتدفئة ساقيها بيديها. شعرها الأسود مبعثر، حقيبتها الصغيرة بجانبها، وعيناها مثبتتان على السكة الحديدية المظلمة.
بجانبها، بعد دقيقتين، جلس رجل لم تلاحظه إلا عندما شعرت بحرارة جسده. كان في الخمسين، معطف جلدي بني قديم، قبعة صوف رمادية، لحية قصيرة بيضاء، وفي يده كوب قهوة بلاستيك من كشك المحطة. لم يتكلم أولاً، فقط أخرج من جيبه وشاحًا صوفيًا أحمر، وضعه على كتفيها بهدوء.
«القطار لسة هيتأخر ساعة كمان.» قال بصوت خشن دافئ.
نور نظرت إليه، ابتسمت ابتسامة متعبة.
«شكرًا… البرد دخل في العظم.»
لم يكن هناك أحد آخر على الرصيف. اقترب أكثر، حتى أصبح فخذه يلامس فخذها. بدأت أطرافهما تبحث عن الدفء تلقائيًا. يده على ركبتها من فوق المعطف، يدها على فخذه من فوق البنطال. لم يكن هناك كلام، فقط أنفاس تتصاعد بيضاء في الهواء البارد.
بعد دقائق، وقف، مد يده. أمسكتها نور، سارا معًا نحو نهاية الرصيف، حيث عربة قطار قديمة مهجورة، بابها مفتوح، معلقة على سكة جانبية منذ سنوات. دخلا، أغلق الباب خلفهما بصعوبة، العتمة كاملة إلا من ضوء مصباح شارع بعيد يتسلل من نافذة مكسورة.
داخل العربة، مقاعد خشبية متآكلة، أرضية حديد باردة، رائحة الصدأ والخشب القديم. نور خلعت معطفها، رمتّه على مقعد. الرجل خلع معطفه، جاكيته، قميصه. وقفت نور أمامه، رفعت فستانها من الأسفل، كشفت أنها لا ترتدي شيئًا تحته. جلست على المقعد الخشبي، فتحت ساقيها.
اقترب، ركع على الأرض الحديدية الباردة، دفن وجهه بين فخذيها، لعق كسّها بنهم، لسانه يدور حول البظر، يدخل داخلها. نور تمسك رأسه، تضغط، تتأوه بصوت مكتوم يتردد داخل العربة الفارغة.
«آه… سخني…»
قام، فتح بنطاله، قضيبه منتصب بشدة، سميك، رأسه لامع. رفعها بسهولة، وضعها على المقعد، دخلها دفعة واحدة بعمق. بدأ يتحرك بسرعة، العربة تهتز مع كل دفعة، النوافذ ترج، صوت الحديد يصدر صريرًا خافتًا. نور تلف ساقيها حول خصره، أظافرها تخدش ظهره.
غيّر الوضع، قلبها، وضعها على ركبتيها على المقعد، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة على خصرها، والأخرى تمسك ثدييها من تحت الفستان. كل دفعة كانت تهز العربة بأكملها، كأن القطار القديم عاد للحياة.
من بعيد، بدأت صافرة قطار تقترب، بطيئة، عميقة، تقترب أكثر.
«هأجيب…» تأوهت نور، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه، ماؤها يسيل على المقعد الخشبي.
الصافرة أعلى الآن، القطار يقترب من المحطة.
الرجل زاد السرعة، ثم خرج فجأة، قلبها على ظهرها، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها. حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط بعرقها، تلمع تحت ضوء المصباح البعيد.
الصافرة الآن في المحطة، القطار يدخل ببطء.
بقيا يلهثان داخل العربة، الصفير يملأ المكان. نور مسحت مني من خدها بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء.
«القطار وصل.» همست.
الرجل قبل جبينها، ساعدها على الوقوف. ارتديا ملابسهما بسرعة، خرجا من العربة، عادا إلى الرصيف. القطار توقف، الأبواب فتحت، الناس بدأوا ينزلون.
وقفت نور في الصف، التفتت إليه للحظة. لم يتبادلا أسماء، لم يتبادلا كلمة. فقط نظرة طويلة، ابتسامة صغيرة.
دخلت نور القطار. الرجل بقي على الرصيف، رفع يده بتحية خفيفة.
القطار تحرك، اختفت نور في الظلام.
في الصباح، عندما جاء عمال التنظيف، وجدوا العربة المهجورة مفتوحة، المقعد الخشبي مبلل، بقع بيضاء لزجة جافة، ومعطف نسائي أسود صغير مرمي على الأرض.
أغلقوا الباب بهدوء.
كانوا يعرفون أن بعض الرحلات… ما بتكتبش في جدول القطارات، بتكتب في الأجساد، وتنتهي بصافرة واحدة، وتختفي في الليل.
جلسة تحضير طعام خاصة
كان المطبخ الخاص في فيلا هادئة على ضفاف النيل في المعادي، النوافذ مفتوحة على نسمة نوفمبر الباردة، والإضاءة دافئة من مصابيح معلقة نحاسية. الساعة تجاوزت الحادية عشرة مساءً، والمنزل نائم تمامًا. على الطاولة الرخامية الكبيرة في المنتصف، مكونات طبق إفروديسياك فاخر: محار طازج، فراولة مغطاة بشوكولاتة داكنة مذابة، كريمة شانتيي طازجة، عسل مانوكا، زنجبيل مبشور، وقليل من الفلفل الحار المطحون.
الطاهية منى، في الخمسين بالضبط، تقف حافية القدمين، ترتدي مريلة بيضاء قصيرة مفتوحة من الجانبين، وتحتها لانجري أسود دانتيل فقط. شعرها الأسود المصبوغ بالكستنائي مربوط بكعكة فضفاضة، وجسدها ممتلئ في الأماكن الصحيحة، بشرتها سمراء ناعمة كأنها مطبوخة بالكراميل. في يدها مضرب كهربائي، وأمامها وعاء زجاجي كبير مليء بالكريمة.
بجانبها يقف ياسر، مساعدها الشاب في السابعة والعشرين، قميص أبيض ملفوف الأكمام، بنطال جينز ضيق، قدماه حافيتان أيضًا. ذراعاه قويتان من حمل الأواني الثقيلة، وعيناه لا تفارقان منى منذ أن بدأت تحضر الطبق قبل ساعة.
«السر في الطبق ده… إنه لازم يتذوق على الجسم، مش في الصحن.» قالت منى بصوت منخفض، وهي تغرف ملعقة كبيرة من الكريمة الباردة، وتضعها على صدرها من فوق الدانتيل. الكريمة بدأت تذوب فورًا، تتسلل بين ثدييها، تقطر على بطنها.
ياسر اقترب فورًا، ركع أمامها، لعق الكريمة ببطء، لسانه يمر على حلماتها من فوق القماش، يمصها حتى ابتلع آخر قطرة. منى تأوهت، يدها على رأسه، تضغط.
«كفاية تذوق بالفم بس.» همست، وخلعت المريلة، ثم اللانجري، وقفت عارية تمامًا.
أمسكت الشوكولاتة المذابة، سكبت خطًا رفيعًا من رقبتها إلى كسّها. الشوكولاتة الساخنة جعلتها ترتعش، ثم بردت بسرعة على بشرتها. ياسر لعق الخط كله، من أعلى إلى أسفل، لسانه يدور حول بظرها، يدخل داخلها، يشرب الشوكولاتة مع مائها.
منى سحبته للأعلى، خلعت قميصه وبنطاله، قضيبه منتصب بشدة، رأسه لامع. أمسكت الكريمة، غطّت قضيبه كله، ثم ركعت، لعقته ببطء، تمصه بعمق، الكريمة تذوب في فمها، تختلط بطعم الرجل.
ثم دفعته على الطاولة الرخامية الباردة، صعدت فوقه، جلست على قضيبه، نزلت عليه ببطء، كسّها يبتلعه كله. بدأت تتحرك، دوائر بطيئة ثم سريعة، الكريمة والشوكولاتة تذوبان على بطنيهما، تلتصقان بجسديهما، تجعل كل حركة لزجة، ساخنة، حلوة.
ياسر يمسك خصرها، يدفع للأعلى، يقابل حركتها. الطاولة تهتز، الأواني ترج، وعاء الكريمة ينقلب، الكريمة تسيل على الرخام، على فخذيهما. منى تمسك الفراولة، تضع واحدة في فمها، ثم تقبله، تنقلها إلى فمه، يعضانها معًا، العصير يسيل على شفتيهما.
قلبها، وضعها مستلقية على الطاولة، رفع ساقيها على كتفيه، دخلها بعنف. الكريمة تتطاير مع كل دفعة، الشوكولاتة تذوب أكثر، الرخام يصبح لزجًا. منى تمد يدها، تأخذ عسل مانوكا، تسكبه على صدرها، ياسر يلعقه بنهم، يمص حلماتها، يعضها بلطف.
«هأجيب…» صرخت منى، جسدها يتقوس، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يختلط بالكريمة والشوكولاتة، يسيل على الطاولة.
ياسر لم يتوقف، استمر حتى شعر بقضيبه ينتفض. خرج في اللحظة الأخيرة، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها، حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط بالكريمة والشوكولاتة والعسل، تصبح خليطًا لزجًا حلوًا مالحًا.
بقيا يلهثان على الطاولة، الرخام بارد تحت أجسادهما الساخنة، الكريمة والشوكولاتة تذوبان ببطء، تنزلقان على جسديهما. منى مسحت خليط المني والكريمة بإصبعها، وضعته في فم ياسر، ثم مصّت إصبعه هي أيضًا.
«الطبق نجح.» همست، وهي تضحك ضحكة منخفضة.
ياسر قبل شفتيها، طعم الشوكولاتة والكريمة والمني لا يزال في فمه.
«أحلى حلوى في حياتي.»
قاما ببطء، أجسادهما لزجة، لامعة، حلوة. منى أخذت فراولة أخيرة، غمّستها في الخليط على صدرها، وضعتها في فمه.
«للطريق.» قالت.
ياسر أمسك يدها، خرجا من المطبخ، تاركين الطاولة في حالة فوضى حلوة: كريمة، شوكولاتة، عسل، مني، فراولة مهروسة، كلها مختلطة على الرخام.
في الصباح، عندما جاءت الخادمة، وجدت المطبخ نظيفًا… إلا من بقعة كبيرة لزجة على الطاولة الرخامية، تلمع تحت ضوء الشمس، ورائحة الشوكولاتة والكريمة لا تزال عالقة.
ابتسمت، مسحت الطاولة بهدوء، لكنها احتفظت بفراولة واحدة جافة ملتصقة بالكريمة في جيبها.
كانت تعرف أن بعض الأطباق… ما بتتاكلش بالشوكة، بتتاكل بالأجساد، وتبقى طعمها في الذاكرة إلى الأبد.
ليلة في مكتب بريد ليلي
كان مكتب البريد المركزي في باب اللوق مغلقًا منذ التاسعة مساءً، لكن الباب الجانبي الصغير لا يزال مفتوحًا للطوارئ. الساعة قاربت الثانية عشرة والنصف، والشارع خالٍ إلا من صوت قطة بعيدة وصفير سيارة أجرة متأخرة. داخل المكتب، الإضاءة خافتة من مصباح مكتبي واحد، وأجهزة الفرز متوقفة، وكومات الرسائل والطرود تتراكم على الطاولات.
رشا، موظفة البريد في الأربعين بالضبط، تقف خلف الكاونتر بزيها الرسمي الأزرق الداكن، الجاكيت مفتوح، القميص الأبيض مفتوح زرّين من الأعلى، التنورة الضيقة مرفوعة قليلاً من كثرة الحركة. شعرها الأسود مربوط بذيل حصان، وفي يدها ختم مطاطي كبير لا تزال تلعب به بين أصابعها.
أمامها يقف طارق، عميل متأخر في الثامنة والأربعين، جاء يبحث عن طرد طبي عاجل لأمه المريضة. بدلة رمادية مكرمشة قليلاً، ربطة عنقه مفكوكة، وجهه متعب لكن عيناه حادتين.
«الطرد رقم ٤٧٨٩٢… قالوا لي جاء النهاردة الصبح.» قال بصوت منخفض.
رشا تنهدت، أغلقت دفتر التسجيل.
«كل الطرود الجديدة في المخزن الخلفي. تعالى معايا، الإضاءة هناك ضعيفة بس هنلاقيه.»
فتحت الباب الداخلي، دخلا معًا إلى المخزن الخلفي الضيق. الرفوف عالية، مليئة بصناديق كرتونية وأكياس بلاستيكية، رائحة الورق والغراء والكرتون القديم تملأ المكان. مصباح طوارئ أحمر خافت يضيء فقط، يكفي ليُظهر ملامح الوجوه والأرقام على الطرود.
بدأت رشا تبحث بين الصناديق، تنحني، ترتفع، التنورة ترتفع أكثر مع كل حركة. طارق يقف خلفها، عيناه تتبعان خط ظهرها، ثم فخذيها. فجأة، وجدت الطرد، رفعت يدها عاليًا لتُمسكه، لكن الصندوق سقط، طرود صغيرة تتساقط حولهما.
انحنت رشا لتلمّها، وطارق انحنى معها. أيديهما تلاقتا على نفس الطرد، أصابعهما تلامستا لثانية طويلة. لم يتحركا. رفع طارق عينيه، رأى عينيها. لم يكن هناك كلام.
دفعها بلطف حتى استندت على رف الطرود، قبّلها قبلة عميقة، لسانها يلاقي لسانه فورًا. رشا فكّت ربطة عنقه، فتحت قميصه، خدشت صدره بأظافرها. طارق رفع تنورتها من الخلف، كشف أنها لا ترتدي شيئًا تحته، كسّها مبلل بالفعل. أدخل إصبعين ببطء، حركهما داخلها، صوت ختم مطاطي سقط من يدها يتردد على الأرض.
«آه… طارق…» همست بصوت مكتوم.
أدارها، ظهرها له، استندت بيديها على الرف، مؤخرتها مرفوعة. طارق فتح بنطاله، أخرج قضيبه، وضعه على شفراتها، فركها أولاً، ثم دخلها دفعة واحدة بعمق. بدأ يتحرك بسرعة، الرف يهتز، الطرود ترج، أكياس بلاستيكية تتساقط حولهما، صوت الختم المطاطي الذي سقط يتردد مع كل دفعة: طق… طق… طق…
رشا عضّت شفتها لتمنع الصراخ، يدها تمسك طردًا صغيرًا، تضغط عليه حتى يتمزق الكرتون. طارق يمسك خصرها بقوة، يدخل أعمق، أصابعه تغوص في لحمها.
غيّر الوضع بهدوء. جلس على الأرض بين الطرود، سحبها فوقه. ركبت قضيبه، نزلت عليه ببطء، ثم بدأت تتحرك، دوائر صغيرة، صعود ونزول. الختم المطاطي بجانبهما، داست عليه بقدمها الحافية مع كل حركة، يصدر صوتًا خافتًا: طق… طق…
«هأجيب…» همست رشا، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه، ماؤها يسيل على فخذيه وعلى الأرض.
طارق رفعها، وقف، أدارها مرة أخرى للرف، دخلها من الخلف بعنف أكبر. ثلاث دفعات عميقة، ثم دفن نفسه فيها، انفجر داخلها، دفعات حارة قوية، يملأها حتى يفيض المني على فخذيها، يقطر على الطرود، على الختم المطاطي.
بقيا متعانقين بين الصناديق، يلهثان بصوت خافت، الختم المطاطي لا يزال يصدر صوتًا خافتًا عندما يتحركان. رشا رتبت تنورتها، أعادت الختم إلى يدها، ختمت الطرد بسرعة: طق.
«ده طردك.» قالت بصوت هادئ، وهي تمدّه له.
طارق أخذ الطرد، قبل كتفها من الخلف.
«أحلى خدمة بريد في حياتي.»
أطفأت رشا مصباح الطوارئ، فتحت الباب الجانبي. خرجا إلى الشارع الفارغ، الباب أُغلق خلفهما بصرير خافت.
في الصباح، عندما جاءت الموظفة الصباحية، وجدت المخزن مرتبًا… إلا من بقعة لزجة صغيرة على أرضية المخزن، وبجانبها ختم مطاطي ملقى، وعليه بصمة شفاه حمراء خفيفة، وكرتون طرد ممزق مكتوب عليه بخط يد أنثوي:
«تم التوصيل… بنجاح.»
ابتسمت، التقطت الختم، وضعته في جيبها.
كانت تعرف أن بعض الطرود… ما بتتوصلش بالعنوان، بتتوصل بالأجساد، وتبقى ختمها في الذاكرة إلى الأبد.
لقاء في حمام تركي قديم
كان الحمّام التركي القديم في حيّ الجمالية مغلقًا منذ السابعة مساءً، لكن الباب الخشبي الثقيل انفتح بصرير خافت في الحادية عشرة والنصف. دخل رجل واحد، آخر زبون في هذه الليلة الباردة من نوفمبر، معطفه مبلّل من المطر الخفيف، وجهه متعب من يوم طويل.
خلف الكاونتر، وقفت مديحة، مالكة الحمّام في الخمسين بالضبط، ترتدي روب حريري أخضر غامق مفتوح من الأمام، وتحته قميص قطني أبيض مبلل قليلاً من البخار، يلتصق بجسدها الممتلئ. شعرها الأسود المصبوغ مربوط بفوطة بيضاء، وعيناها سوداوان لامعتان تحت ضوء المصباح النحاسي الخافت.
«آخر زبون… وبعدين نقفل.» قالت بصوت هادئ، وهي تُغلق الباب الحديدي من الداخل، تدير المفتاح مرتين.
قادته إلى القاعة الداخلية، الرخام الأبيض الساخن ينبعث منه بخار كثيف، الإضاءة ذهبية خافتة من فتحات صغيرة في القبة، وصوت الماء يقطر من الصنابير النحاسية يتردد في الصمت. في المنتصف، منصة الرخام الكبيرة «الگُبّة»، ساخنة، لامعة من الرطوبة.
«خلّع كل حاجة.» همست مديحة، وهي تُعلّق معطفه.
خلع الرجل ملابسه ببطء، وقف عاريًا أمامها، جسده قوي رغم السن، عضلات ظهره بارزة، قضيبه شبه منتصب من الحرارة المفاجئة. مديحة خلعت روبها، وقفت بالقميص الأبيض المبلل فقط، حلماتها واضحة من تحته، ثم أشارت له أن يستلقي على الرخام.
استلقى على بطنه، الرخام ساخن على صدره وبطنه. أحضرت مديحة الليفة المغربية والصابون البلدي، بدأت تدلك ظهره بحركات قوية، دائرية، من كتفيه إلى أسفل ظهره، ثم إلى مؤخرته. الليفة خشنة، تجعل جلده يحمر، والبخار يخفي كل شيء إلا صوت احتكاك الليفة وأنفاسه المتسارعة.
«اقلب.» همست.
اقلب على ظهره، قضيبه الآن منتصب تمامًا. مديحة صبّت الماء الساخن من الطشت النحاسي على صدره، ثم بدأت تدلك صدره، بطنه، فخذيه، تجنّبت قضيبه أولاً، تمرّ الليفة حوله، تجعله يرتجف. ثم، ببطء، لفت الليفة حول قضيبه، دلكته بلطف، صعودًا ونزولاً، الصابون يجعل الحركة زلقة، ساخنة.
«آه… مديحة…» تأوه بصوت مكتوم، البخار يبتلع الصوت.
خلعت قميصها، وقفت عارية فوقه، جسدها لامع من العرق والبخار، صدرها الكبير، بطنها الناعم، كسّها محلوق نظيف مبلل. صعدت فوق المنصة، جلست على فخذيه، ثم نزلت ببطء حتى أصبح قضيبه يلامس شفراتها. فركته أولاً بكسّها، الماء والصابون يجعلان كل شيء زلقًا، ثم نزلت عليه دفعة واحدة، كسّها يبتلعه كله.
بدأت تتحرك، صعودًا ونزولاً، الرخام الساخن تحت ظهر الرجل، البخار يحيط بهما كحجاب كثيف، لا يُرى منهما إلا ظلال تتحرك. يداه تمسكان خصرها، يدفعان للأعلى، يقابلان حركتها. كل دفعة تصدر صوتًا خافتًا على الرخام المبلل: طش… طش…
قلبها، وضعها على ظهرها على المنصة الساخنة، رفع ساقيها على كتفيه، دخلها بعمق أكبر. الرخام يحرق ظهرها قليلاً، لكن الحرارة من الداخل أقوى. مديحة تمسك بحواف المنصة، أظافرها تخدش الرخام، صرختها تختفي في البخار.
«أقوى… خلّي البخار يشوف كل حاجة…»
غيّر الوضع مرة أخيرة. وقفت مديحة، استندت على الجدار الرخامي، مؤخرتها مرفوعة. الرجل وقف خلفها، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة تمسك ثدييها، والأخرى تسحب شعرها المبلل. كل دفعة تهز الجدار، قطرات الماء تسقط من السقف على ظهريهما، تبرد بشرتهما الحارة.
«هأجيب…» صرخت مديحة، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يسيل على الرخام، يختلط بالصابون والماء.
الرجل استمر، ثم خرج فجأة، قلبها على ظهرها مرة أخرى، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها. حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط بالبخار والعرق، تختفي فورًا في الرطوبة.
بقيا يلهثان على الرخام الساخن، البخار يغطيهما كغيمة بيضاء، لا يُرى منهما إلا أنفاسهما البيضاء المتقطعة. مديحة مسحت بعض المني بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء.
«أحلى تدليك في حياتي.» همست.
الرجل قبل جبينها، ساعدها على الوقوف. ارتديا ملابسهما بهدوء، البخار لا يزال كثيفًا. فتحت مديحة الباب الحديدي، أطفأت المصباح النحاسي.
خرجا إلى الشارع البارد، الباب أُغلق خلفهما بصرير طويل.
في الصباح، عندما جاءت العاملة، وجدت المنصة الرخامية لامعة من كثرة التنظيف… إلا من بقعة صغيرة لزجة جافة في المنتصف، تلمع تحت ضوء الشمس الأولى، ورائحة الصابون البلدي لا تزال عالقة في الهواء.
ابتسمت، فتحت الصنابير، تركت الماء الساخن يجري.
كانت تعرف أن بعض الحمّامات… ما بتتغسلش بالماء، بتتغسل بالأجساد، وتبقى حرارتها في الرخام إلى الأبد.
لقاء في سوق قديم
كان سوق الحميدية في دمشق القديمة – فرع القاهرة السري المخفي خلف خان الخليلي – يغلق أبوابه مع أذان المغرب، لكن دكان «مسك الشام» لا يزال مفتوحًا للزبائن المميزين. المصباح النحاسي الوحيد يتأرجح فوق الرفوف الخشبية، قوارير العود والمسك والياسمين والعنبر تتلألأ في الضوء الذهبي الخافت، ورائحة العطور القديمة تملأ المكان حتى الاختناق.
أمام الكاونتر، تقف أميمة، بائعة العطور في الخمسين بالضبط، ترتدي جلابية سوداء شفافة قليلاً، مفتوحة من الصدر حتى منتصف الفخذ، وتحتها لا شيء سوى سلسلة ذهبية رفيعة حول خصرها. شعرها الأسود الطويل مفكوك، وعيناها مكحلتان بكحل عودي ثقيل. في يدها قارورة صغيرة من زجاج أزرق، مكتوب عليها بخط يدها «مسك الليل – ممنوع البيع».
دخل زبون وحيد، بعد أن طرق الباب ثلاث طرقات متتالية – الإشارة السرية. كان في الخامسة والأربعين، بدلة رمادية داكنة، ربطة عنق مفكوكة، لحية قصيرة مشذبة، وفي جيبه رسالة صغيرة مكتوب عليها: «أريد مسك الليله».
«ده آخر قارورة… وما بتباعش.» قالت أميمة بصوت منخفض، وهي تفتح القارورة، تضع قطرة واحدة على عنقها، خلف أذنها اليمنى. «بس ممكن تجربها… لو عرفت تمسك الرائحة.»
اقترب الرجل، شمّ عنقها بعمق، أنفه يلامس بشرتها، يسحب الرائحة ببطء. ثم نزل أكثر، شمّ كتفها، صدرها من فوق الجلابية، بطنها، فخذيها. كلما نزل، كانت أميمة تضع قطرة جديدة من العطر على جسدها، حتى أصبحت رائحة المسك والعنبر والياسمين تملأ المكان كأنها دخان كثيف.
«عايز أشمّها من كل حتة.» همس، وهو يمسك يدها، يسحبها خلف الستارة الحريرية الحمراء في مؤخرة الدكان.
خلف الستارة، مساحة ضيقة مليئة بقوارير عطور قديمة على رفوف زجاجية، أرضية خشبية تصدر صريرًا خافتًا. أميمة دفعته على كرسي خشبي قديم، جلست فوقه، فتحت جلابيتها تمامًا، كشفت جسدها العاري، السلسلة الذهبية تلمع على خصرها. صبّت قطرة عطر على بظرها، ثم جذبت رأسه للأسفل.
شمّها أولاً، ثم لعقها بنهم، لسانه يدور حول البظر، يشرب العطر مع مائها. أميمة تتأوه بصوت مكتوم، يدها تسحب شعره، تضغط. قوارير صغيرة تهتز على الرفوف مع كل حركة.
ثم قامت، خلعت بدلته بسرعة، قضيبه منتصب بشدة، رأسه لامع. صبّت عطرًا عليه مباشرة، ثم ركعت، لعقته ببطء، تمصه بعمق، رائحة المسك تملأ فمها. الرجل يمسك رأسها، يدفعها أعمق.
دفعها على الأرض الخشبية، بين القوارير، رفع ساقيها على كتفيه، دخلها دفعة واحدة بعنف. كل دفعة كانت تهز الرفوف، قوارير صغيرة تسقط، تتكسر على الأرض، العطور تختلط، رائحة قوية تخنق الهواء: عود، ورد، عنبر، مسك، كلها مختلطة بعرقهما.
أميمة تمسك قارورة كبيرة، تكسرها على صدرها عمدًا، الزجاج يتفتت، العطر يسيل على ثدييها، على بطنها. الرجل يلعق كل قطرة، يمص حلماتها، يعضها بلطف. قارورة أخرى تسقط، تتكسر عند قدميهما، العطر يبلل الأرض، يجعلها زلقة.
قلبها، وضعها على ركبتيها، دخلها من الخلف بعنف أكبر، يد واحدة تمسك خصرها، والأخرى تسحب السلسلة الذهبية كأنها لجام. كل دفعة تهز الرف، قوارير أخرى تتكسر، الزجاج يتناثر، العطور تختلط بالدم من خدش صغير في ركبتها، برائحة حلوة مالحة.
«هأجيب…» صرخت أميمة، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يسيل على الأرض المبللة بالعطور.
الرجل استمر، ثم خرج، قلبها على ظهرها بين الزجاج المكسور، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها. حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط بالعطور والزجاج المتناثر، تصبح خليطًا لزجًا براقًا.
بقيا يلهثان بين القوارير المكسورة، رائحة العطور القوية تخنقهما، الزجاج يلمع تحت المصباح النحاسي. أميمة مسحت خليط المني والعطر بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء.
«الرائحة دلوقتي… هتفضل فيك للأبد.» همست.
الرجل قبل جبينها، ساعدها على الوقوف. ارتديا ما تبقى من ملابسهما، الجلابية ممزقة، البدلة مبللة بالعطر. أميمة أغلقت الستارة، أطفأت المصباح النحاسي.
خرجا من الدكان من الباب الخلفي، السوق نائم، الباب أُغلق خلفهما بصرير خافت.
في الصباح، عندما جاءت الجارة لتشتري عودًا، وجدت الدكان مغلقًا، ورائحة عطور قوية تتسرب من تحت الباب، ورقة صغيرة ملتصقة بالباب مكتوب عليها بخط أنثوي:
«مسك الليله… نفد. عودة قريبة.»
ابتسمت، شمّت الهواء بعمق.
كانت تعرف أن بعض العطور… ما بتتباعش، بتتشمّ من الجسم، وتبقى ريحتها في الذاكرة إلى الأبد.
رحلة بالسيارة على طريق صحراوي
كان الطريق الصحراوي القاهرة–الإسكندرية خاليًا تمامًا بعد منتصف الليل، الريح تصفر حول الشاحنة الكبيرة، والقمر بدرًا يرسل ضوءًا فضيًا على الرمال من الجانبين. اللوحة الإلكترونية داخل المقصورة تشير إلى ٣:١٧ صباحًا، والمذياع يعزف أغنية قديمة لعبد الحليم بصوت خافت.
سمر، سائقة الشاحنة في الأربعين بالضبط، ترتدي قميص جينز مفتوح الأزرار حتى منتصف الصدر، وشورت جينز قصير، قدماها حافيتان على دواسة الوقود. شعرها الأسود القصير مبعثر من الريح، وساعداها قويتان من سنين القيادة الطويلة. الشاحنة محملة ببضاعة مغطاة، ومقصورة النوم خلف المقعد نظيفة، مرتبة، بطانية صوفية حمراء مطوية في الزاوية.
في الكيلو ١٢٨، رأت أضواء طوارئ تومض على جانب الطريق. سيارة صغيرة متوقفة، غطاء المحرك مفتوح، وشاب يقف بجانبها يرفع يده. أبطأت، توقفت بجواره.
«السيارة عطلت؟» سألته من النافذة.
«البطارية ماتت، والموبايل مفيش شبكة.» قال الشاب، في الثلاثين تقريبًا، تيشرت أبيض مبلّل عرق، جينز ممزق عند الركبة، حقيبة ظهر صغيرة على كتفه. اسمه كان مراد، لكنها لم تسأل بعد.
«اركب، هوصلك لأقرب محطة بنزين.» قالت سمر، وفتحت باب الراكب.
ركب، الشاحنة تحركت مجددًا. الصمت استمر عشر دقائق، فقط صوت المحرك والمذياع.
«بتسافري لوحدك دايمًا؟» سأل مراد أخيرًا.
«من خمستاشر سنة.» ردت سمر، عيناها على الطريق. «الطريق ده أرحم من الناس.»
«والوحدة؟»
«الوحدة بتتعود… بس أحيانًا بتضغط.» قالت بهدوء، ونظرت إليه للحظة. أضواء سيارة مارة مرت، أضاءت وجهه، وسيم بطريقة متعبة، عيناه فيها شيء جائع.
بعد كيلو ١٤٥، أطفأت سمر الأضواء الكبيرة، أبقت فقط أضواء المقصورة الصغيرة. أوقفت الشاحنة على جانب الطريق، شدّت فرملة اليد.
«المحطة لسة ساعتين. نام شوية.» قالت، وهي تتحرك إلى مقعد السائق، تجلس فوقه، ظهرها لعجلة القيادة.
مراد لم يتحرك. نظر إليها، ثم مد يده، لمس فخذها من فوق الشورت. سمر لم تمنعه. يده صعدت ببطء، تحت القميص، لمس صدرها، حلماتها منتصبة بالفعل. تنهدت تنهيدة عميقة، جذبت رأسه، قبلته بعنف، أسنانها تعض شفته السفلى.
في ثوان، خلعا ملابسهما. سمر عارية تمامًا، جسدها قوي، مشدود، ندبات صغيرة على ذراعيها من شغل الشاحنة. مراد عاري، قضيبه منتصب بشدة، عروقه بارزة. دفعته على مقعد السائق، جلست فوقه، فتحت ساقيها، نزلت على قضيبه دفعة واحدة بعنف، كسّها يبتلعه كله.
بدأت تتحرك بقوة، صعودًا ونزولاً، المقعد يهتز، عجلة القيادة تص emigrate صوت بوق خافت مع كل دفعة. أضواء سيارة مارة مرت، أضاءت أجسادهما العارية لثانية، ثم اختفت. سيارة أخرى، ضوء أزرق، أضاء صدر سمر، حلماتها، ثم ظلام مجددًا.
مراد يمسك خصرها بقوة، يدفع للأعلى بعنف، يقابل حركتها. سمر تمسك عجلة القيادة من خلفها، تستند عليها، تتحرك أسرع. المقصورة تهتز، البطانية تسقط على الأرض، زجاجة ماء تتدحرج.
قلبها، وضعها مستلقية على المقعد، رفع ساقيها على كتفيه، دخلها بعنف أكبر. كل دفعة كانت تهز الشاحنة بأكملها، أضواء سيارات مارة تومض على جسديهما، تختفي، تعود. سمر تصرخ بصوت مبحوح، أظافرها تخدش ظهره، تترك خطوط حمراء.
«أقوى… خلّي الطريق يشوف كل حاجة…»
أضواء شاحنة كبيرة مرت ببطء، أضاءت المقصورة لثوان طويلة، رأى السائق المار ظلالاً تتحرك، ابتسم، زاد السرعة واختفى.
مراد زاد العنف، ثم خرج فجأة، قلبها على بطنها على المقعد، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة تمسك شعرها، تسحبه للخلف، والأخرى تصفع مؤخرتها صفعة قوية. سمر تصرخ، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه، ماؤها يسيل على المقعد الجلدي.
«هأجيب…» صرخت، وانفجرت، جسدها ينتفض، ماء كسّها يرش على فخذيه.
مراد استمر ثوان، ثم خرج، قلبها على ظهرها، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه في فمها. ثلاث حركات عميقة، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، يملأ فمها، يسيل على شفتيها، على رقبتها، على صدرها. أضواء سيارة أخيرة مرت، أضاءت المني اللامع على جسدها، ثم ظلام.
بقيا يلهثان على المقعد، عرقانين، الشاحنة لا تزال تهتز قليلاً من الحركة. سمر مسحت مني من شفتيها بإصبعها، وضعته في فمه، مصّته ببطء.
«الوحدة خلصت لليلة دي.» همست.
مراد قبل جبينها، ساعدها على الجلوس. ارتديا ملابسهما بهدوء، المقعد مبلل، البطانية ملقاة على الأرض.
أشعلت سمر المحرك مجددًا، تحركت الشاحنة. بعد نصف ساعة، وصلا لمحطة بنزين صغيرة مضاءة.
«هنزل هنا.» قال مراد، وفتح الباب.
سمر أومأت، لم تسأل عن اسمه. أعطته زجاجة ماء من الثلاجة الصغيرة.
«للطريق.» قالت.
نزل، أغلق الباب. الشاحنة تحركت، اختفت في الظلام.
في الصباح، عندما جاء عامل المحطة، وجد الشاحنة قد مرت منذ ساعات، لكن على الرصيف، زجاجة ماء فارغة، وبجانبها قطعة قماش جينز ممزقة صغيرة، مبللة قليلاً.
ابتسم، رمى القماش في المهملات.
كان يعرف أن بعض الرحلات… ما بتكتبش في دفتر السائق، بتكتب في الأجساد، وتنتهي بضوء سيارة مارة، وتختفي في الصحرا.
ليلة في كهف سياحي
كان كهف «الأصدقاء» في جبل الجلالة الشرقية مغلقًا للسياح منذ الخامسة مساءً، لكن المجموعة الأخيرة تأخرت في النزول، والسماء انفجرت بمطر نوفمبر مفاجئ. الماء يتسرب من السقف، ينقّط على الصخور، يتردد صداه في الممرات الضيقة كأنه طبل بطيء.
ليلى، مرشدة الكهوف في الخمسين بالضبط، تقف في نهاية الممر الفرعي، ترتدي جاكيت جلدي قصير فوق تيشرت أسود مبلّل يلتصق بجسدها، وبنطال كارجو ضيق، حذاء جبلي ثقيل. شعرها الأسود القصير مبعثر تحت خوذتها، وفي يدها مصباح يدوي واحد – الآخر انكسر قبل نصف ساعة. عيناها خضراوان، حادتان، تعرف الكهف كما تعرف نبضها.
بجانبها، يقف آدم، السائح الوحيد الذي انفصل عن المجموعة، في الثامنة والثلاثين، قميص أبيض شفاف من المطر، جينز ممزق عند الركبة، حقيبة ظهر صغيرة ملقاة على الأرض. كان يصور بالموبايل، ثم انزلق، فسحبته ليلى إلى الممر الجانبي قبل أن يسقط في حفرة عميقة.
«المجموعة نزلت من ساعة. المدخل مقفول لحد الصبح.» قالت ليلى بهدوء، وهي تُطفئ المصباح لتوفر البطارية. الظلام كامل، إلا من وميض خافت من شق في السقف.
صمت. فقط صوت التنقيط: طق… طق… طق… ثم صوت أنفاسهما.
«يعني إحنا لوحدنا؟» همس آدم.
«لوحدنا… تمامًا.» ردت ليلى، وصوتها أقرب من المتوقع.
في الظلام، يده وجدت يدها. أصابعهما تشابكت. ثم شعر بأنفاسها على رقبته. لم يكن هناك كلام بعد ذلك.
ليلى خلعت خوذتها، رمتها على الأرض. آدم خلع قميصه، ثم جاكيتها. في ثوانٍ، كانا عارين تقريبًا، ملابسهما مبللة ملقاة على الصخور. ليلى دفعته على صخرة مسطحة مبللة، البرد يقرص ظهره، لكن حرارة جسدها فوقّته فورًا.
جلست فوقه، فتحت ساقيها، نزلت على قضيبه ببطء، كسّها ساخن، ضيق، يبتلعه كله. بدأت تتحرك بإيقاع التنقيط: طق… طق… طق… كل نقطة ماء تسقط من السقف تتزامن مع دفعة. الصخور تحت ظهر آدم مبللة، زلقة، كل حركة تصدر صوتًا خافتًا: طش… طش…
أشعلت المصباح لثانية واحدة، وجهت الضوء على جسديهما: قطرات الماء تتساقط على صدرها، على بطنها، على فخذيها، تلمع كألماس. أطفأته مجددًا. الظلام عاد، أعمق.
قلبها، وضعها على ظهرها على الصخرة الباردة، رفع ساقيها على كتفيه، دخلها بعنف. كل دفعة تهز الصخرة، قطرات ماء ترش على وجهيهما. صوت التنقيط أسرع الآن، كأن الكهف نفسه يشجع: طق-طق-طق-طق…
ليلى تمسك بحواف الصخرة، أظافرها تخدش الحجر، صرختها تتردد في الممر، تعود إليهما كصدى أعلى. آدم ينزل على حلماتها، يمصها، يعضها، الماء البارد يسيل على ظهرها، يخلط بحرارتها.
غيّر الوضع مرة أخيرة. وقفت ليلى، استندت على جدار الكهف، مؤخرتها مرفوعة. آدم وقف خلفها، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة تمسك خصرها، والأخرى تغطي فمها لتخفي الصراخ. كل دفعة تهز الجدار، صخور صغيرة تتساقط، الماء يرش على ظهريهما.
«هأجيب…» همست ليلى، جسدها يرتجف، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يسيل على الصخور، يختلط بالماء المتسرب من السقف.
آدم استمر، ثم خرج فجأة، قلبها على ظهرها، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها. حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، تختلط بالماء البارد، تنزلق على بشرتها، تختفي بين الصخور.
بقيا يلهثان على الصخرة المبللة، صوت التنقيط عاد بطيئًا مجددًا: طق…… طق…… طق…… كأن الكهف يتنهد معهما.
ليلى أشعلت المصباح لثانية، مسحت مني من خدها بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء.
«الكهف ده… دلوقتي عنده سر جديد.» همست.
آدم قبل جبينها، ساعدها على الوقوف. ارتديا ملابسهما المبللة، المصباح في يدها يومض ضعيفًا.
سارت ليلى أمامه في الممر الضيق، يدها تمسك يده. بعد ساعة، وصلا لمدخل جانبي صغير، فتحته بمفتاح مخفي خلف صخرة. خرجا إلى الفجر، المطر توقف، السماء وردية.
في الصباح، عندما جاءت المجموعة التالية، وجد المرشد الجديد الصخور في الممر الفرعي لامعة أكثر من المعتاد، وبقعة صغيرة لزجة جافة على صخرة مسطحة، وقطرة ماء لا تزال تنقّط فوقها بإيقاع منتظم: طق… طق… طق…
ابتسم، مسح الصخرة بقطعة قماش، لكنه ترك البقعة.
كان يعرف أن بعض الكهوف… ما بتحكيش أسرارها للناس، بتحكيها للأجساد، وتحفظها في صخورها إلى الأبد.
جلسة تدريس خصوصية متأخرة
كان شقة المعلمة في الدقي هادئة تمامًا بعد الحادية عشرة مساءً، الستائر المخملية مسحوبة، مصباح المكتب الخشبي القديم يضيء بدفء أصفر على الكتب المفتوحة: مجموعة بودلير «أزهار الشر»، مفتوحة على قصيدة «Le Balcon». رائحة القهوة الفرنسية القوية لا تزال في الهواء، وصوت مكيف قديم يصدر همهمة خافتة.
نوال، معلمة اللغة الفرنسية في الخمسين بالضبط، تجلس خلف المكتب الكبير، ترتدي قميص نوم حريري أسود قصير، مفتوح من الأمام حتى يظهر حمالة صدر دانتيل أحمر، وكيلوت مطابق. شعرها الأسود المصبوغ مربوط بكعكة فضفاضة، نظارتها الرفيعة معلقة على أنفها، وعيناها سوداوان عميقتان. في يدها قلم حبر أحمر، وأمامها دفتر ملاحظات مفتوح.
أمامها يجلس أيمن، طالبها الجامعي المتزوج في الثلاثين، قميص أبيض مفتوح الزر العلوي، بنطال جينز، خاتم زواج لامع على إصبعه اليسرى. جاء لجلسة خصوصية متأخرة لأن امتحان الدكتوراه في الأدب الفرنسي بعد أسبوعين.
«القصيدة دي… مش بس كلمات.» قالت نوال بصوت منخفض، وهي تقرأ ببطء:
«Mère des souvenirs, maîtresse des maîtresses…»
رفعت عينيها إليه، ثم وقفت، دارت حول المكتب، وقفت خلفه. وضعت يديها على كتفيه، همست في أذنه:
«Mère des souvenirs… أم الذكريات.» ثم انحنت، قبلت رقبته بلطف، لسانها يمر على أذنه.
أيمن تنفس بعمق، لم يتحرك. نوال دارت أمامه، جلست على حافة المكتب، فتحت ساقيها قليلاً، القميص الحريري يرتفع.
«Maîtresse des maîtresses… سيدة السيدات.» رفعت يده، وضعتها على صدرها من فوق الدانتيل، جعلته يشعر بنبض قلبها.
ثم فتحت قميصها كله، كشفت جسدها، حلماتها منتصبة، كسّها مرئي من تحت الكيلوت الأحمر الشفاف.
«Ô toi, tous mes plaisirs! Ô toi, tous mes devoirs!» همست، وهي تسحب رأسه إلى صدرها.
أيمن لم يعد يقاوم. قبل حلماتها بنهم، يمصها، يعضها بلطف. نوال تأوهت، يدها تفتح بنطاله، تخرج قضيبه – منتصب بشدة، كبير، رأسه أحمر لامع.
دفعها على المكتب، الكتب تنتشر حولها، صفحات بودلير مفتوحة تحت ظهرها. رفع ساقيها على كتفيه، مزّق الكيلوت بيديه، دخلها دفعة واحدة بعمق.
«Tu ressembles, ô Nuit!…» همست نوال وهو يدخل، صوتها مبحوح، «…أنت تشبهين، أيتها الليل!…»
كل دفعة كانت تهز المكتب، الكتب ترج، قلم الحبر الأحمر يتدحرج ويسقط على الأرض. أيمن ينيكها بقوة، يداه تمسكان خصرها، أصابعه تغوص في لحمها.
نوال تمسك كتاب بودلير المفتوح، تقرأ بصوت متقطع بين التأوهات:
«Je t’adore à l’égal de la voûte nocturne…» ثم صرخت عندما وصلت للنشوة الأولى، كسّها ينقبض عليه، ماؤها يسيل على المكتب، يبلل صفحات الكتاب.
غيّر الوضع، قلبها على بطنها فوق المكتب، دخلها من الخلف بعنف أكبر. الكتب تسقط على الأرض، صفحات تتطاير، بودلير مفتوح على الأرض تحت أقدامهما.
«Ô vase de tristesse, ô grande taciturne…» همست نوال، وهي تدفع مؤخرتها للخلف، تقابل كل دفعة.
أيمن يسحب شعرها، يصفع مؤخرتها صفعة قوية، صوتها يتردد في الشقة الفارغة. ثم رفعها، جلس على كرسي المكتب، جلست فوقه عكسًا، نزلت على قضيبه مجددًا، تتحرك بسرعة جنونية.
«Et je t’aime d’autant plus, belle, que tu me fuis…» صرخت، وانفجرت مرة ثانية، جسدها يرتجف، ماؤها يرش على فخذيه وعلى الكرسي.
أيمن لم يتحمل أكثر. رفعها، وضعها مستلقية على المكتب مرة أخيرة، دخلها بعنف، ثلاث دفعات عميقة، ثم خرج، صعد فوق صدرها، وضع قضيبه بين ثدييها.
«Je sais l’art d’évoquer les minutes heureuses…» همست نوال، وهي تمسك ثدييها، تضغط عليهما حول قضيبه.
حركتان فقط، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، بيضاء كثيفة، تسقط على صدرها، على رقبتها، على وجهها، على الكتاب المفتوح تحتها، تختلط بالحبر الأحمر، تصبغ صفحات بودلير بلون وردي لزج.
بقيا يلهثان، المكتب في حالة فوضى: كتب مبعثرة، صفحات مبللة، قلم مكسور، بقع مني وماء كسّ مختلطة على الخشب القديم.
نوال مسحت خليط المني والحبر بإصبعها، وضعته في فمها، مصّته ببطء.
«Je t’adore…» همست آخر بيت من القصيدة، عيناها في عينيه.
أيمن قبل جبينها، صوته مبحوح:
«أحلى درس فرنساوي في حياتي.»
رتبت نوال الكتب بهدوء، أغلقت بودلير، لكن الصفحة ٨٧ بقيت ملتصقة قليلاً من المني الجاف.
في الصباح، عندما جاءت الخادمة، وجدت المكتب نظيفًا… إلا من بقعة وردية خفيفة على صفحة في كتاب مفتوح، وورقة صغيرة مكتوب عليها بخط أنثوي أنيق بالفرنسية:
«Les minutes heureuses… ne s’oublient jamais.»
ابتسمت، أغلقت الكتاب بهدوء.
كانت تعرف أن بعض الدروس… ما بتتعلّمش من الكتب، بتتعلّم من الأجساد، وتبقى عباراتها تهمس في الأذن إلى الأبد.
لقاء في صالون تجميل قديم
كان صالون «لوريان» في عمارة قديمة بحي جاردن سيتي يغلق أبوابه رسميًا عند التاسعة مساءً، لكن الساعة تجاوزت الحادية عشرة والنصف، والشارع خارجًا خالٍ إلا من صوت قطرات مطر خفيفة على الزجاج. المرايا الكبيرة المذهّبة تعكس ضوء مصابيح النيون الوردي الخافت، ورفوف العطور والكريمات مرتبة بدقة، ورائحة الشامبو الفرنسي والزيوت الأساسية تملأ المكان.
سيرين، خبيرة التجميل في الأربعين بالضبط، تقف أمام الكاونتر بمريلة حريرية سوداء قصيرة مفتوحة من الأمام، وتحتها لانجري أحمر شفاف فقط. شعرها الأسود الطويل مفكوك، وعيناها مكحلتان بكحل ذهبي لامع. كانت قد أغلقت الباب الحديدي منذ ساعة، لكنها تركت المفتاح في القفل من الداخل.
طرق الباب ثلاث طرقات خفيفة. فتحت، وجدت أمامها ياسر، الحلاق الشاب في السابعة والعشرين من الصالون المجاور، جاء ليستلم مقصّه الياباني الذي نسيه عندها الصبح. تيشرت أسود ضيق يبرز عضلات ذراعيه، جينز ممزق قليلاً، حقيبة صغيرة على كتفه.
«آسف على التأخير، كنت مشغول.» قال بصوت خجول.
سيرين ابتسمت ابتسامة جانبية، أشارت له أن يدخل.
«تعالى، المقص في الداخل… بس ممكن أقصّلك شعرك الأول؟ مبلول من المطر، وأنا لسة ما قفلت الشامبو.»
قادته إلى كرسي الحلاقة الأسود الجلدي أمام المرآة الكبيرة. جلس، وهي دارت حوله، وضعت منشفة ساخنة على كتفيه، ثم بدأت تبلل شعره بالماء الدافئ من الدش الصغير. أصابعها تتحرك ببطء على فروة رأسه، تدلكه، تنزل إلى رقبته، إلى كتفيه.
أخرجت المقص الياباني من الدرج، بدأت تقصّ شعره بإيقاع منتظم: قصّ… قصّ… قصّ… كل حركة مقص كانت تتزامن مع حركة جسدها خلفه، صدرها يلامس ظهره من حين لآخر، فخذاها يحتكّان بفخذيه.
في المرآة، رأى ياسر عينيها تلتقيان بعينيه. توقفت عن القصّ، وضعت المقص جانبًا، انحنت، قبلت رقبته من الخلف، لسانها يمر على أذنه.
«خلّصنا القصّة…» همست، وهي تفكّ المنشفة، تزقّها على الأرض.
دارت أمامه، جلست على ركبتيه ووجهها لوجهه، فتحت مريلتها، كشفت جسدها العاري تحت اللانجري الأحمر. ياسر فكّ تيشرته بسرعة، عضلات بطنه بارزة، ثم بنطاله. قضيبه منتصب بشدة، يخرج من البوكسر.
سيرين خلعت اللانجري كله، وقفت عارية أمام المرآة الكبيرة، جسدها ينعكس من كل زاوية. جذبت ياسر، أجلسته مجددًا على الكرسي، جلست فوقه، فتحت ساقيها، نزلت على قضيبه ببطء، كسّها يبتلعه كله.
بدأت تتحرك بإيقاع المقص الذي لا يزال في ذهنهما: قصّ… قصّ… قصّ… الكرسي يهتز، الجلد يصدر صوتًا خافتًا مع كل دفعة. المرآة تعكس كل شيء: ظهرها المقوّس، مؤخرتها وهي ترتفع وتنزل، يداه تمسكان خصرها، أصابعه تغوص في لحمها.
قامت فجأة، دارت، استندت على الكرسي، مؤخرتها مرفوعة للمرآة. ياسر وقف خلفها، دخلها من الخلف بعنف، يد واحدة تمسك شعرها، تسحبه للخلف، والأخرى تصفع مؤخرتها صفعة قوية. المرآة تعكس وجهها المُحمرّ، فمها مفتوح، عيناها نصف مغمضتين.
أمسكت سيرين المقص من الطاولة، فتحته وأغلقته بجانب أذنه: قصّ… قصّ… قصّ… الصوت يخلق إيقاعًا مع دفعاته، كأن المقص نفسه يقصّ التوتر بينهما.
«أقوى…» همست، وهي تضغط على المقص: قصّ-قصّ-قصّ…
غيّر الوضع، رفعها، جلسها على الكرسي، فتح ساقيها على أوسع مدى، دخلها بعمق، المرآة تعكس كل زاوية: كسّها وهو يبتلعه، صدرها يهتز، حلماتها المنتصبة، وجهه بين فخذيها أحيانًا يلعق بظرها بينما يدخل.
«هأجيب…» صرخت سيرين، جسدها يتقوس، كسّها ينقبض عليه بقوة، ماؤها يرش على الكرسي، على الأرض، على المرآة.
ياسر استمر، ثم خرج، قلبها على ركبتيها أمام الكرسي، وضع قضيبه في فمها. ثلاث حركات عميقة، ثم انفجر. دفعات حارة قوية، يملأ فمها، يسيل على شفتيها، على صدرها، على المرآة، يترك خطوط بيضاء لزجة على الزجاج.
بقيا يلهثان أمام المرآة، أجسادهما تعكس من كل زاوية، المقص ملقى على الأرض، لا يزال يصدر صوتًا خافتًا عندما يتحركان: قصّ… قصّ…
سيرين مسحت مني من شفتيها بإصبعها، وضعته على طرف المقص، ثم قبلت ياسر قبلة طويلة.
«المقص دلوقتي… بتاعي.» همست.
ياسر ضحك، ساعدها على الوقوف. ارتديا ملابسهما بهدوء، الكرسي مبلل، المرآة ملطخة، الأرض مبعثرة بقطرات ماء ومني.
أطفأت سيرين النيون الوردي، فتحت الباب الحديدي. خرجا إلى الشارع المبلل، المطر توقف، القمر يضيء الرصيف.
في الصباح، عندما جاءت عاملة التنظيف، وجدت الكرسي لامعًا من كثرة المسح… إلا من بقعة بيضاء جافة صغيرة على المرآة، ومقص ياباني مفتوح على الطاولة، وورقة صغيرة مكتوب عليها بخط أنثوي أحمر:
«قصّة شعر خاصة جداً… الحجز المرة الجاية الساعة ١٢ بالليل.»
ابتسمت، أغلقت المقص، وضعته في جيبها.
كانت تعرف أن بعض القصّات… ما بتتقصّش بالمقص، بتتقصّ بالأجساد، وتبقى إيقاعها يرن في الأذن إلى الأبد.

