رواية ذات الوجه الدميم الفصل الثلاثون 30 بقلم ياسمينا – تحميل الرواية pdf

طرقت غاده الباب .. دخلت وعلى وجهها ابتسامه واسعه .. استقبلها الدكتور على بمثلها .. قام من
على مكتبه وجلس أمامها ..
الدكتور علي : حمدلله على سلامتك ياغاده
غاده : الله يسلم حضرتك يادكتور
الدكتور علي : انبسطي في الأجازه؟
غاده : اه الحمد لله ..
الدكتور علي : وشريف عامل ايه؟
غاده : الحمد لله بخير .. شهر تمرينات يوميه وعلاج طبيعي ويرجع زي الاول
الدكتور علي : الحمد لله .. سلميلي عليه كتير
غاده : الله يسلم حضرتك .. انا كنت عايزه ارجع للرساله .. بقالي فتره كبيره سايباها .. خايفه اكون
نسيت اللي فات
الدكتور علي : خلاص هتراجعي الاول على اللي فات وبعدين بصي ياستي
ثم التقطت ورقه وقم من على مكتبه .. دون بعض الكلمات
الدكتور علي وهو يعطيها الورقه : دول أسماء الكتب اللي هتحتاجيها الفتره الجايه .. خلصي
مراجعه الاول وبعدين هاتي المراجع دي عشان اقولك ايه اللي هيفيدك منها
غاده وهي تنظر مليا الى اسماء الكتب ثم قالت في حماس : حاضر يادكتور
أنهت غاده عملها ونزلت في المصعد .. وهي تخرج منه رأت لمياء تسير في اتجاه اخر .. ندهت
عليها .. لم ترد .. ذهبت اليها بخطوات سريعه وأوقفتها
غاده : لمياااااء .. ايه يبنتي مش سامعاني ؟
لمياء بوجوم : غاده !!
غاده : لا مش غاده .. ايه مالك ؟ شكلك متغير ليه؟
لمياء : مفيش
غاده وهي تنظر في ساعتها : طيب انا ماشيه دلوقتي ..بس انتي كده قلقتيني عليكي .. شكلك مش
طبيعي .. رامي كويس طيب؟
لمياء وهي تفكر أن تخبرها بما يحيرها : انتي رايحه فين ؟
غاده : شريف زمانه واقف بره .. مش عايزه اتأخر عليه ..
لمياء : طيب هبقى اكلمك بليل
غاده وهي تقبلها : ضروري .. اوعي تنسي
لمياء : سلام
ذهبت غاده سريعا الى خارج المستشفى وبالفعل وجدت شريف جالس بسيارته منتظرها
ركبت جواره : السلام عليكم ياحبيبي ..
شريف : وعليكم السلام ..
انطلق بسيراته
غاده : واقف من بدري ؟
شريف : لا ياحبي لسه واصل ..
غاده مداعبه: عملت ايه من غيري ؟
شريف وهو يرسم الاسى : عايش ومش عايش
ضحكت غاده .. شريف : وحشتني ضحتك الكام ساعه دول
غاده : وانت وحشتني اكتر ياحبي
شريف : يلا نروح بقى أحسن انا هموت من الجوع
غاده : ومكلتش ليه بس
شريف : يرضيكي حد غيرك يفصصلي؟
ضحكت غاده : لا ودي تيجي .. ده انا افصصلك برموشي
شريف : ايه مركبه رموش حديد
غاده : بطل بقى .. ده انا بقولك كلام حب تقوم تتريأ عليا
شريف : بناغشك ياروحي
غاده : ياسلااام ..
شريف : اه والله
****************************
دخلت لمياء معملها .. كانت مصدومه ولا تعلم اين الحقيقه .. ولماذا فعل هو ذلك .. رضا يؤكد انه
هو .. وهو تكلم معها وكأنه لا يعلم شئ وتفاجأ بالموضوع مثلها .. والأكثر من ذلك أنه بدا غاضبا
واربكها بنبرة صوته الصارمه .. قررت الا تحكم عليه .. تذكرت قول السلف .. التمس
لاخيك سبعين عذرا ..لم تتابع عملها بتركيز فاستأذنت وعادت لمنزلها .. لم تغلق هاتفها بل فتحته
وانتظرت منه ان يحادثها ..
اتصل قرب ماعد انصرفها .. نظرت الى هاتفها .. ردت
لمياء : السلام عليكم
رامي : وعليكم السلام .. ها ياحبيبتي خلصتي
لمياء باقتضاب : انت فين ؟
رامي : انا في الطريق جايلك اهو ..
لمياء : ماتجيش على المستشفى .. انا روحت البيت
رامي بدهشه : روحتي امتي؟ ده لسه على معادك ربع ساعه
لمياء : انا هنا من الساعه خمسه
رامي : ليه في ايه؟
لمياء : لو سمحت يارامي اتفضل هنا في البيت
رامي : في ايه يالمياء انا مش فاهم حاجه .. انتي تعبتي وعشان كده روحتي ؟
لمياء وهي تحاول او تبدو متماسكه أكثر : من فضلك يارامي تعالى على البيت
رامي بنفاذ صبر : حاضر .. جاي
أغلق معها .. غير مساره الى حيث بيت أهلها وهو في حيرة من أمره ..
***********************
جلست على مائدة الطعام .. ليس لتناول الطعام ولكنها افترشت المائده كلها بأوراق رسالتها.. وبعض
الكتب الطبيه المنتشره في أنحاء المائده .. وفي الجهه الاخرى تجلس الهام وجوارها شريف يتابعان
التلفزيون .. ينظر لها شريف كل فتره يجدها مشغوله ولا تشعر بما حولها .. بعد قليل وجد والدته
يغلبها النعاس .. إقترب منها وقال بحنان : ماما .. ماما
الهام : ايوه .. ياحبيبي
شريف : قومي نامي في أوضتك
تثاءبت وقامت من مكانها : طيب تصبحوا على خير
شريف : وانتي من اهله ياست الكل
اقتربت من غاده : مش عايزه حاجه ياغاده قبل ماانام
وقفت غاده وقالت : لا ياماما سلامتك .. تصبحي على خير
صعدت الهام الى حجرتها .. وعادت غاده الى اوراقها .. جلس جوارها وقلب بين الاوراق والكتب
..
نظرت له غاده وابتسمت : ايه ؟
شريف : تعرفي ان خالد هو كمان قرب ياخد الدكتوراه
غاده : خالد مين؟
شريف : ابن عمتو هدى .. اللي كانوا هنا من كام يوم
غاده : يااه .. أصل انا ماشفتوش .. دكتوراه في ايه؟
شريف : مخ وأعصاب
غاده بدهشه : يعني هو أصلا دكتور .. ماشاء الله
ثم قالت بتنهيده وهي تنظر للورق أمامها : عقبالي لما أخلص انا كمان يارب
نظر مره اخرى الى الورق وهو يرفع حاجبيه لاعلى : ولا فاهم اي حاجه من اللي مكتوب ده ..
غاده بضحك : عايز تفهم ايه وانا اقولك
وضع شريف الاوراق مكانها وقال : لا لا وعايز اعرف .. كفايه انك فاهمه
ثم اقترب منها وقال : مش انتي فاهمه بردو ولا ايه؟
غاده : ايوه طبعا مانا اللي كاتبه الكلام ده كله .. اكيد فاهمه
اقترب اكثر وقال بخبث : طيب ياترى فاهمه ايه اللي في دماغي دلوقتي؟
تصنعت عدم الفهم : لا مش واخده بالي ؟ ايه عايز تتعشى؟
شريف : عشا ايه ماحنا اتعشينا خلاص .. عايز احلي بقى
وضعت يدها تحت دقنها وسندت كوعها على المائده : اعملك ايه؟ صينية بسبوسه مثلا ؟
شريف : لا صينية غاده بالمكسرات
غاده مداعبه : لا ياراجل .. ودي بتتعمل ازاي دي ؟
مسك يدها وقال : تعالي اقولك فوق
لم تعترض وتركت ما في يدها من أقلام وأوراق وكتب وصعدت معه الى حيث يريد قلبها وزوجها
الحبيب
*********************
دخلت والدة لمياء عليها الحجره وقالت : رامي جه وقاعد بره .. يلا هو مستنيكي
لمياء : حاضر ياماما جايه حالا
بعد قليل دخلت عليه حجرة الصالون
وقف وسلم عليها .. قابلته بوجه صامت
رامي : في ايه يالمياء قلقتيني عليكي .. ايه رجعك بدري وليه ماقولتليش
نظرت له لمياء حاولت ان تقرأ مابداخله .. احتارت في أمره .. جلست
قالت في هدوء : رامي .. انا مابحبش اللف والدوران وعشان كده هقولك على اللي عايزه اعرفه
على طول بس ياريت انت كمان تخليك دوغري وتقولي على السبب
قال في حيره : سبب ايه انا مش فاهم
التفتت له بكل جسدها وقالت بحسم : انت ايه علاقتك بالعلبه اللي اتبعتتلي ؟
ارتبك لوهله ولكن تماسك مره اخرى : علبة ايه؟
لمياء : انا قولتلك خليك صريح معايا .. الهديه اللي كان فيها الفازه .. واللي انت زعقتلي في التليفون
عشانها
وقبل أن يراوغ أو ينكر قالت هي بصوت أكثر ثقه : انت تبعتها وبعدين تتعامل معايا ازاي كأنك
ماتعرفش عنها حاجه ؟؟
صمت رامي ونظر الى الارض ولم يرد
قالت : رد عليا ..
رامي : عرفتي منين ؟
لمياء : جاوب على سؤالي الاول من فضلك .. فسرلي اللي حصل وايه سببه
رامي باستسلام : ايوه انا اللي بعتها ..
لمياء بدهشه غاضبه : تقوم كاتبلي عليها “معجب” ايه غرضك من كده؟
رامي : والله يالميا انا كتبت كده وكنت فاكر انك هتفهمي لوحدك اني انا اللي بعتها واني كده بهزر
معاكي .. يعني قلت اكيد هتقرا كلمة معجب دي هتستغربي بس لما تشوفي الفازه هتعرفي ان أنا
لمياء : وهعرف انك انت اللي بعتها لما أشوف الفازه إزاي؟
رامي : مش إنتي قلتي إنك نفسك في فازة كريستال تحطيها على التربيزه الصغيره اللي هتتحط في
الركنه؟
لمياء : ياسلااااام ؟؟ وانا مخي هيلف اللفه دي كلها وهعرف من الهوا انك انت اللي بعتها ؟ طب
واديني ماعرفتش لوحدي .. لما قولتلك ليه أنكرت ان ليك صله بالموضوع؟
رامي بحرج : د غلطتي .. بس انا .. انا .. يعني كنت عايز ..
لمياء بحده : كنت ايه؟
وقف رامي ومرر يده على شعره الى الخلف .. جلس على مقعد أقرب لها
قال : اسمعيني لحد الاخر .. وصدقي كل كلمه هقولها
أرجعت ظهرها الى الخلف وعقدت ذراعها أمام صدرها وقالت : اتفضل ..
رامي : أنا ماقولتلكيش على حاجه في حياتي حصلت قبل كده .. هي حاجه
مالهاش اي تلاتين لازمه بس للأسف اللي حصل مابيتمحيش من ذاكرة الواحد
والحاجه دي كأنها نقطه سودا في حياتي ..
أراح جسده أكثر في المقعد واسترسل في الكلام : من كام سنه لما كنت في الكليه
.. كنت بحب بنت معايا أًصغر مني بسنتين .. تشوفيها تقولي ماعليهاش غبار ..
لو اتعاملتي معاها مده هتكتشفي فيها بعض التصرفات البسيطه اللي تحسسك انها
عندها سنة طمع وأنانيه .. بس الحب اللي كنت بحبه ليها كان مغمي عيني او
بالاصح كنت بقول دي غيرة بنات من بنات لما مثلا تلاقي بنت راكبه عربيه
هي ماتعرفش تجيبها او تلاقي بنت اتخطبت لواحد جابلها شقه في مكان راقي ..
الاقيها زعلانه ومقهوره وكنت اقعد اديها امل في بكره وان طول ماحنا مع بعض هنقدر واحده نجيب كل حاجه .. طبعا كانت بتستهر بكلامي وانا كنت
بلتمس ليها العذر .. كنت مكرس كل وقتي وجهدي عشانها هي .. كل زمايلنا
كانوا بيحسدونا على العلاقه دي .. بعد التخرج اتقدمت ليها وخطبتها وكنا اسعد
اتنين في العالم .. ده كان الظاهر منها بس .. كنت بلاحظ اوقات ان اصحابها
بيبعدوا عنها ويتغيروا معاها .. وانا أسألها في ايه .. تقولي بيغيروا منها عشان
اتخطبت ليا .. وكنت بستغرب هما بيغيروا منها ليه بس في الاخرانا أصدق ..
لمياء : وبعدين ؟
رامي : بالصدفه البحته .. وبعد ما اتخرجنا .. عرفت من ناس كانوا معانا في
الجامعه حاجات كانت سالي عملتها وانا معرفش عنها حاجه
لمياء : هي كان اسمها سالي؟
رامي : ايوه .. وعشان أتأكد من صحة الكلام رحت لصحابنا بتوع الكليه عشان
اسمع منهم الحقيقه .. عرفت ليه صحابها بعدوا عنها واتغيروا من ناحيتها .. انا
نفسي كنت شايف ان البنات دول بنات محترمين وولاد ناس ويمكن مستواهم
احسن من مستوى سالي .. بس اكتشتفت انها كانت بتعرف عنهم كل حاجه في
حياتهم وهي اللي بتغير منهم وتبوظلهم حياتهم بالمعلومات اللي عرفتها عنهم ..
يعني مثلا كان في بنت معانا كانت على وشك انها تتخطب لمعيد في الكليه ..
ومحدش كان عارف القصه دي .. لما هي عرفتها اتقربت للبنت دي وحسستها
انها بتحبها وتخاف عليها .. وبدأت انها توقع بينهم وهي واخده دور الصديقه
المصلحه بينهم وهي بتوقع بينهم وتنقل كلام عكس الحقيقه .. المهم فشكلت
علاقتهم من قبل ما تبتدي واللي جنني ساعتها انها مش هتستفيد حاجه .. يعني
مثلا هي مش هتتخطب ليه مكان صاحبتها .. لا . كان هدفها ان حياة صحبتها
تبوظ وخلاص ..
لمياء : ده مرض نفسي ده ولا ايه؟
رامي : ايوه فعلا .. بعدها اكتشفت انها عملت كده في اكتر من واحده صحبتها
.. لدرجة انها خطفت وظيفه من واحده تعرفها بردو بأسلوبها القذر .. وانا
للاسف مكنتش اعرف حاجه عن كل اللي هي بتعمله .. انا كنت واثق فيها لأبعد
حد .. لدرجة اني كنت اشوفها ساعه او اتنين في اليوم ولا بسأل عنها طول
الوقت بعد كده ..
لمياء : وطالما هي مش عاجبها حالك ساعتها .. ليه فضلت مستمره معاك ..
رامي :كنت هفهمك النقطه دي في الاخر .. بس هقولها دلوقتي .. بعد اكتر من
موقف معاها رحت لدكتور نفسي استشيره في حالتها … قالي انها مش لاقيه حد
يحبها زيي .. وانها عايزه تملك كل الخيوط في ايدها عشان تحس بالاشباع من
كل الاتجاهات ماهو زي ماقلتي مرض نفسي .. وانا كنت موهوم انها بتحبني
وعشان كده جابره نفسها على ظروفي
ثم تابع :المهم لما عرفت واتأكدت بنفسي من صحابها وصدقوا على الكلام اللي
وصلني عنها كنت قعدت كام يوم من غير مااكلمها .. مكنتش عايز اواجهها بأي
حاجه الا لما اعرف الحقيقه ومن مصدرها .. كانت بتحاول توصلي وتعرف انا
ليه مش بسأل عليها .. روحتلها بعد كده وواجتها بكل اللي عرفته .. اللي فاجأني
انها انهارت واعترفت بكل حاجه واترجتني اني ماسيبهاش .. وحلفت انها
بتحبني وندمت انها آذت البنات دول وبوظت حياتهم .. واقسمت انها هتتغير
ومش هتبص لحد احسن منها تاني … وفضلت تعيط بالدموع عشان ماسيبهاش
.. كنت محتار .. اصدق دموعها زي ماكنت بصدق طيبتها قبل كده ولا اسيبها
على طول احسن .. قلت اديها فرصه تانيه .. وده من غبائي .. كملت معاها
وقلت هتتغير وهتخاف ..
المهم .. بعد فترة بدأت بتتغير معايا .. يعني تأجل زيارتي ليها بحجج واهيه ..
مثلا تقول انها مسافره عند أهلها في بلدهم وهي لسه في بيتها .. ولما جيت عايز
أأكد معاد الفرح او العقد .. تقولي لا مش دلوقتي لما اقدر اجيب شقه أكبر وكمان
تميلك زي فلانه وعلانه .. بقى كل كلامنا عن الماديات وكتير كانت بتعاييرني
اني مش هعرف اجيب عريبه فخمه او شقه في مكان راقي
لمياء : بس انت فعلا عندك عربيه كويسه وشقتك في مكان كويس
رامي : ده حقيقي .. بس ده من جهدي وتعبي .. لما بعدت عنها ربنا فتح عليا
ودفنت نفسي في الشغل عشان انساها وأثبت لنفسي اني أحسن من غيرهافي
حياتي ..
لمياء : وبعدين
رامي : اللي حصل في الاخر وخلى الموضوع يوصل للنهايه .. جات لجوز
أختي فرصة شغل في الإمارات .. واتفق هو ومضى العقد .. وعرف يجيبلي أنا
كمان عقد هناك .. أنا بصراحه مارضيتش إزاي أسيب أمي لوحدها بعد ماأختي
كمان تسيبها هي وجوزها .. سالي بقى اتجننت وازاي اتخلى عن حاجه زي كده
.. والفلوس هناك بالهبل .. وهنبقى اغنيا .. رفضت وقولتلها أمي قبل أي شئ ..
زعلت مني فترة كبيره .. وبعدين فضلت تدور ورا الموضوع ده لحد ما بوظت
سفرية جوز أختي وفسخ عقده من الشركه هناك ..
لمياء : ازاي ؟
رامي : عرفت توصل لأختي معلومات غلط عن جوزها انه بيعرف واحده
هناك
وهو مسافر عشان كده .. وحلفتها انها ماتجيبش سيره ليا انها هي اللي قالتلها
الكلام ده عشان انا مازعلش منها .. وطبعا اختي قومت الدنيا ومقعدتهاش ..
وأصرت انه مايروحش الشغل هناك .. وهو يعيني كان في دوامه .. عايز ياخدها معاه وهي مش راضيه لحد ما الموضوع وصل انها هتطلب الطلاق لو سافر .. اضطر يفسخ العقد بينه وبين الشركه ورفض الوظيفه .. انا مكنتش
ساكت لاني كنت شايف حياة اختي وجوزها محتاجه للوظيفه دي عشان ترفع
من مستواهم .. فضلت ورا الموضوع لحد ماخليت اختي تقول ان سالي هي
اللي قالتلها على علاقة جوزها بواحده هناك .. طبعا نط في دماغي افعالها
السودا اللي كانت بتعملها في صحابها قبل كده .. وكون انها تحاول تأذي حد
من أهلي .. ده اللي انا ماسمحش بيه .. وهي كان مبدأها طالما الخير مش
جاي ليا انا كمان يبقى ” عليا وعلى أعدائي”.. رحت بيت اهلها عشان اكشفها
على حقيقتها وانا في نيتي اني ارميلها دبلتها .. سبقت هي ودافعت عن نفسها
جامد ورمت هي دبلتي وتقريبا كده طردتني من بيتها .. وانا خارج من بيتهم
قابلني واحد من سكان عمارتهم ووقفني وقالي انه كان نفسه يتكلم معايا من
زمان .. قالي ايه اللي جابرك على ناس زي دول .. قلتله فهمني اكتر .. قالي
في واحد خليجي كان بيتردد على بيتهم بقاله مده .. داخل بهدايا اد كده وخارج
من غيرها ..وانا لحد اللحظه دي دافعت عنها وقولتله احترم نفسك دي واحده
محترمه وعموما انا فسخت خطوبتي معاها .. انا فعلا كنت فاكر انها اخرها
الخبث وتدمير حياة الناس .. انما الخيانه كنت فاكر انها مش هتوصلها ..
وبعدين سمعت بعدها بفتره قليله انها اتخطبت لواحد سعودي .. الحمد لله اني
بعدت عنها وماتجوزتهاش .. ورجعت لاختي وجوزها وفهمتهم على الحقيقه
.. طبعا جوزها كان متضايق مني لان الوظيفه راحت بسببي .. زائد المشكله
اللي حصلت بينه وبين مراته .. انا حاولت اني ارجعله الوظيفه واتكلمت مع
صاحب الشركه هناك واتحايلت عليه لحد مارجعتله وظيفته وسافر هو واختي
هناك بقالهم مده الحمد لله .
انتهى رامي من كلامه .. نظرت له في صمت قليلا
شعرت بالشفقه عليه .. ولكن ..
قالت في هدوء : وده علاقته ايه باللي انت عملته معايا ؟
رامي : أأ .. عارف اني ماليش عذر بس
لمياء : يعني انت بعت الهديه دي كأمتحان منك اني هقبل حاجه من حد غريب
طالما الحاجه دي كان نفسي فيها ؟؟؟ مش كده؟
رامي : لا لا والله مش كده خالص .. انا فعلا كنت باعتها وكتبت معجب كنوع
من الهزار يعني وكنت فاكر انك هتفهمي اني انا اللي باعتها زي ماقلتلك ..
حتى انتي قبلها بيوم كنتي بتقولي عليها .. كان الموضوع طازه يعني مكنتيش
هتلحقي تنسي .. اللي خلاني اسكت بس ان .. يعني .. لقيتك ماتصلتيش ولا
جيبتي سيره عنها ولما كلمتك بردو ماقلتيش حاجه .. حاولت اجيب الكلام منك
بالعافيه لحد ماقلتيلي .. بصراحه استحليت اني اكمل كأني معرفش حاجه ودي
كانت غلطتي .. وكنت عايز اشوف رد فعلك .. وعجبني اللي قولتيه وعملتيه
.. انا غلطان .. بعترف بكده .. بس الموقف جه بسرعه وانكرت معرفتي
بالفازه جه بسرعه في المكالمه معاكي .. شيطان والله .. شيطان واتمكن مني
وقتها
لمياء : مجرد انك تفكر انك تشوف رد فعلي .. ده معناه ان ثقتك فيا مش كامله
.. ومجرد انك حطيتني في الموقف ده يبقى انت بتقارن بيني وبين خطيبتك
الاولى .. وده بقى اللي بيعني اكتر ان هي لسه في بالك وبتفكر فيها وفي اللي
عملته فيك ..
رامي مدافعا عن نفسه : لا يالميا ماتظلمنيش .. اقسملك بالله اني مكنش قصدي
حاجه لما بعتلك العلبه .. وبكرر .. لما كلمتك ولقيتك ماجيبتيش سيره ولما
ضغطت عليكي واتكلمتي .. لقيت نفسي بتكلم كأني معرفش حاجه .. وفعلا
قارنتك بيها وعرفت اد ايه انتي انسانه برئيه ومحترمه وأحسن منها مليون
مره
وقفت غاضبه : لو سمحت يارامي ماتقارنش بيني وبين حد .. لو عملت كده
دلوقتي واعتبرت ده عادي .. هتفضل تقارن بيني وبينها طول حياتنا مع بعض
وده شئ يخوف .. ومايطمنيش
وقف رامي بدوره وقال : يعني ايه؟
لمياء : يعني انا كده اللي بقيت مش مطمنه .. حسيت ان احنا اتسرعنا .. باقي
أربع ايام على فرحنا .. وانا قلبي مش متطمن .. ده انا حتى اول مره اعرف
انك كنت خاطب قبلي
رامي : هو انا كنت متجوز وخبيت عليكي
لمياء : لا .. بس المفروض كنت اعرف عنك كل حاجه .. وبعدين تعالى هنا
.. لو فرضا انا ماقولتلكش على الفازه خااااالص وانا كنت رميتها ونسيت
الموضوع خالص .. انت كنت هتفكر فيا ايه؟؟ كنت هتفتكر اني قبلت هديه من
حد غريب وسكت؟؟
ثم وضعت يدها على فمها وقالت في ألم : كنت هتتهمني في شرفي يارامي؟
رامي برجاء : لميا .. ماتصعبيهاش عليا وعليكي .. انا شفت في حياتي قبلك
حاجات كتير تعبتني .. وارتحت لما عرفتك وحبيتك ..
لمياء : وانا ايه اللي يضمنلي انك مش هتعملي اختبارات تانيه تمتحن بيها
أخلاقي
قال رامي بهدوء : خلاص يالميا .. انا غلطت .. المفروض بعد اللي حكيته
تعذريني او حتى أصعب عليكي
لمياء : واللي عملته فيا مخلنيش اصعب عليك ؟؟ انت حسستني اني غلطانه
وبقيت مرعوبه لتزعل مني .. وبعد ماكلمتني نزلت للأمن وزعقلته جامد انه
ازاي ياخد حاجه من واحد مايعرفوش .. بوظتلي أعصابي يومها و..
قاطعها رامي وقال وهو يقترب ويمسكها من ذراعيها .. قربها منه وقال
بصوت قوي وهو يحاول أن يسطير على انفعالها : لمياء .. أنا اسف .. انتي
اكبر بكتير من اني امتحنك في أخلاقك .. انا بحبك وماصدقت لقيتك ومش
هسمحلك تزعلي مني او تبعدي عني
أفلتت لمياء نفسها منه وقالت وهي تحاول ان تسيطر على تأثرها بكلامه:
سيبني افكر شويه يارامي ..
رامي : تفكري في ايه ؟
لمياء بحسم : احنا اتسرعنا في توقيت الجواز .. وانا كده مش مستعده
رامي باستنكار :توقيت الجواز؟؟؟؟ هتأجلي الفرح عشان الموقف ده؟
لمياء : الفرح يا إما هيتأجل يا إما هيتلغي .. الله أعلم
رامي بصدمه : يـ .. يتلغي ؟
صمتت لمياء ولم ترد .. ظل ينظر لها .. ثم وقف وقال : براحتك يالميا .. انا
غلطت واستاهل انك تعاقبيني بطريقتك .. هسيبك تفكري وتقرري .. بس ..
حكمي قلبك قبل عقلك .. وانا من ناحيتي .. مش هسيبك أبدا ..
تركها وغادر منزلها .. غادر وهو يشعر بجرح غائر في قلبه جراء كلاماتها
وحديثها حول الغاء فرحهما .. هي غلطته لا شك في ذلك ولكنه كان يأمل أن
يجد في قلبها طريق ليغفر له ..
*******************************
بعد أن ذهب في نوم عميق .. نظرت غاده الى ساعتها وجدتها الواحده والربع
بعد منتصف الليل ..قامت من جواره و دخلت الحمام واغتسلت .. صلت
ركعتين ودعت ربها كثيرا كعادتها في كل سجده أن يحفظ لها زوجها ويديم
الموده والحب بينهم .. أختتمتهم بالشفع والوتر ..
نزلت مره اخرى الى المائده التي تركتها بأوراقها .. أكملت مراجعه رسالتها
.. ظلت هكذا لم يغمض لها جفن .. آذن لصلاة الفجر .. أدتها .. أيقظت
زوجها ووالدته .. صلوها وعادوا الى النوم ولم يلاحظوا أنها مازالت مستيقظه
من ليلة أمس .. جاء الصباح .. أستيقظ شريف ولم يجدها بجواره .. نزل اليها
وجدها منكبه على أوراقها ..
شريف وهو يقبل رأسها : انتي ايه اللي مصحيكي بدري كده؟
نظرت له وهي تحاول أن ترفع رأسها اليه : انا منمتش من امبارح أصلا
نظر الى أكواب القهوه المرصوصه اماها وقال بدهشه : ايه؟؟؟ ازاي يعني؟
مطبقه من امبارح
فركت عينها بتعب : اه لما خلاص عيني بتحرقني من كتر البص في الورق
شريف : ايه اللي جبرك على كده يعني مش فاهم؟
غاده : لازم اراجع اللي كتبته .. تقريبا كنت قربت انساه .. عشان لسه مشوار
طويل عشان الرساله تكمل .
شريف : طيب قومي نامي كفايه اوي اوي كده ..
غاده : لا انام ايه !! انا لسه هروح الجامعه .. اجيب الكتب اللي الدكتور
طالبها مني
شريف : جامعة ايه ؟ يابنتي انتي مش شايفه عنيكي عامله ازاي ؟ دي مفتوح
نصها بالعافيه ولونها زي الدم .. هو انتي متحددلك وقت معين لازم تخلصيها
فيه؟
غاده : لا .. بس انا عايزه انجز بقى عشان اخدها .. دكتوراه جملي مش عايزه
تستوي
حاول ان يعدل عن رأيها ولكنها أصرت على موقفها .. بعدها استيقظت الهام
.. جهزت لهم الفطار .. تناولوه سويا .. وبعدها أوصلها الى الجامعه
وأحضرت الكتب التي أوصاها الدكتور علي بها .. ثم ذهبت الى المستشفى
وعاد هو لمنزله
ذهبت غاده مباشرة الى مكتب الدكتور علي .. دخلت عليه وهي تحمل الكتب
وضعتها على مكتبه وجلست في تعب واضح
نظر الدكتور علي الى الكتب وقال : ايه ده ؟
غاده : الكتب اللي حضرتك قلت عليها
الدكتور علي : انا مش قلتلك لما تخلصي مراجعه تبقي تجيبيهم .. كده
هتتلخبطي وهتبوظي الترتيب اللي المفروض تكوني ماشيه عليه
غاده : لا ماتقلقش انا سهرت على اللي كنت كتبته قبل كده وماخرجتش من
البيت الا لما خلصته وحفظته صم .. ممكن أسمعلك كل كلمه دلوقتي ..
نظر لها الدكتور علي نظرة طويله ثم قال في هدوء : انتي مانمتيش من
امبارح عشان تخلصي المراجعه
غاده : ايوه
رفع منظاره الطبي ووضع على المكتب
الدكتور علي : غاده .. الدنيا مش هتطير يابنتي
غاده : عارفه يادكتور .. بس انا عايزه اخلصها في اقرب وقت
الدكتور علي : جميل .. بس خدي بالك انتي وضعك مش زي الاول
غاده : ازاي ؟
الدكتور علي بهدوء : انتي دلوقتي متجوزه يابنتي .. يعني وقتك لبيتك وجوزك
هيشارك وقت الرساله .. لازم تعدلي بينهم عشان ماتضيعيش حاجه منهم من
ايدك
غاده : لا يادكتور حضرتك مش عارف شريف .. شريف مش متضايق
خالص .. بالعكس .. النهارده حتى جه معايا الصبح الجامعه وجاب معايا
الكتب ووصلني لحد هنا .. انا مش مقصره في حقه .. الحمد لله
الدكتور علي : طمنتيني عليكي.. انتي عارفه انا بخاف عليكي واتمنى اشوفك
في احسن حال
غاده بامتنان : ربنا عوضني بحضرتك بعد وفاة بابا وعمي .. ربنا يبارك في
حضرتك
الدكتور علي : من الافضل تروحي تنامي شويه .. مش هتقدري تكملي اليوم
غاده : لا بس النهارده عياده .. لازم احضرها في ناس حاجزه هخلصهم
وامشي ومش هعمل مرور.. فعلا مش هقدر
الدكتور علي : زي ماتشوفي .. اتفضلي على العياده دلوقتي
غاده وهي تحمل كتبها مره اخرى : شكرا .. بعد اذنك ..
غادرت حجرته ونصائحه تتردد في أذنيها .. ولكنها نفضت عن رأسها هذه
الافكار .. فحياتها مع شريف مستقره بفضل الله .. وأكملت عملها رغم تعبها..



