رواية ذات الوجه الدميم الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم ياسمينا – تحميل الرواية pdf

رواية ذات الوجه الدميم الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم ياسمينا
وصلت الطائره أرض مطار القاهره .. وكان في استقبالهم رامي بسيارته .. أوصلهم للمنزل على وعد بزيارته لهم في الغد .. وصلوا في ساعه مبكره .. كانت الهام في انتظارهم ..
الهام : حمدلله على السلامه يااولاد ..
قبلها شريف من وجنتيها ومن يدها وقال : الله يسلمك ياأمي
أقبلت عليها غاده بابتسامه فرحه : وحشتيني اوي ياطنط
الهام : وانتي وحشتيني اكتر ياغاده .. قوليلي ياماما بقى بقينا في بيت واحد
صعدوا وجلسوا في حجرة المعيشه ..
الهام : والله يابنتي مانا عارفه انتي اصريتي ليه تعيشي معانا هنا
غاده مداعبه : ايه ماما هتقل عليكوا ولا ايه؟
الهام : لا والله بتكلم جد .. انتي عروسه ومن حقك تعيشي في بيت ماحدش يضايقك فيه
غاده : بس انا عارفه انك طيبه وانا مش هتضايق من قعدتي معاكي هنا .. بالعكس ..
ثم قالت بمرح : دانتي هتبقي في صفي لو شريف فكر يزعلني ولا حاجه .. مش كده ولا ايه؟
الهام : كده ونص .. هو حد يقدر يزعلك طول مانا عايشه
شريف : الله الله .. انتوا اتفقتوا عليا .. لا ياماما انا عايزك تنشفي كده وتبقي ولا ماري منيب في زمانها
الهام : عليك انت انما غاده حبيبتي لا طبعا
ضحكت غاده من قلبها .. قامت وجلست جوارها وقبلت رأسها ..
الهام : قوموا ارتاحوا دلوقتي .. ناموا شويه لحد ما اخلص الغدا ..
غاده : لا انا مش هنام انا هساعدك في المطبخ
الهام : لا لا .. انا عايزاكي ترتاحي وتبقي رايقه عشان بليل اهل شريف جايين يباركلكوا
وقفت غاده : يعني متأكده انك مش عايزه مساعده انا والله ماتعبانه ومش جايلي نوم أوي
شريف : انتي بتتهربي ولا ايه ؟ الست بتقولك روحي ارتاحي .. افهمي بقى
نظرت له غاده وهي تبرق له بعينيها بينما ضحكت الهام لمداعبته وقالت : انا ياخويا مش قصدي حاجه ..
ثم قالت بلؤم : ولو عايزه تيجي تساعديني خلاص ياغاده انا غيرت رأيي .. تعالي يابنتي
شريف وهي يشد غاده الى حجرتهما : هو انا ماليش رأيي في البيت ده .. هترتاحي يعني هترتاحي
سعدت الهام لفرحة شريف بعروسته .. دعت لهم بالحياه السعيده والذريه الصالحه ..
وفي وقت الغذاء
شريف : مين اللي جاي بليل ياماما
الهام : خالتك طبعا وبناتها .. وعمتك هدى قالت انها هتيجي شويه بعد العشا هي وخالد .. واحتمال عمك حمدي يجي بس مأكدش بنفسه .. هدى هي اللي قالت انه احتمال يجي واحتمال لأ
شريف : جايين من الشرقيه على هنا ولا هما اصلا في القاهره ؟
الهام : من هناك على هنا على طول وهيروحوا في نفس اليوم مش بايتين
ثم نظرت لغاده وقالت : ماتكلمي ولاد عمك ومامتهم يجوا النهارده يتعرفوا عليهم
غاده : النهارده ؟ طيب هكلمهم واشوف ظروفهم ايه
وفي المساء .. جاءت خالة شريف امال .. وبناتها ايمان واماني وامنيه
استقبلتهم الهام وجلست معهم الى ان نزل اليهم شريف وهو ممسك يد غاده .. سلم عليهم جميعا هو وغاده وجسلوا معهم في بهو الفيلا ..
امال : طبعا انتي مش فاكره حد فينا .. مع ان احنا سلمنا عليكي في الفرح
ايمان : هتفتكر مين ولا مين ياماما .. الفرح ماشاء الله كان مليان ..
شريف : اومال لو شفتي القاعه عندنا كانت عامله ازاي .. زحمه جدا حتى الصحفيين والمصوريين كانوا اكتر من المعازيم نفسهم
ضحكت امنيه وقالت : وفي الاخر مالاقيش ولا صوره ليا في اي مجله من اللي نزلوا صور الفرح
شريف : ازاي يافالحه .. المصوريين كانوا عند قاعة الرجاله بس وبعدين كنتي خرجتي وقولتيلي وانا اتصورت معاكي مخصوص
امنيه : لا ياخويا مانت كنت في ملكوت تاني خالص ..
وقالت وهي تنظر لغاده : الحب الحب بقى
شريف : ماتزعليش منها ياغاده .. امنيه دي لسانها فالت منها على طول نستني اعرفك على الباقي
ثم قال: ايمان خريجة اداب متجوزه وجوزها في السعوديه حاليا .. اماني السنه الجايه بكالريوس صيدله .. واخر العنقود الست امنيه في ثانويه عامه ..
غاده : انا مبسوطه اوي اني اتعرفت عليكوا ..
امنيه: وبما اننا اخوات آبيه شريف .. هتلاقينا ناطيين عندك كل شويه .. يمكن يجي حظي في صحفي كده يكتشفني
غاده : انتي عايزه تطلعي ممثله ولا ايه؟
امنيه : لا لا ممثله ايه وكلام فاضي ايه .. انا حلمي في الصحافه نفسها
غاده : طيب يعني تدخلي اعلام بقى ودي عايزه مجموع عالي
امال : اعلام ايه بس .. جامعة الزقازيق مافيهاش اعلام .. هتعملي ايه
امنيه : عارفه والله ياماما.. بس لو جبت مجموعها .. يبقى تستاهل اني انزلها كل يوم القاهره
امال : طيب انجحي الاول ونشوف اللي ممكن يحصل
امنيه : شكلك بتسكتيني ياأم إيمان
امال : اسكتي بقى صدعتي الناس برغيك ده ..
غاده : لا والله دي دمها خفيف جدا
امنيه : اخيرا لقيت حد ينصفني في العيله دي
شريف : اه ياندله بتبيعيني .. دانا اللي الوحيد اللي بستحملك ياظريفه
غاده : بس اماني ساكته ليه مابتتكلميش
اماني : هه .. لا ابدا ..
امال : هي امنيه مديه فرصه لحد يتكلم
امنيه : يادي امنيه .. انا هطلع بره في الحديقه .. الجونينه اللي بره دي ..
امال : احسن اهو تريحينا
خرجت امنيه وجلست بالحديقه الصغيره بالخارج وفي اذنيها سماعات التليفون تستمع لاحدى الاغاني .. بينما ظل الجميع بالداخل.. وبعد قليل وجدت امنيه من يقف بسيارته امام المنزل .. عمة شريف وابنها ..
هنا قالت امنيه لنفسها : مممم عشان كده يااماني متنحه من ساعت ما جيتي…
عبروا البوابه الخارجيه .. لمحوا أمنيه التي تجلس قرب الفيلا .. سلمت عليهم ورافقتهم الى حيث الباب ..
أستأذنتهم أن تدخل قبلهم لكي تنبه غاده بإرتداء الحجاب
هنا قال خالد : لا لا خليها براحتها أنا هقعد هنا أستنى شريف
هدى : ماشي ياحبيبي
شعر بالضيق يغزو قلبه .. فكان على وشك أن يراها ولكن لم يكن الحظ حليفه .. ذهب الى الكرسي الموجود في الحديقه منتظر شريف وهو يهز قدمه في عصبيه
***************************
دخلت أمنيه ومعها هدى .. سملت عليهم واحده تلو الآخرى .. بينما كان عينا أماني تنظر الى الباب منتظره ظهور شخص ما .. مالت عليها أمنيه وقال بخفوت : هيدخل إزاي يافالحه وغاده قاعده بشعرها ومش متغطيه وبعدين ماتبصيش على الباب هتفضحي نفسك
عقدت أماني حاجبيها وجلست عائده الى صمتها مره اخرى
قالت هدى : خالد بره مستنيك ياشريف ..
الهام : مادخلش ليه هدى
هدى : عشان لو غاده واخده راحتها ولا حاجه
شريف : انا طالعله
جلس شريف في الحديقه الخارجيه .. وجلست النساء بالداخل .. وبعد حوالي ساعتين ..
امال : احنا يادوب نمشي بقى
الهام : ماتباتي ياامال .. وسافري الصبح .. هتركبوا مواصلات دلوقتي؟
امال بصوت خافت : نبات ايه .. البيت في عرايس
الهام : طيب شريف يوصلكوا موقف السلام بس واركبوا من هناك مواصله واحده على هناك على طول
امال : لا خليه هو مع عروسته واحنا هناخد تاكس للسلام ونركب من هناك
هدى : ايوه فعلا خلي شريف وخالد هو اللي هيوصلهم
الهام : طيب ماشي
سلمت هدى وامال وبناتها على الهام وغاده .. وشرعوا في الخروج من المنزل .. وكلما اقتربت أماني من الباب زاد خفقان قلبها .. فهي على بعد خطوات منه .. قصدت أن تتلكأ في خطواتها لكي تكون أخر الخارجين من المنزل .. خرجوا من الباب .. وقف خالد وشريف ..
هدى : يلا ياخالد .. هنوصل امال والبنات لحد السلام ..
خالد : اوي اوي .. اهلا وسهلا
امال : معلش يابني هنتعبك معانا
خالد بابتسامه : ابدا ياطنط .. حضرتك تؤمريني
سلم على بناتها بإماءه من وجهه .. ونظر الى أماني التي كانت تتحاشى النظر اليه .. كان يتمنى أن يرى في عينيها أي تأثر برؤيته .. لماذا دائما يراها ولا تتقابل عينهما .. نسى نفسه للحظات وهو يتأملها من بعيد .. لكن أمنيه التي لا يفوتها شئ لاحظت ذلك ..
اقترب خالد من والدته وقال لها هامسا : بقولك ياماما الوقت اتأخر أوي .. أنا رأيي أوصلهم لبيتهم أحسن بدل مايركبوا مواصلات .. بنات لوحدهم
هدى : هتروح الزقازيق وترجع في الوقت المتأخر ده؟
خالد : عادي ياماما .. هوصلك إنتي الأول وبعدين هوصلهم ..
هدى : وماله يابني بس خد بالك وأوعى تنام وانت سايق
خالد بسعاده : ماشي حاضر
بعد ان استقروا داخل سيارته
امال : والله ياجماعه كان تاكسي هيوصلنا ولا تتعبوا نفسكوا
خالد : مايصحش ياطنط لا تاكسي ولا ميكروباص .. انا هوصلكوا لحد باب البيت
نظرت أمنيه وأماني الى بعضهما في دهشه بينما قالت امال : لا لا مايصحش الساعه داخله على عشره ..
خالد وهو يقول بهدوء : ماهو عشان كده ماينفعش تركبوا لوحدكوا مواصلات دلوقتي .. بس هنوصل ماما البيت ونرجع على الطريق على طول
نظرت له من خلفه بإعجاب شديد وسعاده بالغه .. فهو يشعرها بأنه رجلهم ويخاف عليهم .. وسعاده بأنه سيرافقهم مده طويله الى بيتهم ..
نزلت هدى الى منزلها وودعتهم .. جلست امال بجانبه مكان هدى .. والفتيات الثلاث بالمقعد الخلفي
انطلق خالد مره اخرى الى طريقه .. نامت امال وكذلك ايمان وأمنيه .. ولكن أماني لم تضيع لحظه واحده في النوم وهي معه في مكان واحد
كان ينظر لها في المرآه الداخليه كل دقيقه .. بينما هي لم تنظر له .. فقط شعورها وهي قريبه منه يشعرها بالسعاده البالغه .. هكذا هي أماني رصينه في جلستها .. متحكمه في مشاعرها .. غير مندفعه في كلامها .. كانت تنظر الى الطريق وتفكر به في نفس الوقت الذي هو يجلس قربها .. لم تنظر اليه .. فقط مطمأنه أنها جواره .. وصلوا لمنطقه في الطريق اختفت فيها أعمدة الإناره .. فغلف الظلام المكان .. فجأه وجدته يضئ النور الداخلي للسياره .. نظرت له تلقائيا والتقت عينهما في المرآه .. اختلج قلبها لنظرته الثاقبه ..
قال لها بصوت هادئ : مانمتيش ؟
قالت : لأ
خالد : في بكالريوس السنه الجايه ؟
أماني : إن شاء الله
ابتسم وقال : بالنجاح إن شاء الله
أماني : شكرا ..
عاودت النظر الى الطريق .. وهو الى صمته والنظر لها خلال المرآه ..
وصلوا الى المنزل .. شكرته امال كثيرا على تعبه اطمأن خالد على صعودهم المنزل .. وعاد الى القاهره مره اخرى .. وهو مازال يفكر في تلك الفتاه التي شغلت قلبه منذ صغره .. يحبها وربما من قبل ان تشعر هي به .. لفتت نظره من صغرهما .. هدوئها ورقتها جذبته من الصغر .. فهو انسان عاقل ولم يكن في صباه ومراهقته كباقي اقرانه .. لم يكن طائشا او متهورا او يسعى لعلاقات مع البنات .. بل كان ينفر ممن يراهم هكذا ..
وهذا ما لفت نظره في أماني .. كانت طالبه متفوقه وهادئه .. تفكيرها يسبق سنها .. عندما كان هو في السنه الاولى في كليته كانت هي في الاول الاعداي .. ولكن كلامها واسلوبها كأنها اكبر من ذلك بكثير وهذا ما أثار اعجابه بها ولكنه فضل ان يكون هذا في قلبه ولم يبوح به احد حتى والده ووالدته الى ان يحين الوقت المناسب لإعلان حبه لها ..
***********************
جلست أمنيه على سرير أماني في حجرة الأخيره .. نظرت الى اختها التي وقفت تمشط شعرها ببطء أمام المرآه وهي شارده
أمنيه : انتي كنتي عارفه ان طنط هدى جايه عند شريف؟
أماني : أيوه
أمنيه : عشان كده
أماني : عشان كده ايه؟
أمنيه بصوت رجولي : السنه الجايه بكالريوس مش كده؟
ثم عدلت صوتها وقالت بتهكم : ايه ياختي الرجاله دي !! هما دول الكلمتين اللي عرف يقولهم؟ اش حال ماكنا كلنا نايمين والجو رايق
نظرت لها أماني في حده وقالت : احترمي نفسك ياأمنيه .. وبعدين انتي كنتي عامله نفسك نايمه وبتتصنتي علينا
أمنيه : انا كنت نايمه فعلا بس صوتكوا صحاني .. وبعدين انتوا هتجننوني .. انا واثقه انه على الاقل بيفكر فيكي .. ده غير ان سيادتك بتموتي فيه
أماني بعصبيه : ماتسكتي بقى يابت انتي .. انا غلطانه اني قلتلك على الموضوع ده من الاول
أمنيه : قولتيلي ايه دانا اللي عرفتها لوحدي .. فطنه اوي انا
أماني : طيب ياست الفطنه امشي بقى على اوضتك عايزه انام
أمنيه : اسمعيني بس ..الراجل مافيش حد في حياته وانا شايفه ان انتوا بينكوا حاجات كتير زي بعض يبقى انتي انسب واحده ليه
أماني بسخريه : أنسب اه .. انما اقرب لقلبه ماعتقدش
أمنيه : طيب ايه رأيك اني لاحظت انه بصلك اكتر من مره ..
أماني : عادي بحكم اني واحده من اللي قاعدين وهو بيوجه كلامه للكل
أمنيه : بت انتي فاقده الاحساس كده ليه؟ مش عارفه تحددي اذا كان بيبصلك عادي ولا عشان حاجه تانيه
مسكت أماني الشماعه التي كانت على الكومودينو وضربت بها اختها ضربات متتاليه : طيب اطلعي بره ياممتلئة الاحساس انتي بأه
وقفت أمنيه وهي تتأوه من ضربات أختها وجريت خارج الحجره وقالت لها أماني وهي تطردها من الغرفه : حلو الاحساس ده ياطفله؟
اغلقت أماني باب حجرتها وأطفأت النور .. نامت وهي تفكر فيه كعادتها كل يوم .. لا تراه الا كل فترة طويله نظرا لبعد العلاقه العائليه بينهم . فهو ابن عمة ابن خالتها .. تراه فقط قدرا عندما تكون في زياره عائليه عند خالتها .. وليس كل مره ..
والذي لم تكن تعلمه أماني .. أن خالد هو الآخر يفكر فيها قبل أن يدق هو باب قلبها
________________________________________
في اليوم التالي .. استيقظت غاده في نشاط .. بينما شريف مازال نائما .. اغتسلت وبدلت ملابس النوم بآخرى .. فستان نهاري قصير نوعا ما .. صففت شعرها ورفعته عاليا بمظهر أنيق وتركت بعض الخصلات على ظهرها العاري .. خرجت غاده من حجرتها واطمأنت على الهام وجدتها مازالت نائمه .. نزلت الى المطبخ وأعدت وجبة الإفطار .. وبعد قليل دخلت الهام المطبخ عليها ..
الهام : صباح الخير ياغاده
غاده : صباح الورد ياماما
قبلتها من يدها .. ثم أعطت لها ورده كانت قطفتها من الحديقه ..
الهام : ربنا يخليكي لينا ياغاده .. طول عمري كان نفسي في بنت .. بس ربنا ماأردش غير اني اجيب شريف وبس .. بابا شريف هو اللي كان بيصبرني ويقولي ماتخافيش بكره شريف يتجوز ويجيبلك بنت تبقى زي بنتك بالظبط ..
غاده : الله يرحمه .. كان نفسي اتعرف عليه اوي
الهام : كان روحه في شريف .. كان كل حاجه بيعملها يقول عشان شريف ..
غاده : ربنا يخليكي ليه .. حضرتك كل حاجه بالنسباله
الهام : ويخليكي لينا ياغاده ..
غاده : أنا هطلع أصحيه عشان يلحق الفطار وهو سخن
الهام : ماشي ياروحي وانا هحضر السفره لحد ماتنزلوا
صعدت غاده الى حجرتهما .. دخلت عليه وجدته مازال نائما .. مسكت طرف خصله من شعرها .. وعبثت بها في وجهه بطريقه طفوليه ..
وقالت : شيري .. ياشيري .. اصحى ياحبي ..
لم يرد ومازال نائما ..
كررت النداء ولم يرد .. فقط يهز رأسه ويكمل نومه .. أدرات جسدها شرعت في مغادرة السرير .. فتح عين واحده وابتسم واغمضها مره اخرى سريعا وقال كأنه يحلم : تؤ تؤ تؤ .. مش دلوقتي
التفتت اليه وقالت مستفسره : ايه اللي مش دلوقتي .. شريف .. ياشريف
شريف تكلم مره آخرى متظاهرا بالنوم : استني لما مراتي تنام وانا هقوم اكلمك ..
غاده بصدمه : ايه اللي بتقوله ده .. انت بتحلم
تعالت دقات قلبها .. اقتربت منه وهزته بشده وقالت بغضب: قوووووم .. مين دي يااستاذ اللي بتستغفلني وتكلمنها لما انام
فوجئت بشريف ينفجر من الضحك ويجلس كأنه لم يكن نائما ..
وقفت امام السرير ووضعت يدها في وسطها وقالت : ممكن اعرف فيه ايه بالظبط؟؟؟؟؟
شريف وهو مازال يضحك : انتي صدقتي ولا ايه؟
غاده : يعني ايه؟
شريف : يعني انا كنت صاحي من اول مادخلتي الاوضه ..
تجمعت الدموع في عينيها وشعرت بوجع في قلبها وقالت بضعف : ربنا يسامحك ..
وذهبت تجاه الباب والدموع بدأت في الخروج بغزاره من عينها
وجدت شريف واقفا أمامها يحول بينها وبين الباب .. حاولت الاتفاف حلوه للوصول لمقبض الباب .. ولكنه منعها بكل جسده
شريف : خلاص والله كنت بهزر معاكي
لم تستطيع المغادره فلم يكن في وسعها غير انها تقف وتضع وجهها بين كفيها وانهمرت دموعها اكثر واكثر .. لدرجة ان شريف نفسه شعر بالندم على مزاحه معها بهذه الطريقه …
شريف : خلاص بقى ياحبيبتي انا قلتلك بهزر .. والله كنت صاحي
لم ترد غاده ومازالت تضع وجهها بين كفيها
احتضنها شريف وهي كذلك .. وقبل رأسها
شريف : انا مش قلتلك تشيلي الكلام الفاضي ده من دماغك
قالت مدافعه عن نفسها : انا فعلا شلته بس انت رجعته بالكلام اللي قلته ده
شريف : لا المفروض مهما حصل تكوني واثقه فيا اكتر من كده .. دانا المفروض كنت نايم امال لو شفتيني واقف مع واحده وانا صاحي كنتي عملتي فيا ايه؟
غاده : تاني ياشريف ؟؟ تاني؟
شريف بضحك : خلاص انا اسف ..
غاده : ربنا يسامحك .. بوظت مكياجي .. كنت مظبطاه على الاخر
شريف : طيب تعالي اقولك على حاجه ..
غاده : ايه؟
شريف : مش انتي كده كده هتظبطي مكياجك تاني؟
غاده : اه
شريف : طيب تعالي ابوظهولك على حق
غاده : لا ياسيدي مامتك مستنيه تحت والفطار سخن .. هنتأخر عليها كده
شريف : اتلككي اتلككي
طبعت قبله على خده وقالت : تصبيره اهي لحد بليل
شريف : اما اشوف ..
غاده وهي تغادر حجرته : ماتتأخرش بقى عشان طنط ماتحسش بتغيير بجوازنا ياحبيبي
اغلقت الباب خلفها .. سعد شريف باهتمامها بمشاعر والدته .. اغتسل وابدل ملابسه .. لحق بهم على المائده ..
قالت غاده : هنطبخ ايه النهارده ياماما؟
الهام : والله انا ماشفتش عروسه بتسأل عن الطبيخ في شهر العسل
ضحكت غاده وقالت : ماخلاص شهر العسل خلص .. وسافرنا واتفسحنا وجينا
شريف : ياستي حد يلاقي الدلع ومايتدلعش .. ده حتى يبقى حرام عليكي .. ماتتعبوش نفسكوا بقى في التفكير .. انا عازمكوا على الغدا بره ..
الهام : فكره حلوه ياحبيبي .. بس معلش بقى اعفوني .. روحوا انتوا .. انا ماليش في قعدة المطاعم المنشيه دي
شريف : اختاري اكتر مطعم بترتاحي فيه واحنا نروحه
الهام : لا بجد والله انا بحب اكل براحتي في بيتي
غاده : خلاص نجيب دليفري
الهام : وانتوا ليه تحكموا نفسكوا بيا .. خليكوا براحتكوا وانا هتغدى هنا
غاده : احنا بقينا عيله واحده .. نروح سوا ونيجي سوا .. ولا انا بقى جيت وفرقتكوا عن بعض
الهام : ياحبيبتي ماتقوليش كده بس..
شريف مقاطعا : خلاص .. اخر كلام .. بعد العصر هروح اجيب اكل من بره وناكل هنا .. ومش هخيركوا على المطعم .. هتقعدوا سنه تتعازموا على بعض مين اللي يختار .. وساعتها الليل هييجي من غير ماناكل
غاده : طيب ممكن استأذنكوا في حاجه بس
شريف : خير ياحبيبي
غاده بحرج : طنط فوزيه وكلهم هناك عايزين يجوا يباركولي النهارده .. بعد اذنكوا
الهام : لا انا زعلانه منك ياغاده
غاده بحيره : ليه ياماما؟
الهام : مجرد انك تستأذني يبقى انتي لسه ماحستيش ان ده بيتك وتقدري تعملي اللي انتي عايزاه فيه .. اي حد يجي يزورك براحتك يابنتي .. من غير اذن
غاده : لا العفو ياطنط .. الاصول اصول .. حضرتك وشريف لازم تعرفوا الاول
الهام : وبعدين مش انا قولتلك امبارح خليهم يجوا حتى يتعرفوا على اختي وعلى عمة شريف
غاده : انا قولتلهم والله بس طنط فوزيه قالت خليكوا براحتكوا وهما يجوا بكره
الهام : يشرفوا في اي وقت .. وبعد كده ماتستأذنيش .. انا عايزه الاقيهم داخلين علينا في اي وقت
غاده : ربنا مايحرمني منك ..
________________________________________
اتصل رامي على لمياء ..
رامي : ازيك
لمياء : الحمد لله مطحونه
رامي : انتي روحتي باركتي لغاده لما رجعت من السفر
لمياء : لا ماروحتش .. وبصراحه مكنتش ناويه اروح
رامي : ليه؟
لمياء : يعني عشان بيت حماتها .. مش عايزه اسبب لها احراج .. صحابها داخلين طالعين من البيت .. مايصحش
رامي : يبقى انتي ماتعرفيش طنط الهام كويس .. عموما انا رايح النهارده .. وكنت عايزك تيجي معايا
لمياء : مش هينفع
رامي : ليه؟
رامي : انت بتسأل ازاي ؟ هو انا خرجت معاك من ساعة الخطوبه؟
رامي : ماهو عشان كده بقولك نروح مع بعض .. مابنخرجش خالص
لمياء : ماينفعش نخرج لوحدنا دلوقتي .. مش قبل كتب الكتاب
رامي بتفكير : طيب ماشي
اغلق معها .. وبعد قليل اتصل مره اخرى
رامي : انا كلمت باباكي واستأذنته ووافق
لمياء ببهوت : وافق على ايه؟
رامي : هتيجي معايا بليل عند شريف وغاده
لمياء بضيق : بس انا مش موافقه .. ومش عارفه ازاي بابا وافق
رامي بضحك : انتي عامله زي باباكي بالظبط .. لا ياستي ماوافقش زي مانتي متخيله .. قالي هيخلي أخوكي حسام يجي معانا
لمياء : يانهار ابيض هنروح للناس وجايبه اخويا معايا .. حماتها هتموتها
رامي : ياستي ده زي بيتي وطنط الهام بعاملها زي مامتي بالظبط
لمياء : انت اللي قلت .. انا ماليش دعوه لو اتحرجنا قدام الناس
رامي : طيب هعدي عليكي على 8 كده
لمياء : يااه .. هكون لسه واصله من الشغل
رامي : ماتغيري مواعيدك وتخليها الصبح
لمياء : كنت ناويه اعمل كده بعد الجواز .. عشان يبقى في حجه قويه اني اغير مواعيدي .. هنا كل دكتور ماسك في معاد الصبح ده كأنه كنز .. وبصراحه عندهم حق .. شغل بعد الضهر ده بيموت
رامي : ربنا يقويكي ياحبيبتي
لمياء : هاااا .. قلت بلاش كده دلوقتي
رامي : خلاص هانت كلها كام يوم وتبقي مدام رامي .
ابتسمت لمياء عندما سمعت لقبها الجديد من رامي شخصيا
رامي : انتي نمتي ولا ايه
لمياء : لا ياظريف ..
رامي بدهشه : ظريف؟ ايه ده انتي بتهزري اهو.. وانا اللي كنت فاكرك واخداها جد على طول
لمياء : عشان في الخطوبه بس
رامي بحب : يعني هتغيري الوش ده بعد المأذون مايمشي؟
لمياء : على فكره كده احنا اتكلمنا كتير وشكلك كده داخل في سكة كلام لا تجووووز .. اتفضل يلا على شغلك وسيبني اشوف شغلي
رامي بسعاده : مع السلامه يازوجة المستقبل
لمياء بفرحه : سلام
________________________________________
أحضر شريف الطعام وأدخله المطبخ
.. جهزت غاده المائده وأتت بالأطباق من الداخل ..
شريف : جبتلكوا سمك .. ها تمام؟
ضحكت غاده : اه طبعا تمام .. ملك التفصيص
الهام : انتي عرفتي حكاية التفصيص دي كمان
شريف : عيب عليكي
غاده : من ليلة الدخله وانا بفصصله الفراخ والحمام
الهام : انت يابني متجوزها عشان تعذبها
شريف وهو يميل على غاده : ايه رأيك ياغاده ؟ انا بعذبك
غاده بخجل : لا ياماما لا عذاب ولا حاجه ..
الهام : بقولك ايه .. انت فصص لنفسك او كل جمبري ولا سبيط من اللي انت جايبه وماتتعبش البنت معاك
غاده : ياماما والله انا مش مضايقه ولا هتعب في حاجه ..
الهام : خلاص هفصصله انا ..
شريف : ااااه يادماغي .. انتوا هتفضلوا تتعازموا على بعض كده كتير .. انا هاكل رز وسلطه حاف .. حلو كده
ثم أكمل : الحل الوحيد ليكوا .. ان غاده تبقى زي تيسير فهمي في ابناء ولكن وانتي ياماما تبقى زي ماري منيب في حماتي ملاك
ضحكت غاده والهام على كلامه ..
وجاء الليل .. وصلت فوزيه مع محمود وساره وبعدهم جاء هاني وجيهان .. وأخيرا رامي ولمياء وحسام أخيها
بعد قليل .. انفرد شريف برامي ومحمود وهاني مع حسام بالحديقه خارج المنزل .. وفوزيه والهام في جانب و جلست غاده مع لمياء وساره وجيهان يتبادلون الاخبار
لمياء : هتنزلي المستشفى والعياده امتى ياغاده؟
غاده : المفروض المستشفى اول الاسبوع .. الحد ان شاء الله انما العياده ممكن أأجلها كمان أسبوع
لمياء : ان شاء الله
غاده : اتفقتوا على ايه؟
لمياء : العقد في البيت عندنا بعد بكره .. والبناء الخميس اللي بعده على طول باذن الله
غاده : النهارده الخميس يالمياء .. ماشاء الله .. يعني بعد أسبوع هتتجوزي خلاص
لمياء : والله انا مخضوضه اوي من السرعه دي .. بس رامي بقى الله يسامحه مش عارفه اقنع بابا ازاي
ضحكت ساره وقالت : شكل العريس مستعجل اوي
لمياء بخجل : انا مش عارفه ليه
جيهان : انا عارفه ليه .. هما كل الرجاله بيستعجلوا على الجواز ومايحبوش لا الخطوبه ولا حتى كتب الكتاب .. عايزين يدخلوا في الجد على طول
غاده : مش بقولك اخلاقك باظت بعد الجواز
لمياء : ياريت ياساره انتي وجيهان تحضروا الفرح .. هبقى مبسوطه وانتوا موجودين معايا
ساره : من عنيا ياحبيبتي
جيهان : اعتبريني هناك من دلوقتي
غاده : وانا مش معزومه ولا ايه؟
لمياء : يابنتي انتي وشريف صحاب الفرح اصلا .. مش انتوا سبب معرفتي برامي
ساره : يارب من فرح لفرح دايما
جيهان : بمناسبة الفرح على فكره ياساره غاده ماتعرفش
ساره : اه صحيح نسينا نقولها
غاده بتساؤل : تقولولي على ايه؟
جيهان وهي تشاور على نفسها وعلى ساره : احنا الاتنين حوامل
شهقت غاده بفرحه بينما قالت ساره بضحك : حوامل؟ ودي جمع حامل ولا ايه؟
غاده بسعاده بالغه : الف مبروك ياساره . . الف مبروك ياجي جي .. اللهم بارك ويقومكوا بالسلامه
لمياء : مبروك يابنات ..
ساره : عقبالك ياغاده
غاده : يارب اللهم امين
وعند الرجال ..
محمود : هترجع الفريق امتى ؟
شريف : بعد شهر باذن الله .. هستمر بس تمرينات وعلاج طبيعي وهرجع رسميا بعد شهر من العلاج
رامي : حمدلله على سلامتك ياوحش
شريف : وانت يارامي هتدخل القفص امتى؟
رامي : الخميس الجاي .. زي النهارده كده ان شاء الله
شريف : هترفع راسنا ؟
تنحنح رامي وقال : ايه ياعم .. أخوها قاعد معانا
انتبه شريف وقال : منور ياحسام
حسام بانبهار : شكرا ياكابتن .. الصراحه انا مكنتش متوقع اني ممكن اكون قاعد معاك كده
شريف : مش قوي كده
حسام : لا ازاي .. حضرتك الناس كلها بتحبك .. وانا عن نفسي بحترمك وبحبك جدا وبحب لعبك
شريف : انت في سنه كام؟
حسام : تانيه هندسه .. اتصالات
شريف : ربنا يوفقك
رامي : اوعى حد يتأخر عن الفرح ياشباب
هاني : هنيجي ان شاء الله
محمود : باذن الله
وانتهت السهره ..
——————————————
جاء يوم العقد .. بصم رامي ولمياء على القسيمه .. سعادتهما لا توصف .. اخيرا اصبحت هي زوجته .. واصبح هو زوجها ورجلها .. ابتعدا عن الجمع .. جلست بمفردها معه ولأول مره بدون حجاب .. تكلمت كثيرا من قلبها .. سمعها .. مشتاق لها وهي جواره .. تمنى لو أن يأخذها الى بيته الآن .. فهي الان أزالت الوجه القاسي التي كانت تتكلم من خلفه في ايام خطبتها له .. انما الان هي زوجته .. اكتشف انها ارق مما تظهر .. أطيب مما كان يتصور .. حمد الله على زوجته وعلى توفيق الله له باختيارها ..
جاء يوم الاحد .. عادت غاده الى عملها بالمستشفى ولكن في الفتره الصباحيه بينما كان اخر اسبوع للمياء تذهب في الفتره المسائيه .. أوصلها رامي بنفسه الى باب المستشفى
رامي : كنتي ارتحتي الاسبوع ده من الشغل
لمياء : لا كده احسن عشان اخلص اكبر شغل اقدر عليه واعرف بعين قويه اقدم على اجازه طويله
رامي : طيب لما تخلصي هعدي عليكي نتغدى بره ونكمل المشاوير اللي باقيه
لمياء : هنروح فين النهارده؟
رامي : في معاد عند بتاع الستاير .. وباقي التحف والنجف صاحب المحل قال انهم هيجوا الليله ..
لمياء : تمام .. اشوفك كمان كام ساعه
رامي : ان شاء الله .. خدي بالك من نفسك
لمياء : حاضر .. وانت كمان
رامي : في رعاية الله
ترجلت من السياره .. ودعته مبتسمه .. ودت لو لم تفارقه.. ولكن هانت .. فقط اخر الاسبوع وتبقى معه كل الوقت .. أدرات ظهرها وتحرك هو بسيارته .. على وشك الدخول للباب الرئيسي .. لحق بها فرد الأمن رضا
رضا : دكتوره لمياء .. يادكتوره
التفتت له لمياء : ايوه يارضا في حاجه؟
رضا : ايوه .. حضرتك العربيه اللي نزلتي منها
لمياء : مالها
رضا : الراجل اللي كان سايقها .. هو اللي كان باعت العلبه لحضرتك ..
قطبت جبينها وقالت بتساؤل : علبة ايه؟
رضا : العلبه اللي حضرتك زعقتيلي عشان أخدتها منه من غير ماعرف هو مين .. هو ده الراجل اللي ادهاني ودي كانت عربيته لما جه هنا
صمتت لمياء تحاول ان تربط الصله بين رامي وبين الهديه وبين انه تعامل معها انه لا يعرف شئ عنها وبين انه الى الان لم يتحدث عن هذا الموضوع
لمياء بضيق : انت متأكد انه اللي كان في العربيه ده هو اللي اداك العلبه؟
رضا : متأكد جدا يادكتوره
نظرت لمياء الى خارج المستشفى .. تملأها عشرات الأسئله .. أولها : في ايه بالظبط؟؟؟؟



