رواية حبيسة قصر الوحش الفصل الثلاثون 30 والاخير بقلم رحاب عمر – تحميل الرواية pdf

رواية حبيسة قصر الوحش الفصل الثلاثون 30 والاخير بقلم رحاب عمر
البارت الثلاثون و الأخير
اصابها الهلع عندما وجدت دموع ابنتها و صوت نحيبها يصل لها عند بوابه الحديقه
ما ان رأتها نرمين حتي جرت نحوها , وهي تردد من بين بكائها / ماما حسناء انتحرت
وقعت الأكياس من يد سناء من هول صدمتها و وقفت محدقة العنين بفاه فاغر غير مستوعبة لما سمعت
فأعادت نرمين حديثها لها / بقولك حسناء انتحرت و ابراهيم اتصل عليا و قالي و قلتله يجي يا خدنا للمستشفي
سناء بحروف متبعثرة و انفاس متلاحقة / ومين قاله
نرمين / ماما بالله سيبك من ده كله , ادعي بس مش تموت احسن ذنبها يبقي في رقابتنا طول عمرنا و حازم عمره ما هيسامحنا و هتخسريه للأبد
سناء و بدأت دموعها تتجمع بعينيها / انتي متأكدده يا نرمين
نرمين / ابراهيم لسه مكلمني
سناء/ يا رب استر, يارب نجيها و الله ما هدخل في حياتها و لا حياة ابني , بس يارب نجيها و برأني من ذنبها
ثم وجهت كلامها لنرمين / والله لو كنت اعرف انها توصل للأنتحار كنت …ثم تابعت بكائها غير قادرة علي متابة حديثها
نرمين / يارب نجيها , علي الأقل تسامحنا
سمعوا صوت سيارة ابراهيم فتسابقوا في الاسراع له , وبعد ان انطلق ابراهيم قالت نرمين / انت متأكد يا ابراهيم
ابراهيم / ايوا متأكد , حازم كان منهار و بيصرخ جامده
سناء / يااااارب استر
نرمين / طيب هي رمت نفسها و لا بلعت حاجه ولا عملت ايه
ابراهيم / مش عارف بقولك حازم كان منهار معرفتش اسأله علي حاجه
نرمين / بس هي مستاهلة انتحار
ابراهيم بعتاب/ بعد اذنك يا طنط , انتي مش سامحه لحد يفاتحك في الموضوع , بس انا مضطر اتكلم دلوقتي, ممكن تكون حسناء مظلومة من جوزك زيكم بالضبط و الدليل انها سابت بيتها و جات عاشت معاكم و الاستاذ شوقي كان قايل الكلام ده من زمان و قالنا انها كانت بتخرج تشتغل علشان متحتجش لفلوس منه
سناء/ اللي قهرني انها بنت الست اللي دمرت حياتي و سرقت فلوسي و جوزي, صدقوني و الله اي حد جرب نار قهرتني هيعمل زيي محدش حاسسس بيا ناس
ابراهيم / طيب و هناخدها بذنب مامتها ليه , و بعدين مامتها كانت ظلماها وواقفه في صف جوزها و الا مكنش الاستاذ شوقي منعها ترجع البيت , حرام تتظلم من الجميع
نرمين / بس يا ابراهيم كان المفروض تعرفنا
ابراهيم / نرمين , حلي مش تعقدي, هي لما عرفت مشيت بس حازم اتمسك بيها و فضل يدور لحد ما لقاها , وهي عرفته بس هو كان اتعلق بيها و خاف من رد فعلكم انه يخسرها
سناء / والله والله ما هدخل في حياتهم تاني
ابراهيم / بعد ايه يا طنط , الله اعلم هي هتعيش و لا هتموت
ظلت سناء و نرمين يدعون لها و بكائهم يزلزل السيارة
…………….
كان حازم يجلس القرفصاء بردهة المشفي , يبكي و هو مطأطأ الرأس و كفيه يغلفان رأسه , بعدما دخلت حبيبته لتختبأ خلف جدران غرفة العناية المركزة
سمع صوت هرج بالردهة , نظر تجاهها فوجد امه و نرمين و زوجها يهرولون تجاهه
نظر أمامه ثانيه و أعاد كفيه علي رأسه , وصلوا له
ابراهيم / حازم , حصلها ايه
لم يرد حازم , بل دموع تنساب فقط
سناء/ ربنا ينجيها يا ابني, وانتوا حرين مع بعض, تتجوزا تتطلقوا انتو حرين
نرمين / ربنا يستر و تعدي علي خير
أخرج حازم رأسه و رمقهما بنظرة عتاب ناريه ثم خبأ وجهه بكفيه و بدأ ببكاء هستيري شديد
بدأت نرمين و سناء يشاركانه البكاء و هم يرددان الدعاء لها
وبعد قليل و جدوا طبيبا يخرج من الغرفه , انطلق نحوه حازم بلهفه و تبعه الجميع
سأل حازم / طمني يا دكتر
الطبيب / خير يا فندم الحمد لله جات سليمة , هي بس في غيبوبه أثر الصدمة لكن الحمد لله رسم المخ تمام و مناخيرها اتكسرت و ليها سنه اتكسرت غير طبعا كانت حامل و اجهضت , فهي هتفضل في العناية لحد ما تستعيد وعيها , لكن متقلقوش
انصرف الطبيب و ظل الجميع يردد عبارت الحمد سوي حازم الذي وجه كلامه لإبراهيم نيابة عن امه و اخته / كده حلو يعني , لما اتشوهت و فقدت ابني
قالت سناء / المهم انها مش ماتت
قاطعها حازم و هو يكمل كلامه لإبراهيم / يعني عادي غيبوبه و كسر و اجهاض عادي , خدهم يا ابراهيم و روح
سناء / والله ي ابني مش قصدي , …
لم يستمع حازم لها و تركها و انصرف بعيدا
ابراهيم / طيب يلا يا جماعه اروحكم
سناء / لا احنا هنستناها لما تخرج
ابراهيم برجاء / اعملي معروف يا طنط بدل ما حازم يتعصب و يزعق , وبعدين قاعدتنا ملهاش لازمة , هتابع حازم انا و لما تفوق هجيبكم و اجي
ثم انصرفوا
…………………..
عاد حازم بعد قليل أمام غرفة العنايه بإنتظار خروج حبيبته , سمع هاتفه , اخرجه ليرد
نور بلهفة و خوف/ السلام عليكم , خير يا حازم ايه اللي سمعته ده
حازم بصوت مختنق / حسناء رمت نفسها من البلكون و مغمي عليها داخل العناية المركزة
نور/ لا حول ولا قوة الا بالله , طيب و حالتها عاملة ايه
حازم/ اجهضت الجنين و مناخيرها اتكسرت و سنتها اتكسرت
نور/ معلش يا حازم , ربنا يعوضكم خير , اهم حاجه انها تقوم بالسلامة
ثم تابعت :طيب ليه كده بس, المفروض حسناء تبقي اعقل من كده
حازم بعصبية / اعقل ايه يا نور, تقدر تستحملي تبقي مكانه ا , محمد جوزك يخاصمك شهر و انتي تعبانه و يسسيب البيت و يمشي علشان خاطر ذنب معملتيهوش
نور/ لا مقدرش , بس هنعمل ايه ,
حازم/ مش هنعمل حاجه , خلي ماما تفرح
نور/ انا هروح لها دلوقتي و هحاول اقنعها يا حازم
حازم/ ولو مأ اقتنعتش انا مش هسيب حسناء و لا هتخلي عنها و عرفيها كده
نور/ حاضر, بس معلش يا حازم اعذرني عندي امتحان بكرة و بعده مش هعرف اجي الا بعد بكرة
حازم/ عادي يا نور , المهم انها تقوم بالسلامة
نور/ ربنا يحفظهالك يا حازم
………………..
مرت أربعه و عشرون ساعه ثقيلة علي حازم , لم يتوقف لحظة عن ذرف الدمع و الرجاء و الدعاء لزوجته
كان يقف أمام الغرفه يعد اللحظات و كأنها دهور , يشعر بأن الحياة فارغة من حوله ما دامت حسناء لا تزينها , تخيل حياته من دونها فشعر انه يغرق داخل بحر من الرمال , الذي سيقضي علي حياته تدريجيا
جاءه خبر افاقتها و وشوك خروجها من غرفة العناية
اسرع لمسجد المشفي و صلي ركعتي حمد لله
ثم صعد ليستقبل خروجها , وبعد ان وقف دقائق و لمح الممرضات يخرجون و يدفعون أمامهم سريرا متحركا
اندفع نحوهم , توقفت الممرضات عندما وجدوه يقبل متلهفا
نظر لحسناء بعنينه الحمراوتين من شدة البكاء و التي تقذف كميات متدافعه من الشوق , أمسك كف يدها و نظر لها بدفء و قال لها / حمدالله علي السلامة يا حببتي
اغمضت حسناء عينيها لتنبذ من بين جفونها دمعه حزينة رغم بسمتها التي ترتسم علي وجهه
تابعت الممرضات دفعهم لسريرها حتي دخلوا غرفة و نقلوها علي سرير أخر و ضبطوا من وضعها و انصرفوا
أقبل حازم بشوق عليها , انحني وطبع قبلة طويلة علي جبهتها و دموعه تتشارك مع دموعها تدفقها الصامت
اعتدل وجلس بجوارها , غلف كفها بيديه بقوه ,و هو يضمها بنظرات شوقه الدافئه , ودموعه المتواصله التي تبين مدي خوفه من أجلها , ظل ينظر لها مطولا , لا يرمش له رمش و لا تتحرك عينيه من داخل صفحة وجهها وكأن عينيه التصقت بوجهها و لا يمكن لأحد ان ينتزعها , كانت هي الأخري تبادله النظره المشتاقه , بل كانت أشد منه شوقا
قال لها هامس و دموعه تزداد : انا أسف, كنت هموت لو ضعتي مني, مقدرش أعيش من غيرك
أغمضت عينيها بحزن شديد و التفتت برأسها قليلاً للجهة الأخر , ثم قالت / مش واضح
رغم ان كلمتها طعنته و لكنه فرح بشدة لسماعه لصوتها فقال بفرحه تغمره/ الحمد لله , الحمد لله انه نجاكي ليا
ألتفتت تنظر له ثانية فرأته يغمض عينيه بوجل و خشوع شديد و هو يحمد الله علي سلامتها
ثم قال لها / خلاص يا حسناء, من النهارده اوعدك اني مش هبعد عنك لحظة , ومش هسمح لأي حد ان يبعدنا عن بعض تاني أبدا
لم ترد حسناء بحرف و اكتفت بقبض ملامحها بحزن شديد
انحني لها و قبل جبهتها ثانية و تبعها بقبله اخري علي كفها وقال لها / انا آسف
سمع صوت قدوم الطبيب فإعتدل ثانية , دخل الطبيب فسأله حازم / طمني يا دكتر , ايه الأخبار
الطبيب/ والله ما تقلق , كل شئ تمام , وبإذن الله أول ما هتخلص المحاليل دي هنكتبلها خروج
حازم بفرحة شديدة / الحمد لله , ربنا يطمنك يا دكتر
وبعد ان انتهي الطبيب من فحصه و خرج , اقبل حازم بفرحه علي حسناء وقال / حمدالله علي سلامة خروجك يا حببتي, ربنا يجعل أخر أحزانا و معدش يحصل بينا اي زعل تاني
اغمضت حسناء عينيها متجاهله لكلامه فضغط علي اسنانه بحزن و أسي ثم نظر لها نظره عميقه و قال لها بهمس/ صدقيني أوعدك
قالت حسناء و دموعها تتخل صوتها / يا ما وعدتني قبل كده
قال لها بحزن شديد/ للدرجه دي يا حسناء معدتيش بتثقي فيا
لم ترد عليه بمزيد من الصمت لتزيد ألم صدره و جرح قلبه
خرج من الغرفه , ثم اتصل علي نور
نور/ ايوا يا حازم , طمني حسناء عاملة ايه دلوقتي
حازم / الحمد لله فاقت و قدامنا3 ساعات و هنخرج
نور بفرحه / حمدالله علي سلامتها يا حازم , وربنا يديم سعادتكم
حازم بأسي/ بس لسه زعلانه مني قوي قوي يا نور, مش راضية حتي تبص في وشي
نور بأسي/ كتر خيرها يا حازم , تبقي عروسة جديده و حامل و تعبانه و تبعد عنها و تسيبها لوحدها
حازم / اعمل ايه بس لماما يا نور
نور/ يالا ربنا يصلح الحال, انت قدامك قد ايه علي ما ترجع البيت
حازم / بالكتير 3 ساعات
نور/ خلاص سيب مصالحتها عليا , انا هروح اعملك شوية افتكاسات كده في الفيلا بتاعتك بس مش تقولها انني اللي عملتها وكأنك انت اللي عملته علشانها
حازم / بس دي زعلانه جدا
نور/ صدقني يا حازم احنا الستات الحاجات دي بتفرق معانا قوي قوي, ده الحل السحري لكل المشاكل المستعصيه
حازم برجاء/ يارب تيجي بفايدة
نور/ طيب مضيعش في الوقت يا باشا , وسيبني اروح اشوف شغلي
حازم / ماشي يا نور, وربنا يقدرنا و أردلك وقوفك معايا لما تجيبي نونو جميل كده
نور/ ربنا يخليك يا حازم , جمايلك انت و حسناء مغرقاني , ويلا مع السلامة و بطل كلام
حازم / ماشي يا نور, مع السلامة
ثم دخل لحسناء ثانية , وقال لها / حسناء أرجوكي متحرميناش من بعض أكتر يا حسناء, انا معدتش اقدر استحمل
لم تعيره حسناء اي اهتمام اكثر فجلس يتابعها بعينيه المشتاقتين التي تحمل داخلها حزن كبير , حتي جاء موعد خروجهما من المشفي
كاد حازم يطير من شدة فرحته , كانت سعادته تظهر بشدة في ملامحه و طريقة حديثه و حماسته
وعلي الرغم من تظاهر حسناء بتمسكها بالغضب تجاهه ولكنها عندما وجدت فرحته الفظه و سعادته التي تشع من تصرفاته بخروجها قررت في قراره نفسها ان تبدل موقفها تجاهه
أسندها حازم و هي تنزل من السرير ثم لف خصرها بذراعه و هو يساعدها لنزول الدرج
ورغم قدرتها علي المشي ولكنها لم تمانع من اسناده لها فقد كانت في حاجه ماسه لقربه لتروي ظمأ قلبها له لمدة شهر طويل مظلم الايام
ركبت بجواره السياره , انتظرت ان يتحدث و لكنه بقي صامتا تماما , ينظر تاره للطريق ثم ينظر إليها تاره بعينين مشتاقنين و بشفتي مبتسمتين بفرحه
وصلوا لفيلتهم ففوجئوا بالورود الحمراء الصناعيه , تدراك حازم مفاجأته و حول نظرته بهيام لحسناء وقال لها بحب/ نورتي ممكلتك يا أميرة
دلف بالسياره داخل الحديقه فوجد جانبي الممر مزينه بالورود المتلاصقه الحمراء حتي مدخل الفيلا
نظر لوجه حسناء فوجد علامات الفرحة و التي تحاول بفشل إخفائها تنطق من ملامحها
وقف أمام الفيلا ثم التفت ليساعد حسناء علي النزول , أمسك يدها و دلف من البوابه المزينه بإطار من الورود
عندما دخلوا وجدوا ريسيبش الفيلا وجدوا السقف ملييء بالبلالين الحمراء و المنزينه بكلمة بحبك
و ممر من القماش الأحر الملقي عليه ورود طبيعيه ذو رائحه عطره ملقاه علي القماش
كانت مفاجئات حسناء تظهر بشدة علي وجهها و حازم يحاول كبت مفاجئته داخل ملامحه المبتسمة
صعدوا الدرج المؤدي لحجره نومهم
وجدوا لوحة مثبته علي باب الغرفه مكتوب عليها / حمد لله علي سلامة عودتك حبيبتي
فتحوا باب الغرفه فوجدوها مليئه بالقلوب الحمراء هنا و هناك
و الورود الطبيعية التي تنتظم علي شكل قلب كبير يتوسط السرير
بالأضافه للمنضدة التي تمتلئ ببعض المأكولات الشهية و تورته ضعيرة مكتوب عليها “حبيبتي” و شموع تفوح برائحة ذكية موزعه في جوانب الغرفة لتضيف لها جو رومانسي رائع
دخلت حسناء الغرفة أولاً تتأمل ارجائها بحب كبير , دلف حازم خلفها ينظر لوجهها يستطلع رد فعلها
وعندما وجد فرحتها العارمة تشجع و اقبل عليها
أمسك كفيها بيديه , ونظر داخل عينيها مباشرة و لكنه لم يتحدث
ظلت معلقه عينيها داخل عينيه بحب شديد , يبعثان لبعضهما رسائل غرام دافئه بلغه أقوي بكثير من لغة الألسنة , لغه ذات طلاسم خاصة لا يفهمها سوي من اصبح قلبيهما واحد بإثنين
ظل علي وضعهم دقائق قبل أن تتعلق حسناء برقبته بشده و تضمه لها بقوة
لفها بذراعه بحنان و همس لها / بحبك
قبلته برقبته و قالت له بنفس الصوت الهامس/ وانا كمان بحبك
بدأت دموع حازم تتلألأ علي طرف جفونه , وصوت بكائه المكتوم يصل لأذنها , ابتعدت عنه قليلا , مدت يدها تمسح دموعه التي بدأت تنساب بهدوء وقالت له / مفيش دموع بعد النهاردة
انفجر حازم ضاحكا و ضمها له بشدة
ابتعدت عنه و هي تنظر له بتعجب وقالت / بتضحك علي ايه؟
حازم و هو يتمالك ضحكاته بالكاد / عسل و انتي بتقولي مفيس دموع
ضربته بقبضة يدها في صدره و نظرت له شذرا ثم التفتت وهمت بالذهاب
لحقها من ذراعها و قال / استني بس يا ام قلب اسود
انتزعت ذراعها من قبضته و اتجهت للسرير و جلست بغضب مدلل
جلس بجوارها و أحاطها بذراعه و قال لها بمزاح / أنا بس عاوز أفهم حاجه , ممكن السنه الطايرة دي تتنقل وراثيا لولادنا
حاولت تتفلت منه و لكنه ضمها بشده و هو يكمل/ ولا لو مناخيرك بعد ما فكيتي البتاع اللي عليها طلعت معوجه ممكن ولادنا يطلعوا كده
نزعت حسناء نفسها من داخل ذراعه و ابتعدت ووقفت أمام المرآه تفك حجابها
ظل يقاوك ضحكاته العالية حتي هدأ نسبياً و مسح دموعه أثر الضحك الشديد ثم توجه نحوها , وقف خلفها وقال بصوت منخفض / ألا بالله عليكي ده اسمه انتحار , اللي عاوز ينتحر يرمي نفسه من بلكونه بتاعة الدور الأول و لا هيطلع فوق السطوح و لا يشوف برج عالي
التفتت حسناء له بتعجب و قالت / انتحار؟ هو مين قال اني كنت بنتحر؟
ارتد حازم بذهول و قال / بجد ؟ امال رميتي نفسك ليه؟
حسناء / رميت نفسي؟ … وأنا أرمي نفسي و لا انتحرو أروح النار و اخسر دنيا و آخرة
حازم و عقله يكاد يتفتت من شدة اندهاشه / أمال وقعتي من البلكونه و لا ايه اللي حصل ؟ اخر حاجه حسيتي بيها كانت ايه
حسناء /اللي حصل ان واحد عاوز يضرب ضربني بالقلم و مهانش عليه يقومني ولا يساندني ادخل جوه و هو عارف اني تعبانه و دايخه , فدخلت كتبت ليك ورقه ورميتهاله و بعدين ببص مش شفت عربيتك , فكرت انك مشيت , فمسكت في السور و بصيت علشان اشوفك مشيت ولا ايه , طبعا دخت بالاضافه اني كنت دايخه لوحدي و في لحظة محستش بأي حاجه حوليا
حازم باستغراب / ولا حسيت بنفسك و انتي بتقعي
حسناء / لا , انا استغربت لما سمعت الدكتور بيقول اني رامية نفسي من البلكونه بس قلت جايز بيتكلموا علي واحده تانية
حازم وهو يضرب كفا بأخر/ سبحان الله , الحمد لله يارب علي نجاتك , ده انا فكرتك انتحرتي علشان الورقه اللي رميتيها وكاتبه ان الموت اهو من الحياه وكلامك التخين ده
ثم اقترب منها وقال لها بتفنن / بس بصي , ماما فكرت انك انتحرتي علشان هي زعلتك و حاولت تصالحني و وعدتني انها مش هتدخل بينا فأنتي متعرفيش حد خالص و خلي الموقف في صالحنا
وقفت حسناء تبتسم بعدم تصديق لما يرويه عليها حازم ثم قالت / انا لو اعرف كنت رميت نفسي من زمان , طيب كويس عرفت الطريقه اللي اصالحك بيها علطول
ضحك حازم عاليا و قال لها / بس المره الجايه أبقي اطلعي فوق البرج اللي بيتبني مقابل الفيلا
نهرته حسناء نظراتها و هي تتمالك ابتسامتها ثم شرعت في تبديل ملابسها
مدت يدها تنتقي بيجامة فأسرع لها و ضربها علي يدها ضربه خفيفه و قال لها / أنا اللي هنقي ليكي اللي هتلبسيه , الليله رومانسي يا قطه , مش شايفاني عملك جو شموع و ورد ودباديب
عقدت يديها علي صدرها و رفعت احدي حاجبيها وقال بتكذيب / يا سلاااااااام عاوزني اصدق ان انت اللي عامل الكلام ده
قال معاتباً / بقي كده , ماشي, يعني قاعد طول الليل انفخ بلالين لما نفسي اتقطع و تقولي مش انا , امال هيكون مين ولاد الجيران
قالت / لا أكيد نور , هي اللي ذوقها حلو وليها في الرومانسيات دي و بعدين هي اللي كانت واقفه في صفي , اه ممكن تكون انت اللي طلبت بس هي اللي نفذت , بس بصراحه عجبني قوي قوي , …
قال و هو يتهرب من كلامها وينتقي لها فستان سهرة أحمر اللون حريري الملمس فاتن القصة / بقول نفكنا من مين اللي عامل و مين مش عارف ايه و يلا مضيعيش وقت الساعه بقيت 10 بالليل
ثم قدم لها الفستان و قال / هروح أخد شور تحت و ربع ساعه و هطلع , عاوز اقضي اجمل ليلة رومانسية مع ملكة جمال النهاردة
…………………………….
كان حازم يتناول مع حسناء و جبة الغداء بغرفتيهما بعد ان حضرت الطعام المربية و التي تتقنه بدقه
أمسك حازم بقطعه من اللحم بالشوكة و وضعها أمام فم حسناء
ارتدت قليلا للخلف و قالت له / دي كلها
قال / كلي علشان تعوضي الشهر المأسوي اللي فات ده , وعاوز صحتك ترد علشان ربنا يكرمنا و يعوضنا خير في الجنين اللي راح ده
حسناء و الحزن كسي قسمات وجهها / يارب
ثم شردت قليلا تبعتها تنهيده حارة و قالت بحروف تائهة / يلا الحمد لله
حازم / متزعليش يا حسناء, بإذن الله ربنا هيعوض , انا كان اهم حاجة عندي انتي, كنت انتحر من بعدك علطول
حسناء / بس كنت اطلع فوق البرج بقي
ضحك حازم وقال معاتباً/ يا قاسية
قالت بتعجب/ قاسية , مش انت صاحب الفكرة
قطع مزاحهم صوت هاتف حازم , قام ليري من المتصل فوجد نور
حازم / السلام عليكم
نور / وعليكم السلام , ازيك يا حازم
حازم / الحمد لله بخير
نور/ حمدالله علي سلامة حسناء , وهي عاملة ايه دلوقتي
حازم/ الله يسلمك , هي شكل الحصان اهي , قاعدة تاكل من ساعتها لما هتخلص تموين الشهر
نور/مش مصدقاك , دي نور بتشم الاكل تشبع طيب هات لما اكلمها
أعطاها الهاتف فردت علي نور/ السلام عليكم
نور بفرحة / حمد لله علي سلامتك يا نونه
حسناء/ الله يسلمك و يجازيكي خير علي وقوفك جنبي يا نور
نور/ انتي جمايلك علي راسي يا حسناء , مهما هعمل مش هوفيكي , سامحيني مقدرتش اجيلك المستشفي بسب امتحانات ومرضتش اجيلك امبارح قلت مقطعش عليكم بقي , فأنا هجيلكم بعد العصر النهاردة
حسناء/ تشرفيني في اي وقت يا حببتي
نور/ طيب اعطيني حازم بقي
التقط حازم الهاتف من ايدي حسناء/ ايوا يا نور
نور/ ماما و نرمين هيجوا معايا يا حازم
صمت حازم لحظات و هو ينظر لحسناء ثم قال/ ماشي يا نور
وبعد ان أغلق حازم الهاتف قال وهو يضع الهاتف بجواره/ ماما و نرمين هيجوا مع نور
تظاهرت حسناء انها منشغله بالأكل و أومأت برأسها
وعندما لم يجدها ردت علي طلبه نظر لها فوجد وجهها قد تغير لونه فقال لها راجيا / معلشي يا حسناء , عارف انك زمانك لسه زعلانه , بس عاوزين نعدي الموقف علشان نعيش بسلام
دمعت عينيها فإقترب منها و ربت علي ظهرها وقال / معلشي يا حببتي , عارف انك مش هتقدري تروقي بسرعه بس يكفي اننا بقينا مع بعض
خرج صوتها محشرجا وهي تستلقي برأسها علي صدره الواسع/ مفيش قدامي خيار تاني , غير انهم قدمولي قبل كده كتير
حازم / معلش يا حسناء, وعاوزين نفكر في المستقبل , مهما فكرنا في الماضي مش هيغير اللي حصل
…………..
خرجت حسناء من غرفتها بعبائتها المنزلية و غطاء لرأسها و غطاء انفها الطبي و جلست بين اسرة زوجها في غرفة استقبال مقابل غرفة نومها
سلمت عليهم بفتور ثم جلست دون ان تتحدث , شعرت بدموعها ستخذلها و تقترب من جفونها ولكنها حاولت التمالك
بادلتهم عبارات السلام و بعض الأسئلة العامة عن صحتها و حالتها ثم عم الصمت بينهم , بدأت نور بالتحدث في امور جانبية حتي تمهد الطريق لنرمين و والدتها الحديث
وبعد مدة تنحنحت سناء وقالت / حسناء , احنا عارفين انك زعلانه مننا بس انتي لازم تلتمسيلي العذر , انا اتجرحت جرح صعب جدا في حياتي بسبب مامتك و عشت طول عمري اعاني من الجرح ده فمكنش سهل عليا ان اتفاجئ ببنتها تبقي مرات ابني
حسناء بإختناق / بس حضرتك مسمعتليش
سناء بإرتباك / معلش يا حسناء وقت غضب مكبوت من سنين , بس والله لما نور حكتلي عرفت كل حاجة , وعرفت اني ظلمتك , والله بلوم نفسي و عايشة في نار من ساعتها , ويا ستي المسامح كريم و انتي من النهارده بنتي اللي مخلفتهاش مش مرات ابني
حسناء ببكاء / بس حضرتك ظلمتيني جامد من غير ما تحاولي تسمعيلي و حتي ولو, الأمر مكنش لدرجة انك تطرديني مرتين من بيتك و تيجي تهدديني بالطرد هنا
سناء وصوتها ممزوج بالبكاء / معلشي يا حببتي والله ساعة شيطان , انا علي قد ما اتصدمت بس قاعدتي لواحدي كان بقلب الموقف في دماغي كل لحظة و الشيطان يضخمها في عقلي , الوحده وحشه
ثم انخرطت في بكاء مرير تفرغ فيه قهر سنين , نظرت لها حسناء بعيني الشفقه ثم تذكرت كلمات حازم لها فقالت/ خلاص يا طنط , اللي فات مات , بس ياريت نسمع بعد كده قبل ما نحكم علي غيرنا
قامت نرمين و جلست بجوارها وقالت / معلش يا حسناء
حسناء بعتاب دامع / علي فكرة انتي اكتر واحدة زعلت منها يا نرمين لأن انتي اقرب واحد ليا في الدنيا
نرمين بإحراج / انا اسفه يا حسناء, انا كان صعبان عليا قهرة ماما مرتين , وانا اسفه كمان مره يا ستي
ثم قامت و قبلت رأسها
حسناء/ يلا قدر الله وماشاء فعل
سناء/ خلاص يا حسناء , عاوزين ننسي اللي مضي و نعيش صفحة جديده صافية زي الناس و تيجي عندي انتي و حازم مش تسيبوني مقطوعه لوحدي كده احسن زهقت من الوحده
حسناء/ طيب ما تيجي تقعدي معانا هنا
سناء/ لا معلش يا حسناء علشان تاخدي راحتك في بيتك مع جوزك , وبرضه علشان لما واحده من بناتي تجيلي تبقي واخده راحتها
حسناء/ طيب ما تيجي تقعدي في البيت بتاع الضيوف و تقعدي معايا طول النهار وحازم في الشغل و بالليل ابقي براحتك تنام هنا ولا هنا بس علشان متقعديش لواحدك و يوم الجمعه نروح كلنا الفيلا بتاعتكم نغير جو ونقضي يوم مع بعض
سناء بتررد يعلم السامع موافقتها/ لا يا حسناء , علشان تبقي واخده حريتك
حازم و الذي سمعها اثناء صعوده للدرج/ لا يا ماما , هتيجي تقعدي معانا في البيت بتاعه الضيوف
سناء و هي تنظر بخجل للأرض/ المهم يا حازم انك تسامحني و متبقاش زعلان مني
اقبل حازم نحوها و قبل رأسها و هو يقول / ازاي مش هسامح يا أمي متقوليش الكلام ده
بدأت سناء ببكاء شديد فضمها حازم لصدره بعدما جلس بجوارها وقال / عارف انك اتظلمتي يا ماما , بس مش عاوزين نعاقب حد من غير ذنب و نظلمه
سناء :معلش يا ابني ساعة شيطان , بس اوعدك من النهارده مش هدخل في حياتكم تاني ,وربنا يصلح ما بينكم و يبعد عنكم كل شر و يعوضكم خير يارب و يرزقك الذرية الصالحة
……………..
بعدما انتهت الجلسه اصطحب حازم والدته و اخواته و ازوجهم للبوابه الخارجه و بقيت حسناء و حدها
سمعت صوت وصول رساله علي هاتفها فأقبلت تستطلع
وجدت رساله من حازم الذي ما زال بالطابق الارضي بالفيلا , فتحتها فوجدت كلمة ” بحبك”
ابتسمت للهاتف و كأنه من نطق لها تلك الكلمة ثم جلست تتنتظر قدومه
دقائق ووجدته يقبل نحوها و نظرات الحب تشع من عنينيه الدافئتين ثم انحني و قبل رأسها , قامت من جلستها فضمها لصدره بحنان و قال لها / انتي اجمل و اعظم واحده في الدنيا , انتي النهارده كبرتي في نظري اكتر و اكتر, كون انك تسامحيهم بسهوله كده و كمان تقدمي الاحسان بإنك تطلبي ان ماما تيجي هنا ده شئ ما يعملهوش غير واحده تستاهل تقها دهب و ليكي مكافئة
حسناء و هي مازالت تختبأ داخل ضلوعه / ايه
حازم / اختاري انتي
حسناء بمزاح / تدلكلي رجلي
ابعدها بعصبية مازحه عن صدره و نظر لها شذرا فتعالت ضحكتها عليه وقالت / مش انت اللي قلتلي اختاري
حازم / دماغك غريبه , سبيني انا اختارلك مكافئة , ايه رأيك نروح المصيف و نعوض رحلة الحزن اللي قضيتها هناك
حسناء بضحك / طيب بالله عليك من دماغه غريبة فينا , يعني تدليك رجلي اللي مش هيكلفك غير ثواني و لا المصيف و انا من غير مناخير و في الشتاء كمان
ضحك حازم وقال / خلاص اختاري حاجه عاقلة
قالت لها بجديه / عاوزاك انت يا حازم , يكفيني انت تفضل جنبي دي اجمل مكافئة ليا
حازم بحب / وانا هفضل جنبك مهما حصل , اوعدك
سمع حازم صزت هاتفه فأقبل نحوه
حازم السلام عليكم
شوقي بصوت مضطرب / وعليكم السلام , حازم ابوك ساب البوتاجاز والع و نام و الشقه ولعت بيه
حازم بمشاعر مضطربه / مات ؟
شوقي/ ايوا مات
حازم / لا حول ولا قوة الا بالله
…………….
كانت حسناء تجلس بجوار حازم بالسياره و دموعها تهطل بغزاره وتضع يدها علي بطنها و هي تقول / اه ياني علي حظي , كل مرة توأم كده
حازم و هو يضحك / ايه يا حسناء, الاولاد دول رزق, وانتي رزقك واسع
التفتت له و بكائها متواصل / دي رابع مره أولد توأم يا حازم , هو انا قادرة علي ال6 اللي عندي لما اجيب كمان اتنين
حازم / مش انتي اللي نسيتي الحبوب اعملك ايه
حسناء / ولادك ينسوا الواحد اسمه , مع اني مظبطه خمس منبهات علشان منساش حبوب منع الحمل وبرضه نسيت
حازم / اللي ليه نصيب يجي للدنيا هيجي حتي لو منستيش يا حببتي , مش كنتي بتدعي ان ربنا يعوضك عن الجنين الاولاني لما نزل , ربنا كريم و عوضك بتمانية بدل واحد
حسناء/ ده انا محتاجة كمان مربية
حازم / الله , مش عندك مربية و ماما كمان قاعده معاكي طول النهار
حسناء/ لا يا حازم لو ربنا تمم علي خير و ولدت الاتنين اللي في بطني لازم كمان مربية , احسن الربع الباقي في مخي هيطيرو هبقي متخلفة رسميا
ضحك حازم عاليا و قال لها / الأولاد بيزودا الرزق
فتحت حسناء السيارة بعدما توقفت وقالت / شوف صوت العيال واصل للبوابه ازاي و مامتك بتصرخ
دخلت للداخل فقابلها بالشرفة الأرضية يامن وقال لها ببكاء/ ماما آثر أخد عربيتي اللي بالريموت علشان بتاعته اتكسرت
جاء آثر مهرولا من الداخل يبكي هو الآخر و يقول/ والله يا ماما هو اللي كسرهالي علشان مرضتش اكتبله الواجب
صاحت تالا عاليا وهي تهرول من داخل الفيلا / ماما جات ماما جات , ياماما سنتي اتخلعت و بقيت كبيرة هاااي
انتشل باقي الاطفال انفسهم من بين كومة الألعاب التي تشبه آثار بركان و هرولوا تجاه حسناء
نتالي ببكاء/ ماما انا هعيط لحد بكرة علشان تالا سنتها اتخلعت و انا لا
جوليان و هي تضحك و تمسك بطرف عبائة حسناء / تااليبلافترنهغفيى
دفعها راكان و رفع يديه لأمه كي تحمله و هو يقول / منتىسلغرفبةعجتيغالا
صاحت حسناء/ ارحمووووني , عاوزة اقعد الأول
جائت سناء و التي فك حجابها و أصبح شعرها الأبيض كشجره خريفيه متفرعة قالت / الدكتورة قالتلك ايه يا حسناء
رد حازم بضحك و هو يستند علي باب الفيلا و اولاده يلتفون حوله بعدما لاحظوا وجوده / حامل في توأم
خبط سناء علي رأسها و هي تصيح عاليا / يانهاااااااار لبن
صرخت حسناء بأبنائها الذين يملأ صراخهم الفيلا/ بطلوا دماغي هتفرقع
استدار حازم و هو يضحك ويقول / ألحق أمشي من هنا أحسن يحصلي اللي حصلهم و اتجنن أنا كمان
………………….
الأبطال تتحدث
حسناء / احم احم , اولا كيف حالكم و أنا مبسوطه جدا انكم قرأتم حكايتي و اتمني انها تكون نالت اعجابكم و استفدتوا منها و هستسمحكم انا اكتر واحده هتكلم علشان أنا البطلة طبعا
أول حاجه حابة اتكلم عنها هي / ان اكتركم بيقول ان حياتي صعبه و ممكن البعض يتخيلها اصعب حياه سمع عنها لكن عاوزة اقول حاجه , حياتي كان ممكن تبقي حياه عادية , مفيش فيها مشاكل و لا تشرد و لا شغل بجانب الدراسة لو كنت استحملت زوج ماما , أنا اللي سببت لنفسي ده كله و تعبت نفسي بإني بصيت للماضي من غير ما اتعقل و اتأقلم مع وضعي علشان اقدر اضمن المستقبل ,وخسرت ماضي و حاضر و مستقبل بالأضافه لحاجه / كلنا حياتنا متساوية في الافراح و الاحزان في النعم و المنح و الابتلاءات و المحن , ربنا اكرمني بشكلي الفاتن و بفكري المبتكر و قدرت ادخل كلية صيدلة لكن ابتلاني بموت والدي و زواج امي , وكل شخص قادر يحول المحن لمنحة بالصبر و الرضا بالاضافة بالبحث عن مخرج و حل للمشاكل مش ندب الحظ و التركيز علي سبب المشكله , زي ما حولت ابتلاء زوج امي بإني اكون انسانه مميزة و طبعا الصبر علي حياتي ربنا اكرمني بحازم و حياة هنيئة
تاني نقطه عاوزة أتكلم فيها هي / من خلال تجربتي في الحياه دايما المشكلة الكبيرة أو الضائقه الصعبه جدا هي بوابة الفرج لو صبرنا عليها
بمعني/ زوج ماما كان سبب في اني اخرج و اتعلم اكتر من حرفة علشان اكون معتمده علي نفسي و اتعلم من الحياه و بعد كده حازم يعجب بشخصيتي و تفكيري و يحبني
موقف الشابين اللي خرجوا عليا كانت بوابة الفرج ليا اني قدرت اوصل لحازم و ألاقي المخرج ليا من زوج ماما
موقف حادث حازم و حبسي في البيت شهرين كان بوابة الفرج ليا اني اعيش حياة طبيعية مش أفضل محبوسة في البيت و حازم يجيب ليا اكل و خلاص و كمان اني قدرت اختلط بحازم و نعيش اجمل قصة حب أسفرت عن جيش مزدوج من الأطفال بعيون زرقاء و شعر اصفر و اللي عاوزة تحجز لأبنها بنوته او لبنتها ولد تكلم رحاب و انا احجزهالها
موت ماما كانت سبب في ان حازم يتعاطف معايا وقت ما عرف ان باباه هو زوج ماما و مش يرضي يزعلني و هو شايف أخر وتد ليا في العالم بيختفي و بالاضافة أني اعرف باقي أهلي و أورث فيلا في تركيا و غيره
تالت حاجه هي / كل واحد قادر يكون شخص مميز , مش لازم الحياة هي اللي تجبرك و تضغط عليك علشان تكون حاجه كويسة , مش لازم تحصل صدمة تفوقك علشان تحدد هدف تعيش عليه , وصدقوني الحياه من غير هدف ملهاش طعم ولا لون , ولو حياتك مستقرة كليا مع اني اشك في ذلك يبقي متبخلش علي نفسك ان تصنع لنفسك هدف و هو ان تكون انسان صالح بكل الجوانب راضي عن نفسك سواء قدام ربنا أو قدام نفسك او قدام الناس
رابع حاجه / هتكلم نبذة صغيرة عن كل شخص شاركني روايتي
أول واحد حازم / طبعا ده الشئ اللي ربنا اكرمني بية و عوضني عن كل لحظة حزن عيشتها, لكن مش معني اني كويس يبقي مفيش فيه عيوب , بس لازم كل زوجه تتحمل زوجها علي بعضه بعيوبه و مميزاته علشان تقدر تعيش حياه زوجية سعيده , ودايما تكرر قدام عينيها المميزات علشان تتجاوز اي عيب , ومتحاوليش تصلح عيوبه و تنسي ان ليها عيوب زيه و عاوزة اللي قدامها يتحملها بعيوبها , والتركيز علي العيوب و محاولة معالجتها بتخلق المشاكل , لكن طبعا مش كل العيوب
بمعني/ العيوب اللي مش بتضر خلاص نتجاوزها , زي العصبية , البرود , اللامباله …
لكن عيوب تغضب ربنا لازم نحاول نعالجها لكن بشكل غير مباشر و بحكمة عن طريق القراءة و الكلمة الحسنه و الدعاء و الاستعانه بالله زي ايه / الرشوة و الكسب الحرام , عدم الصلاة , الكدب , …
ثاني شخص / نرمين / نرمين انسانه عاطفيه بتتفاعل بتعاطف بسرعه مع اي موقف قدامها و الدليل علي ذلك اني صعبت عليها من غير ما تعرف عني حاجه و تعاطفت معايا بكل ما تقدر عليه , فكان من الطبيعي جدا رد فعلها مع مامتها ضدي و انها تتقلب 180 درجه مش علشان انا بنت زوجة ابوها انما تعاطفها الشديد مع موقف مامتها
لكن / موقفي معاها مش لازم يكون بالمثل لأنها ياما قدمتلي ووقفت جنبي كتير , اه عاتبتاها لكن مش كترت عتاب لأن كتر العتاب بيولد القطيعه
ثالث شخص/ نور/ نور صافيه من جواها , لكن للأسف ضعيفة الشخصية و سطحية زي الاسفنجه اللي بتشرب من الشئ اللي بتتحط فيه , لما كانت مصاحبة نسرين و بتحب المعلون كانت للأسف… لكن لما ربنا اكرمها بمحمد تشربت من عقله و راجحه فكرة و تدينه و اتغيرت , وطبعا نور بالذات من ضمن الشخصيات اللي ياريت نتعلم من موقفي انا و هي , يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} (سورة فصلت الآيتان (34 – 35)
ياريت نحاول منخسرش اي حد حوالين يا عالم ممكن بكرة هو سبب خروجنا من مأزق كبير او سندنا في وقت او موقف صعب
رابع شخص / سناء/ طبعا سناء متختلفش عن شخصية نرمين , شخصية عاطفية بتتعامل مع المواقف بقلبها ثم عقلها , فمن الافضل الاشخاص اللي زي دي نكسبهم و نتجنب زعلهم , وطبعا انا لازم اسامحها لأن هي مامة زوجي , وهي اكتر حد ربنا هيكرمني في ذريتي ان اكرمتها و كما تدين تدان , بكرة زوجات اولادي هيعاملوني كويس
و الآن ينتقل الميكرفون ليد حازم
حازم : احم احم ,السلام عليكم ورحمة الله و بركاته , انا حازم الوحش
طبعا انا مش هثرثر و هتكلم بإختصار في نقطتين فقط
الاولي/ طبعا انا زعلان من رحاب انها اطلقت عليا لفظ الوحش , لكن تجاوزت فيكفي انها كافئتني بأجمل هدية ” حسناء” بس عاوز اقول ان مش لازم نحكم علي الناس من شكلها , لأننا كده هنظلم ناس كتير جدا
الثانية / ان سعه الرزق ليها اسباب لو اتبعتها بإذن الله هتكون مرزوق و هي الاجتهاد و الكرم , سواء الكرم مع الاهل او الضيوف او الفقراء او حتي الغرباء
دلوقتي الميكرفون انتقل ليد نور/
نور / السلام عليكم
الحاجه اللي عاوزة اتكلم فيها هي حال البنات اللي زيي , عايشين الوهم في الحرام علي أمل , صدقوني لو تركتي الحرام ربنا هيعوضك في الحلال , والشاب اللي انتي ماشية معاه ده لو مش نصيبك عمرك ما هتنوليه حتي لوعملتي الافاعيل كلها و هتكوني مش كسبتي من وراه علاقتك غيرغضب ربنا و ذنوبك اللي أثرها السئ هيعود عليكي بعد كده , ولو نصيبك مش هتاخدي غيره حتي لو مرضتيش تردي عليه او تبصيله لكن وقتها ربنا هيكافئ بحياه هانئه معاه مكافئة لحفظك لحدود ربنا معاه , وصدقوني البعد عن طريق ربنا ظلمة في القلب و القرب منه و الالتزام انشراح للصدر
الميكرفون في ايد محمد
محمد / ا السلام عليكم
طبعا اكتر موقف ظاهر ليا هو موقفي لما اكتشفت ان نور كانت علي علاقه بولد , بعضكم وافق علي موقفي و البعض لا , فأنا عاوز اوضح موقفي
اولا انا مدخلتش بيت نور الا لما راقبتها فترة كافيه و اتأكد من افعالها تاني شئ اني صليت استخاره كتر جدا
تاني شئ اتأكد ان التواريخ بينها و بينه كلها قديمة و قبل الخطوبه
ثالث حاجه / اني لو احتويتها فعلا متأكد انها هتنسي اي شخص , المرأة قلبها ملك اللي يكون حنون عليها بيسمعها كلمة حلوة , يقدر تعبها , يعظمها في نظره , صدقوني لو عاوز المرأة لك جاريه كن لها عبدا
الميكرفون انتقل ليد نرمين /
نرمين / السلام عليكم
نقطتين هتكلم فيهم , الاولي / ساعات ربنا بيحرمك من نعمه مش علشان يعذبك ابدا و لكن لأنه بيحبك , عاوزك تشعر بحاجتك ليه فتتقربله بالطاعه علشان يكرمك بثواب الطاعه و انه يكرمك بقضاء حاجتك
انا اتأخرت في الحمل وعلشان كده تقربت لله بالصلاة و الدعاء و التبرع لدور الايتام و بعدها ربنا اكرمني
التانية / الغيرة , فعلا زي ما ابراهيم قالي ان ثقة الواحده في نفسها بتكون زي الهالة المغناطيسيه اللي بتزيدك جمال و جاذبية و الغيرة الزايده بتوهم الراجل انك مش واثقه فيه و ممكن لو زادت اكتر تعمل فجوة بين الراجل و مراته
الميكرفون بيد سناء
سناء: السلام عليكم
طبعا انا اتعرضت لخيانة زوجي و كمان سرقته لمالي بالقوة لكن بعد كده اكتشف انه بعده مش ابتلاء لكن طلع كشف بلاء
ربنا اكرمني بصبري ابني حازم و عوضني اموال اكتر بكتير لكن لما سمعت حكاية حسناء عرفت انه لو كان فضل معايا كانت حياتي هتبقي ضنك و كان ممكن ولادي ضاعوا بسبب المشاكل الزوجية
فمش لازم كل حاجه نخسرها تبقي خسارة حقيقيه , ربما العكس
تاني شئ هي مشكلتي مع حسناء/ طبعا اندفاعي خلاني ظلمتها جامد بس طبعا ده بسبب كبت حزن سنين في قلبي, بس الحمد لله ان ربنا نجاها و سامحتني و بقيت اعاملها بما يرضي الله زي بنتي
كلمة اخير
اولا بتمني القصه تكون عجبتكم و تكونوا استفادوا من مواقفها
الشئ اللي هتكلم فيه بعيد عن الروايه تماما
” كل شخص مميز عن اي شخص اخر بميزة , لكن للأسف الكثير لا يعرف ما يميزه و يترك نفسه يعيش فقط , يصير شخص روتيني , صورة مكرره لكثير غيره
فتش داخل نفسك , ستجد ميزتك , انقذها من الضياع , انعشها , نميها , حتي تكون انسانا ناجحا مميزا بين العالم , واحرص دائما بأن يكون لك بصمة مميزة تتركها لكل من تتعامل معه و لو كلمة صغيرة , قد تكون سبب في دخولك جنه عرضها السماوات و الأرض”
