رواية حب منكسر الفصل الخامس والعشرين 25 والاخير بقلم آية عيد – تحميل الرواية pdf

خرج عادل من الغرفة وهو مصدوم…بعد ما الممرضة قالتله انه دمه مش مطابق للبنت.
خرجت الممرضة وقالت:متتضايقش حضرتك…دا عادي لو حصل، احيانا التطابق بين الاب وطفله بيكون كدا.
بصلها عادل وسِكت.
وقالت الممرضة:احنا معندناش ذمرة دمها…محتاجين دم والا هنخسرها.
بص حواليه،مكانش عارف يروح فين ولا ييجي منين…مكانش عارف يتصرف.
ووسط زحمة افكاره، الطبيب صرخ من الداخل وجريت الممرضة لغرفة العمليات.
كان واقف عادل بيبص علي غرفة العمليات بخوف وغضب وشك انها فعلا متكونش بنته….افكاره ببتصادم في عقله زي المطر…مش بنتك،امال بنت مين؟ بس جليلة متعملش كدا…لا تعمل دي واحدة خرابة بيوت واخدتك من مراتك وعيالك وهتموت علي الفلوس يبقي متعملش كدا ليه!
مسك دماغه بأيديه وهو بيحاول يوقف افكاره.
خرجت الممرضة بعد دقائق بصتله وعلي وشها ملامح الاسف قائلة :خسرناها…قلب البنت وقف.
وكأن الزمن هو ال وقف بيه…مستوعبش نفسه غير وهو بيطلع من المستشفي جري، والممرضة بتنادي عليه بأعلي صوتها عشان علي الاقل يجهزو اوراق الخروج والدفن…لكنه مردش ولا لف وراه حتي.
في قصر الجبالي_وتحديدا في غرفة رعد.
خرجت حياه من الحمام بتعب بعد ما غيرت ملابسها… كانت لابسة بيجامة واسعة بأكمام لونها رمادي.
كان رعد معاها وساندها…اخدها وقعدها علي حرف السرير ونزل علي ركبته ونظر لها.
تحدث بنبرة شبه حادة:بعيدا ان انك مشيتي ومسمعتيش كلامي…بس انتي كبيرة وعارفة ان ال عملتيه غلط…مش معني انك عشتي معاه اربع سنين يبقي تعرفيه او تديله الامان علي طول…وانتي علي ذمة راجل يا هانم.
سكتت بحزن ونظرت للاسفل.
رفع ايده وحاوط خدها يأيده وقال:انا كنت هموت لو ملقتكيش…اياكي ال حصل يتكرر تاني وتمشي مكان من غير ما تقوليلي.
اومأت له وهي علي وشك البكاء، قام قعد جمبها واخدها في حضنه كي تهدأ.
الباب خبط،وقام رعد يفتح.
كان عُديّ وخديجة ال شايلة صينية عليها اكل.
جري عُديّ للداخل وبسرعة اتجه لحياه.
حياه ابتسمت واخدته في حضنها بحب واشتياق وبا*ست جبينه.
نظر لها عُديّ بضيق ولكن بحزن:انتي كنتي فين؟!انا كنت قلقان عليكي اوي.
نظرت لرعد وبعدها نظرت لعُديّ وقالت:كنت ضايعة.
قال عُديّ :انتي بتكدبي عليا…انتي كنتي مختوفة.
سكتت ونظرت للاسفل.
قرب رعد وشال عُديّ وقال:يا عم انا مش جبتهالك اهي…اهدي بقي.
حضنه عُديّ قائلا :بس انا كنت خايف عليها.
ربت رعد علي ظهره بهدوء.
وخديجة وضعت الصينية علي التربيزة قائلة :الف سلامة عليكي.
نظرت لها حياه وابتسمت بخفة.
قالت خديجة:انا أكلت عُديّ…كلي انتي وارتاحي، وهاخد عُديّ ينام معايا الليلة.
قالت حياه بسرعة:لا، مش هيعمل حاجة، هيضايقك بليل.
قربت خديجة من رعد وهي تنظر لعُديّ وابتسمت بهدوء وقالت:انا عمري ما اتضايق من حفيدي.
ابتسم لها عُديّ بهدوء، وهي اخدته من رعد وشالته وقالت:واصلا انا وهو عندنا ماتش كورة النهاردة لازم نتابعه.
ضحك عُديّ بخفة وقال:طب يلا خلينا نلحقه.
ابتسمت ونظرت لحياه، وبعدها نظرت لرعد ووضعت ايدها علي كتفه وقالت:خلي بالك منها.
اومأ لها رعد بخفة وهدوء، وهي لفت وخرجت وقفلت الباب وراها.
قرب رعد من حياه ومسك ايدها وقال:تعالي يلا كُلي.
قالت بتعب:مش قادرة…عايزة انام.
قومها وقال:تعالي بس.
اخدها وقعدوا علي الكنبة وقعدها علي رجله.
ضحكت بخفة وتعب وقالت:ايه فايدة الكراسي بقي.
ابتسم بهدوء قائلا :دا مكانك.
ابتسمت ولفت ايدها حوالين رقبته ووضعت رأسها علي كتفه تنظر له.
اما هو مسك المعلقة واخذ من الشوربة.
رفع الملعقة بجانب شفاهها، وهي اتنهدت وبدأت تاكل، وهو ياكل معاها.
__________________________في غرفة خديجة.
كانت قاعدة علي السرير بتقرأ قرأن وهي لابسة ازدال…. وعُديّ نايم جمبها.
خلصت قراءة، وقفلت المصحف بهدوء ووضعته علي جبينها ثم وضعته علي الكمود جمبها.
الباب خبط،استغربت مين ال هييجي في الوقت دا، بس قامت واتجهت للباب وفتحته.
كان حافظ.
استغربت وقالت:في حاجة ولا ايه؟!
نظر لها قليلا، ثم نظر للاسفل قائلا بصوت مختنق:ممكن اتكلم معاكي شوية؟!
نظرت لعُديّ وبعدين بصتله وقالت بتنهيدة هادية :تمام.
وخرجت وقفلت الباب.
وقفوا ونظرو للقصر….وقف حافظ جمب غرفتها بمسافة قائلا :انا مهموم ولله ومش عارف احكي لمين…يمكن لما احكيلك ارتاح شوية.
كانت واقفة وراه بشوية ومستمعة لحديثه.
اتنهد بضيق قائلا :بحس كل حاجة بتمشي معايا بالعكس…مفيش اي حاجة بفكر فيها تمشي صح….كل حاجة من البداية غلط.
اتكلمت خديجة بصوت هاديء قائلة :اهدي يا حافظ…كله قدر ربنا.
قال بصوت مخنوق:ولادي غلطانين في حاجات كتيرة اوي…ال كان هيعت*دي علي واحدة، وال كانت هتتجوز واحد من غير رغبته…ومراتي…ال حقدها عماها ووصلها لمرحلة طريقها مسدود.
سِكتت خديجة،وكمل حافظ قائلا :انا ال عملت كدا في نفسي…مكانش لازم اتجوزها، مكانش لازم انساكي بيها.
اتصدمت وبصتله وهي مستغربة ومندهشة.
لف ونظر لها وقال :ايوا يا خديجة…انا بحبك انتي، ومكنتش عايز اتجوز غيرك…بس عادل سبقني واخدك مني.
رجعت خطوة للخلف وهي تنظر للارض.
كمل حافظ قائلا :انا كنت بعمل ذنب كل يوم لما كنت بشوفك مع عادل…مكنتش قادر اطلعك من قلبي وعقلي، بس بسكت…وكنت بقنع نفسي ان كل شيء قسمة ونصيب….بس مكنتش بهدي برضوا….لحد ما اتطلقتي من عادل.
اخد نفس مُكملا حديثه وسط صدمتها:كنت بفكر وقتها اتجوزك…بس كان معايا ولاد وسعاد…دا غير ان معاملتك معايا بقت جافة اوي…بقت ناشفة وكأني شخص مش بتشوفيه…حاولت انساكي بس مقدرتش، قلبي غلبني…حاولت ولله لاني عارف ان كدا حرام، بس مبقتش قادر استخسر في نفسي حُب.
قرب خطوة منها ومسك ايدها، لكنها بعدت ايدها بسرعة وبصتله بحده ورجعت للخلف قائلة :عيب ال بتقوله دا يا حافظ… احنا كبار جدا علي الكلام دا….دا انا عندي حفيد، وانت عندك بناتك ومراتك…مينفعش نتكلم اصلا.
كان هيتكلم…لكنها لفت واتحركت بسرعة لغرفتها وقفلت الباب.
نظر حافظ للباب، نزل رأسه للاسفل بحزن، مضايق انه اتكلم…لكنه ارتاح لما حكي ما بداخله، مبقاش عايز يخبي جواه اكتر.
اخد نفس قوي ولف واتحرك وطلع علي السلم.
كانت شهد في المطبخ بتجيب مياه، لكنها شافتهم وسمعت الكلام، تحت صدمتها.
في الصباح___في شقة عادل.
كان قاعد علي الكنبة عينه مفتوحة وهو بيبص علي الباب، كان قاعد تايه بيفكر في كل حاجة.
من يوم جوازه بخديجة، يوم ولادة فهد ابنه ال محضرش عزاه حتي….يوم ما طلق خديجة ومشي هو وجليلة ال كان فاكر انه هيعيش معاها سعيد….ال كات فاكر انها بتحبه، لكنها خانته وهي علي زمته….
جه امبارح ودخل الشقة بس ملقهاش، ملقاش حتي هدومها ولا دهبها ولا المبلغ المالي ال كان شايله في الدولاب.
هربت واخدت كل حاجة، مهتمتش حتي تسأل علي بنتها….سأل الجيران عليها وقالوله انهم شافوها وهي خارجة بالشنطة ولما حاولو يسألوها علي حالة بنتها، مردتش ومشيت في تاكسي مع شخص.
فضل قاعد علي الكنبة كدا طول الليل، عينه حمراء وهو ينظر للباب عقله شوش…قاعد منتظر انها ترجع وتقوله كل دا كدب…قاعد منتظر حد يخرجه من صدمته…بقي زي المجنون الصامت.
في قصر الجبالي___وتحديدا في غرفة رعد وحياه.
كانت نايمة علي السرير، وهو جمبها مستيقظ بيعيد خصلات شعرها للخلف.
بدأت تفتح عينها ببطيء ونعس.
وهو ينظر لها بهدوء.
فتحت عينها ونظرت ليه، ابتسمت بخفة وقربت اكتر داخل حضنه.
ضما ليه وبا*س رأسها بهدوء.
رفعت رأسها ونظرت له وقالت:انت مضايق مني؟!
اعاد خصلة شعرها للخلف قائلا :وبعد ال حصل مش عايزاني اضايق.
قالت بطفولية:مش هعملها تاني ولله…اسفة.
نظر في عينها، وهي ابتسمت وقالت:صالحني بقي.
رفع حاجبة بإبتسامة خفيفة وقال:كمان انا ال هصالح.
قالت :مش انا ال اتخطفت، يبقي المفروض تدلعني شوية بقي.
قال بسخرية:هو انتي مالك فرحانة بالخطف كدا ليه.
نظرت له ومسكت ياقة قميصُه بخفة وقالت بخجل:اصل لاول مرة اجرب احداث رواية بجد.
ضحك بخفة قائلا انتي لسة بتقرءيها؟!
ضحكت وحضنته بقوة وخجل.
اتنهد وقال:خلاص يا ستي، قوليلي عايزة ايه؟!
نظرت له بجرأة، وقربت ايدها ودخلتها من اسفل التيشرت بتاعه وضعتها علي معدته المعضلة.
نظر لها وابتسم بجانبية ورفعة حاجب قائلا :انتي بتتحر*شي بيا علي فكرة.
ضحكت علي كلامه وبعدت ايدها، لكنه قربها تاني، وقرب منها.
حاوط خصرها ودفن وجهه في عنقها.
ابتسمت بخفة وقالت:ممكن نتجوز؟!
اندهش بإستغراب وأبعد وجهه ونظر لها….ضحكت بخفة قائلة :ايه؟!
قال بأستغراب:ايه ال قولتيه دا؟!
ابتسمت وقامت وقفت علي السرير وقعدت علي ركبتها امامه وقالت:تقبل تتجوزني.
ضحك ومسكها وشدها لعنده وبقت فوقه وحاوط خصرها قائلا :طب اقعدي يا هبلة، انا ال المفروض اعمل كدا.
قالت بطفولية:انا هبلة!!!
ضحك بخفة ونظر لها قائلا :لا يا قلبي، انا ال اهبل.
قالت براحة:اذا كان كدا، ماشي.
عض جانب شفتيه السفلية وهو ينظر لها بسخرية خفيفة.
نظرت للاسفل بحزن وضيق وقالت:هو انتوا لقيتوا يونس؟!
اتنهد بحده وضيق ونظر بعيداً عنها.
سِكتت قليلا وقامت وقفت قائلة :انا هنزل اشوف عُديّ.
قام رعد ونظر لها مقترباً منها حاوط خدها بإيده وابتسم بخفة وقال:تحبي فرحك يبقي إمتا يا عروسة؟!
ابتسمت بسعادة وقالت بدلع :اليوم ال يعجبك يا عريس.
ابتسم ولف واتحرك للحمام قائلا :يبقي جهزي نفسك…فرحك بكرا.
اتصدمت،هي كانت بتهزر بس، متوقعتش انه ياخد الكلام جد….جريت عليه وقالت:انت صدقت!انا بهزر.
قال:ولو، هنعمل فرح برضوا…دا حقك.
كانت بتمشي وراه وبتتكلم غير مستوعبة انها دخلت الحمام وراه وقالت:ب بس مش هينفع…و عُديّ م….
لف وقربها منه وقال:اهدي…انتي مش كبيرة يعني عشان متفرحيش…ودا حقك زي اي بنت.
نظرت له قليلا، بعدها ابتسمت بخجل وقالت وهي تنظر للاسفل:ب بس مش هنلحق…بكرا بدري اوي.
قال بأبتسامة هادية:متقلقيش…ولا تتعبي نفسك، كل حاجة هتجهز…بس انتي ارتاحي يا عروسة.
نظرت له بابتسامة خجولة وساكتة…لكنها استوعبت وقالت:مينفعش برضوا…انت ناسي جدو.
سِكت واتنهد قائلا :اممم…طب هنستني يعني!
قالت بهدوء:اكيد…وكدا كدا احنا متجوزين اصلا، فا هنصبر شوية.
اخد نفس وقرب وجهه من اذنها قائلا بصوت رجولي هامس:طب تعالي بقي عشان عايز اقولك كلمتين.
نظرت له بإستغراب،وقبل ما تتكلم لقته شالها ووقف تحت الدوش.
اتصدمت وهو شغل المياه ال بتتساقط عليهم.
قالت بغيظ:رعد،هدومي اتبهدلت كدا.
همهم بخبث:نقل*عها.
بصتله بإستغراب لانها مسمعتش كلامه ولفت عشان تمشي، لكنه شدها من خصرها لعنده قائلا :اتهدي بقي.
حاولت تبعد لكنه ثبتها وهو بيبتسم عليها بسخرية بخبث.
لفت ليه وهي بتبصله بغيظ، شعره مبلل، والتيشرت التصق علي صد*ره وعضلاته البارزة….كان بيبصلها بطريقة غريبة.
كانت لسة هتتكلم، لكن فجاة توسعت عينها لما قرب منها وطبع قب*لة عميقة علي شفا*يفها…حطت ايدها علي صد*ره وهي بتحاول تبعد…لكنه محاوط خصرها بأذرعته وبيقربها منه اكتر واكتر.
في ايطاليا____روما – وفي فيلا ما.
كان قاعد لوكا وواضح علي ملامحه الغضب…قاعد جمبه ذالك الرجل الكبير في السن.
قال لوكا بحده:مكنتش عايز ارجع دلوقتي.
قال الرجل بهدوء:ماذا تنتظر…لقد ضيعت منا اسهُم الشركة.
قبض لوكا علي ايده بحقد وضيق وسِكت.
خرجت عايدة من المطبخ وهي شايلة صينية عليها قهوة….كان ملامحها باهتة ومُتعبة بشده.
وضعت الصينية علي التربيزة، وشاور لها الرجل ببرود قائلا :جهزيلي الحمام.
نظرت له والكر*ه في عينها.
لسة هتتحرك بس باب الفيلا خبط…اتحركت وراحت تفتح وكان في بنت شابة في العشرينات و واضح من لبسها المكشوف انها من مكان مش كويس.
استغربت عايدة…وقالت البنت باللغة الايطالية:هل بكر موجود؟!
قالت عايدة :اجل…لماذا؟!
ابتسمت البنت ودخلت بدون استأذان وشافت الرجل الكبير ال اسمه بكر، ابتسمت وقربت منه وقعدت علي قدمه بدلع.
اتصدمت عايدة،واتصدمت اكتر لما لقت جوزها بيبتسم ليها عادي وكأنه متعود.
اتنهد لوكا وقام وقف وقال:حسنا…سأذهب انا.
اومأ له بكر، ولوكا اتحرك ونظر لعايدة وابتسم بسخرية قائلا :كنتي متوقعة ايه من شخص بيحب الفلوس اكتر من البني ادمين.
وخرج.
الصدمة ضر*بت عايدة في قلبها قبل عقلها، الشخص ال باعت عشانه الدنيا كلها، بيخونها قدام عينها بكل برود…ما هي بقت جارية عنده مش زوجة.
ام بكر ومسك خصر البنت وقربها منه ونظر لعايدة ببرود وقال:مش عايز ازعاج.
اندهشت من بجاحته وقربت منه وقالت بعصبية:يعني ايه الكلام دا!!! انت هتخوني قدام عيني ولا ايه؟!
اتنهد قائلا :بصي يا عايدة…انتي كبرتي، وانا راجل ومحتاج دلع وانا بصراحة زهقت منك…احمدي ربك اني لسة مخليكي عايشة معايا.
قربت منه ومسكت ياقة بدلته بغضب قائلة :مش هسمحلك يا بكر…مش هسمحلك تعمل فيا كدا بعد ما رميت اهلي ودمرت حياه بنتي وحياه غيري عشانك…مينفعش تسيبني اندم لوحدي.
مسك ايدها بحده وزقها لدرجة انها وقعت علي الارض، نظرت له بحده.
وهو قال بحده وقسوة:التزمي حدودك معايا، انا مضر*بتكيش علي ايدك…انتي ال عملتي كدا في نفسك، انتي ال عضيتي الايد ال اتمدتلك…انتي ال عملتي كل حاجة، وانتي ال لازم تندمي لوحدك.
قالت البنت بدلع:ماذا تقولون انا لا افهم؟!
ابتسم لها قائلا بالايطالي:اصعدي للاعلي وسأتي لاجعلك تفهمين.
ضحكت بصوت عالي ومسكت الجرافتة بتاعته قائلة :لن اذهب لوحدي.
ابتسم ولفوا واتحرك معاها.
عايدة نظرت ليه بكر*ه وبحده قامت وقفت ومسكت تلك السكين الذي علي طبق الفاكهة.
قربت منه بسرعة، وهو سمع خطواتها القريبة لف… وقبل ما يتصدم كانت غرزت تلك الالة الحادة في منتصف قلبه وهي تنظر له بحقد.
البنت اتخضت بقوة ورجعت للخلف وهي تضع يديها علي فمها…لفت وجريت بسرعة من الفيلا وهي تخرج هاتفها من حقيبتها.
اما بكر كان مصدوم وانفاسه وقفت، وعايدة بتبصله بكر*ه وحقد قائلة :كان لازم تعرف وتخاف مني يا بكر…ال تقت*ل مرة!…تعملها تاني…وانا مش مستخسرة ولا ندمانة.
واكملت بنبرة حادة وجافة:قولتلك…مش هسمحلك.
ووقع ارضاً في نفس اللحظة وهو يلتقط انفاسه الاخيرة.
قعدت جمبه ومسكت رأسه وحطتها علي رجلها وهي ملامحها كلها باردة ولا فكرت حتي في الهرب، وكأنها بتستسلم خلاص.
مسحت علي شعر بكر بهدوء قائلة :ششش…اهدي،كل حاجة تمام.
كان ينظر لها وعينه متغلظة من الصدمة والا*لم…انفاسه انقطعت بالفعل…قلبه توقف عن النبض، روحه طلعت لل خلقها…طلع لل شايف اعماله واخطاءه….انما هي…هتشيل اعمالها في الدنيا.
في قصر الجبالي.
نزلت حياه وهي لابسة دريس رمادي، شبيه للاسود وطرحة.
ووراها رعد.
لقت عُديّ قاعد علي طربيزة السفرة وخديجة وشهد بيحطوا الاكل، وشهد واضح عليها الشرود.
نزلت حياه بسعادة، وعُديّ شافها وابتسم بفرحة ونزل يجري عليها.
شالته وحضنته بقوة وبا*ست خده.
قرب رعد وضر*ب ذراعه بكتفها بخفة قائلا:خفي البوس دا شوية…الواد كبر.
نظرت له قليلا وبعدين ضحكت وقالت وهي بتحضن عُديّ اكتر:دا ابني حبيبي…ازاي بس مأبطلش بوس وحب فيه!
قال عُديّ وهو بيحضنها كمان مبتسم بطفولية:ايوا انا ابنها حبيبها.
نظر له رعد وشاله قائلا :اممم بقي كدا…طب بقولك ايه بقي! دي مراتي، يعني تقلل قرب منها شوية.
قال عُديّ ببراءة :ما انا ابنها يا بابا.
ابتسم رعد ورفعه وشاله علي كتفه…واتحرك ناحية السفرة.
قعدوا كلهم علي السفرة…وعُديّ قاعد علي رجل رعد.
ابتسمت خديجة وهي بتبصلهم، بعد وقت شافت ابنها مرتاح ومبسوط اخيرا مبقتش عايزة حاجة من الدنيا خلاص.
نزل حافظ واتجه لعندهم علي التربيزة وهمهم:احم.
قعد وخديجة بعدت انظارها عنه بضيق، وهو نظر لها، لكنه نزل نظره سريعاً.
وشهد ال كانت بتبص عليهم هما الاتنين.
قال رعد بجمود وحده:فين مراتك يا عمي؟!
نظر له حافظ بإحراج ولسة هيتكلم.
قالت خديجة:جت اهي.
نظروا جميعاً لباب القصر، لقو سعاد وفياض واسماء.
قاموا كلهم ورعد ساب عُديّ علي الكرسي وقام.
نظرت حياه لسعاد بحده وضيق.
والكل وقف قدامها.
قال حافظ بحده:كنتي فين يا سعاد.
سعاد بلعت ريقها بتوتر وصدمة، خصوصا لما شافت حياه.
قال رعد بحده:ما تجاوبي.
اتنهدت بتوتر وقالت:ك كنت عند اسماء.
نظر الكل لاسماء ال بصت في الاسفل بضيق.
قال حافظ بحده وهو يقترب منها:كنتي عندها من امبارح! ومقولتليش؟
قالت حياه بحده:بعد ما سلمتني ليونس اكيد هربت وقعدت عند اسماء.
قالت سعاد بعصبية:انا معملتش كدا…واسألي اسماء كمان اني كنت عندها من الصبح.
قالت حياه :وانا مش هصدقها اصلا، ما هي زيك.
نظرت لها اسماء و اتنهدت قائلة :انا عارفة انك بتكر*هيني يا حياه.
قالت حياه بضيق:كتر خيرك ولله انك عارفة.
نظرت اسماء لفياض ال اومأ لها بإطمأنان وبعدها بصت لحياه وقالت:بس انا مش هكدب…امي فعلا مكانتش عندي من الصبح، دا جت وقت العصر ومرضيتش تقولي السبب، وكمان قالتلي اقول لبابا انها كانت عندي من الصبح.
نظرت سعاد لبنتها بصدمة وعصبية.
وحافظ مسك دراعها بغضب وهو ينظر لها قائلا :هي وصلت معاكي لكدا يا سعاد…الحقد يخليكي تعملي كداااا!!!
بعدت ذراعها عنه بعصبية قائلة :ايوااا…ايوا اتفقت معاه يخطفها ويخلصنا منها بقي عشان ارتاااح.
نزل قلم جامد من حافظ علي وجهها، والكل اندهش من فعلته.
وضعت سعاد ايدها علي خدها واتجمعت دموعها في عينها ونظرت له قائلة :للدرجادي يا حافظ!!! بتمد ايدك عليا؟!…وصلت معاك للضر*ب!
قال بغضب:واكسر دماغك كماااان…انتي فاكرة نفسك ايه؟! تعملي ال عايزاه ونسكت…هي مالها ولا ذنبها ايه عشان تعملي كدا، دي البت كانت هتمو*ت من الرعببب.
قالت بصر*اخ وعصبية:تستااااهل…مش هي قت*لت ابني يبقي تستااااهل، هي ال جابته لنفسها، طول حياتها شؤم علينا.
قال رعد بغضب:كلمة كمان وهنسي انك تقربيلي…دي مراتي ولسانك ميتكلمش عليها كدا تانييي.
قالت سعاد بعصبية وهي بتبص لخديجة:شوفييي ابنك…ما هي سحرتله خلاص، بقي لعبة في ايدها…نسي ان امها هي ال قت*لت فهد ابنك يا خديجة، وقت*لت ابن عمه ابنيييي.
قالت حياه بعصبية ودموعها بتتجمع في عينها:قولتك مليش ذنب…انا مالي بال حصل بس.
قالت سعاد بغل:لا انتي السبب…انتي ال خطتي لكل حاجة، عمري ما أرتاحت ليكي، اخدتي مني ابني واخدتي حبيب بنتي وكرهتي جوزي فيا، عايزة ايه تاااانيييي.
قرب منها حافظ بغضب وقال:اخر*سييي بقيييي…لم لسانك دا شويييية.
قالت بدموع وحده:مش هسكت…وريني بقي هتعمل ايه؟! ما انت بقيت مش راجل انت كمان وسبت حق ابنك وساكتلها، لتكونش هي لعبت عليك يا راجل يا كبيييير.
الكل اتصدم منها ومن تفكيرها وكلامها السيء.
وكانت هتكمل، لكنها سكتت فورا لما حافظ قال بصوت عالي:انتي طالق…وبالتلاتة كماااان.
اتصدمت ،مكانتش متوقعة الكلمة دي في لحظة غضب…مكانتش متخيلة انه هيسيبها…لكنه ضغط عليها اكتر لما كمل قائلا :مبقتش طايقك ولا طايق تصرفاتك…خليتي وشي في الارض، ولسانك ال مبيسكتش ده كمان…كل مرة اسكت واقول هتعقل لكن جنونك بيكبر كل يووووم.
قربت اسماء من امها وسندتها قبل ما تقع.
وسعاد دموعها بتنزل وهي مش مستوعبة الصدمة، مكانتش قادرة حتي تبلع ريقها غصة في حلقها منعت صوتها عن الخروج.
اتنهد رعد ونظر لحياه قائلا :خدي عُديّ علي فوق.
كانت لسة هتلف بس خديجة وقفتها بضيق وقالت:هاخده انا…خليكي.
واتحركت خديجة واخدت عُديّ ال كان واقف بيشاهدهم ومستغرب من كل الزعيق دا.
نظرت حياه لحافظ بضيق وقالت:مكانش ينفع كدا يا عمي…مش لدرجة الطلاق…هي غلطتت اه، بس كان ممكن تقولها كدا وتحذرها بس.
نظرت سعاد لحياه وهي ساكتة، ملامحها مش مفهومة هي زعلانة ولا مضايقة ولا بتحقد تاني.
قال حافظ وهو مازال ينظر لسعاد:لا يا بتي…انا كفاية معتش طايق نفسي منها ومن لسانها ديه.
قالت اسماء بقلق وهي بتسند سعاد:ماما…انتي كويسة.
بعدت سعاد وبدون كلام وبدون النظر لحد، لفت وخرجت من القصر.
جريت عليها شهد بدموع وقالت:رايحة فين يا ماما.
قالت سعاد بنبرة جافة وصوت مبحوح بشده:رايحة بيت ابوي.
وخرجت وكملت مشي.
اتنهد حافظ وقال بحده:انا مش هحرمها من حاجة…وكل حقوقها وزياد هتوصل لحد بيت ابوها.
عيطت اسماء بصمت، وفياض اخدها في حضنه يهديها.
نظر رعد لفياض بغرابة…
وبعدها اتنهد ونظر لحياه وقال:خليكي مع شهد.
اومإت ليه، واتحركت مسكت ايد شهد ال بتعيط وراحوا الجنينة.
نظر رعد لحافظ وقال بهدوء:انا مش هقولك ال عملته صح ولا غلط يا عمي…انت عارف راحتك فين كويس، وال يريحك اعمله.
اومإ له حافظ، وبعدها طلع لفوق.
قرب رعد من فياض قائلا بجمود:عايزك.
واتحرك وراح مكتب جده.
اتنهد فياض ونظر لاسماء وقال:روحي شوفي اختك.
اومإت ليه بحزن واتحركت للجنينة.
دخل ايمن من باب القصر واستغرب الهدوء، ووجود فياض وقال:في ايه؟!
قال فياض:تعالى معايا.
واتحرك وراح المكتب، وايمن استغرب لكنه مشي وراه.
_____________________داخل المكتب.
واقف رعد، ودخل فياض وايمن.
نظر رعد لفياض بهدوء وهو يضع يده في جيبه:ممكن افهم ايه ال بيحصل.
قال فياض وهو ينظر للاسفل:ايه؟!
قال رعد:معاملتك مع اسماء.
سِكت فياض،وايمن نظر لفياض وقال بدهشة:حبيتها، صح؟!
نظر فياض لايمن وهو مش عارف يتكلم.
قال رعد :لاحظت تصرفاتك وكلامك الهادي معاها.
ايمن:وانا كمان، المرة ال فاتت لقيتك بتهزر وبتحاول تضحكها.
قال فياض بتردج:رعد…انا كنت هقولك ب بس انا….
قال رعد بهدوء:بتحبها؟!
نظر لها فياض قائلا بتوتر:ا انا بس…
قال رعد:بتحبها يا فياض؟! جاوب.
اتنهد فياض وقال بعد تردد مع نفسه:ايوا يا رعد…حبيتها،و ومش هقدر ابعد عنها.
رعد اخد نفس واتحرك وقعد علي الكنبة وقال:براحتك يا صاحبي.
اندهش فياض ونظر له وقال:ايه؟!
قال رعد بهدوء:ال سمعته…انا مش هجبرك علي حاجة، وبصراحة انا شايف انها اتغيرت….تقدر تكمل معاها،براحتك.
قعد جمبه فياض وقال:بس انت؟!
قال رعد:متقلقش، هنفضل صحاب برضوا…انا مش هخسر صاحبي عشان حد.
ابتسم فياض وقرب وحضنه حضن اخوي.
قال ايمن بفرحة:وانا يا جدعاااان.
وقرب ونط عليهم حضنهم.
ضحكوا وقال رعد:الواد ايمن وزنه زاد اوي، هيفطسنا.
قال ايمن بضحك:يا عم اسكت، دا انا مطحون في الجيم عشان اظبط فورمتي.
ضحكوا وقعدوا مع بعض يتكلموا، ويعرّفوا ايمن ال حصل.
_____________________في الجنينة.
قاعدة شهد بتعيط وجمبها حياه بتواسيها بحزن.
قربت منهم اسماء ووقفت جمبهم.
اتنهدت حياه بضيق وقامت وقفت لكن اسماء وقفتها قائلة :استني يا حياه…عايزة اتكلم معاكي.
بصتلها حياه بحده وقالت:مفيش كلام بينا يا اسماء.
اتنهدت اسماء بحزن وقالت:ارجوكي…انا مش قادرة اكتم جوايا اكتر من كدا…انا ندمت فعلا، بس والنبي…اسمعيني.
قامت شهد ومسحت دموعها وقالت:اسمعيها يا حياه.
نظرت لها حياه…وبعدها بصت لاسماء وقالت بضيق:اتفضلي.
قالت اسماء بحزن:انا عارفة ان ال عملته غلط.
ابتسمت حياه بسخرية وقالت:لا وانتي الصادقة…ال انتي عملتيه مصايب.
نظرت اسماء للاسفل وقالت:عارفة…بس صدقيني انا ندمت…متلوميش رعد علي كلامه وقتها، انا ال طلبت منه يقول كدا…د دليل برأتك كان في ايدي، كان هيقت*لني عشان ياخده، بس انا كنت مخبياه…هو سِكت عشانك، المحامي قاله انك ممكن تتعدمي او هتاخديها مؤبد…كنت بجبره يحبني وانا بشوف حبه ليكي دايماً في عينه وكلامه وتصرفاته…عمل كدا عشان بيحبك وخايف عليكي.
رفعت عينها ونظرت لها وقالت بحزن:انا ندمت ولله…مكانش يقدر ييجي يحكيلك، لاني كنت مأجرة شخص يراقبه دايماً.
بصتلها حياه وشهد بدهشة من قُدرتها علي انها أجرا شخص كمان.
اتنهدت اسماء ودموعها بتتجمع في عينها:انا عارفة اني غِلطت ولله….ب بس سامحيني، ا انا عملت كدا بسبب غبائي كنت فاكرة بكدا اني بحارب عشان حبي…ب بس كنت بحارب عشان كبريائي ونفسي انا…اتمني تسامحيني بجد.
نظرت لها حياه وهي مش مصدقة ال عملته وقالت لها بنبرة مختنقة:عملتلك ايه عشان تعملي فيا كدا؟!انا كنت بتجنبكم علي طول عشان متقولوش عليا بتاعة مشاكل.
اتنهدت اسماء بضيق وحزن وقالت:ا انا اسفة ولله.
قالت حياه وعينها بتتجمع بالدموع:انتي متعرفيش احساس الكسرة ال جربتها وقتها….انا بسببك كنت هعمل حاجة هندم عليها العمر كله، بس الحمد لله محصلتش وعقلي رجعلي…وانتي السبب.
وقربت منها بخطوات بطيئة ونبرة حادة وقالت:فرقتينها عن بعض وانتي واقفة بتضحكي ودلوقتي بتقوليلي اسفة.
رجعت اسماء بخطواتها للخلف بتوتر، وحياه لسة بتتقدم ناحيتها قائلة :بسببك انا بقيت هنا…بسبب بأنب نفسي كل يوم…بسبب بفتكر اليوم ال حصل في كل حاجة…كل حاجة بسببك.
كان رعد وايمن وفياض داخلين الجنينة وشافوهم.
اسماء كانت بترجع بختواتها للخلف، وكان في الة حادة وطويلة للحفر في الاراضي الزراعية خلفها، وهي تقترب منها.
كملت حياه بنبرة حادة وخانقة:بتعتذري بعد كل بلاويكي، كنتي عارفة بال اخوكي عمله وال هيعمله فيا وسِكتي…الساكت عن الحق شيطان اخرس يا اسماء.
الكل لاحظ الالة ال خلف اسماء، وفياض انتفض وجري لهناك ورعد وايمن ايضاً….وشهد اتحركت عشان تلحقهم.
واسماء اتشنكلت ولسة هتقع علي الالة ومن ناحية رأسها، والكل اتصدم وجريوا بسرعة عشان يلحقوها لكنها بعيدة.
والزمن وقف واسماء بتقع للخلف وهي مصدومة ورافعة ايدها…. وفجاة……
حياه مسكت ايدها بقوة،وهي لسة نظرتها حادة ومتعصبة.
نظرت لها اسماء وانفاسها عالية….والباقي قربوا منهم وفياض شد اسماء، ورعد نظر لحياه ال لفت واتحركت للداخل.
فياض:انتي كويسة؟!
اومأت له اسماء برعشة وهي تنظر للاسفل.
اتحرك رعد ودخل،وايمن قرب من شهد يهديها.
_______________________في الاعلي في جناح رعد.
دخلت حياه وهي متعصبة بشدة وقفت قدام المراية…كانت متعصبة، لكن دموعها اتجمعت في عينها، قبضت ايديها بضيق في صد*رها.
الباب اتفتح ودخل رعد، نظر لها قليلا، وبعدها اتحرك ووقف وراها تماماً.
نظرت ليه في المراية مقدرتش تمنع دموعها ال تساقطت بغزارة، لفت بسرعة وحضنته بقوة ورأسها علي صد*ره.
حاوطها وضمها ليه اكتر….وكأنه يحتضن طفلته لا زوجته.
الباب اتفتح ودخل عُديّ.
بِعدت حياه ومسحت دموعها وعطت ضهرها لرعد و عُديّ.
نظر عُديّ لرعد قائلا :هي مالها ماما؟!
قرب منه رعد وشاله ووقفه علي التسريحة ونظر لحياه، ال اخدت نفس ولفت وهي بتبسم.
نظرت لعُديّ وقالت:عايز ايه يا حبيبي؟!
قال عُديّ ببراءة:ممكن اطلع العب برا؟!في بنت قاعدة لوحدها وعايز العب معاك.
قال رعد برفعة حاجب وسخرية:مش قولت ملكش في البنات.
قال عُديّ بغيظ:ايوا…بس هي قاعدة زعلانة وانا عايز اسألها، رجولتي لا تسمحلي بالصموت.
ضحكوا عليه، ورعد نزله وقال:ماشي يا عم، بس متطلعش برا، هاتها والعبوا في الجنينة.
اومإ عُديّ وطلع يجري.
نظر رعد لحياه قائلا :انتي كويسة؟!
اومأت وهي تنظر للاسفل.
طلع من جيب بنطاله الخلفي حاجة وعطاهالها.
نظرت ليده وضحكت بخفة كانت قطعة حلوي بنبوني…افتكرت لما عطاها واحدة لما جت القصر.
. نظرت له وقربت منه ووقفت علي اطراف اصابعها وطبعت قب*لة علي خده.
ابتسم ونظر لها بعشق وقال:بحبك.
ابتسمت وقالت:اخيرا سمعتها منك يا شيخ.
ضحك بخفة وبعدها قال:طب ايه؟! مش هتقوليها انتي كمان.
لفت وقالت بدلع:لا…هسيبك تتعذب شوية.
ابتسم بخفة وقال:اهون عليكي؟!
ابتسمت وقالت بسلاسة:اه.
اندهش قائلا :دا انتي قلبك قاسي اوي…طب انا همو*ت واسمعها تاني.
قالت بهدوء:لا يا حبيبي، اتقل شوية.
قال :اتقل! ما كدا مش عاجب ولا كدا عاجب.
ابتسمت ومسكت حرف قميصُه بدلع قائلة : لا انت عاجبني.
ابتسم وحاوط خصرها وهي نظرت له بهدوء حزين وقالت:انت زعلانة مني…ع عشان ال حصل.
دفن وجهه في عنقها هامساً:كل لحظة معاكي دلوقتي بتنسيني الماضي…انتي خلتيني اطلع فوق مرحلة العشق.
ابتسمت وحضنته قائلة :هنصلح ال اتكسر…حتي لو في خدوش، بس هنصلحه.
حضنها بحب وهو بيستنشق رائحتها.
فجاة تلفونه رن، ابتعد ونظر للهاتف سكت شوية وبعدها اتحرك للخارج.
بصتله حياه باستغراب وقالت:رايح فين؟!
نظر لها وقال:مش هتأخر.
ونزل للاسفل…استغربت ملامحه المتجمدة والحادة في نفس الوقت، وسرعة حركته.
بعد مرور ساعات.
وصل مخزن مهجور، كل رجالته واقفين بجمود.
دخل للداخل وكان يونس قاعد علي الكرسي ومربوط، وعمال يتحرك بغضب.
قرب منه رعد بجمود ووضع ايديه علي حافة الكرسي وثبته، وظل ينظر له بنظرات حادة ومشتعلة من الغضب.
بصله يونس بغضب وقال :طلعني يا رعد…احسنلك تطلعني، انا مش هسكتلك.
قال رعد بنبرة حادة:ششش.
قال يونس بغضب:ايه؟! هتعمل ايه! هتقت*لني؟! متقدرش.
ابتسم رعد بخفة و وقف قائلا :معاك حق…انا فعلا مش هقدر اقت*لك…
ونظر له نظرة حادة بنبرة هادءة مخيفة:بس اقدر اخليك تندم…وتدفع تمن عمايلك يا معفن.
نظر له يونس باستغراب وجنون.
قرب منه رعد قائلا:مش انت بتشتغل في المخد*رات!…ايه رأيك تجربها!
بصله يونس بدهشة.
والحارس قرب بحقنة في يده.
اخدها رعد ولسة بيقرب من يونس ال صرخ بقوة وغضب وقال:اوعي يا رعدددد، دي جرعة كبيييييرة.
ابتسم رعد بجانبية قائلا :فعلا…دي ممكن تؤدي للمو*ت.
نظر له يونس بعيون حمراء وقال:اياك تعمل كدا…ابعد عني.
ابتسم رعد وبِعد بهدوء وقال بجمود:انت مر*يض يا جون…ومحتاج علاج،وانا ال هساعدك تتعالج، رغم انك متستحقش…بس مش مشكلة.
استغرب يونس وقال برعشة:ق قصدك ايه؟! هتبعدني عن حياه…حُبي.
قبض رعد ايده بحده وقال وهو يقترب منه:لا يا جون…دي مراتي انا، وحقي انا…يعني مش حُب حد غيري…وهي بصراحة بتحبني، يعني انت مبقاش ليك دور في القصة خلاص.
عيون يونس احمروا،وبقي بيحاول يتحرك لكن مش عارف.
قال رعد بجمود:الرجالة هياخدوك نيوزلندا…افضل مكان وابعد مكان عشان تتعالج فيه، وتبعد عننا.
اتصدم يونس وحاول يتحرك بقوة لكنه مش قادر.
نظر رعد له نظرة غريبة وقال:كنت اقدر احبسك ببلاويك الكتير، دا غير قت*ل جدك…بس هعطف عليك احسن، كفاية السجن ال هتشوفه في المصحة.
ولف وخرج بهدوء ويونس بيصرخ وبينادي عليه بغضب وخوف في نفس الوقت وشعره متناثر علي وجهه.
ورعد خرج وركب عربيته بهدوء ومسك هاتفه واتصل بشخص.
بعد ___ مرور___شهرين.
في قاعة افراح كبيرة جدا وواسعة، تتميز بالون الزهبي والابيض.
قاعد رعد ال لابس بدلته السوداء، وجمبه حياه ال لابسة فستان فرح واسع ومنفوش، وبأكمام واسعة ومنفوشة بقماش رقيق ومترز بالؤلؤ الابيض.
كانو هما العريس والعروسة.
كانت حياه قاعدة وخجولة، انه عملها كمان في قاعة كبيرة جدا وكإنهم عرسان جداد.
قرب منه ايمن وقال بغيظ:المفروض انا ال اتجوز النهاردة، تقوم انت واخد مكاني…دا ايه دا يا عم.
بصله رعد وابتسم بحده وقال:روح شوفلك مصلحة تعملها…يلا امشي.
قال ايمن:مش هسيب حقي، انا بقولك اهو.
ومشي ايمن وضحكت عليه حياه ورعد نظر لها وابتسم بخفة.
كان حافظ واقف مبسوط، رغم ان ابنه مش موجود…بس بناته قدام عينه، شهد واقفة جمب حياه وبتتصور معاها، واسماء واقفة جمب فياض وهي حاطة ايدها علي بطنها ال شبه منتفخة بسبب الحمل…نظر لخديحة واتنهد بهدوء، بقوا بيتكلموا مع بعض عادي، وتقبل الموضوع وقرر يهدأ معاها ويغير تفكيره.
جت عينه علي عُديّ ال واقف جمب بنت من البنات ولابس بدلة زي ابوه وعمال يكلم البنت… قرب منه وسمع الحديث.
قال عُديّ بثقة:بس انا مش بتاع زواز…انا لسة بشوف سني وشبابي ومستقبلي.
قالت البنت بغيظ:براحتك يا عُديّ انا هتوزك يعني هتوزك.
قرب حافظ ومسكه من قفاه وشاله قائلا :تعالي يا مقروض يا صغير انت.
قال عُديّ بغيظ:بوظتلي الكاريزما يا جدو.
ضحك حافظ وقال:كاريزما يا واد يا شقي، جبتها منين دي.
وشاله واخده لرعد وقال:شوف ابنك يا عم، واقف بيرفض طلبات الجواز ال بتجيله.
ضحك رعد بخفة واخد عُديّ وقعده علي رجله وقال:طالع لابوه.
بصتله حياه بغيظ وقالت:نعم ياخويا…وهو انت جالك طلبات جواز قبل كدا؟!
قال رعد بابتشامة:ياااه، كتييير.
قامت حياه وقفت وقالت:كمان بتقولها في وشي.
قال رعد:اعقلي يا بنت الناس واقعدي، كدا عيب.
قالت بغيظ:وانت هتعرفني العيب ولا ايه يعني.
قام وقف ونظر لها وقال:انتي عايزة تتخانقي ولا ايه؟!
قال حافظ:انا ماشي، هو شكله يوم مش هيعدي.
نظرت حياه لرعد وقالت:طلقني.
بصلها بدهشة وقال:نعم!!!انتي اتجننتي؟!
قالت وهي بتعقد ذراعيها بغيظ:ايوا زي ما سمعت، طلقني.
قرب منها بحدة بعد ما نزل عُديّ وقال:اعقلي يا حياه، مش وقت هزارك دا.
قربت خديجة وقالت:في ايه يا عيال…صوتكم بقي عالي.
قال رعد بحده:شوفي الهانم…عايزة تتطلق يوم فرحها.
نظرت خديجة لحياه بدهشة وقالت:انتي بتتكلمي جد!!!
عيطت حياه وقالت:دا بيزعقلي.
اندهشوا منها، وعُديّ قال:ما خلاث يا ماما…ايه الافورة دي؟!
بصتله وقالت بعياط:دا مش ابني، ابعدوا عني انا مش قادرة اشم ريحتكم اصلا.
الكل اتصدم ،ورعد قرب منها وقال بقلة حيلة وهدوء:طب انتي كويسة؟! اهدي كدا وانا هعمل ال عايزاه لكن طلاق لا…فيكي ايه بقي؟!
مسحت دموعها بكف ايدها ونظرت له وقالت:اصل انا حامل.
اتصدم بل الكل اتصدم والسكوت ملء المكان.
ضحكت حياه بخفة وبرائة وقالت:دي هرمونات علي ما اظن، بس انا كويسة دلوقتي.
ابتسم رعد بفرحة وفجاة شالها وبقي يلف بيها، الكل ابتسم بسعادة وانبهار.
وهو رافعها لفوق وبيلف بيها وهي بتضحك قائلة :بحبك يا رعد.
نزلها ونظر لها وهي بتتنفس ونظرت له وقالت:انت مش هتدلعني بأسمي بقي زي باقي الناس؟!
ابتسم وقال:بحبك يا حياتي.
ابتسمت بهدوء، وهو حضنها وبا*س رأسها بمحبة، وهو يوعد نفسه هو بأن يحافظ عليها، والا يفقدها هذه المرة، فا فقدان من تُحب يجعلك تكر*ه العالم بأسره ولا تطيق العيش به.
و عُديّ كان بينظر ليهم بغيظ وهمهم بطفولية :فضحتونا عشان كدا! …ربنا يصبرني عليكم.
وما ادراك بقلب مكسور، لكنه لم يمُت…ويتم اصلاحه ولكنه مخدوش…ولكنه مازال مُتماسك لاخر لحظة كي لا ينهار…انهُ حُب مُنكسر، ولكنه في النهاية يُسمي حُب.
مفيش شيء اسمه قلب ميت…القلب الميت معناه شخص مفارق الحياه…اذا ليس له وجود…كلنا قلبنا حيّ بس مُتعب ومهموم، لما بيفقد الشغف في الحُب…بيفقدنا احنا آمالنا…فكن طيب القلب لنفسك وليس لغيرك، ابتسم انت…ثم يبتسم هو—-♡
°°°°°°°°°°°°°°°°°°
خِلصت بفضل الله..

