رواية كفيفة بقلب مبصر الفصل الرابع عشر 14 بقلم حمدي محمد – تحميل الرواية pdf

يجلس عمران في منزله. شارد الذهن،
يضع يده علي خده.
سارحا غير منتبه.
فقال زهران الذي كان يجلس
بجواره:- مالك يا عمران. ! كنك ما فرحانش ان الواد ده غار علي بحري ومش هنشوف شكله تاني.
عمران:- انت شفته وهو بيقول لي
واحترمت نفسك اما بتتاجر في المخدرات…..
زهران:- ايوه صوح. بس هو عرف اذاي؟
صمت عمران قليلا ثم قال:- السؤال المهم.
هو ساب ورثه وساب تاره. وساب حقه. مننا ومشي من سكات ليه!
السوال المهم. هو لما كان حر طليق
وجانا هنا. وعارف كل ده.
ما انتقمش مننا ليه؟
زهران:- مايقدرش….
عمران:- لا يقدر يا زهران.
يقدر… شفت كلامه. وهيبته. ،
شفت شخصيته وهو يتكلم. ،
بصيت في عنيه. وشفت النار القايده جواه. ،
زهران:- اهو غار في داهيه. راح لموته. .
عمران:- ماهو كان عارف انه جاي لموته.
ما قالش ليه عليا وعلي اعدائي!
زهران:- تقصد ايه يا واد ابوي. وغوشتني ؟( وغوشتني. تعني قلقتني)
عمران:- الواد ده مش ساهل يا زهران.
وخايف يكون عامل لنا كامين.
زهران ضاحكاً بسخريه:- كامين ايه بس.
دا تلاقي الغامض قلّع له ضوافره.
دا متغاظ منه قوي.
اقترب عمران من زهران ونظر اليه بغضب
وقال:- انت ناسي. ابوه كان يعمل فخ للديابه. كيف ؟
الديابه اللي اذكي من البشر ،
وهو قاعد في الدار يقعو في فخه واحد ورا واحد.
وانا وانت كنا نقضي ليالي بالبنادق ما نعرفش نصيد ديب،،،
زهران:- وهو يعني شاف ابوه؟
عمران:- ماهو الذكاء ده وراثه.
زي الهيبه بالظبط
انا شفت فيه هيبة عز اخوي وهو بيتكلم.
الحاجات دي بتتنقل من جيل لجيل.
دانا ساعات بحمد ربنا انه ما ارادش لنا بالخلفه.
لا نجيب عيال تعمل فينا اللي عملناه ….
وهنا غضب زهران وامسك بشاله
ووضعه بغضب علي كتفه
ووقف وقال:- اباااااي عليك ياعمران
ايه بس الكلام الماسخ اللي بتقوله ده!
عمران :-اقعد بس يا زهران.
اقعد وفكر معاي. هنعمل ايه؟
زهران وهو واقف:- هنعمل ايه يعني. ،
هنقوم نجهز حالنا وناخد الجمال ونطلع نجيب البضاعه اللي حطينا فيها دم قلبنا.
وحطينا كمان الفلوس اللي رهنا. بيها ارضنا كلها. .
عمران:- طيب روح انت جهز الرجاله.
واطلع وانا هراقب وراكم.
ولو شفت حاجه. هتصل عليك.
زهران. :- ايوه كده يا واد ابوي.
اغزي الشيطان وقوم بينا.
الوقت اتأخر.
خلينا نخلص الموضوع ده علي خير،،،،،،
في ميناء بوردو البحري في فرنسا.
تم شحن الشحنه في الباخره المتجهه الي مصر
كيف ذلك وقد تم القبض علي طليق يولاند
وعصابة المافيا التي كان يتعامل معها؟
لقد تم وضع الصناديق. كاملة العدد.
وتم شحنها بالكامل داخل حاويات.
واجبرو العميل ان يتصل بالغامض مره اخري ويقول له ان الباخره قد تحركت.
وبالفعل. اتصل ذلك الشخص بالغامض.
واخبره. بأن الباخره. تحركت.
فسأله الغامض:- انت شيكت كويس علي البضاعه وكل شئ تمام؟
فأجابه:- تمام يا باشا. البضاعه مظبوطه وكامله.
واتشحنت في حاويات.
والباخره اتحركت حالا.
فضغط الغامض علي زر في اللاب توب امامه.
فحوّل المبلغ بالكامل علي حساب طليق يولاند.
حيث كان يجلس المساعد الخاص لها. وافراد الشرطه
يطالعون شاشة اللاب توب المفتوح عليها حساب طليق يولاند.
فصاح. :- لقد تم تحويل المبلغ.
فنظرت يولاند الي المحقق وقالت. :- لقد ابتلعو الطعم.
حان دورنا الان. .
في منطقة الخصوص. عادت ياسمين الي الشقه
لتتفقد ما ان عاد الجميع.
وخصوصا بعد ان وجد الغامض امين.
وبالفعل وجدهم بالشقه.
فقالت لها ام سيد. هو امين فين. هم مسكوه علشان كده سابونا احنا. صح؟
ياسمين:- ما تقلقوش علي امين.
مش معقول ربنا هيتخلي عنه. لانه انسان
وقلبه كله خير.
فقالت ام هدير:- ربنا يستره زي ما سترنا.
ربنا يحميه. ويقف معاه.
ربنا يهلك عدوه.
ويوقف له ولاد الحلال. وينجيه.
زي ما وقف معانا. وساعدنا.
فدمعت عينا ياسمين. وقالت:- والله في عز ازمته.
بيكلمني ويتطمن عنكم. ويقولي روحي شوفيهم يمكن يعوزو حاجه.
فقالت هدير:- وعيناها تفيضان بالدمع. :- دا يمكن كمان. راح سلم لهم نفسه اما عرف انهم اخدونا.
فانهال الجميع بالبكاء بعد هذه الجمله.
تمالكت ياسمين نفسها.
واعطتهم النقود التي قد ارسلها لهم امين قبل سفره للصعيد.
فظلا ينظران لبعضهما البعض.
واستمرو في البكاء.
خرجت ياسمين. دامعه. وركبت سيارتها.
وذهبت الي منزل خطيبها.
واخذته. وذهبا. للجريده التي تعمل بها ياسمين
ودخلت علي رئيس التحرير.
واخبرته انها علي وشك. عمل سبق صحفي كبير.
وتطلب منه. مصور. تصطحبه. معها.
فوافق رئيس التحرير. لثقته فيها.
لان ياسمين كانت فعلا ذكيه. وتحب عملها. ..
في فيلا عز الشافعي.
دخلت جودي غرفة ام امين
والتي كانت تجلس فيها طوال الوقت.
لا تخرج. للجلوس معهم.
فوجدتها. جالسه علي سجادة الصلاة
رافعة يديها للسماء.
تدعو لابنها امين.
فجلست جودي بجوارها.
وامسكت يدها. وقبلتها.
فضمتها ام امين اليها.
ثم نظرت اليها جودي وقالت. :- انتي ليه مش بتطلعي تقعدي معانا. ؟
فاجابت ام امين. :- ولدي في اشد الحاجه للدعا.
انا عشت عمري كله مستنيه اللحظه اللي هشوفه فيها. ولما تيجي اللحظه دي.
يادوب الحق املي عيني منه.
وفجأه. يختفي تاني.
عارفه ده يابتي. اوعر بكتير من اني كنت عايشه من ساعة ما راح مني في نار وحسره.
دلوقت الوجع بقي اضعاف.
وماليش حد اشكي له غير ربنا.
وكيف اشكي او اطلب من مخلوق يرجع لي ولدي
ورب الخلق موجود…
جودي بابتسامه:- الله عليكي يا ماما الحجه.
والله كلامك ده ريح قلبي.
ام امين:- ربنا يريح قلبك. ويسعدك يابتي.
والله امين اما جاني اول مره.
حكالي عنك. وعن وقفتك معاه. انتي وابوكي وامك.
جودي باستحياء:- اااااا حكالك عني. انا!
ام امين:- انتو ولاد اصول يابتي.
وامين طيب وابن حلال. علشان كده ربنا وقعه في سكتكم.
بس امانه عليكي يابتي. تطمنيني.
هو فين دلوك. ؟
جودي:- والله يا ماما الحاجه. امين بخير.
وماحدش يقدر يأذيه.
هو مش برضه اللي معاه ربنا ما يتخافش عليه؟
ام امين:- واللي معاه ربنا. لو اترمي في النار زي سيدنا ابراهيم. هتكون عليه برد وسلام،،،
وربنا بيسخر له كل حاجه. تقف معاه.
وبيحميه من كيد الناس.
مهما حاولو ومكرو. ربنا سبحانه وتعالي بيرد كيدهم فيهم.
وبينصر المتوكلين عليه.
اللي معاه ربنا. محفوظ. ومحمي. ومنتصر باذن الله.
بس انتي ما عارفاش قلب الام يابتي.
ما عارفاش قيمة الضنا. وخصوصا لما يتاخد منك.
وتعيشي سنين من غير روح.
لان روحك بتروح مع ضناكي. علشان الضنا غالي.
جودي:- باذن الله امين هيرجع. قريب
انا واثقه انه. هيوقف كل الناس دي عند حدها.
وهياخد حقه من كل حد ظلمه هو واخته.
يلا كده قومي معايا. هندخل المطبخ انا وانتي.
علشان عايزاكي تعلميني اذاي اعمل الملوخيه الحلوه اللي بتعملوها في الصعيد.
……
عندما نزعو االغطاء من عيني امين.
تفاجئ بما شاهد.
وحملق بعينيه طويلا
في ذهول ودهشه واستغراب
يكاد لا يصدق عقله
بمن رآه مع الغامض.
انها كارما!!!!!!!
تقف مرتدية بنطال جينز. وتيشرت ابيض
وشعرها مفرودا علي ظهرها.
وتضع الماكياج بوجهها.
وتضع يدها علي كتف الغامض.
الذي لم يندهش بمعرفته.
فقد شاهده كثيرا علي شاشات التلفاز
الامر المدهش كان وجود كارما.
فابتلع امين ريقه.
وقال ؛- كارما!!!!!
فردت بتغنج:- ايوه كارما يا عم الشيخ.
فقال امين. :- انتي بتعملي ايه هنا؟
وهنا وقف الغامض
ووضع يديه في جيوب بنطاله
وقال بابتسامه:- ايه بقي يا معلم.
هو انت مش بتحب جودي.
بتغير ليه بقي من وجودها معايا. ..
فاقتربت منه كارما
وقالت بسخريه:-احلويت في نظره بقي اما شافني معاك.
فقال الغامض:- او ممكن يكون من النوع اللي بيحب يكوش علي كل حاجه.
فقال امين:- غريبه. دانتي الوحيده مع باباكي.
وعندك شركات. وفلوس وعربيات.
ايه اللي يخليكي تمشي ورا واحد فاسد زي ده؟
فقال الغامض بحده:- من ده اللي فاسد. !
تقصدني انا.
معزور لانك ماتعرفنيش كويس
انا يا امين اللي برغم من المليارات اللي معايا.
عايش عيشة البسطا.
حاسس بمعاناتهم. والامهم.
ومكرس جزء كبير اوي للتخفيف عنهم.
ومساعدتهم.
لاني واحد منهم.
نظر امين اليه بامتعاض
وقال:- لا يا باشا. انت مش منهم.
ولا عمرك هتكون منهم.
انت ماعندكش ابن. بياع سريح. اترمي من قطر علشان مش معاه تمن التذكره.
انت ابنك. واولاد اخوواتك. بيتعلمو في جامعات كاليفورنيا. وبيركبو اللامبورجيني.
انت ما عندكش ام بتنام عند محطة القطر علي كرتونه. متغطيه. ببطانية مترقعه …
انت ماعندكش اخت اترمت في الشارع بسبب مشاكل وانفصال الاب والام. واتعرضت لكلاب الشوارع. واتأذت. واتظلمت.
انت ماعندكش طفل بينطرد من مستشفي سرطان الاطفال علشان ابن فقرا. بحجة ان مافيش سراير.
في حين ان اللي معاه واسطه وهيدفع.
هيدخل ويتعالج بالمجان.
انت ماعندكش اب. عايز عمليه. وماعندكش فلوس تعملهاله
فتتطر تاخده مستشفي عام
فتوقف بيه في طابور طوييييل
وتستني ايام وايام. لما يحين دوره
ولما يوصل لاوضة العمليات.
يكون مات من الوجع. قبل ما يحط الطبيب ايده عالوجع ..
انت ما اتعلمتش في مدرسه حكومي. الفصل فيها 60 طالب
ولا اخدت كتبك وانت رايح المدرسه مربوطين باستك.
ولا اتقطع حزامك جربت تربط بنطلونك بقطعة قماش.
ولا جربت ان امك تستلف لك علشان تديك مصروف تروح بيه المدرسه.
انت اتعلمت في مدارس فيها موسيقي وسباحه وجلسات مساج
انت مش منهم.
ولا زيهم.
ولا هتكون. ولا هتحس بالامهم ومعاناتهم.
لانك لو حسيت بيهم لحظه.
ماكنتش تتحكم في قوتهم.
وتتلاعب بصحتهم.
وتدخل لهم. السموم.
وتبيع لهم الامراض وسط رغيف العيشو وفي مية الحنفيه.
لو حسيت بيهم. ما كنتش تجري ورا وحده حلوه وتصرف ملايين علشان توصل لها.
وبعد شهر تسيبها.
ولا كنت تتاجر في مصير وحده كفيفه. لا حول لها ولا قوه. علشان تسلمها وتستلم قصادها كم مليون
لو حسيت بيهم. ماكنتش تعمل ثروتك. انت واللي زيك. من احتكار احلام الغلابه.
ومص دمهم. واستغلالهم.
بس هم اللي كسبانين.
وهم اللي هينتصرو في الاخر.
عارف ليه. يا احمد بيه. ؟
علشان اتعلمت من امي في اليومين اللي فاتو.
ان اللي بيظلم في الاول. بيتعب في الاخر. والاخر خلود
وان اللي بيتظلم في الاول. بياخد حقه في الاخر.
وبيرتاح
وهنا قاطعه احمد بالتصفيق.
وقال باستهزاء:- براااافو.
الظاهر ان شغلك مع عز بيه في حقوق الانسان. علمك تتكلم
فقالت كارما:- خليني بس اوضح له حاجه.
انت قولت ان عندي وعندي.
ليه اكون مع احمد؟
الفلوس كل حاجه. بالنسبه للي زيك
اللي محروم منها.
انما فيه حاجه اسمها الحب.
اللي زيك مايعرفش عنها غير انها حب الماده بس.
انا واحمد مش طمعانين في بعض
بالعكس اللي بينا ده. اطهر واقوي واصدق من كل حاجه.
وشوية الكلام الفارغ اللي قولتهم دول.
تقولهم. في موتمر من بتاع حقوق الانسان
انما انا عارفاك كويس
بتلف زي التعبان علي عمي عز. وبنته.
وكنت هتلف كمان عليا.
عارف ليه.
ولا اقولك. بلاش انت يا امين.
لانك خلاص انتهيت.
اخرك هنا.
دي كانت اخر محطه ليك.
فنظر اليها امين وقال :- دي النهايه من وجهة نظركم المحدوده.
لكن النهايه الحقيقيه غير كده خالص.
هتشوفوها. بعيونكم.
اما تشوفو السلاسل والحديد في اديكم زي الكلاب.
فاقترب احمد. ولكمه في وجهه بقبضة يده.
جعل الدم يسيل من انفه.
وشعر امين بدوار في رأسه. من شدة اللكمة
ولكنه كان مقيدا. لا يستطيع ردها.
فقالت كارما. :- سيبه يا احمد.
خليه اما يشوف اخته قدامه. وهي بتتقتل.
وهنا ضحك امين.
ورفع رأسه. ونظر. فرأي……………..
يتبع.

